فضائل علي من طريق أهل البيت (عليهم السلام)

روي عن ابن عباس قال سأل رجل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)عن عمل يدخل به الجنة قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)صل المكتوبات و صم شهر رمضان و اغتسل من الجنابة و أحب عليا (عليه السلام)و ادخل الجنة من
Wednesday, November 18, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
فضائل علي من طريق أهل البيت (عليهم السلام)
فضائل علي من طريق أهل البيت (عليهم السلام)

 






 

روي عن ابن عباس قال سأل رجل رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)عن عمل يدخل به الجنة قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)صل المكتوبات و صم شهر رمضان و اغتسل من الجنابة و أحب عليا (عليه السلام)و ادخل الجنة من أي باب شئت فو الذي بعثني بالحق لو صليت ألف عام و صمت ألف عام و حججت ألف حجة و غزوت ألف غزوة و أعتقت ألف رقبة و قرأت التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و لقيت الأنبياء كلهم و عبدت الله تعالى مع كل نبي ألف عام و جاهدت معهم ألف غزوة و حججت مع كل نبي ألف حجة ثم مت و لم يكن في قلبك حب علي (عليه السلام)و أولاده أدخلك الله النار مع المنافقين.
ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب قولي في علي (عليه السلام)فإني لم أقل في علي إلا بأمر جبرائيل و جبرائيل لا يخبرني إلا عن الله عز و جل و إن جبرائيل لم يتخذ أخا في الدنيا إلا عليا ألا من شاء فليحب و من شاء فليبغض فإن الله سبحانه حتم على نفسه أن لا يخرج مبغض علي بن أبي طالب من النار أبدا .
و روي عن الصادق (عليه السلام)يقول من أحبنا لله و أحب محبينا لا لغرض دنيا يصيبه منه و عادى عدونا لا لأحنة كانت بينه و بينه ثم جاءه يوم القيامة و عليه من الذنوب مثل رمل عالج و زبد البحر غفر الله تعالى له .
و عنه (عليه السلام)أن الله تعالى ضمن للمؤمنين ضمانا قال قلت و ما هو قال ضمن له إن أقر لله بالربوبية و لمحمد (صلی الله عليه وآله وسلم)بالنبوة و لعلي (عليه السلام)بالإمامة و أدى ما افترض عليه أن يسكنه في جواره قال قلت هذه و الله هي الكرامة التي لا تشبهها كرامة الآدميين ثم قال أبو عبد الله ع اعملوا قليلا تنعموا كثيرا و بإسناده عن الرضا علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)حبنا أهل البيت يكفر الذنوب و يضاعف الحسنات و إن الله تعالى ليتحمل عن محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد إلا من كان منهم فيها على إصرار و ظلم للمؤمنين فيقول للسيئات كوني حسنات .
و روي عن الحسن بن علي (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي يوم القيامة و هو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا و الذي نفسي بيده لا ينفع عبد عمله إلا بمعرفتنا و أداء حقنا .
و روي بإسناده إلى ابن عباس قال سمعت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)يقول أعطاني الله خمسا و أعطى عليا خمسا أعطاني جوامع الكلم و أعطى عليا جوامع العلم و جعلني نبيا و جعل عليا وصيا و أعطاني الكوثر و أعطى عليا السلسبيل و أعطاني الوحي و أعطى عليا الإلهام و أسرى بي إليه و فتح له أبواب السماء حتى رأى ما رأيت و نظر إلى ما نظرت إليه.
ثم قال (صلی الله عليه وآله وسلم)يا ابن عباس من خالف عليا فلا تكونن له ظهيرا و لا وليا فو الذي بعثني بالحق نبيا ما يخالفه أحد إلا غير الله ما به من نعمة و شوه خلقه قبل إدخاله النار.
ثم قال (صلی الله عليه وآله وسلم)يا ابن عباس لا تشك في علي فإن الشك فيه كفر يخرج عن الإيمان و يوجب الخلود في النار .
و روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال فأمسك عني عشرا لا يجيبني ثم قال يا جابر أ لا أخبرك عما سألتني فقلت بأبي أنت و أمي يا رسول الله لقد سكت عني فظننت أنك وجدت علي فقال ما وجدت عليك يا جابر و لكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء فأتاني جبرائيل فقال يا محمد إن ربك يقول لك إن علي بن أبي طالب وصيك و خليفتك على أهلك و أمتك و أمينك و الذائد عن حوضك و هو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنة فقلت يا نبي الله إن رأيت من لا يؤمن بهذا أقتله قال نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلا ليتابع عليه فمن تابعه كان معي غدا و من خالفه لم يرد علي الحوض أبدا و روى أبو ذر قال رأيت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و قد ضرب كتف علي (عليه السلام)بيده و قال يا علي من أحبنا فهو العربي و من أبغضنا فهو العلج فشيعتنا أهل البيوتات و المعادن و الشرف و من كان مولده صحيحا و ما على ملة إبراهيم إلا نحن و شيعتنا و سائر الناس منها براء و إن الله تعالى و ملائكته يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان .
و روي عن الصادق (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)لما أسري بي إلى السماء و انتهيت إلى سدرة المنتهى نوديت يا محمد استوص بعلي خيرا فإنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين .
