آل سعود وحرب فلسطين

لكي نعرف ما قدّمه السعوديون في الحرب الفلسطينية يكفي أن نأخذ هذه الفقرة من مذكرات طه الهاشمي الذي كان رئيساً للّجنة العسكرية المنبثقة سنة (1947 ـ 1948) عن جامعة الدول العربية للإشراف على حرب فلسطين.
Saturday, May 23, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
آل سعود وحرب فلسطين
آل سعود وحرب فلسطين

 






 

لكي نعرف ما قدّمه السعوديون في الحرب الفلسطينية يكفي أن نأخذ هذه الفقرة من مذكرات طه الهاشمي (1) الذي كان رئيساً للّجنة العسكرية المنبثقة سنة (1947 ـ 1948) عن جامعة الدول العربية للإشراف على حرب فلسطين.

وقد نشر هذه المذكرات في جريدة «الحارس» البغدادية، قال الهاشمي:

(إنّ الحكومة السعودية أبرقت للّجنة العسركية عن أسلحة معدّة لإنجاد فلسطين موجودة في (سكاكة) بالصحراء السعودية، فأرسلت الحكومة السورية طيّارات عسكرية فأحضرت تلك الأسلحة لدمشق، وسلّمتها الى المصنع الحربي التابع للجيش السوري لفرزها وتبويبها، فإذا هي أسلحة عتيقة متعددة الأنواع، والأشكال، فيها الموزر والشنيدر، والمارتيني الخ، وفيها بنادق فرنسية،وإنكليزية،وعثمانية،ومصرية ويونانية، ونمساوية وكلها بدون جبخانة وكلها مصدئة (خردة) لا تصلح لقتال…).

ثم قال الهاشمي:

(إنّهم وجدوا بين هذه الحدايد بنادق ممّا تعبّأ بالكحل من فوهتها وتدك من الفوهة أيضاً، وانها من مخلّفات حملة الجيش المصري على الوهابين في أوائل القرن التاسع عشر... )
وليس هذا فقط فإنّ رؤساء الوفود العربية في هيئة الأمم المتحدة أرسلوا عشية الموافقة على قرار تقسيم فلسطين عام (1948) برقية إلى الملك السعودي يلحّون عليه بإصدار تصريح ـ مجرد تصريح ـ يهدّد فيه بقطع البترول إذا صوّتت أمريكا على التقسيم واعترفت بإسرائيل.

فماذا كان ردّ الملك؟

كان أن أعطى تصريحاً معاكساً قال فيه:
(إنّ المصالح الامريكية في السعودية محميّة، وان الأمريكيّين هم من «أهل الذمّة»، وإنّ حمايتهم، وحماية مصالحهم واجب منصوص عليه في القرآن الكريم!).
وهكذا تمّ تقسيم فلسطين، وإقامة إسرائيل، واعتراف أمريكا بالدولة المغتصبة بعد إعلان قيامها بدقيقة واحدة .(2)

مشروع بريطانيا العظيم!

