لو استعرضنا تاريخ دولة الخلافة التاريخية، والدول التي تعاقبت على حكم الأمة الإسلامية لتبين لنا بوضوح تام أن كافة الجماعات والإفراد الذين عرفوا رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ، أو آمنوا به، أو تظاهروا بهذا الإيمان قد استفادوا من الملك العريض الذي بناه رسول الله، فنالوا نصيبا من الجاه، ونصيبا من النفوذ وبعض الأفراد والجماعات، استولوا على ملك النبوة، وكونوا في هذا الملك دولا خاصة بهم، تحمل أسماءهم، أو أسماء عائلاتهم، وعللوا ذلك بمبررات مختلفة وغير مقنعة، ولكن تلك المبررات جميعا تستند عمليا على القوة والقهر وكثرة الأتباع وتسخير موارد دولة الخلافة لتثبيت دعائم تلك الدول بعد إخراج تلك الموارد عن مصارفها الشرعية.
والفئة الوحيدة التي لم تستفد من ملك النبوة، ولم تنل نصيبا من جاه ولا نفوذ هذا الملك، ولم تتمكن من تكوين دولة خاصة بها هم عترة النبي أهل بيته أو آل محمد، مع أنهم الأقرب للنبي والأولى به! وأعظم من ذلك أن الذين استولوا على هذا الملك النبوي حولوه إلى سوط من عذاب جلدوا به عترة النبي أهل بيته وساموهم فيه سوء العذاب!
الإمام الحسن العسكري يعلل ذلك
علل الإمام الحسن العسكري أسباب نقمة مؤسسي وقادة دولة الخلافة التاريخية على آل محمد، وحرمانهم من تكوين دولة خاصة بهم، ويسوق الإمام العسكري الأمويين والعباسيين كمثال متاح على ذلك فيقول وبالحرف:(قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين:
1 - أحدهما أنهم كانوا يعلمون أنه ليس لهم في الخلافة حق، فيخافون من ادعائنا إياها وتستقر في مركزها،
2 - وثانيهما أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، طمعا منهم في الوصول إلى منع تولد القائم أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون). (1)
وتحليل وتعليل الإمام العسكري من القوة والوضوح والاقناع بحيث أنه لا يحتاج إلى بيان مبررات تقدم الجميع على آل محمد وقيام دول الجميع إلا دولة آل محمد!!
1 - ورث الخليفة الأول ملك النبوة، وكون دولة فعلية لنفسه ولرهطه بني تيم بحجة أنه صاحب النبي، ووالد زوجته، وأنه من قريش عشيرة النبي ولما قال له الإمام علي، بأنه وأهل البيت أولى برسول الله حيا وميتا، والرسول مثل شجرة، عترته أهل بيته فروعها وأغصانها، وقريش ظلالها، وأشار الإمام إلى الأحاديث النبوية التي صدعت بخلافته للنبي وبالترتيب الإلهي لعصر ما بعد النبوة. قال الخليفة الأول بأن الخلافة شأن خاص بالمسلمين وأن المسلمين قد اختاروه بالشورى، وأجمعوا عليه، وما ذكره الرسول في غدير خم ومناسبات متعددة حول ولاية الإمام علي من بعده ومكانة أهل بيت النبوة، وآل محمد، ليست ملزمة، لأنها صادرة من الرسول كبشر وليست وحيا إلهيا!! وأن الخلافة مرهونة بشورى.
فأجابهم الإمام بأن الرسول لا ينطق عن الهوى، وهو يتبع ما يوحى إليه، ولا يمكنه أن يتقول على الله، أو يعلن أمرا بهذه الخطورة دون الموافقة الإلهية، ثم لنفترض أن الأمر شورى بين المسلمين فآل محمد وعترته أهل بيته من المسلمين، بل هم الناصية، وعنوان الفخار، فكيف تكون الخلافة دون استشارتهم، لقد كانوا غيبا عن هذه الشورى ؟!
فقالت بطون قريش التي كانت تقف خلف الخليفة بكل كثرتها وخيلائها وفخرها ونفوذها: يا علي قد جادلتنا فأكثرت جدالنا، فإما أن تبايع أنت وعترة النبي أهل بيته وإما أن تقتلون!! فالتفت الإمام ولم يجد له معينا إلا أهل بيته، فضن بهم عن الموت، فسلم لدولة بني تيم وبعد ستة شهور بايع وبايع معه أهل البيت.
2 - ونظرا للجهود المضنية التي بذلها عمر بن الخطاب بتوحيد بطون قريش وحلفائها، وبإقامة دولة البطون الأولى عهد الخليفة الأول له بالخلافة فكانت مبررات استخلاف الثاني هي نفس مبررات استخلاف الأول وزادت عنها بعهد الأول وهكذا نشأت دولة فعلية لبني عدي وتقدم آل تيم وآل عدي على آل محمد.