و عن الباقر (عليه السلام)قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام)على منبر الكوفة أيها الناس إنه كان لي من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)عشر خصال إحداهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس قال لي رسول الله يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة و أنت أقرب الخلائق إلي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار و منزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الإخوان في الله عز و جل و أنت الوارث مني و أنت الوصي من بعدي في عدتي و أسرتي و أنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي و أنت الإمام لأمتي و القائم بالقسط في رعيتي وليك وليي و وليي ولي الله و عدوك عدوي و عدوي عدو الله .
و عن زيد بن علي عن أبيه عن آبائه (عليه السلام)قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)يا علي إن الله أمرني أن أتخذك أخا و وصيا فأنت أخي و وصيي و خليفتي على أهلي في حياتي و بعد موتي من تبعك فقد تبعني و من تخلف عنك فقد تخلف عني و من كفر بك فقد كفر بي و من ظلمك فقد ظلمني يا علي أنت مني و أنا منك يا علي لو لا أنت ما قاتل أهل النهر أحد قال فقلت له يا رسول الله و من أهل النهر قال قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرماية و قال الصادق (عليه السلام)ما جاء عن علي بن أبي طالب يؤخذ به و ما نهى عنه ينتهى عنه جرى له من الفضائل ما جرى لرسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و لرسوله الفضل على جميع ما خلق الله العائب على أمير المؤمنين في شيء كالعائب على الله و على رسوله و الراد عليه في صغير و كبير على حد الشرك بالله كان أمير المؤمنين (عليه السلام)باب الله الذي لا يؤتى إلا منه و سبيله الذي من تمسك بغيره هلك و كذلك جرى حكم الأئمة (عليه السلام)بعده واحدا بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض و هم الحجة البالغة على من فوق الأرض و من تحت الثرى أ ما علمت أن أمير المؤمنين (عليه السلام)كان يقول أنا قسيم الله بين الجنة و النار و الفاروق الأكبر و أنا صاحب العصا و الميسم و لقد أقر لي جميع الملائكة و الروح مثل ما أقر لمحمد (صلی الله عليه وآله وسلم)و لقد حملت مثل حمولة محمد و هي حمولة الرب سبحانه و أن محمدا يدعى فيكسأ و يستنطق فينطق و أدعى فأكسأ و أستنطق فأنطق و لقد أعطيت خصالا لم يعطها أحد قبلي علمت المنايا و البلايا و القضايا و الأنساب و فصل الخطاب و لقد نظرت في الملكوت بإذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي و لا ما يأتي بعدي و إن بولايتي أكمل الله لهذه الأمة دينها .
و روي عن الباقر (عليه السلام)قال أحب حبيب آل محمد و إن كان فاسقا جانيا و أبغض مبغض آل محمد و إن كان صواما قواما فإني سمعت عن رسول الله أنه قال إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ثم التفت إلى علي فقال هم و الله أنت و شيعتك يا علي و ميعادك و ميعادهم الحوض غدا غرا محجلين مخلدين مكحلين متوجين فقال أبو جعفر (عليه السلام)هكذا هو عيانا في كتاب علي (عليه السلام).
و عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم و ما كان لنا فهو لهم ثم قرأ أبو عبد الله إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ .
و عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال إن الله جعل عليا بينه و بين خلقه ليس بينهم علم غيره فمن أقر بولايته كان مؤمنا و من جحدها كان كافرا و من جهله كان ضالا و من نصب معه كان مشركا و من جاء بولايته دخل الجنة و من أنكرها دخل النار .
و روي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)قال سمعت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)يقول إذا حشر الناس يوم القيامة نادى مناد يا رسول الله إن الله جل اسمه أمكنك من المجازاة لمحبيك و محبي أهل بيتك الموالين لهم فيك فكافهم بما شئت فأقول
يا رب الجنة فأنادي بوئهم منها حيث شئت فذلك المقام المحمود الذي وعدت به .
و عن الصادق (عليه السلام)قال شيعتنا جزء منا خلقوا من فضل طينتنا يسوؤهم ما يسوؤنا و يسرهم ما يسرنا فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فإنهم الباب الذي يوصل منه إلينا .
و عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)أول من اتخذ علي بن أبي طالب أخا من أهل السماء حملة العرش ثم جبرائيل ثم ميكائيل ثم رضوان خازن الجنان ثم ملك الموت و إن ملك الموت يترحم على محبي علي بن أبي طالب كما يترحم على الأنبياء و لو أن عبدا عبد الله ألف عام من بعد ألف عام بين الركن و المقام ثم لقي الله مبغضا لعلي لأكبه الله يوم القيامة على منخريه في النار و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)من صافح عليا فكأنما صافحني و من صافحني فكأنما صافح أركان العرش و من عانقه فكأنما عانق الأنبياء كلهم و من صافح محبا لعلي (عليه السلام)غفر الله له و أدخله الجنة بغير حساب .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد نبي الرحمة و علي مقيم الحجة فمن عرف حق علي زكا و طاب و من أنكر حقه لعن و خاب .
و في الحديث القدسي قال أقسمت بعزتي و جلالي أن أدخل الجنة من أطاعه و إن عصاني و أقسمت بعزتي و جلالي أن أدخل النار من عصاه و إن أطاعني .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)إذا كان يوم القيامة ينادون علي بن أبي طالب بسبعة أسماء يا صديق يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتى يا علي ادخل أنت و شيعتك الجنة بغير حساب .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)إذا كان يوم القيامة أقام الله عز و جل جبرائيل (عليه السلام)و محمدا (صلی الله عليه وآله وسلم)على الصراط لا يجوز أحد إلا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب (عليه السلام)و قال ابن عباس قال قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)يحشر الشاك في علي من قبره
و في عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعلة على كل شعلة منها شيطان يلطم وجهه حتى يوقف موقف الحساب .