قال تشرشل: «أريد أن أرى ابن السعود سيدا على الشرق الأوسط وكبير كبراء هذا الشرق، على أن يتفق معكم أولاً ـ يا مستر حاييم ـ ومتى تم هذا؛ عليكم أن تأخذوا منه ما تريدون أخذه».. هذا ما قاله تشرشل.
عن مذكرات الدكتور حاييم وايزمن أول رئيس «لدولة اسرائيل» في فلسطين.
وقال: «إنشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الأول.. والمشروع الثاني من بعده انشاء الكيان الصهيوني بواسطته»!..
هكذا قال (وايزمن) وهو أحد كبار الصهاينة الذين أسّسوا الكيان الصهيوني في فلسطين.. ويضيف نقلاً عن تشرشل الرئيس الاسبق لبريطانيا، والذي كان له دور أولي بارز في تكوين الكيان السعودي والكيان الصهيوني:
(في 11/3/1932 ـ إبّان وداعي للسيد جون مارتن سكرتير تشرشل الذي كان السكرتير العام للجنة بيل، قال تشرتشل: أريد أن تعلم مكرراً ـ يا وايزمن ـ أنني وضعت مشروعاً لكم وهو لا ينفّذ إلاّ بعد نهاية الحرب «الحرب العالمية الثانية» وهذا المشروع هو: أنني أريد أن أرى ابن السعود سيداً على الشرق الأوسط وكبير كبراء هذا الشرق، على شرط أن يتفق معكم أولاً، ومتى تم هذا المشروع فعليكم أن تأخذوا منه ما أمكن أخذه وليس من شك أننا سنساعدكم في هذا، وعليك أن تحتفظ بكتمان هذا السرّ، ولكن أنقله الى روزفلت، وليس هناك شيء يستحيل تحقيقه حين أعمل لتحقيقه أنا وروزفلت رئيس الولايات المتحدة الامريكية)!..
هكذا أسّس الإنكليز (مشروع) العرش السعودي.. كمشروع اوّلي لإنشاء كيان اليهود وإنشاء الانكليز لكيان آل سعود هو (مشروع) اليهود رقم -1 كما يقول تشرشل ووايزمن من أجل اقامة (المشروع اليهودي) الثاني.. هذه مشاريع الاستعمار.. عروش يهودية لحماية كيانات يهودية.. وهكذا تستباح أرضنا في الجزيرة العربية وفلسطين (ومن لا يملك يعطي من لا يستحق).. وكما بدأ تكوين اليهود لآل سعود «كمشروع أولي» باسم الاسلام والعروبة، استمروا بضحكهم ومهازلهم على ذقون العرب وفي مؤتمرات القمم ليستروا بها أدوارهم كلما انكشفت بسراويل قبول القرارات.. والصمت يا عرب، الصمت، «فالصامت عن الحق شيطان أخرس، والصامت على الباطل شيطان أخرس».. حديث شريف.

