تبين الأحاديث النبوية، وأحاديث أئمة أهل بيت النبوة عليهم السلام بأن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف بعد قضائه على السفياني وحركته وأثناء ذلك سيتابع عملياته الحربية ويفتح كافة حصون الضلالة في الشرق خاصة العالم الإسلامي، وسيطهر العالم الإسلامي من أعداء الله ومن أئمة الضلالة، .(1)
وستكون أول ألويته مواجهة إلى الترك. ويبدو واضحا بأن الإمام المهدي سينجح بتوحيد العالم الإسلامي، كله، وإخضاعه لسلطانه، وخلال سعي الإمام المهدي لتوحيد العالم الإسلامي يعقد هدنة مع الروم تدوم سنين أو المدة التي يستغرقها الإمام المهدي لتوحيد العالم الإسلامي وإخضاعه لسلطانه.(2).
ويبذل المهدي جهده لاستمرار هذه الهدنة، ويتغاضى في البداية عن نقض الروم لتلك الهدنة، لأن غاية المهدي كما يبدو ستكون منصبة على توحيد العالم الإسلامي من خلفه قبل الدخول بحرب شاملة مع الروم، ويفهم من الأحاديث والروايات المتعددة بأن الإمام المهدي سينجح بتوحيد الأمة الإسلامية قبل أن يصطدم على نطاق واسع مع الروم، وتظهر تلك الروايات الإمام المهدي بصورة القوة الوحيدة في العالم الإسلامي، فله وجود في العراق والجزيرة، والشام وفلسطين والأردن وإيران، واليمن، ويتصرف في هذه المناطق تصرف السلطان الأوحد. (3)،
وأن التواجد الملحوظ للروم في ما بعد ناتج عن غزو شامل يقوم به الروم للعالم الإسلامي بعد أن تفهموا حجم المخاطر التي ستشكلها دولة الإمام المهدي على أنظمة الحكم السائدة في بلاد الغرب.
سعي الإمام المهدي لتجنب المواجهة مع الغرب
بعد أن يوحد الإمام المهدي العالم الإسلامي، ويقضي على جبابرته، ويفتح كافة حصون الظلام فيه يبدأ الإمام المهدي بالاستعداد لمواجهة الغرب لفتح حصون الضلالة فيه، والقضاء على جباريه وعلى حكم الظلمة فيه، ونشر الإسلام في بلاد الغرب.ويبدو أن خطة الإمام المهدي ستتركز على عزل ظالمي الغرب عن شعوبهم، وإقناع شعوب الغرب بأنه لا مصلحة لها بالدخول في حرب مع الإمام المهدي، لأن الإمام المهدي مهمته أن ينقذ العالم من قبضة الظالمين الجبابرة، وأن يطهر الأرض من وجودهم، وأن الله والمهدي والشعوب المظلومة يقفون في معسكر واحد ضد الظلمة.
وعلى هذا وخدمة لهذا التوجه وبتوجيه إلهي يقوم الإمام المهدي باستخراج تابوت السكينة من بحيرة طبرية، ويستخرج النسخة الأصلية من الإنجيل والنسخة الأصلية من التوراة، ويعلن الإمام المهدي وبكل وسائل الإعلان عن حيازته لهذه الأدلة المادية القاطعة، والبراهين الساطعة، ويلوح بعصا موسى وبحيازته لها، وبكافة الآيات والمعجزات التي خصه الله تعالى بها، ويفاخر بأن عيسى بن مريم وزيره وتابعه ومن يصلي خلفه، وسيحاول الإمام المهدي أن يفتح أبواب الحوار بينه وبين العالم الغربي، وأن يتجنب الحرب معه ما وسعه الجهد طمعا بتجنيب شعوب العالم الغربي ويلات حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. (4)
وخدمة لهذا التوجه يعقد الإمام المهدي معهم هدنا متعددة، ويغض الطرف عن نقضهم لتلك الهدنة، وتجري مبادلات تجارية بين دولة المهدي والعالم.
