الحمار

الحمار: النهّاق من ذوات الأربع , أهلياً كان أو وحشياً , وقال الأزهري : الحمار العَيْرُ الأهلي والوحشي جمعه أحمرة وحُمرّ وحُمرٌ وحمير وحمرات والأنثى حمارة , ورجل حامر وحّمار أي ذو حمار(1) , وتعرف الأنثى بالأتان(2) ، والعير الحمار الوحشي والأهلي والجمع أعيار ومعيوراء وعيور(3) , ويكني الحمار بأبي صابر وأبو زياد وتكنى الأنثى بأم محمود وأم تولب وأم جحش وأم نافع وأم وهب , ويعرف الحمار بطويل الأذنين(4) ، والجحش ولد الحمار وجمعه جحاش وجحشة وجحشان وأنثى الجحش جحشة(5), ويسمى الفراء(6)

الصنف والنوع

الحمار حيوان داجن من الفصيلة الخيلية يستخدم للركوب والزينة (7) , وهي صنفان :
1- الحمار الأهلي : وهو حيوان ثدي مستأنس شبيه الحصان
2- الحمار الوحشي : وهو حيوان مخطط يشبه الحصان , وخطوطه مرتبة بشكل متناسق وجميل ويغلب عليها اللون الأبيض والأسود أو البني القاتم (8)

المـــــــوطن

الحمار الوحشي يوجد بكثرة في جنوب آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا وقد أدخله البريطانيون إلى أستراليا ، والحمار البري يوجد بكثرة في شمال أستراليا وكل الحمر البرية نادرة الوجود وتواجه الانقراض ، والحمار الوحشي موطنه قارة أفريقيا (9)

صــــــفتها

أذنه طويلة وقدمه صغيرة وشعره طويل عند نهاية الذيل (10) , ويوصف الحمار بالهداية أي سلول الطرقان ويوصف بحدة السمع , والوحش منه شديد الغيرة (11) , ويوصف الحمار بالجهل(12) , ومن الحمير لا يصلح إلا لحمل الأثقال (13) وقد عرف الحمار بوداعته وقوته (14) وكّنيِ الحمار بأبي صابر لصبره وقوة تحمله

غــــــذائها

تعيش الحمير في السهول العشبية وبعضها يعيش على الجبال الوعرة وهذا الحمار من آكلات العشب(15)

تكاثرها ومراحل عمرها

تتكاثر عن طريق التزاوج الجنسي مثل الخيل والإبل, قال الدميري: وينزو الحمار إذا تم له ثلاثون شهراً(16) ، والحمار من الحيوانات المعمّرة حيث قيل قد يعيش مائتي عام وقيل يعيش أكثر من ثمانمائة سنة, وأعمار الحمر الوحشية أطول من الحمر الأهلية وقيل أن حمار أبي سيارة أجاز الناس من مزدلفة إلى منى أربعين سنة(17)

صــــــــــوتها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوها بالله من الشيطان الرجيم فإنها رأت شيطان)(18) , قال الجوهري : تعشير الحمار نهيقه عشرة أصوات في طلق واحد (19) , وصوته بعيد وشديد وممتد (20), ولكن صوته منكر وقبيح تذمه العرب(21) , قال تعالى ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )(22) , قال القرطبي : أي
أقبحها وأوحشها , والحمار مَثَلٌ في الذم البليغ والشتيمة وكذلك نهاقه , وقال سفيان الثوري : صياح كل شيء تسبيح إلا نهيق الحمير ، وقال عطاء : نهيق الحمير دعاء على الظلمة (23) , وقال قتادة : أي أقبح الأصوات لصوت الحمير, أوله زفير, وآخره شهيق , وقال عكرمة والحكم أي أشر الأصوات , وقال ابن زيد : لو كان رفع الصوت خيراً ما جعله للحمير(24)

حكم أكل لحومها وشرب ألبانها

اختلف العلماء في حكم أكل لحوم الحمر الأهلية على ثلاثة أقوال :
الأول : الجواز مطلقاً
الثاني : الجواز مع الكراهة , وهو قول لبعض المالكية
الثالث: التحريم مطلقاً , وهو قول الأحناف والشافعية والحنابلة وبعض المالكية وهذا هو الراجح , وكذلك تحرم ألبانها تبعاً للأصل (25)
أما الحمار الوحشي فيجوز أكله , قال ابن حجر ويؤخذ من التقييد بها جواز أكل الحمر الوحشية (26) , وقال ابن حجر: وفي هذا دلالة على أنه يحل أكل لحمه أي حمار الوحش وهو إجماع , وفيه خلاف شاذ أنه إذا عُلِفَ وأنس صار كالأهلي (27)

فــــــــــوائدها

قال تعالى ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) (28)[راجع تفسيرها في فوائد الخيل] فهي وسيلة نقل تتخذ للزينة كما سبق , وفي الموسوعة : تستعمل لحمل الأثقال , وكانت وسيلة نقل مهمة قبل ظهور وسائل النقل الحديثة (29) , وقال الدميري : نوع منه يصلح لحمل الأثقال ونوع منه يصلح للعدو والسباق , قال أحدهم : أنه أقل الدواب مؤونة وأكثرها معونة وأخفضها مهوى وأقربها مرتقى (30)

حــــــكم بيعها

يجوز بيع وشراء الحمار لأنه حيوان أبيح اقتناؤه وفيه نفع مباح كالركوب (31)

عدد ورود الاسم في القرآن

ورد لفظ الحمير في القرآن ست مرات :
قال تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(32) ، وقال تعالى ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )(33) ، وقال تعالى (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (34)، وقال تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ) (35)، وقال تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )(36) ، وقال تعالى ( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ) (37)
المصادر :
1- لسان العرب 3/ 320,319
2- الموسوعة العربية 9/496
3- حياة الحيوان 1/509
4- حياة الحيوان 1/229
5- لسان العرب 2/184
6- حياة الحيوان 1/243
7- المعجم الوسيط ص196
8- الموسوعة العربية 9/497,496
9- الموسوعة العربية 9/497,496
10- الموسوعة العربية 9/497,406
11- حياة الحيوان 1/243,229 وراجع الحيوان للجاحظ 2/258
12- الحيوان للجاحظ 2 / 75 - 258 - 4 / 38
13- حياة الحيوان 1/229
14- الموسوعة العربية 9/497
15- الموسوعة العربية 9/497
16- حياة الحيوان 1/229
17- حياة الحيوان 1/244
18- أخرجه مسلم برقم2729
19- حياة الحيوان 1/230
20- الحيوان للجاحظ 2/295- 258 -255
21- حياة الحيوان 1/229
22- لقمان 19
23- تفسير القرطبي 14/ 48-49
24- تفسير القرطبي 10/217
25- أحكام الأطعمة ص23 وراجع المغني 13/319
26- فتح الباري 9/570 ونيل الأوطار 8/260
27- سبل السلام 4/161
28- النحل 8
29- الموسوعة العربية 9/497,496
30- حياة الحيوان 1/229
31- المغني 6/359 وراجع الممتع 8/28 للفائدة
32- البقرة 259
33- النحل 8
34- لقمان 19
35- فاطر 27
36- الجمعة 5
37- المدثر: 50