
خلق الله الإنسان وزرع فیه عدداً من القوى النفسانیّة ومنها الشهوة فهی من الأمور الأصیلة فی النفس الإنسانیّة، ولذلك فإنّ الإسلام لم یحاربها كما لم یحارب بقیّة القوى وإنّما دعا إلى تهذیبها والإفادة منها لتحقیق أغراض شرعیّة كالتناسل وحفظ النوع الإنسانیّ, ولذلك فقد جاءت الآیات الكریمة والروایات الشریفة لتبیّن كیف یتعامل الإنسان مع شهواته بشكل عامّ ومنها الشهوة الجنسیّة.
فمن جهة بیّنت أنّ على الإنسان أن لا یخضع لشهواته وإلّا كان فی مستوى البهائم أو أدنى بل علیه أن یبقی عقله هو القائد والموجّه لها كما دلّ على ذلك الروایة عن الإمام الصادق علیه السلام - وقد سأله عبد الله بن سنان: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ - قال: "قال أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام: إن الله عزّ وجلّ ركّب فی الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركّب فی البهائم شهوة بلا عقل، وركّب فی بنی آدم كلتیهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خیر من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شرّ من البهائم"(1).
ومن جهة أخرى یدعو إلى تلبیة هذه الحاجات الضروریّة وعدم إغفالها حتّى لا یلزم مفاسد أخرى قد تترتّب على تركها كما تترتّب على الانغماس فیها.
الزواج عون على الشهوة
إنّ الله - عزّ وجلّ - یعالج جموحنا للشهوة بإغرائنا بما هو أعظم منها إذا اتقیناه, والمجاهدة والصبر من لوازم التقوى، بقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَیْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِینَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾(2).ولكنّه سبحانه فی نفس الوقت یدعو إلى الزواج وتحصین النفس بشكل عامّ وفی مراحل متقدّمة من العمر مع التمكّن من ذلك، قال تعالى: ﴿ وَأَنكِحُوا الْأَیَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن یَكُونُوا فُقَرَاء یُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِیمٌ ﴾(3)، وما ذاك إلّا لأنّ الزواج حصن فی مواجهة الشهوة، أمّا من لم یقدر على الزواج فقد أمره الله تعالى بالصبر والتعفّف فقال - جلّ وعلا : ﴿وَلْیَسْتَعْفِفِ الَّذِینَ لَا یَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى یُغْنِیَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ﴾(4) ، فأمر بالعفّة والصبر وعدم الانغماس فی الشهوات والتعرّض لها.
إتباع الشهوات
یقول سبحانه: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِم مِّنَ النَّبِیِّینَ مِن ذُرِّیَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّیَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَإِسْرَائِیلَ وَمِمَّنْ هَدَیْنَا وَاجْتَبَیْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَیْهِمْ آیَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِیًّا * فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ یَلْقَوْنَ غَیًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا یُظْلَمُونَ شَیْئًا﴾(5).تتحدّث هذه الآیات الكریمة عن قوم مكرّمین هداهم الله واجتباهم وكانوا فی أرقى مقام الخشوع للباری سبحانه وتعالى، ثمّ جاء من بعدهم قوم آخرون، عبّر سبحانه عنهم بالخلْف بتسكین اللام، والخلْف: الأولاد الطالحین (بینما الخلَف بفتح اللام: الأولاد الصالحین)، هؤلاء أضاعوا الصلاة الّتی دعا إلیها الله وأنبیاءه،وكانت نتیجة إضاعتهم للصلاة أن غرقوا فی ظلمات الشهوات المحرّمة، العقاب فی الدنیا والآخرة.
ولمّا كان منهج القرآن الكریم فی كلّ موضع هو فتح أبواب الرجوع إلى الإیمان والحقّ دائما، فإنّه یقول هنا أیضاً بعد ذكر مصیر الأجیال المنحرفة:﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا یُظْلَمُونَ شَیْئًا﴾(6) ، وعلى هذا فلا یعنی أنّ الإنسان إذا غاص یوماً فی الشهوات فسیكتب على جبینه الیأس من رحمة الله، بل إنّ طریق التوبة والرجوع مفتوح ما بقی نفس یتردّد فی صدر الإنسان وما دام على قید الحیاة.