و قال علي (عليه السلام)تفترق هذه الأمة على ثلاث و سبعين فرقة اثنتان و سبعون فرقة في النار و واحد في الجنة و هم الذين قال الله عز و جل وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ أنا و شيعتي .
و قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)يقول الله تعالى لي و لعلي بن أبي طالب أدخلا الجنة من أحبكما و أدخلا النار من أبغضكما و ذلك قوله تعالى أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّار عَنِيد .
و قال رسول الله يا علي إن الله عز و جل قال غفر لك و لشيعتك و محبي شيعتك و محبي محبي شيعتك أبشر فإنك الأنزع البطين منزوع من الشرك بطين من العلم .
و بإسناده عن النبي أنه قال يا علي خلقني الله و أنت من نوره حين خلق آدم (عليه السلام)فأفرغ ذلك النور في صلبه فأفضى به إلى عبد المطلب ثم افترقا من عبد المطلب أنا في عبد الله و أنت في أبي طالب لا تصلح النبوة إلا لي و لا تصلح الوصية إلا لك فمن جحد وصيتك فقد جحد نبوتي و من جحد نبوتي أكبه الله على منخريه في النار .
و بإسناده قال دخل سماعة بن مهران على الصادق (عليه السلام)فقال له يا سماعة من أشر الناس فقال نحن يا ابن رسول الله قال فغضب حتى احمرت وجنتاه ثم استوى جالسا و كان متكئا فقال يا سماعة من أشر الناس عند الناس فقلت و الله ما كذبتك يا ابن رسول الله نحن شر الناس عند الناس لأنهم يسموننا كفارا و رافضة فنظر إلي ثم قال كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة و سيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار يا ابن مهران إنه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا و نشفع فيه فنشفع و الله لا يدخل النار منكم عشرة رجال و الله لا يدخل النار منكم خمسة رجال و الله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال و الله لا يدخل النار منكم رجل واحد فتنافسوا في الدرجات و أكمدوا عدوكم بالورع .
و روي عن أبي المفضل بإسناده عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أن عليا (عليه السلام)و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة على قول واحد و أبى رجل منهم قتل ذلك الرجل فإن توافق أربعة و أبى اثنان قتل الاثنان فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب (عليه السلام)إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه و إن يكن باطلا فأنكروه قالوا قد قال أنشدكم الله أو قال أسألكم بالله الذي يعلم سرائركم و يعلم صدقكم إن صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم قال هل فيكم أحد آمن قبلي بالله و رسوله و صلى القبلتين قبلي قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد من يقول الله عز و جل فيه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ سواي قالوا لا قال فهل فيكم أحد نصر أبوه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و كفله غير أبي قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد وحد الله قبلي و لم يشرك بالله شيئا قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد عمه حمزة سيد الشهداء غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد زوجته سيدة نساء أهل الجنة غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد ابناه سيدا شباب أهل الجنة غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد أعلم بناسخ القرآن و منسوخه و السنة مني قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد سماه الله عز و جل في عشر آيات من القرآن مؤمنا غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد ناجى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)عشر مرات يقدم بين يدي نجواه صدقة غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فليبلغ الشاهد الغائب ذلك غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله كرارا غير فرار لا يولي الدبر يفتح الله على يديه و ذلك حيث رجع أبو بكر و عمر منهزمين فدعاني و أنا أرمد فتفل في عيني و قال اللهم أذهب عنه الحر و البرد و ما وجدت بعدها حرا و لا بردا يؤذياني ثم أعطاني الراية فخرجت بها ففتح الله على يدي خيبر فقتلت مقاتلهم و فيهم مرح و سبيت ذراريهم فهل كان ذلك غيري قالوا اللهم لا قال فهل يكون فيكم أحد قال له رسول الله اللهم ائتني بأحب الخلق إليك و إلي أشدهم لي و لك حبا يأكل معي من هذا الطير فأتيت و أكلت معه غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد قال فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن عليكم رجلا نفسه كنفسي و طاعته كطاعتي و معصيته كمعصيتي يعصاكم أو يقطعكم بالسيف غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد قال فيه رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد من سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة و فيهم جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل ليلة القليب لما جئت بالماء إلى رسول الله غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد قال له جبرائيل (عليه السلام)هذه هي المواساة و ذلك يوم أحد فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و ما يمنعه من ذلك إنه مني و أنا منه فقال جبرائيل و أنا منكما غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد نودي به من السماء لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم من يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين على لسان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)إني قاتلت على تنزيل القرآن و ستقاتل أنت يا علي على تأويله غيري قالوا اللهم لا قال فهل فيكم أحد غسل رسول الله و ما اتبعتموهما و استمسكتم بهما قالوا لا قال فهل فيكم أحد وقى رسول الله بنفسه و رد به مكر المشركين و اضطجع في مضجعه و شرى بذلك من الله نفسه غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد آخاه حيث آخى رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)بين الصحابة و كان لم يكن له أخ غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد ذكره الله عز و جل بما ذكرني إذ قال وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ غيري فهل سبقني أحد إلى الله و رسوله قالوا لا قال فهل فيكم أحد آتى الزكاة و هو راكع فنزلت فيه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد برز لعمرو بن عبد ود حيث عبر خندقكم و دعا جمعكم إلى البراز فنكصتم عنه و خرجت إليه فقتلته و فت الله بذلك في أعضاد المشركين و الأحزاب غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد ترك رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)بابه