
لا تخفی فضائل اهل البيت عليهم السلام علی احد من العالمين وحتی الذين حادوا عنهم الی غیرهم يعرفون حقهم ويعترفون به ، الا ان للدولة عندما تدول اتباع ومؤيدين وممن يطلبون الرزق بالکلام والمديح ، واهل البیت عليهم السلام لم تکن لهم دولة ولم يعيشوا حياة الترف الذي يخطف الابصار ومع ذلک نجد کبار العلماء والمؤرخين يمتدحونهم ويشيرون الی فضائلهم ، وقد تطرق العديد الی اشارة القران الکريم الی اهل البيت عليهم السلام ونورد هنا مما اشار له علماء اهل السنة فقط ..
سورة سبأ
وفيها ست آيات:
(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيها قُرىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) سبأ: 18.روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) في قوله تعالى: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين)، عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلى (صاحب الزمان): أن أهل بيتي يؤذونني بالحديث الذي روي عن آبائك أنهم قالوا: (قوامنا شرار خلق الله) فقال:
(ويحكم ما تقرأون ما قال الله تعالى: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة) فنحن - والله - القرى التي بارك الله فيها، وأنتم القرى الظاهرة)(1).
(قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شهيدٌ) سبأ: 47.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) في قوله تعالى: (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم). قال: عن الباقر (رضي الله عنه) أنه قال:
(مَن توالى الأوصياء من آل محمد (صلى الله عليه وعليهم) واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم (عليه السلام) - إلى أن قال - وهو قول الله عز وجل: (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) يقول تعالى: أجر المودة - التي لم أسألكم غيرها - فهو لكم (يعني: ليست أجراً أنا استفيد منها) تهتدون بها، وتسعدون بها، وتنجون بها من عذاب يوم القيامة)(2).
(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ * وَقدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبِ) سبأ: 51 – 54 .
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: في قوله تعالى: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب..) روي عن الحارس، عن علي (كرم الله وجهه) في هذه الآية قال:
(قبيل قيام قائمنا المهدي يخرج السفياني فيملك قدر حمل المرأة - تسعة اشهر - ويأتي المدينة جيشه حتى إذا انتهى إلى البيداء خسف الله به)(3).
وروى الفقيه (الشافعي) السيوطي في تفسيره، قال: وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس (رضي الله عنهما) في قوله تعالى: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب).
قال: هو جيش السفياني.
قالوا: من أين اخذوا؟
قال: من تحت أقدامهم(4).
(أقول): قوله (من تحت أقدامهم) لغير الخسف الذي ذكر في رواية الحافظ القندوزي.
(واعلم) أن السيوطي ذكر هنا روايات عديدة بشأن السفياني، وخروجه قبيل قيام الإمام المهدي (عليه السلام)، وهلاكه هو وجيشه في الصحراء بالخسف، وهذا من معاجز الإمام المهدي (عليه السلام)، لكنا روماً للاختصار لم نذكر منها سوى رواية واحدة.
سورة الصافات
وفيها آيتان:
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ) الصافات: 24.روى العلامة البحراني عن أبي بكر الشيرازي في كتابه عن معاوية الغرير عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكاً أن يسعر النيران السبع، وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان، ويقول: يا ميكائيل مد الصراط على متن جهنم، ويقول: يا جبرائيل انصب ميزان العدل تحت العرش، وينادي: يا محمد قرّب أمتك للحساب.
ثم يأمر الله أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ، وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام، فيسألون هذه الأمة، نساؤهم ورجالهم.
على القنطرة الأولى عن ولاية أمير المؤمنين وحب أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) فمن أتى به جاز على القنطرة الأولى كالبرق الخاطف، ومن لم يحب أهل بيت نبيه سقط على أم رأسه في قعر جهنم ولو كان معه من أعمال البر عمل سبعين صديقاً.
وعلى القنطرة الثانية: فيسألون عن الصلاة.
وعلى الثالثة: يسألون عن الزكاة.
وعلى الرابعة: عن الصيام.
وعلى الخامسة: عن الحج.
وعلى السادسة: عن الجهاد.
وعلى السابعة: عن العدل.
فمن أتى بشيئين من ذلك جاز على الصراط كالبرق الخاطف ومن لم يأت عذّب وذلك قوله تعالى: (وقفوهم انهم مسؤولون) يعني: معاشر الملائكة قفوهم، يعني: العباد على القنطرة الأولى (فاسألوهم) عن ولاية علي وحب أهل البيت(5).
(سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) الصافات: 130.