3 - والخليفة الثاني على فراش الموت عهد بالخلافة عمليا لعثمان بن عفان وهو حليف الأول والثاني ووزيرهما، وصاحب الجهد الأعظم بإقامة دولتهما وهو عميد البيت الأموي وكانت مبررات توليته هي نفس مبررات الخليفتين الأول والثاني، والفارق أن الخليفة الثالث هو زوج ابنة النبي التي ماتت ولم تعقب وليس والد زوجة النبي وأن الثاني عهد إليه، وهكذا قامت عمليا دولة بني أمية ولكن دون إعلان في البداية، وفي مرحلة من مراحل الخليفة الثالث خاطب وزيره مروان بن الحكم المسلمين بقوله: (شاهت وجوهكم تريدون أن تسلبونا ملكنا)!
4 - لما آلت الخلافة إلى الإمام علي بن أبي طالب بنفس الوسائل والطرق التي أوجدتها بطون قريش، ونفس المبررات التي تولى فيها الخلفاء الثلاثة الحكم وقفت بطون قريش وقفة رجل واحد، ورفضت خلافة الإمام علي ثم قتلته، ثم رفضت خلافة ابنه ولم تقبل إلا بعد هزيمة آل محمد وعودة منصب الخلافة للبطون. لأنها لا تقبل بحكم آل محمد وترفض رفضا قاطعا أن تكون لهم دولة!
ولا مانع لدى بطون قريش من أن تتكون دولة للموالي، وللأنصار، ولأي مسلم لكنها لا تقبل بدولة آل محمد، قال الخليفة الثاني وهو على فراش الموت: (لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لوليته واستخلفته) وسالم هذا من الموالي ولا يعرف له نسب في العرب، فالخليفة الثاني يتمنى حياة الموالي الأموات ليوليهم الخلافة، ويتجاهل وجود آل محمد تجاهلا تاما من الناحية العملية، ولا يرى أن فيهم من هو أهل لتولي الخلافة)!
5 - ومع أن معاوية بن أبي سفيان وأبوه وأخوته هم الذين قادوا جبهة الشرك وقاوموا رسول الله وحاربوه طوال مدة 21 عاما، ولم يسلموا إلا بعد أن أحيط بهم فاضطروا مكرهين للتلفظ بالشهادتين إلا أنه وبعد أن وطد له الخلفاء الثلاثة استولى على منصب الخلافة بالقوة والقهر وأسس دولة خاصة بآل أبي سفيان وهم أعداء الله ورسوله الألداء وحجة معاوية ومبررات خلافته أنه القوي الغالب، وأنه صحابي وأنه مسلم، وأنه من عشيرة النبي، وأن أخته هي إحدى زوجات النبي!
6 - بعد أن سقطت دولة آل أبي سفيان آلت الخلافة إلى ذرية عدو الله وعدو رسوله الحكم بن العاص، الذي لعنه رسول الله ونفاه وحرم عليه أن يسكن معه في المدينة، وحذر المسلمين من شروره ومع هذا كون دولة خاصة بآل الحكم بن العاص بحجة أنه أموي، وأنه أولى بمعاوية وأنه من قريش عشيرة النبي!! وصار المسلمون رعايا لهذه الدولة كما كانوا رعايا للدولة التي سبقتها، وبايعوا خلفاءهم تماما كما بايعوا الذين قبلهم.
7 - وجمع العباسيون القوة، وأعدوا وسائل الغلبة، ورفعوا شعارات آل محمد، فاستولوا على منصب الخلافة بالقوة والقهر وكونوا دولة خاصة بآل العباس بحجة وبمبررات مفادها أنهم أحفاد العباس عم النبي، ولما قال لهم أهل بيت النبوة، بأننا أحفاد النبي نفسه وأحفاد عم النبي الشقيق، وأنتم رفعتم شعاراتنا، وتعرفون حقنا، وأننا الأولى منكم، وكنتم تتفرجون علينا ونحن نقتل ونسام سوء العذاب!! فيغضب العباسيون ويصبون على آل محمد فيضا جارفا من النقم والقتل والعذاب، وكأنه ليس بين العباسيين وبين عترة النبي أية قرابة!
8 - وتتفكك الدولة العباسية، ويغلب كل وال على ولايته، ويؤسس له ولأسرته دولة خاصة به، بحجة أنه مسلم، وأن الخليفة غير قادر على إدارة شؤون الخلافة، وليس في تلك الولاية من هو أصلح ولا أنسب منه لقيادة الرعية.
