![أهمية اليود أهمية اليود](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/A12740.jpg)
لا غنى للغدة الدرقية ـ ( غدة صماء في الرقبة ) ـ عن اليود وبدونه لا تستطيع أن تؤدي عملها كاللازم; ودم الجسم كله يجتاز الغدة الدرقية هذه في مدة 17 دقيقة. وبما أن للخلايا التي تتكون الغدة منها علاقة كيميائية مع اليود ، فإن الجراثيم الضعيفة التي قد وصلت إلى الدم عن طريق إصابة في الجلد أو الغشاء المخاطي أو الأنف أو الحلق ، أو بواسطة الغذاء عن طريق الأمعاء ، تموت أثناء مرور الدم من الغدة الدرقية بتأثير ما تفرزه خلايا الغدة من عنصر اليود المطهر ، أي المبيد للجراثيم ، وأما إذا كانت هذه الجراثيم قوية ، فإن اليود يضعفها المرة تلو المرة كلما اجتاز الدم في مدة 17 دقيقة الغدة الدرقية إلى أن يقضي اليود عليها نهائياً. وهذا لا يمكن أن يتم ، إلا إذا كانت الغدة الدرقية محتوية على ما يلزمها من عنصر اليود ، فإذا فقد هذا العنصر المطهر منها ، عجزت الغدة عن إبادة جراثيم الدم عند مرورها منها.
بطريقة ما ، عرف ان هناك علاقة بين عنصر اليود Yod ، وبين قوة المقاومة ضد الأمراض.(1)
ويعلمنا الطب الشعبي أن للغدة الدرقية واجبات أُخرى تقوم بها إلى جانب إبادة الجراثيم في الدم وتطهيره منها ، ومن هذه الواجبات ـ وفي مقدمتها ـ إعادة بناءالطاقة التي نحتاج إليها للقيام بأعمالنا اليومية.
وهناك بكل تأكيد علاقة بين قوى الجسم وما يتجهز به هذا الجسم من عنصر اليود ، فإذا ظهر وهن في القوى الجسدية ، يكون اول سؤال يتبادر عندئذ الى الفكر ما إذا كان الشخص الواهن القوى يعيش في منطقة تفتقر ارضها إلى اليود ـ وإذا كان الامر كذلك ـ فإذا كان بالإمكان تلافي هذا النقص بإضافة غذاء إضافي خاص إلى الغذاء اليومي المعتاد ، وإذا وهنت القوى في إداء الاعمال اليومية وضعفت درجة الاحتمال لها ، فلا بد من توجيه الاهتمام إلى موضوع تجهيز الجسم بعنصر اليود.
ولليود في الجسم عمل آخر هو مكافحة التوتر العصبي فيه وإِزالته ، ومن دلائل هذا التوتر العصبي سرعة الإثارة ( عصبية ) والارق ، والاضطراب المستمر ، كل هذه الاعراض تدل على حاجة الجسم إلى المزيد من اليود للاسترخاء والتهدئة ، ولجمع الاحتياطي لأوقات الحاجة ، ان الاطفال دون العاشرة من العمر القليلي الصبر ، الدائمي الحركة والإثارة ، يمكن تحويلهم في مدة ساعتين إلى اطفال هادئين صبورين ( عاقلين ) باعطائهم نقطة واحدة من محلول اليود ، مع ملعقة صغيرة من الخل في قدح من عصير الفواكه أو الماء القراح ، وقد أُعطيت هذه الوصفة لاُمهات اطفال عصبيين ، ـ اناثاً وذكوراً ـ ليعشن مع اطفالهن بهدوء وسلام ، ولم يحصل ابداً ان اخطأت هذه الوصفة هدفها.
والعمل الاخر لليود : يتعلق بجلاء الفكر ، فالفكر ، يعمل بصورة افضل إذا كان الجسم مزوداً بالقدر الكافي من عنصر اليود.