روى العلامة البحراني عن أبي نعيم الأصفهاني، بإسناده عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى: (سلام على إل ياسين).
قال: إلياسين (هم) آل محمد (صلى الله عليه وآله)(6).
(أقول): (إل) بكسر الهمزة لغة في (آل) بمد الهمزة، وهما بمعنى واحد، وليست هي (أل) التعريف والعهد، لكون الهزة في تلك للوصل، وفي هذه للقطع يلفظ بها وإن كانت في درج الكلام.
سورة ص
وفيها أربع آيات:
(قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) ص: 79 - 81.روى الحافظ القندوزي (الحنفي) عن وهب بن جمع قال: سألت جعفر الصادق (رضي الله عنه) عن قوله تعالى: (قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم)، أيّ يوم هو؟ قال:
(يا وهب هو يوم يقتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد قيام قائمنا المهدي)(7).
(أقول): وردت هذه الآيات الثلاث بنصها حرفياً في موردين من القرآن الحكيم، هنا، وفي سورة الحجر (36 - 38)، ونحن أثبتناها هناك وهنا، وقد علّقنا عليها هناك بعض ما يلزم، فراجع.
(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ) ص: 88.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن عاصم بن حميد، عن الباقر (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (ولتعلمن نبأه بعد حين)، أنه قال:
(لتعلمن نبأه، أي: نبأ القائم عند خروجه)(8).
(أقول): هذا من التأويل والباطن، إذ ظاهر الضمير رجوعه إلى (ذكر) في الآية السابقة (إن هو إلا ذكر للعالمين).
ويحتمل أن يكون التأويل في (ذكر) فيكون إرجاع الضمير بحاله وما دام وصل عن أهل البيت، وهم أدرى بما فيه، فيصدق ويصحح.
سورة الزمر
وفيها أربع آيات:
(قُلْ هَلْ يَسْتَويِ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) الزمر: 9.روى الحافظ عبيد الله الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو بكر الحارثي (بإسناده المذكور) عن جابر عن أبي جعفر في قول الله تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون..) قال:
(الذين يعلمون) نحن.
(والذين لا يعلمون) عدونا.
(إنما يتذكر أولوا الألباب) شعيتن(9).
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالِصّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِّلْكَافِرِينَ) الزمر: 32.
روى العلامة السيد هاشم البحراني (قدس سره) - في كتاب صغير له قال عنه في أوله: هذه نبذة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) نقلتها من كتب أهل السنة - قال: في مناقب أحمد بن موسى بن مردويه في قوله تعالى: (فمن أظلم من كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه) عن أمير المؤمنين قال:(الصدق ولايتنا أهل البيت)(10).
(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) الزمر: 56.
روى الحافظ (الحنفي) سليمان القندوزي قال: وعن علي بن سعيد عن موسى الكاظم، في (تفسير) هذه الآية: (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله).
قال: (جنب الله أمير المؤمنين علي، وكذلك من بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع، إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم المهدي)(11).
(أقول): الله تعالى ليس بجسم حتى تكون له يد، ورجل، وعين، وجنب، وغيرها، وإنما الوارد من هذه الألفاظ في القرآن والسنة فإنما المراد بها غاياتها، كما ثبت في الفلسفة.
(وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُوِر رَبِّهَا) الزمر: 69.
روى العلامة البحراني، عن (الفقيه الشافعي) إبراهيم بن محمد الحمويني (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(إن خلفائي، وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر، أولهم أخي وآخرهم ولدي). قيل: يا رسول الله ومن أخوك؟
قال: (علي بن أبي طالب).
قيل: فمن ولدك؟
قال: (المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى ابن مريم فيصلي خلفه (وتشرق الأرض بنور ربها) ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب)(12).
(أقول): ظاهر الآية كونها في القيامة، ولكن ذلك لا ينافي احتمالها للقيامة الكبرى، وللقيامة الصغرى وهي يوم ظهور المهدي (عليه السلام)، ظهراً وبطناً، وتنزيلاً وتأويلاً.
سورة غافر (المؤمن)
وفيها آية واحدة
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفُرِونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) غافر: 7.روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: أخرج صاحب المناقب (بالسند المذكور فيه) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(يا علي إن الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي، وللأئمة من ولدك منا بعدك، فإن الملائكة من خدامنا وخدام محبينا.
يا علي (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا) بولايتنا)(13).
(أقول): فالأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) هم الذين تستغفر الملائكة للمؤمنين بولايتهم، ومقصود القرآن من قوله (للذين آمنوا) هم المؤمنون بهم.
