العلويـّون

يُرجع البعض سبب التسمية إلى أنّه لمّا فُتحت جهات بعلبكّ وحمص استمدّ أبو عبيدة الجرّاح نجدة، فأتاه من العراق خالد بن الوليد، ومن مصر ، وأتاه من المدينة جماعة من أتباع عليّ عليه السلام وهم ممّن حضروا بيعة غدير خم، وهم من
Thursday, August 27, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
العلويـّون
العلويـّون

 






 

يُرجع البعض سبب التسمية إلى أنّه لمّا فُتحت جهات بعلبكّ وحمص استمدّ أبو عبيدة الجرّاح نجدة، فأتاه من العراق خالد بن الوليد، ومن مصر ، وأتاه من المدينة جماعة من أتباع عليّ عليه السلام وهم ممّن حضروا بيعة غدير خم، وهم من الأنصار، وعددهم يزيد عن أربعمائة وخمسين، فسُمّيت هذه القوّة الصغيرة، نصيريّة، إذ كان من قواعد الجهاد تمليك الأرض الّتي يفتحها الجيش لذلك الجيش نفسه، فقد سُمّيت الأراضي الّتي امتلكها جماعة النصيريّة: جبل النصيريّة، وهو عبارة عن جهات جبل الحلو وبعض قضاء العمرانيّة المعروف الآن ثُمّ أصبح هذا الاسم علماً خاصّاً لكلّ جبال العلويّين من جبل لبنان إلى أنطاكية(1).

أهمُّ عقائدهم

يتّفق العلويّون مع الشيعة في أصول الإسلام الخمسة وهي التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد.
عقيدة المسلمين العلويّين في الجبر والاختيار هي طبق ما جاء عن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو ينفي الجبر والإهمال، وقد منح الله العباد القوّة على أفعالهم وأوكلهم فيها إلى نفوسهم فعلاً وتركاً بعد الوعد والوعيد، قال عليه السلام في نهج البلاغة: "إنّ الله سبحانه أمر عباده تخييراً ونهاهم تحذيراً، وكلّف يسيراً ولم يُكلّف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً، ولم يُعص مغلوباً ولم يُطع مُكرَهاً، ولم يُرِسِل الأنبياء لعباً ولم يُنزل الكتاب عبثاً، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً، ﴿ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار﴾(2)
وقد نسب مناوئوهم عقائد وآراء شتّى إليهم نُشير في ما يلي إلى بعضها
1 ـ الاعتقاد بالحلول والغلوّ في حقّ الأئمّة سيّما الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام (3).
2 ـ التناسخ(4).
3 ـ نبوّة النميريّ محمّد بن نصير.
4 ـ شراكة الإمام عليّ عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في نبوّته.
5 ـ عبادة السماء والشمس والقمر على تقاليد الفينيقيّين والاعتقاد بوجود الأئمّة عليهم السلام فيها.
ويُمكن القول: أنّ هناك أقلاماً مُغرِضة حاولت أنْ تنسب العلويّين إلى فرقة النصيريّة البائدة اعتماداً على أمور يُنكرها العلويّون اليوم قاطبة.
فحسب المصادر المطّلعة على حالهم، فإنّ عقائد العلويّين لا تختلف عن عقائد الشيعة الإماميّة، وهي معروفة مسجَّلة، وتتلخّص في التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد(5).

قضيّة ألوهيّة عليّ عليه السلام

أُمُّ الاتهامات ضدّهم هي تهمة الغلوّ وتأليه الإمام عليّ عليه السلام حيث يُكرِّره المؤلِّفون من قديم وجديد.
ورميهم بالغلوّ والتطرّف كان ردّ فعل من مناوئيهم حيث كان يرميهم هؤُلاء بالتقصير في حقّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أو عدم الإيمان بفضائله وأفضليّته من سائر الصحابة.

عقيدتهم في الإمامة

يرى العلويّون أنّ الأئمّة عليهم السلام هم أوصياء الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولمّا كان الأئمّة عليهم السلام يُحصون علوم الأوّلين والآخرين كان لا بُدّ لهم من باب، ولذلك اتبعوا الأثر فاتخذوا باباً لكلٍّ منهم، والأبواب هم
1 ـ الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام باب مدينة العلم الّتي هي النبيّ صلى الله عليه واله وسلم ، وبابه سلمان الفارسيّ.
2 ـ الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بابه قيس بن ورقة المعروف بالسفينة.
3 ـ الإمام الحسين الشهيد عليه السلام بابه رشيد الهجريّ.
4 ـ الإمام عليّ زين العابدين عليه السلام بابه عبد الله الغالب الكابلي.
5 ـ الإمام محمّد الباقر عليه السلام بابه يحيى بن معمّر بن أُمّ الطويل الشمالي.
6 ـ الإمام جعفر الصادق عليه السلام بابه جابر بن يزيد الجعفي.
7 ـ الإمام موسى الكاظم عليه السلام بابه محمّد بن أبي زينب الكاهلي.
8 ـ الإمام عليّ الرضى عليه السلام بابه المفضّل بن عمر.
9 ـ الإمام محمّد الجواد عليه السلام بابه محمّد بن مفضّل بن عمر.
10 ـ الإمام عليّ الهادي عليه السلام بابه عمر بن الفرات ، المشهور بالكاتب.
11 ـ الإمام حسن العسكريّ عليه السلام بابه أبو شعيب محمّد بن نصير النميري.
12 ـ الإمام الحجّة محمّد المهديّ لم يكن له باب(6).