من خيانات عبدالعزيز آل سعود

كتب الكاتب الفلسطيني وجيه ابو ذكرى ضمن مقال طويل بعنوان (هكذا ضاعت فلسطين وهكذا تعود) يقول تحت عنوان (ملوك الذهب والصحراء!): ثم يأتي الدور الخطير الثالث من أسباب هزيمتنا على أرض فلسطين. وهو دور الملك عبدالعزيز آل سعود. فلم يكن الشعب العربي يطلب منه رجالاً أو سلاحاً.. كل ما كان يرجوه أن يضغط على أصدقائه الأمريكان. لكي يضغطوا بدورهم على العصابات الصهيونية. وكانت وسيلة الضغط: ذلك السلاح الرهيب الذي يملكه العرب حتى الآن ولم يحاولوا إشهاره في وجه العدو.. سلاح البترول.. ولخطورة هذا السلاح أنقل هذه الحادثة:
«انتقل الصراع إلى الأمم المتحدة. وبدأ أمريكا تلعب لعبتها القذرة لتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب. ونشط المندوبون العرب لمحاولة إحباط المشروع الذي عرض على الجمعية العامة للمنظمة الدولية، وكان بين العرب الأمير عادل أرسلان. وذهب الى أحد الوفود يستعطفه ليقف بجانب الحق العربي.. فقال له الرجل: «لديكم أيها العرب الورقة الرابحة. ولكنكم تخشون اللعب بها!» وأشار الرجل إلى وزير خارجية السعودية وكان وقتها الأمير فيصل ـ الملك الحالي ـ وقال له الرجل.. «لو ذهب هذا الأمير إلى جورج ما ريشال وزير الخارجية الأمريكية وهدده بقطع البترول إذا ناصرت أمريكا اليهود. لوجدت هذه القاعة كلها تقف بجانب العرب.»!.
ولكن.. هل هذا هو كل خيانة الرجعية السعودية؟.. لا.. إنها أكثر من ذلك بكثير.
وهنا.. سأترك الصديق الراحل للملك عبدالعزيز يحكي بنفسه قصة عبدالعزيز وخيانته الواضحة لقضية فلسطين.. وصديق الملك كان سنت جون فيلبي، الذي أسلم!. واعتنق المذهب الوهّابي، وأصبح مستشار الملك عبدالعزيز.. يقول جون أو الحاج عبدالله فيلبي أو مستشار الملك.. في كتابه «40 عاماً في البحرية»:
«إن مشكلة فلسطين لم تكن تبدو «لابن سعود» بأنها تستحق تعريض علاقاته الممتازة مع بريطانيا ـ وأمريكا أخيراً ـ للخطر! ويقول جون فيلبي: «وكان مستقبل فلسطين كله بالنسبة ـ لعبدالعزيز آل سعود وآل سعود كلهم ـ أمراً من شأن بريطانيا الصديقة العزيزة المنتدبة على فلسطين. ولها ان تتصرف كما تشاء، وعلى عبدالعزيز السمع والطاعة».
«وكان من أساس الاتفاق لإنشاء الوجود السعودي أن تقوم سياسة آل سعود على أن لا يتدخل الملك عبدالعزيز وذريته من بعده بشكل من الأشكال ضد المصالح البريطانية والامريكية واليهودية في البلاد التي تحكمها بريطانيا أو تحت انتدابها أو نفوذها ومنها فلسطين».
«وكان الملك عبدالعزيز يعلن أن العرب سوف يخضعون لتقسيم فلسطين إذا فرضته بريطانيا العظمى.. وقد تقدمت لعبدالعزيز باقتراح
للموافقة بتسليم فلسطين كلها إلى اليهود مقابل استقلال البلاد العربية كلها. وضمان إسكان أهلها الذين سيخرجون منها بطريقة كريمة»!.
«والرجال الذين حوله كانوا لا يوافقون على آراء الملك بالنسبة لقضية فلسطين. فكان من رأي الملك أنه لا يرى في فلسطين ما يستحق أن يحمله على شل علاقته ببريطانيا وأمريكا».
ويبدو أن هذه الإعجاب كان متبادلا بين بريطانيا وأمريكا وبين الملك عبدالعزيز في الفترة الأخيرة في حياته التي تلت الحرب العالمية الثانية مباشرة، وأنه قد حمله ونستون تشرشل زعيم بريطانيا على التفكير بأن يجعل من الملك السعودي زعيما لا ينازع للعالم العربي!.
«لقد أعلن الملك رأيه بصراحة بأن العرب لن يوافقوا على التقسيم أو يعترفوا بأيّ حق لليهود في فلسطين، ولكنهم سيذعنون حتى إذا ما فرضت بريطانيا عليهم التقسيم».
لا أعتقد أن هذه الآراء في حاجة إلى مجرد تعليق، ولكن ـ والحق يقال ـ إن الملك عبدالعزيز قد حزن حزناً عميقاً في أعقاب هزيمة الجيوش العربية في فلسطين.. واسمعوا من مستشاره ـ جون فيلبي ـ سرّ هذا الحزن العميق!.. يقول جون فيلبي:
ـ «.. وكان انتقال الجزء العربي الذي احتفظ به من فلسطين الى ملكية عبدالله ملك الأردن أمراً أكثر مما يستطيع الملك عبدالعزيز استساغته»!.
«لانه كان يريد ضمه إليه أو إلى اسرائيل، ولذلك وقف في الوقت نفسه موقف المعارضة من إنشاء حكومة عموم فلسطين في قطاع غزة الذي يحتله المصريون، لأنه يخشى أن تقوى هذه الحكومة فتثير القلاقل من جديد ضد اليهود. وقد اتفق مع تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وكذلك مع الرئيس الامريكي روزفلت على توزيع الفلسطينيين في البلاد العربية، ومن أجل ألاّ يكون للفلسطينيين أيّ كيان، قام الملك عبدالعزيز آل سعود بإغراء جمال الحسيني ـ الذي عينته حكومة عموم فلسطين في غزة ـ وزيراً لخارجيتها، أغراه عبدالعزيز ليصبح من مستشاريه في الرياض مقابل مبلغ غير قليل من المال بناء على طلب من أمريكا وبريطانيا كما عمل عبدالعزيز لتفتيت بقية ـ حكومة عموم فلسطين ـ بالمغريات وغيرها»!..
هذا هو الموقف الصريح للرجعية اليهودية السعودية، ولكن أحداً لا ينسى بطولات الكتيبة «العربية» التي خرجت أفراداً من الجزيرة العربية دون رضا آل سعود، واستشهد معظمها بعد أن اشتركت في الحرب كان مقدارها (700رجل) ومع ذلك تبنّاها عبدالعزيز بعد أن نالت سمعة جيدة لكنه فتتها وقال: «إن بريطانيا أرادت إقامة اسرائيل.. وستقوم إسرائيل»!!. (3)

