بنيين

(1886 ـ 1976) بنيين تشوته (أو جو ده ) Pinyin Chu teh (or Zhude) مارشال وسياسي صيني، ولد لعائلة من الفلاحين في مدينة مانشانغ Manshang من مقاطعة سيتشوان Szechwan، وتوفي في بكين، أثبت جدارته في القيادة، فكان من أشهر قادة الصين، ومن مؤسسي الجيش الأحمر الصيني.

التحق تشوته في عام 1909 بالأكاديمية العسكرية في مقاطعة يونان Yunan. وتخرج فيها عام 1911، وانتسب في العام نفسه إلى حزب الكومينتانغ Kuomintang تحت شعار التحرر والعصرنة بزعامة صن يات ـ سن Sun Yat-Sen. وشارك في الإطاحة بأسرة مانشو Manchu الامبراطورية، وفي تمرد القوات العسكرية الصينية في جنوبي الصين.

سافر تشوته إلى أوربة عام 1922، فأقام مدة في باريس ثم ذهب إلى برلين، ودرس في جامعة غوتينغن Gottingen حيث التقى تشو إن لاي Chu Enlai، وانضم إلى الحركة الشيوعية، فطُرد من ألمانية عام 1926 لنشاطه السياسي، وعاد إلى الصين، والتحق بالجيش كاتماً انضمامه إلى الشيوعيين.

في 1 آب 1927 شارك تشوته في انتفاضة نان تشانغ Nanchang على الكومينتانغ، وبعد أن أخفقت الانتفاضة، عمل على إلحاق من تبقى من المتمردين بقوات العصابات الحمراء بقيادة ماوتسي تونغ Mao-tsé -Tung التي تألف منها الجيش الرابع الذي تقاسم رئاسته كل من تشوته قائداً للجيش وماوتسي تونغ مفوضاً سياسياً.

أسهم تشوته مع ماوتسي تونغ وتشو إن لاي في تنظيم الجيش الأحمر الصيني، الذي أُسندت قيادته إلى تشوته عام 1931، وخاض هذا الجيش صراعاً مريراً مع قوات جيش الكومينتانغ (الوطنيين ) بقيادة تشيانغ كاي شيك Chiang Kaishek. و أُجبر في عام 1934 تحت ضغط جيش الكومينتانغ على الانسحاب إلى تشين ـ سي Chen-Si (منطقة سينكيانغ Sinkiang) في شمال غربي الصين حيث الكثافة السكانية قليلة في مسيرة تاريخية عُرفت بالمسيرة الطويلة.

ولما اقتضت مواجهة الغزو الياباني تحالف القوى الصينية كافة، توجه تشوته في صراعه مع اليابانيين إلى التحالف مع تشيانغ كاي شيك (1937-1941). إلا أنه اضطر إلى التخلي عن هذا التحالف لتعارض وجهات النظر بين الكومينتانغ والشيوعيين. وخاض الشيوعيون الحرب على الغزاة اليابانيين مستقلين.

وحقق تشوته كثيراً من الانتصارات، ونجح في تحييد جزء كبير من القوات اليابانية في الحقبة بين 1941 و1945.

وبانتهاء الحرب العالمية الثانية، كان على تشوته مجابهة تشيانغ كاي شيك في حرب أهلية استمرت بضع سنين (1946-1949)، فقاد قوات المنطقة العسكرية الثانية وقاتل قوات الكومينتانغ قتالاً مريراً، وكان صاحب اليد الطولى في الانتصارات الساحقة للجيش الأحمر (الذي عُرف باسم جيش تحرير الشعب الصيني)، ومن ثم في تحرير البر الصيني بالكامل بزعامة ماوتسي تونغ.

ومع أن تشوته كان عضواً في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1934. إلا أنه لم يسعَ إلى منافسة زملائه على الزعامة السياسية.

وانتخب تشوته عام 1954، نائباً لرئيس الجمهورية. ولما أُدخل نظام الرتب العسكرية في الجيش الأحمر عام 1955، مُنح رتبة مارشال. وصار منذ عام 1959 رئيساً للجنة الدائمة لمؤتمر الشعب الوطني (الهيئة التشريعية في الصين)، وكانت له مشاركة في الثورة الثقافية عام 1966. وفي عام 1969 سمي تشوته عضواً دائماً في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب، إضافة إلى منصبه في مؤتمر الشعب الوطني حتى وفاته.