القول بالحياة البرزخية للأنبياء والصدّيقين لا يفي وحده بما هو المهم هنا ما لم يثبت أنّ هناك صلة بيننا وبينهم في البرزخ، بحيث يسمعوننا ويستطيعون أن يردّوا علينا، وهذا هو الموضوع الثاني الذي أشرنا إليه وهنا نكتفي بأبرز الآيات الواردة في هذا المضمار التي تدل على إمكان الاتصال بالأرواح المقدسة الموجودة في عالم البرزخ، وهذا وإن أثبته علم النفس بعد تجارب كثيرة، ولكنّنا أخذنا على أنفسنا أن نستدل بالكتاب والسنّة، ولو كان هناك شيء في العلم فهو أيضاً يدعم مدلول الكتاب والسنّة.
إنّ الكتاب والسنّة تضافراً على إمكان اتصال الإنسان الموجود في الدنيا بالإنسان الحي في عالم البرزخ وإليك بعض الآيات:
1 ـ النبي صالح يخاطب قومه الهالكين:
أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم عن النبي صالح (عليه السلام) أنّه دعا قومه إلى عبادة الله، وترك معجزته (الناقة) وأمرهم بعدم مسّها بسوء ولكنّهم عقروا الناقة وعتوا عن أمر ربّهم:{ فأخذتهم الرَّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * فتولّى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربّي ونصحت لكم ولكن لا تحبّون النّاصحين } (1).
ترى أنّ الله يخبر على وجه القطع والبت بأنّ الرجفة أهلكت أُمة صالح (عليه السلام) فأصبحوا في دارهم جاثمين، وبعد ذلك يخبر أنّ النبي صالح تولّى عنهم ثم خاطبهم قائلا: { لقد أبلغتكم رسالة ربّي ونصحت لكم ولكن لا تحبّون النّاصحين }.
والخطاب صدر من صالح لقومه بعد هلاكهم، وموتهم بشهادة جملة { فتولّى } المصدرة بالفاء المشعرة بصدور الخطاب عقيب هلاك القوم.
ثم إنّ ظاهر قوله: { ولكن لا تحبّون النّاصحين } يفيد أنّهم بلغت بهم العُنجهية أن كانوا لا يحبّون الناصحين حتى بعد هلاكهم.
2 ـ مخاطبة النبي شعيب قومه الهالكين:
لم تكن قصة النبي صالح هي القصة الوحيدة من نوعها في القرآن الكريم، فقد تبعه في ذلك "شعيب" إذ خاطب قومه بعد أن عمّهم الهلاك، قال سبحانه: { فأخذتهم الرَّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * الّذين كذّبوا شعيباً كأن لم يغنوا فيها الَّذين كذّبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين * فتولّى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربّي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين } (2).وهكذا يخاطب شعيب قومه بعد هلاكهم ويكون صدور هذا الخطاب بعد هلاكهم بالرجفة. فلو كان الاتصال غير ممكن، وغير حاصل، ولم يكن الهالكون بسبب الرجفة سامعين خطابَ صالح وشعيبَ، فما معنى خطابهما لهم؟
أيصح أن يفسّر ذلك الخطاب بأنّه خطاب تحسّر وإظهار تأسف؟
كلا، إنّ هذا النوع من التفسير على خلاف الظاهر، وهو غير صحيح حسب الأصول التفسيرية، وإلاّ لتلاعب الظالمون بظواهر الآيات وأصبح القرآن الكريم لُعبة بيد المغرضين، يفسّرونه حسب أهوائهم وأمزجتهم.
على أنّ مخاطبة الأرواح المقدّسة ليست أمراً ممتنعاً في العقل حتى يكون قرينة عليه.
3 ـ أمر النبي بالتكلم مع الأنبياء:
جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى لنبيه: { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرَّحمن آلهة يعبدون } (3).ترى أنّ الله سبحانه يأمر النبي الأكرم بسؤال الأنبياء الذين بعثوا قبله، ومن التأويل الباطل إرجاعها إلى سؤال علماء أهل الكتاب استظهاراً من قوله سبحانه: { فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءُون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحقُّ من ربِّك فلا تكوننّ من الممترين * ولا تكوننّ من الَّذين كذّبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين } (4) إذ لا مانع من السؤال عنهم وعن أمتهم ولكل موقفه.
