الجذور السياسية لعدالة كل الصحابة

النظام السياسي الذي تم تطبيقه في التاريخ السياسي الإسلامي بدءا من وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) وحتى سقوط آخر سلاطين بني عثمان، يختلف تماما عن النظام السياسي الإسلامي الإلهي الذي أنزله الله تعالى على عبده محمد ليسوس المسلمين في كل الأزمان.
Thursday, June 9, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الجذور السياسية لعدالة كل الصحابة
 الجذور السياسية لعدالة كل الصحابة

 






 

النظام السياسي الذي تم تطبيقه في التاريخ السياسي الإسلامي بدءا من وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) وحتى سقوط آخر سلاطين بني عثمان، يختلف تماما عن النظام السياسي الإسلامي الإلهي الذي أنزله الله تعالى على عبده محمد ليسوس المسلمين في كل الأزمان.
ومع الاصرار على الوجود المؤكد لهذا الاختلاف فلا بد من التوضيح بأن حجم هذا الاختلاف متفاوت من شخص إلى شخص ومن عهد إلى عهد. ومن نافلة القول أن نؤكد بأن هذا الاختلاف لا يخفى على ذي بصيرة لو تركنا التقليد الأعمى، لأنه لو طبق النظام السياسي الإسلامي بعد وفاة الرسول بالشكل والمضمون الالهيين لما:
1 - انهارت دولة الإسلام.
2 - ولما حدثت تلك الفتن والمذابح.
3 - ولما تفرقت الأمة الإسلامية.
4 - ولما توقف المد الإسلامي المبارك عند هذا الحد ولعم الإسلام العالم كله، فغير تغييرا جذريا مجرى التاريخ البشري.
في كتاب " تجربة في التاريخ العام " يقول الفيلسوف الإنجليزي ولز، وهو أحد أبرز مفكري العصر الحديث: " لو أن الإسلام سار سيرته الأولى ولم تنشب الفتن لفتح العالم أجمع ". وعلماء العالم العربي يعتقدون - وهذا مبلغهم من العلم - أن نظام الخلافة هو عينه النظام السياسي الإسلامي، وهو عينه الذي يطالبون بإعادة تطبيقه، مع أن النظام السياسي الإسلامي تكون بصورته النهائية وطبق في زمن النبي صلی الله عليه وآله وسلم قبل أن يتكون نظام الخلافة، لأن الخلافة تعني خلافة النبي. فإذا كان النظام السياسي الإسلامي هو نظام الخلافة، فما هو النظام الذي طبقه النبي ؟ إن النظام الذي طبقه النبي هو النظام السياسي الإسلامي الإلهي السابق لنظام الخلافة والذي طبق بحذافيره قبل أن يعرف نظام الخلافة، وهو الأصل وهو المثال، وما سواه فروع وأشكال تتمدد وتتكيف بحسب قربها أو بعدها من الأصل والمثال.

النظام السياسي الإسلامي

هو النظام الذي طبقه النبي إبان الدعوة على علاقته بتابعيه، ثم طبقه في عصره الراشد بعد أن تحولت الدعوة إلى دولة وخلال رئاسته المباركة للدولة والتي استمرت عشر سنين.
وقبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى أكمل الله الدين وأتم النعمة وبين كل شئ - كل شئ - على الاطلاق. وباستقرائه تجد أنه نظام إلهي معد ومصاغ ليكون النظام العالمي الأمثل لعالم أمثل، لأنه النظام الإلهي بصورته المثلى وبصياغته الأخيرة والنهائية

أركان النظام السياسي الإسلامي

يقوم النظام السياسي الإسلامي على أربعة أركان متصلة مع بعضها اتصالا عضويا يتعذر الفصل بينها. وإذا وقع الفصل بينها يفقد النظام صفته الإسلامية بحجم مقدار هذا الفصل، وعاجلا أم آجلا سيتداعى النظام، لأن هذه الأركان هي التي تميزه عن غيره وتكاملها هو وحده الذي يعطي الثمرة المرجوة من تطبيق هذا النظام.

