مفردات يوم الحساب

حينما يأتي يوم القيامة ، ويتحقّق الحشر في يوم الطامّة ، يُدعى الناس لحسابهم ، ويتمّ وزن أعمالهم ، حتّى يتبيّن الرابح من الخاسر ، وتجزى كلّ نفسٍ بما كسبت.
Saturday, April 23, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
مفردات يوم الحساب
 مفردات يوم الحساب

 






 

الميزان

حينما يأتي يوم القيامة ، ويتحقّق الحشر في يوم الطامّة ، يُدعى الناس لحسابهم ، ويتمّ وزن أعمالهم ، حتّى يتبيّن الرابح من الخاسر ، وتجزى كلّ نفسٍ بما كسبت.
والميزان في اللغة فُسّر بأنّه هو :«كلّ ما يوزن به الأشياء ، وتعرف به مقاديرها ليتوصّل به إلى الانصاف والانتصاف» (1).
واعتقاد الاماميّة رضوان الله عليهم في الميزان أنه حق (2).
ولا خلاف بين المسلمين في حقيّتها ... فأصل الميزان ممّا لا شكّ فيه ولا شبهة تعتريه وإنكاره كفر ، وإنّما الخلاف في معناه» (3).
وقد دلّ الكتاب الكريم والحديث المتظافر على وجود الميزان.
أمّا آيات الكتاب الكريم :
1 ـ قوله تعالى :(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ) (4).
2 ـ قوله تعالى :(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) (5).
3 ـ قوله تعالى :(فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ) (6).
وأمّا أحاديث الحجج المعصومين عليهم السلام :
1 ـ الحديث الرضوي الشريف في بيان محض الاسلام وشرايع الدين ، وأنّ منها الايمان بالميزان ، جاء فيه :
«ويؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير والبعث بعد الموت والميزان والصراط» (7).
2 ـ حديث هشام بن سالم قال :
سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا) (8) قال : «هم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام».
3 ـ حديث أبي معمّر السعداني عن أميرالمؤمنين عليه السلام جاء فيه :
«وأمّا قوله تعالى (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا) فهو ميزان العدل ، يؤخذ به الخلائق يوم القيامة ، يدين الله تبارك وتعالى الخلق بعضهم من بعض بالموازين».
إلى غير ذلك من الأحاديث الشريفة التي تثبت حقانيّة الميزان يوم القيامة.
فالميزان حقّ يلزم الاعتقاد به وإن كان وقع الاختلاف في معناه وكيفيّته ، لذلك قال العلّامة المجلسي :
«فنحن نؤمن بالميزان ونردّ علمه إلى حملة القرآن ، ولا نتكلّف علم ما لم يوضح لنا بصريح البيان» (9).
ولذلك أيضاً نقل السيّد شبّر الأقوال في الميزان والموزون عن الشيخ المفيد والشيخ البهائي والمفسّرين والمتكلّمين ثمّ قال هو قدس سره :
«والأحوط الأولى الايمان بالميزان وردّ العلم بحقيقتها إلى الله وأنبيائه وخلفائه ، ولا نتكلّف علم ما لم يوضّح لنا بصريح البيان ، والله العالم بحقيقة الحال».
ولعلّ من الصحيح أن نقول في مقام الجمع ، بل لظاهر التعبير في الآية المباركة بالموازين بصيغة الجمع ، وبقرينة الأحاديث الشريفة : انّ الموازين متعددة ، فكلّ ما يوزن به العمل ويقدّر به الفعل ويميّز به الحق عن الباطل والمقبول عن المردود ، ويكون محكّاً للعمل ، يكون ميزاناً.
فمن الموازين نفس أميرالمؤمنين عليه السلام كما تلاحظه في السلام عليه بميزان الأعمال في زياراته الشريفة.
مثل زيارته المطلقة التي يرويها المفضّل الجعفي عن الامام الصادق عليه السلام :«السلام على ميزان الأعمال ، ومقلب الأحوال ، وسيف ذى الجلال» (10).
وكذا مثل زيارته الاخرى المرويّة عن الامام الباقر عليه السلام :«السلام على يعسوب الايمان ، وميزان الأعمال» (11).
ومن الموازين الأئمّة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين كما تلاحظ ذلك في أحاديث تفسير قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) (12).
ففي حديث داود الرقّي في تفسير هذه الآية الشريفة عن الامام الصادق عليه السلام قال : «أطيعوا الامام بالعدل ولا تبخسوه حقّه» (13).
وفي حديث الحسين بن خالد عن الامام الرضا عليه السلام أيضاً قال :«لا تبخسوا الامام حقّه ولا تظلموه» (14).
ومن الموازين الأنبياء وأوصياؤهم كما تلاحظه في حديث هشام بن سالم المتقدّم جاء فيه :«وهم الأنبياء والأوصياء» عليهم السلام (15).
بل يمكن أن يكون من الموازين نفس عمل شرعي كالصلاة مثلاً تكون ميزاناً.
من حيث كونها إن قُبلت قُبل ما سواها ، وإن رُدّت رُدّ ما سواها كما يستفاد من بعض الأحاديث (16).
بل جاء في بعض الأحاديث أنّ الصلاة ميزان تلاحظه مع بيانه في مقامه مع معانٍ له (17).
نسأل الله تعالى مزيد الاحسان ، ورجحان الميزان ، بالعمل الصالح ، وببركة ولاية أهل البيت عليهم السلام والصلاة عليهم ومحبّتهم وشفاعة أميرالمؤمنين عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام وأهل البيت عليهم السلام كما عرفته من الأحاديث المتقدّمة وتلاحظه في البحار ج 8 ، ص 59 ب 21 ، ح 82 وتجده بوضوح في الزيارة الحسينيّة المطلقة الأولى ، جاء فيها : «بكم يُدرك الله ترة كلّ مؤمن يُطلب بها».

