
الكلام في تعريفنا لهذه الشخصية الفذة هو صاحب الرياض الحسن بن أبي الحسن الديلمي وهو أننا لم نجد في كتاب«مناقب آل أبي طالب» لابن شهرآشوب المازندراني أي إشارة لكتاب الحسن بن أبي الحسن الديلمي هذا! هذا من جهة، ومن جهة اُخرى فمن البعيد أن ينقل ابن جني - وهو العالم اللغوي النحوي - عن الحسن بن أبي الحسن الديلمي –على فرض كونه متقدماً عليه - وهو رجل الحكمة والموعظة والحديث (1) .
يرى القائلون به أنَ المترجم له كان معاصراً للعلآمة الحلي (726هـ)، أو الشهيد الأول (786 هـ) أو متأخراً عنهما بقليل ، وآنه معاصر لفخرالمحققين ابن العلاٌمة الحلي المتوفى سنة (771 هـ) أي إنّه من أعلام المائة الثامنة،وهو ما ذهب اليه السيد الخوانساري (2) والشيخ آقا بزرك الطهراني (3) ، وحاجي خليفة(4).
ويستند أصحاب هذا الرأي إلى ما يلي :
1 ـ إن الديلمي نقل في الجزء الأول من إرشاد القلوب عن كتاب ورّام (5)، فهو متأخر عن الشيخ ورام المتوفى سنة605 هـ قطعاً.2 ـ أنّه نقل في الجزء الثاني من إرشاد القلوب عن كتاب «الألفين »للعلامة(6) المتوفّى سنة 726 هـ ، فيكون متأخراً عنه أيضاً، أو معاصراً له .
3 ـ إن المترجم له قال في كتابه «غرر الأخبار» ما لفظه : «وفي كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد.. . وقال بعد ذكرما جرى من بني اُمية ثمّ من بني العباس على المسلمين ، بتأثير اختلاف ملوك المسلمين شرقاً وغرباً في ضعف الاسلام وتقوية الكفّار- إلى قوله - فالكفار اليوم دون المائة سنة قد أباحوا المسلمين قتلا ونهبا»(7).
فيظهر من هذا النص أنه ألف كتابه المذكور بعد أَنقراض دولة بني العباس في سنة 656 هـ بما يقرب من مائة سنة، أي في أواسط المائة الثامنة .
4 ـ إنّ الشيخ ابن فهد الحلّي المتوفّى سنة 841 نقل في كتابه عدة الداعي عن المترجم له بعنوان الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، فهو متقدم عليه قطعا.
وعلى هذا يمكن حصر طبقة المترجم له ، والفترة التي عاش فيها من ما بعدسنة 726 هـ إلى ما قبل سنة 841 هـ تقريبا، وهذا الاحتمال أقرب للواقع – كما نرى- من خلال ما تقدّم .
أقوال العلماء فيه :
1 ـ الشيخ الحر العاملي في أمل ألآمل 2 : 77 | 211 : «كان فاضلاً محدثاصالحاً».2 ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 1 : 16 بعد ذكر مؤّلفاته : «كلّها للشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي».
وفي ج 1 : 33، بعد ذكر كتابي أعلام الدين ، وغرر الأخبار: «وإنكان يظهر من الجميع ونقل الأكابر عنهما جلالة مؤلفهما».
3 ـ الميرزا عبداللّه أفندي في رياض العلماء1 : 338 : «الشيخ العارف أبومحمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي قدس اللّه سره : العالم المحدّث الجليلالمعروف بالديلمي » .
4 ـ السيد الخوانساري في روضات الجنات 2 : 291 : «العالم العارف الوجيه أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي ، الواعظ المعروف الذي هوبكلّ جميل موصوف .. . وبالجملة فهذا الشيخ من كبراء أصحابنا المحدّثين ».
5 ـ السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة 5 : 250: «هوعالم عارف عامل محدّث كامل وجيه ، من كبار أصحابنا الفضلاء في الفقه والحديث والعرفان ،والمغازي والسير».
6 ـ الشيخ عباس القمّي في الكنى وألألقاب 2 : 212 : «أبومحمد الحسن ابن أبي الحسن محمد الديلمي الشيخ المحدّث الوجيه النبيه».