سورة فصلت (السجدة)
وفيها آيتان:
(وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) فصلت: 19.نقل العلامة الفيروز آبادي عن (كنز العمال: ج6 ص216) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
(إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم، وهم عترتي، خلقوا من طينتي، ويل للمكذبين بفضلهم، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)(14).
وروى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو يحيى الحيكاني (بإسناده المذكور) عن جابر بن عبد الله (الأنصاري) قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول: (من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً).
قال جابر قلت: يا رسول الله وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم؟
فقال (صلى الله عليه وآله): (نعم وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم)(15).
(أقول): هذه الآية بالبرهان والتطبيق واردة في أعداء أهل البيت (عليهم السلام).
(سَنُرِيِهمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) فصلت: 53.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: في قوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)، روي عن أبي بصير قال: سئل الباقر (رضي الله عنه) عن هذه الآية، فقال:
(يرون قدرة الله (في الآفاق وفي أنفسهم) الغرائب والعجائب، (حتى يتبين لهم أن) خروج القائم هو (الحق) من الله عز وجل، يراه الخلق لابد منه)(16).
سورة الشورى
وفيها ثلاث آيات:
(وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيب) الشورى: 17.روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: روي عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمد الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (وما يدريك لعل الساعة قريب).
قال: (الساعة قيام القائم قريب)(17).
(أقول): وإن كان ظاهر الآية كون الساعة هو يوم القيامة، لكن لا مانع بين ذلك وبين كون تأويلها في الإمام المهدي (عليه السلام).
(أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلِ بَعِيدٍ) الشورى: 18.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: في قوله تعالى: (ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد)، روي عن المفضل بن عمر، قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (رضي الله عنه) ما معنى هذه الآية؟
فقال: (ساعة قيام القائم، يقولون: متى ولد؟ ومن رآه؟ وأين هو؟ ومتى يظهر؟ كل ذلك شكاً في قضائه وقدرته، أولئك الذين خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة)(18).
(أقول): هنا أيضاً - كالآية السابقة - وإن كان ظهور (الساعة) في يوم القيامة، إلا أن باطنها وتأويلها في الإمام المهدي (عليه السلام).
(قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) الشورى: 23.
روى (ابن كثير) في تفسيره عن أبي إسحاق السبيعي قال: سألت عمر بن شعيب عن قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى).
فقال: قربى النبي (صلى الله عليه وآله)(19).
وفي (تفسير الجلالين) - عند تفسير هذه الآية - قال: (استثناء منقطع، أي: لكن أسألكم أن تودوا قرابتي)(20).
ونقل (سيد قطب) في تفسيره عند هذه الآية قال: قال عبد الملك بن ميسرة، سمعت طاووساً يحدث عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه سأل عن قوله تعالى: (إلا المودة في القربى). فقال سعيد بن جبير: (قربى آل محمد)(21).
وروى العلامة البحراني عن (صحيح البخاري) من الجزء السادس في تفسير قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) - بإسناده المذكور - عن ابن عباس أنه سأل عن قوله تعالى: (إلا المودة في القربى) فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد (صلى الله عليه وآله)(22).
وروى هو أيضاً عن (مسند أحمد بن حنبل) - بإسناده المذكور - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: لما نزل قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى). قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟
قال (صلى الله عليه وآله): (علي وفاطمة وابناهما)(23).
وأخرج هذا النص بهذا السند أيضاً إبراهيم بن معقل النسفي (الحنفي) المتوفى سنة (295) في تفسيره(24).
(أقول): الأحاديث الشريفة في هذا الباب كثيرة ومتواترة، تعد بالعشرات، والعشرات، وهي متوفرة في كل تفسير، وكتاب حديث، وتاريخ، ونحوها، فمن أرادها فعليه بمراجعة مظانها.
وأخرج الحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه بسنده عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: لما نزلت: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى). قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
قال (صلى الله عليه وآله): (علي وفاطمة وولداهما)(25).
وأورد نحو ذلك العالم المالكي نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المكي في فصوله(26).
وأخرج نحوه أيضاً عالم الشافعية إبراهيم بن محمد الحمويني في فرائده(27).
وأخرجه العلامة البحراني في كتاب صغير له أسماه (نبذة في مناقب أمير المؤمنين من كتب السنة)(28).
وكذلك علامة الأحناف (الخوارزمي) في كتابيه (المقتل) و(المناقب)(29)، وآخرون كثيرون.