هذا هو الذي يرشدنا إليه الوحي في إمكانية الارتباط بالأرواح المقدسة، وأمّا السنّة الدالة على إمكانه، فهي أكثر من أن تحصى، ولكن نكتفي هنا بالبعض.
الأحاديث وإمكان الارتباط بالأرواح:
1 ـ روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه وقف على قليب "بدر" وخاطب المشركين الذين قتلوا وأُلقيت جثثهم في القليب:" لقد كنتم جيران سوء لرسول الله، أخرجتموه من منزله وطردتموه، ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه، فقد وجدتُ ما وعدني ربّي حقّاً ".
فقال له رجل: يا رسول الله ما خطابك لهام قد صديت؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " والله ما أنت بأسمع منهم، وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع من حديد إلاّ أن أعرض بوجهي ـ هكذا ـ عنهم "(5).
2 ـ روي أنّ الإمام علياً بعد أن وضعت الحرب في معركة الجمل أوزارها مرّ على كعب بن سور وكان قاضي البصرة فقال لمن حوله: " أجلسوا كعب بن سور " فأجلسوه بين شخصين يمسكانه ـ وهو صريع ـ فقال (عليه السلام): " يا كعب بن سور قد وجدتُ ما وعدني ربي حقاً، فهل وجدتَ ما وعدك ربك حقاً؟ " ثم قال: " أضجعوه " ثم سار قليلا حتى مر بطلحة بن عبيد الله صريعاً، فقال: " أجلسوا طلحة " فأجلسوه، فقال (عليه السلام): " يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً؟ " ثم قال: " أضجعوا طلحة " فقال له رجل: يا أمير المؤمنين ما كلامك لقتيلين لا يسمعان منك؟ فقال (عليه السلام): " يا رجل والله لقد سمعا كلامي، كما سمع أهل القليب كلام رسول الله "(6).
ثم إنّ المسلمين ـ على اختلاف مذاهبهم ـ يسلّمون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصلاة عند ختامها فيقولون: " السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته ".
وينطلقون في ذلك من تعليم النبي ذلك للمسلمين، وانّ سنّة النبي ثابتة له في حياته وبعد وفاته(7).
فإذا كانت صلاتنا وعلاقتنا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد انقطعت بوفاته فما معنى مخاطبته والسلام عليه يومياً؟
إنّ هذ السلام يدل على إمكان الارتباط بروحه المقدّسة بل وقوعه.
فلو كانت الصلة منقطعة فما معنى قول الرسول فيما تواتر عنه في زيارته لأهل البقيع لعائشة:
" أمرني ربي أن آتي البقيع فأستغفر لهم " قلت: كيف أقول يا رسول الله؟ قال:
" قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين ".
وفي رواية: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا وإيّاكم متواعدون غداً، أو مواكلون، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللّهمّ اغفر لأهل بقيع الغرقد ".
إلى غير ذلك من الصور المختلفة لزيارة النبي لبقيع الغرقد، والاختلاف في الصور انّما هو لأجل تكرار العمل منه (صلى الله عليه وآله وسلم)فلاحظ المصادر(8).
قال رسول الله: " إنّ لله تعالى ملائكة سيّاحين في الأرض تبلغني عن أُمتي السلام ".
" ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ الله عزّ وجلّ عليّ روحي حتى أرد عليه السلام ".
" من صلّى عليّ عند قبري سمعته ومن صلّى عليَّ نائياً أُبْلِغْتُ ".
" صلّوا عليّ فانّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم ".
" من زارني بعد وفاتي وسلّم عليّ رددت عليه السلام عشراً، وزاره عشرة من الملائكة كلّهم يسلّمون عليه، ومن سلّم عليّ في بيت ردّ الله عليّ روحي حتى أُسلّم عليه "(9).
سيرة السلف الصالح في التوسّل بدعاء النبي بعد رحيله:
النظر إلى سيرة المسلمين بعد لحوق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرفيق الأعلى يثبت أنّهم كانوا يتوسّلون بدعائه، كتوسّلهم به قبل لحوقه به فما كانوا يرون فرقاً بين الحالتين، فمن تصفّح سيرة المسلمين ورجع إلى غضون الكتب وشاهد عملهم في المسجد النبوي قرب مزاره الشريف، يلمس بسهولة استقرار السيرة على التوسّل بدعائه من غير فرق بين حياته وانتقاله، وها نحن نذكر من أعمال بعض الصحابة والتابعين شيئاً يسيراً ونترك الباقي للمتصفّح في غضون الكتب.