9 - ثم تطلع عائلة تركية، وتجمع حولها أسباب القوة وتستولي بالغلبة على كافة أقاليم العالم الإسلامي، وتخضع جميع المسلمين لسلطانها ويعلن كبير العائلة التركية (العثمانية) بأنه خليفة رسول رب العالمين لأنه لا يوجد خليفة، ولا يوجد من هو أنسب للخلافة منه!
ولأنه لا بد للمسلمين من خليفة!! ولأنه لا فرق بين عربي وعجمي!! وأن الأتقى هو الأكرم عند الله!! بمعنى أن كبير الأسرة العثمانية هو الأكرم عند الله!
والخلاصة أن العثمانيين قد تجاهلوا وجود أهل بيت النبوة كتجاهل الذين من قبلهم، وتقدموا على أهل البيت كما تقدم الذين من قبلهم، وقبل المسلمون بذلك أو تظاهروا بالقبول كما فعل آباؤهم من قبل. وبعد قرون تسقط دولة آل عثمان، وبسقوطها يسقط نظام الخلافة التاريخية، ولكن ثقافة تلك الخلافة ومناهجها التربوية والتعليمية قد استقرت نهائيا في النفوس، فالملك لمن غلب، والتبريرات الشكلية ما هي إلا ديكور. فرفعت الشرعية الإلهية من واقع الحياة، وحل محلها التغلب والقوة، وتفسحت أشداق المطامع، وأبواب ومنافذ التنافس، وصار كل قوي يعتقد بأنه الأحق بالقيادة، فتولى الأمر غير أهله، وأهله ينظرون، وقيل لكل إمام من أئمة بيت النبوة، خاصة ولآل محمد عامة، إما أن تقبلوا ما يرتبه الظلمة الجبارون أو تموتوا!
فآثر أهل بيت النبوة الحياة لا حبا فيها لأن الجبابرة قد أفسدوها بالفعل، ولكن لينقلوا ما جرى للأجيال اللاحقة، وليكشفوا التزييف والتضليل، لعل جيل من الأجيال ينصفهم، ويفهم عدالة قضيتهم، ويفهم حجم الجريمة التي ارتكبها المجرمون بحق الله ورسوله وأهل بيته. وخلال قرون العذاب والألم كان أهل بيت النبوة يشكون بثهم وحزنهم إلى الله.
العلم الإلهي المسبق لحركة الأحداث والوعد الإلهي القاطع بإقامة دولة آل محمد
الله سبحانه وتعالى يعلم بحركة الأحداث قبل وقوعها بداية وتفاصيل ونهايةفما من أمة من الأمم إلا ويعلم الله تفاصيل وكليات الحركة المستقبلية لأفرادها فردا فردا، ولجماعتها جماعة جماعة، ويعلم الخط العام الذي ستسير عليه الأمة كلها من البداية وحتى النهاية، ولأن الله رحيم بعباده، فإنه يتولى بتوجيهاته الإلهية ترشيد الحركتين الخاصة بكل فرد وجماعة، والعامة التي تخص الأمة كلها، لكنه تعالى لا يجبر الفرد، ولا يجبر الجماعة، ولا يجبر الأمة على فعل شئ، لأنه لو وقع الإجبار لما كان للثواب أو العقاب معنى، ولاختلت قواعد الابتلاء الإلهي ونواميسه، والله سبحانه وتعالى يريد لهذه القواعد والنوامس أن تشق طريقها بموضوعية بدون تأثيرات، ليكون الثواب عادلا والعقاب عادلا ولتتكون المقومات الموضوعية للحكم الإلهي العادل.
لقد أكمل الله دينه، وأتم نعمته، ورضي الله بالإسلام دينا للعرب ولكل خلق الله، ونجح الرسول بتحويل العرب من دين الشرك إلى دين الإسلام، وبإقامة دولة إيمانية وحدتهم ولأول مرة في التاريخ بكلفة بشرية لا تكاد أن تذكر، وبلغهم الرسول كتاب الله كما أوحي إليه، وبينه لهم كما أمره، ولم يترك الرسول أمرا من أمور الدنيا والآخرة فيه خير إلا ورغبهم فيه، ولا أمرا فيه شر إلا وحذرهم منه، واتسعت رحمة الرسول ورأفته بالجميع، ولأن الرسول بشر فسيموت حتما.
