الامام الحسين عليه السلام

خلفت فاطمة الزهراء عليها السلام بعد عام شبلها الثاني الامام ابا عبد الله الحسين عليه السلام ، فقرت به عيون ابويه ، وامتلأ قلباهما بفيض من الحبور الغامر ، ذلك الضياء اللامع ، ضياء الفضيلة والشرف كان يتلألأ تلألؤ نور الشمس فوق
Thursday, April 14, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الامام الحسين عليه السلام
 الامام الحسين عليه السلام

 






 

خلفت فاطمة الزهراء عليها السلام بعد عام شبلها الثاني الامام ابا عبد الله الحسين عليه السلام ، فقرت به عيون ابويه ، وامتلأ قلباهما بفيض من الحبور الغامر ، ذلك الضياء اللامع ، ضياء الفضيلة والشرف كان يتلألأ تلألؤ نور الشمس فوق صفحتها . وكان جده النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبه حباً جماً حتى قال فيه : ( حسين مني وانا من حسين ) وقال فيه : ( حسين سبط من الاسباط ) وقال فيه : ( حسين روحي التي بين جنبي ) .
وقال فيه وفي اخيه عليهما السلام : ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ) وقال ايضاً : ( الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا ) ، وقال : ( هما ريحانتاي من الدنيا ) .
ان هذه الاحاديث النبوية الشريفة اثبتت مكانة الحسنين بالنسبة لجدهما محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان لهذا المولود الجديد صدى مبهج في قلب جده .
في ( المناقب ) : كانت فاطمة تدلل ابنها الحسين فتقول : انت شبيه بأبي ليس شبيهاً بعلي (1)
اقبل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على الحسن والحسين عليهما السلام يغمرهما من حبه وحنانه ويفيض عليهما من عطف الابوة ما شاء له ان يعطف حتى كبرا ودرجا في السن ، ولقد اثر الزهراء عليها السلام بالنعمة الكبرى ، فحصر ذرية الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في ولديها وحفظ بها اشرف سلالة عرفتها البشرية ، كما كرم الله علياً عليه السلام فجعل من صلبه هذه السلسلة من الذرية العلوية الشريفة التي انتشرت في ارجاء الكرة الارضية .
وشب الحسين عليه السلام في بيت النبوة ومهبط الوحي ، وبلغ مبلغ الرجال ، فكان على جانب عظيم من الزهد والورع والتضحية والاباء والجود والكرم ، حتى كانت فاجعة كربلاء سنة 61 هـ حيث ابى الا ان يحق الحق ويزهق الباطل ، فقارع الظلم وطارد المارقين حتى استقر في ارض كربلاء والتقى مع جيش الكفر والضلال ، ودارت رحى الحرب ، ودقت ساعة القتال ، فاذا بالحسين عليه السلام يزداد عزماً وقوة واندفاعاً لمحاربة جيش الشرك ، وقدم قرابينه في سبيل احياء دين جده الكريم . قال الشاعر الشيخ محسن ابو الحب ـ الكبير ـ عن لسان حال الحسين عليه السلام :
ان كان دين محمد لم يستقم *** إلّا بقتلي يا سيوف خذيني
هذا دمي فلترو صادية الظبا *** منه وهذا للرماح وتيني
لقد خاض الامام الحسين عليه السلام اعنف معركة عرفها التاريخ ، بالرغم من قلة انصاره وكثرة اعدائه ، فقتل اصحابه واهل بيته حتى طفله الرضيع عبد الله ، واخوه العباس عليه السلام واحرقت خيام النساء ، واذا بالقدر يهوي ويزلزل ذلك الطود الشامخ ، شجرة الفضيلة فخرَّ صريعاً في ميدان الشرف والاباء لاحقاً بربه مجاهداً محتسباً .
جاء في ( الفصول المهمة ) : ( . . فرحل الحسين عليه السلام وأهله ونزلوا بكربلاء وذلك يوم الاربعاء الثامن من المحرم سنة احدى وستين ، فقال عليه السلام : هذه كربلاء موضع كرب وبلاء ، هذه مناخ ركابنا ومحط رحالنا ومقتل رجالنا ، وكتب الحر الى ابن زياد يعلمه بنزول الحسين عليه السلام بارض كربلاء .
