أثر الدعاء فی حیاة الانسان

الدعاء هو السلاح ینجینا من أعدائنا ویدرّ أرزاقنا ویمنحنا الشعور بالقرب من الله سبحانه وتعالی وهذا ما يمدنا بالامل وما أروع هذا الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالی الذي یزید فی معنویات وروحیات الإنسان ، لا سیّما أصحاب الحوائج
Thursday, September 17, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
أثر الدعاء فی حیاة الانسان
 أثر الدعاء فی حیاة الانسان

 






 

الدعاء هو السلاح ینجینا من أعدائنا ویدرّ أرزاقنا ویمنحنا الشعور بالقرب من الله سبحانه وتعالی وهذا ما يمدنا بالامل وما أروع هذا الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالی الذي یزید فی معنویات وروحیات الإنسان ، لا سیّما أصحاب الحوائج والمشاکل والقضایا المستصعبة والأسقام المزمنة والأمراض صعبة العلاج.
فإنّ المریض مهما کانت خطورة مرضه ، فإنّ هناک بصیص من النور والرحمة فی قلبه ، وإنّه یلتجئ إلی ربّه ، ویری العلاج الطبی إنّما هو وسیلة ظاهریة ، والشفاء الحقیقی بید الله سبحانه ، فهو المشافی المعافی الطبیب المداوی ، ولا سبیل إلی فیضه الجسیم ولطفه العمیم ، ورحمته الوسیعة ، وشفقته الرفیعة ، إلاّ الدعاء من صمیم القلب خالصاً مجتهداً بقلب نقیّ ولسان صادق ، فإنّه یردّ القضاء المبرم والموت المعلّق.

قال الله سبحانه وتعالی:

(قُلْ ما یَعْبَؤ بِکُمْ رَبِّی لَوْلا دُعاؤکُمْ )(1).
(وَقالَ رَبُّکُمْ اُدْعونی أسْتَجِبْ لَکُمْ إنَّ الَّذینَ یَسْتَکْبِرونَ عَنْ عِبادَتی سَیَدْخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرینَ)(2).
(وَإذا سَألَکَ عِبادی عَنِّی فَإنَّی قَریبٌ اُجیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ)(3).
(وَإذا مَسَّ الإنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أوْ قاعِداً أوْ قائِماً)(4).
(دَعَوِا اللهَ مُخْلِصینَ لَهُ الدِّینَ لَئِنْ أنْجَیْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَکونَنَّ مِنَ الشَّاکِرینَ)(5).
(قُلْ مَنْ یُنْجیکُمْ مِنْ ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحْرِ تَدْعونَهُ تَضَرُّعاً وخُفْیَةً)(6).
(تَتَجافی جُنوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ یَدْعونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً)(7).
(أمَّنْ یُجیبُ دَعْوَةَ المُضْطِرِّ إذا دَعاهُ وَیَکْشِفُ السُّوءَ)(8).
(إنَّهُمْ کانوا یُسارِعونَ فی الخَیْراتِ وَیَدْعونا رَغَباً وَرَهَباً)(9).
(وَللهِ الأسْماءُ الحُسْنی فَادْعوهُ بِها)(10).
قال رسول الله (صلی الله علیه وآله):
«أفضل العبادة الدعاء ، فإذا أذن الله للعبد فی الدعاء فتح له باب الرحمة ، إنّه لن یهلک مع الدعاء أحد »
« إنّ الله تبارک وتعالی کان إذا بعث نبیّاً قال له : إذا أحزنک أمر تکرهه فادعنی أستجب لک ، وإنّ الله أعطی اُمّتی ذلک حیث یقول : (ادْعونی أسْتَجِبْ لَکُمْ).
« من فتح له من الدعاء منکم فتحت له أبواب الإجابة».
قال أمیر المؤمنین فی وصیّة لابنه الإمام الحسن (علیهما السلام):
«إعلم أنّ الذین بیده خزائن ملکوت الدنیا والآخرة قد أذن لدعائک ، وتکفّل لإجابتک ، وأمرک أن تسأله فیعطیک ، وهو رحیم کریم ، لم یجعل بینک وبینه من یحجبک عنه ، ولم یلجئک إلی من یشفع لک إلیه ... ثمّ جعل فی یدک مفاتیح خزائنه بما أذن فیه من مسألته ، فمتی شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه».
«من قرع باب الله سبحانه فتح له».
قال الإمام الصادق (علیه السلام):
«أکثر من الدعاء ، فإنّه مفتاح کلّ رحمة ، ونجاح کلّ حاجة ، ولا ینال ما عند الله إلاّ بالدعاء ، ولیس باب یکثر قرعه إلاّ یوشک أن یفتح لصاحبه.»
فأئمّتنا الأطهار (علیهم السلام) یأمرونا بالدعاء الکثیر ، ومثل هذا الحصر « ولا ینال ما عند الله إلاّ بالدعاء» علی ماذا یدلّ ؟ والضرورة والوجدان یقضی أنّ الباب الذی یکثر علیه القرع یوشک أن یفتح لقارعه ، ومن طرق الباب ولجّ ، ولج ، فعلینا بالدعاء علی کلّ حال. یقول الإمام الصادق (علیه السلام):
«لا تقل إنّ الأمر قد فرغ منه ، إنّ عند الله منزلة لا تنال إلاّ بمسألة».
وهذا تحریض عجیب لمن أراد بلوغ المنی ، وقال زرارة فی معنی الروایة : إنّما یعنی أن لا یمنعک إیمانک بالقضاء والقدر أن تبالغ بالدعاء وتجتهد فیه.
وقال الإمام الصادق (علیه السلام):
«علیک بالدعاء فإنّ فیه شفاء من کلّ داء».
وعن محمد بن مسلم ، قال : قلت لأبی جعفر (علیه السلام) : قال رسول الله (صلی الله علیه وآله) : فی هذه الحبّة السوداء شفاء من کلّ داء إلاّ السام ؟ ( أی الموت ) ، فقال : نعم ، ثمّ قال : ألا اُخبرک بما فیه شفاء من کلّ داء وسامّ ؟ قلت : بلی ، قال : الدعاء.
قال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام):
«ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء ، ما المبتلی الذی استدرّ به البلاء بأحوج إلی الدعاء من المعافی الذی لا یأمن البلاء».
وهذا یعنی أ نّه لا بدّ من الدعاء علی کلّ حال فی الشدّة والرخاء والعافیة والبلاء والصحّة والمرض والراحة والتعب ، وفی اللیل والنهار ، وفی جمیع الأحوال ( تعرّف إلی الله فی الرخاء یعرفک فی الشدّة ).
وقال الإمام الصادق (علیه السلام):
«من تخوّف من بلاء یصیبه فتقدّم فی الدعاء لم یره الله عزّ وجلّ ذلک البلاء أبداً».
ویقول أمیر المؤمنین علی (علیه السلام):
«إنّ لله سبحانه سطوات ونقمات ، فإذا اُنزلت بکم فادفعوها بالدعاء ، فإنّه لا یدفع البلاء إلاّ الدعاء».
فمقام الدعاء فی الإسلام مقام عظیم ، والنصوص القرآنیة والأحادیث الشریفة أولت المزید من الاهتمام فی الدعاء والابتهال إلی الله سبحانه وتعالی ، لأنّ الدعاء یعدّ فی نظر الإسلام من أنجع الوسائل وأعمقها فی تربیة النفوس وتهذیب الأخلاق ودفع البلاء وحلّ المشاکل واتّصال الإنسان بربّه الکریم.
الدعاء مدرسة تربویة ، وعلاقة وثیقة بین العبد ومولاه ، من العبادات وإنّه سلاح المؤمن ، یردّ القضاء المبرم ، ویغیّر فی المقدّرات الإلهیة فی عالم المحو والإثبات بأمر من الله سبحانه:
(یَمْحو اللهُ ما یَشاءُ وَیُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الکِتابِ)(11).
وترک الدعاء یعدّ من المعاصی والآثام ، کما إنّه من الطعات والقربات ، ولا یهلک مع الدعاء أحد ، وإنّه مصابیح النجاح ومقالید الفلاح ومفاتیح الرحمة ، وإنّ الله سبحانه لیحبّ عبده الداعی ، وأحبّ الأعمال إلیه فی الأرض الدعاء ، فما شیء أحبّ إلی الله من أن یسأل العبد ربّه ، وکان أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) رجل دعّاء ، وإنّ من أفضل العبادة الدعاء.
قال رسول الله (صلی الله علیه وآله) لأصحابه یوماً : ألا أدلّکم علی سلاح ینجیکم من أعدائکم ویدرّ أرزاقکم ؟ قالوا : بلی یا رسول الله . قال : تدعون ربّکم باللیل والنهار ، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء ، ومخّ العبادة الدعاء ، وهو عمود الدین ونور السماوات والأرضین ، وهو ترس المؤمن.
وقد ورد فی الروایات الکثیرة أنّ الدعاء سلاح الأنبیاء ، وأ نّه أنفذ من سلاح الحدید ، وهو شفاء من کلّ داء ، فادفعوا أمواج البلاء عنکم بالدعاء قبل ورود البلاء ، فإنّ الدعاء بعد ما ینزل البلاء لا ینتفع به ، وأدفعوا نوائب البلایا بالاستغفار ، وتعرّفوا إلی الله فی الرخاء یعرفکم فی الشدّة ، واسألوا الله ما بدا لکم من حوائجکم حتّی شسع النعل ، فإنّه إن لم ییسّره یتعسّر ، ولا تترکوا صغیرة لصغرها أن تدعو بها ، فإنّ صاحب الصغار هو صاحب الکبار ، ومن قرع باب الله سبحانه فُتح له ، وإنّ الدعاء کهف الإجابة کما أنّ السحاب کهف المطر.
ثمّ الإنسان خُلق ضعیفاً ، ویحسّ دوماً أ نّه یفتقر ویحتاج إلی قوّة کبری یرتبط بها باستمرار ، تسنده وتؤیّده وتعینه وتنصره وتسدّد خطاه فی مسیرة حیاته ، ولا تکون تلک القوّة من نفس السنخیة التی خلق منها ، بل تکون قاهرة قادرة عالمة بکلّ شیء بلا نهایة ، وما تلک القوّة إلاّ الله سبحانه وحده لا شریک له ، واجب الوجود لذاته ، الغنیّ عن عباده ، وما عداه مفتقر إلیه فی حدوثه وبقائه.
والله سبحانه أجود الأجودین عند حسن ظنّ عبده المتوکّل علیه والمفوّض أمره إلیه ، فإنّه جلّ جلاله لم یبخل علی عبده فی مرحلة من مراحل الحیاة ، وکان جوده ووجوده علی العباد برحمانیّته بنعمة التسدید والإسناد والتأیید ، وإذا انقطع العبد إلیه وحده ، فإنّه یؤیّده برحمیّته التی هی قریبة من المحسنین.
ویکون العبد بدعائه وتضرّعه وتهجّده وانقطاعه متسامیاً متعالیاً منتصراً علی النفس الأمّارة بالسوء والأنانیة وحبّ الذات ، ویرتفع إلی مصاف عباد الله المقرّبین المخلصین ، ویکون دعاؤه سلاحاً ماضیاً وترساً واقیاً وکهفاً منیعاً وحصناً حصیناً.
فالدعاء والتضرّع حینئذ یکونان کفیلین فی إرجاع العبد إلی حظیرة القدس وطریق الطاعة ومقام العبودیة والتسامی إلی قاب قوسین ، فی مقعد صدق عند ملیک مقتدر.
فالدعاء سموّ فی الروح وإشراق فی النفس ، فإنّ من ثمراته إزالة ما ران علی القلوب من المعاصی والحجب التی تمنع النفس عن التجلّی والرفعة ، وهدایتها إلی مصاف الصالحین.
الدعاء رابط وثیق بین العبد وربّه ، خالق الکون وواهب الحیاة ، ومن بیده مجریات الأحداث ، وهو بکلّ شیء محیط.
ومن الواضح أنّ علاقة الإنسان بخالقه وصانعه علاقة ذاتیة ومتأصّلة فی وجوده ، فإنّه یفزع إلی الله سبحانه إذا دهمته الکوارث أو ألمّت به المصائب ، أو تورّط بالمحن ، فیدعو ربّه ضارعاً منکسراً لا یجد غیره أحداً یفزع إلیه ، ولا یکشف الضرّ عنه سواه:
(أمَّنْ یُجیبُ المُضْطِرَّ إذا دَعاهُ وَیَکْشِفُ السُّوء) وهو اللطیف الرحیم بعباده.
الدعاء هو القرآن الصاعد ، وقد اهتمّ الرسول الأکرم محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) وأئمّة أهل البیت (علیهم السلام) بالأدعیة اهتماماً بالغاً ، لأ نّها شفاء القلوب وبلسماً للجراح ، وتهذیباً للنفوس ، ومفتاحاً للإجابه وقضاء الحوائج ، وقد خلّفوا (علیهم السلام) لنا ثروة هائلة قدسیة من الأدعیة والتراث الروحی العملاق ، فی شتّی فنون الأدعیة والأوراد والأذکار.
وقد ذکر السیّد ابن طاووس نادرة زمانه ، أنّ خزانة مکتبته فقط تحتوی علی ثمانمائة کتاب ومجلّد من الأدعیة ، اُثرت عن الأئمة الطاهرین (علیهم السلام).
وهذا إنّما یدلّ علی عظمة الدعاء وأثره البالغ فی حیاة الإنسان ، فإنّه یوجب حسن العاقبة وعدم الزیغ ، والتجافی عن دار الغرور والإنابة إلی دار الخلود ، والکلام مع الله ، والطلب منه بأن یعامله بلطفه وکرمه وبما هو أهله ، وسعادة الدارین والنور والهدایة والمعرفة والوصول إلی الکمال المطلق ومطلق الکمال ، والفناء فی الله سبحانه وتعالی.
ولا یخفی علی ذوی النهی أنّ للدعاء المستجاب شرائط ذکرها علماء الفنّ ، کما جاء فی « جامع السعادات» للمرحوم النراقی ، و «المحجّة البیضاء» للفیض الکاشانی ، و « عدّة الداعی» لابن فهد الحلّی ، وکتب السیّد ابن طاووس ،و « مفاتیح الجنان» للشیخ القمّی ، و « مفاتیح الجنّات» للسیّد محسن العاملی ، وعشرات ومئات الکتب الاُخری فی الأدعیة والأوراد.
ومن أهمّ الشرائط : المعرفة التامّة ، والعمل بما یقتضیها ، وحضور القلب ورقّته ورحمته ، وطیب المکسب وحلّیته ، وإطاعة الله ورسوله وعترته ، والإخلاص والتقوی والیقین بالإجابة . ویقول الإمام الصادق (علیه السلام) : « إذا اقشعرّ جلدک ودمعت عیناک ووجل قلبک ، فدونک دونک فقد قصد قصدک» ، والطهارة الباطنیة والإقبال علی الله سبحانه ، والاعتراف بالذنوب ، وحسن الظنّ بالله سبحانه.
کما إنّ للإجابة موانع : کالذنب والمعصیة والظلم ولقمة الحرام ومناقضته للحکمة والمصلحة العامّة أو الخاصّة ، ومن علیه مظالم الناس.
کما للدعاء آداب : کالبسملة وتمجید الله وحمده ، والصلاة علی النبیّ وآله ، والاستشفاع بالأولیاء والصالحین ، والإقرار بالذنب ، والتضرّع والابتهال ، وأن لا یستصغرنّ شیئاً من الدعاء ، ولا یستکثر مطلوبه ، ویری قضاء حاجته وأ نّها مقضیّة ، ویکون عالی الهمّة فیما یطلب ، وأن یعمّم الدعاء ، ویسرّ به ویحسن الظنّ بالإجابة ، ویختار الأوقات المناسبة ذات الفضیلة ، والأماکن المقدّسة ، ویلحّ فی الطلب ، وأن یترک الدعاء لما لا یکون ولا یحلّ ، ولا یستعجل فی الإجابة ، ولا یعلّم ربّه ما یصلحه ، فإنّه من أعلم الله ما لم یعلم اهتزّ له عرشه:
(عَسی أنْ تَکْرَهوا شَیْئاً وَهُوَ خَیْرٌ لَکُمْ وَعَسی أنْ تُحِبُّوا شَیْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَکُمْ وَاللهُ یَعْلَمُ وَأنْتُمْ لا تَعْلَمونَ)(12).
کما علی الداعی المؤمن أن یعرف ما فیه نجاته وما فیه هلاکه ، کی لا یدعو الله بشیء منه هلاکه وهو یظنّ أنّ فیه نجاته.
ثمّ المؤمن من دعاءه علی ثلاث خصال : إمّا أن یدخّر به ، وإمّا أن یعجّل له ، وإمّا أن یدفع عنه بلاء یرید أن یصیبه(13).
وعلی الداعی أن یخلص فی الدعاء ، فقد قال الإمام الصادق (علیه السلام) : إذا أراد أحدکم أن لا یسأل الله شیئاً إلاّ أعطاه فلییأس من الناس کلّهم ، ولا یکون له رجاء إلاّ من عند الله عزّ وجلّ ، فإذا علم الله عزّ وجلّ ذلک من قلبه ، لم یسأل الله شیئاً إلاّ أعطاه.
لقد أشاد الإسلام دین الله القویم بفضل الدعاء والداعین والسائلین والذاکرین ، وأهاب بالمسلمین أن لا یترکوا الدعاء علی کلّ حال وفی جمیع الأحوال ، فی کلّ الاُمور صغیرها وکبیرها ، وأن یکونوا علی اتّصال دائم مع الله سبحانه الذی بیده أزمّة الاُمور وجمیع مجریات الأحداث ، فلا بدّ من العلاقة الوثیقة والارتباط العمیق بین الإنسان وبین الله سبحانه فی جمیع شؤونه وأحواله ، فإنّه المعطی والمانع ، بیده العطاء والحرمان ، کما بیده المرض والشفاء.
ومن آثار الدعاء أ نّه وصفة روحیة ، وهو من أوثق الأسباب فی إزالة الأمراض ، فإنّ له تأثیراً بالغاً فی الشفاء من کلّ داء ومرض ، وقد قرّرت البحوث الطبیة الحدیثة ذلک ، وأکّدت أنّ الطبّ الرّوحی من أهمّ الأسباب فی إزالة الأسقام وشفاء الأمراض المستعصیة ، لا سیّما الأمراض النفسیة ، کما أنّ الشفاء بید الله سبحانه ، ولمثل هذا ورد فی الروایات الشریفة : « علیک بالدعاء فإنّه شفاء من کلّ داء».
وکم لنا من الشواهد بالمئات رأیناها وقرأناها ، أنّ من المرضاء من یئس أهله من بُرئه وشفائه ، إلاّ أ نّهم بالدعاء والتوسّل بالنبیّ وأهل بیته الأبرار وبالأولیاء الأخیار شافاهم الله سبحانه ، وألبسهم ثوبی الصحّة والعافیة.
عندی صدیق شابّ جامعی فی السنة الأخیرة من کلیة الحقوق فی أهواز من مدن إیران ابتلی بالسرطان ـ والعیاذ بالله ـ فبعد الفحوصات الدقیقة فی طهران أخبره الدکتور بذلک وأ نّه بقی من عمره سنة إلی سنة ونصف ، فیقول فکّرت فی أمری ماذا أفعل ؟ ! فصمّمت علی أن أکتم المرض أوّلا حتّی علی زوجتی ووالدتی وأهلی ، إذ قلت : لماذا من الآن أجعلهم فی قلق واضطراب ، ثمّ فی کلّ شهر کنت اُسافر من أهواز إلی طهران للمعالجة الکیمیاویة وأبذل من المال مئتی ألف تومان ، ثمّ قسّمت أموالی بین أهلی من دون أن یعلموا بذلک ، فوضعتها لهم فی البنک ، وفی إحدی اللیالی من الساعة الحادیة عشرة إلی السحر حفرت قبراً بجوار قبر والدیّ فی المقبرة ، واشتغلت بالعبادة والدعاء ، وخلال ثمانیة أشهر عبدت الله عبادة عشرین سنة ، وبعد ثمانیة أشهر من المعالجة والأدعیة والأوراد والأذکار ، فحصنی الأطباء فلم یروا أثراً للسرطان أبداً ، فتعجّبوا من ذلک کثیراً ، ولکنّی أعلم أنّ ذلک من برکات الدعاء والعبادة.