الركن الأول: القيادة السياسية

القيادة السياسية في العقائد الإلهية عامة ومنها الإسلام تعين، أو إن شئت فقل: (ترشح) من قبل الله مباشرة، كما حدث لداود وسليمان ومحمد. فالله سبحانه هو نفسه الذي اختارهم أنبياء ورؤساء لدول الإيمان، وتبلغوا القرار الإلهي بالذات أو غير مباشر كاختياره تعالى لطالوت ليكون القائد السياسي لبني إسرائيل، فقام نبي بني إسرائيل بإخبار الإسرائيليين بأن الله قد اختار لكم طالوت ملكا، فاحتج الإسرائيليون فزعموا أن طالوت غير جدير بالملك، فبين الله أنه أهل لذلك لأسباب كثيرة منها أن الله زاده بسطة في العلم والجسم ثم إن الفضل بيد الله وهو الأعلم بمن هو جدير بهذا الفضل، وكاختياره تعالى لعلي بن أبي طالب ليكون وليا للأمة بعد وفاة وليها وتبليغه بهذا الاختيار بواسطة محمد على مرأى ومسمع من مئة ألف مسلم في حجة الوداع.
ما هي الغاية من الترشيح الإلهي للقيادة السياسية ؟
لأن هدف المحكومين المصفى من الغرض والشهوة هو أن يتولى قيادتهم الأعلم والأفضل والأنسب على وجه الجزم واليقين، وتلك أمور خافية عليهم ويتعذر وفق إمكانياتهم أن يجزموا جميعا بأن هذا أو ذاك هو الأعلم والأفضل والأنسب على وجه الجزم واليقين. فرحمة من الله تعالى بخلقه المؤمنين بين لهم بأن مرادهم هو فلان... إذا كانوا حقيقة صادقين بالبحث عن الأفضل والأعلم والأنسب، لأن القيادة عملية فنية واختصاص وهي في الغالب خلافة لنبوة، ومن مهام النبوة القدوة والتبليغ والبيان وسعة الصدر بالمحكومين، والقول الفصل، بحيث يلتقي فهمه تماما مع المقصود الإلهي من كل قاعدة من قواعد المنظومة الحقوقية الإلهية.... وتلك أمور لا يمكن أن تترك لأهواء الناس المتباينة وأمزجتهم المختلفة.
وهذا الركن هو الفارق العملي الوحيد الذي يميز الأنظمة الوضعية عن النظام السياسي الإسلامي. فالأنظمة الوضعية تترك الأمر لأهواء الناس واجتهاداتهم لاختيار القيادة السياسية الأعلم والأفضل والأنسب على سبيل الفرض والتخمين لا على سبيل الجزم واليقين الذي يتحصل باتباع النمط الإلهي.

الركن الثاني: الصلة العضوية بين العقيدة الإلهية وقيادتها

ما أنزل الله كتابا إلا على عبد، ولا خص البشرية بهداية إلا ومعها هاد ولا أرسل رسالة إلا برسول. فالصلة عضوية بين الكتاب والهداية والرسالة من جهة وبين العبد والهادي والرسول من جهة أخرى. فلا بد من بيان الكتاب وتوضيح الهداية والرسالة وسياسة الاتباع بمقتضاها، ولتكون الفسحة الواقعة بين البداية والنتيجة محطة ترجمة ونقل للمضامين من النص إلى التطبيق، وبالتالي تجربة غنية تثري الرسالة والكتاب والهداية وتبين ما فيها ولو كان مجديا العكس لأرسل الله نسخا من كتبه السماوية لكل واحد من المكلفين، لكنها عملية فنية واختصاص. فمحمد بالذات هو الفني وهو المختص الأوحد ببيان الإسلام بيانا يقينا يتطابق مع المقصود الإلهي في كل نص من النصوص، وهو بالذات الأعلم بالرسالة والكتاب والهداية، وهو أفضل أتباعها وهو الأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع سياسيا، وسياستهم وفق أحكامها ومن ينسبه النبي لخلافته بناء على أمر ربه هو بالذات المؤمل لإدامة هذه الصلة العضوية بين العقيدة الإلهية وبين قيادتها السياسية.

الركن الثالث: المنظومة الحقوقية الإلهية

الإمام أو القائد السياسي في النظام السياسي الإسلامي ليس حرا ليحكم برأيه إنما هو مقيد بالمنظومة الحقوقية الإلهية، بحيث يكون حكمه في أي أمر من الأمور متطابقا تماما مع الإرادة الإلهية بحيث يكون التكييف هو عين التكييف الإلهي والمضمون عين الحكم الإلهي، لأن المنظومة الحقوقية هي من صنع الله وهي بمثابة القانون النافذ الواجب تطبيقه على كل الداخلين في ولاية الإمام أو القيادة السياسية وهذه المنظومة الحقوقية ليست من صنع القائد ولا من صنع المحكومين إنما هي من صنع الله. وما يبدو لنا أنه من قول محمد ما هو في الحقيقة إلا ثمرة وحي إلهي وبيان لما أنزله الله. وهذا فارق آخر بين النظام السياسي الإسلامي وبين الأنظمة الوضعية.
فالأنظمة تسن بنفسها قوانينها وتلزم المحكومين على اتباعها، بينما في النظام الإسلامي الله هو الذي يضع المنظومة الحقوقية ويلتزم الحاكم والمحكوم باتباعها تحت إشراف الله. فالذين ينفذون القوانين ليسوا عبيدا للحاكم إنما الحكام والمحكومين عبيد الله ينفذون أوامره ويخضعون له وحده ولا لسواه.