الحساب

الحساب في أصل اللغة معناه : عدّ الأشياء (18). ويفسّر حساب يوم القيامة بمحاسبة الخلق لمجازاتهم (19).
وببيان جامع يُقال :
الحساب هي المقابلة بين الأعمال والجزاء عليها ، والموافقة للعبد على ما فرّط منه ، والتوبيح له على سيّئاته ، والحمد له على حسناته (20).
وقد فصّل الشيخ الصدوق قدس سره بيان الحساب بقوله :
«منه ما يتولّاه الله تعالى ، ومنه ما يتولّاه حججه ، فحساب الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم السلام يتولاه الله عزّوجلّ ، ويتولّى كلّ نبي حساب أوصيائه ، ويتولّى الأوصياء حساب الأُمم.
والله تعالى هو الشهيد على الأنبياء والرسل ، وهم الشهداء على الأوصياء والأئمّة شهداء على الناس» (21).
وقال العلّامة المجلسي أعلى الله مقامه :«اعلم أنّ الحساب حقّ نطقت به الآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة فيجب الاعتقاد به.
وأمّا ما يحاسب العبد به ويُسأل عنه فقد اختلف فيه الأخبار ..
فمنها : ما يدلّ على عدم السؤال عمّا تصرف فيه من الحلال.وفي بعضها لحلالها حساب ولحرامها عقاب.
ويمكن الجمع بينهما بحمل الأولى على المؤمنين والأخرى على غيرهم ...
أو الأولى على الأمور الضرورية كالمأكل والملبس والمسكن والمنكح ، والأخرى على ما زاد على الضرورة كجمع الأموال زائدا على ما يحتاج إليه أو صرفها فيما لا يدعوه إليه ضرورة ولا يستحسن شرعا ، ويؤيده بعض الأخبار» (22).
وقال السيّد شبّر أعلى الله درجته :
«المقالة الثانية : في الحساب والسؤال وردّ مظالم العباد ، والآيات والأخبار في ذلك كثيرة ، والايمان بذلك مجملاً واجب» (23).
ودلّ على حقانيّة الحساب وحقيقته الكتاب والسنّة القطعيّة.
أمّا الكتاب المجيد :
1 ـ قوله تعالى :(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (24).
2 ـ قوله تعالى :(وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (25).
3 ـ قوله تعالى :(ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (26).
4 ـ قوله تعالى :(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ) (27).
5 ـ قوله تعالى :(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا) (28).
6 ـ قوله تعالى :(لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (29).
وأمّا السنّة القطعيّة :
1 ـ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله :«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت» (30).
2 ـ حديث أميرالمؤمنين عليه السلام :«يوقف العبد بين يدي الله تعالى فيقول : قيسوا بين نعمي عليه وبين عمله فتستغرق النعم العمل فيقولون : قد استغرق النعم العمل فيقول : هبوا له النعم.
وقيسوا بين الخير والشر منه فإن استوى العملان أذهب الله الشر بالخير وأدخله الجنّة وإن كان له فضل أعطاه الله بفضله وإن كان عليه فضل وهو من أهل التّقوى ولم يشرك بالله تعالى واتقى الشرك به فهو من أهل المغفرة ، يغفر الله له برحمته إن شاء ، ويتفضل عليه بعفوه» (31).
3 ـ حديث ابن شعيب الحدّاد عن الامام الصادق عليه السلام قال :«قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا أول قادم على الله ، ثمّ يقدم علي كتاب الله ، ثمّ يقدم علي أهل بيتي ، ثمّ يقدم علي أمتي فيقفون فيسألهم ما فعلتم في كتابي وأهل بيت نبيكم؟» (32).
4 ـ حديث الحسين بن هارون عن الامام الصادق عليه السلام انه قال في قول الله تعالى :
«(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) قال : يسأل السمع عما يسمع ، والبصر عما يطرف ، والفؤاد عما عقد عليه» (33).
5 ـ حديث محمّد بن مسلم الثقفي قال :
«سألت أبا جعفرٍ عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ : (فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
فقال عليه السلام : يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتّى يقام بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحدا من الناس فيعرفه ذنوبه حتّى إذا أقر بسيئاته قال الله عزّوجلّ للكتبة : بدّلوها حسنات ، وأظهروها للناس.
فيقول الناس حينئذ : ما كان لهذا العبد سيئة واحدة؟!
ثم يأمر الله به إلى الجنة فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة» (34).
6- حديث رسول الله صلى الله عليه وآله :
«إنّ الله يحاسب كلّ خلق إلّا من أشرك بالله ، فاّنه لا يحاسب يوم القيامة ويؤمر به إلى النّار» (35).
7 ـ حديث البرقي عن أميرالمؤمنين عليه السلام جاء فيه :
«وأمّا الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض ، إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال : وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ، ولو كف بكف ولو مسحة بكف ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء.
فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ثم يبعثهم الله إلى الحساب» (36).
8 ـ الحديث العلوي الشريف :
«سئل عليه السلام كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟
فقال عليه السلام : كما يرزقهم على كثرتهم.
فقيل فكيف يحاسبهم ولا يرونه؟
قال كما يرزقهم ولا يرونه» (37).
9 ـ حديث ابراهيم بن عبّاس الصولي عن الامام الرضا عليه السلام عن آبائه الطاهرين عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله انّه قال :«يا علي إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداّ رسول الله وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك.
فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له أبداً ...» (38).
10 ـ حديث اسحاق بن عمّار عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال : إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنّة ، فقير في الدنيا وغني في الدنيا.
فيقول الفقير : يا ربّ على ما أوقف؟ فو عزّتك إنك لتعلم أنك لم تولّني ولاية فأعدل فيها أو أجور ، ولم ترزقني مالا فأؤدي منه حقّاً أو أمنع ولا كان رزقي يأتيني منها إلا كفافاً على ما علمت وقدّرت لي.
فيقول الله جلّ جلاله : صدق عبدي خلوا عنه يدخل الجنّة.
ويبقى الآخر حتى يسيل منه من العرق ما لو شربه أربعون بعيرا لكفاها ثم يدخل الجنّة ، فيقول له الفقير : ما حبسك؟ فيقول : طول الحساب ما زال الشيء يجيئني بعد الشيء يغفر لي ثم أسأل عن شيء آخر حتى تغمدني الله عزّوجلّ منه برحمة وألحقني بالتأئبين ، فمن أنت؟ فيقول : أنا الفقير الذي كنت معك آنفا ، فيقول : لقد غيرك النعيم بعدي» (39).
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الاخرى التي تدلّ على محاسبة العباد في يوم التناد.
وقانا الله تعالى من هول الحساب وصعوبته ، ومن خوف يوم الطامّة وشدّته ، ببركة سادة الأمّة وشفعاء القيامة محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
فانّ السعادة العظمى في ولايتهم ، والفوز الأكبر في متابعتهم ، والنجاة والخلاص للمؤمنين ببركتهم ـ اولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات ـ كما تقدم وتبيّن في جملة من الروايات.
ويحسن في المقام بيان بعض الخصال التي توجب أمن يوم المعاد ، والكرامة فيه والتخلّص من أهوال يوم القيامة وحسابه ، بذكر مضامين بعض الأحاديث المتضمّنة لها ، وهي خصال حسنة كثيرة مثل :
قراءة القرآن الكريم ، وزيارة الهداة المعصومين خصوصاً زيارة سيّدنا الامام الرضا عليه السلام ، واحترام مساجد الله عزّ اسمه ، وطول القنوت في الصلاة ، وصيام رجب ، وقضاء حوائج المؤمنين ، وتوقير ذي الشيبة ، وكظم الغيظ ، واجتناب الفحشاء والشهوات مخافة من الله تعالى.