إنّنا لا يمكننا تصديق جميع ما روي مع العلم بأنّ بين المرويات قضايا صادقة صدرت عن أُناس صالحين غير أنّها بكثرتها تدل على أنّ التوسّل كان أمراً رائجاً منذ عصر الصحابة إلى زماننا هذا، ولم يكن أمراً غريباً عند المسلمين.
ولو فرضنا أنّ بعض هذه القضايا تخالف الواقع، فلا ريب أنّه من باب استغلال الوضّاعين لأصل مسَلَّم صحيح بين المسلمين، وهو صحّة التوسّل بدعاء النبي الأكرم بعد رحيله. فانّهم نسجوا بعض القضايا في ظل ذلك الأصل.
ولو فرضنا أنّه لم يكن أمراً رائجاً بين المسلمين بل كان أمراً غريباً أو محظوراً لما تجرّأ المستغِل أن ينسج قضية كاذبة على نول الشرك أو المحرم، فانّ الذي يحفّز الوضّاع على نسج الخرافة هو استعداد العامة لقبول تلك الخرافة ولولاه لما تجرّأ عليه لعدم حصول الغاية المتوخّاة من نسجها.
فهذه القضايا الكثيرة تدل ـ على كلا التقديرين ـ على المطلوب، فإن كانت صادقة فبصدقها، وإن كانت كاذبة فلأجل حكايتها عن وجود أصل مسلّم بين المسلمين وهو التوسّل بدعاء النبي الأكرم قبل وبعد موته، وكان هذا الأصل ربما يستغل أحياناً من بعض المتاجرين بالدين.
على أنّ بعضها ممّا رواه الإمام البخاري وسائر أصحاب الصحاح فلنذكر نماذج:
1 ـ هذا أبوبكر: أقبل على فرسه من مسكنه بالسنخ حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلّم الناس حتى دخل على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فتيمم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مسجّى ببرد حبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبّله ثم بكى، فقال: بأبي أنت يا نبي الله لا يجمع الله عليك موتتين أمّا الموتة التي كتبت عليك فقد مُتَّها(10).
فلو لم تكن هناك صلة بين الحياتين فما معنى قوله: " بأبي أنت يا نبي الله " لو لم يكن سماع فماذا قصد ذلك الصحابي من قوله: " لا يجمع الله عليك موتتين ".
2 ـ روى السهيلي في الروض الأنف: " دخل أبو بكر على رسول الله في بيت عائشة ورسول الله مسجّى في ناحية البيت، عليه برد حبرة، فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أقبل عليه فقبّله، ثم قال: بأبي أنت وأُمّي أمّا الموتة التي كتب الله عليك فقد ذُقتها ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً "(11).
3 ـ روى الحلبي في سيرته وقال: " جاء أبوبكر من السنخ وعيناه تهملان فقبّل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: بأبي أنت وأُمي طبت حياً وميتاً "(12).
4 ـ روى مفتي مكّة المشرّفة زيني دحلان في سيرته فذكر ما ذكراه، وقال: قال أبوبكر: طبت حياً وميتاً، وانقطع بموتك ما لم ينقطع للأنبياء قبلك، فعظمت عن الصفة وجللت عن البكاء، ولو أنّ موتك كان اختياراً لجدنا لموتك بالنفوس، اذكرنا يا محمد عند ربك ولنكن على بالك(13).
5 ـ قال أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) عندما ولي غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " بأبي أنت وأُمي يا رسول الله لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والإنباء وأخبار السماء ـ إلى أن قال: ـ بأبي أنت وأُمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك "(14).
وقد أوضح السبكي أمر الإجماع على الزيارة قولا وفعلا، وسرد كلام الأئمة في ذلك، وبيّن أنّها قربة بالكتاب، والسنّة والإجماع، والقياس.
