الزهد في الدنيا

قال الله تعالى يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جاز عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّهِ الْغَرُورُ و قال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَد
Sunday, April 5, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
الزهد في الدنيا
 الزهد في الدنيا

 






 

قال الله تعالى يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جاز عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّهِ الْغَرُورُ و قال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَد وَ اتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ و قال تعالى وَ فَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْ آخِرَةِ إِلّا مَتاعٌ .
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)إن الله تعالى يبتلي عباده عند طول السيئات بنقص الثمرات و حبس البركات و إغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب و يقلع مقلع و يتذكر متذكر و ينزجر منزجر و قد جعل الله الاستغفار سببا له و للرزق و رحمة للخلق فقال سبحانه اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوال وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّات وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً .فرحم الله من قدم توبته و أخر شهوته و استقال عثرته فإن أمله خادع له و أجله مستور عنه و الشيطان يتوكل به يمنيه التوبة ليسوقها و يزهي له المعصية ليرتكبها حتى تأتي عليه منيته و هو أغفل ما يكون عنها فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره حسرة عليه و أن تؤديه الأيام إلى شقوة فنسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن لا يبطره نعمة و لا تقتصر به عن طاعة ربه غاية و لا تجعل به بعد الموت ندامة و لا كائبة.
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و لو أنهم حين تزول عنهم النعم و تحل بهم النقم فزعوا إلى الله توبة يوله من نفوسهم و صدق من نياتهم و خالص من طوباتهم لرد عليهم كل شارد و لأصلح لهم كل فاسد.
و قال النبي إن الله تعالى خلق ملكا ينزل في كل ليلة ينادي يا أبناء العشرين جدوا و اجتهدوا و يا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنيا و يا أبناء الأربعين ما ذا أعددتم للقاء ربكم و يا أبناء الخمسين أتاكم النذير و يا أبناء الستين زرع آن حصاده و يا أبناء السبعين نودي لكم فأجيبوا و يا أبناء الثمانين أتتكم الساعة و أنتم غالفون ثم يقول لو لا عباد ركع و رجال خشع و صبيان رضع و أنعام رتع لصب عليكم العذاب صبا.
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)أكرموا ضعفاءكم فإنما ترزقون و تنصرون بضعفائكم و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)يا بني هاشم يا بني عبد المطلب و يا بني عبد مناف و يا بني قصي اشتروا أنفسكم من الله و اعلموا أني أنا النذير و الموت المغير و الساعة الموعد و لما أنزل الله عليه وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ صعد على الصفا و جمع عشيرته و قال يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني عبد مناف يا بني قصي اشتروا أنفسكم من الله فإني لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس عم محمد يا صفية عمته يا فاطمة ابنته ثم نادى كل رجل باسمه و كل امرأة باسمها ألا يجيء الناس يوم القيامة يحملون الآخرة و يأتون و يقولون بأن محمدا منا و ينادون يا محمد يا محمد فأعرض بهذا و هكذا و أعرض عن يمينه و شماله فو الله ما أوليائي منكم إلا المتقون إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
و روي أنه (صلی الله عليه وآله وسلم)لما مرض مرضه الذي مات فيه خرج متعصبا معتمدا على يد أمير المؤمنين (عليه السلام)و الفضل بن العباس فتبعه الناس فقال أيها الناس إنه قد آن مني خفوقي يعني رحيلي و قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع ثم جاء حتى دخل البقيع ثم قال السلام عليكم يا أهل التوبة السلام عليكم يا أهل الغربة ليهنكم ما أصبحتم فيه ما الناس فيه أتت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم استغفر لهم و أطال الاستغفار و رجع فصعد المنبر و اجتمع الناس حوله فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه قد آن مني خفوقي فإن جبرئيل (عليه السلام)كان يأتيني يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة و إنه قد عارضني به في هذه السنة مرتين و لا أقول ذلك إلا لحضور أجلي فمن كان له علي دين فليذكره لأعطيه و من كان له عندي عدة فليذكرها أعطه أيها الناس لا يتمنى متمني و لا يدعي مدع فإنه و الله لا ينجي إلا العمل و رحمة الله لو عصيت لهويت ثم رفع طرفه إلى السماء و قال اللهم قد بلغت.
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)إياكم و محقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا و إنها لتجمع على المرء حتى تهلكه.
و قال (عليه السلام)لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا على أنفسكم و لخرجتم على الصعدات تبكون على أعمالكم و لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم سمينا.