الأعمال

أعمال العباد وأفعالهم التي قد تكون صالحة ، وقد تكون سيّئة ، وقد تكون خيراً ، أو شرّاً.
فبالاضافة إلى أنّ جميعها محفوظة عند الله تعالى ، ومشهودة لديه ، وكفى به شهيداً وشاهداً كما قال عزّ اسمه :(... وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (40).
وبالاضافة إلى أن كلّها قامت عليها شهادة العدل المعصوم الذي لا يُردّ قوله كما قال جلّ شأنه :(... لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ...) (41).
وفي الحديث الرضوي الشريف :«نحن شهداء الله وأعلامه في بريّته» (42).
وبالاضافة إلى أن جميع الأفعال والأقوال مسجّلة عند الملائكة الموكّلين ، كما قال الله جلّ وعلا :(مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (43).
وقال جلّ جلاله :(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (44)
فتكون الحجّة تامّة كاملة في المجازاة على أعمال العباد وأقوالهم بل ونواياهم عند من يعلم نوايا القلوب وخفايا الصدور كما قال تعالى :
(يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (45).
بالاضافة إلى جميع ذلك الذي هو الميزان العدل ، والقول الفصل توفّى أعمال العباد في يوم الجزاء ضمن أسناد موثوقة لا يتطرق إليها خلل ولا زلل بالانحاء التالية :
1 ـ تطاير الكتب.
2 ـ إعطاء الصحف.
3 ـ إنطاق الجوارح.
وقد ثبت ذلك بالآيات القرآنيّة ، والأحاديث المعصوميّة :
أمّا من القرآن الكريم :
1 ـ يدلّ على اعطاء النحو الأوّل قوله تعالى :(وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (46).
2 ـ يدلّ على النحو الثاني قوله تعالى :(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا) (47).
3 ـ يدلّ على النحو الثالث قوله تعالى :(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (48).
وذلك حينما ينكرون ما في صحيفة عملهم من معاصيهم ، فيختم الله على ألسنتهم وتنطق جوارحهم.
(وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ...) (49).
واعلم أنّ هذا القسم الأخير ايفاء الأعمال يكون لغير المؤمن كما في حديث الامام الباقر عليه السلام قال :
«وليست تشهد الجوارح على مؤمن ، إنّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب ، فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه» (50).
وأمّا من الحديث الشريف :
1 ـ للنحو الأوّل : حديث خالد بن نجيح عن الامام الصادق عليه السلام قال :
«إذا كان يوم القيامة دفع إلى الإنسان كتابة ثم قيل له : اقرأ.
قلت : فيعرف ما فيه؟
فقال : إن الله يذكره فما من لحظة ، ولا كلمة ، ولا نقل قدم ، ولا شيء فعله إلا ذكره كأنّه فعله تلك الساعة ، فلذلك قالوا : يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها» (51).
2 ـ للنحو الثاني : حديث القاسم محمّد بن علي قال :
«إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه ، وحاسبه فيما بينه وبينه ... وإذا أراد بعبد شرّاً حاسبه على رُءُوس الناس ، وبكته ، وأعطاه كتابه بشماله ...» (52).
3 ـ للنحو الثالث : حديث الامام الصادق عليه السلام عن آباءه الطاهرين عليهم السلام أنّه قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبته التي يصف فيها هول القيامة :
«ختم على الأفواه فلا تكلم وقد تكلمت الأيدي ، وشهدت الأرجل ، ونطقت الجلود بما عملوا ، فلا يكتمون الله حديثا» (53).
وهذا من أبلغ الحجّة باقرار نفس العضو بما ارتكبه من فعل.
بل يستفاد من بعض الأحاديث أنّ الأرض تشهد بفعل العبد ، ففي حديث أبي كهمس انه سُئل أبو عبدالله ، يصلّي الرجل نوافله في موضع أو يفرّقها؟
قال عليه السلام :
«بل هاهنا ، وهاهنا ، فانها تشهد له يوم القيامة» (54).
وقد استفيد من بعض الآيات والأحاديث الشريفة هنا أنّ الجزاء يناسب العمل ، فتُجسّم الأعمال الصالحة بصورة حسنة ، وتُجسّم الأعمال السيّئة بصورة سيّئة كما تلاحظه في كلام المحقّق التستري ، واحتمله العلّامة المجلسي وتلاحظه في اُصول الكافي (55).
ثمّ أنّه بعد إيفاء أعمال العباد يكون الجزاء ، فتجزى كلّ نفس بما كسبت من خيرٍ أو شرٍّ ، جزاء من رب العالمين بفضله ورحمته ، وبعدله وعدالته.