وهناك ايضاً موضوع تراكم الشحم ( السمنة ) غير المرغوب فيه ، فاليود احد افضل ( الكاتاليزاتورات Katalysator ) المؤكسدة والكاتاليزاتور هو الثقاب الذي يشعل النار التي تحرق الغذاء الذي نتغذى به يومياً ، فإذا لم يحترق هذا الغذاء احتراقاً كاملاً ، يرسب ما يتبقى منه ويبقى في الجسم دهنا ( السمنة ) غير مرغوب فيه ، فكما تأخذ الغدة الدرقية اليود من الدم الذي يتم اجتيازه للغدة الدرقية كل سبعة عشر دقيقة ، يمكن أن تفقد الغدة الدرقية المخزون فيها إذا شربنا مثلاً ماء عولج بالكلورين لتطهيره أو إِذا أخذنا الكثير من كلوريد الصوديوم ، أو بتعبير أبسط من ملح الطعام العادي.
وهناك قانون كيميائي معروف عن كيفية إزاحة الهدروجينات بعضها لبعض ، والعناصر الهدروجينية هي العناصر الاتية :
الفلورين الثقل الذري ( او النوعي ) 19
الكلورين الثقل الذري ( او النوعي ) 35.5
البرومين الثقل الذري ( او النوعي ) 80
اليود الثقل الذري ( او النوعي ) 127
ونسبة فعالية هذه العناصر في الجسم هي دائماً معكوسة عن نسبة الثقل الذري ، وهذا يعنى ان كل واحد منها يزيح كل عنصر آخر يفوقه في ثقله الذري ، ولا يحصل العكس مطلقاً ، وهكذا فالفلورين مثلاً يزيح الكلورين كما يزيح ايضاً البرومين واليود معاً ، لأن ثقله الذري اقل من ثقل كل من العناصر الثلاثة الاُخرى. وكذلك يستطيع الكلورين ـ مثلاً ـ ان يزيح البرومين واليود ، لأن لكل منهما ثقل ذري اعلى من الثقل الذري للكلورين ، ومن المستحيل ان يحدث عكس ذلك ، فمن الواضح إذاً ان الكلورين الذي يضاف الى ماء الشرب لتطهيره ، يجعل شرب هذا الماء مضراً بالصحة ، وذلك ليس لاحتوائه على عنصر الكلورين بل لأن هذا الكلورين افقد الجسم ما فيه من عنصر اليود الضروري واحتل مكانه.
والآن ماذا يجب أن يعمل كل من يعيش في منطقة أرضها فقيرة بعنصر اليود ، ويشرب الماء المطهر بالكلورين ، ويشعر بالوهن الفكري والجسدي ، ويصعب عليه تركيز أفكاره ويجتمع في جسمه دهن غير مرغوب فيه ؟ عليه أن يجهز جسمه باليود باحدى الوسائل الثلاث الآتية :
1 ـ يتناول أحد الأغذية الغنية بعنصر اليود ومنها مثلاً جميع أنواع [ السمك ذو القشر ] من البحر ، والفجل الأسود ـ راجع كتاب التداوي بالأعشاب ـ والريباس ، والهليون ، والجزر ، والبندورة ( الطماطم ) ، والاسباناخ ( السبانغ ) والبزاليا ، وتوت الأرض ( فريز ، فراوله ) ، والفطر ، والموز ، والملفوف ، وصفار البيض والبصل.
2 ـ تطلى مساحة من سطح الجسم باليود .
3 ـ يأخذ ادوية غنية بعنصر اليود كمحلول ( لوكول Lugol ) الذي يباع في كل الصيدليات ، أو زيت كبد الحوت ( زيت سمك ) ، اواقراص الاشنة ( كيلب ).
