
في الاول من شباط/ فبراير ذكرى (12 من بهمن) تاريخ عودة الامام الخميني الراحل "قدس سره" من منفاه في فرنسا وبدء الإحتفالات بمناسبة حلول "عشرة الفجر"، الذكرى التي انتصرت فيها الثورة الإسلامية في إيران وتم تبديل النظام من الملکي الی الجمهوري الاسلامي .
وها هو المشهد یتکرّر في کل عام ...
إستفتاء یلبیه الملایین، رافعین شعار الإمام الخمینی : "نحن نستطیع" ، و هو شعار تحوّل الى برنامج عمل ، وضع إیران الاسلامیة – بحق - فی واجهة الأحداث العالمیة ، و حوّل التهدیدات الى فرص، لیجعل جمهوریة ايران الإسلامیة مثالاً وانموذجاً لالتفاف الشعب حول قیادته، لصیانة الحریة والإستقلال، في زمن الهیمنة والوصایة والذل والإرتهان.
في الثامن من فبرایر عام 1979م قامت عناصر من القوة الجویة بزیارة الإمام الخمیني في مقر إقامته فی مدرسة علوي في طهران، وأعلنت عن ولائها التام له. في هذه الأثناء کان الجیش الشاهنشاهي یوشك علی الإنهیار التامّ، حیث شهد حالات فرار وتمرد العدید من الجنود والمراتب المؤمنین وذلك امتثالاً منهم لفتوی الإمام الخمیني في ترك ثکناتهم والانضمام إلی صفوف الشعب.
في التاسع من فبرایر انتفض الطیارون في أهمّ قاعدة جویة في طهران، فأرسلت قوة من الحرس الإمبراطوري لمواجهتهم وقمعهم، فانضم الناس إلی صفوف الثوار لدعمهم ومساندتهم.
في العاشر من فبرایر سقطت مراکز الشرطة والدوائر الحکومیة الواحدة تلو الأخری بید الشعب. وهکذا تم دحر نظام الشاه، وأشرقت ـ في صباح یوم 11 فبرایر ـ شمس الثورة الإسلامیة بقیادة الإمام الخمیني، واسدل الستار علی آخر فصل من فصول الحکم الملکي السحیق المستبد.
في عام 1979م صوّت الشعب لصالح استقرار النظام الجمهوري الإسلامي وذلك في أنزه استفتاء شهدته إیران حتی ذلك التاریخ، ثم تبعتها انتخابات تدوین الدستور والمصادقة علیه ثم انتخاب نواب مجلس الشوری الإسلامي.
کان الإمام یلقي الخطب والبیانات یومیاً في مقرّ إقامته وفي المدرسة الفیضیة علی الآلاف من محبیه وذلك لتهیئة الأجواء لتدعیم أرکان النظام الإسلامي وبیان أهداف الحکومة الإسلامیة وأولویاتها، وتشجیعهم علی تسجیل حضور فاعل في جمیع المیادین.
"عشرة أیام" هي المخاض الأطول في تاریخ الثورة الإسلامیة.. الذي غیّر وجه إیران، وتغیر العالم معها.
واخيراً.. ها هم منذ أن سطع فجر إیران الاسلام، یحشّد الاستبداد لها ویجمع ویطلق ادخنته لیحجبوا، ولو قلیلا، من صفاء الفجر.. وها هو الفجر یفصح لهم في کل عام عن بعض أسراره.. ها هی إیران الاسلامیة لا تزداد إلا إیمانا وإصرارا وقوة وثباتا کالطود الأشم تسفـّه أحلام الأميرکان وأتباعهم وأذیالهم. هنا صرخ الامام: یا أیها المسلمون اتحدوا.. من هنا نظر سماحته إلى القدس فاستبشر الأقصى ودقت أجراس کنیسة القیامة.. لکنهم: لا یفقهون وأنّى لهم الذکرى.
لحظة وصول الامام الخميني "قدس سره" الى ارض الوطن
المصدر : / راسخون 2016 /