مفتوحا في المسجد يحل له ما يحل لرسول الله و يحرم عليه ما يحرم على رسول الله فيه غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث قال إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً غيري و غير زوجتي و ابني قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله ما سألت الله عز و جل شيئا إلا سألت لك مثله غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قضى دين رسول الله و أنجز عداته غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد ناول رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)قبضة من تراب من تحت قدميه فرمى به في وجوه الكفار فانهزموا غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد اشتاقت الملائكة إلى رؤيته فاستأذنت الله في زيارته غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد ورث سلاح رسول الله و دوابه غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد استخلفه رسول الله في أهله فجعل أمر أزواجه إليه من بعده غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد حمله رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)على كتفه حتى كسر الأصنام التي كانت على الكعبة غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد اضطجع هو و رسول الله في لحاف واحد إذ كفلني غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد كان صاحب رسول الله في المواطن كلها غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله أنت صاحب رايتي و لوائي في الدنيا و الآخرة غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد كان أول وارد على رسول الله و آخر خارج من عنده لا يحجب عنه غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد نزلت فيه و في زوجته و ولديه وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إلى سائر ما قص الله من ذكرنا في هذه السورة غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْ آخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد نزل الله تعالى فيه أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ عند الله إلى آخر ما قص الله تعالى من خبر المؤمنين غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد أنزل الله فيه و في زوجته و ولديه آية المباهلة و جعل الله عز و جل نفسه نفس رسول الله غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ لما وقيت رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)ليلة الفراش غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد سقى رسول الله من المهراس لما اشتد ظمؤه و أحجم عن ذلك أصحابه غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) اللهم إني أقول كما قال عبدك موسى رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي إلى آخر دعوة موسى إلى النبوة غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد أدنى الخلائق برسول الله يوم القيامة و أقرب إليه مني كما أخبركم بذلك (صلی الله عليه وآله وسلم)غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله أنت و شيعتك هم الفائزون تردون يوم القيامة رواء مرويين و يرد أعداؤكم ظم آء مقمحين غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) من أحب هذه الشعرات فقد أحبني و من أحبني فقد أحب الله تعالى و من أبغضها و آذاها فقد أبغضني و آذاني و من آذاني فقد آذى الله تعالى لعنه الله و أعد له جهنم و ساءت مصيرا فقال له الأصحاب و ما شعراتك هذه يا رسول الله قال علي و فاطمة و الحسن و الحسين غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين و أنت الصديق الأكبر و أنت الفاروق الأعظم الذي يفرق به الحق و الباطل غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد طرح عليه رسول الله ثوبه و أنا تحت الثوب و فاطمة و الحسن و الحسين ثم قال اللهم أنا و أهل بيتي هؤلاء إليك لا إلى النار غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)بالجحفة بالشجرات من خم من أطاعك فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع الله و من عصاك فقد عصاني و من عصاني فقد عصى الله تعالى غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد كان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) بينه و بين زوجته و جلس بين رسول الله و زوجته و قال له رسول الله لا ستر دونك يا علي غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد احتمل باب خيبر يوم فتحت حصنها ثم مشى به ساعة ثم ألقاه فعالجه بعد ذلك أربعون رجلا فلم ينقلوه من الأرض غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله أنت معي في قصري و منزلك تجاه منزلي في الجنة غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله أنت أولى الناس بأمتي من بعدي والى الله من والاك و عادى الله من عاداك و قاتل الله من قاتلك بعدي قالوا لا قال فهل فيكم أحد صلى مع رسول الله قبل الناس سبع سنين و أشهر غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)إنك عن يمين العرش يا علي يكسوك الله عز و جل بردين أحدهما أحمر و الآخر أخضر غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد أطعمه رسول الله من فاكهة الجنة لما هبط بها جبرائيل (علیه السلام) و قال لا ينبغي أن يأكله في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله أنت أقومهم بأمر الله و أوفاهم بعهد الله و أعلمهم بالقضية و أقسمهم بالسوية و أرأفهم بالرعية غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال له رسول الله أنت قسيم النار تخرج منها من آمن و أقر و تدع فيها من كفر و اغتر غيري قالوا لا قال فهل فيكم أحد قال للعين انفجري و قد غاضت فانفجرت فشرب منها و أقبل رسول الله و المسلمون معه فشرب و شربوا و شربت خيولهم و ملئوا رواياهم غيري قالوا لا.
قال فهل أحد أعطاه رسول الله حنوطا من حنوط الجنة فقال اقسم هذا ثلاثا ثلثا حنطني به و ثلثا لابنتي و ثلثا لك غيري قالوا لا قال فما زال يناشدهم و يذكر لهم ما أكرمه الله تعالى و أنعم عليه به حتى قام قائم الظهيرة و دنت الصلاة ثم أقبل عليهم فقال لهم فإذا أقررتم على أنفسكم و بان لكم من سببي الذي ذكرت لكم فعليكم بتقوى الله وحده و أنهاكم عن سخط الله فلا تعرضوا له و لا تضيعوا أمري و ردوا الحق إلى أهله و اتبعوا سنة نبيكم (صلی الله عليه وآله وسلم)و سنتي من بعده و إنكم إن خالفتموني خالفتم نبيكم فقد سمع ذلك منه جميعكم و سلموها إلى من هو لها أهل و هي له أهل أما و الله ما أنا بالراغب في دنياكم و لا قلت ما قلت لكم افتخارا و لا تزكية لنفسي و لكن حدثت بنعمة ربي و أخذت عليكم الحجة.