الكويت وتصدير الخيانة السعودية

هرب عبدالرحمن بن فيصل آل سعود وابنه عبدالعزيز الى الكويت عام (1891) بعد أن قضى شعبنا ـ في نجد وحائل ـ وللمرة الثالثة ـ على حكم وتحكّم آل سعود الممثل بعبدالرحمن آل سعود وأسرته، لكن شعبنا كان بهم رحيماً ـ ويا للأسف ـ حينما أكتفى الشعب وحاكمه آنذاك «قصير النظر» أو «طيب القلب» أو المعتد بنفسه الأمير محمد بن عبدالله آل رشيد، بجلب عبدالرحمن ابن فيصل آل سعود وبقية أسرته الصغيرة بالإضافة الى محمد بن عبدالوهاب وأسرته.. من العارض (الرياض حالياً) ليضعهم في حائل في غاية المعزة والإكرام.. وكان الأجدر به إنهاء وجودهم.. والأسوأ من هذا الذي فعله محمد بن عبدالله آل رشيد أنه سمح لعبدالرحمن آل سعود وأسرته للسفر بحجة «النقاهة» في العارض (الرياض) رغم ادراك ابن الرشيد لمعنى «النقاهة» السعودية التي لو أرادوها «نقاهة» حقيقية لوجدوها في حائل ذات الأجواء العطرة الجميلة، وما أن وصل عبدالرحمن الرياض حتى قام «بانقلابه» ضد «سالم السبهان» منصوب ابن الرشيد.. ويومها لم يتركه محمد بن عبدالله آل رشيد بل أرسل حملة لتسحقه، وادّعى وقتها عبدالرحمن: «أنه اضطر للقيام بانقلابه ضد سالم السبهان لكونه أهانه، وأن حركته ليست موجهة ضد ابن رشيد»
آل سعود يقطعون الرؤوس البشرية ويقدمونها مع الطعام
وقد روى حافظ وهبه (المستشار السعودي) في كتابه «جزيرة العرب» عن الطاغية الملك عبدالعزيز الأخير المتوفى سنة (1953) فقال: (قال عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لقد قاومت دعوتنا كل القبائل أثناء قيامها وكان جدّي سعود الأول قد سجن عدداً من شيوخ قبيلة مطير فجاءه عدد آخر من القبيلة يتوسطون بإطلاقهم ولكنّ سعود الأول قد أمر بقطع رؤوس السجناء ثم أحضر الغذاء ووضع الرؤوس فوق الأكل وطلب من أبناء عمهم الذين جاؤوا للشفاعة لهم أن يأكلوا من هذه المائدة التي وضعت عليها رؤوس أبناء عمهم و.. لما رفضوا الأكل أمر سعود الأول بقتلهم!.) ويقول حافظ وهبه في كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين: «لقد قصّ هذه القصة الملك عبدالعزيز على شيوخ قبيلة مطير الذين جاؤوا للاستشفاع في زعيمهم فيصل الدويش قبل أن يقتله عبدالعزيز ليبيّن لهم أن عبدالعزيز سيقتلهم أيضاً إذا لم يمتنعوا عن طلب الشفاعة لزعيمهم فيصل الدويش).. بعد هذه المقدمة الدالة على أصله اليهودي ووحشيته أمر الملك الطاغية عبدالعزيز ـ بقتل فيصل الدويش ـ وتوضأ بدمه ثم قام لأداء الصلاة!. لماذا؟.. لأن فيصل الدويش قد استيقظ ضميره أخيراً وانقلب عليه بعد أن رأى الدويش أن الملك الطاغية عبدالعزيز كان لا يركع إلاّ لأوامر الإنكليز، واستيقظ الدويش بعد أن وقّع عبدالعزيز للإنكليز بإعطاء فلسطين لليهود في مؤتمر العقير عام (1922).. بهذا الاسلوب سارت الدعوة السعودية الوهابية من أول قيامها لا أهداف لها إلاّ النهب والسلب والسرقة والكذب والدجل و الفجور والفسوق كل ذلك باسم الدين، ولكني كما قلت عن شعبنا، إنه لم يقف منها موقف المتفرّج، فقد قاومها في كل مكان (4)