قال تعالى :(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (56).
وقال عزّ اسمه :(الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (57).
أمّا ثوابه على الأعمال الصالحة فمن فضله ورحمته ولطفه بالعباد من غير استحقاق لهم.
وأمّا عقابه على الأعمال السيّئة فبعدله وعدالته وحكمه الحق وانتصافه من غير ظلم حيث ان عدالته من اُصول عقائدنا بدليل الكتاب والسنّة والعقل.
فمن الكتاب مثل قوله تعالى : (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) (58).
ومن السنّة مثل حديث الامام الصادق عليه السلام : «من زعم أنّ الله يُجبر عباده على المعاصي أو يكلّفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلّوا وراءه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئاً» (59).
ومن العقل حكمه باستغناء الله عن الظلم وعدم احتياجه إلى الجور حتّى يظلم أو يجور.
فان الظلم والجور ناشٍ اما من العجز أو النقص أو الحقد والبُخل أو الجهل أو السفاهة والله غني قوي بالذات ومنزّه عن تلك الصفات إذن فالله تعالى عادل ، لا يكون منه عقاب إلّا باستحقاق العبد ، من دون ظلم من الله ، فالله عادل ، في الدنيا والآخرة ، وبالعدل قامت السماوات والأرض ، وكلّ أفعاله بحكمة وعدالة.
فيا تُرى اذا كان الله عادلاً لطيفاً بعباده في هذه الدار الدنيا فكيف في الآخرة التي يكون الانسان فيها ضعيفاً غاية الضعف لا ينفعه مال ولا بنون والله أجل من أن يظلم وهو الغنيّ عن الظلم.
ويلزم التنبيه في المقام على ما هو الشيء الهامّ ...
وهو أنّ اللازم في الأعمال الصالحة التي يرجى بها الفوز في الآخرة أن تكون واجدة لخصال ثلاثة :
1 ـ تحسين العمل ، ففي حديث الامام الصادق عليه السلام :
«إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله لكلّ حسنة سبعمأة ، وذلك قول الله تعالى : (وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ) (60).
فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله.
فقيل له : وما الاحسان؟
قال عليه السلام : إذا صلّيت فأحسن ركوعك وسجودك ، وإذا صمت فتوقّ كلّما فيه فساد صومك ، وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجّك وعمرتك ، وكلّ عمل تعمله فليكن تقيّأ من الدنس» (61).
2 ـ إبقاء العمل ، ففي حديث الامام الباقر عليه السلام : «الابقاء على العمل أشدّ من العمل ، فسئل وما الابقاء على العمل؟
قال عليه السلام : يصل الرجل بصلةٍ وينفق نفقة لله وحده لا شريك له فتكتب له سرّاً ، ثمّ يذكرها فتُحمى فتكتب علانية ، ثمّ يذكرها فتُحمى وتكتب له رياء».
3 ـ قبول العمل ، وهو شرط العمل ، والذي لا يقبل العمل إلّا به ، وهو ولاية أهل البيت عليهم السلام وبدونها لا يكون العمل ومقبولاً بالغاً من بلغ.
كما عليه الأحاديث المتواترة المتظافرة في بابه المشتمل على 71 حديثاً في البحار مثل :
1 ـ حديث الامام الصادق عليه السلام :
«يا ميسر ما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة ، وما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة.
ولو أن عبداً عمره الله ما بين الركن والمقام وما بين القبر والمنبر يعبده ألف عام ثم ذبح على فراشه مظلوما كما يذبح الكبش الأملح ثم لقي الله عزّوجلّ بغير ولايتنا لكان حقيقا على الله عزّوجلّ أن يكبه على منخريه في نار جهنم».
2 ـ حديث الامام الباقر عليه السلام :
«والله لو أن عبداً صف قدميه في ذلك المكان ـ أي بين الركن والمقام ـ وقام الليل مصليا حتى يجيئه النهار وصام النهار حتى يجيئه الليل ولم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئاً أبداً» (62).
3 ـ حديث الامام الصادق عليه السلام عن آبائه الطاهرين عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال :
«يا علي والذي بعثني بالنبوّة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك. وإن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك. بذلك أخبرني جبرئيل ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».