وقال في هدية الأحباب ص 137 : «الديلمي شيخ محدّث وجيه نبيه».
7 ـ حاجي خليفة في هدية العارفين 287:5: «الديلمي – حسن بن أبي الحسن محمد الديلمي الشيعي ، أبومحمد الواعظ ، كان حياً في حدود سنة760 هـ» .
8 ـ إسماعيل باشا في إيضاح المكنون 3 : 62، بعد ذكر كتاب الارشاد:
«للشيخ أبي محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي الواعظ الشيعي».
الديلمي والغربة :
أنّ الديلمي - رحمه اللّه – مضطرب النفس في كتابه أعلام الدين ، يعتمد على ذإكرته في نقل الأحاديث ، قليل الكتب حيث ينقل النصوص المضبوطة عن كتابين أوثلاثة منها مجموعة ورام .هذه الظاهرة سببها - فيما يظهر أبتلاؤه بالغربة والوحدة وضيق ذات اليد،وهي حالة يبتلى بها العارفون المخلصون الزاهدون في الدنيا، العاملون في سبيل عمارة اُخراهم ولو أضرّ ذلك بدنياهم .
وقد تنبأ له والده بهذا المستقبل .
قال المؤلف رحمه اللّه في أعلام الدين ص 326 بعد ذكر عدّة آيات قرأنية في الموالاة في اللّه والمعاداة فيه عزّوجل :
«يقسم باللّه - جلّ جلاله - مملي هذا الكتاب : إنّ أوثق وأنجح ما توخيتهفيما بيني وبين الله عزّ وجل ، بعد المعرفة والولاية هذا المعنى، ولقد فعل الله تعالىمعي به كلّ خير، وإن كان أكسبني العداوة من الناس ، فقد ألبسني ثوب الولاية للّه تعالى، لأنّ اللّه تعالى علِمَ منّي مراعاة هذا الأمر صغيراً وكبيراً، وما عرفني بمعرفة صحيحة غير والدي - رحمه اللّه - فإنّه قال لي يوماً من الأيّام : يا ولدي ، أنت تريد الأشياء بيضاء نقية خالية من الغش من كلّ الناس ، وهذا أمر ما صحّ منهم للّه ولا لرسوله ، ولا لأمير المؤمنين ، ولا لأولاده الأئمة عليهم السلام ، فإذاً تعيش فريداً وحيداً غريباً فقيراً، وكان الأمر كما قال ، ولست بحمداللّه بندمان على مافات ، حيث كان في ذلك حفاظ جنب اللّه تعالى، وكفى به حسيبا ونصيراً».
وقد صدقت نبوءة والده فيه ، فإنّه لما خبر الناس والمجتمعات التي يحكمها الطواغيت وعرفها عن كثب، وجدها تجمّعات لذئاب في أبدان بشريّة لا يرعونلعهد - إلهي ولا إنساني - إلاّ «ولا ذمّة ؛ فآثر وحشة الانزواء وغربة الانطواء علىالذات على مخالطة تلك الذئاب الكاسرة . . . خوفاً على ما حصّله من تزكية نفسه وتكميلها .
فعاش فريدا وحيدا غريباً فقيرا كما تنبأ له والده ، وكما أخبرنا هوفي أولصفحة من كتابه حيث قال :
«إنّني حيث بليت بدار الغربة، وفقد الأنيس الصالح في الوحشة،وحملتني معرفة الناس على الوحدة، خفت على ما عساه حفظته من الاداب الدينيّةوالعلوم العلوية - وهوقليل من كثير ويسير من كبير أن يشذ عن خاطري ، ويزولعن ناظري ـ لعدم المذاكر ـ أثبت ماسنح لي إيراده . . .». ساعد اللّه العارفين على ما يلقونه من أقوامهم ، وانس وحشة غربتهم فيديارهم ، وكان اللّه لهم . . .
شعره :
لمؤلفنا شعر يتسم بالنصيحة والوعظ والارشاد على طريقة شعر الزهادوالعارفين ، من هذا الشعر ما عثرنا عليه في مؤلفاته التي اطّلعنا عليها.