ثلاثة الأصول.. ويوسف بن مقرن الياهو

ألقت الثورة اليمانية (القبض) على يوسف بن مقرن الياهو في (19/12/1962م) حينما تسلّل إلى اليمن، واعترف يوسف بكلّ تحركاته بين فلسطين المحتلّة والجزيرة العربية، واعترف بصلاته الوثيقة العريقة بآل سعود، واعترف بالكتاب المذكور حينما سألناه عنه، وقال:
«لقد حزنت كثيراً على هذا الكتاب الذي أخذه مني جون فيلبي بناءً على طلب من عبدالعزيز آل سعود في رسالة قال فيها عبدالعزيز إنه يريد طبعه لكنّه تبيّن أن عبدالعزيز يريد أن يخفي الكتاب لكيلا ننشره نحن اليهود، ولكيلا يقع بيد غيرنا من اليهود أيضاً، لأن لعبدالعزيز أعداء من اليهود التقدّميّين لا يؤيدون طريقته، وحينما راجعت عبدالعزيز حول الكتاب وقلت له: «دعنا نتولى طبعه نحن»، ضحك عبدالعزيز وهو يسخر من هذا الكلام وقال: «هذا الكلام هو الذي جعلني أطلب الكتاب منكم، لأنني علمت بعزمكم على تسريبه لليهود في فلسطين ليتخذ منه بعضهم وسيلة ضغط كبيرة ضدّي تجعلني أسير حسبما يرون. وهم لا يدركون عواقب سيرنا المكشوف حسب أهوائهم
وحسبما يريدون، لا حسبما تقتضيه مصلحتنا المشتركة».
هذا ما قاله يوسف بن مقرن الياهو باعترافاته في اليمن، وقد أذيعت من الإذاعة قبيل الساعة الخامس من بعد ظهر يوم (20/12/1962) كما اعترف أنه مواطن سعودي، وسافر بجواز سعودي الى فلسطين عام (1947) بمهمّة، وأخذ يتردّد بعدها بين إسرائيل والأردن، وخيبر، والرياض، ونجران، وجدّة، والمدينة، وتبوك، واليمن، وقال:
إن لآل سعود علاقات جيدة باسرائيل، وإنهم يسبونها علناً ويتعاونون معها سرّاً». وقال:
«مع أنّ المخفي أصبح مكشوفاً في دوائرهم».

وقال يوسف بن مقرن الياهو:

«وللتغطية والتستّر على هذا ترونهم يعلنون في مناسبات شتّى: أن المملكة السعودية لن تقبل بإدخال اليهود الذين يحملون جنسيات أميركية مزدوجة، ولكون الأمريكان يدركون أن مثل هذه «الاعلان» ما هو إلاّ من باب كسب الدعاية أمام الفلسطينيّين، والعرب فإنّهم يستقبلون مثل هذا الإعلان بالابتسامات العريضة»..

قال اليهودي السعودي:

«أنا لا أعمل لصالح السعودية، وأنا مطمئن في السعودية لكوني يهودي، ومطمئن لكون السعودية تعمل بكيانها لصالح اليهود وليس ضدّهم سواءٌ بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، وكل يهودي لاشك أنه يعمل لصالح اليهود، وأنا كواحد من اليهود أعمل لدعم كياننا اليهودي».
ولقد سجّلنا أقوال اليهودي يوسف على شريط، كما تحدّث عنه الرئيس عبدالله السلاّل قائد الثورة اليمانية حينما افتتح مكتب الجزيرة العربية في صنعاء يوم (26/12/1962) وقال: «اننا سنقدّم هذا اليهودي الشرير الذي يقوم مجموعة من المرتزقة، والجواسيس بين السعودية والأردن وإسرائيل ليسمع العالم كلّ شيءٍ من فمه عن أعمال السعودية ضد اليمن، وضد فلسطين. ويصف لنا أصول القرابة بينه وبين آل سعود، وكيف دخل آل سعود في الإسلام، ولماذا؟». ولكن وبقدرة الأيدي القذرة التي تعمل في الخفاء، ومنها أنور السادات الذي أوكل بشؤون اليمن، وكان ممّن تسبّبوا بهزيمة الثورة في اليمن وإغلاق مقرنا للتدريب، وبعد عشرة أيام من إذاعة بيان يوسف بن مقرن الياهو واعتقاله في اليمن نقل الرئيس السلاّل الى القاهرة بحجة السفر للاستشفاء!.. فحلّ حسن العمري مكانه، والعمري كما هو معروف من العملاء «الأصلاء» للسعودية.. وما هي إلاّ أيّام ثلاثة من تولّي العمري «نيابة السلاّل» حتى نقلوا اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبر الحدود اليمانية السعودية إلى نجران. علماً أن السعودية كانت في حالة حرب مع اليمن، وتسلّمه الأمير خالد السديري فنقل إلى جدّة، وعاد إلى نجران ثانية. ثم سافر عبر الأردن إلى فلسطين المحتلّة، ثم عاد، وما زال يتنقل بحرية تامة وبهمّة الشباب رغم كونه قد تجاوز سن الـ (80) لكن من يراه لا يعطيه من العمر أكثر من خمسين سنة، إنه نحيف، طويل القامة، صارم الملامح، تلمح الذكاء في وجهه، وفي هذا يكمن السرّ الذي يجعلك تتأثر وتعطف عليه! علماً أنه لا يستحق العطف (5)