1- طریق إلی الشفاء:

اُصیب المرجع الدینی آیة الله العظمی السیّد عبد الأعلی السبزواری ، أحد فقهاء مدرسة أهل البیت (علیهم السلام) ـ المتوفّی سنة 1414 هجریة ـ تغمّده الله بواسع رحمته وأسکنه فسیح جنّته بمرض القلب فی أحد سنیّ عمره الشریف ، وکان یباشر فحصه الطبیّ أحد الأطباء ، فطلب الدکتور نقله إلی المستشفی لأنّ حالته خطرة ، إلاّ أ نّه رفض الانتقال ، إذ کان لدیه طریق خاصّ للشفاء السریع ! (14)
وهو الدعاء إلی الله تعالی والتوسّل بالإمام جعفر بن محمّد الصادق (علیه السلام) ، فنوی إن ألبسه الله تعالی ثوب العافیة ، کتب دورة فقهیّة کاملة حول أحکام الشریعة الإسلامیة.
وإذا به یقوم فی لیلتها من النوم ، وهو لا یشکو من شیء ! فذهب إلی مسجد ( السهلة في النجف الاشرف) بعد منتصف اللیل رغم إلحاح أهله بعدم الذهاب ، خوفاً علی صحّته.
وهکذا تعجّب الطبیب بعد فحصه ، عندما ظهر له اختفاء المرض ، وقد شوفی منه تماماً ، فقال : إنّ هذا لأمرٌ خارقٌ للعادة.
وهکذا شرع فی الوفاء بالنذر ، وکتب کتابه الفقهی الاستدلالی العظیم فی ثلاثین مجلّداً ، وسمّاه ( مهذّب الأحکام فی بیان الحلال والحرام)

2 ـ المؤثّرات الغیبیة :