وحتى لا تفسد الأمور بعد موته، وحتى لا ينهار ما بناه، وضع الله سبحانه وتعالى ترتيبات إلهية لعصر ما بعد النبوة، فاختار الله اثني عشر إماما ليحكموا الأمة من بعد النبي وحتى قيام الساعة، فأهلهم وأعدهم إعدادا إلهيا للقيادة والمرجعية بحيث يكون كل واحد منهم هو الوارث الوحيد لعلمي النبوة والكتاب في زمانه، وهو المرجع الأوحد ليقول الناس في زمانه بحق، أنه الأعلم والأفضل والأنقى والأقرب لله ولرسوله، وأمر الله رسوله أن يعلن للأمة أسماء القادة أو الأئمة أو الخلفاء أو النقباء والأمراء الذين اختارهم الله، ولأن الرسول مأمور، ويتبع ما يوحى إليه، فقد سمى للأمة قادتها من بعد وفاته، وتسعة منهم لم يولدوا بعد، وأمر الله رسوله بأن يعلن للناس بأن طاعة كل واحد من الاثني عشر هي طاعة لله، ولرسوله، وموالاتهم هي موالاة لله ولرسوله، ومعاداتهم هي معاداة لله ولرسوله، والخروج على أي واحد منهم هو خروج على الله ورسوله، وأكد الرسول كل ذلك وبكل.
وسائل الإعلان والبيان وليحكم الله أمره ويقيم حجته أمر الله رسوله بأن ينصب أول أولئك الأئمة وليا للمؤمنين والرسول حيا، وأن يأخذ له البيعة من المسلمين، كافة، وفي غدير خم أعلن الرسول أن حجته تلك ستكون حجة الوداع، وأنه سيموت بعد عودته إلى المدينة بقليل حيث سيمرض، ويموت في مرضه، وأنه لن يلقى المجتمعين بعد عامهم ذلك، وسألهم من وليكم، ومن مولاكم، وهل حقيقة أني وليكم ومولاكم ؟ فتعجب المسلمون وأجابوه بصوت واحد أنه الولي، وأنه المولى، فقال الرسول: من كنت وليه فهذا علي بن أبي طالب وليه، ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه.
ولخص الرسول للمسلمين الموقف بقوله: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي) حديث الثقلين بصيغة المتعددة، ثم عمم عليا بن أبي طالب بعمامة، وأجلسه، وطلب من الجميع أن يبايعوه، وبايعه الجميع وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة الأول وعرف المسلمون أن الخليفة الأول هو علي بن أبي طالب وأن الأحد عشر الآخرين من صلب علي ومن ذرية النبي، وأن آخرهم وخاتمهم محمد بن الحسن المهدي المنتظر، وتفرق المسلمون وعادوا إلى منازلهم على هذا الأساس.
الانقلاب والردة على الأعقاب وتكوين حزب العدالة!!
ذهلت بطون قريش من هول ما سمعت، فآل محمد وأهل بيته هم الذين قتلوا أبناء بطون قريش أثناء حربها للنبي، وهم من بني هاشم، ثم إن محمدا من بني هاشم، فأي عدل هذا الذي يخص الهاشميين بالنبوة والخلافة إلى قيام الساعة، ويحرم بقية البطون من الشرفين معا!! إنه لمن المستحيل أن يأمر الله بذلك!! أو يرتب ذلك!! إنها مجرد أقوال لمحمد!! ومحمد بشر يتكلم في الغضب والرضى، ولا ينبغي أن تحمل كل أقواله على محمل الجد!! وحمل أقوال النبي المتعلقة بالخلافة من بعده على محمل الجد سيلحق ضررا فاحشا ببطون قريش، ويجحف بحق المسلمين! والأصوب والأنسب والأوفق أن تكون النبوة لبني هاشم لا يشاركهم فيها أحد، والدولة والخلافة لبطون قريش لا يشاركهم فيها هاشمي قط، ووقف المنافقون وقفة رجل واحد مع بطون قريش لأن المنافقين يكرهون الظلم، ويحبون العدالة! ووقفت المرتزقة من الأعراب مع بطون قريش أيضا، ووقفت كل العناصر التي حاربت النبي حتى أحيط بها فاضطرت مكرهة لإعلان إسلامها مع بطون قريش، ووقف طلاب الدنيا مع بطون قريش، وتكون من الناحية العملية حزب كبير يضم الأكثرية الساحقة من المسلمين، للدفاع عن حقوق البطون، وفي الجانب الآخر يقف النبي وأهل بيته وفئة مؤمنة قليلة العدد لا قدرة لهم على مواجهة هذا التيار الجارف الذي أوجدته عدالة البطون!الله يطلع رسوله على كل ما يجري والرسول يعلن ذلك ويكشف أهل الفتن
حركة بطون قريش صارت علنية، وغير خافية على أحد، ونوايا البطون مكشوفة للجميع، فالأكثرية الساحقة تعارض بشدة دولة آل محمد بتحريض من بطون قريش ولا بد للإسلام أن يقول رأيه بحركة البطون وأشياعهم، فأوحى الله إلى نبيه بكل ما يجري، وينطلق النبي من دائرة اليقين والوحي ليكشف ما تبيته البطون وليعلن أنها فتنة، وأنها إن نجحت ستحل عرى الإسلام كلها، ويسمى الرسول للمسلمين قادة الفتن كل باسمه، ويبكي الرسول أمام المسلمين مخبرا إياهم بما أوحى الله إليه به، من أنهم سينكلون بأهل بيته من بعده، فيطردونهم ويشردونهم ويقتلونهم تقتيلا، وأنه سيسمون الحسن سبطه وسيقتلون الحسين وأهل بيته في كربلاء شر قتلة، وسيلاحقون أهل بيته ويطاردونه طوال التاريخ، ويتساءل النبي بحزن يدمي قلبه الشريف لم تفعلون ذلك، وهل أستحق هذا منكم ؟وهل هذا هو الأجر الذي تقدمونه لي لقاء هدايتي لكم، وإنقاذكم!!