الركن الرابع: موافقة المحكومين ورضاهم

الشعب يبحث عن منظومة حقوقية مثلى تحدد له الأهداف العامة والخاصة، وتبين له وسائل بلوغ تلك الأهداف ويبحث عن قيادة سياسية تكون هي الأعلم بالمنظومة الحقوقية وهي الأفضل بين كل الموجودين وهي الأنسب لقيادته وهو حاضر بأمره. فجاءت العناية الإلهية لتنقذه من هذه الحيرة وتبين له أن المنظومة الحقوقية التي تحقق ما يريد هي الإسلام بقرآنه وسنة نبيه قوله وفعله وتقريره. أما القائد الأعلم بهذه المنظومة والأفضل من بين الموجودين والأنسب لقيادة الشعب فهو محمد، وبعد موته هو الذي ينسبه محمد بأمر من ربه، ثم الذي يليه ثم يليه... الخ.
فإن وافق الشعب على هذا التكييف الإلهي للمنظومة الحقوقية وللقيادة السياسية فقد اهتدى ودخل الخير من أوسع الأبواب بعد أن قبل بهذا التكييف الإلهي. وبالتالي يطبقون المنظومة ويوالون القيادة. وإن أبى فإن الله لن يجره جرا إلى الخير إنما يتركه ليجرب ويذوق وبال المعصية، وليحيا حياة ضنكا لأنه عبر عن رفضه للتكليف الإلهي بموالاته لقيادة سياسية غير القيادة التي أرادها ورشحها.
كيف تعرف أنك سائر على الدرب الإلهي ؟ من يوالي القيادة السياسية التي عينها الله تعالى هو مع الله. فالذين والوا محمدا هم من حزب الله، والذين عادوا محمدا ووالوا غيره هم من حزب الشيطان حتى لو صلوا الليل كله وصاموا العمر كله، لأن الولاية والموالاة هي القول الفصل بعضوية الحزبين، كذلك من يوالي وليه من بعده أو يعاديه يتحدد موقعه بأحد الحزبين وبحجم هذه الموالاة سلبا كانت أم إيجابا.
لقد كانت الموالاة لمحمد هي الميزان الحق بين الصادق والكاذب. فقد بنى أناس المساجد وصلوا وأنفقوا واعتذروا عن عدم خروجهم مع الرسول، ولكنه تعالى وسمهم بالنفاق لأن ولاءهم لمحمد ليس صحيحا.
المناخ السياسي الذي نشأت فيه نظرية عدالة كل الصحابة
بعد مقتل الفاروق آلت الأمور إلى عثمان بن عفان، وهو بطبعه مولع بحب أقاربه. وبتولية عثمان بدأ بنو أمية ينزون حوله واحدا بعد الآخر، وبدأ هو بتجميعهم حتى أصبحوا رجال الخليفة ومستشاريه، وأصبحت مقاليد الأمور عمليا بيد مروان بن الحكم. حتى أن مروان أمر بقتل محمد بن أبي بكر وطائفة من الصحابة دون أن يستشير الخليفة حتى مجرد استشارة، وختم الأمر بخاتم الخليفة والخليفة لا يدري، وبتعبير علي عليه السلام صار عثمان سيفه بيد مروان يسوقه حيث شاء بعد كبر السن وصحبته الرسول (1).
وما أدراك ما مروان ؟ إنه طليق، ومن المؤلفة قلوبهم، وأبوه الحكم بن العاص كان محرما عليه أن يدخل المدينة في زمن الرسول صلی الله عليه وآله وسلم وفي زمن أبي بكر وعمر. وعندما تولى عثمان أدخله معززا مكرما وأعطاه مائة ألف درهم. ومما ساعد حزب الطلقاء أيضا على تكوين دولتهم عبد الله بن أبي سرح والي مصر بكل خيراتها.
وما أدراك ما عبد الله بن أبي سرح ؟ إنه الذي افترى على الله الكذب، وأباح الرسول دمه حتى ولو تعلق بأستار الكعبة - كما يروي صاحب السيرة الحلبية في باب فتح مكة - وجاء به عثمان يوم الفتح يطلب الأمان له، وسكت الرسول على أمل أن يقتل عبد الله خلال فترة سكوته، ولما لم يقتل أعطاه الأمان. والغرسة التي زرعت في زمن أبي بكر، وهي معاوية، ضربت جذورها في الأرض، فقد ضل واليا على الشام عشرين عاما يجمع كما يشاء عمليا ويعطي كما يشاء.
مروان الطليق، ومعاوية الطليق، و عبد الله بن أبي سرح الطليق، والوليد بن عقبة الطليق أيضا صلى الصبح أربعا ووالي الكوفة، كلهم على مدرسة أبي سفيان حتى أن أبا سفيان حاول أن يخرج عثمان من مدرسته فقال يوما لعثمان: روى الجوهري أنه لما بويع لعثمان قال أبو سفيان: كان الأمر في تيم وأنى لتيم هذا الأمر، ثم صارت لعدي فأبعد وأبعد، ثم رجعت لمنازلها واستقر الأمر قراره فتلقفوها تلقف الكرة. وقال لعثمان يوما: بأبي أنت وأمي، أنفق ولا تكن كأبي حجر وتداولوها يا بني أمية تداول الولدان الكرة، فوالله ما من جنة ولا نار. وكان الزبير حاضرا فقال عثمان لأبي سفيان: اغرب، فقال أبو سفيان: يا بني أههنا أحد ؟ فقال الزبير: نعم والله لا كتمتها عليك (2).