کان عمری سبعة أعوام حین افتقدتنی اُمّی فی البیت ولم تسمع لی حسّاً !
أین کنت یا تُری ؟
کنت ساقطاً فی سرداب تحت الأرض عمقه عشرون متراً تقریباً ، ومثل هذه السرادیب العمیقة جدّاً ، تُعرف فی مدینتنا ( النجف الأشرف ) باسم ( سرداب السنّ ) . إنّه مکان مهجور ومظلم ، تجمّعت فیه علی مرّ الشهور والسنوات أوساخ وحشرات ، له درج ضیّق ونافذة أرضیّة فی ساحة دارنا المتواضع ، ولقد سقطت من هذه النافذة التی فتحتها بیدیّ وأنا صبیّ فی السابعة من العمر.
وسقوطی کان علی قمّة رأسی الذی خرقته عظمة کانت هناک علی الأرض فدخلت فی رأسی حتّی أوشکت أن تصل إلی المخ .
وأمّا بطنی ، فقد مزّقته زجاجة کانت ( تنتظرنی ) أیضاً ، وبعده ماذا تتوقّع أن تکون حالتی ؟
کنت مغمیّاً علیّ ، والدماء تسیل ، ولا أحد یعرف عنّی شیئاً ، اُمّی أخذت تبحث عنّی فی زوایا البیت ، ولکن دون جدوی ، أجشت بالبکاء وهی تنادینی : « یا حسین ، أین أنت ؟ !».
ولکن لا جواب لمن تنادی ...
فصعدت إلی سطح البیت ، إذ کان أبی سماحة آیة الله العظمی السیّد عبد الأعلی السبزواری (رحمه الله) یعدّ تحضیره الفقهی ویطالع الکتب والمصادر ( المفروشة ) بین یدیه.
قالت ـ والعبرة تخنقها ـ : یا سیّد ، قم وفتّش عن ولدک السیّد حسین . وهکذا اشترکا ـ الوالد والوالدة ـ فی البحث عنّی . فجأة وقعت عین أبی علی حبل نافذة السرداب ، وإذا به مقطوع . فاقتحم الدرج المظلم المهجور ، حتّی وصل إلی عمق السرداب ، فوجدنی طریح الأرض ملطّخ بالدم ، وأنا فی غیبوبة.
حملنی علی یدیه صاعداً إلی الأعلی مسرعاً إلی المستشفی علی بغلة ( وکانت أسرع الدوابّ فی ذلک العصر ).
حاولوا إنقاذی من الغیبوبة بوضع الثلج علی رأسی ، إلاّ أنّ الطبیب کان آیساً من عودة الحیاة إلیَّ ثانیة.
فقال لوالدی : سیّدنا ، هیّئ نفسک للعزاء ، وإذا کنت مصرّاً علی علاجه ، خذه إلی مستشفی الحلّة ، إذ لدیهم وسائل أفضل.
ولکن مدینة الحلّة بعیدة عن النجف ، وکانت وسائط النقل قلیلة وبدائیة آنذاک . حملنی أبی علی یدیه عائداً إلی البیت ، ربما کان یفکّر فی حلّ آخر أو علاج بالأدویة الشعبیّة مثلا.
بَیْدَ أنَّ اُمّی قالت : إنّ البیت لا یفیق فیه هذا الطفل المغمی علیه ، أرجعه إلی المستشفی ، فإذا قدّر الله له أن یحیا مرّة ثانیة فیحیا هناک.
وهکذا رجع بی والدی إلی نفس المستشفی ، وکان الأطباء ینظرون إلیَّ من زاویة الیأس.
ومرّ الیوم الثالث علی إغمائی ولیس فی الأمر من جدید.
هنا رفع والدی یدیه إلی السماء متوسّلا بالإمام جعفر بن محمّد الصادق (علیه السلام) ، وهو یقسم علیه بالضلع المکسور لجدّته الزهراء المظلومة ، بنت الرسول محمّد (صلی الله علیه وآله) . ثمّ حملنی بعد هذا الدعاء مباشرةً لیخرج من المستشفی ، فما خطا إلاّ بضع خطوات ، وهو لم یتجاوز الممرّ ، وإذا بی أفتح عینی فی وجهه الکریم ، إنّها کانت إفاقة وسط استغراب الأطباء کلّهم فی المستشفی ، ممّا جعل بعضهم یعتقد بصحّة الأدعیّة ومؤثّراتها الغیبیّة ، کما جعلهم ینظرون إلی السیّد الوالد نظرة احترام وولاء خاصّة.

3 ـ حیّ عاد من قبره :

توقّفت دقّات قلبه فجأة ، فاعتبروه میّتاً ، والمیّت عادةً یأخذونه إلی المغتسل ، وبعد غسله یکفّنونه ویصلّون علیه ویدفنونه ، ألیس کذلک ؟
بلی ... ذلک ما حدث للعالم الجلیل الشیخ أمین الدین الطبرسی ( صاحب تفسیر « مجمع البیان» ) المعروف.
إلاّ أنّ الفرق بینه وبین غیره من الأموات هو أ نّه فتح عینه فی القبر ، فوجد نفسه مدفوناً ! فنذر لله تعالی هناک ، إن أنجاه الله وخرج حیّاً ، کتب تفسیراً للقرآن الکریم ، فما هی إلاّ دقائق وإذا بنبّاش کان یحفر القبر لینهب کفن الشیخ !
لقد استمرّ النبّاش فی نبشه حتّی وصل إلی جسد ( المتوفّی ) ! فأخذ یفتح الکفن ( الغالی ) ، إنّه یدرّ علیه ثمناً جیّداً فی السوق ! ولکن کادت روح النبّاش تزهق عندما أمسک الشیخ بیده ، وسرعان ما طمأنه قائلا : لا تخف ، هذه قصّتی ، ولقد استجاب الله نذری ودعائی ، فاذهب إلی بیتی وآتنی بثیابی ، وسوف اُعطیک أکثر ممّا ترید ، علی أن لا تعود إلی نبش القبور مرّة اُخری !
وهکذا رجع الشیخ الطبرسی إلی البیت فی وسط استغراب الجمیع ، فقام بتألیف کتابه فی تفسیر القرآن ، وفاءً للنذر ، ویعدّ کتابه الآن من أهمّ کتب الشیعة فی التفسیر . ثمّ إنّه انتقل إلی رحمة الله الواسعة شهیداً ، فی التاسع من شهر ذی الحجّة سنة 548 الهجریة ، وذلک فی هجوم شنّه المتمرّدون علی السلطان سنجر السلجوقی فی خراسان ، فقُتل هذا الشیخ وجمعٌ من الناس ، ودُفن جثمانه الطاهر فی جوار مرقد الإمام الرضا (علیه السلام).

4 ـ دعاء لشفاء ولدی :

