فتاة وسؤال

أسئلة تدور في خَلَدِ كلّ فتاة، قد تجد لها أجوبة، وقد تلجأ لأمّها أو أختها أو رفيقتها، أو مربّيتها في المدرسة. لكن لعلّها لم تقتنع في الإجابة، ويبقى حبّ المعرفة يدفعها للسؤال أكثر فأكثر.وربَّ أمّهاتٍ يقفن حائرات عن الإجابة أمام بعض الأسئلة الحرجة.
Saturday, January 16, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
موارد بیشتر برای شما
فتاة وسؤال
 فتاة وسؤال

 






 

أسئلة تدور في خَلَدِ كلّ فتاة، قد تجد لها أجوبة، وقد تلجأ لأمّها أو أختها أو رفيقتها، أو مربّيتها في المدرسة. لكن لعلّها لم تقتنع في الإجابة، ويبقى حبّ المعرفة يدفعها للسؤال أكثر فأكثر.وربَّ أمّهاتٍ يقفن حائرات عن الإجابة أمام بعض الأسئلة الحرجة.
هذه مجموعة من الأسئلة الحيّة، وأخذت هذه الأسئلة مباشرة من الفتيات والطالبات، من عمر 12 سنة حتّى آخر المرحلة الثانوية، وقام المركز بتقسيم الأسئلة موضوعيّاً، والإبقاء على بعض الأسئلة مكرّرة ولو بطريقة وأسلوب مختلف، لعموم الفائدة، ولأنّه قد تعتبر بعض الفتيات خصوصيّة لسؤالها تختلف عن السؤال المشابه.
ثمّ حاولنا الإجابة عنها عبر متخصّصين في الحقل الاجتماعيّ، ثمّ قام أحد الأساتذة الكرام في الحوزة العلميّة ببيان الحكم الشرعي لكلّ سؤال.

الاختلاط والزينة

س / هل يجوز للطالبات أن يتلقّين العلم من أستاذهنّ في غرفة مغلقة؟
ج- إذا كانت الغرفة مغلقة ولا يمكن لشخص آخر أن يدخلها، فهذا لا يخلو من إثارة أو تلذّذ أو ريبة فيحرم. أمّا لو كانت الغرفة مغلقة، ولكنّها في معرض دخول الناس إليها في أيّ لحظة، فيجوز ذلك مع الأمن من الوقوع في الحرام.
س / هل من إشكال في الاختلاط مع ابن عمي لجهة مساعدته في الدرس؟
ج- إذا لم يكن الإثنان في خلوة فيجوز إذا لم يؤدّ إلى لمس أو نظر محرّمين، ولا إلى ما يثير شهوة أو لذّة، ولا خوف الوقوع في الحرام. فأصل الاختلاط جائز في غير الخلوة إذا لم يؤدّ إلى حرام.
س / هل محادثة المرأة مع الرجل الأجنبيّ بنيّة سليمة محلّ إشكال؟
ج- إذا كان خالياً من النظر واللمس المحرّمين، ولم يؤدّ إلى إثارة الشهوة واللذّة، فيجوز وإن كان يؤدّي إلى حرام أو مفسدة فيصير حراماً.
س/ لقد اعتاد ابن خالتي عليّ منذ الطفولة، فمن فضلكم أرشدوني إلى الطريقة التي ينبغي بعد البلوغ أن أتصرّف معه بها لإبعاده من دون أن أجرح مشاعره.
ج- إذا كانت العلاقة ضمن الضوابط الشرعيّة، بحيث لم يوجد لمس ونظر محرّمان، ولا فعل أو قول أو ما شاكل يثير شهوة أو لذّة، فتكون العلاقة جائزة، أمّا مع وجود شيء محرّم وجب قطع العلاقة التي تؤدّي إلى الحرام.
وحاولي- إذا أردت تخفيف العلاقة- أن تظهري الجدّية معه، وعدم اللعب واللهو والمزاح معه، وبالتدريج تنضبط العلاقة. ويمكنك الاستعانة بأمّك لتحديد العلاقة وضبطها بحكمة.