أهل بيت النبوة والفئة المؤمنة القليلة كانوا موقنين بأن النبي يقول الحق، وينشر ما أوحي إليه من ربه. وأن ما أخبر به النبي واقع لا محالة.
وبطون قريش وقادتها، وحلفاؤها أيقنوا أيضا بأن محمدا قد كشفهم وأنه قد عرف حقيقة نواياهم، وموقفهم الصارم من عترة النبي أهل بيته والمفاجآت التي يعدونها لهم، ومعارضتهم ورفضهم القاطع لدولة آل محمد وكانوا يتوقعون من النبي لأن هذا رأي الأكثرية أن يقوم بإجراء تعديلات جوهرية على ترتيباته السابقة،.
وأن ينصف!بطون قريش فيعلن حقها بالملك من بعده ويعترف بهذا الحق، كما اعترفت له بطون قريش بالنبوة! ولكن النبي لم يجر أية تعديلات على ترتيباته السابقة! إذا لم يبق أمام زعامة بطون قريش وحلفائها إلا أن تفرض رأي الأكثرية بالقوة، وأن تحول بين دولة آل محمد وبين الظهور، وتقيم بدلا منها دولا لبطون قريش متتابعة لأن أكثرية الناس بعد الإسلام يتبعون قريشا، تماما كما اتبعوها أثناء مقاومتها للنبي وحربها له. والفرق أنهم الآن يتبعونها تحت خيمة الإسلام وكانوا سابقا يتبعونها تحت خيمة الشرك! ويكفي محمدا والهاشميين أن بطون قريش جميعا ومواليها ومن تعاطف معها من العرب، والمنافقين، والمرتزقة من الأعراب يعترفون بنبوته، ويتلفظون بالشهادتين وهم من حيث المبدأ على دينه، فماذا يريد غير ذلك! أما أن يتأمر أحفاده على بطون قريش ومن والاها، وأن يكونوا قادة لها إلى يوم الدين .
فالموت أهون على البطون منه وهي لن تقبله حتى ولو اضطرت إلى ترك الدين نفسه! وتحددت الخيارات بخيار واحد إما دولة آل محمد وردة البطون ومن والاها عن الإسلام، وأما دولة البطون وبقاء البطون ومن والاها على دين الله بالقدر الذي تراه مناسبا! ولقد فهم الرسول في آخر أيامه هذه الحقيقة، وفهمها الإمام علي وأعلنها بأكثر من مناسبة في ما بعد.
وصممت زعامة بطون قريش وقادة النفاق على ذلك، وركبوا رؤوسهم، وأخذوا يتربصون، وينتظرون بفارغ الصبر موت النبي، ليستولوا بالقوة والتغلب وكثرة الأتباع على الملك الذي تمخضت عنه النبوة! وليلغوا نهائيا كافة الترتيبات الإلهية المتعلقة بقيادة الأمة طوال عصر ما بعد النبوة، والتي أعلنها النبي، لأن هذه الترتيبات مجحفة على حد تعبير زعامة البطون، ومن المحال أن يأمر بها الله! إنما هي صادرة عن محمد ومحمد بشر يتكلم في الغضب والرضى!
وبالتالي فإنها غير ملزمة!! لأن المسلمين أعرف بشؤون دنياهم!! وفضلا عن ذلك فإن القرآن وحده يكفي والقرآن لم يعلن صراحة عما أعلنه النبي!!
كشف حقيقة ما يجري
الله جلت قدرته على علم تام بما تدبره زعامة البطون، وحلفائها، وعلى علم بتحركاتها، وبحجم التغير والضرر الذي ألحقته تلك الحركات. بحالة الانسجام العام الذي كان سائدا قبلها. كانت تحركات البطون علنية، وغير خافية على أحد لأنها كانت مستندة إلى دعم الأكثرية التي حاربت رسول الله قبل الإسلام ثم أسلمت، وكانت زعامة البطون تهدف إلى إلزام الرسول بإحداث تغييرات جذرية على الترتيبات التي أعلنها لقيادة الأمة طوال عصر ما بعد النبوة!!ولكن هذا الوضوح والمعلومات التي عرفها الجميع عن تحركات زعامة البطون كانت تستند إلى الملاحظة والسمع والمشاهدة، وتحركات الرسول وتوجيهاته لا تستند إلى مثل هذه الأمور، ولا تصدر بناء عليها وحدها، لقد كان يعرف عن هذه التحركات كما كان يعرف غيره وأكثر، ولكنه كان ينتظر القول الفصل واليقيني من الوحي الإلهي، وينتظر التوجيهات الإلهية لمواجهة مكر البطون وما تدبره وترمي إليه!!
