النـــــــحل

النحل حشرة من رتبة غشائیات الأجنحة من الفصیلة النحلیة وإلیها تنسب فصیلة النحلیات ، وتربى للحصول على عسلها وشمعه , ویقال له ذباب العسل أو دَبْر العسل , واحدته نحله وهو یذكر ویؤنث ، وسُمِّی نحلاً لأن الله عز وجل نحل الناس العسل
Tuesday, December 8, 2015
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
النـــــــحل
النـــــــحل

 






 

النحل حشرة من رتبة غشائیات الأجنحة من الفصیلة النحلیة وإلیها تنسب فصیلة النحلیات ، وتربى للحصول على عسلها وشمعه , ویقال له ذباب العسل أو دَبْر العسل , واحدته نحله وهو یذكر ویؤنث ، وسُمِّی نحلاً لأن الله عز وجل نحل الناس العسل الذی یخرج من بطونها , إذ النحلة : العطیة وكفاها شرفاً قوله تعالى ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبَالِ بُیُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا یَعْرِشُونَ ) (1) ، وسمی بالحشرات الاجتماعیة (2)

الأنواع والأصناف

یوجد حوالی عشرون ألف نوع من النحل , ولكن النوع المعروف بنحل العسل هو النوع الوحید الذی یصنع العسل والشمع بكمیات كبیرة تكفی الناس , ویمكن تقسیم النحل إلى مجموعتین :
1-النحل الاجتماعی : ویعیش فی مستعمرات وبأعداد مختلفة ویتراوح عدد النحل فی المستعمرة الواحدة بین (10 - 80000 ) نحلة , وهو أكثر تطوراً من الأنواع الأخرى , والنحل الطنان والنحل غیر اللاسع یشبه نحل العسل فی تطوره الاجتماعی
2-النحل الانعزالی : یعیش هذا النوع منفرداً وفی بعض الأحیان تتجمع آلاف من النحل الانعزالی فی منطقة صغیرة وتبنی أعشاشها قریبة من بعضها بعضاً ولیس بینها عاملات ومن أهم أنواعه ( نحل الخشب – النحل القاطع للأوراق – نحل المناجم – النحل البناء – النحل الوقواقی )
تتألف مستعمرة نحل العسل النموذجیة من ملكة واحدة وآلاف العاملات وبضع مئات من الذكور (3)

الصــــــــفات

النحل هو الحشرة الوحیدة التی أوحى الله إلیها , ومجتمع النحل من أنشط المجتمعات والعمل بینها مقسم ولیس للتسول بینها مقام , وهو مجتمع لا یعرف الیأس (4) , وهو حیوان فهیم ذو كیس وشجاعة ونظر فی العواقب ومعرفة بفصول السنة وأوقات المطر وتدبیر المرتع والمطعم والطاعة لكبیرة والاستكانــة لأمیره وقائده وبدیع الصنعة وعجیب الفطرة (5) ، ویتمیز النحل بقوة حاسة الشم یستطیع عن طریقها تمییز الرائحة الخاصة بأفراد مجموعتها (6) ، تنقسم النحلة إلى رأس وصدر وبطن ومعدة العسل تقع فی البطن ویغطی جسمها شعر كثیف وناعم ولونه مابین الأسود إلى البنی الخفیف والذكور أكبر من العاملات والملكات أطول من الجمیع , وللنحلة خمسة عیون ثلاثة صغیرة وتشكل مثلثاً فی رأسها من الأعلى وعین كبیرة مركبة فی كل جانب من جانبی رأسها ولكل عین مركبة آلاف العدسات المتجمعة بالقرب من بعضها , ولها قرون استشعار وجناحان رقیقان من كل جانب وثلاثة أرجل على كل جانب (7)

مواطنها وغذائها

یعیش النحل فی جمیع أنحاء العالم ما عدا المناطق القریبة من القطبین الشمالی والجنوبی ، ویتغذى النحل على الأزهار حیث تمده بحبوب اللقاح والرحیق اللذین یستعملهما غذاءً , وتعد حبوب اللقاح مصدراً لإمداد النحل الفتی بالدهون والبروتینات والفیتامینات والمواد المعدنیة المهمة , ویعد السكر الموجود فی الرحیق مصدراً أساسیاً للطاقة (8)

فــــــــــوائدها

یعد النحل من أكثر الحشرات فائدة لأنه ینتج العسل الذی یستعمله الناس غذاء , كما ینتج شمع العسل الذی یستعمل فی منتجات عدیدة , منها الصمغ والشموع ومستحضرات التجمیل , ومن فوائدة نقل حبوب اللقاح من زهرة أثناء طیرانه ویؤدی ذلك إلى حدوث تلقیح أو إخصاب للنباتات التی یحط علیها مما یساعد النباتات على التكاثر , وتعتمد العدید من المحاصیل الغذائیة المهمة بما فیها الفواكه والخضروات على التلقیح الذی یتم عن طریق النحل(9)