فانظر ما ترى في امره ، فكتب عبيد الله بن زياد كتاباً الى الحسين عليه السلام يقول فيه : اما بعد ان يزيد بن معاوية كتب الي ان لا تغمض جفنك من اللئام ولا تشبع بطنك من الطعام او يرجع الحسين على حكمي او تقتله والسلام ، فلما ورد الكتاب على الحسين عليه السلام وقرأه القاه من يده ،
وقال للرسول : ماله عندي جواب ، فلما رجع الرسول الى ابن زياد واخبره بذلك اشتد غيظه وجمع الجموع وجنّد الجند وجهز اليه العساكر وجعل على مقدمها عمر بن سعد وكان قد ولّاه الري واعمالها ، فاستعفى من الخروج الى قتال الحسين عليه السلام وقد تقدمته العساكر فقال له ابن زياد : اما ان تخرج اليه او اخرج عن عملنا من الري ، فخرج عمر الى الحسين وصار ابن زياد يمده بالجيوش شيئاً بعد شيء الى ان اجتمع عند عمر بن سعد عشرون الف مقاتل ما بين فارس وراجل ، واول من خرج مع عمر بن سعد الشمر بن ذي الجوشن في اربعة الآف فارس ، ثم زحفت خيل ابن سعد حتى نزلت بشاطئ الفرات وحالوا بين الحسين واصحابه وبين الماء ، فعند ذلك ضاق الامر على الحسين عليه السلام وعلى اصحابه واشتد بهم العطش وكان مع الحسين عليه السلام شخص من اهل الزهد والزرع يقال له يزيد بن الحصين الهمداني ، فقال للحسين عليه السلام :
ائذن لي يابن رسول الله في ان آتي مقدم هؤلاء عمر بن سعد فأكلمه في الماء لعله ان يرتدع ، فاذن له ، وقال : ذلك اليك اذا شئت فجاء الهمداني الى عمر بن سعد فكلمه في الماء فامتنع منه فلم يجبه الى ذلك ، فقال له : هذا ماء الفرات تشرب منه الكلاب والذئاب ، وغير ذلك وتمنعه الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واخوته ونساؤه واهل بيته والعترة الطاهرة يموتون عطشاً وقد حلتَ بينهم وبين الماء وانت تزعم انك تعرف الله ورسوله ، فأطرق عمر بن سعد ثم قال يا اخا همدان اني لأعلم حقيقة ما تقول وانشد : دعاني عبيد الله من دون قومه فوالله ما ادري واني لـواقف أأخذ ملك الري والري رغبتي وفي قتله النار التي ليس دونها الى خصلة فيها خرجت لحيني على خطر لا ارتضيه وميـن وارجع مطلوبـاً بدم حسـين حجاب وملك الري قرة عين ثم قال يا اخا همدان ما تجيبني نفسي الى ترك الري لغيري ، فرجع يزيد بن الحصين الهمداني الى الحسين عليه السلام واخبره بمقالة ابن سعد فلما عرف الحسين ذلك منهم تيقن ان القوم مقاتلوه ، فأمر اصحابه فاحتفروا حفيرة شبيهة بالخندق وجعلوا له جهة واحدة يكون القتال منها واهدفوا عسكر بن سعد بالحسين عليه السلام واصحابه يصفوا لهم وارشدوهم بالسهام والنبال واشتد عليهم القتال .
ولم يزالوا يقتلوا من اهل الحسين عليه السلام واحداً بعد واحد حتى اتوا على ما ينيف على خمسين منهم ، فعند ذلك صاح الحسين عليه السلام اما من ذاب يذب عن حريم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واذا بالحر بن يزيد الرياحي الذي تقدم ذكره الذي كان خرج الى الحسين اولاً من جهة ابن زياد قد خرج من عسكر عمر بن سعد راكباً على فرسه وقال : يابن رسول الله انا كنت اول من خرج عليك عيناً ولم اظن ان الامر يصل الى هذه الحال وانا الان من حزبك وانصارك أقاتل بين يديك حتى اقتل ارجو بذلك شفاعة جدك ، ثم قاتل بين يديه حتى قتل .