من آل سعود

لماذا يكفّر السعوديون المسلمين، ويستحلّون دماءهم وأعراضهم وأموالهم؟
ولماذا (لا) يحارب السعوديون إلاّ العرب، ولم يخرجوا إلاّ ديارهم، ولم ينتهكوا إلاّ حرماتهم؟.
لماذا وقف السعوديون هذا الموقف المخزي من كارثة فلسطين فكانوا حرباً على أهلها؟.
لماذا أبى ملكهم عبدالعزيز بن سعود أن يهدّد بقطع النفط يوم كان هذا التهديد حاسماً في منع تقسيم فلسطين؟
ولماذا رفض أن يساهم بدينار واحد في إنقاذ الأرض المقدسة؟
ولماذا رفض أن يبعث جيشاً سعودياً مع جيوش العرب الداخلة إلى فلسطين؟
ولماذا كان هذا الجند السعودي جاهزاً أبداً للهجوم عى أيدي بلد عربي يقف هذا البلد موقفاً حازماً مع الاستعمار؟..
كان المخلصون في كل مكان يحارون في الإجابة على هذه الأسئلة، وكانوا يندهشون لهذا التصرف السعودي اللئيم ولا يجدون له تفسيراً إلاّ أن طبيعةً من الشر قد سيطرت على هذه السلالة فجعلتها سفّاكة للدماء، خائنة للعرب والمسلمين!..
ولكن لماذا كانت طبيعة الشرِّ هذه لا توجه السعوديّين إلاّ لقتل العرب والمسلمين؟..
لماذا لا توجههم الى المستعمرين، إلى اليهود، إلى وجهة غير وجهة أذى الاسلام والعروبة؟..
وها نحن اليوم نكشف حقيقة السعوديين ونفسّر ما أعيى تفسيره الأذهان.
إن السعوديّين ليسوا عرباً، وليسوا مسلمين، ولكنهم تستّروا بالعروبة وبالإسلام تغطيةً لإجرامهم، وستراً لمؤامراتهم، وتمويهاً لخياناتهم.
وهذه هي القصة بكاملها تنشر وتطبع لأول مرة بعد أن عرفت، وجالت على الأفواه قبل اليوم في نجد، وفي الجزيرة، ولكن لم يكن يجرؤ أحد ممّن عرفوها على التصريح بها وتداولها رهبةً، وخوفاً.
وها نحن إذ نقدّمها للقارىء الكريم نضع حداً لهذا الزيف في التاريخ، ويا له من زيف!!
ونترك الكلام الآن لشخصيّة نجديّة نكتفي بأن نرمز إلى اسمها بالشيخ حسين خوفاً من أن تمتد إليها يد البطش السعودي، إذ لا تزال هذه اليد قادرة على الوصول إليها.

