يقول النصارى أنّ الله يقدّس اليوم السابع

"إنّ الله لم يقل في التوراة: وبارك الله اليوم السابع وقدّسه". ويا للعجب من هذا اللفيف من المبشرين والمرسلين الأمريكان كيف يقولون هكذا؟! وكيف يقتحمون هذا الاقتحام؟! وها هي توراتهم تصيح في سفر التكوين، في الأصحاح الثاني في العدد الثالث،
Tuesday, August 30, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
يقول النصارى أنّ الله يقدّس اليوم السابع
 يقول النصارى أنّ الله يقدّس اليوم السابع

 





 


"إنّ الله لم يقل في التوراة: وبارك الله اليوم السابع وقدّسه". ويا للعجب من هذا اللفيف من المبشرين والمرسلين الأمريكان كيف يقولون هكذا؟! وكيف يقتحمون هذا الاقتحام؟! وها هي توراتهم تصيح في سفر التكوين، في الأصحاح الثاني في العدد الثالث، وتقول ما نصّه: "وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل، وبارك الله اليوم السابع وقدّسه"!(1)
ولعلّ القارئ يقول: هذا اللفيف من الجمعية والمرسلين الأمريكان كيف أنكروا وجود هذا الكلام في التوراة؟! وكيف كتبوا إنكارهم هذا وطبعوه ونشروه بالحماسة والافتخار؟!
فأقول: لعلهم يظنّـون أنه ليس في المسلمين من ينظر إلى توراتهم فيفطن إلى هذا الاختلاس!

ردّ أُكذوبة مراعاة القرآن الكريم للسجع دون الحقائق

وقالت أيضاً جمعية كتاب "الهداية" المطبوع بمعرفة المرسلين الأمريكان، في الجزء الثاني من كتاب "الهداية" في الصحيفة الثانية والأربعين من الطبعة الثانية ما هذا لفظه:
" ثمّ إنّ مراعاة القرآن للسجع مقدّمة عنده على الحقائق، فقال: (قابيل) لأنه على وزن هابيل "!!!
ويا للعجب من عدم المبالاة! أين يوجد في القرآن لفظ (قابيل) ولفظ (هابيل)؟!
أليس الأطفال يعلمون أنه لا وجود لهذين اللفظين في القرآن الكريم؟!
لما يكون في المبشرين مثل هذا التقحكم في الافتراء؟! أين شرف الإنسانية؟! أين مجد الروحانية؟! أين أدب الكتابة؟! ما هو ذنب الصدق والأمانة؟؟!
لماذا يكون مثل هذا من لفيف من الروحانين المبشرين؟! هل لمثل هذا المجد وهذه الأمانة بذلت لهم الأموال الطائلة؟!
أما إنّ الناس يوبّخون الأوباش إذا كذبوا في أُمورهم الشخصية الدنيوية، فكيف تصدر هذه الأكاذيب الافترائية من المبشر الديني في الأُمور الدينية؟! فيا للأسف!

