
الكلب كل سبع عقور وهو معروف , قال ابن سيدة : وقد غلب على هذا النوع النابح وهو حيوان أهلي من الفصيلة الكلبية ورتبة اللواحم ، والجمع أكْلُبٌ وأكالب وكلاب وكليب وقيل كلابات والأنثى كلبته وجمعها كلبات (1) ، ومن أسماء الكلاب : سخام ومقلاء القنيص , وسلهب وجدلاء والسرحان والمتناول وكساب وسخام وضبار ووثاب ودرواس (2)
الأنــواع والأصناف
قال الدميري : وهو نوعان :1-أهلي
2-سلوقي : نسبة إلى سلوق قرية في اليمن (3)
وتنقسم الكلاب إلى كلاب للصيد وكلاب للحراسة , قال الجاحظ : والكلاب أصناف لا يحيط بها إلا من أطال الكلام وجملة ذلك أن ما كان منها للصيد فهو الضراء وهي الجوارح والكواسب وهي السلوقية ومنها الخلاسية ومنها كلاب الرعاء (4) , وهناك الكلاب القلطية وكلب الرفقة والكلاب الهندية (5)
الصــــــــــــفات
الكلب من الحيوانات الأليفة المستأنسة وهو من الفصيلة الكلبية وهو من الثديات ذات العمود الفقاري , وتمتاز بالذكاء والإخلاص , شديد الشم قوي السمع (6) , شديد الرياضة كثير الوفاء ويقتفي الأثر ، وبينه وبين الضبع عداوة , وهو أيقظ الحيوان عيناً وغالب نومه نهاراً وهو في نومه أسمع من فرس وأحذر من عقعق, ومن غريب طبعه أنه يكرم أهل الوجاهة من الناس ولا ينبح عليهم ومن طبعه التودد والتآلف ويقبل التأديب والتعليم , وقيل أنه يعرف الميت من المتماوت (7)موطنها وغذائها
الكلاب من الحيوانات الآكلة للحوم (8) , ويأكل الخبز الذي يبس (9) , والعظم والعذرة (10) ، تعيش الكلاب في جميع أنحاء العالمفوائدها ومضارها
الكلاب حيوانات مفيدة فهي كلاب حراسة تحمي المنازل والمصالح من اللصوص وبعضها ترعى وتحرس الماشية وبعضها تستخدم في النقل ويستفاد من حاسة الشم لديها للتوصل للمجرمين والأشخاص المفقودين واكتشاف المخدرات والمتفجرات وتقود المكفوفين , واستفاد منها العلماء في إجراء التجارب عليها , كما أنها كلاب صيد جيدة ... الخ(11) ، ومع ذلك فلها مضار منها نبشها للقبور وأكلها للموتى ولحوم الناس وقذارتها (12) وللكلب دور في جلب الأمراض ولذلك نهى عن اقتناءه (13).تكاثرها ومراحل عمرها
الذكور منها تكون مستعدة للتزاوج في أي وقت لكن الإناث منها لا تستعد لذلك إلا في فترة الاشتهاء الجنسي الذي يظهر عليها كل ستة أشهر ويستمر نحو ثلاثة أسابيع , وتستمر مدة الحمل تسعة أسابيع وعدد أولادها من أربعة إلى ستة جراء وتغذيها باللبن حتى تبلغ ستة أسابيع , والغريب أن الصغار تولد مغلقة العينين والآذان وتفتح عيونها وآذانها بعد حوالي أسبوعين من الولادة ، ومتوسط أعمار الكلاب من أثني عشر عاماً وحتى خمسة عشر عاماً والله أعلم (14) وقال الجاحظ : وإناث الكلاب أطول أعماراً من الذكور وتعيش عشر سنين إلى عشرين سنة (15)حكم قتل الكلاب
أما قتل المعّلم فحرام وفاعله مسيء ظالم وكذلك كل كلب مباح إمساكه , لأنه محل منتفع به يباح اقتناؤه فحرم إتلافه كالشاة ولا نعلم في هذا خلافاً ولا غُرْمَ على قاتله والبعض قال بالغرم , وأما قتل ما لا يباح إمساكه , فإن الكلب الأسود البهيم يباح قتله لأنه شيطان , لحديث ( الكلب الأسود شيطان ) (16) ، وحديث ( لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها , فاقتلوا منها الأسود والبهيم ) (17) , ويباح قتل الكلب العقور لحديث ( خمس يقتلن في الحل والحرم .. والكلب العقور) (18) , وكل ما ضر الناس وآذاهم يباح قتله وما لا مضرة فيه لا يباح قتله (19)حكم اقتناء الكلاب