فلما فنى اصحاب الحسين عليه السلام وقتلوا جميعهم عن آخرهم ؛ اخوته وبنو عمه ، وبقي وحده بمفرده حمل عليهم حملة منكرة قتل فيها كثيراً من الرجال والابطال ورجع سالماً الى موقفه عند الحريم ، ثم حمل عليهم حملة اخرى وأراد الكر راجعاً الى موقفه فحال الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله بينه وبين الحريم والمرجع اليهم في جماعة من ابطالهم وشجعانهم واحدقوا به ، ثم جماعة منهم تبادروا الى الحريم والاطفال يريدون سلبهم فصاح الحسين عليه السلام : ويحكم يا شيعة الشيطان كفوا سفهاءكم عن التعرض للنساء والاطفال فانهم لم يقاتلوا ، فقال الشمر لعنه الله : كفوا عنهم واقصدوا الرجل بنفسه . . (2)
لقد بادرت تلك الزمرة الخائنة بالقضاء على الحسين عليه السلام كان الشمر اشدَّ القوم تطوعاً لقتال الحسين عليه السلام ، وحتى ابن سعد كان يتهيب فكاد ان يتزعزع عزمه على القتال لولا هذا الجلف الجافي . لكن الحسين عليه السلام يدافع عن مبدأ اسمى ومثل اعلى ، وضحى في سبيله بما ضحى . فكان مظفراً خالداً في نظر الاجيال والتاريخ .
والحسين عليه السلام انما كافح عناصر السوء والرذيلة والاستبداد والظلم والطغيان ، وهي التي كانت مبدأ يعتنقه يزيد وزبانيته ويحملون الناس عليه ويذيعونه في مجتمع بعيد عن الخير والصلاح ، ومثل ذلك المجتمع المنحط يتسنم فيه يزيد اريكة الحكم ويتأمر على ناسه ومبادئه ، والحسين عليه السلام ذلك المثالي لا يمكن ان يقر مجتمعاً كهذا ، فكانت ثورته عليه لتطهيره من دنس العابثين وكان جهاده في سبيل قمع مبادئه .
ولا تزال ثورته تلك ترن في الآذان منذ مئات السنين يتخذه المصلحون دستوراً عملياً لاصلاحه وجهاده . يقول العقاد : ( وفي الواقع الذي لا شبهة فيه ايضاً ان عمر بن سعد هذا لم يخل من غلظة في الطبع على غير ضرورة ولا استفزاز ، فهو الذي ساق نساء الحسين بعد مقتله على طريق جثث القتلى التي لم تزل مطروحة بالعراء ، فصحن وقد لمحنها على الطريق صيحة أسالت الدمع من عيون رجاله وهم ممن قاتل الحسين وذويه ) (3) .
كان الحسين عليه السلام كريماً محباً للفقراء ، رؤوفاً بالمساكين ومن الامثلة على سخائه وكرمه ما رواه ابن عساكر ان سائلاً في المدينة اتى باب دار الحسين عليه السلام وانشأ يقول :
لم يخب الآن من رجاك ومن انت جـواد وانت مـعتمـد حرك من دون بابك الحلقة ابـوك قد كان قاتل الفسقة لولا الذي كان من اوائلكم كانت علينا الجحيم منطبقة
فخرج الحسين عليه السلام ورأى عليه اثر ضر وفاقة وأمر قنبراً باتيان النفقة المتبقية حينذاك وهي اربعمائة درهم فاتى بها وتناولها الامام منه وفتح الباب قليلاً ودفعها الى الاعرابي السائل وانشأ يقول في جوابه : خذهـا فـانـي اليك معتـذر لو كان في سيرنا الغداة عصا لكن ريب الزمـان ذو غِـيرَ واعلم بأني عليك ذو شفقة كانت سمانـا عليك مندفقة والكـف منـا قليلة النفقة فأخذها الاعرابي ومضى وهو يقول : ( الله اعلم حيث يجعل رسالته ) (4) .