تكاثرها ومراحل عمرها

الخلیة تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
1-الملكة ومهمتها وضع البیض
2-الذكر ومهمته تلقیح الملكة
3-العاملات
یقوم الذكر بتلقیح الملكة بعد خروجها من الخلیة أثناء الطیران بالهواء ثم بعد ذلك یموت الذكر مباشرة بعد انتهاء عملیة التزاوج ,ثم تعود الملكة إلى خلیتها وتحتفظ بالسائل المنوی وتتحكم بإخراجه حسب الحاجة وتضع الملكة نوعین من البیض :
1-- البیض الملقح وتراوح مابین (1000 - 2000 ) بیضة , ومنه تخرج الملكات إذا وضعته فی بیوت الملكات , أما إذا وضعته فی العیون السداسیة الصغیرة فتخرج منه العاملات .
2-- البیض غیر الملقح ومنه یخرج الذكور ویوضع فی عیون سداسیة أكثر اتساعاً من عیون العاملات (10)
ویفقس البیض بعد ثلاثة أیام من وضعها وتخرج منها یرقة على شكل دودة صغیرة تزحف خارج البیضة (11) , والجدول التالی یوضح متوسط عدد الأیام للأطوار المختلفة لأفراد الخلیة منذ وضع البیض من خروج الحشرة الكاملة :
وفی الموسوعة : تضع الملكة البیض فی فصل الربیع بمعدل (2000) بیضة فی الیوم , أی بیضة واحدة كل نحو 43 ثانیة (13) ، وتعیش الملكة مابین ثلاث إلى سبع سنوات , أما الذكور فتكثر فی فصل الربیع وهو موسم التلقیح , أما فی الخریف فتقوم العاملات بطرد الذكور فتموت من شدة البرد والجوع (14)

حكم قتل النحل

نهى النبی صلى الله علیه وسلم عن قتل أربع من الدواب ( النملة والنحلة والهدهد والصرد )(15) , وقال سلیمان : سمعت مجاهداً یكره قتل النحل (16) , وقال الطحاوی : وأما النحلة فلیست من هذا الجنس فی شیء ولكنها مما ینتفع بها , ومما لا منفعة لقاتلها فی قتلها فقتله إیاها یجمع بین أمرین :
أحدهما : قطع لمنافعها
الثانی : عدم الانتفاع بها
فزاد جُرم قاتلها على جرم قاتل الهدهد والصرد (17) ، وإذا حدث منه إیذاء فیجوز قتله بأی وسیلة ما عدا النار ولا یقتل إلا بشرط الإیذاء

حكم أكله وبیعه

یحرم أكل النحل لأنه مستخبث وغیر مستطاب (18) وأما بیعه فیجوز إذا شوهد محبوساً بسبب ما فیه من منفعة العسل (19)

خلیة النحل { بیوتها }

قال تعالى ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبَالِ بُیُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا یَعْرِشُونَ ) ، قال القرطبی : إذا لم یكن لها مالك فجعل الله بیوت النحل فی الجبال وكواها أو فی متجوّف الأشجار أو فیما یعرش ابن آدم من الأجباح والخلایا والحیطان وغیرها ، قال ابن العربی : ومن عجیب ما خلق الله فی النحل أن ألهمها لاتخاذ بیوتها مسدسة , فبذلك اتصلت حتى صارت كالقطعة الواحدة (20) ، وقال الدكتور محمد عبد الله : ولا نكون مبالغین إذا قلنا : أن النحلة العاملة هی المهندس الأعظم والأصغر فی فن العمارة والبناء , فهی تبنی بیوتها بهذا الشكل السداسی المتناسق ببساطة وسهولة , وسبب اختیاره سداسیاً دلیل على ذكاء النحلة فإن الأشكال كلها عدا المسدس إذا ضمت إلى بعضها فإنه یبقى فراغ بینها بالضرورة , والنحل مخلوق لا یحب الفراغات التی لا فائدة منها , كما أن الشكل السداسی یمكن النحل من بناء أكبر عدد من العیون فی أقل حیز ممكن , وأخیراً فإن البیوت السداسیة هی أنسب البیوت لنمو الیرقات , وأما مادة البناء فهی الشمع الذی تفرزه العاملة من خلال أربعة أزواج من الغدد الموجودة على الحلقات البطنیة فی جسمها , حیث یكون الشمع عند إفرازه على شكل قشور بیضویة غیر منتظمة , وعن طریق الغدد اللعابیة تنتج العاملة إفرازات تساعد على تلیین الشمع , فتمضغه حتى یصیر كالعجین ومن ثم یكون سهل التشكیل فی البناء , ثم لا یلبث أن یتماسك بعد ذلك (21) ، وفی الموسوعة : تتألف مستعمرة نحل العسل النموذجیة من ملكة واحدة وآلاف العاملات وبضع مئات من الذكور , ویعیش النحل فی قفائر أو (خلایا نحل) والقفیر مكان تخزین یشبه شجرة جوفاء أو صندوقاً یحتوی على قرص العسل , وقرص العسل كتلة من الحجیرات السداسیة الشكل تدعی الخلایا (22)