ثم نهض إلى الصلاة فت آمر القوم فيما بينهم و تشاوروا قد فضل الله علي بن أبي طالب (عليه السلام)بما ذكر لكم و لكنه رجل لا يفضل أحدا على أحد و يجعلكم و مواليكم سواء و إن وليتموه إياه ساوى بين أسودكم و أبيضكم و وضع السيف على عاتقه و لكن ولوها عثمان فهو أقدمكم ميلادا و ألينكم عريكة و أجدر أن يتبع بسيرتكم و الله رءوف رحيم .
و روي عن الصادق (عليه السلام)أن أبا بكر لقي أمير المؤمنين (عليه السلام)في سكة من سكك بني النجار فسلم عليه و صافحه و قال له يا أبا الحسن أ في نفسك شيء من استخلاف الناس إياي و ما كان من يوم السقيفة و كراهيتك للبيعة و الله ما كان ذلك من إرادتي إلا أن المسلمين أجمعوا على أمر لم يكن لي أن أخالفهم فيه لأن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)قال لا تجتمع أمتي على الضلال فقال له أمير المؤمنين يا أبا بكر أمته الذين أطاعوه من بعده و في عهده و أخذوا بهذا وافوا بما عاهدوا الله عليه و لم يغيروا و لم يبدلوا قال له أبو بكر و الله يا علي لو شهد عندي الساعة من أثق به أنك أحق بهذا الأمر سلمته إليك رضي من رضي و سخط من سخط فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام)يا أبا بكر هل تعلم أحدا أوثق من رسول الله و قد أخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن و على جماعة منكم و فيهم عمر و عثمان في يوم الدار و في بيعه الرضوان تحت الشجرة يوم جلوسه في بيت أم سلمة و في يوم الغدير بعد رجوعه من حجة الوداع فقلتم بأجمعكم سمعنا و أطعنا لله و لرسوله فقال لكم الله و رسوله عليكم من الشاهدين فقلتم بأجمعكم الله و رسوله علينا من الشاهدين فقال لكم فليشهد بعضكم على بعض و ليبلغ شاهدكم غائبكم و من سمع منكم فليسمع من لم يسمع فقلتم نعم يا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) و قمتم بأجمعكم تهنون رسول الله و تهنوني بكرامة الله لنا فدنا عمر و ضرب على كتفي و قال بحضرتكم بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى المؤمنين فقال أبوبكر ذكرتني أمرا يا أبا الحسن لو يكون رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) شاهدا فأسمعه منه فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام)و رسوله عليك من الشاهدين يا أبا بكر إن رأيت رسول الله حيا يقول لك إنك ظالم في أخذ حقي الذي جعله الله و رسوله لي دونك و دون المسلمين أن تسلم هذا الأمر إلي و تخلع نفسك منه فقال أبو بكر يا أبا الحسن و هذا يكون إن أرى رسول الله حيا بعد موته فيقول لي ذلك فقال له أمير المؤمنين نعم يا أبا بكر قال فأرني إن كان ذلك حقا فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام)و الله و رسوله عليك من الشاهدين إنك تفي بما قلت قال أبو بكر نعم فضرب أمير المؤمنين على يده و قال تسعى معي نحو مسجد قبا فلما ورده تقدم أمير المؤمنين فدخل المسجد و أبو بكر من ورائه فإذا هو برسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) جالس في قبلة المسجد فلما رآه أبو بكر سقط لوجهه كالمغشي عليه فناداه رسول الله ارفع رأسك أيها الضليل المفتون فرفع أبو بكر رأسه و قال لبيك يا رسول الله أحياة بعد الموت يا رسول الله فقال ويلك يا أبا بكر إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير قال فسكت أبو بكر و شخصت عيناه نحو رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)فقال ويلك يا أبا بكر أ نسيت ما عهدت الله و رسوله عليه في المواطن الأربع لعلي (عليه السلام)فقال ما نسيتها يا رسول الله فقال ما بالك اليوم تناشد عليا فيها و يذكرك فتقول نسيت و قص عليه رسول الله ما جرى بينه و بين علي بن أبي طالب إلى آخر فما نقص منه كلمة و ما زاد فيه كلمة فقال أبو بكر يا رسول الله فهل من توبة و هل يعفو الله عني إذا سلمت هذا الأمر إلى أمير المؤمنين قال نعم يا أبا بكر و أنا الضامن لك على الله ذلك إن وفيت قال و غاب رسول الله عنهما قال فتشبث أبو بكر بعلي و قال الله الله في يا علي سر معي إلى منبر رسول الله حتى أعلو المنبر و أقص على الناس ما شاهدت و رأيت من أمر رسول الله و ما قال لي و ما قلت له و أمرني به و أخلع نفسي من هذا الأمر و أسلمه إليك فقال له أمير المؤمنين أنا معك إن تركك شيطانك فقال أبو بكر إن لم يتركني تركته و عصيته فقال أمير المؤمنين إذا تطيعه و لا تعصيه و إنما رأيت ما رأيت لتأكيد الحجة عليك و أخذ بيده و خرجا من مسجد قبا يريدان مسجد رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و أبو بكر يخفق بعضه بعضا و يتلون ألوانا و الناس ينظرون إليه و لا يدرون ما الذي كان حتى لقيه عمر بن الخطاب فقال له يا خليفة رسول الله ما شأنك و ما الذي دهاك فقال أبو بكر خل عني يا عمر فو الله لا سمعت لك قولا فقال له عمر و أين تريد يا خليفة رسول الله فقال أبو بكر أريد المسجد و المنبر فقال ليس هذا وقت صلاة و منبر فقال خل عني فلا حاجة لي في كلامك فقال عمر يا خليفة الله أ فلا تدخل قبل المسجد منزلك فتسبغ الوضوء قال بلى.
