حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثني أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد عيسى اليقطيني ، عن المشرقي ، عن حمزة بن الربيع ، عمن ذكره قال : كنت في مجلس أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له : جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى : ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ، ما ذلك الغضب ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : هو العقاب يا عمرو ، إنه من زعم أن الله عز وجل زال من شيء إلى شيء فقد وصفه صفة مخلوق ، إن الله عز وجل لا يستفزه شيء ولا يغيره .
وبهذا الاِسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله : ـ . . . . كما في رواية الكافي المتقدمة .
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن العباس بن عمرو الفقيمي ، عن هشام بن الحكم أن رجلاً سأل أبا عبدالله عليه السلام عن الله تبارك وتعالى له رضا وسخط ؟ فقال : نعم ، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ، وذلك أن الرضا والغضب دَخَال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال ( لاَن المخلوق أجوف ) معتمل مركب ، للاَشياء فيه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للاَشياء فيه ، واحد أحدي الذات واحدي المعنى ، فرضاه ثوابه ، وسخطه عقابه ، من غير شيء يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال ، فإن ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين ، وهو تبارك وتعالى القوي العزيز الذي لا حاجة به إلى شيء مما خلق ، وخلقه جميعاً محتاجون إليه ، إنما خلق الاَشياء من غير حاجة ولا سبب ، اختراعاً وابتداعاً .
حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي السكري قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له : يابن رسول الله أخبرني عن الله عز وجل هل له رضا وسخط ؟ فقال : نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ولكن غضب الله عقابه ، ورضاه ثوابه .(1)
روى حديث توحيد الصدوق الثالث ، وقال :
بيان : في الكافي هكذا : فينقله من حال إلى حال لاَن المخلوق أجوف معتمل . وهو الظاهر . والحاصل أن عروض تلك الاَحوال والتغيرات إنما يكون لمخلوق أجوف له قابلية ما يحصل فيه ويدخله ، معتمل يعمل بأعمال صفاته وآلاته ، مركب من أمور مختلفة وجهات مختلفة للاَشياء من الصفات والجهات والآلات فيه مدخل، وخالقنا تبارك اسمه لا مدخل للاَشياء فيه لاستحالة التركيب في ذاته ، فإنه أحدي الذات واحدي المعنى ، فإذن لا كثرة فيه لا في ذاته ولا في صفاته الحقيقية ، وإنما الاِختلاف في الفعل فيثيب عند الرضا ويعاقب عند السخط . قال السيد الداماد رحمه الله : المخلوق أجوف لما قد برهن واستبان في حكمة ما فوق الطبيعة أن كل ممكن زوج تركيبي ، وكل مركب مروج الحقيقة فإنه أجوف الذات لا محالة ، فما لا جوف لذاته على الحقيقة هو الاَحد الحق سبحانه لا غير ، فإذن الصمد الحق ليس هو إلا الذات الاَحدية الحقة من كل جهة ، فقد تصحح من هذا الحديث الشريف تأويل الصمد بما لا جوف له وما لا مدخل لمفهوم من المفهومات وشيء من الاَشياء في ذاته أصلاً .
الاحتجاج : عن هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق عن الصادق عليه السلام . فقال : فلم يزل صانع العالم عالماً بالاَحداث التي أحدثها قبل أن يحدثها ؟ قال : لم يزل يعلم فخلق . قال : أمختلف هو أم مؤتلف ؟ قال : لا يليق به الاِختلاف ولا الايتلاف ، إنما يختلف المتجزي ويأتلف المتبعض ، فلا يقال له : مؤتلف ولا مختلف .
قال : فكيف هو الله الواحد ؟
قال : واحد في ذاته فلا واحد كواحد ، لاَن ما سواه من الواحد متجزئ ، وهو تبارك وتعالى واحد لا متجزئ ، ولا يقع عليه العد .(2)
تفسير إخواننا الموافق لمذهبنا
ـ إرشاد الساري ج 4 ص 235الغضب من المخلوقين شيء يداخل قلوبهم ، ولا يليق أن يوصف الباري تعالى بذلك ، فيؤول ذلك على ما يليق به تعالى ، فيحمل على آثاره ولوازمه .وفي ج 5 ص 229 والمراد من الغضب لازمه وهو إرادة إيصال الشر إلى المغضوب عليه .وفي ج 6 ص 156 نسبة الضحك والتعجب إلى الباري جل وعلا مجازية ، والمراد بهما الرضا بصنيعهما .