أهمُّ شخصيّاتهم

1 ـ إسحاق الأحمر(.... ـ 286هـ)
2 ـ المنتجب العاني(330 ـ 400هـ)
3 ـ الحسين بن حمدان الخصيبي (260 ـ 358هـ) وهو من أعظم رجالات العلويّين وعلمائهم، وفي أعيان الشيعة للعلاّمة السيد محسن الأمين العاملي ترجمة للخصيبي مفادها؛ امتداحه والثناء عليه وكلّ ما نُسب إليه من معاصريه وغيرهم لا أصل له ولا صحّة، وإنّما كان طاهر السريرة والجيب وصحيح العقيدة.
وله كتاب معروف ومطبوع حديثاً هو كتاب الهداية الكبرى ذكر فيه أسماء الأئمّة عليهم السلام بالترتيب المتقدِّم مع التعرّض للأبواب إليهم.
4 ـ الميمون الطبراني (358 ـ 426هـ)
سرور بن القاسم الطبراني، أبو سعيد، الملقّب بالميمون شيخ العلويّين في اللاذقيّة، ورئيس الطريقة المعروفة عندهم بالجنبلانيّة، ولد في طبريّا وإليها نسبته، وانتقل إلى حلب فتفقّه بفقه العلويّين(7).
العلويّون على لسان أحد كتّابهم
يقول أحد كتّاب العلويّة وهو الشيخ عبد الرحمان الخير يتحدّث عن عقيدتهم في أُصول الدين وفروعه
أُصول الدين خمسة، وهي:

التوحيد و العدل والنبوّة والإمامة والمعاد.

التوحيد: نعتقد بوجود إله واحد خالق للعالم المرئي وغير المرئي، لا شريك له في الملك متّصف بصفات الكمال، منزّه عن صفات النقص والمحال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾(8).
العدل: نعتقد بأنّ الله تعالى عادل منزّه عن الظلم، وعن فعل القبيح والعبث، لا يُكلّف البشر غير ما هو في وسعهم وطاقتهم ولا يأمرهم إلّابما فيه صلاحهم ولا ينهاهم إلّاعمّا فيه فسادهم ولو جهل كثير من العباد وجه الصلاح والفساد في أمره ونهيه سبحانه.
النبوّة: نعتقد بأنّ الله سبحانه يصطفي من خيرة عباده الصالحين رسلًا لإبلاغ رسالاته إلى الناس، ليُرشدهم إلى ما فيه صلاحهم ويحذّروهم عمّا فيه فسادهم في الدنيا والآخرة.
ونعتقد بأنّ الأنبياء كثيرون، ذكر منهم في القرآن الكريم خمسة وعشرون نبيّاً ورسولًا، أوّلهم سيّدنا آدم عليه السلام وآخرهم سيّدنا محمّد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم وشريعته هي آخر الشرائع الإلهيّة وأكملها، ونعتقد بأنّها صالحة لكلّ زمان ومكان.
ونعتقد بعصمة جميع الأنبياء من السهو والنسيان، وارتكاب الذنوب عمداً وخطأ قبل البعثة، وبعدها، وأنّهم منزّهون عن جميع العيوب والنقائص، وأنّهم أكمل أهل زمانهم وأفضلهم وأجمعهم للصفات الحميدة، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
الإمامة: نعتقد بأنّ الإمامة منصب تقتضيه الحكمة الإلهيّة لمصلحة البشر في مؤازرة الأنبياء بنشر الدعوة الإلهيّة، وفي القيام بعدهم بالمحافظة على تطبيق أحكامها بين الناس وبصون التشريع من التغيير والتحريف والتفسيرات الخاطئة.
ولذلك نعتقد اقتضاء اللطف الإلهي بأنْ يكون الإمام مُعيَّناً بنصٍّ إلهي وأنْ يكون معصوماً مثل النبيّ سواء بسواء ليطمئنّ المؤمنون إلى الاقتداء به في جميع أعماله وأقواله.
ونعتقد بأنّ الإمام بعد نبيّنا محمّد صلى الله عليه واله وسلم هو سيدنا الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ومن بعده ابناه الحسن والحسين، ثمّ‏ تسعة من ذريّة الحسين عليه السلام ، آخرهم المهدي، وعجّل به فرج المؤمنين.
المعاد: نعتقد بأنّ الله سبحانه يُعيد الناس بعد الموت للحساب، فيجزي المحسن بإحسانه والمسي‏ء بإساءته.
كما ونؤمن بكلِّ ما جاء في القرآن الكريم، وبما حدّث به النبيّ صلى الله عليه واله وسلم من أخبار يوم البعث و النشور والجنّة والنار والعذاب والنعيم والصراط والميزان وغير ذلك ممّا أثبته كتاب الله وحديث رسوله الصحيح.
وأمّا فروع الدين: فكثيرة أهمّها الصلاة والصيام والزكاة والحجّ والجهاد(9).
المصادر :
1- المذاهب الإسلامية، السبحاني، ص 349، نقلاً عن: تاريخ العلويين، محمّد أمين غالب الطويل، ص87، 88.
2- العلويون والتشيع، عليّ عزيز الإبراهيم، ص 76 ـ 83. (ص: 27)
3- الملل والنحل، الشهرستاني، ج2، ص 25 ، 26
4- فرق الشيعة، النوبختي، ص 93 ـ 94
5- المذاهب الإسلامية، السبحاني، ص349 ـ 350
6- الملل والنحل، السبحاني، ج8، ص413
7- الملل والنحل، السبحاني، ج8، ص417 ـ 421
8- الشورى: 11
9- عقيدتنا وواقعنا نحن المسلمين العلويّين، عبد الله الخير، ص20- 23، نقل بتلخيص‏المصدر: الملل والنحل، السبحاني، ج‏8، ص: 407 ـ 408



 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.