ولم يطل انتظار النبي، فقد جاءه الوحي، وأحاطه علما بكليات وتفاصيل ما تدبره زعامة بطون قريش، ثم أمر نبيه بأن يكشف للجميع، ما يجري الإعداد له في الخفاء، وأن يبين للجميع بأن نتائجه ستكون مدمرة، حيث سيدفع الجميع الثمن غاليا لهذا المكر، لأنه الأسباب لفتنة إذا وقعت لن تنتهي، بل ستتمادى كلما قيل أنها انتهت. وإن هذا المكر لن يلحق ضررا بالله وبرسوله، لأن الله غني عن العالمين، بل سيلحق أشد الأضرار بالماكرين أنفسهم وبذرياتهم وبالناس أجمعين، لأن النتيجة المؤكدة لهذا المكر هي حل عرى الإسلام كلها، لأن الإسلام يتوقف على عروة الحكم، فإذا حلت عروة الحكم يرفع الإسلام عمليا من الحياة، وستحل بالضرورة كافة عرى الإسلام تبعا لعروة الحكم، وينحرف الجميع تماما عن صراط الله المستقيم ويدخلون في ليل من التيه لا آخر له. وحذر رسول الله المسلمين عامة، وبطون قريش ومن لف لفها، وأقام الحجة على الجميع ليهلك من هلك عن بينة، ولتتضاعف عقوبة المجرمين إذا اقترفوا جرائمهم، لأنهم يقترفونها بالرغم من التحذير ومع سبق الإصرار والترصد والأعظم من ذلك وكما بينا في الباب الأول أن الرسول قد سمى قادة الفتن بأسمائهم، وحذر منهم، وبين لأصحاب الخطر تفاصيل ما سيفعلونه مستقبلا، وحذرهم من فعله، لقد استبق رسول الله الأحداث قبل وقوعها، ووصف أفعال المسلمين قبل أن تقع تلك الأفعال، لأن الله قد زوده.
بصورة دقيقة لوقائع المستقبل قبل أن تقع فكان الرسول يصف ويحذر بناء على مخطط وخارطة إلهية موضوعة أمامه، لقد حذر رسول الله المسلمين مجتمعين من أن يأتوا تلك الأفعال أو أن يسمحوا بحدوثها، ثم حذر كل وأحد منهم على انفراد، وكانت تحذيرات الرسول شاملة للجميع، وخاصة بأصحاب الخطر.
أمثلة ونماذج من تحذيرات الرسول
1 - بين الرسول للمسلمين بأن أهل بيته سيلقون بعده القتل والتشريد والتطريد، وطلب من المسلمين أن لا يفعلوا بأهل بيته ذلك، وإذا قتلهم أو شردهم أو طردهم أحد فعلى المسلمين أن يقفوا مع أهل بيته.2 - وبين النبي للمسلمين أن ابنه الحسين سيكون وحيدا ذات يوم وسيحيط به وبمن معه أعداء الله من كل جهة يريدون قتلهم، فلا تتركوا ابني الحسين وحيدا، بل انصروه واحموه، ولا تمكنوا أحدا من قتله.
3 - أشار الرسول ذات يوم إلى بيت زوجته عائشة كما يروي البخاري وقال للمسلمين: (من ها هنا يطلع قرن الشيطان)... وقال لزوجته عائشة ذات يوم أن كلاب الحوأب ستنبحها، وحذرها من أن تفعل ذلك.
4 - وسأل الرسول الزبير في جلسة ضمته وعليا أتحب عليا فقال الزبير:
نعم، فقال الرسول: ستقاتله يوما وأنت ظالم له!!
والخلاصة أن الرسول لم يترك فعلا، ولا واقعة ستقع إلا حذر المسلمين منها، وحثهم على أن لا يفعلوها!! ولم يترك أمرا فيه خير إلا وحثهم على فعله.
القلة المؤمنة هي التي صدقته وحملت كل أقواله على محمل الجد، أما الأكثرية الساحقة التي اتبعت بطون قريش فاستبعدت أن تكون كافة هذه المعلومات المشيرة من الله، وقدرت أنها ربما كانت من التحليلات الشخصية لمحمد، والتي لا ينبغي أن تحمل محمل الجد.