الكشف عن أن الحواريّين نسخوا أحكام التوراة العلمية

لايخفى أن التوراة الرائجة ـ التي أتفق النصارى واليهود على أنها كتاب وحي الله وكلامه لرسوله موسى عليه السلام ـ قد جاء فيها أحكام كثيرة، وواجبات كثيرة، ومحرّمات كثيرة، مثل أحكام الكهنة والعشور والسبت والأعياد والذبائح، وأحكام النجاسة في الحيض والنفاس ومسّ الميت، ونجاسة المشركين وحرمة الأكل من ذبائحهم، وتنجيس كثير من الحيوانات والطيور وتحريم أكلها، وتحريم أكل الدم والمخنوق وما ذبح للأوثان، وغير ذلك.(2)
كما لا يخفى من الأناجيل أن المسيح كان عاملاً بهذه الأحكام، ويأمر بالعمل بها وعدم نقضها، كما في الأصحاح الخامس من إنجيل متّي، في العدد السابع عشر إلى العشرين; ويوصي بحفظها، كما في الأصحاح الثالث والعشرين من إنجيل متّي، من العدد الأوّل إلى الثالث.
هذا، وقد جاء في العهد الجديد عن بطرس والتلاميذ وبولس إبطال شرائع التوراة، في تحريم الأكل لكثير من الحيوانات،
كما في الأصحاح العاشر من كتاب أعمال الرسل، من العدد الحادي عشر إلى السادس عشر; وفي الأصحاح الحادي عشر، من العدد الخامس إلى الحادي عشر!!
كما جاء عنهم أنهم لمجرّد الاستحسان وجلب الناس للانقياد إلى التنصّر، رفعوا أحكام التوراة، وتحريم ماهو محرم فيها إلاّ تحريم أربعة أشياء، تحريم الزنا، وأكل الدم، والمخنوق، وما ذبح للأوثان، كما في الأصحاح الخامس عشر من كتاب الأعمال، في العدد التاسع عشر إلى الثلاثين!
ثمّ جاء في الرسائل المنسوبة إلى بولس إباحة أكل الدم والمخنوق وما ذبح للأوثان، وجرى على ذلك عمل النصارى إلى الآن.
ومن جملة ما جاء، هو ما في الأصحاح الرابع من رسالة تيموثاوس الأولى، في العدد الرابع، وهو هكذا: " لأنّ كلّ خليقة الله جيّدة، ولا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر ".
وفي الأصحاح الأوّل من رسال تيطس، في العدد الرابع عشر والخامس عشر: " لا يصغون إلى خرافات يهودية ووصايا أُناس مرتدين على الحق، كل شيء طاهر للطاهرين ".
وفي الأصحاح الثاني من رسالة كولوسي، من العـدد العشرين إلى الثالث والعشرين: " تفرض عليكم فرائض: لا تمسّ، ولا تذق، ولا تجسّ ; التي هي جميعها للفناء ".
وفي الأصحاح الثاني أيضاً، في العدد السادس عشر: " فلا يحكم عليكم أحد في أكل ولا شرب، أو من جهة عيد أو سبت أو هلال ".
وفي الاصحاح العاشر من رسالة كورنتوش الأولى، في العدد التاسع والعشرين والعدد الثلاثين، في إباحته لأكل ما يذبح للأوثان، يقول: " لماذا يحكم في حرّيتي من ضمير آخر، أنا أتناول بشكر فلماذا يفترى عليّ لأجل ما أشكر عليه ".
أيها القارئ، ولأجل ما ذكرنا لك من التوراة وكتب العهد الجديد قال صاحب "إظهار الحق"(3) في مبحث النسخ جدلا للنصارى: "إن الحواريين نسخوا أحكام التوراة العملية غير الأربعة، وإن بولس نسخ حرمة الثلاثة منها: يعني: حرمة أكل الدم، والمخنوق، وما ذبح للأوثان.(4)
وإن شئت أن تعجب فاعجب، فإن جمعية كتاب "الهداية" والمرسّلين الأمريكان ـ الذين طبع الكتاب بمعرفتهم ـ هذا اللفيف المقدس! قد أنكر ما ذكرناه عن العهدين وما ذكره "إظهار الحق" فطبعوا في الجزء الرابع من كتاب "الهداية" في الصحيفة المائة وثلاث وتسعين، في السطر الحادي والعشرين بعد أن ذكروا كلام "إظهار الحق" وقالوا بلا مبالاة: " قلنا: هذا إفك مبين، فأتوا ببرهانكم إن كنتم من الصادقين "!
فماذا تقول لهؤلاء إذا أنكروا ما يقرؤه كل قارئ من كتب وحيهم؟!
فهل بقي نوع من الكذب يخجل الإنسان منه؟! وهل بقي نوع من المكابرات وإنكار الحق المحسوس ما يصدّ عنه شرف الإنسانية؟! وأمّا الورع والدين فيقرئانك السلام!!