ومحلول اليود باهظ الثمن ، وفي سنة (1880) عمل الطبيب الافرنسي ( لوكول Lugol ) محلولاً يحتوي 5 بالمائة من عنصر اليود و 10 بالمائة من محلول بودور البوطاس ، ومنذ ذلك الحين حتى وقتنا الحاضر يستعمل هذا المحلول الذي يعرف كل صيدلي تركيبه ، ويباع في كل الصيدليات باسم ( محلول لوكول ) ، ويكفي أخذ جرعة صغيرة منه ثلاث مرات في الأسبوع للمحافظة على المقدار الطبيعي لليود في الجسم ، وفي التحليل الكيميائي للمحتويات المعدنية في الجسم لم يعثر فيه سوى على آثار فقط من اليود ، عشر نقط من اليود تتجاوز بكثير كمية ما يحتويه الجسم منه ، لذلك يكفي اخذ نقطة واحدة أو نقطتين ـ حسب وزن الجسم ـ من محلول لوكول ، فالشخص الذي يزن حتى (70) كيلو غراماً لا يحتاج لأكثر من نقطة واحدة يأخذها مع إحدى وجبات الطعام في كل من يومي الثلاثاء والجمعة من كل اسبوع ، والذي يزيد وزن الجسم عندهم عن (70) كيلو غراماً يأخذون نقطتين ، ولا يغرب عن البال ان الجسم يكتفي بالقليل من العناصر المعدنية التي يحتاج إليها ، ويوصى في الاوقات التي يتفشى فيها الكثير من الامراض في منطقة السكن بأخذ جرعة من اليود كما ذكرنا في كل من أيام الاثنين والاربعاء والجمعة من الاسبوع ، اي ثلاث مرات في الاسبوع ، لتأمين تخزين إحتياطي في الجسم.
كيف تؤخذ هذه النقط ؟
حكم الإمام الباقرعليه السلام ومواعظه حكم الإمام الباقرعليه السلام ومواعظه حكم الإمام الباقرعليه السلام ومواعظه يوصي الطبيب عادة بأخذها والمعدة خالية ، فتؤخذ قبل الأكل بعشرين دقيقة ولكن الطبيب الشعبي يوصي بأخذها بطريقة اُخرى وهي المفضلة عندي ، كما يلي :
تمزج ملعقة صغيرة من الخل مع قدح من الماء ـ وذلك لترجيح التفاعل الحمضي ـ وينقط فيه نقطة واحدة ـ وتكون النقاط بوضع عامودي لتنزل منها النقطة بأكير حجم ـ من محلول لوكول ، ثم يحرك المزيج بعدها جيداً ، ويشرب اثناء وجبة الطعام جرعة عبد اُخرى كما يشرب الشاي ، تأثير هذا اليود الإضافي الذي يعطي للجسم بالنسبة لما يدخل الجسم من جراثيم وتستوطنه من حشرات ; فأحد قطعان البقر اُضيف إِلى علف كل منها يومياً عُشْر اللتر من الخل ، مع ثلاث نقط من محلول لوكول ، ولم يبق بعد ذلك لزوم لاستدعاء الطبيب البيطري مدة ثمانية اشهر لمعالجة بقرة مريضة بين ابقار القطيع إلا مرة واحدة فقط ; في حين ظهرت في المدة نفسها مختلف الامراض على ابقار قطيع آخر ، لم يعط له محلول لوكول ، مما اقتضى زرق ( حقن ) الكثير من الابقار بالبنسلين لانقاذ المصاب منها بأمراض شديدة.
كما شوهد ان القمل قد اختفى عن جلد الابقار بعد إعطائها الخل مع محلول اللوكول ; وان الذباب لا يحط عليها في المرعى ، في حين ان الذباب كان يزعج العجول ، لأنها لم تعط الخل ومحلول اللوكلول.
وفي قطيع آخر تفشى فيه مرض تسببه جراثيم تدعى ( بانك Banp ) تعيش بالقلويات ، وهو مرض معدي يؤدي إِلى الاجهاض ، وقد توقف هذا المرض وزال عن القطيع بعد أن اُعطيت كل بقرة منه نصف عشر الليتر (50) سم 3 من الخل ، مع ثلاث نقط من محلول لوكلول مع كل وجبة من وجبتي العلف اليومي.