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)أما و الله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم على أنفسكم و لخرجتم على الصعدات تندمون على أعمالكم و لتركتم أموالكم لا حارس لها و لا خائف عليها و لكنكم نسيتم ما ذكرتم و أمنتم ما حذرتم فتاه عنكم رأيكم و تشتت عليكم أمركم أما و الله لوددت أن الله ألحقني بمن هو خير لي منكم قوم و الله ميامين الرأي مراجيح الحكمة مقاويل الصدق متاريك البغي مضوا قدما على الطريق و أجفوا على المحجة ظفروا بالعقبى الدائمة و الكرامة الباقية أما و الله ليظهر عليكم غلام ثقيف الديال الميال يأكل خضرتكم و يذيب شحمتكم إيه أبا وذحة يعني بذلك الحجاج بن يوسف لهمه يهتم به .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)إن الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم و إن ضحكوا و يشتد حزنهم و إن فرحوا و يكثر مقتهم أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا.
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)في خطبته أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت و أذنت بوداع و إن الآخرة قد أقبلت و أشرفت باطلاع ألا و إن اليوم المضمار و غدا السباق و السبقة الجنة و الغاية النار أ فلا تائب من خطيئته قبل منيته أ لا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه و حسرته ألا و إنكم في أيام عمل من ورائه أجل فمن عمل في أيام عمله قبل حضور أجله نفعه عمله و لم يضره أجله و من قصر في أيام عمله خسر عمله و ضره أجله ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة ألا إني لم أر كالجنة نام طالبها و لا كالنار نام هاربها و إن من لم ينفعه الحق يضره الباطل و من لم يستقم به الهدى يرده الضلال ألا و إنكم قد أمرتم بالظعن و دللتم على الزاد و إن أخوف ما أتخوف عليكم اتباع الهوى و طول الأمل تزودوا من الدنيا في الدنيا مما تنجون به أنفسكم.
يقول العبد الفقير إلى رحمة الله و رضوانه الحسن بن محمد الديلمي تغمده الله برحمته و رضوانه إن هذا الكلام منه (عليه السلام)لعظيم الموعظة و جليل الفائدة بليغ المقالة لو كان كلام يأخذ بالازدجار و الموعظة لكان هذا يكفي به قاطعا لعلائق الآمال و قادحا لزناد الاتعاظ و الإيقاظ يأخذ و الله بأعناق المتفكرين فيه و المتبشرين إلى الزهد و يضطرهم إلى عمل الآخرة فاعتبروا و تفكروا و تبصروا إلى معانيه يا أولي الألباب .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)في خطبة أخرى تجري هذا المجرى انظروا إلى الدنيا نظرالزاهدين فيها الصارفين عنها فإنها و الله عن قليل تزيل الثاوي الساكن و تفجع المترف الآمن لا يرجع ما تولى منها فأدبر و لا يدري ما هو آت منها فينتظر سرورها مشوب بالحزن و جلد الرجال منها إلى الضعف و الوهن فلا تغرنكم كثرة ما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها فرحم الله امرأ تفكر فاعتبر فأبصر و كأنما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن ما هو كائن من الآخرة عما قليل لم يزل و كل معدود منتقص و كل متوقع آت و كل آت قريب دان و العالم من عرف قدره و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره و إن أبغض العباد إلى الله لعبد وكل الله بنفسه جائر عن قصد السبيل سائر بغير دليل إن دعي إلى حرث الدنيا عمل و إلى حرث الآخرة كسل كان ما عمل له واجب عليه و ما ونى عنه ساقط عنه و ذلك زمان لا يسلم فيه إلا كل مؤمن نؤمه أن شهد لم يعرف و إن غاب لم يفتقد أولئك مصابيح الهدى و أعلام السرى ليسوا بالمساييح و لا المذاييع البذر أولئك يفتح الله عليهم أبواب رحمته و يكشف عنهم ضر نقمته يا أيها الناس إنه سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الإناء بما فيه أيها الناس إن الله تعالى قد أعاذكم من أن يحم عليكم و لم يعذكم من أن يبتليكم لقوله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَ آيات وَ إِنْ كُنّا لَمُبْتَلِينَ و قوله (عليه السلام)كل مؤمن نؤمه يريد الخامل الذكر القليل الشر و المصابيح جمع مصباح و المساييح جمع مسياح و هو الذي يسيح بالفساد و النمائم و المذاييع جمع مذياع و هو الذي سمع لغيره بفاحشة أذاعها و أعلن بها و البذر هو الكثير السفه و اللغو بالهذيان .
و قال (عليه السلام)في خطبة أخرى تجري هذا المجرى ألا و إن الدنيا قد تصرمت و أذنت بالزوال و تنكر بانقضاء معروفها و أدبرت حذاء فهي تحفز بالفناء سكانها و تحدو بالموت جيرانها و قد أمر منها ما كان حلوا و كدر منها ما كان صفوا فلم يبق منها إلا سملة كسملة الإداوة أو جرعة كجرعة المقلة لو لم يمررها يمرؤها الصديان لم ينفع فأزمعوا عباد الله الرحيل عن هذه الدار المقدر على أهلها الزوال و لا يغرنكم فيها الأجل و لا يطولن عليكم الأمل فو الله لو حننتم حنين الوله العجلان و دعوتم بهديل الحمام و جأرتم جؤار متبتلي الرهبان