ـ شرح مسلم للنووي ج 2 جزء 3 ص 68
المراد بغضب الله تعالى ما يظهر من انتقامه فيمن عصاه .. لاَن الله تعالى يستحيل في حقه التغير في الغضب .
تفسيرهم الذي فيه تجسيم
حدثنا عبد الرزاق قال : سمعت ابن جريج يقول : وغضب في شيء فقيل له : أتغضب يا أبا خالد ! فقال : قد غضب خالق الاَحلام ، إن الله تعالى يقول لما آسفونا ، أغضبونا .عن سماك بن الفضل قال : كنت عند عروة بن محمد جالساً وعنده وهب بن منبه فأتى بعامل لعروة .. فقالوا فعل وفعل ، وثبت عليه البينة ، قال فلم يملك وهب بن منبه نفسه فضربه على قرنه بعصا وقال : أفي زمن عمر بن عبدالعزيز يصنع مثل هذا قال : فاشتهاها عروة . . . . وقال : يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب ! قال وهب : قد غضب خالق الاَحلام ، إن الله يقول : فلما أسفونا انتقمنا منهم ، يقول أغضبونا . انتهى . وقد ذكرنا في فصل مكانة المشبهين والمجسمين في مصادر إخواننا : أن وهباً استند في الظاهر إلى الآية ليثبت أن الغضب الاِلَهي كغضب البشر ، ولكن أصل الغضب الاِلَهي في ثقافته هو الغضب التلمودي الذي قال عنه الدكتور أحمد شلبي في مقارنة الاَديان ج 1 ص 267 : يروي التلمود أن الله ندم لما أنزله باليهود وبالهيكل ، ومما يرويه التلمود على لسان الله قوله : تب لي لاَني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي . وليست العصمة من صفات الله في رأي التلمود، لاَنه غضب مرة على بني إسرائيل فاستولى عليه الطيش فحلف بحرمانهم من الحياة الاَبدية ، ولكنه ندم على ذلك بعد أن هدأ غضبه ، ولم ينفذ قسمه لاَنه عرف أنه فعل فعلاً ضد العدالة . انتهى . والمصيبة أن اخواننا أخذوا نسبة الغضب البشري إلى الله تعالى من وهب وأمثاله من اليهود وجعلوها من عقائد الاِسلام ، ثم قعدوا يبكون من خطر الاسرائيليات على الاِسلام والمسلمين !(3)
ـ الدر المنثور ج 6 ص 19
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة : فلما آسفونا ، قال أغضبونا .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : فلما آسفونا ، قال أغضبونا . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : فلما آسفونا ، قال أغضبونا .
ـ دلائل النبوة للبيهقي ج 5 ص 477
عن أبي هريرة قال : . . . . فيأتون موسى فيقولون : يا موسى أنت رسول الله .. إشفع لنا عند ربك .. فيقول لهم موسى : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله ، وإني قتلت نفساً لم أومر بقتلها .. نفسي نفسي ، إذهبوا إلى عيسى . . . . قال : فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله إشفع لنا عند ربك . . . . فيقول لهم عيسى : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله ، ولم يذكر ذنباً ، نفسي نفسي ، إذهبوا إلى غيري ، إذهبوا إلى محمد (صلی الله عليه وآله وسلم).
ـ مقالات الاِسلاميين للاشعري ج 1 ص 211
واختلف الناس في حملة العرش ما الذي يحمله ؟ فقال قائلون الحملة تحمل الباري وأنه إذا غضب ثقل على كواهلهم ، وإذا رضي خف ! .. وقال بعضهم الحملة ثمانية أملاك . وقال بعضهم ثمانية أصناف . وقال قائلون : إنه على العرش .
ـ الاِيمان لابن تيمية ص 424
وفي الصحيحين في حديث الشفاعة : يقول كل من الرسل إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله . . . . عن النبي : لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بأرض دوية مهلكة .. وكذلك ضحكه إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ، وضحكه إلى الذي يدخل الجنة آخر الناس ويقول أتسخر بي وأنت رب العالمين . . . . وكل هذا في الصحيح ..