وهناک دراسة لموضوع دود الحيوانات ; وهذه يرقات ذبابة ( داسّل Dassl ) لا تعضّ ولا تلدغ ، بل تبيض بطريقة اخطر وادعى للخوف; فهي تضع بيضها في أول يوم مشرق الشمس ، من بداية الربيع عل الشعر فوق حافر الخيل حيث تفقس بعد ( 3 ـ 4 ) أيام ، ويسرح منها الدود ، ثم يخترق الجلد فيثير الحكة ، كما يفرز من مدخله إِلى الجلد سائلاً لزجاً يلصق الشعر ، ويجعله حِزماً متلبدة ، وتظل الدودة تخترق في زحفها العضلات حتى تصل بعد بضعة أشهر إِلى داخل الجسم وتدخل في احشائه ، ويكثر وجود هذا الدود احياناً ين الفم والمعدة ، اي في المريء ، وفي موسم الخريف والشتاء يهاجر الدود نحو الظهر ، ويكمن تحت الجلد حيث يكون لكل دودة ثقب في الجلد تتنفس منه ، ويمكث الدود عادة تحت جلد الظهر مدة ( 30 ـ 90 ) يوماً ، وتخرج من الجلد إِلى الخارج في شهر شباط ( فبراير ) وآذار ( مارس ) ، وتقع إِلى الارض حيث تكوّن الشرنقة وبعد خروجها من جلد البقر ب ( 18 ـ 80 ) يوماً تخرج الذبابة الكاملة التكوين من الشرنقة حيث تصبح بعد نصف ساعة من ذلك مهيأَة للتناسل والتكاثر.
وكان الهدف ان اطرد هذه الديدان بواسطة الخل واليود ، وهذا يكون بمثابة اثبات على الاقل بأن استعمال الخل مع اليود ، يجعل الجسم غير صالح لاستيطان الجراثيم أو الحشرات.
وبفضل هذه المعالجة المختلطة ، لم يظهر في مدة سنة واحدة سوى (10) ديدان فقط على ظهور بقرات هذا القطيع ، وعددها (45) بقرة جرسي ، ومن المعتاد ان تكون الدودة من هذا النوع بغلظ قلم الرصاص ، ولكن الديدان العشر المذكورة لم يتجاوز غلظ الواحدة منها غلظ عود الخلال ، أي ( نكاشة الاسنان ) ، إذ كان عليها ان تكافح الخل واليود داخل الجسم ، وقد استطعت بإضافة علف إضافي غني بعنصر اليود أن أخفض عدد الجراثيم في الحليب ، كما ان عدد هذه الجراثيم ازداد ثانية بعد إيقاف اليود(2)
قال د. هوزر : « إن اليود جوهري للصحة ، فهو يشكل ذلك العنصر الفعال الذي تفرزه ( الغدة الدرقية ) ويسمى ( التيروكسين ) وهذه الغدة موضوعة أمام قصبة الرئة.
والتيروكسين ـ هذه الذخيرة لليودـ ليس له القدرة على بناء الجسم والعقل فحسب ، بل يعطي أيضاً الطفل أو الشاب شخصيته ، وحاجته من النشاط والسرور ، ونقص اليود يؤدي إلى نقص ( التيروكسين ) ، وهذا ينتج عنه انحطاط القوة ، وقلة الاحتمال ، وفقدان كل حيوية.
والنقص الجزئي لليود يسبب ورماً في العنق هو تضخم الغدة الدرقية ، وهذا التضخم ليس إلا جهداً من الجسم يعلن فيه بإلحاح نقص اليود ، ويطلب حاجته منه ليقوم بإنتاج أكبر كمية من الأنسجة المنتجة لهرمون التيروكسين.
في هذه الحالة يبقى إنتاج التيروكسين منظماً كالمعتاد ، على الرغم من وجود الورم والضيق البسيط في العنق ، ويمكن للجسم الاّ يشعر بأي اضطراب.
إن خطر مرض الغدة يبقى خافياً ، وإن وجود الغدة ـ هو وحده ـ إشارة محزنة للاضطرابات المتوقع حدوثها في المستقبل.
إن مرض الغدة أكثر حدوثاً للشبان من الشيوخ لأن حاجتهم لليود هي أكبر من حاجة المسنين وهو منتشر بين البنات ضعف انتشاره بين الصبيان.