ثم التفت أبو بكر إلى علي (عليه السلام)و قال له يا أبا الحسن تجلس إلى جانب المنبر حتى أخرج إليك فتبسم أمير المؤمنين ثم قال يا أبا بكر قد قلت إن شيطانك لا يدعك أو يرديك و مضى أمير المؤمنين فجلس بجانب المنبر.
و دخل أبو بكر منزله و عمر معه فقال له يا خليفة رسول الله ص لم لا تنبئني أمرك و تحدثني بما دهاك به علي بن أبي طالب فقال أبو بكر ويحك يا عمر يرجع رسول الله بعد موته حيا فيخاطبني في ظلمي لعلي و برد حقه عليه و خلع نفسي من هذا الأمر فقال له عمر قص علي قصتك من أولها إلى آخرها فقال له أبو بكر ويحك يا عمر و الله لقد قال لي علي إنك لا تدعني أخرج من هذه المظلمة و إنك شيطاني فدعني فلم يزل يرقبه إلى أن حدثه بحديثه كله فقال له بالله يا أبا بكر أ نسيت شعرك في أول شهر رمضان فرض الله علينا صيامه حيث جاءك حذيفة بن اليمان و سهل بن حنيف و نعمان الأزدي و خزيمة بن ثابت في يوم جمعة دارك ليتقاضونك دينا عليك فلما انتهوا إلى باب الدار سمعوا لك صلصلة في الدار فوقفوا بالباب و لم يستأذنوا عليك فسمعوا أم بكر زوجتك تناشدك و تقول قد عمل حر الشمس بين كتفيك قم إلى داخل البيت و ابعد عن الباب لئلا يسمعك أصحاب محمد (صلی الله عليه وآله وسلم)فيهدروا دمك فقد علمت أن محمدا قد أهدر دم من أفطر يوما من شهر رمضان من غير سفر و لا مرض خلافا على الله و على رسوله محمد فقلت لها هات لا أم لك فضل طعامي من الليل و اترعي الكأس من الخمر و حذيفة و من معه بالباب يسمعون محاورتكما إلى أن انتهيت في شعرك فجاءت بصحفة فيها طعام من الليل و قعب مملوء خمرا فأكلت من الصحفة و كرعت من الخمر في ضحى النهار و قلت لزوجتك هذا الشعر :
ذريني أصطبح يا أم بكر *** فإن الموت نقب عن هشام
يقول لنا ابن كبشة سوف نحيا *** و كيف حياة أشلاء و هام
و لكن باطل قد قال هذا *** و إنه من زخاريف الكلام
ألا هل مبلغ الرحمن عني *** بأني تارك شهر الصيام
و تارك كلما أوحى إلينا *** محمد من أساطير الكلام
فقل لله يمنعني شرابي *** و قل لله يمنعني طعامي
و لكن الحكيم رأى حميرا *** فألجمها فتاهت في اللجام
فلما سمعك حذيفة و من معه تهجو محمدا قحموا عليك في دارك فوجدوك و قعب الخمر في يدك و أنت تكرعها فقالوا لك يا عدو الله خالفت الله و رسوله و حملوك كهيئتك إلى مجمع الناس بباب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)و قصوا عليه قصتك و عادوا شعرك فدنوت منك و شاورتك و قلت لك في ضجيج الناس قل إني شربت الخمر ليلا فثملت فزال عقلي فأتيت ما أتيته نهارا و لا علم لي بذلك فعسى أن يدرأ عنك الحد و خرج محمد (صلی الله عليه وآله وسلم)فنظر إليك فقال استيقظوه فقلت رأيناه و هو ثمل يا رسول الله لا يعقل فقال ويحك الخمر يزيل العقل تعلمون هذا من أنفسكم فأنتم تشربونها فقلنا نعم يا رسول الله و قد قال فيها إمرؤ القيس شعرا :
شربت الخمر حتى زال عقلي *** كذاك الخمر يفعل بالعقول
ثم قال محمد أنظروه إلى إفاقته من سكرته فأمهلوك حتى أريتهم أنك قد صحوت فسألك محمد فأخبرته بما أوعزته إليك من شربك لها بالليل فما بالك اليوم تؤمن بمحمد و بما جاء به و هو عندنا ساحر كذاب فقال ويلك يا أبا حفص لا شك عندي فيما قصصته علي فاخرج إلى علي بن أبي طالب فاصرفه عن المنبرقال و كان بلال مؤذن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)يؤذن بالصلاة في كل وقت صلاة فإن قدر على الخروج تحامل و خرج و صلى بالناس و إن هو لم يقدر على الخروج أمر علي بن أبي طالب فصلى بالناس و كان علي (عليه السلام)و الفضل بن العباس لا يزايلانه في مرضه ذلك فلما أصبح رسول الله من ليلته تلك التي قدم فيها القوم الذين كانوا تحت يدي أسامة أذن بلال ثم أتاه يخبره كعادته فوجد قد ثقل فمنع من الدخول إليه فأمرت عائشة صهيبا أن يمضي إلى أبيها فيعلمه أن رسول الله قد ثقل و ليس يطيق النهوض إلى المسجد و علي بن أبي طالب قد شغل به و بمشاهدته عن الصلاة بالناس فاخرج أنت إلى المسجد و صل بالناس فإنها حالة تهيئك و حجة لك بعد اليوم .
