
القيام إشارة إلى قيام العبد بالحق، كما أن في النظر إلى محل السجود وهو التراب والنشأة الأصلية وخضوع الرقبة ونكس الرأس الذي هو لا زم للخضوع إشارة إلى الذل والفقر تحت عز الكبرياء وسلطانه، "يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله وهو الغني الحميد".
من آداب القيام أن يعلم أنه مقيم بين يدي الله ويوصل إلى قلبه عظمة الحاضر، ويفهم القلب أهمية المناجاة مع الحق تعالى،ويحضّر قلبه قبل البدء بالصلاة بالتفكر والتدبير ويفهمه عظمة الحضور أمام الله،وليتذكر أحوال أعاظم الدين وهداة الطريق كيف كانت حالاتهم في الصلاة وكيف كانوا يتعاملون مع مالك الملوك، ويتخذهم أسوة لنفسه.
وسنذكر بعض الروايات في أحوالهم عسى أن تنبّهنا من سكر الغفلة والغرور والآمال.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كان علي بن الحسين عليه السلام إذا قام إلى الصلام تغيّر لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقاً".
وعنه عليه السلام قال: "كان أبي يقول كان علي بن الحسين إذا قام إلى الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء إلا ما حرّكت الريح منه".
وروي "أن إبراهيم عليه السلام كان يسمع تأوّهه على حدّ ميل حتى مدحه الله بقوله: إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب، وكان في صلاته يسمع له أزيز كأزيز المرجل وكذلك يسمع من صدر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ذلك وكانت فاطمة عليها السلام تنهج في الصلاة من خيفة الله".
وقد وردت روايات في آداب القيام، فعن فقه الرضا عليه السلام: "فإذا أردت أن تقوم إلى الصلاة فلا تقم إليها متكاسلاً ولا متناعساً ولا مستعجلاً ولا متلاهياً ولكن تأتيها على السكون والوقار والتؤدة وعليك الخشوع والخضوع، متواضعا لله عزّ وجلّ متخاشعاً
عليك الخشية وسيماء الخوف راجياً بالطمأنينة على الوجل والحذر فقف بين يديه كالعبد الآبق المذنب بين يدي مولاه... وتحسب كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
النية والاخلاص:
من آداب النية وجميع العبادات الاخلاص وحقيقته تصفية العمل عن شائبة سوى الله، قال تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلاَ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ"(1).وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ما نقل "لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
وللإخلاص مراتب:
1- تصفية العمل عن شائبة رضا المخلوق وجلب قلوب المخلوقين، سواء كان مريداً من عمله محمدة أو منفعة أو غير ذلك، وفي مقابل هذه المرتبة إتيان العمل رياء.2- تصفية العمل عن حصول المقاصد الدنيوية، كإتيان صلاة الليل لتوسعة الرزق وإتيان صلاة أوّل الشهر للسلامة من الآفات في ذلك الشهر وإعطاء الصدقات للعافية.
3- تصفية العمل عن الوصول إلى الجنّات والحور والقصور، وأمثالها من اللذات الجسمانية. وفي مقابله عبادة الاجراء كما في بعض الروايات.
4- أن يصفي العمل عن خوف العقاب والعذاب، وفي مقابلها عبادة العبيد كما في بعض الروايات.
5- تصفية العمل عن رؤية استحقاق الثواب والأجر، يروى عن الإمام الصادق عليه السلام: "وأدنى حد الإخلاص بذلك العبد طاقته ثم لا يجعل لعمله عند الله قدرا فيوجب به على ربه مكافأة لعمله".
6- تصفية العمل من الاستكثار والفرح به والاعتماد عليه وتعلق الخاطر فيه، يقول الإمام موسى الكاظم عليه السلام: "كل عمل تريد به الله عزّ وجل فكن مقصّرا عند نفسك فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصّرون إلا من عصمة الله عزّ وجلّ".
وعنه عليه السلام: "لا تستكثروا كثير الخير".
بالإضافة إلى مراتب أخرى لها أهلها.
الوسوسة في النيّة:
الوسوسة في العبادات من الأمور المؤسف التي يقع فيها بعض الناس، فمثلا ترى البعض يصرف وقته في الوضوء بأمور غير مطلوبة منه بل بأمور قد تبطل وضوئه.كمن يغسل يده أكثر من غسلتين في حين أن الشّرع لم يرخّص له أكثر من غسلتين لليد الثانية.
وترى البعض يشك في ركعات الصلاة أو في نطق الكلمات حتى يضيع الوقت الكثير، وربما أدى ذلك إلى ترك الصلاة والنفور من الدِّين.