الوسيلة

الوسيلة في أصل المعنى اللغوي هي بمعنى : ما يُتقرّب ويتوصّل له إلى الشيء برغبة ، وهي أخص من الوصيلة ، لتمضمّن الوسيلة معنى الرغبة (63).
يقال : وسلت إلى الله تعالى أي رغبت إليه ، والوسيلة ما يتقرّب له (64).
ورسول الله وأهل بيته سلام الله عليهم هم الوسيلة إلى الله تعالى ورضوانه والوصلة إلى عفوه وغفرانه كما ثبت في الحديث. والوسيلة المقصودة في المقام هي الوسيلة في الآخرة.
وهي أعلى درجة في الجنّة من منزلة النبي والعترة صلوات الله عليهم (65).
وهي من المقام المحمود لرسول الله صلى الله عليه وآله (66).
وفي الحديث أنّ الوسيلة أعلى درجة في الجنّة ، ونهاية غاية الأمنيّة ، وذروة ذوائب الزلفة ... لها ألف مرقاة مشرفة على الجنان كلّها ..
ورسول الله قاعدٌ يومئذٍ عليها ، وقد أشرق بنور وجهه الموقف ..
وأميرالمؤمنين في الدرجة الرفيعة التالية لرسول الله صلى الله عليه وآله ... والأنبياء والرسل على المراقى (67).
ففي ذلك اليوم الرهيب ، والمشهد العجيب يظهر من منزلة النبي وآله صلوات الله عليهم ، وكرامة الله لهم في لواء حمدهم ، ومحمود مقامهم ، وكرسي كرامتهم وكوثرهم ، وشفاعتهم ما يبهر العقول ، ومنها وسيلتهم.
قال في حقّ اليقين :
وقد تواترت بذلك الأخبار من طرق العامّة والخاصّة ، بل كاد يكون من ضروريّات الدين ، فالايمان بذلك واجب (68).
والدليل على هذه المنزلة الفاخرة قائم من الكتاب والسنّة الزاهرة في آيات كريمة ، وأحاديث مكرّمة ...
نذكرها فيما يلي :
من الكتاب :
1 ـ قوله تعالى :(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) (69).
2 ـ قوله تعالى :(وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ) (70).
من السنّة :
1 ـ حديث الحسين بن سعيد بسنده عن الامام الصادق عن آبائه عليهم السلام قال :
«قال النبي صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود ، وهو واف لي به ، إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة فأصعد حتى أعلو فوقه.
فيأتيني جبرئيل عليه السلام بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، فأقول لعلي : اصعد فيكون أسفل مني بدرجة فأضع لواء الحمد في يده.
ثم يأتي رضوان بمفتايح الجنة فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى فيضعها في يدي ، فأضعها في حجر علي بن أبي طالب.
ثم يأتي مالك خازن النار ، فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى هذه مفاتيح النار ، أدخل عدوك وعدو أمتك النار فآخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب.
فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها ، فهي قول الله تعالى (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ).
2 ـ حديث ابن سنان في الوسيلة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال :
«هي ـ الوسيلة ـ درجتي في الجنة ، وهي ألف مرقاة جوهر ، إلى مرقاة زبرجد ، إلى مرقاة لؤلؤة ، إلى مرقاة ذهب ، إلى مرقاة فضة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين.
فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صديق إلا قال طوبى لمن كانت هذه درجته.
فينادي المنادي ويسمع النداء جميع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين هذه درجة محمد صلى الله عليه وآله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : فأقبل يومئذ متزرا بريطة من نور علي تاج الملك وإكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله المفلحون هم الفائزون بالله» (71).

الحوض

من مكارم النبي الأمين ومفاخر أميرالمؤمنين في يوم الدين حوض الكوثر وماؤه المعين.
فيسقون منه أوليائهم ويروون منه شيعتهم في يوم الظمأ الأكبر والحرّ الأهجر كما سيأتي في أحاديثه ويذاد عنه أعداؤهم كما في الأحاديث المتفق عليها بين الطرفين (72).
قال الشيخ الصدوق :
«اعتقادنا في الحوض أنّه حقّ ، وأنّ عرضه من بين أيلة وصنعاء وهو حوض النبي صلى الله عليه وآله وان الوالي عليه يوم القيامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، يسقى منه أولياؤه ، ويذود عنه أعداءه ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً».
أمّا دليله من الكتاب : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)
وقد فُسّر الكوثر بحوض النبي الكوثر الذي يكثر عليه الناس يوم القيامة ، وبمعنى نهر في الجنّة ، وبمعنى كثرة النسل والذريّة التي ظهرت في نسله من وُلد فاطمة الزهراء عليها السلام حتّى لا يُحصى عددهم واتّصل إلى يوم القيامة مددهم.
إلى سائر المعاني الثمانية التي تلاحظها في تفسيره (73).
ثمّ قال : «واللفظ يحتمل للكل فيجب أن يُحمل على جميع ما ذكر من الأقوال فقد أعطاه الله سبحانه وتعالى الخير الكثير في الدنيا ، ووعده الخير الكثير في الآخرة».
وأمّا دليله من السنّة :
فأحاديث متظافرة منها :
1 ـ حديث محمّد بن عيسى بن زكريا بسنده عن الامام الصادق عن آبائه المعصومين عليهم السلام انه قال :
«قال رسول الله صلى الله عليه وآله لمحبينا أهل البيت : ستجدون من قريش أثرة فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض ، شرابه أحلى من العسل ، وأبيض من اللبن ، وأبرد من الثّلج ، وألين من الزبد وأنتم الذين وصفكم الله في كتابه : (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ) إلى قوله : (وَلَا يُنزِفُونَ).
2 ـ حديث عبدالرحمن بن قيس الرحبي عن أميرالمؤمنين عليه السلام جاء فيه :
«حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله أنّي أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوههم ، ويرد عدونا ظماء مظمئين مسودة وجوههم. خذها إليك قصيرة من طويلة أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت».
3 ـ حديث الأربعماءة الشريفة الذي ورد فيه :
«أنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومعي عترته على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا ، وليعمل بعملنا ، فإن لكل أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودّتنا شفاعة.فتنافسوا في لقائنا على الحوض ، فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا.ومن شرب منه شربة ، لم يظمأ بعدها أبدا.حوضنا مترع فيه مثعبان (مثقبان) ينصبان من الجنة أحدهما من تسنيم ، والآخر من معين.علي حافتيه الزعفران ، وحصاة اللؤلؤ والياقوت ، وهو الكوثر».
4 ـ حديث المفضّل الجعفي عن الامام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال :
«من أراد أن يتخلص من هول القيامة فليتول وليي ، وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب ، فإنه صاحب حوضي يذود عنه أعداءه يسقي أولياءه ، فمن لم يسق منه لم يزل عطشانا ولم يرو أبدا ، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ أبدا» (74).
5 ـ حديث عبدالله بن عبّاس قال :
«لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال له علي بن أبي طالب : ما هو الكوثر يا رسول الله؟ قال : نهر أكرمني الله به.
قال علي : إن هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول الله.
قال : نعم يا علي ، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ...
ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله يده في جنب علي أميرالمؤمنين عليه السلام وقال : يا علي إن هذا النهر لي ولك ولمحبيك من بعدي» (75).