عرض تلفزیون الجمهوریة الإسلامیة الايرانية فیلماً عن وصول آیة الله العظمی الگلپایگانی إلی إیران قبل أکثر من عامین تقریباً إثر إصابته بوعکة صحّیة وسفره إلی لندن للعلاج . فکان فی استقباله بعض رجال الدولة والشخصیات الدینیة وجمهور من الناس فی منتصف اللیل.
وقف أحد علماء الدین من أئمة مساجد طهران إلی جانب السیّد الگلپایگانی وأخذ یشکر الحاضرین فی کلمة مرتجلة لاستقبالهم السیّد فی ذلک الوقت المتأ خّر من اللیل البارد ، ثمّ ذکر القصّة التالیة وهو یستجیز سماحة السیّد فی نقلها ، فقال : عندنا فی المسجد امرأة متدیّنة ولها خدمات تنبئ عن إخلاصها وتقرّبها عند الله تعالی ، من تلک الخدمات التزامها بتعلیم أطفال وبنات المحلّة مفاهیم القرآن الکریم والتلاوة والتجوید . جاءتنی ذات مرّة وقالت : إنّی رأیت فی المنام مجلساً یضمّ الصالحین من العباد ، وکانت فیه السیّدة فاطمة الزهراء (علیها السلام) ، فالتفتت إلیَّ وقالت : لماذا لا تدعین لولدی محمّد رضا بالشفاء ؟
قلت لها : لا نعلم لکِ ولداً بهذا الإسم.
قالت : ولدی السیّد محمّد رضا الگلپایگانی !
وهکذا کان لدعاء المؤمنین أثر کبیر فی شفاء السیّد الگلپایگانی (رحمه الله) آنذاک (15).
وهناک المئات والاُلوف من القصص والحکایات التی تدلّ بالصراحة والوضوح علی أثر الدعاء والتوسّل فی حیاة المریض.
فالأجسام تمرض ، وأمیر المؤمنین علی (علیه السلام) یقول:
«لیس للأجسام نجاة من الأسقام».
«لا رزیّة أعظم من دوام سقم الجسد».
« ألا وإنّ من البلاء الفاقة ، وأشدّ من الفاقة مرض البدن ، وأشدّ من مرض البدن مرض القلب».
«مسکین ابن آدم ، مکتوم الأجل ، مکفون العلل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقّة ، وتقتله الشرقة ، وتنتنه العرقة».
«کفی بالسلامة داء».
ومن دعائه (علیه السلام) یوم الهریر:
«اللّهم إنّی أعوذ بک ... من سقم یشغلنی ، ومن صحّة تلهینی».
کان داود (علیه السلام) یقول : اللّهم لا مرض یضننی ، ولا صحّة تنسینی».
مرّ أعرابی علی رسول الله (صلی الله علیه وآله) ، فقال له : أتعرف اُمّ ملدم ؟ قال : وما اُمّ ملدم ؟ قال : صداع یأخذ الرأس ، وسخونة فی الجسد . فقال الأعرابی : ما أصابنی هذا قطّ . فلمّا مضی قال : من سرّه أن ینظر إلی رجل من أهل النار ، فلینظر إلی هذا».
«إنّ الجسد إذا لم یمرض أشر ، ولا خیر فی جسد لا یمرض بأشر».
فالمرض من لوازم الحیاة ، وإنّ الله خلق الموت والحیاة لیبلوکم أ یّکم أحسن عملا ، وقد سأل زندیقا الإمام الصادق (علیه السلام) قائلا : فیما استحقّ الطفل الصغیر ما یصیبه من الأوجاع والأمراض بلا ذنب عمله ، ولا جرم سلف منه ؟
قال (علیه السلام) : إنّ المرض علی وجوه شتّی : مرض بلوی ، ومرض العقوبة ، ومرض جعل علیه الفناء ، وأنت تزعم أنّ ذلک من أغذیة ردیئة وأشربة وبیئة ، ومن علّة کانت باُمّه ، وتزعم أنّ من أحسن السیاسة لبدنه ، وأجمل النظر فی أحوال نفسه ، وعرف الضارّ ممّا یأکل من النافع ، لم یمرض ، وتمیل فی قولک إلی من یزعم أ نّه لا یکون المرض والموت إلاّ من المطعم والمشرب ، قد مات أرسطوطالیس معلّم الأطباء ، وأفلاطون رئیس الحکماء ، وجالینوس شاخ ودقّ بصره ، وما دفع الموت حین نزل بساحته.
وهذا یعنی أنّ المرض لیس من الأکل والشرب والإفراط فیها ، بل هو علی أقسام وأنواع ، فمنه من الله سبحانه لترفیع مقام المؤمن وکفّارة لذنوبه ، ومنه من الإنسان فهو الذی یمرض نفسه.
یقول رسول الله (صلی الله علیه وآله):
«لا یمرض مؤمن ولا مؤمنة ، ولا مسلم ولا مسلمة ، إلاّ حطّ الله به خطیئته».
«المریض تحاتّ خطایاه کما یتحاتّ ورق الشجر».
«عجبت من المؤمن جزعه من السقم ، ولو یعلم ما له فی السقم من الثواب ، لأحبّ أن لا یزال سقیماً حتّی یلقی ربّه عزّ وجلّ».
«إنّ رسول الله (صلی الله علیه وآله) رفع رأسه إلی السماء فتبسّم ، فقیل له : یا رسول الله ، رأیناک رفعت رأسک إلی السماء فتبسّمت ؟ قال : نعم ، عجبت لملکین هبطا من السماء إلی الأرض یلتمسان عبداً مؤمناً صالحاً فی مصلیً کان یصلّی فیه لیکتبا له عمله فی یومه ولیلته ، فلم یجداه فی مصلاّه ، فعرجا إلی السماء فقالا : ربّنا عبدک المؤمن فلان التمسناه فی مصلاّه لنکتب له عمله لیومه ولیلته فلم نصبه فوجدناه فی حبالک ؟ فقال الله عزّ وجلّ : اکتبا لعبدی مثل ما کان یعمله فی صحّته من الخیر فی یومه ولیلته ما دام فی حبالی ، فإنّ علیَّ أن أکتب له أجر ما کان یعمله فی صحّته إذا حبسته عنه».
«إذا مرض المؤمن أوحی الله عزّ وجلّ إلی صاحب الشمال : لا تکتب علی عبدی ما دام فی حبسی ووثاقی ذنباً . ویوحی إلی صاحب الیمین : أن اکتب لعبدی ما کنت تکتبه فی صحّته من الحسنات».
«سهر لیلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجراً من عبادة سنة».
هذا للمؤمنین ، فإنّ الله سبحانه إمّا أن یحطّ عنهم سیّئاتهم بمرضهم ، أو یرفع درجاتهم بذلک.
وقد ورد أ نّه ربما یصاب المؤمن بالمرض حینما یغفل عن الله ، وأنّ أنّ لیحبّ أن یسمع مناجاته ودعائه ، فیلقی علیه المرض حتّی یلجأ إلیه ویدعوه ویسأله ، لیسمع صوته وذکره وتضرّعه ، وهذا نوع من الحبّ بین العبد وسیّده.
وما أروع المریض الذی یکتم مرضه ، وما أصبره وما أحکمه ! !
قال رسول الله (صلی الله علیه وآله):
«من کنوز البحر : کتمان المصائب والأمراض والصدقة».
«أربع من کنز الجنّة : کتمان الفاقة ، وکتمان الصدقة ، وکتمان المصیبة ، وکتمان الوجع».
قال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) یصف أخاً له فی الدین:
«کان لی فیما مضی أخٌ فی الله ، وکان یعظّمه فی عینی صغر الدنیا فی عینه ... وکان لا یشکو وجعاً إلاّ عند برئه».
«أوحی الله إلی عُزیر ... وإذا نزلت إلیک بلیّة فلا تشکُ إلی خلقی کما لا أشکوک إلی ملائکتی عند صعود مساویک وفضائحک».
قال رسول الله (صلی الله علیه وآله):
«قال الله عزّ وجلّ : من مرض ثلاثاً فلم یشکُ إلی أحد من عوّاده أبدلته لحماً خیراً من لحمه ، ودماً خیراً من دمه ، فإن عافیته عافیته ولا ذنب له ، وإن قبضته قبضته إلی رحمتی».
«من مرض یوماً ولیلة فلم یشکُ إلی عوّاده بعثه الله یوم القیامة مع خلیله إبراهیم خلیل الرحمن حتّی یجوز الصراط کالبرق اللامع».
قال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام):
«من کتم وجعاً أصابه ثلاثة أیّام من الناس وشکی إلی الله عزّ وجلّ کان حقّاً علی الله أن یعافیه من ذلک البلاء»(16).
والمستفاد من هذه الروایات أنّ المریض یرجع فی مرضه إلی الطبیب المعالج ، وإذا نام فی فراش المرض وعاده الأحبّاء والأصدقاء ، فلا یشکو إلیهم مرضه ، بل یحمد الله سبحانه ویشکره علی کلّ حال وفی جمیع الأحوال ، وإنّما یبثّ حزنه وشکواه إلی الله سبحانه ویدعوه فی الشفاء ، فإنّه المشافی المعافی ویا من اسمه دواء وذکره شفاء.
کما إنّ التوسّل بالنبیّ الأکرم محمد (صلی الله علیه وآله) وعترته وأهل بیته الأئمة الهداة المیامین له تأثیر بالغ فی قضاء الحوائج وشفاء الأمراض والأسقام ، کما ورد فی الروایات الکثیرة.
قال أمیر المؤمنین علیّ (علیه السلام):
«ذکرنا أهل البیت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الریب»(17).
وعن حسین بن الروح ، عن مولانا صاحب الأمر (علیه السلام) ، فی زیارة الأئمة الأطهار (علیهم السلام) فی رجب قال (علیه السلام):
«الحمد لله الذی أشهدنا مشهد أولیائه فی رجب ، وأوجب علینا من حقّهم ما قد وجب ، وصلّی الله علی محمّد المنتجب ، وعلی أوصیائه الحُجب ، اللّهم فکما أشهدتنا مشهدهم فأنجز لنا موعدهم ، وأوردنا موردهم ، غیر ملتجئین عن ورد فی دار المقامة والخلد ، والسلام علیکم ، إنّی قصدتکم واعتمدتکم بمسألتی وحاجتی وهی فکاک رقبتی من النار والمقرّ معکم فی دار القرار ، مع شیعتکم الأبرار ، والسلام علیکم بما صبرتم ، فنعم عُقبی الدار ، أنا سائلکم وآملکم فیما إلیکم التفویض ، وعلیکم التعویض ، فبکم یجبر المهیض ویشفی المریض ، وما تزداد الأرحام وما تغیض ، إنّی بسرّکم مؤمن ولقولکم مسلّم وعلی الله بکم مقسم فی رجعی بحوائجی وقضائها وإمضائها وإنجاحها وإبرامها وبشؤونی لدیکم وصلاحها ، والسلام علیکم»(18).
شیخنا المفید بسنده عن أبی جعفر (علیه السلام) ، قال : « من دعا الله بنا أفلح ، ومن دعاه بغیرنا هلک واستهلک»(19).
شیخنا الصدوق بسنده عن أبی جعفر (علیه السلام) ، قال : قال جابر الأنصاری : قلت لرسول الله (صلی الله علیه وآله) : ما تقول فی علیّ بن أبی طالب ؟ فقال : ذاک نفسی . قلت : فما تقول فی الحسن والحسین ؟ قال : هما روحی ، وفاطمة اُمّهما ابنتی یسوؤنی ما ساءها ویسرّنی ما سرّها ، أشهد أ نّی حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، یا جابر ، إذا أردت أن تدعو الله فیستجیب لک ، فادعه بأسمائهم ، فإنّها أحبّ الأسماء إلی الله عزّ وجلّ(20).
قال الرضا (علیه السلام) : إذا نزلت بکم شدیدة فاستعینوا بنا علی الله عزّ وجلّ ، وهو قوله عزّ وجلّ : (وَللهِ الأسْماءُ الحُسْنی فَادْعوهُ بِها).
فمن أنجح الأسباب وأوثق الوسائل فی حیاة المسلم ، لا سیّما المریض هو الدعاء والتوسّل بأولیاء الله ، فبهم یجبر المهیض ویشفی المریض ، ویستجاب الدعاء وتقبل الأعمال ، وتهذّب النفوس وتسعد القلوب.
کما إنّ النوافل والصلوات والنذور والختومات من العوامل المهمّة فی کمال الإنسان وسعادته وشفائه من الأمراض والأسقام ، فکم من مریض شافاه الله سبحانه بنذر نذره لله سبحانه ، وبجاه ولیّه أو نبیّه ، بإطعام ، أو ذبیحة للفقراء ، أو زیارة ، أو تأسیس مشاریع خیریّة ، وما شابه ذلک.
وأمّا النوافل والصلوات المستحبّة ، فأکتفی بروایتین فی خصوص صلاة اللیل وقیامه ، لیکون شاهداً علی ما نعتقده ونذهب إلیه.
فقد ورد عن رسول الله (صلی الله علیه وآله) أ نّه قال : علیکم بقیام اللیل ، فإنّها سنّة نبیّکم ، ودأب الصالحین من قبلکم ، ومطردة الداء من أجسادکم.
وقال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) : قیام اللیل مصحّة للبدن ، وتمسّک بأخلاق النبیّین ، ورضی ربّ العالمین(21).
قال الإمام الرضا (علیه السلام) : لو یعلم الناس ما فی فضل معرفة الله عزّ وجلّ ، ما مدّوا أعینهم إلی ما متّع الله به الأعداء من زهرة الحیاة الدنیا ونعیمها ، وکانت دنیاهم أقلّ عندهم ممّا یطؤونه بأرجلهم ، ولنُعِموا بمعرفة الله جلّ وعزّ وتلذّذوا بها تلذّذ من لم یزل فی روضات الجنان مع أولیاء الله.
إنّ معرفة الله عزّ وجلّ آنس من کلّ وحشة ، وصاحب من کلّ وحدة ، ونور من کلّ ظلمة ، وقوّة من کلّ ضعف ، وشفاء من کلّ سقم(22).
وختاماً حبّذا أن نذکر نماذج من الأدعیة الشریفة المأثورة عن الرسول الأعظم محمّد (صلی الله علیه وآله وسلم) وعترته الأطهار الأئمة الأبرار (علیهم السلام) ، وما أروع وأجمل الطبیب المسلم المعتقد والملتزم والمتخلّق بأخلاق الله سبحانه أن یوصی مرضائه بتلاوتها والمداومة علیها ، فإنّ الدالّ علی الخیر کفاعله ، وإنّه من زرع الأمل فی قلب المریض ، ومن سلامة الفرد والمجتمع وسوق الناس إلی الله ، وإلی الفضائل والروحیات والمعنویات والاتّصال بالملأ الأعلی ، والسیر فی عالم الملکوت ، والتوجّه إلی معدن الرحمة والجود والفیض المقدّس ، ویعیش الطبیب والمریض فی هالة قدسیّة ، تشملهما الرحمة الإلهیة ، وتعمّهما الفیوضات الربانیة.

فمن الأدعیة:

