معارف الفتيات الجنسية

أن المرأة الجميلة، ولاسيما الشابة الفاتنة من النسا ء تحدث اضطرابًا في كيان الرجل، مهما كان مقامه، إنما تختلف درجة تحمل القلوب لهذا الاضطراب، وقلَّ ما ينجو الرجل من الفتنة بالحسناء ربما كان مجرد سماعه لصوتها، أو معرفته بصفات
Wednesday, August 12, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
معارف الفتيات الجنسية
معارف الفتيات الجنسية

 






 

أن المرأة الجميلة، ولاسيما الشابة الفاتنة من النسا ء تحدث اضطرابًا في كيان الرجل، مهما كان مقامه، إنما تختلف درجة تحمل القلوب لهذا الاضطراب، وقلَّ ما ينجو الرجل من الفتنة بالحسناء ربما كان مجرد سماعه لصوتها، أو معرفته بصفات حسنها دون رؤيتها كافيًا لتعلُّقه بها، وربما مات رجل بعشق امرأة ..
يكتنف مصطلح التربية الجنسية، وأساليب تطبيقاته كثير من الغموض والتنازع عند الباحثين التربويين، والمنشغلين بنواحي الثقافة الجنسية؛ حيث يحتدم الصراع بينهم حو ل: حدود معارفها العلمية،وأساليب إيصالها ، والسن المناسبة لعرضها، والجهة المسؤولة عن تقديمها، مما جعل من ميدان التربية الجنسية ساحة خصبة لنشرالأهواء الفكرية، والشذوذات السلوكية، التي تذكيها النظريات الجنسية، والأبحاث الميدانية، والثورات العاطفية العارمة، التي أفقدت هذا المجال سريته وستره.
وهذا التَّشتُّت الفكري والسلوكي يرجع بطبيعة الحال إلى فقدان الثوابت العق دية والسلوكية التي يتمتع بها منهج التربية الإسلامية، حيث جعل من التربية الجنسية ميدانًا ضروريًا للعبادة، فربط بينها وبين الشعائر التعبدية وبعض قضايا الأسرة برباط لا ينفصم، وألزم المربين من كل طبقات المجتم ع: بإشاعة المعرفة بها، وإذاعتها كأوسع ما يكون، حتى إ ن الأمي في المجتمع المسلم لا تخفى عليه فروضها، وكثير من سننها ومستحباتها، في الوقت الذي قد يجهل كثير من الأوروبيين -رغم الانفلات الخلقي- العديد من معارفهم الجنسية.
ومقصود منهج الإسلام من التربية الجنسية للفتاة المسلمة:
تبصيرها بطبيعة وخصائص هويتها الجنسي ة، ودورها في نظام التزاوج والتكاثر البشري، وما يتعلق بهذين الجانبين من أحكام العبادات والمعاملات، ومن ث م ربط كل ذلك بشطري الإسلام العقدي والسلوكي، بحيث تتهذب الفتاة بآداب التربية الجنسية عبر مراحل طفولتها المختلفة، ومرورًا بمرحلة المراهقة، ثم البلوغ والش باب،فُتعطى في كل مرحلة ما يناسبها من العلوم والمعارف الجنسية الواجبة والمستحبة وتطبيقاتها السلوكية، بالأسباب الصحيحة المشروعة -المباشرة منها وغير المباشرة- الخالية من الفحش وقبيح القول، حيث يتولى المجتمع ككل هذه المهمة التربوية، من خلال جميع مؤسساته المختلفة، ضمن معارفها ومناشطها المتنوعة دون تخصيصها بمادة أو منهج معين، فلا يبقى للجهل بهذه المسائل الخاصة باب يدخل عن طريقه المغْرضون أو الجهلة للإفساد الخلقي بحجة التثقيف الجنسي.
ولا شك أن الخجل والحرج يكتنفان الحديث عن مثل هذه القضايا الخاصة، فيستحوذ الحيا ء على المفتي والمستفتي، الكبار والصغار، خاصة الإناث من فئات المجتمع، إلا أن كسر باب الخجل في مثل هذه الموضوعات الشرعية أمر مهم، قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات نفسية واجتماعية كبيرة، تهدد الأسر ة والمجتمع ككل، رغم التجاو ز السلوكي المشين الذي تمارسه غالب هذه المؤسسات الاجتماعية في الشؤون الأخلاقية والآداب الضرورية، حتى جعلت معارف الفتيات الجنسية أكثر جوانب حياتهن اضطرابًا وبلبلة، ودفعتهن -بالتالي- بصو رة غير مباشرة نحوالمصادر المشبوهة من مث ل: وسائل الإعلام، والزميلات، وال خادمات،والمنشورات للحصول على ضرورياتهن من الإرشاد العلمي لصحتهن الجنسية.