س / كيف ينبغي أن تكون مشية الفتاة وتصرّفاتها في الأماكن العامّة؟
ج- أختي الغالية، إنّ مشية الفتاة وحركاتها بطريقة مريبة- تؤدّي إلى لفت نظر الشاب إليها- لكي يهتمّوا بها إرضاءً لغريزتها، لا يرضي الله سبحانه وتعالى، فعلى الفتاة المؤمنة أن تنتبه إلى مشيتها وتكون رزينة هادئة وقورة، لا تتمايل ولا تتخصور ولا تتمايع في الحركات، كي لا تؤثر على قلوب الشباب، وتفسد دينهم، وتساهم في إضلالهم.
قال تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ...﴾. (1)
س / ما الحكم على تصرّفات الفتاة التي ترقّق صوتها أو تتكلّم بدلع من أجل لفت الانتباه؟
ج- المرأة إنسان تمثّل دوراً أساسيّاً مع الرجل في تكامل المجتمع، وإذا خرجت عن الضوابط فسيؤدّي ذلك إلى الإخلال بالمجتمع السليم، وإيجاد الاضطراب، وبالإمكان أن تساهم في سقوط المجتمع وانهياره. ومن الأمور المطلوبة منها هو إظهار عفافها وصلاحها واحترامها في المجتمع. وترقيق الصوت للفت الأنظار هو خروج عن دورها الصحيح، وهو إخراج للرجل عن دوره من خلال إخراجه عن احتشامه، فالمرأة قادرة على تحريك غرائز الرجل فينساق لرغباته ويترك دوره السليم والصحيح. وقد قال الله- تعالى-: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾(2)، وهذا نهي من المولى تبارك وتعالى عن الخضوع في القول، وهو ترقيق الكلام وتليينه مع الرجال، بحيث يدعو إلى الريبة ويثير الشهوة، فيطمع الذي في قلبه مرض، والمرض هو فقدان قوّة الإيمان التي تردعه عن الميل إلى الفحشاء.
س / هل يعتبر من المحارم: الطبيب وزوج الأخت وابن الخالة، وابن الخال، وابن العمّة، وزوج الخالة، وزوج العمّة، والشاب الذي سيكون زوج المستقبل في حال لم تحصل صيغة العقد؟
ج- جميع هؤلاء من الأجانب، يجب التعامل معهم ضمن الاحتشام والضوابط الشرعيّة.
س / ما هو حكم المزاح مع الأجنبيّ؟
ج- إذا كان مع نظر أو لمس محرّمين، أو كان مع إثارة شهوة أو لذّة، أو كان مع خوف افتتان أو مفسدة فلا يجوز. وغالباً ما يؤدّي المزاح مع الأجنبيّ إلى مفسدة.
س/ كيف ينبغي أن نتصرّف مع الأجانب؟
إلى أي حدّ يجوز التواصل مع الشباب في مقتضيات الأعمال الثقافيّة؟
ما هو حكم عمل المرأة في مكان يوجد فيه غير محرم؟
كيف ينبغي للفتاة أن تتصرّف في المحيط الذي يوجد فيه أجانب بالنسبة إليها؟
ج- يجب على المرأة أن تعمل وتتصرّف حسب ما ورد في الأسئلة، وفق الشروط التالية:
الأوّل: التزام الحجاب الشرعيّ الكامل.
الثاني: ترك النّظر أو اللمس المحرّمين.
الثالث: ترك القول أو الفعل- أو أيّ حركة- إذا كان يؤدّي إلى إثارة شهوة أو لذّة، أو ريبة وخوف الوقوع في الحرام.
الرابع: عدم الاختلاء في مكان لا يدخل فيه عليهما أحد.
والنصيحة أن تظهر صلاحها وعفافها واحترامها، مع التصرّف الّلائق...
س/ هل النّظر إلى الأجنبيّ من أجل فهم ما يقول حرام؟
ج- يجوز النظر إلى وجه وكفّي الأجنبيّ وإلى ما يتعارف كشفه بدون شهوة وخوف الافتتان والوقوع في الحرام والنظر بشهوة ممنوع وحرام. ولا يجوز النظر إلى ما لم يُعتد كشفه حتّى بدون شهوة.