والأعجب من ذلك من يبتلى بالوسوسة في النية، بحيث يحسب أنه ينبغي التلفُّظ بها أو أنه يشك في صحة نيته، في حين أن أمر النية هيّن بسيط لا يشترط فيها التلفظ، وهي أمر طبيعي لك فعل اختياري يقوم به بالإنسان، حيث أن كل فعل اختياري يقوم به الإنسان لا بد أن يلزمه النيّة، وكذلك العبادة (الوضوء أوالصلاة) فإن نفس إقدامك على هذا افعل يلزمه النية، فلا حاجة إلى تضييع الوقت في الوسوسة في النيّة كما يفعل البعض وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
وقد كثرت الروايات في النهي عن الوسوسة منها:
عن عبد الله بن سنان قال: ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام رحلا مبتلى بالوضوء والصلاة وقلت: هو رجل عاقل.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: "وأي عقل له وهو يطيع الشيطان".
فقلت له: وكيف يطيع الشيطان؟
فقال عليه السلام: "سله هذا الذي يأتيه من أيّ شيء هو فإنه يقول لك: من عمل الشيطان".
وبعض الروايات تذكر علاجا للوسوسة، وهو عدم الاهتمام بالشك والوسوسة أصلاً.
عن الإمام الباقر عليه السلام: "إذا كثر عليك السهو فامض على صلاتك فإنه يوشك أن يدعك إنما هو من الشيطان".
وفي رواية أخرى عن الباقر أو الصادق عليه السلام: "لا تعودّوا الخبيث من أنفسكم نقض الصلاة فتطمعوه فإن الشيطان خبيث معتاد لما عوّد فليمض أحدكم في الوهم ولا يكترث نقض الصلاة فإنه إذا فعل ذلك مرّات لم يعد إليه الشك".
بعض آداب التسمية:
روي عن الإمام الرضا عليه السلام حين سئل عن تفسير البسملة: "معنى قول القائل بسم الله أي اسم على نفسي سمة من سمات الله، وهي العبادة، قال الراوي: فقلت ما السمة؟ قال: العلامة".أعلم أن الإنسان ما دام في تصرف الشيطان ومقهورا تحت سلطانه فهو متسم بالسمات الشيطانية، ولا يستطيع الإنسان أن يتسم بسمات الله ما لم يسيطر على وساوس شياطين الإنس والجن.
لذلك كانت الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم مقدّمة للتسمية، فإذا خلا الإنسان من سمة الشيطان سهل التحلي بسمات الله، ويمكن أن يكون المقصود من السمة من سمات الله في هذا الحديث سمة الرحمة وعلامتها، وهذا يعني أن السالك إذا أراد أن تكون تسميته حقيقية فلا بد أن يتصف بسمة الرحمة الإلهية.
وعلامة حصول نموذج منها في القلب ان ينظر إلى عباد الله بنظر العناية واللطف ويطلب الخير والصلاح للجميع، وهذا هو نظر الأنبياء والأولياء عليهم السلام.
وهذه السمة تفيدنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث لا بد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يذيق قلبه من الرحمة الإلهية، ولا يكون نظره في الأمر والنهي التكبّر واراءة نفسه وفرض أمره، بل ليكن داعيه ارشاد الجاهلين وهداية الضالين رحيما بهم شفوقاً عليهم.
من فقه الاسلام
س: شخص مبتلى بالرياء في عباداته وهو الآن يجاهد نفسه، فهل يعتبر هذا أيضا رياء؟ وكيف يتجنب الرياء؟
ج: كل عمل يؤتى به لله لا يكون رياء حتى مقاومة الرياء نفسه ولأجل التخلص من الرياء يجب التفكر في عظمة الله عزّت آلاؤه وفي ضعف نفسه البشرية واحتياجه كغيره إليه تعالى، وكذلك في عبوديته هو وسائر الناس لله تبارك وتعالى(2).