وقال الإمام الحافظ أبو القاسم (الكلبي) الغرناطي في تفسيره عند ذكر هذه الآية: (والمعنى: إلا أن تودّوا أقاربي وتحفظوني فيهم. والمقصد على هذا وصية بأهل البيت)(30).
وأخرج ذلك كثير من الأعلام في تفاسيرهم، وتواريخهم، وكتبهم في الحديث بتعبيرات - وإن اختلفت من جهات الراوي، وألفاظ الرواية، وغير ذلك - إلا أنها متفقة ومتحدة في المعنى والمغزى، والجامع الواحد الذي يجمعها جميعاً.
(منهم) ابن حجر الهيثمي - علامة الشوافع - في (مجمعه)(31).
(ومنهم) العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار)(32).
(ومنهم) محب الدين الطبري في (ذخائره)(33).
(ومنهم) السيوطي في (تفسيره)(34).
(ومنهم) الإمام الرازي في (تفسيره)(35).
(ومنهم) الإمام الطبري في (تفسيره)(36).
(ومنهم) المتقي الهندي في (كنزه)(37).
(ومنهم) أبو نعيم في (حليته)(38). وغيرهم.. وغيرهم..
(وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً) الشورى: 23.
روى (الفقيه الشافعي) ابن حجر الهيثمي قال: وأخرج أحمد عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً).
قال: المودة لآل محمد (صلى الله عليه وآله)(39).
سورة الزخرف
وفيها أربع آيات:
(وَجَعَلَهَا كَلِمَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الزخرف: 28.روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) أنه قال:
(فينا نزل قول الله عز وجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون)، أي: جعل الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة)(40).
(أقول): هذا من التفسير بالباطن والتأويل، كما لا يخفى.
(فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ) الزخرف: 55.
أخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) بسنده عن أبي جعفر الباقر (رضي الله عنه) عند ذكر هذه الآية، قال:
(فالله جل شأنه وعظم سلطانه، ودام كبرياؤه أعز وأرفع وأقدس من أن يعرض له أسف، لكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت، فجعل أسفنا أسفه فقال: (فلما آسفونا انتقمنا منهم) )(41).
(أقول): هذه الآية وإن كانت واردة في آل فرعون، ولكن تأويلها في ظالمي أهل البيت، وأهل البيت أدرى بما نزل في بيتهم.
(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) الزخرف: 61.
روى السيوطي جلال الدين (الشافعي) في تفسيره قال: وأخرج الغريابي، وسعيد بن منصور، ومسدد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والطبراني - من طرق - عن ابن عباس (رضي الله عنهما) في قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة).
قال: خروج عيسى قبل يوم القيامة(42).
وروى هو أيضاً قال: وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن (رضى الله عنه) في قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة).
قال: (نزول عيسى)(43).
(أقول): ثبت بالروايات المتواترة الكثيرة أن من علامات ظهور المهدي (عليه السلام) هو نزول عيسى ابن مريم من السماء، وصلاته خلف المهدي (عليه السلام)، ومما روى في ذلك - كما في البخاري وغيره - قول النبي (صلى الله عليه وآله): (كيف بكم إذا نزل ابن مريم من السماء وإمامه منكم). وغيره، فتكون (الساعة) في هذه الآية الكريمة هي ساعة ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).
وأخرج الحافظ (الحنفي) سليمان القندوزي، عن إسعاف الراغبين للعالم الحنفي محمد الصبان المصري، قال: قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين في قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة). إنها نزلت في المهدي(44).
(هَلْ يَنُظُرونَ إلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأَتِيَهُم بَغْتَةًً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) الزخرف: 66.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: في قوله تعالى: (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون)، روي عن زرارة بن أعين قال: سألت الباقر (رضي الله عنه) عن هذه الآية قال:(هي ساعة القائم تأتيهم بغتة)(45).
سورة الدخان
وفيها إحدى عشرة آية:
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) الدخان: 10 - 13.روى (الفقيه الشافعي) عبد الرحمن بن أبي بكر (السيوطي) في تفسيره، قال: وأخرج أبو نعيم عن وهب بن منبه قال - في حديث يذكر فيه علامات الظهور -:(والخامسة الدخان)(46).
وروى هو أيضاً قال: وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(إن بين يدي الساعة: الدجال، والدابة، ويأجوج ومأجوج، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها).
(أقول): بهذا المضمون روايات مستفيضة نكتفي بهذا المقدار منها، كعادتنا في الإشارة إلى تنزيل الآية أو تأويلها أو تطبيقها، دون الاستيعاب.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَ الْمَوْتَةَ الأولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الدخان: 51 -57. روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا منصور بن الحسين (بإسناده المذكور) عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:(آل محمد كل تقي)(47).