الغربي حيث يختلف التجار المسلمون إلى بلادهم، وتجار الغرب إلى العالم الإسلامي، ويحاول الإمام المهدي أن يفتح أبواب الحوار بين الشرق والغرب وأن يوظف حالة الهدنة لصالح السلام الهادف. (5)
المواجهة المسلحة مع الغرب
يعقد الإمام المهدي مع الغرب هدنة، ، فينقضوها، ثم يعقد معهم أربع هدن فينقضونها أيضا،، ويعبر الإمام المهدي عشر سنين، (6)ويفسر قادة الغرب رغبة الإمام المهدي بتجنب المواجهة العسكرية تفسيرا خاطئا، أو يكتشفون ما يرمي إليه الإمام المهدي، ويدركون خطورة الرجل، وقدرته على التأثير على شعوبهم، وقوة حجته ونجاعة الأدلة المادية التي يحوزها من تابوت وتوراة وإنجيل وعصا موسى، والتأثير الساحق لوجود المسيح ابن مريم معه، لذلك يتناسى أئمة الضلالة في الغرب كافة خلافاتهم، ويوحدون جيوشهم، ويسلمون قيادتهم لأحد ملوكهم ثم يتفقون على شن حرب شاملة على دولة الإمام المهدي، ويستغلون هدنهم مع المهدي لإتمام استعداداتهم العسكرية، ويبدو أن أئمة الضلالة في الغرب يجهزون جيشا قوامه 960 ألف مقاتل، وثمانمائة سفينة. (7)
ويبدو أيضا بأن الطرفين سيتواجهان في أرض أفريقيا، (الحديث رقم 232)، وأن الكفة سترجح لصالح المهدي وجنده، وأن قادة الغرب سينسحبون لإعادة تنظيم قواتهم، ثم يقبلون حيث سترسو سفن الروم الغازية من صور إلى عكا عندئذ تبدأ الملاحم. (راجع الحديث رقم 224)، ويبدو أن نصارى المنطقة سيكتشفون خطورة الإمام المهدي، وستجري بين قياداتهم وقيادة جيوش الغرب اتصالات، وأن النصارى سيقدمون مساعدة للجيوش الغربية الغازية، (8)
الملحمة العظمى بين الإمام المهدي وجنده وبين الروم والترك واليهود
يبدو من الأحاديث النبوية أن قادة الغرب سيتحالفون مع الترك ومع اليهود ضد الإمام المهدي، (9)وأن القوات المتحالفة ستحصل على موضع قدم لها في أكثر من موقع، وتشتبك مع المسلمين في أكثر من جهة، ربما طمعا بإجبار الجيش الإسلامي على تشتيت قواه، ويبدو أيضا بأن القوات المتحالفة قد جندت جيشا عظيما لم ير الشرق في تاريخه له مثيلا فقد روي عن النبي قوله... ثم يأتيكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفا. (10)
ويبدو أن قوات التحالف ستكون مصممة على هزيمة الإمام المهدي وجنوده، لأن الأوامر المعطاة لقيادة تلك القوات بالقيام بحرق المراكب والسفن بعد رسوها في ساحل الشام ليشعر الجيش المتحالف أنه يقاتل دفاعا عن نفسه ويضطر إلى الثبات والاستبسال في القتال.(11)
وينجح الغزاة ويستولون بالفعل على أكثر بلاد الشام برها وبحرها، ويخربون بيت المقدس ولا يبقى من بلاد الشام بأيدي المسلمين إلا دمشق والمقسق وهو جبل بأرض الشام، ويبدو أن الإمام المهدي يطلب من عماله على بقية الولايات الإسلامية إمداده، وأن هذه الإمدادات ستبدأ بالوصول، فيصل من اليمن 70 ألف مقاتل .
ويحاول الإمام المهدي أن يجمع الجزء الأكبر من قواته بالشام بعد أن تيقن من أن القوة الضاربة لقوات التحالف في الشام، ويبدو أن المهدي ستكون قيادته الميدانية في أنطاكية، وهنالك ستنشب معركة كبرى بين الطرفين يستشهد فيها ثلاثون ألف مسلم منهم سبعون أميرا من أولياء الله، ويتدفق الدم بغزارة من الطرفين حتى تخوض الخيل بالدم. (12)
ويصب الله غضبه على الروم فيهزمون هزيمة ساحقة، ويبدو أن هذه المعركة وذيولها ستقصم ظهر الروم وحلفائهم لأنهم عندما قرروا غزو البلاد الإسلامية جندوا كافة طاقاتهم، ورجالهم القادرين على حمل السلاح، وتركوا بلادهم مفتوحة.