س: منذ عدة سنوات وأنا مبتلى ببليّة الوسوسة وهذا الموضوع يعذبني جدا، ويوما بعد يوم تشتّد حالة الوسواس هذه، حتى أنني أشك في كل شيء وحياتي قائمة كلها على الشك، وأكثر شكي حول الطعام والأشياء الرطبة، ولهذا لا استطيع التصرف كباقي الناس الاعتياديين, وعندما أدخل إلى مكان أخلع جواربي مباشرة لأنني أتصور أن جوربي عرقت، وسوف تتنجس على أثر ملامسة النجس، حتى أنني لا استطيع الجلوس على السجادة، وإذا ما جلست فسأقوم بتحريك نفسي دوما لكي لا تلتصق شعيرات السجارة بملابسي فأكون مضطرا إلى تطهيرها بالماء، وفي السابق لم أكن هكذا، ولكنني الآن أخجل من أعمالي هذه ودائما أحب أن ارى أحدا في عالم الرءيا وأطرح عليه أسئلتي، أو أن تقع معجزة تغيّر حياتي وأرجع إلى حالتي السابقة، ولهذا أرجو منكم إرشادي؟
ج: إحكام الطهارة والنجاسة هي نفسها التي فصّلت في الرسائل العملية، وشرعا فإن كل الأشياء محكومة بالطهارة، إلا التي حكم الشارع بنجاستها، وحصل للأنسان يقين بها. والتخلص من الوسواس في هذه الحالة لا يحتاج إلى الإحلام أو وقوع معجزة، بل يجب على المكلف أن يضع ذوقه الشخصي جانبا ويكون متعبدا بتعليمات الشرع المقدّس ويؤمن بها، ولا يعتبر الشيء الذي لا يقين بنجاسته نجسا أنت من أين لك يقين بأن الباب والجدار والسجادة وسائر الأشياء التي تستخدمها نجسة، وكيف تيقنت بأن شعيرات السجادة التي تمشي أو تجلس عليها نجسة، وإن نجاستها سوف تسري إلى جوربك ولباسك وبدنك؟!
وعلى كل حال لا يجوز لك في حالتك هذه الاعتناء بالوسواس، فمقدار من عدم الاعتناء بوسواس النجاسة والتمرّن على عدم الاعتناء سوف يساعدك (إن شاء الله بتوفيق من الله تعالى) على إنقاذ من قبضة الوسواس.
س: إنني إمرأة عندي عدّة أولاد وخريجة دراسات عليا، والمشكلة التي أعاني منها هي مسألة الطهارة، ولأنني نشأت في عائلة متدينّة وأريد مراعاة جميع التعاليم الإسلامية، وبما أنني صاحبة أولاد صغار فأنا مشغولة دوما بمسائل البول والغائط، وأثناء تطهير البول فإن ترشحات إناء التخلية (السيفون) تتناثر فتصيب الرجلين والوجه وحتى الرأس أيضا، وفي كل مرة تواجهني مشكلة تطهير تلك الأعضاء، وهذه سبّبت لي مشاكل عديدة في حياتي، ومن ناحية لا يمكنني عدم مراعاة هذه الأمور لأنها ترتبط بعقيدتي وديني، حتى أنني راجعت طبيبا نفسانيا، ولكن لم أحصل على نتيجة، بالإضافة إلى أمور أخرى أعاني منها من قبيل غبار الشيء النجس، أو مراقبة أيدي الطفل النجسة التي إما يجب أن اطهّرها أو أبعدها عن ملامسة أشياء أخرى، علما أن تطهير الشيء النجس عمل شاق جدا بالنسبة لي لكن في الوقت نفسه يسهل عليّ غسل نفس تلك الأواني والملابس حينما تكون متّسخة فقط، ولهذا أرجو من مقامكم الكريم أن تسهّلوا عليّ العيش بارشاداتكم؟
ج:1- في باب الطهارة والنجاسة الأصل هو الطهارة في نظر الشارع المقدس، يعني في أي موضع يحصل لك أقل ترديد في حصول النجاسة فالواجب أن تحكمي بعدم النجاسة.
2- الذين لديهم حساسية نفسية شديدة في أمرالنجاسة (ومثل هذا يسمّونه وسواسيا في اصطلاح الفقه الإسلامي) حتى ذا تيقنوا بالنجاسة في بعض الموارد يجب عليهم أن يحكموا بعدم النجاسة باستثناء الموارد التي يشاهدون حصول التنجس بأعينهم: بحيث إذا رآه أي شخص آخر يجزم بسراية النجاسة، ففي مثل هذه الموارد فقط يجب أن يحكموا بالنجاسة، وهذا الحكم مستمر بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص حتى ترتفع الحساسية المذكورة كليّاً.
3- كل شيء أو عضو يتنجس، يكفي في تطهيره، بعد زوال عين النجاسة: غسله مرة واحدة فقط من ماء الأنبوب، ولا يجب التكرار في الغسل، أو الوضع تحت الماء، وإذا كان ذلك الشيء المتنجس من القماش وأمثاله يعصر بالمقدار المتعارف حتى يخرج منه الماء.
4- وبما إنك مبتلاة بنفس تلك الحساسية بالشديدة في مقابل النجاسة فاعلمي أن الغبار النجس ليس نجسا في أية صورة بالنسبة إليك، ومراقبة يد الطفل الطاهرة، أوالنجسة غير لازمة، ولا يلزم التدقيق في أن الدم زال عن البدن أم لا، وهذا الحكم باق بالنسبة لك إلىتزول منك هذه الحساسية كلياً.