قال الشيخ حسين:

كان ركب فيلبي عام (1931)هذا يدخل مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلك الى الربع الخالي، وكان في الركب رفيق لفيلبي اسمه: محمد التميمي، (والتميمي هو مؤلف شجرة آل سعود)..
فما أن استراح فيلبي من وعثاء السفر حتى راح يسأل في نجران عن أسرة يهودية، وعن عميدها المسمّى «يوسف بن مقرن الياهو» ليسلّمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبدالعزيز بن سعود، ثم مضى فيلبي يصحبه التميمي وسلّم «فيلبي» يوسف المذكور خمسمائة ريال فضية من العملة المنقوش عليها اسم «ماري تريز» وهي العملة المتداولة في اليمن آنذاك، وأبلغه تحيات الملك، وسأله عن حاجاته ليقضي منها ما يستطيع قضاءه، وليرفع مالا يستطيع قضاءه إلى الملك ليقضيه بنفسه.
فشكر يوسف اليهودي فضل الملك وعاطفته، ثم قدّم الى فيلبي كتاباً خطّياً بعضه بالعربية، وبعضه بالعبرية إسمه العربي: «نبع نجران المكين في تراث أهله الأوّلين».
ولم يكن بعض ما في الكتاب مجهولاً لدى كثير من الخاصة في نجد، ولكنّ التفاصيل التي فيه كانت مثيرة حقاً.
وكلّف يوسف اليهودي رسول الملك «فيلبي» أن يهدي بالنيابة عنه هذا الكتاب الى جلالة الملك السعودي تقديراً لعاطفته وصلاته المتكرّرة ليهود نجران بعامة، وليوسف وإخوته بخاصة.
وقد كان في الكتاب (شيئاً خطيراً) حمل فيلبي أن يذاكر بشأنه زميله الانكليزي الآخر (هـ. ر. ب دكسن) المعتمد البريطاني في الكويت، وأن يقرّرا معاً وجوب طي الكتاب، وعدم إظهاره حرصاً على المصلحة الاستعمارية.
وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي ـ قوله : لقد أغاضني هذا اليهودي يوسف وهو يحدثنا حديثه المزري عن آل سعود، ومع أنه كان يثني عليهم، ويشيد بطرقهم للوصول إلى الحكم ودعم اليهود لهم، إلاّ أنه كان يذمّ العرب والمسلمين ويقول:

«أنهم لا يصلحون لتولّي أمور الناس».

وكان يشير إلى ما كنا نجهل تفاصيله يومذاك، ويكشف لنا اليهودي حقائق مذهلة في الكتاب مفاخراً بها بقوله:
لقد ظل الذين يعرفونها يتهامسون بها همساً، ويوصلها جيل الى جيل ليأتي اليوم الذي يمكن الجهر بها من غير أن يخشى الجاهر فتكاً، ولا بطشاً، وقد جاء والحمد لله هذا اليوم المنتظر الذي نقول فيه:
إن السعوديين من أصل يهودي إذ يرجعون بنسبهم الى «بني القينقاع»، ومن أبناء أعمامهم اليودي النجراني يوسف المتقدّم ذكره، والفائز بصلات الملك السعودي ومبرّاته، والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجدّ السادس، وقد تفرّع الجميع من اليهودي سليمان اسلايم الذي كان له ولدان أحدهما اسمه: (مكرن) الذي سمّي« مقرن» أخيراً وهو واحد من أجداد آل سعود. وهذه هي بعض التفاصيل في كتاب: «نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين». ينقلها الشيخ حسين فيقول:
«قال لي التميمي: إنه شاهد في كتاب: «نبع نجران المكين» أن الاسم الحقيقي لعائلة آل سعود هو: «عائلة مردخاي» وأنّ هذه العائلة اليهوديّة كانت منبوذة، وكانت تتعاطى التجارة، وأنّه ـ أي التميمي ـ تذكّر أنّه رأى ذلك في شجرتها التي طلب منه وضعها من قبل عبدالعزيز، وأنه أحسّ أخيراً أنّه زيّف في هذه الشجرة لتغيب حقيقتهم اليهودية».