(أقول): نحتمل قراءة (كل تقي) بنحو المبتدأ والخبر برفع وتنوين (كل) و(تقي) والمعنى: كل واحد من آل محمد تقي، وتحتمل قراءته بنحو الإضافة، برفع (كل) بلا تنوين، والمعنى حينئذٍ: أن كل من يتقي الله هو آل محمد، وهذا لا يكون إلا مجازاً بمعنى الفرد الأكمل والمصداق الأتم، لا مجرد الإطلاق (وإنما) ذكرنا الآيات السبع كلها لكونها جملة واحدة، وكالمبتدأ، والخبر والصفة والموصوف، لا ينفك بعضه عن الآخر.
سورة الجاثية
وفيها آيتان:
(قُل لِّلِّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) الجاثية: 14.روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله).
قال: (الأيام المرجوة ثلاثة أيام: يوم قيام القائم المهدي، ويوم الكرة، ويوم القيامة).
(أقول): المراد بيوم الكرة هو يوم رجعة رسول الله والأئمة الأطهار (عليه وعليهم السلام) بعد قيام القائم المهدي (عليه السلام). كما وردت بذلك نصوص كثيرة.
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلَحاتِ سَوَاءً مَّحْياهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) الجاثية: 21.
روى الحافظ عبيد الله الحسكاني (الحنفي) قال: (أخبرنا) سعيد ابن أبي سعيد البلخي (بإسناده المذكور) عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات) يعني: بني أمية (أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) النبي، وعلي، وحمزة، وجعفر والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام)(48).
سورة محمد (صلى الله عليه وآله)
وفيها ست عشرة آية:
ورد في عديد الأحاديث الشريفة أن آيات سورة (محمد) (صلى الله عليه وآله) على نوعين:نوع في أهل البيت وهي آيات المتقين والصالحين وآيات الجنة والثواب ونحو ذلك.
ونوع ثان في بني أمية وهي آيات الفاسقين والكافرين وآيات النار والعذاب ونحوها.
(ونحن) روماً للترتيب بين آيات السورة - كعادتنا - نذكر الآيات النازلة من هذه السورة في أهل البيت (عليهم السلام) عند محلها من السورة حسب ترقيم الآيات في الطبعات المعروفة من القرآن والمنتشرة بين المسلمين.
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدَّوا عَن سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرْ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) محمد: 1 و2.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثونا عن أبي العباس بن عقدة (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن حزن قال: سمعت الحسين بن علي بمكة ذكر قوله تعالى: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئآتهم وأصلح بالهم).
ثم قال: (نزلت فينا وفي بنى أمية)(49).
(أقول): يعني: الآية الأولى عن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله هي النازلة في بني أمية، والآية الثانية عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد هي النازلة في أهل البيت (عليهم السلام) باعتبارهم المصداق الأكمل للإيمان والعمل الصالح.
(والظاهر) أن المقصود كون السورة كلها نازلة في أهل البيت وبني أمية، كما هو سياق غير ذلك من روايات أخر أيضاً هي على غرار هذه ونظيرة لها.
(ذَلِكَ بِأنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاس أَمْثَالَهُمْ) محمد: 3.
روى (الفقيه الشافعي) عبد الرحمن بن أبو بكر السيوطي قال: وأخرج ابن مردويه عن علي (رضي الله عنه) قال:
(سورة محمد آية فينا وآية في بني أمية)(50).
(أقول): فبنو أمية هم (الذين كفروا واتبعوا الباطل) وأهل البيت هم (الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم).
(وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) محمد: 4 - 6.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ (بإسناده المذكور) عن علي قال:
(سورة محمد (صلى الله عليه وآله) آية فينا وآية في بني أمية)(51).
(أقول): فالذين قتلوا في سبيل الله هم أهل البيت، علي وأولاده الأئمة الطاهرون، الذين قال الشاعر عنهم: (وما قضى كريم لهم إلا بسم وصارم).
لأنهم بين من قتل بالسيف كعلي، والحسين، وبين من سقوا السّم كالحسن، والباقر، والصادق، (صلوات الله عليهم أجمعين). وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (ما منا إلا مقتول أو مسموم).
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) محمد: 11.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا).
يعني: ولي علي وحمزة وجعفر وفاطمة والحسن والحسين، وولي محمد (صلى الله عليه وآله) ينصرهم بالغلبة على عدوهم. (وأن الكافرين) يعني: أبا سفيان بن حرب وأصحابه. (لا مولى لهم) يقول الله: لا ولي لهم يمنعهم من العذاب(52).