لقد اتفق الفقهاء على جواز اقتناء الكلاب التي تتخذ للصيد والماشية والزرع , والأدلة على ذلك كثيرة منها حديث ( من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أوصيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط )(20) ولحديث ( أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب ماشية )(21) ، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن اقتناء الكلاب واستثنى ثلاثة منها والاستثناء من الحظر إباحة , أما اقتناء الكلاب من غير الأصناف المذكورة فقد أختلف الفقهاء في حكمها على قولين :1- التحريم
2- الجواز
وسبب الاقتناء هو الحراسة مثلاً حراسة البيوت والمصانع والحقول ، وقد قال بالتحريم جماهير العلماء والله أعلم (22)
حكم بيع الكلاب
اختلف الفقهاء في ذلك على ثلاثة أقوال :1-لا يجوز بيع الكلاب سواء كانت معلمه أو غير معلمة وسواء كانت صغيرة أو كبيرة ولا تجب القيمة على من أتلفها
2-لا يجوز بيع الكلاب ولكن تجب القيمة على متلفها إن كانت للصيد أو الماشية
3-يصح بيع جميع الكلاب التي فيها نفع وتجب القيمة على من أتلفها
ولعل الثاني من الأقوال وهو عدم جواز البيع مع وجوب القيمة على من أتلفه هو الراجح لأنه يجوز الانتفاع بالكلب في الزرع والحراسة والصيد فكيف يجوز الانتفاع بها ويكون بيعها حراماً مطلقاً , فإذا كان البيع لمنفعة جاز مع الكراهية والله أعلم ، وقال ابن قدامة : لا يختلف المذهب في أن بيع الكلب باطل أي كلب كان وكره أبو هريرة ثمن الكلب ورخص في ثمن كلب الصيد خاصة جابــــــــــر
وعطاء والنخعي ، وقال النووي : ذكرنا أن مذهبنا أنه لا يجوز بيع الكلب سواء معلماًُ أو غيره (23)
حكم أكله وشرب لبنه
قال النووي : لحم الكلب حرام عندنا وبه قالت الأئمة الأربعة (24) ، وقال الدميري : يحرم أكل الكلاب بجميع أنواعها (25) ، وقال ابن قدامة : أكثر أهل العلم يرون تحريم كل ذي ناب قوي من السباع يعدو به ويكسر لحديث ( أكل كل ذي ناب من السباع حرام ) (26) ، فيدخل فيه الكلب ، وقد روي عن الشعبي أنه سئل عن رجل يتداوى بلحم الكلب ؟ فقال : لا شفاه الله ، وهذا يدل على أنه يرى تحريمه (27) ، وحكم اللبن حكم اللحم فهو تبعا له (28)
لماذا يلهث الكلب
من المعلوم أن الكلب يلهث باستمرار وهو ما يعرف بالتنفس بصوت عال ، والسبب في ذلك أنه ليس له غدد عرقية إلا من النزر اليسير في باطن أقدامه ، مما لا يكفيه لخفض درجة حرارته ولذلك فإن الكلب يستعيض باللهاث ، وذلك دأبه سواء كان مستريحا أو مجهدا فسبحان الخالق (29)
عدد ورود الاسم في القرآن
ورد الاسم خمس مرات :قال تعالى ( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (30) ، و قال تعالى ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ) (31) و قال تعالى ( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ) (32)
المصادر :
1- لسان العرب 12/134 والمعجم ص794 وحياة الحيوان 2/102
2- الحيوان 2/18, 22
3- حياة الحيوان 2/103
4- الحيوان 1/311
5- الحيوان 1/157 , 2/307
6- الموسوعة العربية 20/5
7- حياة الحيوان 2/103
8- الموسوعة العربية 20/5
9- الحيوان للجاحظ 2/48
10- الحيوان للجاحظ 1/147 , 226
11- الموسوعة العربية 20/5
12- 5الحيوان للجاحظ 1/222
13- الطب النبوي لغياث الأحمد 2/208
14- الموسوعة العربية 20/9, 10
15- الحيوان 2/222
16- رواه مسلم برقم 510
17- صحيح أبو داود للألباني برقم 2472
18- رواه مسلم برقم 1198
19- المغني 6/355 , 356 , 357 بتصرف
20- صحيح أبو داود للألباني برقم 2470
21- رواه مسلم برقم 1571
22- أحكام الأطعمة ص281 والمغني 6/356 والمجموع 9/231 , 232
23- أحكام الأطعمة ص 27 والمغني 6/352 والمجموع 9/228 والممتع 8 / 130 وراجع فتح الباري 4 / 497
24- المجموع 9/ 8
25- حياة الحيوان 2 / 126
26- أخرجه مسلم برقم 1933
27- المغني 13 / 319
28- المغني 13 / 319 أحكام الأطعمة ص 27
29- عالم الحيوان ص 23 – 24 بتصرف يسير
30- الأعراف 176
31- الكهف 18
32- الكهف 22