يحتم المنطلق الشرعي والواقعي على المجتمع: أن يتناول بالاهتمام -عبر مؤسساته المختلفة- وضع صياغة تربوية مشروعة لمنهج التربية الجنسية، يحقق للفتاة س لامتها الخلقية والصحية،ويساعدها على ضبط اتزانها العاطفي والسلوكي، بحيث ينطلق هذا المنهج من ثلاثة مبادئ رئيسة على النحو الآتي:
المبدأ الأو ل: أنوثة الفتاة موضع حرمة أخلاقية: حيث تتربى الفتاة من أول أمرها على تعظيم شأن العورة، وق بيح إبدائها، وأنها في الحرمة أعظم من عورة الرجل وأغلظ، ويعظَّم ذلك في نفسها؛ ليسبغ على ذلك الموضع منها طابع التحريم، الذي يميز تلك الأعضاء المكنونة عن غيرها بخصوصية ليست لشيء آخر من أعضاء بدنها،حتى يصبح مج رد انكشاف العورة ولو في حال الخلوة ممقوتًا في حسها ، فضلا عن العبث الجنسي، أو التفريط الخلقي، وفي الحديث عن ضرورة حفظ هذا الموقع من الجنسين: "من يقول الرسول يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه: أضمن له الجنة ))، وشهوةالأنثى الجنسية لا تقل عن شهوة الذكر، بل ربما قد تفوقها أحيانًا، فيأتي من جهتها في حال الإثارة من السلوكيا ت الخاطئة والمنحرفة ما يشينها، ويوقعها تحت طائلة العقوبة؛ ولهذا لما سمع عمر رضي الله عنه ذات ليلة حنين امرأة إلى زوجها الذي خرج إلى الجهاد، وشوقها الشديد إليه: سأل عنها، وأرسل إليها امرأة تكون عندها حتى يرجع إليها زوجها، وذلك حرصًا منه على سلامتها الخلقية ، وسلامة المجتمع الذي يترأسه.
ومنهج التربية الجنسية -في هذا الجانب- يتخذ من: أحكام الطهارة، وأبواب ستر العورة، وآداب الاستئذان مدخلا مشروعًا لتأصيل هذا المبدأ التربوي،واتخاذه ركنًا أساسًا في صحة وسلامة الفتاة الجنسية.
المبدأ الثاني: أنوثة الفتاة مو ضع فتنة اجتماعية ؛ لكونهن رأس الشهوات، وموضع أعظم الملذات؛ حيث تتصدر الفتنة بهن أعظم أنواع بلايا الرجال، وأشد مخاطر أول الزمان وآخره، وليس ذلك لقوة فيهن، ولكن لضعف طباع الرجال من جهتهن؛ حيث قهرهم الله بالحاجة إلى النساء، حتى جعل الميل إليهن كالميل إلى الطعام والش راب؛ حيث بثَّ فيهن عنصر الأنوثة الذي يلعب في كيان الذكر دور الشرارة في الوقود، حتى يسري لهب الشهوة في بدنه كحريق النار، فينصبغ العالم من حوله بطابع الشهوة، حتى تستحوذ على زمام سلوكه، فلا يبقى له رأي ولا فهم، ولا يلتفت إلى شيء حتى يقضي وطره بصورة من الصور، فالمثيرات الجنسية تعمل فيهم عمل ال مشهيات للأطعمة، تدفعهم دفعًا نحو الجنس بإلحاح؛ ولهذا كثيرًا ما يقع الشباب في عادة الاستمناء القبيحة، بصورة واسعة وكبيرة؛ يتخففون بها من شدة الإثارة الجنسية.