ـ فتاوى ابن باز ج 2 ص 96
وهكذا القول في باقي الصفات ، من السمع ، والبصر ، والرضى ، والغضب ، واليد ، والقدم ، والاَصابع ، والكلام ، والاِرادة ، وغير ذلك ، كلها يقال إنها معلومة من حيث اللغة العربية ! فالاِيمان بها واجب والكيف مجهول لنا لا يعلمه إلا الله . . . انتهى .
وإذا كان الكيف مجهولاً كما يقول المفتي ابن باز فلماذا يصر على تفسيره بالظاهر الحسي ولماذا لا يكون مفوضاً مثل مفوضة السلف ، اللذين أوكلوا هذه الصفات إلى الله تعالى ؟!
تفسير آيات أخرى تتعلق بالموضوع
باب تفسير قول الله عز وجل : نسوا الله فنسيهمحدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رحمه الله قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان قال : حدثنا أبوحامد عمران بن موسى بن إبراهيم ، عن الحسن بن القاسم الرقام ، عن القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبدالعزيز بن مسلم قال : سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل : نسوا الله فنسيهم ، فقال : إن الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو ، وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ، ألا تسمعه عز وجل يقول : وما كان ربك نسياً ، وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم ، كما قال عز وجل : ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون . وقوله عز وجل : فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا . أي نتركهم كما تركوا الاِستعداد للقاء يومهم هذا .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : قوله : نتركهم أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه ، لاَن الترك لا يجوز على الله عز وجل .
وأما قول الله عز وجل : وتركهم في ظلمات لا يبصرون ، أي لم يعاجلهم بالعقوبة وأمهلهم ليتوبوا .
باب تفسير قوله عز وجل :
والاَرض جميعاً قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه .
حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان الكليني قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال : سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام عن قول الله عزوجل : والاَرض جميعاً قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه ، فقال : ذلك تعبير الله تبارك وتعالى لمن شبهه بخلقه ، ألا ترى أنه قال : وما قدروا الله حق قدره ، ومعناه إذ قالوا : إن الاَرض جميعاً قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه ، كما قال عز وجل : وما قدروا الله حق قدره ، إذ قالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء ، ثم نزه عز وجل نفسه عن القبضة واليمين فقال : سبحانه وتعالى عما يشركون .
حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رحمه الله قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : والاَرض جميعاً قبضته يوم القيمة ، فقال : يعني ملكه لا يملكها معه أحد ، والقبض من الله تبارك وتعالى في موضع آخر المنع ، والبسط منه الاِعطاء والتوسيع ، كما قال عز وجل : والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ، يعني يعطي ويوسع ويمنع ويضيق ، والقبض منه عز وجل في وجه آخر الاَخذ في وجه القبول منه كما قال : ويأخذ الصدقات ، أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها .
قلت : فقوله عز وجل : والسموات مطويات بيمينه قال : اليمين اليد ، واليد القدرة والقوة ، يقول عز وجل : السماوات مطويات بقدرته وقوته ، سبحانه وتعالى عما يشركون .باب تفسير قول الله عز وجل : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه قال : سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ، فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ، ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم لمحجوبون .
باب تفسير قوله عز وجل : وجاء ربك والملك صفاً صفاً
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه قال : سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عز وجل : وجاء ربك والملك صفاً صفاً ، فقال : إن الله عز وجل لا يوصف بالمجئ والذهاب ، تعالى عن الاِنتقال ، إنما يعني بذلك : وجاء أمر ربك والملك صفاً صفاً .
باب تفسير قوله عزوجل : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ، قال : يقول هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام ، وهكذا نزلت . انتهى . أي هكذا نزل تفسيرها معها .
باب تفسير قوله عز وجل : سخر الله منهم ، وقوله عز وجل : الله يستهزيَ بهم ، وقوله عز وجل : ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ، وقوله عز وجل : يخادعون الله وهو خادعهم .
حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : سخر الله منهم ، وعن قول الله عز وجل : الله يستهزيَ بهم ، وعن قوله : ومكروا ومكر الله ، وعن قوله :
يخادعون الله وهو خادعهم ، فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يسخر ولا يستهزيَ ولا يمكر ولا يخادع ، ولكنه عز وجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاِستهزاء وجزاء المكر والخديعة ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا .
باب معنى الحجزة
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن محمد بن بشر الهمداني قال : سمعت محمد بن الحنفية يقول : حدثني أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة آخذ بحجزة الله ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، قلت : يا أمير المؤمنين وما الحجزة قال : الله أعظم من أن يوصف بالحجزة أو غير ذلك ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله آخذ بأمر الله ، ونحن آل محمد آخذون بأمر نبينا ، وشيعتنا آخذون بأمرنا .أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الخزاز ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة آخذ بحجزة الله ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، ثم قال : والحجزة النور .