1 ـ عن الإمام أبی جعفر الباقر (علیه السلام) ، قال : إذا اشتکی أحدکم شیئاً فلیقل:
«بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَصَلَّی اللهُ عَلی رَسولِ اللهِ وَأهْلِ بَیْتِهِ ، وَأعوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلی ما یَشاءُ مِنْ شَرِّ ما أجِدْ»(23) .
2 ـ عن خالد العبسی ، قال : علّمنی علی بن موسی (علیهما السلام) هذه العوذة ، وقال : علّمها إخوانک من المؤمنین ، فإنّها لکلّ ألم ، وهی:
«اُعیذُ نَفْسی بِرَبِّ الأرْضِ وَرَبِّ السَّماءِ ، اُعیذُ نَفْسی بِالَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ داء ، اُعیذُ نَفْسی بِالَّذی اسْمُهُ بَرَکَةٌ وَشِفاء»(24) .
3 ـ عن سعد المزنی ، قال : أملی علینا أبو عبد الله الصادق (علیه السلام) العوذة التی تسمّی الجامعة:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، بِسْمِ اللهِ الَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَیْءٌ فی الأرْضِ وَلا فی السَّماءِ ، اللّهُمَّ إنِّی أسْألُکَ بِاسْمِکَ الطَّاهِرِ الطُّهْرِ المُطَهَّرِ المُقَدَّسِ السَّلامِ المُؤْمِنِ المُهَیْمِنِ المُبارَکِ الَّذی مَنْ سَألَکَ بِهِ أعْطَیْتَهُ ، وَمَنْ دَعاکَ بِهِ أجَبْتَهُ ، أنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَأنْ تُعافینی مِمَّا أجِدُ فی سَمْعی وَبَصَری وَفی یَدی وَرِجْلی وَفی شَعْری وَبَشَری وَفی بَطْنی ، إنَّکَ لَطیفٌ لِما تَشاءُ وَأنْتَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ».
4 ـ وعن أبی عبد الله (علیه السلام) ، أ نّه قال : دعاء المکروب فی اللیل:
«یا مُنْزِلَ الشِّفاءِ بِاللَّیْلِ وَالنَّهارِ ، وَمُذْهِبَ الدَّاءِ بِاللَّیْلِ وَالنَّهارِ ، أنْزِلْ عَلَیَّ مِنْ شِفائِکَ لِکُلِّ ما بی مِنَ الدَّاءِ».
5 ـ عن أبی عبد الله (علیه السلام) ، قال : کان رسول الله (صلی الله علیه وآله) إذا أصابه کسل أو صداع بسط یده فقرأ فاتحة الکتاب والمعوّذتین ، ثمّ یمسح بهما وجهه ، فیذهب عنه ما کان یجد.
6 ـ عن الإمام الصادق (علیه السلام) ، لمّا سئل عن دعاء المکروب ، فقال : دعاء المکروب إذا صلّی صلاة اللیل ، یضع یده علی موضع سجوده ، ولیقل:
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ ، عَلِیٌّ إمامُ اللهِ فی أرْضِهِ عَلی جَمیعِ عِبادِهِ ، اشْفِنی یا شافی ، لا شِفاءَ إلاّ شِفاؤُکَ ، شِفاءً لا یُغادِرُ سُقْماً مِنْ کُلِّ داء وَسُقْم».
قال الخراسانی : لا أدری أ نّه قال : یقولها ثلاث مرّات ، أو سبع مرّات.
7 ـ عن أبی عبد الله (علیه السلام) ، وأوصی أصحابه وأولیاءه : من کان به علّة فلیأخذ قلّة جدیدة ، ولیجعل فیها الماء ، ولیستقی الماء بنفسه ، ولیقرأ علی الماء سورة ( إنَّا أنْزَلْناهُ ) علی الترتیل ثلاثین مرّة ، ثمّ لیشرب من ذلک الماء ، ولیتوضّأ ولیمسح به ، وکلّما نقص زاد فیه ، فإنّه لا یظهر ذلک ثلاثة أیّام إلاّ یعافیه الله تعالی من ذلک الداء.
8 ـ عن الإمام جعفر بن محمّد (علیه السلام) ، عن أبیه (علیه السلام) ، قال : قال النبیّ (صلی الله علیه وآله) وقد فقد رجلا ، فقال : ما أبطأ بک عنّا ؟ فقال : السقم والعیال . فقال : ألا اُعلّمک بکلمات تدعو بهنّ ، یذهب الله عنک السقم ، وینفی عنک الفقر ، تقول:
« لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ العَلِیِّ العَظیمِ ، تَوَکَّلْتُ عَلی الحَیِّ الَّذی لا یَموتُ ، الحَمْدُ للهِ الَّذی لَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ یَکُنْ لَهُ شَریکٌ فی المُلْکِ ، وَلَمْ یَکُنْ لَهُ وَلِیٌّ مِنَ الذُّلِّ وَکَبِّرْهُ تَکْبیراً».
9 ـ للشفاء من کلّ داء : روی عن رسول الله (صلی الله علیه وآله) أ نّه قال : علّمنی جبرئیل دواء لا یحتاج معه إلی دواء . فقیل : یا رسول الله ، ما ذلک الدواء ؟ قال : یؤخذ ماء المطر قبل أن ینزل إلی الأرض ، ثمّ یجعل فی إناء نظیف ، ویقرأ علیه الحمد لله إلی آخرها ( سورة الحمد ) سبعین مرّة ، ثمّ یشرب منه قدحاً بالغداة ، وقدحاً بالعشیّ ، قال رسول الله (صلی الله علیه وآله) : والذی بعثنی بالحقّ لینزعنّ الله ذلک الداء من بدنه وعظامه ومخیخه وعروقه.
ومثله : یؤخذ سبع حبّات شونیز ( الحبّة السوداء ) وسبع حبّات عدس ، وشیء من طین قبر الحسین (علیه السلام) ، وسبع قطرات عسل ، ویجعل فی ماء أو دهن ، ویقرأ علیه فاتحة الکتاب والمعوّذتین وقل هو الله أحد وآیة الکرسی وأوّل الحدید إلی قوله ترجع الاُمور وآخر الحشر.
10 ـ قال أبو جعفر (علیه السلام) : قال الله تبارک وتعالی : (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ ما هُوَ شَفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنینَ ) ، وقال الله عزّ وجلّ : (یُخْرِجُ مِنْ بُطونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ ألْوانُهُ فیهِ شِفاءٌ لِلْنَّاسِ) ، وقال النبیّ (صلی الله علیه وآله) : « الحبّة السوداء شفاء من کلّ داء إلاّ السامّ» ، ونحن نقول : « بظهر الکوفة قبر ـ أی قبر أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) فی النجف الأشرف ـ لا یلوذ به ذو عاهة إلاّ شفاه الله تعالی».
وهذه الکرامة والبرکة جاریة فی کلّ قبور الأئمة الطاهرین (علیهم السلام).
11 ـ دعاء المریض لنفسه : یستحبّ للمریض أن یقوله ویکرّر:
»لا إلهَ إلاّ اللهُ یُحْیی وَیُمیتُ وَهُوَ حَیٌّ لا یَموتُ ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ العِبادِ وَالبِلادِ ، وَالحَمْدُ للهِ حَمْداً کَثیراً طَیِّباً مُبارَکاً فیهِ عَلی کُلِّ حال ، وَاللهُ أکْبَرُ کَبیراً ، کِبْرِیاءُ رَبِّنا وَجَلالُهُ وَقُدْرَتُهُ بِکُلِّ مَکان ، اللّهُمَّ إنْ کُنْتَ أمْرَضْتَنی لِقَبْضِ روحی فی مَرَضی هذا ، فَاجْعَلْ روحی فی أرْواحِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْکَ الحُسْنی ، وَباعِدْنی مِنَ النَّارِ ، کَما باعَدْتَ أوْلِیائَکَ الَّذینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْکَ الحُسْنی. «
12 ـ عن الرسول الأکرم (صلی الله علیه وآله) : تضع یدک علی فمک وتقول ثلاث مرّات:
« بِسْمِ اللهِ ، بِجَلالِ اللهِ ، بِعَظَمَةِ اللهِ ، بِکَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ ، بِأسْماءِ اللهِ الحُسْنی».
ثمّ تضع یدک علی موضع الوجع وتقول:
«بِسْمِ اللهِ ، بِسْمِ اللهِ ، بِسْمِ اللهِ».
ثلاث مرّات ، ثمّ تقول سبع مرّات:
«اللّهُمَّ امْسَحْ ما بی».
وتقول عند الشفاء إذا شفاک الله:
«الحَمْدُ للهِ الَّذی خَلَقَنی فَهَدانی ، وَأطْعَمَنی وَسَقانی ، وَصَحَّحَ جِسْمی وَشَفانی ، لَهُ الحَمْدُ وَلَهُ الشَّکْرُ».
13 ـ من خطّ الشهید (قدس سره) ، عن ابن عباس ، قال : کان رسول الله (صلی الله علیه وآله) یعلّمنا من الأوجاع کلّها أن نقول:
«بِاسْمِ الکَبیرِ ، أعوذُ بِاللهِ العَظیمِ مِنْ شَرِّ عِرْق نَعَّار ، وَمِنْ حَرِّ النَّارِ».
14 ـ مرض أمیر المؤمنین (علیه السلام) ، فقال له رسول الله (صلی الله علیه وآله) : یا علیّ قل:
«اللّهُمَّ إنِّی أسْألُکَ تَعْجیلَ عافِیَتِکَ ، أوْ صَبْراً عَلی بَلِیَّتِکَ ، أوْ خُروجاً إلی رَحْمَتِکَ».
15 ـ عن أبی عبد الله (علیه السلام) ، قال : تضع یدک علی الموضع الذی فیه الوجع ، وتقول ثلاث مرّات:
«اللهُ اللهُ رَبِّی حَقَّاً لا اُشْرِکُ بِهِ شَیْئاً ، اللّهُمَّ أنْتَ لَها وَلِکُلِّ عَظیمَة فَفَرِّجْها عَنِّی».
16 ـ وعن النبیّ (صلی الله علیه وآله) ، علّمه بعض أصحابه من وجع ، قال : اجعل یدک الیمنی علیه فقل:
«بِسْمِ اللهِ أعوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ ما أجِدُ».
17 ـ وعنه (صلی الله علیه وآله) قال : من عاد مریضاً فلیقل:
«اللّهُمَّ اشْفِ عَبْدَکَ یَنْکی لَکَ عَدُوَّاً وَیَمْشِ لَکَ إلی الصَّلاةَ».
18 ـ وروی أ نّه (صلی الله علیه وآله) کان یقول إذا دخل علی مریض:
«إمْسَحِ البَأسَ رَبَّ النَّاسِ بِیَدِکَ الشِّفاءُ لا کاشِفَ لِلْبَلاءِ إلاّ أنْتَ».
19 ـ ومثله:
«أذْهِبِ البَأسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أنْتَ الشَّافی لا شِفاءَ إلاّ شِفاؤُکَ شِفاءً لا یُغادِرُ سُقْماً ، اللّهُمَّ أصْلِحِ القِلْبِ وَالجِسْمَ ، وَاکْشِفِ السُّقْمُ وَأجِبِ الدَّعْوَةِ».
20 ـ وقال (صلی الله علیه وآله) : من دخل علی مریض لم یحضر أجله ، فقال:
«أسْألُ اللهَ العَظیمَ رَبَّ العَرْشِ العَظیمِ أنْ یَشْفیکَ»عوفی(25).
21 ـ عن الإمام الباقر أو الصادق (علیهما السلام) ، قال : ما قرئت الحمد سبعین مرّة إلاّ سکن ( الوجع ) ، وإن شئتم فجرّبوه ولا تشکّوا.
22 ـ وعن ابن عباس ، قال : کنت عند علیّ بن أبی طالب (علیه السلام) جالساً فدخل علیه رجل متغیّر اللون ، فقال : یا أمیر المؤمنین ، إنّی رجل مِسقام کثیر الأوجاع ، فعلّمنی دعاء أستعین به علی ذلک ، فقال : اُعلّمک دعاء علّمه جبرئیل (علیه السلام) لرسول الله (صلی الله علیه وآله) فی مرض الحسن والحسین ، وهو هذا الدعاء:
«إلهی کَما أنْعَمْتَ عَلَیَّ نِعْمَةً قَلَّ لَکَ عِنْدَها شُکْری ، وَکُلَّما ابْتَلَیْتَنی بِبَلِیَّةً قَلَّ لَکَ عِنْدَها صَبْری ، فَیا مَنْ قَلَّ شُکْری عِنْدَ نِعَمِهِ ، فَلَمْ یَحْرِمَنی ، وَیا مَنْ قَلَّ صَبْری عِنْدَ بَلائِهِ ، فَلَمْ یَخْذِلَنی ، وَیا مَنْ رَآنی عَلی المَعاصی فَلَمْ یَفْضَحَنی ، وَیا مَنْ رَآنی عَلی الخَطایا فَلَمْ یُعاقِبْنی عَلَیْها ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاغْفِرْ لی ذَنْبی وَاشْفِنی مِنْ مَرَضی إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ».
قال ابن عباس : فرأیت الرجل بعد سنة حسن اللون ، مشرّب الحمرة ، قال : وما دعیت الله بهذا الدعاء وأنا سقیم إلاّ شفیت ، ولا مریض إلاّ برئت ، وما دخلت علی سلطان أخافه إلاّ ردّه الله عزّ وجلّ عنّی.
23 ـ عن سعید بن أبی الفتح بن الحسن القمی النازل بواسط قال : حدث بی مرض أعیا الأطباء ، فأخذنی والدی إلی المارستان ـ المستشفی ـ فجمع الأطباء والساعور ـ رأس الأطباء ـ فافتکروا فقالوا : هذا مرض لا یزیله إلاّ الله تعالی ، فعدت وأنا منکسر القلب ، ضیّق الصدر ، فأخذت کتاباً من کتب والدی فوجدت علی ظهره مکتوباً : عن الصادق (علیه السلام) یرفعه عن آبائه عن النبیّ (صلی الله علیه وآله) قال : من کان به مرض فقال عقیب الفجر أربعین مرّة:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمینَ حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوَکیلُ ، تَبارَکَ اللهُ أحْسَنُ الخالِقینَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ العَلِیِّ العَظیمِ».
ومسح بیده علیها أزاله الله تعالی عنه وشفاه ، فصابرت الوقت إلی الفجر ، فلمّا طلع الفجر صلّیت الفریضة وجلست فی موضعی واُردّدها أربعین مرّة ، وأمسح بیدی علی المرض ، فأزاله الله تعالی ، فجلست فی موضعی وأنا خائف أن یعاود، فلم أزل کذلک ثلاثة أیّام ، وأخبرت والدی بذلک ، فشکر الله تعالی ، وحکی ذلک لبعض الأطباء وکان ذمّیاً ، دخل علیّ فنظر إلی المرض وقد زال ، فحکیت له الحکایة فقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وحسن إسلامه(26).
24 ـ عن أبی الحسن العسکری (علیه السلام) ، عن آبائه (علیهم السلام) ، قال : قال الصادق (علیه السلام) : من نالته علّة فلیقرأ فی جیبه ( الحمد ) سبع مرّات ، فإن ذهبت العلّة ، وإلاّ فلیقرأها سبعین مرّة ، وأنا الضامن له العافیة.
25 ـ وقال (علیه السلام) : لیقل أحدکم إذا هو اشتکی:
«اللّهُمَّ اشْفِنی بِشِفائِکَ وَداوِنی بِدَوائِکَ وَعافِنی مِنْ بَلائِکَ».
فإنّه لعلّه أن یقولها ثلاث مرّات حتّی یری العافیة.
26 ـ وجاء فی بحار الأنوار : عوذة جرّبناها لسائر الأمراض ، فتزول بقدرة الله تعالی جلّ جلاله الذی لا یخیب لدیه المأمول ، إذا عرض مرض فاجعل یدک الیمنی علیه وقل:
«اسْکُنْ أ یُّها الوَجَعْ وَارْتَحِلِ السَّاعَةَ مِنْ هذا العَبْدِ الضَّعیفِ ، سَکَّنْتُکَ وَرَحَّلْتُکَ بِالَّذی سَکَنَ لَهُ ما فی اللَّیْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ».
فإن لم یسکن فی أوّل مرّة فقل ذلک ثلاث مرّات أو حتّی یسکن إن شاء الله تعالی.
27 ـ فیما نذکره لزوال الأسقام وجرّبناه فبلغنا به نهایات المرام یکتب فی رقعة:
«یا مَنْ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِکْرُهُ شِفاءٌ ، یا مَنْ یَجْعَلِ الشَّفاءَ فیما یَشاءُ مِنَ الأشْیاءُ ، صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْ شِفائی مِنْ هذا الدَّاءِ فی اسْمِکَ هذا یا اللهُ یا اللهُ یا اللهُ یا اللهُ یا الله یا الله یا الله یا الله یا الله یا الله ، یا رَبُّ یا رَبُّ یا رَبُّ یا رَبُّ یا رَبُّ یا رَبُّ یا رَبُّ یا رَبُّ یا رَبُّ یا رَبُّ ، یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ یا أرْحَمَ الرَّاحِمینَ».
هذه جملة من الأدعیة فی مطلق الأوجاع والأسقام والأمراض ، وقد ورد عن الرسول وعترته (علیهم السلام) ، أدعیة ومعوّذات أیضاً لأوجاع خاصّة کوجع العین أو الأسنان أو البطن أو القلب ، وهکذا باقی الأعضاء والجوارح أو الحمّی أو غیرها.
28 ـ عن الصادق (علیه السلام) ، عن أبیه (علیه السلام) ، أنّ رسول الله (صلی الله علیه وآله) اشتکی الصداع ، فنزل علیه جبرئیل (علیه السلام) فرقاه فقال:
«بِسْمِ اللهِ یَشْفیکَ ، بِسْمِ اللهِ یَکْفیکَ مِنْ کُلِّ داء یُؤْذیکَ ، خُذْها فَلْیَهْنیکَ».
29 ـ عن أبی عبد الله الصادق (علیه السلام) ، لوجع الإذن ، قال : ضع یدک علیه وقل:
«أعوذُ بِاللهِ الَّذی سَکَنَ لَهُ ما فی البَرِّ وَالبَحْرِ وَالسَّماواتِ وَالأرْضِ ، وَهُوَ السَّمیعُ العَلیمُ».
سبع مرّات فإنّه یبرأ بإذن الله تعالی.
30 ـ قالوا (علیهم السلام) : من قال إذا عطس:
«الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمینَ عَلی کُلِّ حال ، وَصَلَّی اللهُ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد».
لم یشتکِ شیئاً من أضراسه ولا من اُذنیه.
31 ـ لوجع العین ، عن أبی عبد الله (علیه السلام) : ألا اُعلّمک دعاءً لدنیاک وآخرتک وتکفی به وجع عینک ؟ فقلت : بلی . فقال : تقول فی دبر الفجر ودبر المغرب:
«اللّهُمَّ إنِّی أسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد عَلَیْکَ ، أنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَأنْ تَجْعَلَ النُّورَ فی بَصَری ، وَالبَصیرَةَ فی دینی ، وَالیَقینَ فی قَلْبی ، وَالإخْلاصَ فی عَمَلی ، وَالسَّلامَةَ فی نَفْسی ، وَالسَّعَةَ فی رِزْقی ، وَالشُّکْرَ لَکَ ما أبْقَیْتَنی».
وفی روایة : تقول ذلک سبع مرّات قبل أن تقوم من مقامک.
32 ـ عن الإمام الباقر (علیه السلام) ، قال : کان النبیّ (صلی الله علیه وآله) إذا رمد هو أو أحد من أهله أو من أصحابه دعا بهذه الدعوات:
«اللّهُمَّ مَتِّعْنی بِسَمْعی وَبَصَری وَاجْعَلْهُما الوارِثَیْنِ مِنِّی ، وَانْصُرْنی عَلی مَنْ ظَلَمَنی ، وَأرِنی فیهِ ثَأری».
33 ـ للرعاف : تقرأ وتکتب وتأخذ بأنف المرعوف:
«یا مَنْ حَمَلَ الفیلَ مِنْ بَیْتِهِ الحَرامَ أسْکِنْ دَمَ فُلانَ بْنَ فُلان».
وتذکر اسمه ، أو یصبّ علی رأسه وجبهته ماء الجمد ، فإنّه یسکن بإذن الله.
34 ـ الدعاء لوجع الفم والأضراس : عن أبی بصیر ، عن أبی عبد الله (علیه السلام) ، قال : شکی إلیه ولیّ من أولیائه وجعاً فی فمه ، فقال : إذا أصابک ذلک فضع یدک علیه وقل:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، بِسْمِ اللهِ الَّذی لا یَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ داءٌ ، أعوذُ بِکَلِماتِ اللهِ الَّتی لا یَضُرُّ مَعَها شَیْءٌ قُدُّوساً قُدُّوساً قُدُّوساً ، بِاسْمِکَ یا رَبِّ الطَّاهِرِ المُقَدَّسِ المُبارَکِ ، الَّذی مَنْ سَألَکَ بِهِ أعْطَیْتَهُ ، وَمَنْ دَعاکَ بِهِ أجَبْتَهُ ، أسْألُکَ یا اللهُ یا اللهُ یا اللهُ ، أنْ تُصَلِّیَ عَلی مُحَمَّد النَّبیِّ وَأهْلِ بَیْتِهِ ، وَأنْ تُعافیَنی مِمَّا أجِدُ فی فَمی وَفی رَأسی وَفی سَمْعی وَفی بَصَری وَفی بَطْنی وَفی ظَهْری وَفی یَدی وَفی رِجْلی وَفی جَمیعِ جَوارِحی کُلِّها».
فإنّه یخفّف عنک إن شاء الله تعالی.
35 ـ عن أبی بصیر ، عن أبی جعفر الإمام الباقر (علیه السلام) ، قال : شکوت إلیه وجع أضراسی ، وأ نّه یسهرنی اللیل ، قال : فقال لی : یا أبا بصیر ، إذا أحسست بذلک فضع یدک واقرأ سورة الحمد وقل هو الله أحد ، ثمّ اقرأ : ( وَتَری الجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِیَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذی أتْقَنَ کُلَّ شَیْء إنَّهُ خَبیرٌ بِما تَعْمَلونَ) ، فإنّه یسکن ثمّ لا یعود.
36 ـ لوجع الصدر : (وَإذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَءتُمْ فیها) إلی قوله : (لَعَلَّکُمْ تَعْقِلونَ)(27) ، روی عن أبی عبد الله (علیه السلام) أ نّه شکی إلیه رجلٌ وجع صدره فقال : استشفِ بالقرآن ، فإنّ الله عزّ وجلّ یقول : ( فیهِ شِفاءٌ لِما فی الصُّدورِ).
37 ـ الدعاء لوجع القلب : تقرأ هذه الآیات علی الماء ویشربه : ( لَئِنْ أنْجَیْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَکونَنَّ مِنَ الشَّاکرینَ سَیُهْزَمُ الجَمْعُ وَیُوَلُّونَ الدُّبُرُ بَلِ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أدْهی وَأمَرَّ إنَّ اللهَ یَمْسِکُ السُّماواتِ وَالأرْضَ أنْ تَزولا وَلَئِنْ زالَتا إنْ أمْسَکَهُما مِنْ أحَد مِنْ بَعْدِهِ إنَّهُ کانَ حَلیماً غَفوراً).