س/ هل مدّ اليد إلى الأقارب أو كبار السنّ للتسليم حرام؟
ج- إن كان الرجل من المحارم جازت مصافحته، وإن لم يكن من المحارم (كما لو كان ابن عم أو ابن خال أو ابن الجيران...) فلا تجوز المصافحة المباشرة سواء كان مسنّاً أم لا.
تجوز المصافحة من وراء حجاب (كما لو كان من وراء ثياب) بشرط أن لا يكون معه (شدّ)، فمع الغمز يحرم حتّى لو كان من خلف الثياب، وبشرط أن لا يسبّب إثارة شهوة أو لذّة، أو خوف الوقوع في الحرام أو أيّ مفسدة.
س/ هل جلوس الأجنبي بمحاذاة الفتاة في الأماكن العامّة حرام؟
ج- إذا كان مقصود الأخت بالمحاذاة هو الالتصاق فهو حرام. وإن لم يكن المقصود هو الالتصاق فلا مانع من ذلك مع المحافظة على الحجاب الشرعيّ، وعدم النظر واللمس المحرّمين، ويحرم قول أو فعل ما يثير الشهوة أو خوف الوقوع في الحرام أو المفسدة.
س/ هل تصوير المرأة أو تظهير صورها عند الأجنبيّ حرام أم حلال؟
ج- إذا كانت المرأة ملتزمة الحجاب الكامل فلا بأس بالتصوير أو التظهير عند الأجنبيّ، أمّا إذا لم تكن ملتزمة الحجاب الكامل، فلا يجوز لها أن تقف أمام الأجنبيّ ليصوّرها. أمّا تظهير صور المحجبة وهي غير محجّبة في الصورة عند الأجنبيّ فإن كان يعرفها فلا يجوز، وإن كان لا يعرفها فيجوز.
س/ من هم محارم النساء؟
ج- بالنسب يحرم على المرأة:
الأب والأجداد للأب.
الأجداد للأم.
الابن وأبناء الابن، وأبناء البنت، وأحفادهما وأسباطهما.
الأخ، وأبناؤه وأحفاد وأسباط الأخ والأخت.
العمّ، وعم الأب والأمّ وإن كان عمّاً عالياً (كعمّ الجدّ).
الخال، وخال الأبّ والأمّ وإن كان خالاً عالياً "كخال الجد".
كلّ واحد من هؤلاء- أيضاً إذا كانوا من الرضاعة فهم من المحارم.
بالمصاهرة يحرم على المرأة:
والد الزوج وأجداد الزوج.
أبناء الزوج ولو من امرأة أخرى.
زوج البنت، وأزواج الحفيدات.
زوج الأم (إذا حصل الدخول بالأم) وزوج الجدّة (مع الدخول).
س / ما حكم الإسراع في المشي إذا كان النّاظر أجنبياً؟
ج- يجوز الإسراع في المشي أمام الأجنبيّ، نعم إذا علمت الفتاة أو اطمأنّت بلفت نظر الرجل الأجنبيّ بسبب ذلك فيحرم. فالمشي السريع جائز إذا لم يؤدّ إلى حرام أو مفسدة.
س / جاء في الأحكام الشرعيّة أنّ على المرأة التستّر أمام الصبيّ المميّز، فكيف يُعرف الصبيّ المميّز؟
ج- التمييز هو التفريق، والصبيّ المميّز هو الذي يصير في مرحلة يفرّق فيها بين الرجل والمرأة ولو إجمالاً، فهو في البدء يجهل الفرق بينهما، وعندما يزداد وعيه تحصل المعرفة، فيفرّق بينهما، وهو ما يسمّى تمييزاً،(وبعضهم يعتبر أنّ المميّز هو الذي يميّز بين ما فيه مصلحته وما فيه ضرره).
ولا يجب التستّر أمام الصبيّ المميّز، نعم الأحوط وجوباً ذلك إذا كان التّبرج أمامه يوجب إثارته.
س/ تزوّج رجل بامرأة ولها بنت من زوج قبله، فهل هذه البنت من محارم والد الرجل؟
ج- هذه البنت تعتبر أجنبية عن والد زوج أمها، وليست من محارمه.
