(1741ـ1790م) جوزيف الثاني Joseph II، أحد أشهر أباطرة الامبراطورية الرومانية الجرمانية المقدسة في القرن الثامن عشر من أسرة هابسبورغ Habsburg النمسوية، وهو الابن الأكبر للامبراطور فرانس الأول (1745-1765) Franz I، والامبراطورة ماريا تيريزا (1717-1780) Maria Theresa.
وُلد في فيينة، وعاش كأبناء ملوك عصره، إلا أنه اجتهد في تثقيف نفسه ثقافة عالية، اختير امبراطوراً بعد وفاة والده، وبدأ بممارسة مهام سياسية محددة، كلفته بها والدته التي تسلمت عملياً حكم الامبراطورية بعد وفاة زوجها سنة 1765.
يعد جوزيف الثاني عند بعض مؤرخي عصره نتاجاً لعصر التنوير Age of Enlightenment، لدرجة اشتهاره بلقب «المستبد المستنير». تأثر في شبابه بملك بروسية فريدريك الكبير، وزاره مرتين (1769-1770)، كما زار عدداً من ملوك أوربة، ومنهم «كاترين الثانية» امبراطورة روسية (1762-1796)، وشقيقته ماري أنطوانيت ملكة فرنسة (1777).
إثر وفاة والدته سنة 1780، تحرر من آخر عقبة في وجه تطبيق أفكاره الإصلاحية التي تأثرت بأجواء عصره ولاقت تجاوباً في شخصيته المثقفة، وكان يهدف من خلالها إلى إقامة دولة عصرية مركزية حديثة، فدعا إلى إلغاء العبودية وإلى التسامح الديني والمذهبي، كما بدأ العمل على إصلاح القانون بإلغاء كافة القوانين المتعارضة مع أفكار العصر الجديد، إضافة إلى إصلاح الضرائب والنظام المالي للدولة، وإنشائه عدداً من المؤسسات الخيرية والتعليمية، وإقرار الزواج المدني (1783)، وهي إصلاحات لاقت استحساناً كبيراً عند العامة وبعض الخاصة من أفراد المجتمع، وكانت آخر إصلاحاته إصداره عدداً من القرارات التي مست مصالح الكنيسة، مما دفع البابا بيوس السادس Pius VI لزيارة جوزيف الثاني في محاولة لإقناعه بالعدول عنها دون جدوى.
وفي مقابل هذا الاستحسان للسياسة الداخلية، سجلت المصادر التاريخية امتعاضاً كبيراً واستياءً عظيماً من هذه السياسة في كل من هنغارية (المجر) وهولندة (الأراضي المنخفضة)، إضافة إلى معارضة فريدريك الكبير ملك بروسية لسياسة جوزيف الثاني في بافارية وهولندة وكذلك هنغارية، الأمر الذي أدى إلى أنه عندما كان جوزيف الثاني يخوض معارك ضارية ضد العثمانيين، اندلعت في بلجيكة سنة 1787 ثورة ارتكزت على أسس دينية وإقطاعية، كما اندلعت في هنغارية في الوقت نفسه ثورة مماثلة. كما أن محاولته كسب مزيد من النفوذ في ألمانية اصطدم بمعارضة فريدريك الكبير الذي أسس «اتحاد الأمراء» للتصدي له.
وكان لخيبة أمل جوزيف الثاني من تراجع العامة عن تأييده وتمرد الخاصة من الأعيان أكبر الأثر في شعوره بالإحباط الذي دفعه إلى إصدار مرسوم ألغى بموجبه معظم إصلاحاته السابقة، وكان هذا آخر مرسوم يصدره قبل وفاته في فيينة 20/2/1790. وكان جوزيف الثاني قد تزوج مرتين دون أن يُرزق بأولاد، مما أدى إلى تسلم أخيه ليوبولد Leopold الثاني عرش الامبراطورية.
جوزيف الثاني
Sunday, December 14, 2014
الوقت المقدر للدراسة:
ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.
آخر أعلام
الأكثر زيارة في الأسبوع
موارد بیشتر برای شما
الشعر في مشهد، العاصمة الدينية لإيران
الانهيار البطيء للنظام السعودي..بن سلمان وحيدا في القمة!
معركة فاصلة على الرئاسات الثلاث في البرلمان العراقي
امريكا تصعد هجماتها الإعلامية ضد وزيرخارجيتها السابق
كاتب بريطاني: ابن زايد يستغل جهل ابن سلمان
مفاجأة... لماذا قرر عمر البشير حل الحكومة؟
الأنواء تعلن حالة الطقس في العراق للأيام المقبلة
اليابان تجرب مصعدا إلى الفضاء!
استخدام تقنية التعرف على الوجه في مطارات الهند
روسيا تستأنف إنتاج أضخم "سفينة طائرة" في العالم
جماعة علماء العراق: حرق القنصلية الايرانية تصرف همجي!!
البرلمان العراقى يعقد جلسة استثنائية لمناقشة الأوضاع بالبصرة اليوم
قمة طهران تخطف صواب الغرب وتذهل ساسته
معلومات لم تسمعها عن "المختار الثقفي"..من أديا دوري الامام الحسين وأخيه قمر بني هاشم؟!
الأمم المتحدة تطالب الصين بالإفراج عن مليون مسلم من الأويغور