ويقول التميمي:

«لقد وجدت في هذا الكتاب حلقات مفقودة، ووجدت أسباب حيرة أجداد الـ «مردخاي» وصعوبة اندماجهم في القبائل العربية، وأن الأمر لم يكن سهلاً أن تقبل القبائل بتبديل اسم عائلة الـ «مردخاي» وهضم هذا الاسم، فالقبائل تأبى الدخيل، وتلفظه، واستعرضت عائلة آل مردخاي أمامها أسماء العشائر المعروفة فرأوا أن ما من قبيلة تحترم نفسها يمكن أن يذوبوا في غمارها، لذلك اتجه تفكيرهم إلى عشيرة من العشائر النكرة في المنطقة لكي لا ينكشف أمرهم أمام أهل نجد وأمام العشائر المجاورة لها. فوقع اخيتارهم على عشيرة «المصاليخ» وهي فخذ صغير من أفخاذ قبيلة عنزة مشهور بين العشائر بتفاهته، وعدم تحسّسه بالحسّ القبلي، والنعرة العشائرية، بحيث لا يوجد منه سوى أقلية بجبل سنجار شمال العراق، وأقلية أخرى انصهرت في عشيرة الحسنة القاطنة في ضواحي الشام، والتابعة لمشيخة ابن ملحم.
وكانت هذه الفكرة اليهوديّة محكمة كلّ الإحكام، فاستطاعت عائلة آل مردخاي أن تعايش «المصاليخ»، وأن تحتمي بها لحماية تجارتها، فطابت لهم هذه الحماية، فأسلم اليهود».

وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي قوله:

«كان يوسف اليهودي لا يريد أن يبوح أمامي بحقيقة النّسب الذي يربطه بآل سعود، وكان يتكلّم بالمعاريض، وحرص أن لا أعلم بحقيقة ما في الكتاب المهدى إلى فيلبي.
وكان في الكتاب تفاصيل للأحداث النجرانية، وبعضها متعلق بالنسب السعودي، ولكن يوسف عاد بعد ذلك يتحدّث بلا تحفّظ، أو بشيءٍ من التحفظ حينما أخبره فيلبي أنّني مؤلف الشجرة السعودية، فكان ممّا عرفناه منه أن آل سعود الأوّلين كانوا يعطفون عليهم، ولم يتنكروا للرحم حتى جدّه الثالث داود، ثم عادوا يتجاهلونهم بعد ذلك ويحاولون الابتعاد عنهم بسبب الظروف التي صار فيها آل سعود، إلى أن انتهى الأمر الى عبدالعزيز، وأستقرت به الحال، وأطمأن إلى المصير فعاود الاتصال بهم، والعطف عليهم، وكان ما حمله إليه فيلبي بعض ما كان يصلهم به، ويغدقه عليهم، على أنّ عبدالعزيز لم يسمح لهم في حال من الأحوال بأن يتصلوا به شخصيّاً، وأن يعلنوا ما يجب ستره من صلاة القربى».
والسعوديون بهذا النسب اليهودي العريق يشبهون اليهود الأتراك الذين عرفوا باسم «الدونمة» والذي ينحدر منهم من أطلق على نفسه: «محمد بن عبدالوهاب بن سليمان» وهم يهود سكنوا البلاد التركيّة لا سيما «سلونيك»، واضطرتهم ظروف الحياة إلى إعلان إسلامهم مع ابطان يهوديّتهم، فأطلق عليهم الأتراك اسم «الدونمة» تمييزاً لهم عن المسلمين الصحيحي الإسلام.
وقد استغل الدونمة هذا التظاهر بالاسلام أسوأ استغلال. فأتاح لهم ما لم يكن يتاح من التغلغل في صفوف المواطنين، والإمعان تخريبا، وكيداً.
وقد أصبحوا مصدر الدسائس التي أحاقت بتركيا، ولم تحلّ بها نكبة، ولم تقم بها مؤامرة، إلاّ وكان الدونمة رأسها. وبذلك كانوا كالسعوديّين في العرب نسباً، وحسباً، ومناقب!! وبعد! فهل عرفتم لماذا يقف السعوديون هذا الموقف اللئيم من العرب والمسلمين؟..(6)
المصادر :

1- طه الهاشمي هذا هو الذي أراد الإطاحة بحكومة الملك غازي الأول ملك العراق.
2- تجديد كشف الارتياب ص 385، 286
3- مقال طويل للكاتب الفلسطيني وجيه ابو ذكرى في العدد (1637) من مجلة «آخر ساعة» المصرية الصادر في (18) مايو (1966)
4- تاريخ آل سعود / ص (28).
5- أنظر: «تاريخ آل سعود» (1/446 ـ 449).
6- تاريخ آل سعود ص (440 ـ 446).



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.