الكشف عن أن النصارى يضعّفون ويعيبون الشريعة الموسوية

وجاء في الرسائل المنسوبة إلى بولس في توهين التوراة وأحكامها، في الأصحاح السابع من الرسالة إلى العبرانيّن، في العدد الثامن عشر [ والتاسع عشر ]:
" فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها، إذ الناموس(5) لم يكمّل شيئاً ".
وفي الإصحاح الثامن، في العدد السابع: "فإنّه لو كان ذلك الأوّل بلا عيب لما طلب موضع لثان ".
وفي الأصحاح الرابع من الرسالة إلى أهل غلاطية، في العدد التاسع والعاشر والحادي عشر، في صرف أنظار الغلاطيّين عن أحكام التوراة: " فكيف ترجعون أيضاً إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تستعبدوا لها من جديد؟! أتحفظون أيّاماً وشهوراً وأوقاتاً وسنين؟! أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثاً! ".
أيها القارئ، وقد قرأت ما ذكرناه لك في العدد السابق ما هو في الأصحاح الأوّل من رسالة تيطس، وفي الأصحاح الثاني من رسالة كولوسي.(6)
ولكن، قالت جمعية كتاب "الهداية" المطبوع بمعرفة المرسّلين الأمريكان، في الجزء الأوّل من الطبعة الثانية، في صحيفة 273، ما لفظه ونصّه هكذا: " قلنا: إنّ الرسـول بولس لم يقـل: إن الشريعة الموسوية ضعيفة معيبة غير نافعة ".
ولا يخفى عليك أن هؤلاء، وكل النصارى، يقولون: إن الرسائل المنسوبة إلى بولس في العهد الجديد كلّها من قول بولس، فقل: إذن فمن ذا هو الذي قال الأقوال التي ذكرناها من رسائل بولس؟! ولماذا يكون من هذا اللفيف التبشيري مثل هذا الجحود الكاذب، بمثل هذا الكذب الذي لا يخفى على كل من يقرأ في الكتب؟!!

الردّ على افترائهم على الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) بزواجه من امرأة ابنه المزعوم

وأيضاً، إن جمعية كتاب " الهداية " المطبوع بمعرفة المرسّلين الأمريكان، قد كثر افتراؤهم على رسول الله صلى الله عليه وآله، وأفحشوا في الجرأة!!
ولنذكر بعض افترائهم المتكرّر، ونشير إلى جرأتهم الفاحشة، بالإشارة إلى محلها، لئلاّ تتدنّس الأوراق بذلك البذاء القبيح!!
فقالوا في الجزء الرابع، صحيفة 169:
" وماذا نقول فيمن ادّعى أن الله أجاز له أن يتخذ امرأة ابنه زوجة، وجعل ذلك قانوناً، ويا حبّذا لو نسخ هذا القانون، لأنه يسوغ الاقتران بزوجة الابن ".
وقال أيضاً في الجزء الثالث، صحيفة 48 في قصّـة تزوّجـه صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش، ما هذا لفظـه: " وحاشـا لله أن يسوغ للناس نكاح نساء أولادهـم ".
وقالوا في الجزء الأوّل، صحيفة 66، في العنوان، ما هذا لفظه: " تزوّجـه امرأة ابنه "...
وقالوا أيضاً في الصحيفة المذكورة: " نعم، إنّ داود وقع في خطيئة الزنا، ولكن يوجد فرق جسيم بين الأمرين، فإن داود لم يأخذ امرأة ابنه " انتهى.
وانظر في الكلمات المذكورة في الصحائف المشار إليها، وأعجب من جرأتهم القبيحة على قدس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، زيادة على ما ذكرناه من الافتراء المتكرر.
وقد توافقوا في هذه الجرأة وهذه الافتراء مع هاشم العربي في صحيفة 65 من الطبعة الأولى لتذييله لمقالة "سايل" في الإسلام!
هذا، وإن الغافل من الاورباويّين والأمريكيّين وغيرهم ليغتّر بسمعه التبشير والمبشرين فيحب أن يسأل أن هذا الابن ـ الذي يذكره هذا اللفيف من المبشرين والكاتبين ـ هل هو ابن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وولده البكر، أو هو المتوسط، أو الصغير؟! وهل أُمه خديجة أو غيرها من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
ويا ليتهم يعلمون أن هذا الذي يذكر المبشرون أنه ابن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسـلم وولده، ويلهجـون بذلك، إنما هو زيـد بن حارثة، وهو عبد اشتراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجاء أبوه حارثة فخيّره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المكث عنده وبين الرجوع مع أبيه، فاختار المقام عند رسـول الله صلى الله عليه وآله وسـلم، فجزاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعتق وزيادة البرّ والرأفة; فصار الناس يدعونه زيد ابن محمد، مع أنهم يعلمون أنه عبده.
وإن جمعية الهداية والمرسلين الأمريكان والشرقيين في أجيالهم ليعرفون ذلك، ولكن المبشرين حملتهم بواعثهم أن يكذبوا ويقولوا مكرّراً أنه ابن رسول الله وولده، لكي يقوموا بحقّ القداسة والأمانة في التبشير، ولكن (لكلّ امرئ من دهره ما تعوّدا)(7).