إن حاجة الجسم لليود تتناقص بعد سن المراهقة ويمكن أن تزول الغدة بدون اتباع نظام خاص ، وفي هذه الحالة قد تستمر في الزيادة أيضاً.
وفي بعض الحالات تتوقف ، ثم تبدأ في الزيادة ـ من جديد ـ عندما تزداد الحاجة لليود ، كما يحدث في وقت الحبل أو الإرضاع أو الحيض.
وهناك علامة مرضية أُخرى على نقص اليود هي ( مرض جحوظ العين ) وهو يصيب الأشخاص الذين ضعفت غددهم الدرقية بسبب نقصان اليود ، وعوارضه زيادة ضربات النبض حتى تصل أحياناً إلى 130 أو 180 في الدقيقة ، ويفقد المريض شيئاً من وزنه ، ويبدو عصبي المزاج ولا يتحمل الحرارة ، وغالباً ما تصبح العينان ناتئتين ، ثم تفرطان في الجحوظ.
وللخلاص من هذا النوع من المرض يوصي الطبيب بتناول كميات كبيرة من اليود ، كما أن للنظام الغذائي أهمية كبرى في الشفاء من هذا المرض.
هناك كثير من الأغذية ينقصها اليود تماماً ، وتتبدل كمية اليود الموجودة في بعض الأغذية وفي التربة ومياه الري إلى درجة تجعل من المستحيل الاطمئنان إلى أي غذاء بأنه يحوي كمية اليود الكافية باستثناء الأسماك والنباتات البحرية التي تعتبر غنية باليود.
وإن الغدة الدرقية الواقعة أمام الحنجرة ، هي تفرز هرموناً اسمه ( خلاصة الغدة الدرقية ) وهو يحوي اليود ، ولذا كان نقص اليود في الغذاء من شأنه أن يفسد عمل هذه الغدة ويؤدي إلى تضخمها لكي تحصل على فاعلية أكثر من كمية اليود القليلة جداً التي تبقى لديها ، وهذا التضخم يسمى ( تمدد غدة العنق ) وهو يزول شيئاً فشيئاً بتناول اليود مضافاً إلى نظام غذائي صحيح.
ولكي تقدر حاجة الجسم لليود يجب أن تعرف مهمة إفراز الغدة الدرقية فهو ينصب في الدم ثم يتوزع في جميع أجزاء الجسم ، ويكن محرضاً لجميع الخلايا على حرق كمية الطعام المغذية والضرورية لإنتاج النشاط وحفظ حرارة الجسم ، وهو الذي يؤمن لضربات القلب سرعتها التي تسهل ضخ الدم الكافي ، وللحجاب الحاجز سرعة الحركة التي تسهل دخول الأُوكسجين في الرئة.
وبكلمة مختصرة : إن الغدة الدرقية تدعم بتناسق جميع قوانا المحركة العاملة.
فإذا كان اليود في طعامنا غير كاف ، فإن افراز الغدة الدرقية يكون غير كاف ، ويصبح الجسم فاتر الهمة والنشاط ويضطرب التنفس ، وتضعف دقات القلب ، وتكون تقلصات الجهاز الهضمي نادرة وعنيفة فيحصل سوء الهضم والإمساك ، ولا تقوم الحروريات بإنتاج النشاط.
من البديهي أن كل فساد يصيب عملية الهضم يصل ضرره إلى كل خلية في الجسم ، لكن تختلف شدة هذا الضرر ونتائجه باختلاف الأجهزة وعملها ودرجة تحسسها.ويكون فساد عملية الهضم إما عن تخمر المواد الكاربوهيدراتية ـ الخبز ، المعجنات ، النشويات ، السكر ، البطاطا وبعض أنواع الخضار والفواكه ـ أو عن تعفن المواد الزلالية ـ اللحم ، البيض ، الجبن ...