العسل أنواعه وفوائده

العسل سائل حلو سمیك یصنعه النحل من رحیق الأزهار , والرحیق سائل مائی خفیف یمتصه النحل من الأزهار ویحمله إلى خلایاه , وتحمل كــــــــل عاملة من النحل حبوباً فی أرجلها تخزن فیها الرحیق وتسمى معدة العسل , ویتحلل السكر والرحیق , نتیجة عملیة تحویلیة إلى نوعین من السكر البسیط الفركتوز والجلوكوز , وبعد أن یودع النحل الرحیق فی الخلایا , یتركه لتتبخر المیاه ویصبح السائل سمیكاً , وقد یضاف له بعض إنزیمات لتحسین نكهته ، والعسل أنواع تتأثر بلون ونوع الأزهار التی تمتص رحیقها , ویتراوح لون العسل بین الأبیض والأصفر الداكن , وعادة یكون العسل الشاحب اللون أكثر أنواع العسل اعتدالا فی النكهة , وأكثر نباتات العسل شیوعاً هی نباتات الفصفصة وبرسیم السایك والبرسیم الحلو والبرسیم الأبیض ، ویعتبر عسل النحل مصدراً غذائیاً ممتازاً ومنتجاً قویاً للطاقة لأنه یحتوی على سكر بسیط , یمتصه الجسم بسرعة , كما یحتوی على أملاح معدنیة وعلى مواد أخرى یحتاجها الجسم , ویعد الغذاء السكری الوحید الذی لا یحتاج إلى تنقیة , فالعسل قدیماً وحدیثاً غذاء مهم وكان فی القدیم یعد من الرفاهیة ویعتقد أن المصریین القدامى قد استخدموا العسل فی التحنیط والله أعلم (23) ، وللعسل أسماء عدیدة منها :
1-السنوت
2-السلوى لأنه یسلی عن كل حلو
3-الحافظ لأنه یحفظ ما یودع فیه
4-الأمین (24)

شــــــمع النـــحل

تتطور غدد خاصة منتجة للشمع فی بطون العاملات وعمرها عشرة أیام تقریباً , وتأكل العاملات كمیات كبیرة من العسل ، وتعمل الغدد الشهیة على تحویل سكر العسل إلى شمع , یتسرب الشمع من خلال ثقوب صغیرة فی الجسم ویشكل رقائق بیضاء على الوجه الخارجی للبطن , وتشكل النحلة عادة ثمانی رقائق فی الوقت نفسه , وتنزع النحلة الرقائق من على بطنها بوساطة أرجلها رافعة إیاها إلى فكیها , وبعد أن تمضغ النحلة الشمع , تضعه على جزءً من قرص النحل الذی تبنیه , وتنتج النحلة شمع النحل عندما تحتاجه لبناء قرص العسل , وتضع النحلة الشمع بشكل عام ابتداءً من الیوم العاشر وحتى الیوم السادس عشر من حیاتها (25)

عدد ورود الاسم فی القرآن

ورد الاسم مرة واحدة : قال تعالى ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبَالِ بُیُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا یَعْرِشُونَ )


المصادر:
1- لسان العرب 14/73 والمعجم ص907 وحیاة الحیوان 2/161 وتفسیر القرطبی 10/88
2- الموسوعة العربیة 25/416
3- الموسوعة العربیة 25/165 – 173
4- عالم الحیوان ص47
5- حیاة الحیوان 2/161
6- عالم الحیوان ص47
7- الموسوعة العربیة 25/166 , 167
8- الموسوعة العربیة 25/165 , 171
9- الموسوعة العربیة 25/161
10- عالم الحیوان ص50
11- الموسوعة العربیة 25/168
12- الموسوعة العربیة 25/171
13- الموسوعة العربیة 25/170 وعالم الحیوان ص51-53
14- حدیث صحیح – إرواء الغلیل برقم 2490
15- الحیوان 3/392 وحیاة الحیوان 2/167
16- شرح مشكل الآثار 2/330
17- فتاوى إسلامیة 4/450-451 ومجموع فتاوى ومقالات متنوعة 7/145
18- المغنی 13/323 وحیاة الحیوان 2/167 والمجموع 9/23
19- المغنی 6/362 فلیراجع لأهمیته
20- تفسیر القرطبی 10/88 , 89
21- عالم الحیوان ص54 , 55
22- الموسوعة العربیة 25/166
23- الموسوعة العربیة 16/241
24- حیاة الحیوان2/166
25- الموسوعة العربیة 25/171

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.