5- الدين الإسلامي لديه أحكام سهلة وسمحاء، ومنسجمة مع الفطرة البشرية فلا تعسرّيها عليك، ولا تلحقي الضرر والأذى بجسمك وروحك من جرّاء ذلك، وحالة القلق والاضطراب في هذه الموارد تضفي المرارة على الأجواء الحياتية، وأن الباري عز اسمه غير راض عن عذابك وعذاب من ترتبطين معهم، أشكري نعمة الدين السهل، وشكر تلك النعمة عبارة عن العمل طبقا لتعليماته تعالى.
6-هذه الحالة حالة عابرة وقابلة للعلاج، وكثير من الأشخاص بعد الابتلاء بها استراحوا منها بالعمل وفقا للتدريب المذكور، توكلي على الله، وأريحي نفسك بالهمة والإرادة(3).
قال بعض علماء الآخرة:
وأما الاعتدال قائما فهو مثول بالشخص والقلب بين يدي الله عزّ وجلّ فليكن رأسك الذي هو أرفع أعضائك مطرقا مطأطأ منكسا، وليكن وضع الرأس عن ارتفاعه تنبيها على إلزام القلب التواضع والتذلّل والتبري عن الترؤس والتكبّر، وليكن على ذكرك ها هنا خطر القيام بين يدي الله عزّ وجل في هول المطلع (في يوم القيامة) عند العرض للسؤال واعلم في الحال أنك قائم بين يدي الله عز وجل وهو مطّلع عليك فقم بين يديه قيامك بين يدي بعض ملوك الزمان إن كنت تعجز عن معرفة كنه جلاله بل قدّر في دوام قيامك في صلواتك إنك محظوظ ومرقوب بعين كالئة من رجل صالح من أهلك أو ممن ترغب في أن يعرفك بالصلاح فإنه تهدأ عند ذلك أطرافك وتخشع جوارحك وتسكن جميع أجزائك خيفة أن ينسبك ذلك العاجز المسكين إلى قلة الخشوع، وإذا أحسست من نفسك بالتماسك عند ملاحظة عبد مسكين، فعاتب نفسك وقل لها إنك تدّعين معرفة الله وحبّه أفلا تستحيين من استجرائك عليه مع توقيرك عبدا من عباده؟ أو تخشين الناس ولا تخشينه وهو أحق أن يخشى؟ ألا تستحيين من خالقك ومولاك إذ قدّرت اطّلاع عبد ذليل من عباده عليك وليس بيده خيرك ولا نفعك ولا ضرّك خشعت لأجله جوارحك وحسنت صلواتك ثم إنك تعلمين أنه مطّلع عليك فلا تخشعين لعظمته أهو أهون عندك من عبد من عباده؟فما أشدّ طغيانك وجهلك وما أعظم عدواتك لنفسك ولذلك لما قبل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كيف الحياء من الله تعالى؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "تستحيي منه كما تستحيي من رجل صالح من قومك"، وأما دوام القيام فهو تنبيه على إدامة القلب على الله تعالى على نعت واحد من الحضور، قال صلى الله عليه وآله وسلم إن الله مقبل على العبد ما لم يلتفت... وما يجب حراسة السر عن الالتفات إلى غير الصلاة فإن التفتّ اإلى غيرها فذكره باطلاع الله تعالى عليك وقبح التهاون بالمناجي مع غفلة المناجي ليعود إلى التيقّظ، والزم الخشوع الباطني فإنه ملزوم الخشوع ظاهرا، ومهما خشع الباطن خشع الظاهر.
قال صلى الله عليه وآله وسلم وقد رأى مصليّا يعبث بلحيته: "ماهذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه فإن الرعية بحكم الراعي".
ولهذا ورد في الدعاء (اللهم أصلح الراعي والراعية).
وهو القلب والجوارح، وكل ذلك يقتضيه الطبع بين يدي من يعظّم من أبناء الدنيا فكيف لا يقتضيه بين يدي ملك الملوك وجبار الجبابرة ومن يطمئن بين يدي غير الله تعالى خاشعا ثم تضطرب أطرافه بين يدي الله تعالى فذلك لقصور معرفته عن جلال الله وعن اطّلاعه على سرّه وضميره وتدبّر قوله تعالى: "الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ".
المصادر :
1- البينة:5.
2- أجوبة الاستفتاءات، م.س، ص146.
3- أجوبة الاستفتاءات، م.س، ص88 وما بعدها.