38 ـ أیضاً تقرأ هذه الآیات علی الماء ، ویشربه ، ویردّد علی القلب ، ویکتب أیضاً ویعلّق علی عنقه:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلوبَنا بَعْدَ إذْ هَدَیْتَنا وَهبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إنَّکَ أنْتَ الوَهَّابُ رَبَّنا إنَّکَ جامِعٌ النَّاسَ لِیَوْم لا رَیْبَ فیهِ إنَّ اللهَ لا یُخْلِفُ المیعادَ ، الَّذینَ آمَنوا وَتَطْمَئِنَّ قُلوبُهُمْ بِذِکْرِ اللهِ ألا بِذِکْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلوبُ الَّذینَ آمَنوا وَعَمِلوا الصَّالِحاتِ طوبی لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب لَئِنْ أنْجَیْتَنا مِنْ هذِهُ لَنَکونَنَّ مِنَ الشَّاکِرینَ».
39 ـ لوجع البطن : عن یونس بن یعقوب ، قال : قلت لأبی عبد الله (علیه السلام) : جعلت فداک ، إنّی أجد وجعاً فی بطنی . فقال : وحّد الله . فقلت : کیف أقول ؟ قال : تقول:
«یا اللهُ یا اللهُ ، یا رَبِّی یا رَحْمنُ یا رَبُّ الأرْبابِ ، وَیا سَیِّدَ السَّماواتِ ، اشْفِنی وَعافِنی مِنْ کُلِّ داء وَسُقْم ، فَإنِّی عَبْدُکَ وَابْنُ عَبْدِکَ ، أتَقَلَّبُ فی قَبْضَتِکَ».
40 ـ لوجع البطن وغیره من الآلام : یضع یده علیه ویقول سبع مرّات:
«أعوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَجَلالِهِ مِنْ شَرِّ ما أجِدُ».
ویضع یده الیمنی علی الألم ویقول : ( بسم الله ) ثلاثاً.
41 ـ لوجع الخاصرة : عن حمران ، قال : سأل رجل محمد بن علی الباقر (علیه السلام) ، فقال : یا ابن رسول الله ، إنّی أجد فی خاصرتی وجعاً شدیداً ، وقد عالجته بعلاج کثیرة ، فلیس یبرأ . قال : أین أنت من عوذة أمیر المؤمنین (علیه السلام) ؟ قال : وما ذاک یا ابن رسول الله ؟ قال : إذا فرغت من صلاتک فضع یدک علی موضع السجود ، ثمّ امسحه واقرأ:
( أفَحَسِبْتُمْ أ نَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثاً وَأ نَّکُمْ إلَیْنا لا تَرْجِعونَ فَتَعالی اللهُ المَلِکُ الحَقُّ لا إلهَ إلاّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الکَریمِ وَمَنْ یَدْعُ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إنَّهُ لا یُفْلِحُ الکافِرونَ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأنْتَ خَیْرُ الرَّاحِمینَ ).
قال الرجل : ففعلت ذلک فذهب عنّی بعون الله تعالی.
42 ـ قال رسول الله (صلی الله علیه وآله) : ینبغی لأحدکم إذا أحسّ بوجع الخاصرة أن یمسح یده علیها ثلاث مرّات ، ولیقل کلّ مرّة:
»أعوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ عَلی ما یَشاءُ مِنْ شَرِّ ما أجِدُ فی خاصِرَتی. «
43 ـ لوجع الطحال : اقرأ علی کفّه (إذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ ) ثلاث مرّات ، ثمّ تقرأ (إنَّ الَّذینَ قالوا رَبُّنا اللهُ ثُمَّ اسْتَقاموا)(28) ، إلی آخر الآیة ثلاث مرّات ، ثمّ امسح بهما رأسه سبع مرّات.
44 ـ الدعاء للثالول : عن أبی عبد الله (علیه السلام) ، قال : تمرّ یدک علی موضع الثآلیل ، ثمّ تقول:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ (صلی الله علیه وآله) ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ العَلیِّ العَظیمِ ، اللّهُمَّ امْحُ عَنِّی ما أجِدْهُ». تمرّ یدک الیمنی وترقی علیها ثلاث مرّات.
45 ـ لوجع الظهر : عن أبی جعفر محمد الباقر (علیه السلام) ، قال : شکی رجل من همدان إلی أمیر المؤمنین (علیه السلام) وجع الظهر وأ نّه یسهر اللیل ، فقال : ضع یدک علی الموضع الذی تشتکی منه واقرأ ثلاثاً : (وَما کانَ لِنَفْس أنْ تَموتَ إلاّ بِإذْنِ اللهِ کِتاباً مُؤَجَّلا وَمَنْ یُرِدْ ثَوابَ الدُّنْیا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ یُرِدْ ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وسَنَجْزی الشَّاکِرینَ) ، واقرأ سبع مرّات (إنَّا أنْزَلْناهُ فی لَیْلَةِ القَدْرِ) إلی آخرها ، فإنّک تعافی من العلل إن شاء الله تعالی.
46 ـ لوجع الفخذین : عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) ، قال : إذا اشتکی أحدکم وجع الفخذین فلیجلس فی تور کبیر أو طشت فی الماء المسخّن ولیضع یده علیه ولیقرأ : (أوَ لَمْ یَرَ الَّذینَ کَفَروا أنَّ السَّماواتِ وَالأرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الماءِ کُلَّ شَیْء حَیٌّ أفَلا یُؤْمِنونَ).
47 ـ لوجع الرحم:
«بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ الَّذی بِإذْنِهِ قامَتِ السَّماواتُ وَالأرْضُ ، فَإنَّ مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرانَ لَمْ یَضُرَّها وَجَعُ الأرْحامِ ، کَذلِکَ یَشْفی اللهُ فُلانَةَ بِنْتَ فُلانَةَ ـ یذکر اسمها واسم اُمّها ـ مِنْ وَجَعِ الأرْحامِ وَمِنْ وَجَعِ عِرْقِ الأرْحامِ ، أسْلَمْ أسْلَمْ بِسْمِ اللهِ الحَیِّ القَیُّومِ ، بِسْمِ اللهِ المُسْتَغاثُ بِاللهِ عَلی ما هُوَ کائِنٌ وَعَلی ما قَدْ کانَ وَأشْهَدُ اللهَ عَلی کُلِّ شَیْء قَدیرٌ وَأنَّ اللهَ قَدْ أحاطَ بِکُلِّ شَیْء عِلْماً ...».
48 ـ لکلّ ورم : عن أبی جعفر (علیه السلام) ، قال : قال لی : یا جابر . قلت : لبّیک یا ابن رسول الله ، قال : اقرأ علی کلّ ورم آخر سورة الحشر : ( لَوْ أنْزَلْنا هذا القُرْآنَ عَلی جَبَل ) إلی آخر السورة واقفل علیها ثلاثاً فإنّه یسکن بإذن الله تعالی.
49 ـ لوجع الرکبة والرجلین : عن أبی حمزة قال : عرض لی وجع فی رکبتی فشکوت ذلک إلی أبی جعفر (علیه السلام) ، فقال : إذا صلّیت فقل:
«یا أجْوَدَ مَنْ أعْطی ، وَیا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَیا أرْحَمَ مَنْ اسْتُرْحِمَ ، ارْحَمْ ضَعْفی وَقِلَّةَ حیلَتی ، وَاعْفِنی مِنْ وَجَعی».
قال : فقلته فعوفیت.
50 ـ لوجع المفاصل : عن یونس بن ظبیان ، عن ابن أبی زینب ، قال : بینا أنا عند جعفر بن محمّد (علیهما السلام) ، إذ أتاه سنان بن سلمة مصفرّ الوجه ، فقال له : ما لَک ؟ فوصف له ما یقاسیه من شدّة الضربان فی المفاصل ، فقال له : ویحک ، قل:
«اللّهُمَّ إنِّی أسْألُکَ بِأسْمائِکَ وَبَرَکاتِکَ وَدَعْوَةِ نَبِیِّکَ الطَّیِّبِ المُبارَکِ المَکینِ عِنْدَکَ (صلی الله علیه وآله) ، وَبِحَقِّهِ وَبِحَقِّ ابْنَتِهِ فاطِمَةُ المُبارَکَةُ ، وَبِحَقِّ وَصِیِّهِ أمیرِ المُؤْمِنینَ ، وَحَقِّ سَیِّدَی شَبابِ أهْلِ الجَنَّةِ إلاّ أذْهَبْتَ عَنِّی شَرَّ ما أجِدُهُ بِحَقِّهِمْ بَحَقِّهِمْ بِحَقِّکَ یا إلهَ العالَمینَ».
فوالله ما قام من مجلسه حتّی سکن ما به.
51 ـ لعرق النساء : عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) أ نّه علّم رجلا من أصحابه ـ وشکی إلیه عرق النساء ـ فقال : إذا أحسست به فضع یدک علیه وقل:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، أعوذُ بِسْمِ اللهِ الکَبیرِ ، وَأعوذُ بِسْمِ اللهِ العَظیمِ مِنْ شَرِّ کُلِّ عِرْق نَعَّار ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ».
فإنّک تعافی بإذن الله تعالی ، قال الرجل : فما قلت ذلک إلاّ ثلاثاً حتّی أذهب الله ما بی وعوفیت منه.
52 ـ الدعاء للفالج : عن اسماعیل بن جابر ، قال : أصابتنی لقوة(29) فی وجهی ، فلمّا قدمنا المدینة ، دخلت علی أبی عبد الله (علیه السلام) ، قال : ما الذی أراه بوجهک ؟ قال : فقلت : فاسدة الریح . قال : فقال لی : ائتِ قبر النبی (صلی الله علیه وآله) فصلِّ عنده رکعتین ، ثمّ ضع یدک علی وجهک ، ثمّ قل:
«بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ بِهذا اخْرُجْ ، أقْسَمْتُ عَلَیْکَ مِنْ عَیْنِ إنْس أوْ عَیْنِ جِنٍّ أوْ وَجَع ، اُخْرُجْ أقْسَمْتُ عَلَیْکَ بِالَّذی اتَّخَذَ إبْراهیمَ خَلیلا وَکَلَّمَ موسی تَکْلیماً ، وَخَلَقَ عیسی مِنْ روحِ القُدُسِ ، لَمَّا هَدَأتَ وَطَفِئْتَ کَما طَفِئَتْ نارُ إبْراهیمَ إطْفَئی بِإذْنِ اللهِ».
قال : فما دعا إلاّ مرّتین حتّی رجع وجهی فما عاد إلی الساعة.
53 ـ الدعاء للحصاة والفالج أیضاً : عن الصادق (علیه السلام) : تقول حین تصلّی صلاة اللیل وأنت ساجد:
«اللّهُمَّ إنِّی أدْعوکَ دُعاءَ الذَّلیلِ ، الفَقیرِ العَلیلِ ، أدْعوکَ دُعاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ وَقَلَّتْ حیلَتُهُ ، وَضَعُفَ عَمَلُهُ ، وَألَحَّ عَلَیْهِ البَلاءُ ، دُعاءَ مَکْروب إنْ لَمْ تُدْرِکْهُ ، هالِکٌ إنْ لَمْ تُنْقِذْهُ ، فَلا حیلَةَ لَهُ ، فَلا یُحیطَنَّ بی مَکْرُکَ ، وَلا یَبیتُ عَلَیَّ غَضَبُکَ ، وَلا تَضْطَرَّنی إلی الیَأسِ مِنْ رَوْحِکَ ، وَالقُنوطِ مِنْ رَحْمَتِکَ وَطولِ التَّصَبُّرِ عَلی البَلاءِ ، اللّهُمَّ إنَّهُ لا طاقَةَ لی بِبَلائِکَ ، وَلا غِنیً بی عَنْ رَحْمَتِکَ ، وَهذا ابْنُ حَبیبِکَ ، أتَوَجَّهُ إلَیْکَ بِهِ فإنَّکَ جَعَلْتَهُ مَفْزَعاً لِلْخائِفِ ، وَاسْتَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما سَبَقَ وَما هُوَ کائِنٌ ، فَاکْشِفْ لی ضُرِّی وَخَلِّصْنی مِنْ هذِهِ البَلِیَّةِ ، وَأعِدْنی ما عَوَّدْتَنی مِنْ رَحْمَتِکَ وَعافِیَتِکَ ، یا هُوَ یا هُوَ یا هُوَ ، انْقَطَعَ الرَّجاءُ إلاّ مِنْکَ».