وتؤكّد الأحادیث والروایات الشریفة على أنّ التلوث بالشهوات یعدّ من الموانع الأساس الّتی تصد الإنسان عن سلوك طریق السعادة والكمال، وكذلك من الأسباب المهمّة لإشاعة الفحشاء والمنكر فی المجتمعات البشریة.
جاء فی الحدیث عن الإمام علی علیه السلام أنّه قال : "الشَّهَوَاتُ مَصائِدُ الشَّیْطانِ"(7). حیث یصطاد الشیطان أفراد البشر بهذه الوسیلة بكلّ زمان ومكان وفی جمیع سنوات العمر. ویقول علیه السلام: "طَاعَةُ الشَّهْوَةِ تُفْسِدُ الدِّینَ"(8).
مواجهة الشهوات
لا بدّ فی مواجهة الشهوة المتأصّلة فی نفوس البشر من الإرادة والتصمیم بحیث لا نكون أرقّاء للشهوة بل نروّضها لتكون تحت سیطرة العقل والحكمة، وستكون نتیجة ذلك النجاة من الكثیر من المهالك.ورد عن الأمیر علیه السلام قوله: "اِمْنَعْ نَفْسَكَ مِنَ الشَّهَواتِ تَسْلَمْ مِنَ الآفاتِ"(9).
ویقابل اتباع الشهوة "العفّة" الّتی تعنی الامتناع والترفّع عمّا لا یحلّ بل عن الإفراط فی الحلال، من شهوات البطن والجنس، والتحرّر من استرقاقها المُذِلّ.
قال تعالى : ﴿ وَالَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَیْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ﴾(10).
عن الإمام علیّ علیه السلام: "العفاف یصون النفس وینزهّها عن الدنایا"(11).
وهی تدلّ على سموّ الإیمان، وشرف النفس، ولذلك ذكرت الروایات فضلها:
قال الباقر علیه السلام: "ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفّة بطن وفرج"(12).
الزواج المبكر حصن من الوقوع فی الفاحشة
تقدّم أهمیّة الزواج ودوره الهام فی الحیاة البشریّة، لكن هناك دعوة أیضا للزواج المبكر ذكرته الروایات الشریفة فعن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم: "ما من شاب تزوّج فی حداثة سنّه إلّا عجّ شیطانه: یا ویله، یا ویله! عصم منّی ثلثی دینه. فلیتّق الله العبد فی الثلث الباقی"(13).وعن الإمام الرضا علیه السلام: "نزل جبرئیل على النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم فقال: یا محمّد إنّ ربّك یقرؤك السلام، ویقول: إنّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فإذا أینع الثمر فلا دواء له إلّا اجتناؤه وإلّا أفسدته الشمس، وغیّرته الریح، وإنّ الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهنّ إلّا البعول، وإلّا لم یؤمن علیهنّ الفتنة، فصعد رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم المنبر فجمع الناس ثمّ أعلمهم ما أمر الله عزّ وجلّ به"(14).
وفی هاتین الروایتین دعوة صریحة إلى الزواج المبكر للشابّ وللفتاة, حیث بیّنت الأولى أنّ الزواج یعصم ثلثی الدین, والثانیة بیّنت أنّه مع ترك تزویج الفتاة مبكراً فإنّه لا یؤمن علیهن الفتنة.
فتبكیر الشباب فی الزواج یعصم أخلاقهم من الانحراف، ویقیهم أخطار الانفعالات النفسیّة واتجاههم السلوكیّ فی الحیاة.