وأمّا الكتاب فقوله تعالى: { ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءُوك } الآية دالّة على الحث بالمجيء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والاستغفار عنده، واستغفاره لهم وهذه رتبة لا تنقطع بموته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد حصل استغفاره لجميع المؤمنين، لقوله تعالى: {استغفِرْ لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } فإذا وجد مجيئهم، فاستغفارهم، كملت الأُمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله ولرحمته. وقوله: { واستغفر لهم } معطوف عليه قوله: { جاءوك } فلا يقتضي أن يكون استغفار الرسول بعد استغفارهم مع أنّا لا نسلّم أنّه لا يستغفر بعد الموت، لما سبق الدليل على حياته وعلى استغفاره لأُمَّته بعد الموت عند عرض أعمالهم عليه، ويعلم من كمال رحمته أنّه لا يترك ذلك لمن جاءه مستغفراً ربّه.
والعلماء فهموا من الآية العموم لحالتي الموت والحياة، واستحبّوا لمن أتى القبر أن يتلوها ويستغفر الله تعالى، وحكاية الأعرابي في ذلك نقلها جماعة من الأئمة عن العُتبى، واسمه محمد بن عبد الله بن عمرو، أدرك ابن عيينة وروى عنه، وهي مشهورة حكاها المصنّفون في المناسك من جميع المذاهب، واستحسنوها، ورأوها من أدب الزائر، وذكرها ابن عساكر في تاريخه، وابن الجوزي في مثير الغرام الساكن، وغيرهما بأسانيدهم إلى محمد بن حرب الهلالي، قال: دخلت المدينة، فأتيت قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فزرته وجلست بحذائه، فجاء أعرابي فزاره، ثم قال: يا خير الرسل إنّ الله أنزل عليك كتاباً صادقاً قال فيه: { ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم ـ إلى قوله ـ رحيماً } وإنّي جئتك مستغفراً ربك من ذنوبي، متشفعاً بك، وفي رواية: وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي، ثم بكى وأنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهنّ القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم استغفر وانصرف، قال: فرقدت فرأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نومي وهو يقول: إلحق الرجل وبشّره بأنّ الله غفر له بشفاعتي، فاستيقظت، فخرجت أطلبه فلم أجده.
قلت: بل قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن موسى بن النعمان في كتابه "مصباح الظلام": إنّ الحافظ أبا سعيد السمعاني ذكر فيما روينا عنه عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: قدم علينا أعرابي بعدما دفنّا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحثا من ترابه على رأسه، وقال: يا رسول الله قلت فسمعنا قولك، ووعيت عن الله سبحانه وما وعينا عنك، وكان فيما أُنزل عليك: { ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءُوك فاستغفروا الله... } وقد ظلمت، وجئتك تستغفر لي، فنودي من القبر: انّه قد غفر لك.
وروى ذلك أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله الكرخي عن علي بن محمد بن علي، قال: حدثّنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن ابن صادق، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، فذكره، ولا منافاة بين النقلين لإمكان التعدّد، وعلى فرض الوحدة فأحد النقلين اقتصر، والآخر أسهب في النقل، فنقل جميع القصة.
وقد أدرك ذلك الأعرابي بسلامة فطرته أنّ الآية الكريمة التي تدعو المسلمين إلى المجيء إلى النبي حتى يطلبوا منه أن يستغفر لهم،
ليست خاصة بحياة النبي الدنيوية، بل تعم الحياة الأُخروية، فلأجل ذلك قام يطلب من النبي أن يستغفر له، وقال عياض في الشفاء بسند جيد عن ابن حميد ـ أحد الرواة ـ عن مالك فيما يظهر، قال: ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال مالك: " يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فانّ الله تعالى أدّب قوماً فقال: { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النَّبي } الآية، ومدح قوماً فقال: {إنّ الذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله } الآية، وذمّ قوماً فقال: { إنّ الذين ينادونك من وراء الحجرات } الآية، وانّ حرمته ميتاً كحرمته حياً، فاستكان لها أبو جعفر، فقال: يا أبا عبد الله أستقبلُ القبلة وأدعو أم أستقبلُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم (عليه السلام) إلى الله يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به، فيشفعك الله تعالى قال الله تعالى: { ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم } الآية.
فانظر هذا الكلام من مالك، وما اشتمل عليه من أمر الزيارة والتوسّل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واستقباله عند الدعاء وحسن الأدب التام معه.
وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين السامري الحنبلي في المستوعب "باب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)" وذكر آداب الزيارة، وقال: ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحيته ويجعل القبر تلقاء وجهه، والقبلة خلف ظهره، والمنبر عن يساره، وذكر كيفية السلام والدعاء.
منه: اللّهم إنّك قلت في كتابك لنبيك (عليه السلام): { ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك } الآية، وإنّي قد أتيت نبيّك مسغفراً، فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللّهمّ إنّي أتوجه إليك بنبيّك (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر دعاءً طويلا(15).
هذه نماذج قدمناه إليك لتكون على بيّنة من هذا الأمر وانّه لم يكن هناك فرق بين الحياتين، وقد نقل المؤرخون أُموراً كثيرة يضيق الوقت بنقلها ولو كنّا شاكّين في صدق بعض هذه التوسّلات ولكن نقل علماء السيرة والتاريخ المقدار الهائل من التوسّلات بدعاء النبي ـ بعد رحيله ـ يكشف أنّ التوسّل بدعاء النبي الأكرم كان أمراً رائجاً بين المسلمين ولم يكن أمراً غريباً ولا محظوراً وإلاّ لما صحّ أن ينقل المؤرخ ما يتلقاه المسلمون أمراً مرغوباً عنه. وقد ذكرها لفيف من المحقّقين في كتبهم فراجعها(16).
وليس لنا أن نترك السيرة المستمرة الهائلة التي يلمسها من توقف هنيئة لدى القبر الشريف النبوي وقد قال سبحانه: { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنَّم وساءت مصيراً } (17).
وقد نقل السمهودي نبذاً ممّا وقع لمن استغاث بالنبي أو طلب منه شيئاً عند قبره فأعطى مطلوبه ونال مرغوبه ممّا ذكره الإمام محمد بن موسى بن النعمان في كتابه "مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام"(18).
شبهات لابد من الإجابة عليها
قد تعرفت على أدلة التوسّل بدعاء النبي الأكرم وأنّه أمراً أطبق على جوازه الكتاب والسنّة النبوية وسيرة المسلمين، غير أنّ هناك شبهات أثارها بعض من اتّخذ في هذه المسألة موقفاً مسبقاً فزعم أنّ هناك أشواكاً في الطريق تعثّر طريق السالكين المتوسّلين وبدورنا نذكر هذه الشبهات بألفاظها ثم نأتي بما يقلعها من أساسها.الشبهة الأُولى: البرزخ مانع من الاتصال
إنّ الحياة البرزخية حياة لا يعلمها إلاّ الله فهي حياة مستقلّة نؤمن بها ولا نعلم ماهيتها، وإنّ بين الأحياء والأموات حاجزاً يمنع الاتصال فيما بينهم قطعياً، وعلى هذا يستحيل الاتصال لا ذاتاً ولا صفاتاً وأنّه سبحانه يقول: { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } (19) والبرزخ معناه الحاجز الذي يحول دون اتصال هؤلاء بهؤلاء(20).هذه العبارة تتضمن أمرين قد خلط الكاتب بينهما:
أ ـ إنّ الحياة البرزخيّة لا نعلم حقيقتها.
ب ـ إنّ البرزخ حاجز مانع عن الاتصال.
فعلى هامش الأمر الأوّل نقول: إنّ حقيقة الحياة مطلقاً ـ مادية كانت أم برزخية ـ أمر مجهول لا يعلم حقيقتها إلاّ خالقها، والذي يعود إلى إمكاننا هو التعرف على آثارها وخصوصياتها، فكما أنّ الحياة المادية معلومة لنا ببعض آثارها، وكلّما يتقدم العلم يتقدم الإنسان في ميادين التعرف على آثارها، وهكذا الحياة البرزخية فهي مجهولة الحقيقة ولكنّها معلومة بآثارها، وقد ذكر الكتاب العزيز بعضها، وأنّ الشهداء الأحياء بحياتهم البرزخية يُرزَقون، يَفْرحون بما آتاهم الله، يَستبشِرون بالذين لم يلحقوا بهم، ويستبشِرون بنعمة من الله، وأنّهم ربّما يتمنون أموراً كتمنّي حبيب النجار عرفان قومه بمصيره كما قال سبحانه: { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين }.