إن هذه التبدلات تسبب اضطرابات خفيفة لا يمكن أن تتفق والصحة (3) الحقيقية والأشخاص الذين ينقص اليود من جسمهم يكونون كسالى وسريعي التأثر بالبرد وليس لديهم مقاومة له ، كما يكون عندهم استعداد للسمنة ; لأن الحروريات لا تستهلك لإنتاج النشاط ، وإنما تتكدس بشكل دهون وشحوم وفتور الهمة يسبب لهم ضجراً ، كما يسبب عدة عوارض منها : برودة الأيدي والأرجل كثيراً ، وجفاف الجلد ، وربما ظهر قشور عليه ، ورقته ، ويكون الشعر ضعيفاً وباهت اللون ويشيب مبكراً ويتساقط بكثرة ، كما تكون الأظافر رقيقة جداً أو تتكسر وتصبح الذاكرة ضعيفة بسبب نقص ورود الدم إلى الدماغ. ولا يمكن أن يحدث التخمير إلا بوجود حوامض ، بعكس التعفن الذي لا يتم حدوثه إلا وسط قلوي وفي الغذاء المختلط أي المحتوي على المواد الكاربوهيدراتية والمواد الزلالية أو الازوتية. (4)
وتظهر عوارض نقص اليود عند النساء في غزارة دم الحيض ، وطول مدة العادة الشهرية ، وفي استمرار الصداع.
وأخيراً : إذا كان هؤلاء المرضى يشعرون بالبرودة بينما غيرهم يشعر بالحرارة ، فإنهم يتألمون أيضاً من الحرارة الشديدة التي تصيبهم بصورة شاذة على أثر البطء ـ غير الطبيعى ـ في دوران الدم وفي التبديل الطارئ عليه.
إن ما يدعى غالباً ( كسل الغدة الدرقية ) ، هو إعلان عن نقص خفيف في اليود ، وقد سجلت ملاحظات على مدى واسع في هذا الصدد ، فظهر أن ستين في المائة من الأطفال ، وأربعين في المائة من النساء يعانون ( كسل الغدة الدرقية ) بسبب نقص اليود. وكانت العوارض تختلف بحسب كبر النقص أو صغره ، ويمكن أن تصبح خطيرة أو خفيفة وتجرد ( الضحية ) من ازدهارها جسمانياً وعقلياً.
إن لفيتامينات ( ب ) تأثيراً كبيراً في إنتاج إفراز الغدد الدرقية الذي ينخفض إلى حد الثمانين في المائة عند الحيوانات المفتقرة إلى كفايتها من اليود.
والنصيحة التي نقدمها لكل متألِّم من كسل الغدة الدرقية : هي أن يدخل اليود إلى نظامه الغذائي ، وأن يستعمل طيلة حياته الملح النباتي المشبع باليود.
وللحصول على فيتامينات ( ب ) يجب أن يتناول حبوب القمح ، والكبد.
وإذا أراد الخلاص من تمدد الغدد فعليه أن يأكل بكثرة من سمك البحر الغني باليود ، وأن يفرط في ذلك ما استطاع ، وأن يتبع باهتمام ( النظام المثالي ) (5)
إن نقص إفراز الغدة الدرقية يحدث تضخماً في اللسان والشفتين وانشقاق الجلد وقصر الأطراف وفقدان الشهية وانخفاض درجة الحرارة والنبض وإمساك وفقر دم.
وبعكسها في زيادة إفراز الغدة الدرقية تسبب أحياناً أمراض الأعصاب والحالات النفسية المصحوبة بقلة النوم والتهيج ، ورعشة الأطراف وفقدان الوزن وزيادة النبض وكثرة العرق »(6)
المصادر:
1- الدكتور د. س. جارفيس
2- الطب الشعبي : ص 153 ـ 159
3- الصحة : حالة للبدن بها تتم الأفعال الجارية على مجرى الطبيعة، مفتاح الطب /.الصحة : حالة تستلزم كون البدن جارياً على المجرى الطبيعي سوياً في كل أفعاله ويتوقف ذلك على صحة المواد والطوارىء. ( تذكرة أولي الألباب : 2 / 138 ).
4- شباب في الشيخوخة : ص 230.
5- الغذاء يصنع المعجزات : ص 81 و 82 ، و 186 ـ 189.
6- الموسوعة الطبية : 150 سؤال.