قال و لم يشعر الناس و هم في المسجد ينتظرون رسول الله أو عليا (عليه السلام)يصلي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه إذ دخل أبو بكر المسجد و قال إن رسول الله قد ثقل و قد أمرني أن أصلي بالناس فقال له رجل من أصحاب رسول الله و أنى لك ذلك و أنت في جيش أسامة لا و الله ما أعلم أحدا بعث إليك و لا أمرك بالصلاة .
ثم نادى الناس بلالا فقال على رسلكم رحمكم الله لأستأذن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)في ذلك ثم أسرع حتى أتى الباب فدقه دقا شديدا فسمعه رسول الله فقال ما هذا الدق العنيف فانظروا ما هو قال فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذا ببلال فقال ما وراءك يا بلال فقال إن أبا بكر دخل المسجد و تقدم حتى وقف في مقام رسول الله و زعم أن رسول الله أمره بذلك فقال أ و ليس أبو بكر مع أسامة في الجيش هذا و الله هو الشر العظيم الذي طرق البارحة المدينة لقد أخبرنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)بذلك.
و دخل الفضل و أدخل بلالا معه فقال ما وراءك يا بلال و أخبر رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)الخبر فقال أقيموني أخرجوني إلى المسجد و الذي نفسي بيده قد نزلت بالإسلام نازلة و فتنة عظيمة من الفتن ثم خرج (صلی الله عليه وآله وسلم)معصوب الرأس يتهادى بين علي (عليه السلام)و الفضل بن عباس و رجلاه تجران في الأرض حتى دخل المسجد و أبو بكر قائم في مقام رسول الله و قد طاف به عمر و أبو عبيدة و سالم و صهيب و النفر الذين دخلوا و أكثر الناس قد وقفوا عن الصلاة ينتظرون ما يأتي به بلال فلما رأى الناس رسول الله قد دخل المسجد و هو بتلك الحالة العظيمة من المرض أعظموا ذلك و تقدم رسول الله فجذب أبا بكر من ردائه فنحاه عن المحراب و أقبل أبو بكر و النفر الذين كانوا معه فتواروا خلف رسول الله و أقبل الناس فصلوا خلف رسول الله و هو جالس و بلال يسمع الناس التكبير حتى قضى صلاته ثم التفت فلم ير أبا بكر فقال أيها الناس لا تعجبون من ابن أبي قحافة و أصحابه الذين أنفذتهم و جعلتهم تحت يدي أسامة و أمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وجهوا إليه فخالفوا ذلك و رجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة ألا و إن الله قد أركسهم فيها اعرجوا بي إلى المنبر .
فقام و هو مربوط حتى قعد على أدنى مرقاة فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه قد جاءني من أمر ربي ما الناس صائرون إليه و إني قد تركتكم على الحجة الواضحة ليلها كنهارها فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل أيها الناس إني لا أحل لكم إلا ما أحله القرآن و لا أحرم عليكم إلا ما حرمه القرآن و إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي هما الخليفتان فيكم و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألكم بما ذا خلفتموني فيهما و ليذادون يومئذ رجال من حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل فيقول رجال أنا فلان و أنا فلان فأقول أما الأسماء فقد عرفت و لكنكم ارتددتم من بعدي فسحقا لكم سحقا ثم نزل من المنبر و عاد إلى حجرته و لم يظهر أبو بكر و لا أصحابه حتى قبض رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم).
و كان من الأنصار سعد و غيرهم من السقيفة ما كان فمنعوا أهل بيت نبيهم حقوقهم التي جعلها الله عز و جل لهم و أما كتاب الله فمزقوه كل ممزق و فيما أخبرتك يا أخا الأنصار من خطب معتبر لمن أحب الله هدايته .
قال الفتى سم لي القوم الآخرين الذين حضروا الصحيفة و شهدوا فيها فقال حذيفة أبو سفيان و عكرمة بن أبي جهل و رضوان بن أمية و خلف و سعيد بن العاص و خالد بن الوليد و عياش بن أبي ربيعة و بشر بن سعد و سهيل بن عمرو و حكيم بن حزام و صهيب بن سنان و أبو الأعور السلمي و مطيع بن الأسود المدري و جماعة من هؤلاء ممن سقط عني إحصاء عددهم.
فقال الفتى يا أبا عبد الله ما هؤلاء في أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)حتى انقلب الناس أجمعون بسببهم فقال حذيفة إن هؤلاء رءوس القبائل و أشرافها و ما من رجل من هؤلاء إلا و معه من الناس خلق عظيم يسمعون له و يطيعون و أشربوا في قلوبهم من أبي بكر كما أشرب قلوب بني إسرائيل من حب العجل السامري حتى تركوا هارون و استضعفوه .