(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّاِلحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَّهُمْ) محمد: 12.
روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن السبيعي، قال: وورد عن أبي جعفر الباقر (رضي الله عنه) في هذه السورة أنه قال:(آية فينا وآية في بني أمية)(53).
(أقول): فأهل البيت (عليهم السلام) هم المصداق الأتم لقوله تعالى: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار). وبنو أمية هم المصداق الأوضح لقوله تعالى: (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم).
(أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم) محمد: 14.
روى عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الفقيه الشافعي، في تفسيره، قال: وأخرج ابن مردويه عن علي (رضي الله عنه) قال:
(سورة محمد (صلى الله عليه وآله) آية فينا وآية في بني أمية)(54).
(أقول): فالذي (كان علي بينة من ربه) هم أهل البيت، والذين (زين لهم سوء عملهم واتبعوا أهواءهم) هم بنو أمية.
(مَثَلَ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُّصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) محمد: 15.
روى الحاكم الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو سعد المعادي (بإسناده المذكور) عن جعفر بن الحسين الهاشمي، قال في هذه السورة - يعني سورة محمد (صلى الله عليه وآله) -:(آية فينا وآية في بني أمية)(55).
(أقول): فالمتقون الذين وعدوا الجنة هم أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وعليهم).
والخالدون في النار والذين سقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم هم بنو أمية.
(وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الَعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوُاءَهُمْ * وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) محمد: 16 و17.
روى الألوسي في تفسيره قال: أخرج ابن مردويه عن علي (كرم الله وجهه) أنه قال:
(نزلت سورة محمد صلى الله عليه وآله آية فينا وآية في بني أمية)(56).
(أقول): فالذين اهتدوا هم أهل البيت علي وأولاده الطاهرون، والذين طبع الله على قلوبهم هم بنو أمية.
(فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأَتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) محمد: 18.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روى عن المفضل ابن عمر، عن الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم).
قال: ( (هي) ساعة قيام القائم)(57).
(أقول): لا ينافي ذلك ما ورد أيضاً في تفسير الآية الكريمة من كون الساعة هي ساعة القيامة، فإنهما تشتركان في أمور عديدة، ومرامي القرآن أيضاً عديد لا واحدة، والظهر والبطن، والتنزيل والتأويل كثير في القرآن. فليكن هذا منه.
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) محمد: 22.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا المنتصر بن نصر بن تميم الواسطي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس - في تفسير هذه الآية - قال:
تولوا (يعني: بني أمية) أمر هذه الأمة، فعملوا بالتجبر والمعاصي، وتقطّعوا أرحام نبيهم محمد وأهل بيته(58).
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ) محمد: 31.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ (بإسناده المذكور) عن الحرث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجز، عن علي قال:
(سورة محمد صلى الله عليه وآله آية فينا وآية في بني أمية)(59).
(أقول): فالمجاهدون والصابرون هم علي وفاطمة وأولادهما الطاهرون، فهم المصداق الأتم، والفرد الأكمل لهذه الآية الكريمة.
(فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنُتُم الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) محمد: 35.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: وقال الحسن بن الحسن:
(إذا أردت أن تعرفنا وبني أمية فاقرأ - سورة محمد (صلى الله عليه وآله) - (الذين كفروا) آية فينا وآية فيهم إلى آخر السورة)(60).
(أقول): فالأعلون هم أهل البيت، والله مع أهل البيت، ولن يتر الله أعمال أهل البيت (عليهم السلام).
سورة الفتح
وفيها آيتان:
(لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) الفتح: 25.روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن جعفر الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً).
قال: (إن لله ودائع مؤمنين من أصلاب قوم كافرين ومنافقين، وقائمنا لن يظهر حتى تخرج ودائع الله، فإذا خرجت ظهر فيقتل الكفار والمنافقين)(61).
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) الفتح: 29.
أخرج الحافظ الحاكم (الحسكاني الحنفي) عن تفسير فرات بن إبراهيم (بسنده المذكور) عن السدي عن ابن عباس في قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا..).
قال: نزلت في آل محمد (صلى الله عليه وآله)(62).
سورة ق
وفيها ثلاث آيات:
(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) ق: 24.أخرج أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي في كتاب (المسند) المعروف (بابن أخي تبوك) المتوفى عام (396) هجرية (بسنده المذكور) هناك عن شريك بن عبد الله، قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة، وابن شبرمة، وابن أبي ليلى، فقالوا له: يا أبا محمد إنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة وقد كنت تحدثت في (فضائل) علي بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى الله منها.