وبإيجاز قال مروان بن الحكم عمليا وبحق - كما يروي ابن الأثير في تاريخه الجزء الثالث قبيل مقتل عثمان - شاهت الوجوه تريدون أن تسلبوا منا ملكنا، فقد أصبحت الخلافة في أواخر عهد عثمان ملكا أمويا، فلا تجد مصرا إلا وواليه أموي طليق أو موال لبني أمية. فأي خليفة سيأتي بعد عثمان إما أن يصبح أداة بيد الأمويين أو يدخل ليلا مظلما ويسير على أرض مليئة بالعثرات والألغام.
ونتيجة الفتوحات كثر عدد المسلمين الأحداث والمنتفعين من الدولة كدولة، وقل عدد الصحابة الأجلاء الذين قامت الدولة المحمدية على أكتافهم، وأصبح الصحابة السابقون كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود من حيث العدد، ومن حيث المصائب المتربصة بهم أصبحوا كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية - على حد تعبير الإمام شرف الدين العاملي - وتلك أمور لم تكن خافية على معاوية الذكي، فقال معاوية مهددا قبل قتل عثمان: " ما أنتم في الناس إلا كالشامة السوداء في الثور الأبيض ".
كل الولايات أموية أو موالية لبني أمية، ومعاوية بن أبي سفيان قائد الأحزاب ورضيع هند بنت عتبة أصبح قطب الرحى. فهو والي الشام كلها، ومركز الدائرة، وهو الوصي على بني أمية، ومن أعطى نفسه الحق بالمطالبة بدم عثمان أو إن شئت فقل: رفع شعار المطالبة بدم عثمان ليضمن استمرار الملك الأموي، لأن القضية ليست قضية قتل عثمان، فهذا عمر قتل وسارت الأمور من بعده، إنها قضية الملك الأموي. هذا الملك الذي نشأ عمليا من الناحية الفعلية يوم ولى أبو بكر يزيد بن أبي سفيان. وتوطد الأمر لمعاوية ولبني أمية وانقلب في آخر عهد عثمان إلى ملك حقيقي. وهذا معنى قول مروان: " شاهت الوجوه تريدون أن تسلبوا منا ملكنا ".
قتل عثمان ليس قضية، ومعاقبة القتلة ليس هو المحور، لأن معاوية أصبح الخليفة فيما بعد ولم يعاقب القتلة، القضية هي الملك، قتل الروح المؤمنة ليس بذي قيمة. ألم يصدر مروان بن الحكم أمرا بقتل محمد بن أبي بكر ومن معه من الصحابة بدون جريرة وذنب ؟ أليس معاوية هو قاتل الحضرمي الذي كتب فيه ابن زياد أنه على دين علي ؟ أليس معاوية هو قاتل عمرو بن الحمق الذي أخلفت العبادة وجهه ؟ أليس معاوية هو قاتل حجر بن عدي وأصحابه العابدين المخبتين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ؟ أو ليس معاوية هو الذي سلط ابن زياد يوعز فيما بعد بقتل عباد الله ويصلبهم في جذوع النخل. المهم عند معاوية الملك بالدرجة الأولى والانتقام من قاتل جده وخاله وابن خاله وأخيه.
وقد انتهز معاوية فرصة حروب الجمل فأخذ يحرض طلحة والزبير وعائشة ويظاهرهم وكان يعد طلحة والزبير بالبصرة والكوفة بأن يحكم كل واحد منهما إحداها، حتى إذا انتهت الحرب بهزيمة من أثاروها أشعل الحرب بينه وبين علي.... (3).
يقول الأستاذ عباس العقاد في كتابه " معاوية في الميزان ": كانت لمعاوية حيلته التي كررها وأتقنها وبرع فيها واستخدمها مع خصومه في الدولة من المسلمين وغير المسلمين، وكان قوام تلك الحيلة العمل الدائب على التفرقة والتخذيل بين خصومه بإلقاء الشبهات بينهم، وإثارة الإحن فيهم، ومنهم من كان من أهل بيته وذوي قرباه. كان لا يطيق أن يرى رجلين ذوي خط على وفاق، وكان التنافس الفطري بين دوي الأخطار مما يعينه على الايقاع بينهم (4).
ومضى معاوية على هذه الخطة التي لا تتطلب من صاحبها حظا كبيرا من الحيلة والروية. فلو أنه استطاع أن يجعل من كل رجل في دولته حزبا منابذا لغيره من رجال الدولة كافة لفعل، ولو حاسبه التاريخ الصحيح لما وصفه بغير مفرق الجماعات، ولكن العبرة لقارئ التاريخ في زنة الأعمال والرجال أن نجد من المؤرخين من يسمي عامه حين انفرد بالدولة (عام الجماعة) لأنه فرق الأمة شيعا، فلا تعرف كيف تتفق إذا حاولت الاتفاق، وما لبث أن تركها بعده تختلف في عهد كل خليفة شيعا شيعا بين ولاة العهود.
واستعمل معاوية بشر بن أرطأة وبعثه إلى المدينة وألقى الرعب في قلوب الصحابة وأذلهم.
وباختصار حصل معاوية على البيعة بالتقتيل والتدمير والتحريق والتفريق بين الناس، وشتمه أنصار رسول الله وأصحابه، واستغل أموال المسلمين التي جمعها خلال عشرين عاما بولايته على الشام لتوطيد سلطانه بعد أن أخرج أموال المسلمين عن مصارفها الشرعية، ورتب معاوية عطاء اسمه عطاء البيعة (رزق البيعة) يعطى للجند عند تعيين خليفة جديد.