س / هل من الممكن للأجنبيّين أن يقرءا صيغة الأخوّة ليصبحا محرَمَيْن؟
ج- هذا غير ممكن شرعاً، فلا تصير الفتاة أختاً للأجنبيّ بهذه الصيغة.
س / هل الجلوس على مائدة طعام بحضور الأجنبيّ حرام؟
ج- إذا كانت الجلسة مغلقة بينهما فلا يجوز. وإن كانت الجلسة غير مغلقة فيجوز مع الحجاب الكامل، وعدم النّظر واللمس المحرّمين، وعدم إثارة الشهوة واللذّة، وعدم الخوف من الوقوع في الحرام.
س / هل يعتبر زوج الأخت من محارم أخت الزوجة؟
ج- لا يعتبر زوج الأخت من محارم أخت الزوجة، بل هو أجنبيّ عنها.
س / ما حكم إلقاء السلام من قبل الفتيات على الشباب؟
ج- يجوز إلقاء السلام من الفتاة على الشاب ما لم يستلزم محرّماً أو مفسدة.
س / ما الحكم في التخابر التلفوني بين المرأة والرجل الأجنبيّين؟
ج- يجوز التخابر التلفونيّ بينهما إذا لم يستلزم إثارة شهوة أو لذّة، ولم يحصل خوف من الوقوع في الحرام أو المفسدة.
ولكنّ الغالب في عصرنا هو كثرة إستعمال التلفون بين الشباب والفتيات (الأصدقاء) للّهو والمزاح لذا ننصح أخواتنا الكريمات الإجتناب عن هذه العادة، والابتعاد قدر الإمكان عنها مع عدم وجود ضرورة للتواصل عبر الهاتف.
س / هل مجرّد الخطوبة بدون عقد الزواج يحلّل أحدهما على الآخر؟
ج- الخطوبة بدون عقد تبقي الشاب والشابة أجنبيّين، فيجب الاحتشام بينهما، ومراعاة الستر الكامل، وعدم النظر واللمس المحرّمين، وعدم حصول ما يوجب الشهوة أو اللذّة، أو خوف الوقوع في الحرام.
س / ما الذي يجوز النظر إليه من الرجل بالنسبة إلى الفتاة؟
ج- يجوز للمرأة أن تنظر إلى وجه وكفّي الرجل، وكذا إلى ما يعتاد الرّجال كشفه مع عدم التلذّذ والريبة (خوف الوقوع في الحرام). أمّا ما لا يعتاد الرّجال كشفه، فلا يجوز النّظر إليه حتّى بدون شهوة وريبة...
س / ما هو حكم كتابة الرسائل الغراميّة إلى الطرف المقابل؟
ج- هكذا رسائل لا تجوز إلّا إلى الزوج، فهي رسائل لا تخلو من إثارة لذّة أو مفسدة..
س / هل يجوز للرجل والمرأة أن يجريا صيغة المحرميّة؟
ج- صيغة المحرميّة كما أفهمها في مفروض السؤال، المقصود بها إجراء عقد بين فتاة وشاب، يصبحان بموجبه كأخ وأخته، وهذه الصيغة لا وجود لها في الشرع، ولا أساس لها، وهذه لا توصل إلى محرميّة (أي أن يصبح الشاب من محارم الفتاة).
ولمزيد من التوضيح وخارج نطاق السؤال، فإذا تمّ إجراء عقد زواج دائم أو مؤقّت، فيجوز ذلك مع رضا الفتاة وإذن وليّها على الأحوط وجوباً إذا كانت بكراً (عذراء).
س / ما هو حكم المشي مع غير المحرَم؟
ج- إذا ترتّب على ذلك إثارة شهوة أو لذّة، أو خوف الوقوع في الحرام أو المفسدة فلا يجوز، وإلّا فإنّه يجوز.
س / هل يصحّ وضوء النساء أمام غير المحارم؟
ج- إذا كان مع الستر الكامل وعدم ترتّب مفسدة فيجوز ويصحّ فالواجب هو مراعاة الستر فلو لم تراعِ الستر أثمت. ولكنّ الوضوء يكون صحيحاً مع تحقّق قصد القربة.