لقد اختصروا الدين والدنيا بكلمة واحدة وهي الخلافة، فيجب أن لا يتولاها رجل من آل محمد، ويجب أن تكون لهم وفي سبيل ذلك كانوا على استعداد للتضحية بالدين، وبالنبي نفسه. بدليل أنهم قد أقدموا مع سبق الإصرار والترصد في ما بعد على حل عرى الإسلام كلها وعلى اقتراف كل ما حذرهم الرسول من اقترافه، وعلى رفع الإسلام عمليا من واقع الحياة، ولم يبقوا منه غير القشور والشكليات اللازمة لبقاء، وتوسيع رقعة مملكة الخليفة!!
الجهد النبوي المكثف
باختصار شديد لقد أعلن الرسول ما أوحي إليه، وبلغ كافة التحذيرات الإلهية بكل وسائل الإعلان وطرق التبليغ والبيان، فرسم صورة كلية وتفصيلية لوقائع المستقبل، وعمل الأمة وقيادتها وأفرادها فيه وبين لكل واحد من أصحاب التأثير والخطر دوره وأفعاله وطلب منه أن يحذر وأن لا يفعل ما ينوي فعله، ثم بين للجماعات ما تنوي فعله مستقبلا وحذرها من فعله، ثم بين للمسلمين جميعا بأن هذه الأفعال ستقع ذات يوم، ومن واجبهم أن يستعدوا لها، وأن يحولوا وبكل الوسائل دون وقوعها فلا ينبغي أن يخرج الحق من أهله، ولا ينبغي أن يقتل أعداء الله أهل بيت النبوة، ولا ينبغي أن يخرج الحق من أهله،ولا ينبغي أن يقتل أعداء الله أهل بيت النبوة، ولا ينبغي أن يشردوا أو يطردوا، وإنه من العار أن يقتل ابن النبي بين المسلمين ولا ينصره أحد، ويبكي النبي بكاء ترق له الحجارة الصلداء ويحاول وبكل الوسائل أن يضفي على تحذيراته طابع الجدية، وأن يقنع الناس بأن ما أخبرهم به من أنباء الغيب قد أوحيت إليه من ربه لأنه لا يعلم الغيب، وليس له ولغيره أن يتقول على الله ما لم يوحى به إليه، وبين لهم الرسول بأنهم إن لم يسمعوا منه، فإن عرى الإسلام ستحل كلها، وستعود الجاهلية، ولكن بثوب الإسلام، ولن يبقى من الإسلام إلا اسمه ورسمه والأنكى بأن مقاليد الأمور ستؤول إلى أعداء الله الذين حاربوا الله ورسوله بالأمس بكل وسائل الحرب، وهم جبابرة ظلمة لا يرعون في مؤمن إلا ولا ذمة، فإذا آلت مقاليد الأمور إليهم، فإنهم سيفعلون فعل فرعون، فيقتلون أبناء الذين آمنوا، ويستحيون نساءهم، ويأخذون أموالهم، ويسومونهم سوء العذاب....
إن الجهد المكثف الذي بذله الرسول ليجنب الأمة مخاطر الوقوع بين مخالب أئمة الضلالة، ومخاطر الخروج من دائرة الشرعية الإلهية لم يبذله نبي أو رسول قط. لقد خاض في هذه الناحية معركة حقيقية وبذل فيها من الجهد والعناء، ما لم يبذله في أي معركة من المعارك الحربية التي خاض غمارها.
نتائج الجهد النبوي
1 - لقد أقيمت الحجة الكاملة على بطون قريش وزعامتها ومن والاها، وهذا يعني بأنهم إن اقترفوا ما حذر منه الرسول سيقترفونه مع العلم وسبق الإصرار، وبدون شبهة، وأن حجة الله عليهم ستكون كاملة.2 - إن الحقائق ومقومات الحكم على تلك الفترة قد توفرت بالكامل فيمكن لمن يقف عليها كلها أن يعرف بوضوح وبقناعة تامة من هم الذين يتحملون مسؤولية حل عرى الإسلام كلها، ومن هم الذين وطدوا لأئمة الضلالة.
3 - هذا الجهد العظيم المكثف الذي بذله النبي لم يؤثر إطلاقا على زعامة بطون قريش، الموتورة، فلو جاءها الله والملائكة قبيلا ما سمحت لأولي الأمر من أهل بيت النبوة أن يتولوا الخلافة من بعد النبي، لأن هذا يعني تكوين دول لآل محمد، ويعني أن يجمع الهاشميون النبوة والملك معا، والموت نفسه أخف على زعامة بطون قريش وأبنائها وعلى المنافقين من ذلك!! وبطون قريش لن تسمح على الإطلاق لأي رجل هاشمي أو من ذرية محمد خاصة بأن يتولى الخلافة من بعد النبي مهما كلف الأمر. ثم إن زعامة البطون لن تتراجع بأنها الأولى بالخلافة، لأن الهاشميين أخذوا النبوة، ولأن النبي من قريش.