54 ـ الدعاء للجذام والبرص والداء الخبیث : عن یونس ، قال : أصابنی بین عینی بیاض ، فدخلت علی أبی عبد الله (علیه السلام) ، فشکوت ذلک إلیه ، فقال : تطهّر وصلِّ رکعتین ، وقل:
«یا اللهُ یا رَحْمنُ یا رَحیمُ ، یا سَمیعَ الدَّعَواتِ ، یا مُعْطیَ الخَیْراتِ ، اعْطِنی خَیْرَ الدُّنْیا وَخَیْرَ الآخِرَةِ وَقِنی شَرَّ الدُّنْیا وَشَرَّ الآخِرَةِ ، وَأذْهِبْ عَنِّی ما أجِدُ ، فَقَدْ غاظَنی الأمْرُ وَأحْزَنَنی».
قال یونس : ففعلت ما أمرنی به ، فأذهب الله عنّی ذلک ، وله الحمد.
55 ـ الدعاء للبواسیر : عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) ، قال : مَن عوّذ البواسیر بهذه العوذة کفی شرّها بإذن الله تعالی ، وهو:
«یا جَوادُ یا ماجِدُ ، یا رَحیمُ یا قَریبُ ، یا مُجیبُ یا بارِئ ، یا راحِمُ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَارْدُدْ عَلَیَّ نِعْمَتَکَ وَاکْفِنی أمْرَ وَجَعی».
فإنّه یعافی منه بإذن الله عزّ وجلّ.
56 ـ الدعاء للبثر والدمامیل والجرب : عن أبی عبد الله (علیه السلام) ، قال : هذه الدمامیل والقروح أکثرها من هذا الدم المحترق الذی لا یخرجه صاحبه فی أیّامه ، فمن غلب علیه شیء من ذلک ، فلیقل إذا أوی إلی فراشه:
«أعوذُ بِوَجْهِ اللهِ العَظیمِ وَکَلِماتِهِ التَّامَّاتِ الَّتی لا یُجاوِزْهُنَّ بَرٌّ وَلا فاجِرٌ ، مِنْ شَرِّ کُلِّ ذی شَرٍّ».
فإنّه إذا قال ذلک لم یؤذه شیء من الأرواح ، وعوفی منها بإذن الله عزّ وجلّ.
57 ـ الدعاء لوجع الفرج : عن حریز ، قال : حججت فدخلت علی أبی عبد الله الصادق (علیه السلام) بالمدینة ، فإذا بالمعلّی بن خنیس (رضی الله عنه) یشکو إلیه وجع الفرج ، فقال له الصادق (علیه السلام) : إنّک کشفت عورتک فی موضع من المواضع ، فأعقبک الله هذا الوجع ، ولکن عوّذه بالعوذة التی عوّذ بها أمیر المؤمنین أبا وائلة ، ثمّ لم تعد ، قال له المعلّی : یا ابن رسول الله ، وما العوذة ؟ قال : قل بعد أن تضع یدک الیسری علیه:
«بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، بَلی مَنْ أسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَیْهِ وَلا هُمْ یَحْزَنونَ ، اللّهُمَّ إنِّی أسْلَمْتُ وَجْهی إلَیْکَ ، وَفَوَّضْتُ أمْری إلَیْکَ ، لا مَلْجَأ وَلا مَنْجَأ إلاّ إلَیْکَ».
ثلاث مرّات ، فإنّک تعافی إن شاء الله تعالی.
58 ـ الدعاء لوجع الساقین : عن سالم بن محمّد ، قال : شکوت إلی الصادق (علیه السلام) وجع الساقین ، وأ نّه قد أقعدنی عن اُموری وأسبابی ، فقال : عوّذهما . قلت : بماذا یا ابن رسول الله ؟ قال : بهذه الآیة سبع مرّات ، فإنّک تعافی بإذن الله تعالی:
(وَاتْلُ ما اُوحِیَ إلَیْکَ مِنْ کِتابِ رَبِّکَ لا مُبَدِّلَ لِکَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دونِهِ مُلْتَحَداً).
قال : فعوّذتها سبعاً کما أمرنی ، فرفع الله الوجع عنّی رفعاً حتّی لم أحسّ بعد ذلک بشیء منه.
59 ـ الدعاء لوجع العراقیب وباطن القدم : عن الإمام علی بن الحسین (علیهما السلام) : أنّ رجلا اشتکی إلی أبی عبد الله الحسین بن علی (علیهما السلام) ، فقال : یا ابن رسول الله ، إنّی أجد وجعاً فی عراقیبی قد منعنی من النهوض إلی الغرف ، قال : فما یمنعک من العوذة ؟ قال : لست أعلمها . قال : فإذا أحسست بها فضع یدک علیها وقل:
»بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَالسَّلامُ عَلی رَسولِ اللهِ (صلی الله علیه وآله). «
ثمّ اقرأ علیه:
(وَما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ القِیامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِیَّاتٌ بِیَمینِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالی عَمَّا یُشْرِکونَ).
ففعل ذلک فشفاه الله تعالی.
هذه جملة من الأدعیة العامّة والخاصّة فی دفع الأمراض ورفع الأسقام صدرت من بیت الوحی والنبوّة ، ولا یخفی أ نّما یلمس الداعی أثرها ویتشافی المریض ـ کما ثبت بالتجربة ـ لمن کان یراعی آداب الدعاء وشرائطه أوّلا ، ثمّ یأتی بالدعاء متیقّناً بلا شکّ وریب ، غیر متأثّر بالتکنولوجیا الحدیثة والثقافة الغربیة الکافرة ، والعلمانیة المقیتة والأفکار المنحرفة المسمومة ، فإنّه لا ینفع الدعاء لمن کان شاکّاً ، کما ورد فی الروایات ، بل یدعو ویعتقد أنّ حاجته بالباب قد قضاها الله سبحانه ، کما یشترط ـ فی إجابة الدعاء وتأثیره ـ الإیمان الکامل وعدم النفاق ، فقد ورد فی وجع البطن والقولنج عن عبد الله بن سنان ، عن الإمام جعفر بن محمد ، عن أبیه ، عن جدّه (علیهم السلام) ، قال : شکی رجل إلی النبی (صلی الله علیه وآله) فقال : یا رسول الله ، إنّ لی أخاً یشتکی بطنه . فقال : مُر أخاک أن یشرب شربة عسل بماء حارّ ، فانصرف إلیه من الغد ، وقال : یا رسول الله ، قد أسقیته وما انتفع بها . فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله) : صدق الله ، وکذب بطن أخیک ، إذهب فاسقِ أخاک شربة عسل وعوّذه بفاتحة الکتاب سبع مرّات ، فلمّا أدبر الرجل ، قال النبی (صلی الله علیه وآله) : یا علی ، إنّ أخا هذا الرجل منافق ، فمن هنا لا تنفعه الشربة.
هذا وما ذکرته إنّما هو مختصر بعض الأدعیة ، فمن أراد التفصیل لهذه الأوجاع ولغیرها ، ولمثل عسر الولادة ، ولحلّ المربوط ، ولدفع السحر والعین والجنّ والوسواس ورفع الوحشة ، وما شابه ذلک ، فعلیه بمراجعة المطوّلات فی هذا الباب ، کبحار الأنوار لشیخنا العلاّمة المجلسی (قدس سره) ، المجلّد 92 ، ففیه ما یشفی العلیل ویروی الغلیل.
ونختم رسالتنا هذه بدعاء لمولانا الإمام السجّاد زین العبّاد علی بن الحسین (علیهما السلام) ، فی صحیفته السجّادیة المبارکة:
کان من دعائه (علیه السلام) إذا مرض أو نزل به کربٌ أو بلیّة:
«اللّهُمَّ لَکَ الحَمْدُ عَلی ما لَمْ أزَلْ أتَصَرَّفُ فیهِ مِنْ سَلامَةِ بَدَنی ، وَلَکَ الحَمْدُ عَلی ما أحْدَثٌتَ بی مِنْ عِلَّة فی جَسَدی ، فَما أدْری یا إلهی أیٌّ الحالَیْنِ أحَقُّ بِالشُّکْرِ لَکَ وَأیُّ الوَقْتَیْنِ أوْلی بِالحَمْدِ لَکَ ، أوَقْتُ الصِّحَّةِ الَّتی هَنَّأتَنی فیها طَیِّباتِ رِزْقِکَ وَنَشَّطْتَنی بِها لابْتِغاءِ مَرْضاتِکَ وَفَضْلِکَ وَقَوَّیْتَنی مَعَها عَلی ما وَفَّقْتَنی لَهُ مِنْ طاعَتِکَ ، أمْ وَقْتُ العِلَّةِ الَّتی مَحَّصْتَنی بِها وَالنِّعَمِ الَّتی أتْحَفْتَنی بِها ، تَخْفیفاً لِما ثَقُلَ عَلَیَّ مِنَ الخَطیئاتِ ، وَتَطْهیراً لِما انْغَمَسْتُ فیهِ مِنَ السَّیِّئاتِ ، وَتَثْبیتاً لِتَناوُلِ التَّوْبَةِ وَتَذْکیراً لَِمحْوِ الحَوْبَةِ بِقَدیمِ النِّعْمَةِ ، وَفی خِلالِ ذلِکَ ما کَتَبَ لِیَ الکاتِبانِ مِنْ زَکِیِّ الأعْمالِ ما لا قَلْبٌ فَکَّرَ فیهِ ، وَلا لِسانٌ نَطَقَ بِهِ ، وَلا جارِحَةٌ تَکَلَّفَتْهُ ، بَلْ إفْضالا مِنْکَ عَلَیَّ وَإحْساناً مِنْ صَنیعِکَ إلَیَّ ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَحَبِّبْ إلَیَّ ما رَضیتَ لی ، وَیَسِّرْ لی ما أحْلَلْتَ بی ، وَطَهِّرْنی مِنْ دَنَسِ ما أسْلَفْتُ ، وَامْحُ عَنِّی شَرَّ ما قَدَّمْتُ ، وَأوْجِدْنی حَلاوَةَ العافِبَةِ ، وَأذِقْنی بَرْدَ السَّلامَةِ ، وَاجْعَلْ مَخْرَجی عَنْ عِلَّتی إلی عَفْوِکَ ، وَمُتَحَوَّلی عَنْ صَرْعَتی إلی تَجاوُزِکَ ، وَخَلاصی مِنْ کَرْبی إلی رَوْحِکَ ، وَسَلامَتی مِنْ هذِهِ الشِّدَّةِ إلی فَرَجِکَ ، إنَّکَ المُتَفَضِّلُ بِالإحْسانِ ، المُتَطَوِّلُ بِالامْتِنانِ ، الوَهَّابُ الکَریمُ ، ذو الجَلالِ وَالإکْرامِ».
المصادر :
1- الفرقان : 77
2- غافر : 60
3- البقرة : 186
4- یونس : 12
5- یونس : 22
6- الأنعام : 63
7- السجدة : 16
8- النمل : 62
9- الأنبیاء : 90
10- الأعراف : 180
11- الرعد : 39
12- البقرة : 216
13- « التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة» .
14- کتاب « قصص وخواطر» ، تألیف عبد العظیم المهتدی البحرانی.
15- قصص وخواطر : 145 ـ 146 ، 156 ـ 157 ، 327 و 423
16- الروایات من میزان الحکمة 9 : 120
17- الخصال ، للشیخ الصدوق : 625
18- مفاتیح الجنان : 136 ، فی أعمال رجب
19- بحار الأنوار 91 : 2 ، عن أمالی الطوسی 1 : 175
20- المصدر ، عن الاختصاص : 223
21- میزان الحکمة 6 : 416
22- میزان الحکمة 6 : 155 ، عن الکافی 8 : 248
23- البحار 92 : 8 ، الحدیث 4
24- المصدر نفسه.
25- بحار الأنوار 92 : 9 ، باب 55
26- البحار 92 : 65 ، الباب 59 ، الحدیث 40
27- البقرة : 72 ـ 73
28- ( تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ المَلائِکَةُ ألاّ تَخافوا وَلا تَحْزَنوا وَأبْشِروا بِالجَنَّةِ الَّتی کُنْتُمْ توعَدونَ ) . ( فصّلت : 30 )
29- اللقوة ( بالفتح ) : داء یصیب الوجه یعوجّ منه الشدق إلی أحد جانبی العنق.

 

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.