سِنّ الزواج فی الشریعة الإسلامیّة
لم تحدّد الشریعة الإسلامیّة سنًّا معیّناً بالسنوات لعقد الزواج, بل هو أمر مرتبط بالقدرة على أداء واجبات هذه المسؤولیّة وتحقّق مواصفات معیّنة، فمتى ما وجد من یُرضى بدینه وأخلاقه مع القدرة العقلیّة والمؤهّلات البدنیّة لا مشكلة فی الزواج، بل هو مرغوب فیه بغضّ النظر عن العمر.حقائق علمیة حول الزواج المبكر وفوائده
جاءت بعض الدراسات لتؤكّد على ضرورة "إشباع" الجانب العاطفیّ لدى الإنسان لیتمتّع بصحّة أفضل، فأكّدوا أنّ المتزوّجین أكثر سعادة ویتمتّعون بجهاز مناعیّ أقوى من أولئك الّذین فضّلوا العیش وحیدین من دون زوجة، وهذا هو مضمون السكینة الّذی ورد فی قول الحقّ تبارك وتعالى عندما حدّثنا عن آیة من آیاته فقال ﴿ وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَیْهَا وَجَعَلَ بَیْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِی ذَلِكَ لَآیَاتٍ لِّقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ﴾(15).فهذه الآیة تشیر بوضوح إلى الاستقرار النفسی من خلال كلمة ﴿لِّتَسْكُنُوا﴾ كما تشیر إلى إشباع الجانب العاطفی من خلال قوله ﴿ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾.
وفی دراسة أخرى وجدوا أنّ الإنسان المتزوّج أكثر قدرة على العطاء والإبداع، وأنّ المرأة المتزوّجة أكثر قدرة على الحنان والعاطفة والعطاء أیضاً.
وتشیر بعض الدراسات إلى وجود ساعة حیویّة خاصّة بالزواج فی جسد كل واحد منّا! فهناك توقیت وعمر محدّد ینبغی على الإنسان أن یتزوّج خلاله وهو فی العشرینات أو أكثر بقلیل، وإذا ما تأخّر الزواج فإنّ هذا سیؤثّر على خلایا الجسد وعلى النطفة والبویضة، وبالتالی سیكون هناك احتمال أكبر لمشاكل نفسیّة وجسدیّة تصیب الموالید.
من إیجابیّات الزواج والحمل والإنجاب فی سنّ مبكر
أ- على المستوى الصحی:
1- الإخصاب: "إمكانیّة الحمل" إنّ نسبة الخصوبة "أی الحمل خلال فترة الزواج" عند الفتیات فی سنّ مبكر تفوق الفتیات فی الأعمار الأخرى.
2- الأورام الخبیثة هی أقلّ عند النساء اللواتی یبدأنَ الحمل والإنجاب فی السنین المبكرة.
ومن المثبت طبیًّا أنّ الأمراض المزمنة تبدأ بالظهور أو تزید استفحالاً كلّما تقدّم الإنسان عمراً، وهذه الأمراض المزمنة تزید مخاطر الحمل والإنجاب وأحیاناً تقف عائقاً للحمل والإنجاب.
ب - على المستوى الاجتماعی:
1- تحمّل الزوجین للمسؤولیّة بدل العیش بلامبالاة وتضییع الوقت والعمر.
2- التقلیل من الوقوع فی الرذیلة و الانحراف والشذوذ الجنسیّ.
3- المحافظة على النسل.
4- إنّ التقارب فی السنّ بین الآباء والأبناء یمكّن الآباء من رعایة أبنائهم وهم أقویاء كما یستفیدون من خدمة أبنائهم لهم.
هل للزواج المبكر مخاطر وأضرار؟
ادعى بعض أنّ للزواج المبكر مخاطر متعدّدة على الفتاة من النواحی الصحیّة والاجتماعیّة والنفسیّة، كالإدعاء بأنّ الفتاة تتعرّض إلى فقر الدم وخاصّة خلال فترة الحمل. وقد تزداد نسبة الوفیّات بین الأمّهات الصغیرات لقلّة الدرایة والوعی بالتربیة والتغذیة.وأنّ الفتاة فی مرحلة المراهقة لا تستطیع أن تبدی رأیها فی أمور حیاتها الزوجیّة بثقة وارتیاح یؤدّی إلى الحرمان من التعلیم وغیر ذلك من أمور.