قال الفتى فإني أقسم بالله حقا حقا إني لا أزال لهم مبغضا و إلى الله منهم و من أفعالهم متبرئا و لا زلت لأمير المؤمنين (عليه السلام)مواليا و لأعدائه معاديا و لألحقن به و إني لأؤمل أن أرزق معه الشهادة وشيكا إن شاء الله تعالى .
ثم ودع حذيفة و توجه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)فخرج إلى المدينة و استقبله علي و قد شخص من المدينة يريد العراق فسار معه إلى البصرة فلما التقى أمير المؤمنين مع أصحاب الجمل كان ذلك الفتى أول من قتل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)و ذلك لما صاف القوم و اجتمعوا على الحرب أحب أمير المؤمنين أن يستظهر عليهم بدعائهم إلى القرآن و حكمه فدعا بمصحف و قال من يأخذ هذا المصحف يعرضه عليهم و يدعوهم إلى ما فيه فيحيي ما أحياه و يميت ما أماته قال و قد شرعت الرماح بين العسكرين حتى لو أراد امرؤ أن يمشي عليها لمشى قال فقام الفتى و قال يا أمير المؤمنين أنا آخذه و أعرضه عليهم و أدعوهم إلى ما فيه قال فأعرض عنه أمير المؤمنين ثم نادى الثانية من يأخذ هذا المصحف فيعرضه عليهم و يدعوهم إلى ما فيه فلم يقم إليه أحد فقام الفتى و قال يا أمير المؤمنين أنا آخذه و أعرضه عليهم و أدعوهم إلى ما فيه قال فأعرض عنه أمير المؤمنين ثم نادى الثالثة فلم يقم إليه أحد من الناس إلا الفتى فقال أنا آخذه و أعرضه عليهم و أدعوهم إلى ما فيه فقال أمير المؤمنين إنك إن فعلت ذلك فأنت مقتول فقال و الله يا أمير المؤمنين ما شيء أحب إلي من أن أرزق الشهادة بين يديك و أن أقتل في طاعتك فأعطاه أمير المؤمنين (عليه السلام)المصحف فتوجه به نحو عسكرهم فنظر إليه أمير المؤمنين فقال إن الفتى ممن حشا الله قلبه نورا و إيمانا و هو مقتول و لقد أشفقت عليه من ذلك و لن يفلح القوم بعد قتلهم إياه .
فمضى الفتى بالمصحف حتى وقف بإزاء عسكر عائشة و طلحة و الزبير حينئذ عن يمين الهودج و شماله و كان له صوت فنادى بأعلى صوته معاشر الناس هذا كتاب الله و إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)يدعوكم إلى كتاب الله و الحكم بما أنزل الله فيه فأنيبوا إلى طاعة الله و العمل بكتابه .
قال و كانت عائشة و طلحة و الزبير يسمعون قوله فأمسكوا فلما رأى ذلك أهل عسكرهم بادروا إلى الفتى و المصحف في يمينه فقطعوا يده اليمنى فتناول المصحف بيده اليسرى و ناداهم بأعلى صوته مثل ندائه أول مرة فبادروا إليه و قطعوا يده اليسرى فتناول المصحف و احتضنه و دماؤه تجري عليه و ناداهم مثل ذلك فشدوا عليه فقتلوه و وقع ميتا فقطعوه إربا إربا و لقد رأينا شحم بطنه أصفر .
قال و أمير المؤمنين (عليه السلام)واقف يراهم فأقبل على أصحابه و قال إني و الله ما كنت في شك و لا لبس من ضلالة القوم و باطلهم و لكن أحببت أن يتبين لكم جميعا ذلك من بعد قتلهم الرجل الصالح حكيم بن جبلة العبدي في رجال صالحين معه و وثوبهم بهذا الفتى و هو يدعوهم إلى كتاب الله و الحكم به و العمل بموجبه فثاروا إليه فقتلوه لا يرتاب بقتلهم إياه مسلم .
و وقدت الحرب و اشتدت و قال أمير المؤمنين احملوا عليهم باسم الله حم لا ينصرون و حمل هو بنفسه و الحسنان و أصحاب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)فغاص في القوم بنفسه فو الله ما كانت إلا ساعة من النهار حتى رأينا القوم شلايا يمينا و شمالا صرعى تحت سنابك الخيل و رجع أمير المؤمنين (عليه السلام)مؤيدا منصورا و فتح الله عليه و جمع قتلاهم و أمر بذلك الفتى و جميع من قتل معه فلفوا في ثيابهم بدمائهم لم تنزع عنهم ثيابهم و صلى عليهم و دفنهم و أمرهم أن لا يجهزوا على جريح و لا يتبعوا لهم مدبرا و أمر بما حوى العسكر فجمع له فقسمه بين أصحابه و أمر محمد بن أبي بكر أن يدخل أخته إلى البصرة فيقيم بها أياما ثم يرتحل بها إلى منزلها بالمدينة .
قال عبد الله بن سلمة كنت ممن شهد حرب أهل الجمل فلما وضعت الحرب أوزارها رأيت أم ذلك الفتى واقفة عليه فجعلت تبكي عليه ثم أنشأت تقول :
يا رب إن مسلما أتاهم *** يتلو كتاب الله لا يخشاهم
يأمرهم بأمر من مولاهم *** فخضبوا من دمه قناهم
و أمه قائمة تراهم *** تأمرهم بالغي لا تنهاهم
المصدر : ارشاد القلوب /الجزء الثاني ص253 – 344 / الشیخ ابو محمد الحسن بن محمد الدیلمی

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.