وبهذه الحالة فإن الجهد المكثف الذي بذله الرسول لم يثمر بتغيير تفكير زعامة بطون قريش، أو زحزحتها عن مواقفها، وكانت الزعامة القرشية تتوقع من النبي أن يعدل الترتيبات التي أعلنها، معتقدة أنها ترتيبات خاصة من الرسول كبشر، وليست ترتيبات إلهية، لأن الله أعظم وأعدل من أن يخص الهاشميين بالنبوة والخلافة معا ويحرم بطون قريش من الشرفين معا!
4 - إن زعامة بطون قريش ومن لف لفها ماضون بتنفيذ نواياهم ومصرون على اقتراف أفعالهم التي حذرهم الرسول منها لأنها ضرورية لتحقيق كامل أهدافهم، (والمسلمون أعلم بشؤون دنياهم) من الرسول نفسه!
5 - إن بطون قريش ستمد يدها لكل من يتبنى أهدافها، ويرى حقها بالخلافة ويعارض حق آل محمد بقيادة الأمة، وقريش لا تسأل عن تاريخ حلفائها، ولا عن إيمانهم، ولا عن مؤهلاتهم، وتكتفي ممن يحالفها بأن يتلفظ بالشهادتين فقط، ولا عبرة لكونه منافقا أو فاجرا فهي تستعين بقوة المنافق، وبقوة الفاجر، وإثمهما على نفسيهما على حد تعبير عمر بن الخطاب كما وثقنا في الباب الأول، والمهم في نظر زعامة البطون هو العدل - ولا غير العدل - ووفق قواعد هذا العدل فإن الخلافة لبطون قريش، وليست لأئمة أهل بيت النبوة كما أعلن محمد بصفته الشخصية! وقد وثقنا كل ذلك في كتابنا: (المواجهة مع رسول الله وآله).
الوعد الإلهي بدولة آل محمد
لما تبين للرسول الأعظم بأن القوم ماضون في برنامجهم، وأنهم سيحولون بالفعل بين أئمة أهل بيت النبوة وبين الخلافة، وفوق ذلك سيصبون نقمتهم على آل محمد ويشردونهم، ويطردونهم، ويقتلونهم تقتيلا وأن أعداء الله الذين حاربوه بالأمس حتى أحيط بهم، فاضطروا لإعلان إسلامهم هم الذين سيتولون خلافته، وسيحكمون أمته!! وأن كافة عرى الإسلام ستحل، وأنه لن يبقى من الإسلام إلا اسمه ورسمه، ويذوب قلبه حزنا وأسفا ولا يرى بعدها ضاحكا أبدا، وعلم الله بحجم الهم والحزن الذي أناخ بكلاله الثقال على قلب النبي الشريف، فيعده بدولة آل محمد، وأنها ستكون آخر الدول، وهي دولة من نوع خاص، حيث ستحكم العالم كله، ويخضع لسلطانها كل سكان الكرة الأرضية، وأن مؤسس تلك الدولة هو حفيد النبي، محمد بن الحسن، وهو المهدي المنتظر.وأوحى الله إلى نبيه بكافة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، فسر النبي سرورا بالغا وبدأ جهدا مكثفا جديدا لإطلاع المسلمين على ما أوحي إليه، واطلعهم بالفعل على كل ما أوحي إليه بهذا المجال من أنباء الغيب، فدولة آل محمد ستملأ الأرض كلها عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما، ودولة آل محمد ستنتقم من الظالمين، وتفتح كافة حصون الضلالة، ودولة آل محمد ستحقق الكفاية والرخاء للجميع، وسيرضى عنها الجميع، إنها طراز خاص من الدول بعض وزائها من الرسل والأنبياء وبعضهم من الصديقين والأولياء، عدلها يتسع للبر والفاجر، إنها دولة الجنس البشري، لقد فرح النبي وأهل بيته بهذا الوعد الإلهي، وأيقنوا أنه.
واقع لا محالة لأن الله لا يخلف وعده. أما أعداء الله وبطون قريش فقد صدموا من حجم التعويض الإلهي لأهل بيت النبوة، وحزنوا لأن الله خص أهل بيت النبوة بالمهدي، وحرم بطون قريش من هذا الشرف، فازدادوا حسدا فوق الحسد، وحقدا مع أحقادهم، فأخذوا يخفون هذه المعلومات، ويشككون بما شاع منها وانتشر.
المصدر :
معجم احاديث الامام المهدي (راجع الحديث رقم 1262 ج 4 والمراجع المدونة تحته).