فقال (الأعمش): اسندوني، اسندوني، فأسند فقال: حدثنا أبي المتوكل الناجي، من أبي سعيد الخدري، قال: قال سول الله (صلى الله عليه وآله):
(إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما، وأدخلا في الجنة من أحبكما فذلك قوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد).
قال: فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا لا يجيء بشيء أشد من هذ(63).
وأخرج نحواً منه العالم السني صاحب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) - نقله عنه العلامة البحراني - بالسند المذكور عن ابن مسعود، وفي آخره:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا بن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي: أدخلا النار من شئتما، وذلك قوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد)، فالكفار من جحد نبوتي، والعنيد من عاند علياً وأهل بيته وشيعته)(64).
(وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) ق: 41 و42.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) عن (فرائد السمطين) للفقيه الشافعي قال: روى عن علي بن موسى الرضا (رضي الله عنه) في قول الله عز وجل: (يوم ينادي المنادي من مكان قريب)، و(يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج).
أي: (خروج ولدي القائم المهدي)(65).
سورة الذاريات
وفيها ثلاث آيات:
(كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الذاريات: 17 و18.روى الحافظ الحسكاني (الحنفي)، قال: (حدثنا) أبو بكر بن مؤمن (بإسناده المذكور) عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون).
قال: نزلت في علي بن أبي طالب، والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام)(66).
(أقول): حيث كانت الآية الأولى نزلت فيهم (عليهم السلام) فلابد أن تكون الثانية أيضاً فيهم، لأنها معطوفة على الأولى، وضمائرها ترجع إلى الأولى، وهي كالصفة بعد الصفة.
(فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) الذاريات: 23.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: عن إسحاق بن عبد الله، عن الإمام زين العابدين (رضي الله عنه) قال في قوله تعالى: (فورب السماء والأرض إنه لحق).
أي: (إن قيام قائمنا لحق (مثل ما أنكم تنطقون) )(67).
سورة الطور
وفيها ثماني آيات:
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * مَتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ) الطور: 17 - 20.
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا المنتصر بن نصر بواسط (بإسناده المذكور) عن مجاهد عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى: (إن المتقين).
قال: نزلت خاصة في علي وحمزة وجعفر وفاطمة.
يقول: إن المتقين في الدنيا (من) الشرك والفواحش والكبائر (في جنات) يعني: البساتين.
(ونعيم) في أبواب الجنان.
قال ابن عباس: لكل واحد منهم بستان في الجنة العليا، في وسط خيمة من لؤلؤة، في كل خيمة سرير من الذهب واللؤلؤ، على كل سرير سبعون فراش(68).
(أقول): إنما ذكرنا الآيات التالية أيضاً لكونها صفات لأصحاب الآية الأولى، وحيث كانت الأولى في أهل البيت (عليهم السلام) كانت الباقيات أيضاً في أهل البيت.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِيَّتُهُم بِإِيَمانٍ أَلْحَقنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئِ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ * وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسَاً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ) الطور: 21 – 24. روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله (بإسناده المذكور) عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم..).
قال: نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)(69).
وروى هو أيضاً قال: أبو النصر محمد بن مسعود بن محمد (بإسناده المذكور) عن ابن عمر قال: إنا إذا عددنا قلنا أبو بكر وعمر وعثمان، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن فعلي؟
قال ابن عمر: ويحك علي من أهل البيت لا يقاس بهم، علي مع رسول الله في درجته، إن الله يقول: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم) ففاطمة مع رسول الله في درجته وعلي معهم(70).
(أقول): هذه الأحاديث مكررة. ذكرت الآية الأولى فقط، لكنها مع تواليها مما ذكرناها كلها جملة واحدة، وحيث كان شأن نزول الأولى في أهل البيت (عليهم السلام)، كانت تواليها أيضاً نازلات في أهل البيت.
سورة القمر
وفيها آية واحدة
بسم الله الرحمن الرحيم(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) القمر: 1.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روى عن المفضل ابن عمر عن الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر).
قال: (الساعة قيام القائم قريب)(71).
(أقول): هذا من التأويل والباطن، الذي توفر وجوده في القرآن حتى استفاضت الأحاديث الشريفة على (أن للقرآن سبعة بطون) وهو الذي اعتبره (الإمام الغزالي) و(فخر الدين الرازي) و(الجصاص) وغيرهم - فيما مر في بعض السور السابقة شيء من كلماتهم - السبب (أو أحد الأسباب) لكون القرآن معجزاً يعجز الناس عن الإتيان بمثله.