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثني علي بن العباس قال : حدثنا الحسن بن يوسف ، عن عبدالسلام ، عن عمار ابن أبي اليقظان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يجيء رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة آخذاً بحجزة ربه ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، فنحن وشيعتنا حزب الله ، وحزب الله هم الغالبون ، والله ما نزعم أنها حجزة الاِزار ولكنها أعظم من ذلك ، يجيء رسول الله صلى الله عليه وآله آخذاً بدين الله ، ونجيء نحن آخذين بدين نبينا ، وتجيء شيعتنا آخذين بديننا.
وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : الصلاة حجزة الله ، وذلك أنها تحجز المصلي عن المعاصي مادام في صلاته ، قال الله عز وجل : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر **باب معنى العين والاَذن واللسان
أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن لله عز وجل خلقاً من رحمته خلقهم من نوره ورحمته ، من رحمته لرحمته فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتاً ، وبهم يميت حياً ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضيته . قلت : جعلت فداك من هؤلاء ؟ قال : الاَوصياء .
باب معنى قوله عز وجل : وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان .
أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن علي بن نعمان ، عن إسحاق بن عمار ، عمن سمعه ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال في قوله الله عز وجل : وقالت اليهود يد الله مغلولة ، لم يعنوا أنه هكذا ، ولكنهم قالوا : قد فرغ من الاَمر فلا يزيد ولا ينقص ، فقال الله جل جلاله تكذيباً لقولهم : غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ، بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء . ألم تسمع الله عز وجل يقول : يمحو الله ما يشاء ويثبت و عنده أم الكتاب .
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن المشرقي ، عن عبد الله بن قيس ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سمعته يقول : بل يداه مبسوطتان ، فقلت : له يدان هكذا ، وأشرت بيدي إلى يده ، فقال : لا ، لو كان هكذا لكان مخلوقاً .
باب معنى قوله عز وجل : ونفخت فيه من روحي
حدثنا حمزة بن محمد العلوي رحمه الله ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله الله عز وجل : ونفخت فيه من روحي ، قال : روح اختاره الله واصطفاه وخلقه إلى نفسه (كذا) وفضله على جميع الاَرواح ، فأمر فنفخ منه في آدم .أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن الحلبي وزرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أحد ، صمد ، ليس له جوف ، وإنما الروح خلق من خلقه ، نصر وتأييد وقوة ، يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين .
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا بكر بن صالح ، عن القاسم بن عروة ، عن عبد الحميد الطائي ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : ونفخت فيه من روحي ، كيف هذا النفخ ؟ فقال : إن الروح متحرك كالريح ، وإنما سمي روحاً لاَنه اشتق اسمه من الريح ، وإنما أخرجه على لفظ الروح لاَن الروح مجانس للريح ، وإنما أضافه إلى نفسه لاَنه اصطفاه على سائر الاَرواح ، كما اصطفى بيتاً من البيوت فقال بيتي ، وقال لرسول من الرسل خليلي ، وأشباه ذلك ، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث ، مربوب مدبر .
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبي جعفر الاَصم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن الروح التي في آدم عليه السلام والتي في عيسى عليه السلام ماهما ؟ قال : روحان مخلوقان اختارهما واصطفاهما ، روح آدم عليه السلام وروح عيسى عليه السلام .
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا علي بن العباس ، قال : حدثنا علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل : ونفخت فيه من روحي ، قال : من قدرتي .
حدثنا محمد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعلي بن أحمد بن محمد بن عمران رضي الله عنهم قالوا : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا محمد بن أسماعيل البرمكي قال : حدثنا علي بن العباس قال : حدثنا عبيس بن هشام ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل : فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ، قال : إن الله عز وجل خلق خلقاً وخلق روحاً ، ثم أمر ملكاً فنفخ فيه ، فليست بالتي نقصت من قدرة الله شيئاً من قدرته .(4)
المصادر :
1- التوحيد للصدوق ص 168
2- بحار الاَنوار ج 4 ص 63
3- تفسير الصنعاني ج 2 ص 166
4- الصدوق في التوحيد ص 159