إنّ الحياة البرزخية لا تختص بالمؤمنين، وهناك من المذنبين الكافرين من تعمّهم كآل فرعون إذ يعرضون على النار غدواً وعشياً، قال سبحانه: { وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النّار يعرضون عليها غدوّاً وعشياً * ويوم تقومُ الساعة أدخِلوا آل فرعون أشدَّ العذاب } (21).
وهذا المقدار من التعرف يكفينا في القضاء بأنّ لهم شعوراً واستشعاراً ودركاً وتعقّلا وظواهر نفسية من الفرج والألم وغير ذلك، ولا تتطلب مسألة التوسّل سوى كون المتوسّل به عاقلا حيّاً مدركاً شاعراً ملتفتاً إلى الدنيا وما يجري فيها.
وعلى هامش الأمر الثاني نقول: إنّ البرزخ بمعنى الحاجز لا بمعنى انقطاع الصلة بين أهل الدنيا وأهل الآخرة ومن فسّره بالمعنى الثاني فإنّما انتخبه لدعم مذهبه وإنّما هو مانع من رجوع الناس إلى حياتهم الدنيا.
ويدلّ على ذلك: أنّه سبحانه ذكر أمر البرزخ بعدما ذكر تمنّي العصاة الرجوع إلى الدنيا، قال سبحانه: { حتّى إذا جاء أحدهمُ الموتُ قال ربّي ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلاّ إنّها كلمة هو قائلها }
فقوله: { كلاّ } ردع لتمنّي رجوعهم، يعني لا يستجاب دعاؤهم، ثم عاد سبحانه يؤكده بقوله: { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } أي حائل مانع من الرجوع إلى الدنيا إلى يوم يبعثون.
إنّ اتّخاذ موقف مسبق في المسألة يشكّل مانعاً من الوصول إلى الحقيقة، ويعد من موانع المعرفة الصحيحة فبما أنّ القائل يقتفي أثر من يقول لا يصح التوسّل بدعاء النبي الأكرم في البرزخ، فقد أراد نحتَ دليل لقوله ففسّر البرزخ في الآية بمعنى المانع عن الاتصال لا المانع عن انتقال أهل البرزخ إلى الدنيا، فكأنّه يصوّر أنّ بين الحياتين ستاراً حديدياً أو جداراً ضخماً يمنع من اللقاء والسماع، وليس لما يتخيله دليل، بل الدليل على خلافه، ترى أنّه سبحانه يحكي عن ماء البحرين أحدهما عذب فرات والآخر ملح أُجاج ثم يقول: { وبينهما برزخ لا يبغيان } أي مانع يمنع عن اختلاط المائين، يقول سبحانه: { مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان } ولم يكشف العلم عن وجود سدّ مادّي بين البحرين.
الشبهة الثانية: امتناع اسماع الموتى
إنّ الله تعالى يقول: { فإنّك لا تسمع الموتى } (22)ويقول عزّ وجلّ: { وما أنت بمسمع من في القبور } (23).
والرسول بعد أن توفّاه الله هو من الموتى ومن أهل القبور فثبت أنّه لا يسمع دعاء أحد من أهل الدنيا وإن كان هو والأنبياء، لا يُبْلُون لأنّ الله قد حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، ولكنّهم أجساد بلا أرواح وهم أموات(24).
فعلى هامش هذه الشبهة نقول: أوّلا: إنّ قوله: " الرسول بعدما توفّاه الله هو من الموتى " ظاهر في إنكار الحياة البرزخية للأنبياء، فلو كان النبي من الموتى فالشهداء من الموتى مع أنّ القرآن يندد من يعدهم أمواتاً إذ يقول: { ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون }.
نعم يقول سبحانه: { إنك ميّت وإنّهم ميّتون } (25) ولكن لا بمعنى الفناء المطلق، بل انسلاخ الروح عن البدن وانتقاله إلى العالم الآخر.
وثانياً: إنّ هاتين الآيتين ناظرتان إلى الأجساد الموجودة في القبور، فإنّها هي التي لا تسمع ولا تعي والاتصال لا يكون بيننا وبين هذه الأجساد، بل يتحقق بيننا وبين الأرواح الطاهرة والنفوس الزكية الباقية الخالدة، وإنْ تبعثر الجسد وتناثرت أجزاؤه، فالأرواح هي التي يُسلّم ويُصلّى عليها وهي التي تَسمع وتَرد.