إن من الحقائق التي لابد أن تعرفها الفتاة وتتيقن منها: أن المرأة الجميلة، ولاسيما الشابة الفاتنة من النسا ء: تحدث اضطرابًا في كيان الرجل، مهما كان مقامه، إنما يختلف الرجال في حجم ضبطهم لأنفسهم، ودرجة تحمل قلوبهم لهذا الاضطراب، وقلَّ أن ينجو الرجل بسلام من الفتنة بالحسناء حين يمكِّن نظره منها، بل ربما كان مجرد سماعه لصوت ها، أو معرفته بصفات حسنها دون رؤيتها: كافيًا لتعلُّق أصحاب القلوب الضعيفة والفارغة بها، وربما وصل الحال بأحدهم إلى حد العشق المهلك، فليس أحد يموت بعشق شيء أكثر من موت الرجال في عشق النساء؛ ولهذا قدم الله تعالى ذكرهن على رأس الشهوات بقدر تقدمهن في قل وب الرجال فقال جل وعلا :
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (1)ومن هنا يلْحظ عمق الصلة بين الجمال والجنس بصورة يصعب إنكارها أو إغفالها، حيث يتوقف عنف الرغبة الجنسية واندفاعها على درجة الجمال ووفرته.
ولما كان المسلك السلبي في التحفز والانتظار والهدوء هو طابع الأنثى في سلوكها الجنس ي: فإنها م قابل ذلك في غاية الإيجابية تجاه إبراز مفاتنها، ومواقع الجمال منها، وصناعة التأنُّق والتزين بكل الوسائل الممكنة؛ وذلك بهدف رواجها عند الرجل، فهو مقصودها الأول والأسمى بحسن التزين والتصنع، فهي لا تتزين لتعزز إرادة نفسها كما يفعل الرجل، وإنما لتعزز إرادة ال رجل فيها، فحجم الزينة الكافية عندها: ما يزكيها في عين الرجل، ويروج لمكانها عنده، ومن هنا تأتي الفتنة الاجتماعية حينما تنطلق إحداهن - بدافع رواجها عندالرجال- إلى التعبير بوسائل غير لفظية عن جمالها ومكامن مفاتنها،أو عن إعجابها وميل نفسها؛ حيث تقوم الحركا ت الجسمية، ونبرة الصوت، وطريقة الوقوف، ونوع المشْية، ونظرة العين، ورائحة الطيب .
ارتبطت لغة الحب بين العشاق والمتحابين بحاسة الشم ارتباطًا في غاية القوة، وقد استغل تجار العطور في الترويج لبضائعهم هذه الخاصية الفطرية، وهذا ما يلحظ من الدعاية على علب العطور وأسمائها، مما يشير بوضوح إلى العلاقة الخاصة بين الجنسين، ولهذا تقول السيدة حفصة رضي الله عنها : "إنما الطيب للفراش"، بمعنى أنه مجال للاستمتاع والإثارة بين الزوجين، فلا يصلح خارج ذلك.
إن هذه الغريزة المستحكمة في طبيعة سلوك الذكور الجنسي لا بدأن تكون موضع اهتمام الفتاة المسلمة ورعايتها، فإن حدود حريتها السلوكية كعنصر فتنة: تنتهي عن د نظر أو سمع أو علم الأجانب من الرجال، فلا يص ح أن يصدر عنها أمامهم أو بمسمع منهم – ولو بصورة عفوية- ما يكون سببًا في إثارتهم، وتحريك غرائزهم، من خلال: لباسها الفاضح، أو حركتها المقصودة، أو صوتها العذب، أو رائحتها العطرة، أو خلْوتها بغير محرم، بحيث تستفرغ جهدها في حمايتهم -كإخوة لها في ا لله- من كل مثير يضرهم ويخرجهم عن سكون طبيعتهم، بحيث تتكلف ذلك تكلفًا، حتى ولو أدى ذلك إلى أن تحجب شخصها .
ويمكن لمنهج التربية الجنسية أن يدخل إلى هذا المبدأ الأصيل من خلال أحكام الأسرة في الإسلام، وما يتعلق بها من أحكام النكاح، والعشرة، وا لفراق، والعدة، ونحوها من شؤون وقضايا الأسرة المتعلقة بهذا الجانب من العلاقات الزوجية الخاصة.
ومن خلال هذه المبادئ الثلاثة يمكن للمنهج التربوي أن ينطلق في تربية الفتاة من الناحية الجنسية عبر نظام الإسلام، وشرائعه المختلفة التي كلف الله تعالى بها الناس، بعيدا عن أسلوب التفحش، والانحراف الخلقي الذي تتعاطاه المصادر الجنسية المشبوهة تحت ستار الثقافة الجنسية.
المصدر :ملف الترية الجنسية (بتصرف):
1- عمران: ١٤



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.