أن سعي مسعود البرزاني بالتأمر وقلب اﻷوراق جعلته يشعل فتنة وحرب أهلية سنية شيعية منذ 2003 أستغل بها الماضي من خلاف وعدم ثقة وأحقاد بين الطرفين فقام بأيواء كبار ومعظم قيادات البعث وعائلة صدام ودعمهم وجعل أربيل غرفة عمليات لهم ﻷشعال الحرب اﻷهلية ﻷن البعث ومسعود كانت مصلحتهم مشتركة بأشعالها فقامت تلك المجاميع البعثية بتجنيد اﻷرهاب من كل بقاع اﻷرض ودفعتهم لقتل الشيعة وبمساعدة مالية ولوجستية من مسعود بحيث جعل أرض العراق نار ملتهبة ماعدا اﻷقليم فهي واحة اﻷمان الوحيدة به .
مسعود أستفاد أقتصاديآ وسياسيآ على حساب الغباء الشيعي السني هم يتقاتلون واﻷكراد يستفيدون !!!
فأصبح اﻷكراد هم الحكام الفعليين للعراق !!!
مسعود تفاجأ بأن هناك تيار وقف بوجهه ببغداد وهو تيار أقرب إلى القومية ويقوده نوري المالكي فتحالف مع قيادات شيعية و سنية ودول أقليمية ﻷسقاطه دستوريآ وأنتخابيآ وعندما فشل تدخلت تركيا وقطر عبر داعش والنقشبندية ودمروا العراق من أجل أسقاط المالكي وطبعآ المستفيد هو مسعود ...
اﻷن مسعود يظن أن اﻷمر سوف يستمر له إلى النهاية !
لكن اللعبة على وشك اﻷنتهاء فالحرب الأهلية السنية الشيعية بدأت ولن تطول كثيرآ ﻷن هناك أتفاق يلوح باﻷفق وبرعاية أمريكية ..
عندئذ لن يسمح ﻷربيل أن تتمدد وتأخذ أكبر من حجمها واذا تمادی مسعود بغيه ولعبته سوف تبدأ الحرب العربية الكردية وهي حرب شرسة وسوف يكون الخاسر اﻷكبر بها اﻷكراد ﻷن أغلب مدنهم هي قريبة من المدن العربية وخصوصآ أربيل وكركوك ودهوك يعني تكون تحت نيران الفصائل المسلحة السنية التي أنشئت حديثآ وسوف تدعم خليجيآ بكل أنواع اﻷسلحة ﻷن سنة الخليج لن يسمحوا للسنة بالعراق أن يحشروا بمنطقة صحراوية هي جزيرة اﻷنبار وأن تأخذ الموصل وكركوك من السنة ..
مسعود خسر الشيعة ولن يقفوا معه وتركيا سحبت يدها منه وأمريكا لاتفرط بحلفائها العرب بالخليج من أجل عيون مسعود ...
سيبقى مسعود وجهآ لوجه مع طوفان عربي سني يجعل من اﻷقليم ساحة لمعاركه وتحت شعار اﻷقليم السني.....
محمود حسنين هيكل / أنا لا أتمنى أن يحدث هذا الشيء في العراق لكن بالفعل هذا مايتوجه إليه مستقبل العراق مع اﻷسف.
المصدر :
راسخون 2016 / من مقال للكاتب العربي محمود حسنين هيكل