الشفاعة

من أسمى الدرجات وأزهى المقامات ، الثابتة لأهل بيت العصمة النبي والعترة عليهم السلام في يوم القيامة هو مقام شفاعتهم للمؤمنين عند ربّ العالمين.
والشفاعة هي :«السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم» (76).
أكرم الله تعالى أهل البيت عليهم السلام بمنحهم هذا المقام الحميد ، والعطاء السعيد ، الذي ينبىء عن تكريم الله تعالى لهم ، وتقديره عزّ اسمه لجهودهم.
والشفاعة هذه من الحقائق الثابتة بقطعي الكتاب ، ومتواتر السنة ، واجماع الأمة ، والحكم العقلي.
وهي من العقائد الحقّة والضروريّات الاسلاميّة التي يلزم الاعتقاد بها ، ويكون انكارهم موجباً للخروج عن الايمان بل مساوقاً للكفر ، ومؤدّياً إلى سخط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والحرمان من الشفاعة.
قال الشيخ الصدوق : «اعتقادنا في الشفاعة انها لمن ارتضى الله دينه من أهل الكبائر والصغائر ، والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك ، ولا لأهل الكفر والجحود ، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد» (77).
وقال السيّد شبّر :«لا خلاف بين المسلمين في ثبوت الشفاعة لسيّد المرسلين في أمّته ، بل في سائر الأمم الماضية ، بل ذلك من ضروريّات الدين».
ففي حديث عيون الأخبار : «من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي».
وفي حديث البحار عن الامام أميرالمؤمنين عليه السلام انه قال :«من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي».
وليست هي من عقائد الشيعة فحسب بل هي حتّى من مذهب العامّة كما صرّح به النووي في شرح صحيح البخاري حيث قال :
«قال القاضي عياض : مذهب أهل السنّة جواز الشفاعة عقلاً ووجوبها سمعاً ... وأجمع السلف الصالح من أهل السنة عليها».
وقال الفخر الرازي في تفسيره :«احتجّ أصحابنا بهذه الآية ـ يعني قوله تعالى ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى ـ على أنّ شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله في أصحاب الكبائر مقبولة يوم القيامة».
فمن العجيب بعد ذلك أن يدّعى فريد وجدي بأنّ الشفاعة من عقائد الوثنيّة (78).
وللأسف أن المؤلّف مع أنه يعد نفسه من أهل التحقيق كأنّه لم يقرأ القرآن ولم يراجع السنّة المرويّة حتى عن طريقهم ، ولم يلاحظ كلمات أعلامهم ، مع أنّ الأدلّة الأربعة متطابقة على ثبوت الشفاعة ...
ففي القرآن الكريم آيات ثلاثة صرّحت بالشفاعة وهي قوله تعالى :(لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا) (79).
وقوله تعالى :(يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) (80).
وقوله تعالى :(وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ) (81).
وفي السنّة مضافاً إلى ما يزيد على 200 حديث من طرق الشيعة سيأتي بعضها ، وردت أحاديث متواترة ما يقارب 40 حديثاً من طرق السنة في اثبات الشفاعة تلاحظها في كنز العمّال : ج 14 ، ص 390.
وقد جاءت أحاديث العامّة في الشفاعة في معتبرات كتبهم مثل :صحيح البخاري : ج 2 ، ص 130 ، وصحيح مسلم : ج 1 ، ص 116 ، ومسند أحمد بن حنبل : ج 1 ، ص 4 ، وسنن الترمذي : ج 4 ، ص 43 ، وموطّأ مالك بن أنس : ج 1 ، ص 214 ، وسنن النسائي : ج 4 ، ص 75 ، وسنن أبي داود : ج 4 ، ص 134 ، وسنن الدارمي : ج 1 ، ص 323 ، ومجمع الزوائد للهيثمي : ج 1 ، ص 169 ، ومستدرك الحاكم النيسابوري : ج 1 ، ص 15.
فالشفاعة من حيث دليل السنّة ثابتة بطريق الفريقين.
ومن الاجماع ما عرفته وتقدّم ذكره عن الخاصّة والعامّة مع تصديق 40 عالم منهم ذكرهم في الغدير ج 5 ، ص 93.
ومن حكم العقل حكمه بحسن الشفاعة بل لزومها من حيث :
1 ـ عفو الله تعالى عن المؤمنين وهو احسان إليهم والاحسان حسن.
2 ـ تكريم أهل البيت عليهم السلام لقاء جهادهم وجهودهم «لأجل عين ألف عين تكرم».
3 ـ وعد الله تعالى الشفاعة لنبيّه والله لا يخلف وعده (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ).
ونحن قد أفردنا كتاباً مستقلّاً جامعاً في بيان مقام شفاعة النبي والعترة في الآخرة مضافاً إلى مقام استشفاعهم في الدنيا ، وفصلنا الأدلّة الأربعة الدالّة على شفاعة أهل البيت عليهم السلام.
1 ـ بآيات القرآن الكريم.
2 ـ الأحاديث الفائقة على التواتر من الفريقين.
3 ـ الاجماع الثابت الذي ذكره علماء الخاصّة والعامّة.
4 ـ حكم العقل بحسن الشفاعة المبتنية على عفو الله تعالى وكرامة أولياءه.
فراجع بيان السبيل وتفصيل الدليل في كتابنا (دروس في الشفاعة والاستشفاع) الا أنّا نضيف هنا ثلّة زاهرة من الأحاديث الباهرة المبيّنة لشفاعة النبي والعترة الطاهرة عليهم السلام بأنه مقامٌ موعودٌ لهم ، وموفّى لحضراتهم ، لا رادّ لها ولا شكّ فيها.
من ذلك :
1 ـ حديث ابن عبّاس عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال :«أعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، ونصرت بالرعب ، وأحل لي المغنم ، وأعطيت جوامع الكلم ، وأعطيت الشفاعة».
2 ـ حديث العيون عن الامام الرضا عليه السلام عن آباءه الطاهرين عليهم السلام :
عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال :
«قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا ، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عزّوجلّ حكمنا فيها فأجابنا ، ومن كانت مظلمته بينه وفيما بين الناس استوهبناها فوهبت لنا ، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحقّ من عفا وصفح» (82).
3 ـ حديث أبي بصير عن الامام الصادق عليه السلام في قوله : (لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا) (83) ، قال عليه السلام :
«لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون إلّا من اتخذ عند الرحمن عهدا إلا من أذن له بولاية أميرالمؤمنين والأئمة من بعده فهو العهد عند الله».
4 ـ حديث القلانسي عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه الطاهرين عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال :
«إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم ، والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي».
5 ـ حديث جابر المفصل عن الامام الباقر عليه السلام : في فضل سيّتنا فاطمة الزهراء عليها السلام يوم القيامة ، جاء فيه :
«... فيقول الله يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنّة».
«والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبّيها كما يلتقط الطّير الحب الجيد من الحب الرديء ...» (84).
وهناك تواتر الحديث في الشفاعة حتّى من طرق العامّة في صحاحهم ومسانيدهم كما تراها مجموعة في كتاب ينابيع الحكمة ج 3 ، ص 308 إلى ص 317.