وقد خسر الروم بهذه الملاحم قرابة ستمائة ألف مقاتل عدا الجرحى والمفقودين، ويبدو أن الإمام المهدي سيعرف حقيقة الوضع العسكري في بلاد الغرب بدليل أنه وبعيد هذه الملاحم بقليل، يجهز ألف وخمسمائة مركب، لتحمل جيشه المؤلف من أربعة أجناد وهم جند المشرق، وجند المغرب، وجند الشام، وجند الحجاز لغايات غزو بلاد المغرب المفتوحة أمامه.
ويبدو بأن المحن، واليقين سيصقلا جيش الإمام المهدي حيث تصف الأحاديث ذلك الجيش بأنه متماسك، ومؤمن، ومتعاضد، وكأن أفراده أولاد رجل واحد، وأن الله سيذهب عنهم الشحناء والتباغض من قلوبهم، فيسيرون من عكاء إلى رومية، ويسخر الله لهم الريح كما سخرها لسليمان.
وتؤكد الأحاديث النبوية بأن هذا الجيش سيفتح بلاد الغرب حتى يأتون مدينة يقال لها قاطع على البحر الأخضر المحدق بالدنيا ليس خلفه إلا أمر الله. (13)،
وتركز الأحاديث على فتح القسطنطينية خاصة، (14)
ويفتح الصين أيضا وجبال الديلم ولا يمر بحصن إلا فتحه. (15)
ولا تتوقف معارك الإمام المهدي حتى يملك مشارق الأرض ومغاربها
وتؤكد الأحاديث النبوية أن الإمام المهدي سيحمل سيفه، ولن يرميه حتى يملك العرب، (16)
ويملك مشارق الأرض ومغاربها: (يفتح له ما بين المشرق والمغرب) (17)
(يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها)، ويبلغ المغرب والمشرق، ولا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا إله إلا الله، ويحكم بين أهل المشرق والمغرب، ، ويشمل ملك المهدي العالم كله، ويفتح الله له شرق الأرض وغربها، (18)
نزول المسيح إلى الأرض
لا خلاف بين اثنين من المسلمين على حتمية نزول السيد المسيح، وحتمية صلاته خلف الإمام المهدي، وحتمية تأمر الإمام المهدي عليه، وعلى كونه أحد وأبرز وزراء الإمام المهدي، لكننا لا نعرف على وجه الجزم واليقين بأي مرحلة من المراحل سينزل السيد المسيح، ويصلي خلف الإمام المهدي، ويباشر مهام وزارته في حكومة الإمام المهديوإن كنا نرجح أن يكون نزول السيد المسيح، بعد دحر جيوش غزاة العرب، وخلال فترة استعدادات الإمام لفتح حصون الضلالة في العالم الغربي، لأن عقلية الغرب آنذاك ستكون أكثر استعدادا وقابلية لسماع ما يقوله الإمام المهدي، بعد أن تحطمت القوة العسكرية الضاربة في الغرب، وبعد فشل تحالف أئمة الضلالة فيه..
المصادر :
1- معجم احاديث الامام المهدي / الأحاديث أرقام 79 و 340 و 23 و 479 ج 1 و 238.
2- معجم احاديث الامام المهدي / الحديث رقم 223 و 223 ج 1
3- راجع عصر الظهور ص 207 وما فوق
4- معجم احاديث الامام المهدي / الأرقام 203 و 226 و 225 و 227.
5- معجم احاديث الامام المهدي / الحديث رقم 224 ج 1.
6- معجم احاديث الامام المهدي /الحديث رقم 223 و 224،و 221 و 222
7- معجم احاديث الامام المهدي / الحديث رقم 223 والحديث رقم 232
8- معجم احاديث الامام المهدي /الحديث رقم 235.و232 و 224
9- معجم احاديث الامام المهدي / الحديث رقم 215 و 216 و 217
10- معجم احاديث الامام المهدي /الحديث رقم 223 والحديث رقم 226
11- معجم احاديث الامام المهدي / الحديث رقم 236
12- معجم احاديث الامام المهدي / الحديث رقم 235
13- معجم احاديث الامام المهدي / الحديث رقم 128
14- معجم احاديث الامام المهدي / الحديث رقم 414 و 408
15- معجم احاديث الامام المهدي /الحديث 661 والحديث رقم 663
16- معجم احاديث الامام المهدي /الحديث رقم 68
17- معجم احاديث الامام المهدي /الحديث رقم 127
18- معجم احاديث الامام المهدي /الحديث رقم 155والحديث رقم 158والحديث رقم 309والحديث رقم 361والحديث رقم 858والحديث رقم 959.