وأمّا الحضور عند المراقد التي تضمّنت الأجساد والأبدان، فلأجل أنّه يبعث على التوجه إلى صاحب تلك الأجساد ويكون أدعى إلى تذكّر خصاله أو صفاته، وإلاّ فانّ الارتباط بهم، والسلام عليهم، ممكن حتى من مكان ناء وبلد بعيد، كما تصرح بذلك بعض أحاديث الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولابن القيم كلام في تفسير الآيتين نأتي بنصّه:
قال: أمّا قوله تعالى: { وما أنتَ بمسع من في القبور } فسياق الآية يدل على أنّ المراد منها أنّ الكافر الميّت القلب لا تقدر على إسماعه إسماعاً يُنتفع به كما أنّ من في القبور لا نقدر على إسماعهم إسماعاً ينتفعون به، ولم يُرِد سبحانه أنّ أصحاب القبور لا يسمعون شيئاً البتة كيف وقد أخبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّهم يسمعون خفق نعال المشيّعين وأخبر أنّ قتلى بدر سمعوا كلامه وخطابه وشرّع السلام عليهم بصيغة الخطاب للحاضر الذي يسمع، وأخبر أنّ من سلّم على أخيه المؤمن ردّ عليه السلام.
هذه الآية نظير قوله: { إنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصُّمّ الدعاء إذا ولّوا مدبرين } وقد يقال: نفي إسماع الصُمّ مع نفي إسماع الموتى يدل على أنّ المراد عدم أهلية كل منهما للسماع، وأنّ قلوب هؤلاء لمّا كانت ميتة صمّاء كان إسماعها ممتنعاً بمنزلة خطاب الميّت والأصمّ، وهذا حقّ ولكن لا ينفي إسماع الأرواح بعد الموت إسماع توبيخ وتقريع بواسطة تعلّقها بالأبدان في وقت ما، فهذا غير الإسماع المنفي والله أعلم(26).
وقال أيضاً: قال ابن عبد البر: ثبت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: ما من مسلم يمرّ على قبر أخيه كانَ يعرفه في الدنيا فيسلِّم عليه إلاّ ردَّ الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. فهذا نص في أنّه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام.
وفي الصحيحين عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من وجوه متعددة أنّه أمر بقتلى بدر فأُلقوا في قليب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقّاً فإنّي وجدت ما وعدني ربّي حقّاً؟ فقال له عمر: يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيّفوا؟ فقال: والذي بعثني بالحقّ ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنّهم لا يستطيعون جواباً.
وثبت عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ الميت يسمع قرع نعال المشيّعين له إذا انصرفوا عنه.
وقد شرّع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأُمّته إذا سلّموا على أهل القبور أن يُسلِّموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ـ ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد.
والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأنّ الميّت يعرف زيارة الحيّ له ويستبشر به.
قال أبوبكر عبد الله بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور، باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء:
(حدثنا) محمد بن عون: حدّثنا يحيى بن يمان، عن عبد الله بن سمعان، عن زيد بن أسلم، عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلاّ استأنس به وردّ عليه حتى يقوم.
(حدثنا) محمد بن قدامة الجوهري: حدّثنا معن بن عيسى القزاز: أخبرنا هشام بن سعد: حدثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: إذا مرّ الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام وعرفه، وإذا مرّ بقبر لا يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام(27).
ويدل على هذا أيضاً ما جرى عليه عمل الناس قديماً وإلى الآن من تلقين الميّت في قبره، ولولا أنّه يسمع ذلك وانتفع به لم يكن فيه فائدة وكان عبثاً، وقد سئل عنه الإمام أحمد (رحمه الله) فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل.
الشبهة الثالثة: انقطاع عمل الإنسان
يدل على انقطاع الصلة بين الحياتين الحديث المتواتر عن رسول الله: " إذا مات المرء انقطع عمله إلاّ عن ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " وهذه الرواية تشمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)(28).فعلى هامش هذه الشبهة نقول: إنّ من وطّن نفسه على إثبات ما يتمناه سواء أكان حقاً أم باطلا فهو يتمسّك بكل شيء سواء أكانت له دلالة على ما يتبناه أم لا.