الصراط

الصراط : بالصاد ، وهي اللغة الفصيحة ، وهو في معناه اللغوي فُسّر بالطريق.ولذلك سمى الدين الحق صراطاً لأنه يؤدّي لمن يسلكه إلى الجنّة ، فهو طريقٌ إليها (85).
ولذلك أيضاً سمّى القرآن ، وولاية أميرالمؤمنين ، ومعرفة الأئمّة ، ومعرفة الامام المهدي عليه السلام صراطاً (86) فانّها الطرق إلى الجنّة.
والصراط في معناه الآخر هو جسرٌ على جهنّم ، يمرّ عليه الخلق فيصل إلى الجنّة بعضهم ويتردّى في النار آخرون.
قال الشيخ الصدوق :
«اعتقادنا في الصراط أنه حق وأنه جسر جهنم وأن عليه ممر جميع الخلق ، قال الله عزّوجلّ : (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا) (87).
والصراط في وجه آخر اسم حجج الله فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم ، أعطاه الله جوازا على الصراط الذي هو جسر جهنم يوم القيامة.
وقال النبي العظيم صلى الله عليه وآله لأميرالمؤمنين عليه السلام :
«يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط فلا يجوز على الصراط إلّا من كانت معه براءة بولايتك» (88).
وأضاف السيّد شبّر :
«الفصل الثالث عشر : في الصراط ، وهو من ضروريّات الدين ، لا خلاف فيه بين أحد من المسلمين ، والآيات فيه متظافرة ، والأخبار به متواترة» (89).
وأفاد العاملي :
«اطاعة الله ورسوله والأئمّة عليهم السلام في الدنيا هو الصراط المستقيم والصراط السويّ والصراط الحميد ... وأمّا الصراط بمعنى جسر جهنم فهو النافع يوم القيامة لمن يكون في الدنيا على الصراط بالمعنى الأوّل» (90).
ففي القرآن الكريم :
1 ـ أمّا صراط الدنيا ففي قوله تعالى :
(وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ) (91).
وفد فسّر الصراط فيه بالامام عليه السلام ، وولاية أهل البيت عليهم السلام (92).
2 ـ وأمّا صراط الآخرة ففي قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ).
فقد فسّر المرصاد في الحديث بالقنطرة التي على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد (93).
في الأحاديث :
1 ـ حديث السكوني عن الامام الصادق عن آباءه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : «أثبتكم قدماً على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي» (94).
2 ـ حديث المفضل الجعفي قال :
«سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الصراط ، فقال : هو الطريق إلى معرفة الله عزّوجلّ وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة. فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة ، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم» (95).
3 ـ الخطبة الغرّاء حديث النهج الشريف الذي ورد فيه :
«واعلموا أن مجازكم على الصراط ، ومزالق دحضه ، وأهاويل زللـه ، وتارات أهواله ...» (96).
4 ـ حديث أنس عن أبيه عن جدّه عن النبي صلى الله عليه وآله قال :
«إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلّا من كان معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك قوله : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) يعني عن ولايةعلي بن أبي طالب عليه السلام» (97).
5 ـ حديث محمّد بن الفضيل الرزقي ، عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام انه قال :
«فلا أزال واقفاً على الصراط أدعو وأقول : رب سلم شيعتي ومحبي وأنصاري ومن توالاني في دار الدنيا».
6 ـ حديث الثمالي عن الامام الباقر عليه السلام عن أبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام : «ما ثبت حبك في قلب امرئٍ مؤمن فزلت به قدم على الصراط إلا ثبتت له قدم حتى أدخله الله بحبك الجنّة» (98).
المصادر :
1- مرآة الأنوار : ص 221.
2- الاعتقادات للشيخ الصدوق : ص 73.
3- حقّ اليقين : ج 2 ، ص 109.
4- سورة الأعراف ، الآيتان 8 ـ 9.
5- سورة الأنبياء ، الآية 47.
6- سورة القارعة ، الآيات 6 ـ 11.
7- عيون الأخبار : ج 2 ، ص 124 ، ح 1.
8- سورة الأنبياء ، الآية 47.