و خرجتم إلى الله من الأموال و الأولاد ابتغاء القربة إليه في رفع درجته عنده أو غفران سيئة أحصاها كتبته و حفظتها رسله لكان قليلا فيما أخشى عليكم من عقابه و أرجو لكم من ثوابه تالله لو انماثت قلوبكم انمياثا و سالت عيونكم رغبة لله و رهبة دما ثم عمرتم في الدنيا قائمة ما جزت أعمالكم و لو لم تبقوا شيئا من جهدكم لأنعمه عليكم العظام و هداه إياكم للإيمان .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)إنه ليظهر النفاق و ترفع الأمانة و تقيض الرحمة و يتهم الأمين و يؤتمن الخائن أتتكم الفتن كأمثال الليل المظلم و جاء في قوله تعالى وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قال ينادون أربعين عاما فلا يجيبهم ثم يقول إِنَّكُمْ ماكِثُونَ فيقولون رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنّا ظالِمُونَ فيدعون أربعين عاما فيقال لهم اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ فيئس القوم بعدها فلم يبق إلا الزفير و الشهيق كما تتناهق الحمير .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)يشتد بأهل النار الجوع على ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة و عذاب أليم و شراب من حميم فيقطع أمعاءهم فيقولون لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ فيقال لهم أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلال .
قال الامام الحسن (عليه السلام)إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوه و لكن إذا أطفأ بهم اللهب أرسبهم في قعرها ثم غشي عليه فلما أفاق من غشوته قال يا ابن آدم نفسك نفسك فإنما هي نفس واحدة إن نجت نجوت و إن هلكت لم ينفعك نجاة من نجاة .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت عليهم في أموالهم .
و قال (عليه السلام)بئس العبد عبد سها و لهى و غفل و نسي القبر و البلاء و بئس العبد عبد صغى و بغى و نسي المبتدأ و المنتهى و بئس العبد عبد يقوده الطمع و يطغيه الغنى و يرديه الهوى الحديث رواه الخليفة بن الحصين قال قال قيس بن عاصم وفدت على رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)في جماعة من بني تميم فقال لي اغتسل بماءو سدر فاغتسلت ثم رجعت إليه فقلت يا رسول الله عظنا موعظة ننتفع بها فقال يا قيس إن مع العز ذلا و إن مع الحياة موتا و إن مع الدنيا آخرة و إن لكل شيء حسيبا و على كل شيء رقيبا و إن لكل حسنة ثوابا و لكل سيئة عقابا و إنه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك و هو حي و تدفن معه و أنت ميت فإن كان كريما أكرمك و إن كان لئيما أسلمك ثم لا تدفن إلا معه و لا يدفن إلا معك فلا تجعله إلا صالحا لأنه إذا كان صالحا لا يؤنسك إلا هو و إن كان فاحشا لا يوحشك إلا هو فقال يا رسول الله لو نظم شعرا افتخرنا به على من يلينا من العرب فأراد أن يدعو حسانا لينشد فيه فقال رجل يقال له صلصال شعرا :
تخير خليطا من فعالك إنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
فلا بد بعد الموت من أن تعده *** ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن *** بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** و من قبله إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله *** يقيم بينهم قليلا ثم يرحل
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)لكل إنسان ثلاثة أخلاء أما أحدهم فيقول إن قدمتني كنت لك و أما الآخر فيقول أنا معك إلى باب الملك ثم أودعك و أمضي عنك و أما الثالث فيقول أنا معك لا أفارقك فأما الأول فماله و أما الثاني فأهله و ولده و أما الثالث فعمله فيقول و الله لقد كنت عندي أهون الثلاثة فليتني لم أشتغل إلا بك .
و قال العرباض بن سارية وعظنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)موعظة ذرفت العيون و وجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فما تعهد إلينا قال لقد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ بعدها إلا هالك و من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي بعدي و سنة الخلفاء الراشدين من أهل بيتي فعضوا عليهم بالنواجد و أطيعوا الحق و لو كان صاحبه عبدا حبشيا فإن المؤمن كالجمل الألوف حيث ما قيد استقاد .
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)في قوله تعالى لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ الصحة و الأمن و القوة و العافية و قيل الماء البارد في أيام الحر و كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي لم يجعله أجاجا بذنوبنا و جعله عذبا فراتا بنعمته .
و قال سفيان بن عيينة ما من أحد من عباد الله إلا و لله الحجة عليه إما مهمل لطاعة الله أو مرتكب لمعصيته أو مقصر في شكره .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)يقول الله تعالى يا ابن آدم أ ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم و تتبغض إلي بالمعاصي خيري إليك نازل و شرك إلي صاعد و لم يزل و لا يزال في كل يوم ملك كريم يأتيني عنك بعمل قبيح يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك و أنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته .
و قال (عليه السلام)لا يغرنكم من ربكم طول النسية و تمادي الأمهال و حسن التقاضي فإن أخذه أليم و عذابه شديد إن لله تعالى على نعمه حقا و هو شكره فمن أداه زاده و من قصر فيه سلبه منه فليراكم الله من النقمة وجلين كما يراكم بالنعمة فرحين .
و قال ابن عباس آخر آية نزلت وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفْس ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)إني لأعرف آية من كتاب الله لو أخذ بها جميع الناس كفتهم قالوا يا رسول الله و ما هي قال وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ .
المصدر :
(بتصرف)ارشاد القلوب ص 31- 38 / الشیخ ابو محمد الديلمي



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.