تجاهل الهدف المعلن للخروج على الشرعية

لقد عصى معاوية الخليفة الشرعي مطالبا بمعاقبة قتلة عثمان، وخرجت عائشة أم المؤمنين للمطالبة بمعاقبة قتلة عثمان، وعندما استولى معاوية بالقوة على أمر المسلمين واغتصب رئاستهم، لم يعاقب قتلة عثمان ولم تخرج عليه أم المؤمنين ولم تطالبه بمعاقبة قتلة عثمان.

الصحوة من الغفلة

استقام الأمر لمعاوية وأصبح هو القائم مقام النبي، وهو خليفته على أمة محمد، مع أنه الطليق ابن الطليق، وقاتل هو وأبوه الإسلام بكل فنون القتال، حتى أحيط بهما وبمن شايعهما، فأسلموا رغبة ورهبة.
كيف حدث هذا الانقلاب ؟ كيف هزم الحق ؟ كيف أصبح المتأخر متقدما والمتقدم متأخرا ؟ كيف أصبح الطليق أفضل من المهاجر ؟ كيف أصبح الذي حاصر الإسلام وأبناءه أفضل من الذي تحمل الحصار في سبيل الإسلام ؟ ومن عجيب أن العام الذي هزمت فيه الشرعية وانتصرت فيه القوة سمي ب‍ " عام الجماعة "!!! وأسقط بيد الصادقين وعمهم شعور عميق بالندم والإحباط، وندموا ولات مندم، لكأنهم كانوا في غفلة ثم استفاقوا على أثر حلم مرعب، ولما فتحوا أعينهم وصحوا تبين لهم أن الحلم المرعب حقيقة.

نظريات في خدمة الواقع

انشغل الناس بتحليل ما جرى، وبرزت نظريات وأفكار ذهبت بأصحابها مذاهب شتى، كفكرة التصوف وفكرة الإرجاء وفكرة الجبر ونظرية عدالة كل الصحابة، وكان الأمويون ومن والاهم وراء هذه النظريات والأفكار واعتبروها بمثابة أسلحة استغلوها بكفاءة عالية بما يخدم الملك الأموي، ويشتت جهد خصومه ويوقع بينهم، وبما يثبت دعائم الحكم الأموي ويبرر شرعيته.

ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول

1 - تبرير غصب السلطة: معاوية طليق وابن طليق ومن المؤلفة قلوبهم، وقد وجد نفسه رئيسا لدولة الإسلام أو إن شئت فقل ملكا عليها، والقائم بأعمال خليفة النبي بل هو رسميا الخليفة لرسول الله. هذا غير معقول!! ولا يصدق! وبكل الموازين العقلية والشرعية الإلهية والوضعية، فأبوه هو رأس الأحزاب ومرجعية الشرك في كل معاركه ضد الإسلام. وقاوم أبو سفيان وبنوه ومن شايعهم الإسلام ونبيه بكل فنون المقاومة حتى أحيط بهم فأسلموا، ثم ها هو معاوية ابنه يتقدم على كل السابقين له والذين قام مجد الإسلام على أكتافهم.
لا بد من مبرر يبرر هذا الانقلاب، وأفضل وسيلة لتبريره هو القول بعدالة كل الصحابة، وبما أن معاوية وشيعته هم صحابة بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي، وبما أن الصحابة كلهم عدول، وكلهم في الجنة، وأنه لن يدخل أحد منهم النار، وأن لا فرق بينهم لأنهم كلهم عدول وكلهم صحابة، فما الذي يمنع من أن يكون معاوية هو الخليفة وهو ولي أمر المسلمين. وما الذي يمنع شيعته وهم صحابة أيضا بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي من أن يكون بطانة لمعاوية طالما أنهم كلهم عدول وكلهم من أهل الجنة ولا يدخل أحد منهم النار ؟ فنظرية عدالة الصحابة بثوبها الفضفاض هي المبرر الأمثل لملك معاوية، والجبة الفضفاضة التي ألبست لنظرية عدالة الصحابة تدل على أن معاوية منظر حقيقي في فن الوقيعة والدهاء.
2 - تبرير أفعال معاوية وشيعته: لقد أنزل معاوية وشيعته أعظم النكبات بالإسلام والمسلمين، فبشر بن أرطأة ومسلم بن عقبة فعلا الأفاعيل التي ضجت منها السماء وأدمت القلوب حتى ولو كانت من صلخد جلمود. فقد قتل في وقعة الحرة كل البدريين ولم يبق بعدها بدري واحد، وقتل من قريش ومن الأنصار سبعمائة، ومن سائر الناس من الموالي والعرب عشرة آلاف، ولا شئ يمنع من قتل الأطفال كما فعل بشر بن أرطأة بطفلي عبيد الله بن عباس. ناهيك عن معارك معاوية مع الإمام علي. ومن الكبر الأعظم الذي تولاه معاوية وشيعته عندما حاولوا إبادة آل محمد إبادة تامة وأساليبه الملتوية بالقتل، فقد سم معاوية الحسن (عليه السلام)، وسم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد - كما ورد في ترجمته في الاستيعاب لابن عبد البر - وسم عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - كما ورد في الاستيعاب أيضا، وسم مالك بن الأشتر، ولذلك قال عمرو بن العاص في ذلك إن لله جنودا من عسل... وفرق معاوية الناس وجعلهم شيعا. فلو حاولت أمة محمد أن تتفق لما استطاعت - كما يقول العقاد - وشوه الحكم الإسلامي. يقول الدكتور أحمد أمين: فالحق أن الحكم الأموي لم يكن حكما إسلاميا..... الخ.
كيف يمكن تبرير هذه الأفعال بغير نظرية عدالة كل الصحابة ؟ فطالما أن معاوية وشيعته من الصحابة، وطالما أن الصحابة كلهم عدول وكلهم في الجنة، فإن معاوية وشيعته لم يخطئوا، فلو كانوا على خطأ لما قال النبي صلی الله عليه وآله وسلم (بزعمهم) إن الصحابة كلهم في الجنة، والنبي صادق مصدق لا ينطق عن الهوى، وبالتالي فإن معاوية كصحابي مجتهد وهو مأجور، فإن قتل وهو على الحق فله أجران، وإن قتل وهو على غير حق فله أجر واحد، فمعاوية على الحق في حربه وسلمه، في هجومه ودفاعه، في أخذه وإعطائه، لماذا ؟ لأنه صحابي والصحابي من العدول.
2 - التحصن ضد النقد والسب والشتم والانتقاص
علاوة على أن نظرية عدالة الصحابة تبرر غصب معاوية للسلطة، وتبرر أفعاله وأفعال شيعته من بني أمية، فإنها أيضا تمنحه الحصانة ضد أي نقد ولو كان بناء، والحصانة ضد السب والشتم والانتقاص من قدره لأنه صحابي ومن العدول، ومن ينتقص أو يسب أو يشتم أي صحابي عادي، فكيف برئيس دولة ؟ من يفعل ذلك فهو زنديق لا يواكل ولا يشارب ولا يصلى عليه - كما يروي الذهبي في ميزانه - وليس في الدنيا خطة يمكن أن تحصن معاوية مثل نظرية عدالة كل الصحابة.
3 - مقارعة خصوم معاوية وشيعته
نظرية عدالة كل الصحابة تؤمن فوز معاوية في أي مقارعة بينه وبين خصومه أو تؤمن - على الأقل - المساواة بينه وبين هؤلاء الخصوم. فلو قال آل محمد إنهم هم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، لانبرى معاوية وشيعته إلى الرد الفوري عليهم: نحن أصحاب محمد العدول لا يجوز علينا الكذب ولا يجوز علينا الخطأ لأننا في الجنة ولا يدخل أحد منا النار.
ولو قال آل محمد: من عادانا فقد عادى الله، لرد معاوية وشيعته: ونحن الصحابة أيضا قال النبي فينا: " من آذى صحابيا فقد آذاني "... الخ ويختلط الحق بالباطل والعاصي بالمطيع والمحسن بالمسئ....
4 - التفريق بين المسلمين
إذا تمكن معاوية وشيعته من تأصيل هذه النظرية بثوبها الفضفاض هذا وإشاعتها بين المسلمين، فستتبناها طائفة منهم وستعارضها طائفة أخرى، وينشب الجدل أظافره في أفكار الطائفتين ويتعصب كل فريق لرأيه ويختلفان وتدون آراء كل طائفة ويتبناها اللاحقون بحكم التقليد وبحكم الدفاع عن الحق أو وجهات النظر. فالذين يؤيدون النظرية لم يقصدوا تأييد معاوية، إنما قصدوا تأييد الصحابة، والذين يعارضون النظرية لم يقصدوا معاداة الصحابة إنما قصدوا كشف الأحابيل والألاعيب السياسية الخافية على الفريق الآخر. لكن عمليا كل فريق وقف وجها لوجه ضد الفريق الآخر وشغلوا عن معاوية بينما معاوية هانئ يتفرج على المتصارعين، وهو مستعد ليكون حكما بينهم.
هذا هو الفن الذي أشار إليه العقاد في كتابه الرائع " معاوية في الميزان ".