أأنتم أعلم أم الله؟!
هو جواب مختصر مفاده أنّ الله تعالى هو الّذی خلق الإنسان ویعلم ما یصلحه وما یفسده ﴿أَلَا یَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ﴾ فعلینا أن نقرّ بجهلنا وقصورنا أوّلا, وبشیء من التوعیة والانتباه والمسؤولیّة یمكن تجنّب كلّ ما تقدّم.نضیف فنقول إنّ البحوث العلمیّة والدراسات العالمیّة تثبت أنّه لا یوجد زیادة فی مضاعفات الحمل عند النساء اللاتی تتراوح أعمارهنّ ما بین 15-19 سنّة.
أمّا ادعاء سوء التغذیة فهو بحاجة إلى زیادة وعی من البیت والأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام ودور الرعایة الصحیّة.
كما إنّ أولیاء الأمور یستطیعون تقدیر أمور الزواج المتعلّقة ببناتهم فإذا وجد فی ابنته القدرة على ذلك زوّجها، وإذا لم یجد فیها القدرة على ذلك لم یزوّجها. فحرص الإسلام الحنیف على التعجیل بالزواج وتسهیل إجراءاته ضماناً للعفاف لا یتعارض مع التریّث والتمهّل فی أخذ قرار الزواج.
روى الشیخ الكلینی فی كتابه الكافی الروایات التالیة عن أهل بیت العصمة والطهارة علیه السلام والتی تبیّن لنا قیمة النعمة المتمثّلة بالزوجة الصالحة، هذه الزوجة الّتی ینبغی التحرّی عنها لكلّ من یرید الزواج لا أن یكون هدف الزواج تسكین الشهوة فقط والجمال الظاهریّ، بل أن یكون هدفه أن یحظى بزوجة أمینة صالحة مطیعة لله سبحانه حتّى تحفظه فی نفسها وماله وولده.
عن أبی عبد الله علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام قال : قال النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم: "ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إلیها وتطیعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها فی نفسها وماله".
عن أبی جعفر علیه السلام قال: قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: قال الله عزّ وجلّ: "إذا أردت أن أجمع للمسلم خیر الدنیا والآخرة جعلت له قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وجسداً على البلاء صابراً، وزوجةً مؤمنة تسرّه إذا نظر إلیها وتحفظه إذا غاب عنها فی نفسها وماله".
عن أبی الحسن علی بن موسى الرضا علیه السلام قال: "ما أفاد عبد فائدة خیراً من زوجة صالحة, إذا رآها سرّته وإذا غاب عنها حفظته فی نفسها وماله".
عن أبی عبد الله علیه السلام قال : قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: "إنّ من القسم المصلح للمرء المسلم أن یكون له المرأة إذا نظر إلیها سرّته، وإذا غاب عنها حفظته وإذا أمرها أطاعته".
عن أبی عبد الله علیه السلام قال: " ثلاثة للمؤمن فیها راحة: دار واسعة توارى عورته وسوء حاله من الناس، وامرأة صالحة تعینه على أمر الدنیا والآخرة وابنة یخرجها إمّا بموت أو بتزویج".(16)
المصادر :
1- بحار الأنوار، العلّامة المجلسی، ج60، ص299.
2- سورة آل عمران، الآیة: 15.
3- سورة النور، الآیة: 32.
4- سورة النور، الآیة: 33.
5- سورة مریم، الآیات: 58 -60.
6- سورة مریم، الآیة:60.
7- غرر الحكم، ح 2121.
8- م. ن، ح 5985.
9- م. ن، ح2440.
10- سورة المعارج، الآیتان: 29 -30.
11- غرر الحكم، ح1989.
12- الكافی، الشیخ الكلینی، ج2، ص80.
13- بحار الأنوار، العلّامة المجلسی، ج103، ص 221.
14- م. ن، ج16، ص 223
15- سورة الروم، الآیة: 21
16- الكافی، الشیخ الكلینیّ، ج5، ص327-328.
/م