اجل كان الحسين عليه السلام يشبه جده واباه خلقاً وخُلقاً ، وعلماً وادباً وبلاغة وفصاحة وكرماً وسخاء وشجاعة وشهامة ، ومن فضائله ومناقبه ايضاً ما ذكره صاحب ( الاعيان ) فقال : جاء اعرابي الى الحسين عليه السلام فقال : يابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن ادائها ، فقلت في نفسي اسأل اكرم الناس وما رأيت اكرم من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال الحسين عليه السلام : يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل فان اجبت عن واحدة اعطيتك ثلث المال وان اجبت عن اثنتين اعطيتك ثلثي المال وان اجبت عن الكل اعطيتك الكل فقال اعرابي : يابن رسول الله أمثلك يسأل مثلي وانت من اهل العلم والشرف ، فقال الحسين عليه السلام : بلى سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فقال الاعرابي : سل عما بدا لك فان اجبت والا تعلمت منك ولا قوة الا بالله ، فقال الحسين عليه السلام : أي الاعمال افضل ؟ فقال الاعرابي : الايمان بالله ، فقال الحسين عليه السلام : فما النجاة من الهلكة ؟ فقال الاعرابي : الثقة بالله . فقال الحسين عليه السلام : فما يزين الرجل ؟ فقال الاعرابي : علم معه حلم . فقال : فان اخطأه ذلك ؟ فقال : مال معه مروءة .
فقال : فان اخطأه ذلك ؟ فقال : فقر معه صبر . فقال الحسين عليه السلام : فان اخطأه ذلك ؟ فقال الاعرابي : فصاعقة تنزل من السماء وتحرقه فانه اهل لذلك ، فضحك الحسين عليه السلام ورمى اليه بصرة فيها الف دينار واعطاه خاتمه وفيه فص قيمته مائتا درهم . وقال : يا اعرابي اعط الذهب الى غرمائك واصرف الخاتم في نفقتك ، فأخذ الاعرابي ذلك وقال : الله اعلم حيث يجعل رسالته (5) .
وروى احمد بن سليمان بن علي البحراني في عقد اللآل في مناقب الآل : ان الحسين عليه السلام كان جالساً في مسجد جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاة اخيه الحسن عليه السلام وكان عبد الله بن الزبير جالساً في ناحية المسجد وعتبة بن ابي سفيان في ناحية اخرى ، فجاء اعرابي على ناقة فعقلها بباب المسجد ودخل فوقف على عتبة بن ابي سفيان فسلم عليه فرد عليه السلام ، فقال له الاعرابي : اني قتلت ابن عم لي وطولبت بالدية فهل لك ان تعطني شيئاً فرفع رأسه الى غلامه وقال ادفع اليه مائة درهم ، فقال الاعرابي : ما اريد الا الدية تماماً ، ثم تركه واتى عبد الله بن الزبير وقال له مثل ما قال لعتبة ، فقال عبد الله لغلامه : ادفع اليه مائتي درهم فقال الاعرابي ما اريد الا الدية تماماً ، ثم تركه واتى الحسين عليه السلام فسلم عليه وقال :
يابن رسول الله اني قتلت ابن عم لي وقد طولبت بالدية فهل لك ان تعطيني شيئاً فقال له : يا اعرابي نحن قوم لا نعطي المعروف الا على قدر المعرفة . فقال : سل ما تريد ، فقال له الحسين ، يا اعرابي ما النجاة من الهلكة ؟ قال : التوكل على الله عز وجل . فقال : وما الهمة ؟ قال : الثقة بالله .
ثم سأله الحسين غير ذلك واجاب الاعرابي ، فأمر له الحسين عليه السلام بعشرة الاف درهم وقال له : هذه لقضاء ديونك وعشرة الاف درهم اخرى ، وقال هذه تلم بها شعثك وتحسن بها حالك وتنفق منها على عيالك ، فأنشأ الاعرابي يقول : طربت وما هاج لي مغبق ولكن طربت لآل الرسـو هم الاكرمون هم الانجبون سبقت الانام الى المكرمات بكم فتح الله باب الرشـاد ولا لي مقام ولا معشـق لفلذَّ لي الشعر والمنطق نجوم السماء بهم تشـرق فقصر عن سبقك السّبـق وباب الفساد بكم مغلق
لقد كانت وقعة الطف سنة 61 هـ حدثاً له رد فعل عميق الأثر في نفوس المسلمين ، وقد شاء غرور بني امية ان يزيدها فظاعة وبشاعة لم يقع مثلها في تاريخ الاسلام والمسلمين .