نشوء نظرية عدالة كل الصحابة

روى ابن عرفة المعروف بنفطويه - وهو من أكابر المحدثين - أن أكثر الأحاديث في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون أنوف بني هاشم. وقد صفت هذه الأحاديث بأسلوب يجعل من كل صحابي (بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي آنفي الذكر) قدوة صالحة لأهل الأرض وتصب اللعنات على كل من سب أحدا منهم أو اتهمه بسوء (5). وقد أجمع الباحثون على أن نشأة الاختراع في الرواية ووضع الحديث على رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم إنما كان في أواخر عهد عثمان وبعد الفتنة التي أودت بحياته، ثم اتسع الاختراع واستفاض بعد مبايعة علي (عليه السلام)، فإنه ما كاد المسلمون يبايعونه بيعة صحيحة حتى ذر قرن الشيطان الأموي ليغصب الحق من صاحبه ويجعلها أموية وتوالت الأحداث بعد ذلك ونقض بعض المبايعين للخليفة الرابع ما عقدوا، وكانت حروب بين المسلمين انتهى فيها أمر السلطان إلى الأمويين. غير أن بناء الجماعة قد انصدع وانفصمت عرى الوحدة بينهم، وتفرقت المذاهب في الخلافة، وأخذت الأحزاب في تأييد آرائهم كل ينصر رأيه على رأي خصمه بالقول والعمل. وكانت نشأة الاختراع في الرواية والتأويل وغلا كل قبيل فافترق الناس. ولم يرزء الإسلام بأعظم مما ابتدعه المنتسبون إليه، وما أحدثه الغلاة من المفتريات عليه. فذلك ما جلب الفساد على عقول المسلمين وأساء ظنون غيرهم في ما بني عليه الدين، وإن عموم البلوى بالأكاذيب حق على الناس بلاؤه في دولة بني أمية، فكثر الناقلون وقل الصادقون، وامتنع كثير من أجلاء الصحابة عن الحديث إلا لمن يثقون بحفظه. وأشار الإمام محمد عبده إلى ما صنعه معاوية لنفسه بأن وضع قوما من الصحابة والتابعين على رواية أخبار قبيحة على علي (عليه السلام) تقضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله فاختلفوا على ما أرضاه، منهم أبو هريرة (6).
ويقول الدكتور أحمد أمين في كتابه " ضحى الإسلام ": " ويسوقنا هذا إلى أن نذكر هنا أن الأمويين فعلا قد وضعوا أو وضعت لهم أحاديث تخدم سياستهم من نواحي متعددة " وقد بذل معاوية للصحابي أبي سمرة بن جندب خمسمائة ألف درهم ليروي له عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن آية * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) *... نزلت في علي بن أبي طالب. وأن الآية * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) * نزلت في عبد الرحمن بن ملجم لأنه قتل عليا (عليه السلام)