س / ما الحكم في خياطة الألبسة النسائيّة عند الخيّاط الرجل؟
ج- يجوز ذلك إذا لم يستلزم النظر أو اللمس المحرّمين، أمّا إذا كان يريد لمسها لتحديد مقاساتها فهو حرام.
س / أنا أعرف أنّه لا يجوز لبس الذهب أمام الرّجل لكنّني ألبس الذهب (العقد والسوار...) أمام الرجال، لأنّي أحبّ ذلك، أرجوكم أن تدلّوني إلى طريقة أتمكّن معها من تغيير قناعاتي.
ج- ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "رأس كلّ خطيئة حبّ الدنيا"، فمنشأ كلّ المفاسد والخطايا هو حبّ الدنيا، والمقصود هو انشداد القلب نحو الدنيا، والتعلّق بها وحبّها، وما حبّ الظهور بالذهب إلّا من حبّ الدنيا. وكلّما كان التعلّق بالدنيا أشدّ كان الحاجز بين القلب وبين الله- سبحانه- أغلظ وأقسى، وهذا يؤدّي إلى استصغار شأن المعصية، والابتعاد عن الله تبارك وتعالى، لذلك يكون علاج هذه المشكلة التفكيرُ بعكسها، فالتفكير بالموت وما يخبّئه قد يساعد على التقرّب من الله- تعالى-، والابتعاد عن الدنيا المذمومة.
والأهمّ في هذه المسألة أن تنظر الأخت إلى من تعصيه وهو الله، لتعرف خطورة هذه المشكلة، فإنّ لحظة سرور قد يستتبعها عذاب خالد، ففكّري بالموت وعواقب الخطيئة والمعصية واستعيني بالله، لعلّ الله أن يوفّقك.
وليكن لديك ثقة بربّك ونفسك، تستطيعين من خلالها الاعتداد بنفسك دون حاجة لتوسّط الذهب ليعطيك ثقة، فإنّ هكذا ثقة ذات منبع ضعيف، لا يُسمن ولا يغني من جوع.
س ما هو حكم التاتو (الوشم) على الحاجبين والخدّين؟ وهل صحيح أنّه حاجب للوضوء؟
ج- يجوز للمرأة أن تزيّن وجهها، ويجوز لها إظهار زينتها لزوجها، كما ويجوز إظهارها للنساء، وللمحارم من الرّجال، أمّا إظهار هذه الزينة للأجانب من الرجال فلا يجوز.
وأمّا بالنسبة إلى الوضوء، فالتاتو إن كان تحت الجلد فلا يكون حاجباً للوضوء، فيصحّ الوضوء. وإن كان فوق الجلد فإن كان مجرّد لون فلا يضّر بالوضوء، وإن كان جُرْماً (أي: كان حائلاً يمنع من وصول الماء إلى البشرة) فيمنع من صحّة الوضوء، وتجب إزالته لأجل الوضوء.
س / أنا قارئة عزاء يسمع الرجال صوتي في الخارج حين القراءة وهم لا يعرفونني، ولكنّهم يقولون لنسائهم: إنّ لديها صوتاً جميلاً. فهل هذا منافٍ للشريعة؟ وماذا تنصحونني أن أفعل؟
ج- استماع الرجل الأجنبيّ لصوت المرأة ليس حراماً في نفسه، وإنّما تتأتّى الحرمة من عوارض أخرى، فإذا كان الصوت يسبّب إثارة شهوة أو لذّة، أو خوف الوقوع في الحرام أو المفسدة فيكون حراماً، وإذا لم يسبّب ذلك فلا يَحرُم. وأمّا قول بعض الرجال: إنّ صوتها جميل، ففيه احتمالان:
الأوّل: إن كان ذلك من باب اللذّة فيكون استماعهم لصوتها حراماً، ولذا يحرم عليها إسماعهم صوتها، وفي هذه الحال يمكن حلّ هذا الأمر بتحويل مكبّرات الصوت إلى داخل المكان، وعدم إيصاله إلى أسماع الرجال.
الثاني: إن لم يكن ذلك من باب اللذّة فلا يكون إسماع الصوت حراماً.
