عندما يتالم الشخص فينا من جراء حادث يسبب له الالم، ان كانت بدرجة بسيطة ام مؤلمة للغاية، تكون او ل كلمة يقوله ( اخ )، وهذا ليس من باب الصدفة او لعلة قلة الكلمات في اللغة العربية، بل لان الاخ اقرب انسان الى اخيه حين يحتاج ليد العون، وللمساعدة، فهو اول من سيسارع لاخيه، وهو اول من سيكون سيحمل همه ، ويشاركه افراحه واتراحه، وبلغ الاخ مكانة رفيعة حتى اذا ارادت العرب وصف الصديق المخلص قالت ( رب اخ لم تلده لك امك )، فعظم الاخوة بين العلاقات تستوجب من الجميع فهم طبيعتها، وفهم ما تحمله من صفات عظيمة لها من المعاني ما تتجاوز الحرفين والكلمة الواحدة لتكون عالما من المعاني والصفات النقية والكريمة قد تعجز البحار عن حملها .
الا انه وفي البعض من الاحيان قد تكدر بعض التصرفات صفو العلاقة، وقد تكون في قسم منها مقصودة، وفي اخرى اما صادرة عن جهل واما عن غير قصد، فما هي الصفات التي تعطي وتغطي مساحة الاخوة الصادقة، والتي من المفترض توفرها بين الاخوان :
صفات الاخ الجيد والاخوة الصادقة :
1- الاحترام والمسؤولية :
اظهر لهم معنى الاحترام، فالاخ الصغير يحترم الاخ الاكبر، والكبير يعامل الصغير بإسلوب المحب والعطوب وبإدوات محترمة، من المهم جدا ان يقوم الاخ الاكبر بتعليم الاصغر معنى الاحترام وكيف يظهره الى ابويه، ومعلميه، ومن هم اكبر منه سنا، فالاخ الصغير في العادة يقلد الكبير . كما يجب على الاخ الاكبر اظهار المسؤولية تجاه الاصغر، عن طريق تجنب الافعال المخالفة للقانون امامه، او الخادشة للحياء، او التباهي بهذه الافعال، كما لو انه يقوم ببطولات، فإحدى المشاكل التي نعاني منها في مجتمعاتنا ان الاخ الاصغر اصبح يتعلم التدخين من الاكبر، ويشاركه عاداته السيئة ، ففي العادة يحاول الاخ الاصغر امضاء اكبر وقت مع الاكبر، وفي بعض المراحل العمرية المحرجة يكتسب منه الكثير من العادات وحتى الاسلوب .2- استخدام لغة مؤدبة في الحديث :
من الواجب ان ينتبه الاخ الاكبر على الالفاظ والكلمات التي يستخدمها امام من هو اصغر منه، فلا يتلفظ بالكلمات البذيئة، وتلك التي تحمل معاني الاهانه ضد الاخرين، فعليه ان ينتقي الفاظه وكلماته بصورة حكيمة، وخاصة امام الوالدين والمعلمين وغيرهم، فهو يعتبر بمثابة المعلم لهم . وبذات الوقت على الاخ الاصغر استعمال الالفاظ التي تظهر الاحترام والتقدير الى الاخ الاكبر، فيفترض ان يناديه بما يستحقه من القاب ان امكن، وباسلوب مهيب .3- تجنب العنف وقدم الحماية لاخيك :
وهنا على الاخ الاكبر عدم التعامل بعنف ضد الاصغر في حال رفض القيام بعمل ما مثلا، او قيامه بعمل ليس صائب، على الاكبر ان يظهر كيف يستطيع السيطرة على اعصابه، وكتم الغيظ والغضب، واظهار الحلم، كما ان عليه ان يظهر ذلك تجاه الاخرين، كالاصدقاء، والاقارب والجيران وغيرهم، فالاخ الاصغر سيكتسب هذه العادة لاحقا، ان تكررت امامه كثيرا . ويجب عليه اظهار الدعم له، والحماية ففي العادة قد يتعرض الضغار لبعض الاعتداءات ان كان في المدرسة، ام في الملاعب، هنا من الواجب ان يكون الاخ الاكبر بجانب اخيه الاصغر ليقدم الحماية له، ويسانده .4- كن انت نفسك وقم بالعمل الصائب :
ان تكون انت نفسك اي اظهار شخصيتك امام اخاك الصغير، ليس بمعنى فرضها عليه، بل توجيهه وبيان كيف تكون الشخصية المستقلة عما حولها وكيف تبنى ارائها عن الحدث، لا ان يكون تابعا في قرارته الى الغير، لكن بالطبع اظهاره بطريقة صحيحة .كما على الاخ الاكبر القيام الذي يظنه صائبا، خاصة في المواقف الصعبة، وذلك ليظهر للاصغر كما يجب عليه الاصرار للقيام بالامر الصعب ومهما تطلبت الامور، وهو درس مفيد لهم في حياتهم ونموهم . فمثلا إذا اخطا فليكن شجاعا ويقول اسف لمن اخطا بحقه .5- اقضي وقت اطول مع اخيك وحاول تعليمه امور في الحياة كالثقة بالنفس :
من الامور التي ستساعد على بناء اقوى واوثق بين الاخوان هو قضاء وقت ممتع، فهكذا يزيد التعارف بينهم، القيام باللعب مها، ومشاهدة التلفاز وغيرهاا، والحديث بينهم سيعمل على المساعدة في تعزيز الافكار، وصقل الشخصية، واظهار الثقة بالنفس، بناءا على طبيعة الحوار . وتقديم التشجيع، وتعليمه المزيد من الهوايات والمهارات .6- قم ببناء الثقة بينكم وعلمهم كيف يتعرفون على شخصيتهم :
قدم خدمة الثقة لاخوانك، فإذا اردت ان تكبر العلاقة، وتنشا على تبادل الثقة، فيجب عليك ان تعرف كيف تكسبها ابتداءا، فحافظ على اسرارهم، ولا تخبر احد بها حتى الوالدين الا في حال الضرورة القصوى وهكذا . ومن المهم بناء شخصيتهم واستقلاليتهم، فلا تغضب ان قام الصغير ببعض التمرد على قرارتك وقام بالشيء على طريقته، فقد تؤدي لذات النتيجة، ويصيب، وقد يخطا ففي النهاية هو يتعلم .7- ساعدهم في حل مشاكلهم قف بجانبهم في الاوقات التي يحتاجون فيها عندما يكونوا وحيدين :
قدم لهم المساعدة التي يحتاجون، واذا شعرت انهم يعانون من المشاكل، اعرض المساعدة، واحترم رده في حال رفض، ولكن اجعله يشعر انك دائما بجانبه عندما يحتاج لها .8- شاركهم المناسبات وقدم الهدايا :
من الامور الواجبة والتي تعزز الاخوة الاحساس بالتواجد دائما في الافراح والاتراح، هذا الوجود سيزرع الابتسامة في الافراح، والاخوة في الاتراح، فمن المهم جدا المداومة عليها .9- كن كريما معهم وداوم على زيارتهم :
في مراحل متقدمة وعندما يبدأ كل اخ مرحلة اخرى من الحياة وينفصلون عن بيت العائلة، كم هو جميل ان يسمع الاخوان جرس الهاتف يرن بينهم، والسؤال عن احوالهم والاطمئنان عليهم، او زيارة مفاجئة، وقد تكون الهدايا عناصر من عناصر زيادة الود .المصدر : راسخون 2015