ذكر ياقوت الحموي فقال : قال ابن عبد الرحيم : حدثني الخالع قال : كنت مع والدي سنة 346 وانا صبي في مجلس الكبودي في المسجد الذي بين الوراقين والصاغة وهو غاص بالناس واذا رجل قد وافى وعليه مرقعة وفي يديه سطحية وركوة ومعه عكاز وهو شعث فسلم على الجماعة بصوت يرفعه ثم قال : انا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها ، فقالوا : مرحباً بك واهلاً ورفعوه فقال : اتعرفون لي احمد المزوق النائح ؟ فقالوا : ها هو جالس . فقال : رأيت مولاتنا فاطمة عليها السلام في النوم فقالت لي : امض الى بغداد واطلبه وقل له : نح على ولدي الحسين عليه السلام بشعر الناشئ الذي يقول فيه : بني احمد قلبي بكم يتقطع بمثل مصابي فيكم ليس يسمع
قال : وكان الناشئ حاضراً فبكى ولطم لطماً على وجهه وتبعه احمد المزوق والناس كلهم ، وكان اشد الناس كلهم في ذلك الناشئ والمزوق فناحوا بهذه القصيدة الى ان صلى الناس الظهر وتقوّض المجلس وجهدوا بالرجل ان يأخذ شيئاً منهم فأبى وقال : والله لو اعطيت الدنيا ما اخذتها فاني لا ارى ان اكون رسول مولاتي ثم آخذ من ذلك عوضاً ثم انصرف ولم يقبل شيئاً (6) .
أي رزء اصاب الاسلام ، واية نكبة هدت كيان المسلمين ! ؟ لقد عظم الخطب وجل الرزء ، قال السيد حيدر الحلي : زوج السيف بالنفوس ولكن مهرها الموت والخضاب النجيعُ الا ليس في هذه الدنيا الطويلة العريضة من درس بليغ ! درس في الشهامة والتضحية الغالية ، كالدرس الذي القاه الامام الشهيد الحسين بن علي عليه السلام في يوم عاشوراء . فأبى ان يعيش الا عزيزاً او تجلى الكفاح وهو صريعُ .
روى عن ابي مخنف انه قال :قال الطرماح بن عدي كنت في واقعة كربلاء وقد وقع فيَّ ضربات وطعنات فأثخنتني بالجراح فلو حلفت لحلفت صادقاً اني كنت نائماً اذ رأيت عشرة فوارس قد اقبلوا وعليهم ثياب بيض ، تفوح منهم رائحة المسك ، فقلت في نفسي يكون هذا عبيد الله بن زياد قد اقبل لطم جسد الحسين فرأيتهم حتى نزلوا على القتلى تماماً ورجلاً منهم تقدم الى جسد الحسين فجلس قريباً منهم ومد يده الى نحو الكوفة واذا برأس الحسين اقبل من نحو الكوفة فركبه على الجسد فعاد كما كان باذن الله ، يقال واذا هو رسول الله ثم قال : يا ولدي قتلوك اتراهم عرفوك ومن شرب الماء منعوك ، ثم التفت الى من كان معه وقال : يا أبي آدم ويا أبي ابراهيم ويا أخي موسى ويا عيسى اترون ما صنعت أمتي بولدي من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة (7) .
المصادر:
1- المناقب / ابن شهر اشوب / ج 3 / ص 159 .
2- الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي ص 177 ـ 179 .
3- ابو الشهداء الحسين بن علي / عباس محمود العقاد ص 69 .
4- سمو المعنى في سمو الذات / عبد الله العلايلي ص 146 .
5- اعيان الشيعة / محسن الامين / ج 4 / ص 106 و 107 .
6- أعيان الشيعة / محسن الامين العاملي / ج 4 / ص 108 و 109 .
7- تظلم الزهراء اهل دماء الحسين / رضي بن نبي القزويني ص 274 . 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.