فأي دلالة لهذا الحديث على انقطاع الصلة، إذ غاية ما يدل عليه أنّ الإنسان لا ينتفع بعمله شخصياً بعدما انتقل إلى البرزخ إلاّ عن ثلاث، فليس له عمل مباشر ينتفع به إلاّ هذه الثلاث، وأمّا أنّه لا يتمكن من التكلم والجواب والاستغفار في حق الغير فلا دلالة للحديث عليه.
هكذا تزول الشبهات ويبقى الأصل سليماً وهو أنّ الأنبياء أحياء بعد مفارقة الأرواح لأجسادهم الطاهرة وأنّه من الممكن اتصال الأحياء بأرواحهم، كل ذلك بإذنه سبحانه.
التلوّن في الاستدلال
نرى أنّ المانعين عن التوسّل بدعاء النبي في حياته البرزخية يتلوّنون في الاستدلال، فتارة ينفون حياة النبي بعد الموت وأُخرى ينفون إمكان الاتصال وثالثة يدعون لغوية هذا العمل، ونعوذ بالله من قولهم الرابع إذ يعدّون العمل شركاً وعبادة للرسول، أمّا الثلاث الأُول فقد ظهرت حالها، وأمّا الشرك فلا يدرى كيف يوصف به، مع أنّ هذا عمل واحد يُطلَب في حياة النبي ويُطلَب بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى أفيمكن أن يكون شيء واحد توحيداً في حالة وشركاً في أُخرى؟ مع أنّه لا يسأل الرسولُ بما أنّه إله، أو ربّ أو بيده مصير الداعي، وإنّما يسأله بما أنّه عبد صالح ذو نفس طاهرة وكريمة وهو أفضل الخلائق وأحد الأمانين في الأرض يستجاب دعاؤه ولا يرد.المصادر :
1- الأعراف/78 ـ 79
2- الأعراف/91 ـ 93
3- الزخرف/45
4- يونس/94 ـ 95
5- صحيح البخاري: 5/76، باب قتل أبي جهل ; وسيرة ابن هشام: 2/292.
6- المفيد: حرب الجمل، ص 195 ; والسيد عبد الله شُبَّر: حق اليقين: 2/73.
7- كتاب الخلاف: 1/47، وقد اتفقت كلمة أئمة المذاهب الأربعة على وجود هذا السلام في التشهد.
8- صحيح مسلم: 2/63، باب ما يقال عند دخول القبر ; سنن النسائي: 3/76، وسنن أبي داود.
9- سنن أبي داود: 2/218، كنز العمال: 10/38 ; طبقات الشافعية للسبكي: 3/406 ـ 408.
10- البخاري: الصحيح: 2/17، كتاب الجنائز.
11- أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي (508 ـ 581 هـ)، الروض الأنف: 4/260.
12- الحلبي علي بن برهان الدين (975 ـ 1044 هـ): السيرة الحلبية: 3/474 طـ. دار المعرفة، بيروت.
13- سيرة الزيني دحلان بهامش السيرة الحلبية: 3/391، طـ. مصر.
14- نهج البلاغة: قسم الخطب، الخطبة 235.
15- السمهودي: وفاء الوفا: 4/1360 ـ 1362.
16- لاحظ شفاء السقام في زيارة خير الأنام للسبكي، والدرر السنية لزيني دحلان، والمبرد المبكي في رد الصارم المنكي لابن علان، ونضرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي للسمهودي.
17- النساء/115
18- وفاء الوفا: 4/1380 ـ 1387.
19- المؤمنون/100
20- محمد نسيب الرفاعي: التوصل إلى حقيقة التوسّل: 267.
21- غافر/45 ـ 46
22- الروم/52 والنمل بحذف الفاء/80.
23- فاطر/22
24- التوصل إلى حقيقة التوسّل: 267.
25- الزمر/20
26- الإمام شمس الدين ابن القيم: الروح: 45 ـ 46، طـ. دار الكتب العلمية بيروت.
27- الإمام شمس الدين ابن القيم: الروح: 5 ـ 6.
28- المصدر نفسه: 267.