الردّ على مزعمة النصارى أن الله لم يعط اليهود أحكاماً صالحة

وجاء في الأصحاح الثامن عشر من سفر اللاويّين، في العدد الخامس، عن قول الله لبني إسرائيل في تمجيد شريعة التوراة والأمر بحفظ أحكامها:
" فتحفظون فرائضي وأحكامي التي إذا فعلها الإنسـان يحيا بهـا ".
وفي الاصحاح الرابع من سفر التثنية، في العدد الثامن: " أي شعب هو عظيم له فرائض وأحكام عادلة مثل هذه الشريعة التي أنا واضع أمامكم ".
وفي المزور المائة والتاسع عشر، في العدد الثالث والتسعين: "إلى الدهر لا أنسى وصاياك لأنك بها أحييتني".
وفي الأصحاح العشرين من كتاب حزقيال، في العدد الحادي عشر، عن قول الله في شأن اليهود: "وأعطيتهم فرائضي وأحكامي التي إن عملها الإنسان يحيا ".
ونحوه في العدد الثالث عشر والحادي والعشرين.
وفي الأصحاح التاسع من كتاب نحميا، في العـدد الثالث
عشر: " وأعطيتهم أحكاماً مستقيمة، وشرائع صادقة، وفرائض ووصايا صالحة ".
وفي الأصحاح الثاني من كتاب ملاخي، في العدد الخامس، عن قول الله في تمجيد شريعة موسى عليه السلام: " كان معه للسلام والحياة ".
فهذه كتب وحيهم تقول: إن شريعة موسى صالحة وعادلة للسلام والحياة، إذا عملها الإنسان يحيا بها.
ولكن عبد المسيح الكندي في رسالته(8) وجرجي سايل في مقالته في الإسلام، صحيفة 226 من الطبعة الأولي، قالا ما هذا لفظه: " إن الله تساهل مع اليهود فأعطاهم أحكاماً غير صالحة وفرائض لا يحيون بها ".
ولا يخفى عليك أن الذي ذكرناه من كتب وحيهم ليشهد بأن الكلام المنسوب لعبد المسيح وجرجي سايل إنما هو كذب وافتراء على الله وعلى شريعته، ودع عنك شهادة العقل وجلال الله على ذلك، تعالى الله عما يقولون.
دع هؤلاء، ولكن انظر وتحيّر واندهش من كتب العـهدين التي ينسبونها إلى الوحي الإلهيّ، ويدعون الناس إلى اتباعها!
انظر إلى هذه الكتب وما فيها من نسبة الكذب إلى من يزعمون أنهم أنبياء ورسل الله، مع زعمهم أن تلك الكتب المشتملة على الكذب هي كتب وحي إلهي!
فانظر كيف تنسب الكذب والتحريف إلى أنبياء الله ورسله الهداة المقدّسين، فتلوّث قدسهم برذيلة الكذب وخسة الافتراء والمخادعة.. أو تنسب الكذب والافتراء إلى من تزعم أنهم أنبياء ومرسلون، وأن المشتمل على الكذب هو كتاب وحي إلهي...
ويا ليت هذه الكتب لم تتعدّ إلى قدس الله وجلاله، وماذا يفيد التمنّي؟! وها هي الكتب المذكورة قد أفرطت في الجرأة، فنسبت الكذب والخداع والتعليم بالكذب إلى جلال الله، تعالى عمّا يقولون.
المصادر :
1- مجلة " الهداية " ج4 صحيفة 174،
2- بعض ذلك في الأصحاح 20 و 22 و 23 من سفر الخروج، و11 و 12 من سفر اللاويّين، و 14 15 من سفر التثنية.
3- - لرحمة الله بن خليل الرحمن الهندي، والكتاب عبارة عن مناظرة في مسألتي النسخ والتحريف جرت بين المؤلف وبين قسيس، طبع في إسلامبول سنتي 1284 و1305هـ، وفي مصر سنتي 1309 و 1317 هـ.
4- معجم المطبوعات العربية والمعرّبة ـ ليوسف إليان سركيس ـ 1/929، وفهرست مشار: 68.
5- وهو التوراة.
6- الأصحاح الأوّل من رسالة تيطس صفحة 77.
7- ديوان المتنبّي 2/281. (م).
8- صحيفة 110 من رسالته المطبوعة مع رسالة عبد الله الهاشمي، في إحدى طبعاتها سنة 1912

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.