9- البحار : ج 7 ، ص 253.
10- مصباح الزائر : ص 126.
11- المستدرك : ج 10 ، ص 222 ، ب 21 ، ح 1.
12- سورة الرحمن ، الآية 9.
13- تأويل الآيات الباهرة : ص 633 ، ح 5.
14- تفسير القمي : ج 2 ، ص 343.
15- معاني الأخبار : ص 31 ، ح 1.
16- الوسائل : ج 3 ، ص 22 ، ب 8 ، ح 10.
17- مصابيح الأنوار : ج 2 ، ص 232.
18- ترتيب العين : ج 1 ، ص 379.
19- التبيان : ج 8 ، ص 549.
20- التصحيح : 114.
21- الاعتقادات للشيخ الصدوق : ص 73.
22- البحار : ج 7 ، ص 275.
23- حقّ اليقين : ج 2 ، ص 112.
24- سورة البقرة ، الآية 281.
25- سورة البقرة ، الآية 284.
26- سورة الأنعام ، الآية 62.
27- سورة الأنبياء ، الآية 1.
28- سورة الانشقاق ، الآيات 7 ـ 9.
29- سورة الرعد ، الآية 18.
30- أمالي الشيخ الصدوق ، المجلس العاشر ، ص 35.
31- أمالي الشيخ الطوسي : ص 212 ، الحديث 369.
32- بصائر الدرجات : ص 412 ، ح 1.
33- البحار : ج 7 ، ص 274 ، ب 11 ، ح 46.
34- أمالي الشيخ الطوسي : ص 72 ، ح 105.
35- عيون الأخبار : ج 2 ، ص 33 ، ح 66.
36- المحاسن ، كتاب الاشكال : ص 6 ، ح 18.
37- نهج البلاغة : الحكمة 300.
38- عيون الأخبار : ج 2 ، ص 127 ، ح 8.
39- أمالي الشيخ الصدوق : ص 321 ، المجلس 57.
40- سورة يونس ، الآية 61.
41- سورة الحجّ ، الآية 78.
42- كنز الدقائق : ج 9 ، ص 147.
43- سورة ق ، الآية 18.
44- سورة الانفطار ، الآيات 10 ـ 12./ كنز الدقائق : ج 14 ، ص 167.
45- سورة التغابن ، الآية 4.
46- سورة الإسراء ، الآيتان 13 ـ 14.
47- سورة الانشقاق ، الآيات 7 ـ 12.
48- سورة يس ، الآية 65.
49- سورة فصّلت ، الآية 21.
50- حقّ اليقين : ج 2 ، ص 122.
51- تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 328 ، ح 34.
52- كتاب الزهد : ص 92 ، ح 246.
53- تفسير القمي : ج 2 ، ص 264.
54- علل الشرائع : ص 343 ، ح 1.
55- فوائد المشاهد : ص 171./البحار : ج 7 ، ص 322./اُصول الكافي : ج 2 ، ص 598 ، ح 1 وص 601 ، ح 11.
56- سورة يونس ، الآية 4.
57- سورة غافر ، الآية 17.
58- سورة النساء ، الآية 40.
59- البحار : ج 5 ، ص 11 ، ب 1 ، ح 17.
60- سورة البقرة ، الآية 261.
61- سفينة البحار : ج 6 ، ص 517.
62- البحار : ج 27 ، ص 180 ، ج 27. ، ص 178 ، ح 25.
63- المفردات : ص 525.
64- مجمع البحرين : ص 500.
65- مرآة الأنوار : ص 220.
66- سفينة البحار : ج 7 ، ص 385.
67- مرآة الأنوار : ص 220.
68- حقّ اليقين : ج 2 ، ص 125.
69- سورة الإسراء ، الآية 79.
70- سورة الضحى ، والآيتان 4 ـ 5.
71- تفسير القمي : ج 2 ، ص 324.
72- تلخيص الشافي : ج 2 ، ص 249 والبحار : ج 8 ، ص 27.
73- مجمع البيان : ج 10 ، ص 549 والكشاف : ج 4 ، ص 807.
74- البحار : ج 8 ، ص 19 ، ب 20 ، ح 5.
75- أمالي الشيخ الطوسي : ص 69 ، ح 102.
76- مجمع البحرين : ص 383.
77- الاعتقادات للصدوق : ص 66.
78- عيون الأخبار : ج 2 ، ص 65 ، ح 292./ البحار : ج 8 ، ص 37 ، ح 13. ص 34./التفسير الكبير : ج 3 ، ص 181.
79- سورة مريم ، الآية 87.
80- سورة طه ، الآية 109.
81- سورة الأنبياء ، الآية 28.
82- الخصال : ص 292 ، ح 56./عيون الأخبار : ج 2 ، ص 65 ، ح 292.
83- سورة مريم ، الآية 87.
84- البحار : ج 8 ، ص 36 ، ب 21 ، 9. ص 37 ، ب 21 ، ح 12. ص 51 ، ب 21 ، ح 5.
85- مجمع البحرين : ص 364.
86- بحار الأنوار : ج 35 ، ص 363 ، ب 16 / مرآة الأنوار : ص 142.
87- سورة مريم ، الآية 71.
88- الاعتقادات : ص 70.
89- حقّ اليقين : ج 2 ، ص 140.
90- مرآة الأنوار : ص 342.
91- سورة المؤمنون ، الآية 74.
92- كنز الدقائق : ج 9 ، ص 202.
93- الكنز : ج 14 ، ص 269.
94- فضائل الشيعة : ص 5 ، ص 3.
95- معاني الأخبار : ص 32 ، ح 1.
96- نهج البلاغة : الخطبة 80 ، ج 1 ، ص 138 .
97- أمالي الشيخ الطوسي : ص 290 ، ح 564.
98- البحار : ج 8 ، ص 69 ، ب 22 ، ح 15. ، ح 17.


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.