سورة الرحمن
وفيها خمس آيات:
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) الرحمن: 19 - 22.روى (الفقيه الشافعي) جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في تفسيره قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى:
(مرج البحرين يلتقيان) قال: علي وفاطمة.
(بينهما برزخ لا يبغيان) قال: النبي (صلى الله عليه وآله).
(يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) قال: الحسن والحسين(72).
(يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسيِمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ) الرحمن: 41.
روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: روي عن معاوية ابن عمار عن الصادق (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام)، قال:
(إذا قام قائمنا يعرف أعداءنا بسيماهم فيأخذ بنواصيهم وأقدامهم يخبطهم هو وأصحابه بالسيف خبطاً)(73).
المصادر :
1- ينابيع المودة: ص511.
2- ينابيع المودة: ص98.
3- ينابيع المودة: ص512.
4- الدر المنثور: ج5 ص240.
5- غاية المرام: ص259.
6- غاية المرام: ص382.
7- ينابيع المودة: ص509.
8- ينابيع المودة: ص512.
9- شواهد التنزيل: ج2: ص116.
10- الكتاب المذكور: ص109.
11- ينابيع المودة: ص695.
12- غاية المرام: ص692.
13- ينابيع المودة: ص485.
14- فضائل الخمسة: ج2 ص78.
15- شواهد التنزيل: ج2 ص379.
16- ينابيع المودة: ص512.
17- ينابيع المودة: ص514.
18- ينابيع المودة: ص514.
19- تفسير القرآن العظيم: ج3، عند تفسير سورة الشورى.
20- تفسير الجلالين، عند تفسير سورة الشورى.
21- في ظلال القرآن: ج7، عند تفسير سورة الشورى.
22- غاية المرام: ص306.
23- المصدر نفسه.
24- تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن: ج4 ص94.
25- ينابيع المودة: 368.
26- الفصول المهمة: المقدمة.
27- فرائد السمطين: ج1، الباب الثاني.
28- الكتاب المذكور: ص28.
29- المقتل للخوارزمي: ج1 ص27 والمناقب للخوارزمي: ص39.
30- تفسير الكلبي: ج4 ص35.
31- مجمع الزوائد: ج7 ص103.
32- نور الأبصار: ص101.
33- ذخائر العقبى: ص25.
34- الدر المنثور، في تفسير سورة الشورى.
35- تفسير الفخر الرازي، عند تفسير سورة الشورى.
36- جامع البيان: ج25 ص16.
37- كنز العمال: ج1 ص218.
38- حلية الأولياء: ج3 ص201.
39- الصواعق المحرقة: ص101.
40- ينابيع المودة.
41- ينابيع المودة: ص358.
42- الدر المنثور: ج6 ص21.
43- المصدر نفسه.
44- ينابيع المودة: ص470، إسعاف الراغبين (في حاشية نور الأبصار): ص140.
45- ينابيع المودة: ص513.
46- تفسير الدر المنثور: ج5 ص116.
47- شواهد التنزيل: ج1 ص217.
48- شواهد التنزيل: ج2 ص170.
49- شواهد التنزيل: ج2 ص171-172.
50- تفسير (الدر المنثور): ج6 ص46.
51- شواهد التنزيل: ج2 ص171.
52- شواهد التنزيل: ج2: ص174.
53- شواهد التنزيل: 2: ص172.
54- تفسير الدر المنثور: ج6 ص46.
55- شواهد التنزيل: ج2 ص172.
56- تفسير روح المعاني، عند تفسير هذه السورة.
57- ينابيع المودة: ص514.
58- شواهد التنزيل: ج2 ص176 - 177.
59- شواهد التنزيل: ج2 ص171.
60- شواهد التنزيل: ج2 ص172.
61- ينابيع المودة: ص514.
62- شواهد التنزيل: ج1 ص413.
63- اثنان وثلاثون حديثاً من كتاب (المسند) المطبوع في آخر المناقب لابن المغازلي: ص427.
64- غاية المرام: ص390.
65- ينابيع المودة: ص321.
66- شواهد التنزيل: ج2 ص195.
67- ينابيع المودة: ص511.
68- شواهد التنزيل: ج2 ص196.
69- شواهد التنزيل: ج2 ص197.
70- شواهد التنزيل: ج2 ص197 - 198.
71- ينابيع المودة: ص514.
72- تفسير الدر المنثور: ج6 ص142.
73- ينابيع المودة: ص514.
/ج