رواة الأحاديث

أبو هريرة الدوسي، أحد أصحاب معاوية وشيعته، روى عن النبي خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا. روى منها البخاري أربعمائة وستة وأربعين حديثا، وأبو هريرة هذا لم تتجاوز صحبته للنبي سنة وبضعة أشهر، بينما كبار الصحابة الذين لازموا النبي من يوم بعثته إلى لحظة انتقاله للرفيق الأعلى لم يرووا عنه ما يزيد عن مائة حديث رواها البخاري، وهؤلاء الكبار هم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي و عبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله ومعاذ بن جبل وسلمان وزيد بن ثابت وأبي بن كعب. إن في ذلك لعبرة!!!.

فضائل معاوية

قال الشوكاني في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، وفيها تحقق على أنه لم يصح في فضائل معاوية حديث.
إن ابن الجوزي بعد أن أورد الأحاديث الواردة في معاوية في باب الموضوعات ساق عن إسحاق بن راهويه (شيخ البخاري) أنه قال: لم يصح في فضائل معاوية شئ..
وللنسائي قصة مشهورة في أمر فضائل معاوية. قال الدارقطني: خرج النسائي حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة، فقال: احملوني إلى مكة وتوفي بالرملة، وكان أصحابه في دمشق قد سألوه عن فضائل معاوية فقال: ألا يرضى رأسا برأس حتى يفضل ؟ فما زالوا يدفعونه حتى أخرج من المسجد (7).

رأي الشافعي في معاوية

روى أبو الفدا عن الشافعي أنه أسر إلى الربيع أن لا تقبل شهادة أربعة من الصحابة وهم: معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة وزياد (8).
وربما كان هذا هو السر الذي دفع ابن معين للقول عند ما سئل عن الشافعي قال: إنه ليس بثقة.

قول الحسن البصري

روى الطبري أن الحسن البصري كان يقول: أربع خصال كن في معاوية ولو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة.
1 - انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزوها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة.
2 - استخلافه ابنه بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب الطنابير.
3 - ادعاؤه زياد وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الولد للفراش وللعاهر الحجر.
4 - وقتل حجر وأصحابه، ويل له من حجر وأصحابه، ويل له من حجر وأصحابه.

نظرية عدالة كل الصحابة تحمل الطابع الأموي

ومع أن كل الصحابة وفق هذه النظرية عدول، فيفترض أن يكون آل محمد بوصفهم صحابة عدول وأن يكف الأمويين عن الانتقاص منهم والإساءة إليهم.
إلا أن معاوية زعيم الفئة الباغية وقف من الإمام علي موقف أبي سفيان من النبي وجاء يزيد فوقف من الحسين موقف جده من النبي وموقف أبيه من علي. وقد كان أول عمل لمعاوية بعد أن استولى على الحكم أن كتب إلى عماله في جميع الآفاق بأن يلعنوا عليا في صلواتهم وعلى منابرهم، ولم يقف الأمر عند ذلك بل كانت مجالس الوعاظ في الشام تختم بشتم علي وأن لا يجيزوا لأحد من شيعته وأهل بيته شهادة وأن يمحوا من الديوان كل من يظهر حبه لعلي وأولاده وأن يسقطوا عطاءهم ورزقهم.
يقول العقاد في كتاب معاوية بن أبي سفيان في الميزان: وإذا لم يرجح من أخبار هذه الفترة إلا الخبر الراجح عن لعن علي على المنابر بأمر من معاوية لكان فيه الكفاية لإثبات ما عداه ما يتم به الترجيح بين كفتي الميزان (9).
المصادر :
1- النظام السياسي في الإسلام ص 175 .
2- شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 307 و 326 و 327 .
3- شيخ المضيرة للأستاذ محمود أبو رية ص 174 - 175.
4- معاوية في الميزان لعباس محمود العقاد ص 64 و 66.
5- آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم ص 85 للسيد مرتضى الرضوي.
6- مقدمة الإمام محمد عبده على رسالة التوحيد ص 7 - 8 /شيخ المضيرة للأستاذ محمود أبو رية ص 201 - 203
7- شيخ المضيرة أبو هريرة للأستاذ أبو رية ص 183.
8- تاريخ الطبري حوادث سنة 51 وابن الأثير ج 3 ص 202 - 209 وابن عساكر ج 2 ص 379 .
9- ابن عساكر ج 3 ص 407./معاوية بن أبي سفيان في الميزان لعباس محمود العقاد .

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.