الدكتور عبدالكريم راضي جعفر (العراق). ولد عام 1946 في العراق. أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في البصرة, ثم نال شهادة الماجستير بامتياز من كلية الآداب - جامعة البصرة 1985, والدكتوراه بامتياز مع توصية بطبع الرسالة على نفقة جامعة بغداد 1992. يعمل بقسم اللغة العربية بكلية التربية - الجامعة المستنصرية. عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
دواوينه الشعرية : الدفء البارد 1970 - عن الفارس والصيف الآخر 1977 - سيدي أيها البحر 1983 - ارتفاعات الشفق الجنوبي 1987 - عشب الأفول 2000.
مؤلفاته : في حركة الشعر العراقي الحديث - شعر عبدالقادر رشيد الناصري - ديوان الناصري (جمع وتحقيق ودراسة).
ممن كتبوا عنه: فاروق شوشة, ومحسن الخياط في مجلة الآداب 1972, وعبدالجبار داود البصري في جريدة الثورة.
عنوانه : قسم اللغة العربية - كلية التربية - الجامعة المستنصرية - بغداد.
من قصيدة: فضــــاءات مـــالك الحـزيـــــن
1 ـ الوردة اليابسة :
ربما ..
أفتحُ الباب لي
ألمحُ الوجد في هدأة الحاجبينْ
ربما ..
أُنهض الشعر أو أُسقط الوزنَ في المقلتين
ثم أغرق في الحلم :
(بيتي, هنا, وردة
نادمَتْ لونها.
والفراشات أجنحة من نضار.
والصبابات مملكة من ندى,
تحمل الآس, والنبع, والقافلة
والطريقْ,
زنبقيُّ الخطى,
والخطى نبأةٌ
فالضحى
سيد النور , ملقى على جبهةٍ..
لامست خفقة الصوم والنافله.
ها هنا , يخلع الماء أردية الحزن والأسئله
مثلما تخلع الروح أثوابها
* يا صغيري
تقول التي غادرت عشها في رياح الشتاء
ابْتَنِ البيت من حلة العنكبوت
تضطجع وردة الأسيجه
غابة من كروم العشيات والحلمة الدافئه.
يا صغيري.. هنا استودعت ثديَها الأرضُ
فالمورقون
من دمي, يفتحون القوافي التي غادرت رحمها
ابتن الـ.....).
وانتضى وجهها سورة البرتقال.
** رَفّةَ الآس والبرتقال
كيف خلَّفتِ لي..
زهرة في إناءْ?
* مرّ بي
فالمساءْ,
متعب .. آه من ظلة الروح..
في جنون السؤال.
مرّ بي
** ربما ..
ربما ينهض الحلم في نفحة من حنين
ربما ..
نلتقي بين بيْن.
2 ـ الهبوط :
أقول لسرب القطا :
أعِرْني جناحاً
أمُت بين وقع خطى صبيتي الزُّغْب, نضوَ حمامْ
ينوح على إلفه
أقول لسرب القطا : إن وجهيَ بعضُ رحيل الندى..
آه .. يا ضَـلَّـة الروح,
منّي عليك السلام.
3 ـ الصفصاف :
كلما مرّ بي, قلت : طينْ
أوقد الماءَ في جذوتهْ
فارتدى معطفا من غمام الشتاءْ,
خُلَّب البرق, لا ضوء, أو هبة قاتلهْ
ترتدي نَضْحَ هذا الغناء الضنين
ـ ما الذي يشعل , الليلةَ, الماءَ والطين, والأنَّة المورقه?
كلما مرّ بي..
زمّ نبض الهوى مقلته
وانزوى في بقايا الشذى
متعباً مثل رفِّ الندى
(يا بقايا جنون الهوى)
قلت :(يا متعبا يرتدي جلد قيس الملوّح بالشمس والرمل, والظبية القاتلة,
هُزّ لي نخلة طلعها حزن صفصافة أرتمِ شاهداً في مساء حزين).
مرَّ بي مسرعاً,
مرَّ بي ,
وامَّحى.
4 ـ الدُوار :
يقول لورد البنفسج : سورٌ لوجهيَ يندقُّ
مستفرداً بالعطاش
فينفطر الصائمون جوًى..
يستشيظ عذوقا من الحزن , حلو التلفِّت,
محتفلٍ بالصدى.
وحيداً يسائل عشتار
ـ كيف تكون السماءُ..
ظلال هجير ?
ـ وكيف تجيئين مُثخنةً بالنوار?
أقول لورد البنفسج:
بيني وبين افتضاض البكارهْ
دوار ٌ, فموت
أليست مهاوي الثمار
يداً في التراب القريب,
ومحض إشاره?