
الجراد فصيلة من الحشرات المستقيمات الأجنحة , واحدة جراده للذكر والأنثى (1) , وقال الدميري : الواحدة جرادة والذكر والأنثى فيه سواء , وهو مشتق من الجردة (2) , وقال ابن حجر :
أنه مشتق من الجرد لأنه لا ينزل على شيء إلا جرده (3) ، وفي الموسوعة :
اسم يمكن أن يطلق على الجندب ذي قرون الاستشعار القصيرة , ولكن اسم جراد يطلق غالباً على الجنادب المهاجرة ذات قرون الاستشعار القصيرة (4) ، قال القزويني : الجراد صنفان :
1- صنف يقال له الفارس وهو الذي يطير
2- وصنف يقال له الراجل وهذا ينزو نزواً(5) ، وتكنى الجراد بأم عرف (6)
النوع والصنف والفصيلة
الجراد أصناف مختلفة , فبعضه كبير الجثة وبعضه صغيرها وبعضه أحمر وبعضه أصفر وبعضه أبيض (7) , وفي الموسوعة : أن الجراد حوالي تسعة أنواع ويوجد بكل قارة النوع الخاص بها من الجراد المهاجر (8) ، وقال الجاحظ : إذا خرج من بيضه فهو دباً والواحد دباة , ويخرج أصهب إلى البياض , فإذا أصفر وتلونت فيه خطوط وأسود فهو برقان , وإذا بدت فيه خطوط سود وبيض وصفر فهو المسّيح فإذا بدا حجم جناحه فذلك الكتفان , فإذا ظهرت أجنحته وصار أحمر إلى الغبرة فهو الغوغاء والواحدة غوغاءة (9) , وقال الدميري : والجراد إذا خرج من بيضه يقال له الدبى , فإذا طلعت أجنحته وكبرت فهو الغوغاء , والواحدة غوغاءة , وإذا بدت فيه الألوان واصفرت الذكور واسودت الإناث سمي جراداً حينئذ (10) , وقال القزويني :هو صنفان , أحدهما يطير في الهواء ويقال له الفارس والآخر ينزو نزواً ويقال له الراجل (11) فالجراد من فصيلة الحشرات ذات الأرجل الستة (12)
صفـــــــتها
يبلغ طول معظم الجراد المهاجرة 5سم وله رأس كبير وعيون كبيرة وقرون استشعار قصيرة , كما أن له أرجلاً خلفية طويلة تساعده على القفز وأربعة أجنحة يطويها على ظهره في حالة عدم الطيران , ويستطيع العديد من أنواع الجراد إصدار صوت عن طريق حكه أرجله الخلفية المتضلعة بأجنحته الأمامية مما يؤدي إلى اهتزاز الأجنحة فيصدر عن ذبذباتها ذلك الصوت (13) ، والجراد منه ما هو بري ومنه ماهو بحري (14) ، وقال الدميري :أن الذكور صفراء والإناث سوداء (15) ، وقال للجرادة ست أرجل يدان في صدرها وقائمتان في وسطها ورجلان في مؤخرتها وطرف رجليها منشاران , وهو من الحيوان الذي ينقاد لرئيسه , ولعابه سم ناقع للنبات لا يقع على شيء منه إلا أهلكه , والجراد لا جهة له , وفي الجراد خلقة عشرة من جبابرة الحيوان مع ضعفه وجه فرس وعينا فيل وعنق ثور وقرنا إيل وصدر أسد وبطن عقرب وجناحا نسر وفخذا جمل ورجلا نعامة وذنب حية (16)
تـــــــــــكاثرها
يتكاثر الجراد عن طريق البيض , قال الدميري : إذا أراد أن يبيض إلتمس لبيضه المواضع الصلدة والصخور فيضع بيضه في أحد صدوعها فيكون له كالأفحوص ويكون حاضناً له ومربياً (17) , وفي الموسوعة :تضع أعداد كبيرة من الإناث بيضها بعضه قرب بعض , وعندما يفقس البيض , تبقى الصغار معاً وتعيش كجماعة واحدة (18) وقال القزويني : وفي أيام الربيع تحفر بأذانها حفراً وتبيض فيها كل واحدة مائة بيضة إلا بيضة , ثم يفقس ذلك البيض المدفون في الربيع ويظهر مثل الذباب الصغار (19)
حكم قتله :
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الجراد حيث قال : ( لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله الأعظم ) (20) , قال الدميري : وإن صح أراد به ما لم يعترض لإفساد الزرع وغيره , فإن تعرض لذلك جاز دفعه بالقتل وغيره (21) , وفي فتوى اللجنة الدائمة عن قتل النمل : إذا كان الواقع ما ذكر جاز لكم قتل المؤذي منه بأي وسيلة ماعدا النار , وقال ابن باز رحمه الله : وهكذا إذا وجد الأذى من غيرها كالنمل أو الصراصير أو الخنافس أو غيرها مما يؤذي فإنها تقتل بالمبيدات الحشرية وليس بالنار (22) , ولا شك أن الجراد في حالة الهجرة الجماعية إذا وقع على الزرع أتلفه كاملاً ولذا جاز قتله عند ضرره والله أعلموقال الدكتور محمد عبد الله : نخلص إلى مكافحة الجراد واجبة إذا حدث فساداً فيقتل ... ولا يقتل في غير مفسدة ولا بأس من صيده وأعلى درجات مكافحة الجراد والوقاية منه اجتناب المعاصي وصنوف الفساد والمبادرة بالتوبة (23)
وقال القرطبي : واختلف العلماء في قتل الجراد إذا حل بأرض فأفسد فقيل لايقتل وقيل يقتل , قال الجمهور إن تركه فساد للأموال (24)
مضــــــارها
أخطر أنواع الجراد هو جراد الصحراء , حيث ورد عنه عند الهجرة الجماعية تدميره للمحاصيل , وقد ورد ذكره في القرآن باعتبارها حشرة مضرة تقضي على المحاصيل وتدمر الزروع حيث أرسلها الحق تبارك وتعالى عقاباً على قوم فرعون كما في قوله ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ) [ الأعراف :133] , وقد يخشى أن تكون سبباً في إعاقة حركة الطائرات والقطارات والسفر بالسيارات ونحو ذلك(25) ، وأجاز الدميري قتله إذا تعرض للزرع بالإفساد (26)المصادر :
1- المعجم الوسيط ص115
2- حياة الحيوان 1/180
3- فتح الباري 9/536
4- الموسوعة العربية 8/238
5- عجائب المخلوقات ص436
6- حياة الحيوان 1/180
7- حياة الحيوان 1/180
8- الموسوعة العربية 8/238
9- الحيوان للجاحظ 5/551
10- حياة الحيوان 1/180
11- عجائب المخلوقات ص436
12- الموسوعة العربية 9/350
13- الموسوعة العربية 8/238
14- الموسوعة العربية 8/238 وحياة الحيوان 1/180
15- حياة الحيوان 1/180
16- حياة الحيوان 1/180,181 وراجع الحيوان للجاحظ 5/406
17- حياة الحيوان 1/181
18- الموسوعة العربية 8/238
19- عجائب المخلوقات ص436
20- الصحيحة للألباني برقم 2428
21- حياة الحيوان 1/181
22- فتاوى إسلاميه 4/450 , 451
23- عالم الحيوان ص106
24- تفسير القرطبي 7/171
25- الموسوعة العربية 8/239 بتصرف
26- حياة الحيوان 1/181
/ج