وعلى أيّ حال ننصح الأخت الكريمة بأن لا تُخرج صوتها إلى أسماع الرّجال الأجانب، حتّى لا يطمع الذي في قلبه مرض، فبعض النّاس لم يكتمل إيمانهم، ويمكن أن يلفتهم صوتها فيقعون في المعصية.
س / هل يجوز تقبيل صور بعض الشخصيّات التي نحبّها كصورة السيّد مثلاً؟
ج- يجوز تقبيل الصور مع عدم التلذّذ...
س / هل يجوز للمرأة أن تقوم ببعض المهارات في القيادة بهدف لفت نظر الآخرين إليها؟ وهل لذلك آثار سلبيّة؟
ج- السيّارة إنّما صُنعت بهدف الانتقال فيها من مكان إلى آخر، وليس بهدف الافتخار والتباهي وما شاكل. وهذه الحركات لا تتناسب وعفّة الفتاة واحترامها وصلاحها.
س / هل يجوز للفتاة أن تنظّف حاجبيها؟ وهل لذلك أثر على العبادة كالصّلاة والصّوم؟
ج- يجوز ذلك في نفسه، وهو لا يضرّ بالصلاة والصوم.
س / كيف يمكن أن نضبط الصور الخياليّة؟
ج- إنّ الخيال يمكن أن يجلب الكثير من الشقاء، وهو إحدى وسائل الشيطان التي يجعل الإنسان بواسطتها عاجزاً ويدفع به نحو الشقاء.
وعليك أن تصفّي باطنك، وتفرغيه من جنود إبليس، وأن تمسكي بزمام خيالك، وأن لا تسمحي له بأن يحلّق في الخيالات الفاسدة والباطلة، والمعاصي والشيطنة، ووجّهي خيالك دائماً نحو الأمور الشريفة. وهذا الأمر ولو أنّه قد يبدو صعباً في البداية، ويصوّره الشيطان وجنوده لنا وكأنّه أمر عظيم، ولكنّه يصير يسيراً بعد شيء من المراقبة والحذر. وعليك أن تسيطري في البداية على جزء من خيالك، وتنتبهي له جيّداً، فمتى ما بدأ يتوجّه الخيال إلى أمر سيّئ، اصرفيه نحو أمور أخرى، كالمباحات الجائزة أو الأمور المطلوبة الشريفة، فإذا حصلتِ على نتيجة فاشكري الله تعالى على هذا التوفيق، وتابعي سعيك، لعلّ ربّك يفتح لك برحمته الطريق أمامك للخير والصلاح، ويسهّل عليك مهمّة الهداية إلى الصراط المستقيم.
وبعد ذلك سيطري على جزء آخر، وهكذا. واستعيني بالدعاء والتوسّل إلى الله تعالى، واطلبي منه أن يعينك على أمورك، وأن يجعل تخيّلاتك سليمة صحيحة.
س / ما هو دور النساء في عصر ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ وهل يوجد نساء في جيشه؟
ج- إنّ الجهاد يختصّ وجوبه بالرجال، وذلك لغلبة التعقّل والشدّة وما شاكل في حياتهم، بينما تغلب الأحاسيس والعواطف جانب التعقّل عند المرأة، وهذا لا يتناسب مع الجهاد. والأولى أن تبقى عواطفها هي الغالبة لأجل التكامل الاجتماعيّ. ويمكن للمرأة أن تقوم بمهام وأدوار أخرى يمكن أن تؤدّيها، وهي من الأمور التي تساهم في الجهاد ومن مستلزماته، كالاهتمام بالأولاد وتربيتهم على الأخلاق والقيم الإسلاميّة، والمساهمة في المجهود الحربيّ، كأن تداوي الجرحى، وتضمّد جراحاتهم، أو أن تطبخ للجنود وما شاكل ذلك، فإن قامت بأمورها كاملة كان لها الأجر كاملاً.
أما بالنسبة لجيش الإمام المهدي عليه السلام فقد ورد في بعض الروايات وجود بعض النساء في جيشه عليه السلام واللواتي يجاهدن معه.
المصادر :
من کتاب ماذا تسأل الفتيات؟
1- النور :31
2- الأحزاب: 3

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.