قال في أعلام الدين ص 332 بعد أن روى حديثاً عن خليفة بن حصين ،شعراً في معناه :
تــخيٌر قرينآ من فعالِكَ صالحــاً * يُنعِـتكَ على هول القيامةِ والقّبــرِ
ويسعـــى بـه نوراً لديك ورحمة * تعمٌكَ يومَ الروعِ في عرصةِ الحشرِ
وتـــــأتي بـه يوم التغابُن آمنآَ * أمانك في يمناكَ من روعةِ النشـرِ
فمَا يصحــب الانسانَ من جل ماله * سوى صالح الأعمال أو خالص البرّ
بهـــذا أتى ألتنزيلُ في كلِّ سورة * يفصّلُها ربُّ الخلائق في الـذكــرِ
وفــي سُنـَّة المبعوث للناسِ رحمة * سلامٌ عليه بالعشيِ وفي الفجـــرِ
حـــديثٌ رواه ابنُ الحصينِ خليفةٌ * ُيحدثه قيس بنُ عاصم ذو الــوفرِ
وفي إرشاد القلوب ص 113
لا تنسوا الموتَ في غمٍّ ولا فرح * والأرضُ ذئبٌ وعزرائيلُ قصّاب
وفيه ص 127
صبرتُ ولم اطلِعْ هواي على صبري * وأخفيتُ ما بي منك عن موضعِ الصـبر
مـخـافة أن يشكوا ضميري صبابتي * إلى دمعتي سرّاً فيجـــري ولا أدريَ
مؤلفاته :
1 - إرشاد القلوب إلى الصواب المنجي من عمل به من أليم العقاب :
وهو من أشهر مؤلفاته ، ويعرف بإرشاد الديلمي ، نقل عنه العلاّمة المجلسي فيكتابه الكبير بحارالأنوار، وقال عنه : « وكتاب إرشاد القلوب كتاب لطيف مشتمل علىأخبار متينة غريبة»(8) .
واعتمده الشيخ الحرّ في موسوعته وسائل الشيعة، وعنونه في الفائدة الرابعة منخاتمة الكتاب بعد أن قال : « الفائدة الرابعة : في ذكر الكتب التي نقلت منها أحاديث هذاالكتاب ، وشهد بصحتها مؤلّفوها وغيرهم ، وقامت القرائن على ثبوتها ، وتواترت عن مؤلفيهاأو علمت صحة نسبتها إليهم وقامت بحيثٌ لم يبق فيها شكّ ولا ريب ، كوجودها بخطوط أكابرالعلماء، وتكرّر ذكرها في مصنّفاتهم ، وشهادتهم بنسبتها ، وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة، أونقلها بخبر واحد محفوف بالقرينة، وغير ذلك وهي (9) : . . . كتابالارشاد للديلمي الحسن بن محمد »(10) .
وقال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني : «وهو كتاب جليل قرظه السيدعلي صدر الدين المدني المتوفى سنة 1120 برباعيتين ، إحداهما:
إذا ضلّت قلوب عن هداها * فلم تدرِالعقابَ من الثوابِ
فأرشِدْها جزاك اللّهُ خيرأ * بإرشاد القلوبِ إلى الصوابِ
وثانيتهما :
هذا كتابٌ في معانيه حسَنْ * للديلمي أبي محمدٍ الحَسَنْ
أشهى إن المضنى العليلِ من الشفا * وألذّ للعينين من غمضِ الوسن(11)
وذكره إسماعيل باشا في إيضاح المكنون قائلاً: «إرشاد القلوب إلىالصواب المنجي مَن عمل به من أليم العقاب ، للشيخ أبي محمد الحسن بن أبيالحسن بن محمد الديلمي ، الواعظ الشيعي»(12) .
وقال السيد الخوانساري في الروضات : «وله كتب ومصنّفات منها كتابإرشاد ألقلوب ، في مجلّدين ، رأيت منه نسخاً كثيرة، وينقل عنه صاحب الوسائل والبحار كثيراً، معتمدين عليه »(13) .
يقع الكتاب في مجلدين ، المجلد الأول في المواعظ والنصائح ونحوها،والمجلّد الثاني في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام .
قال الشيخ الحر بعد الثناء على المؤلف : «له كتاب إرشاد القلوبمجلدان»(14) .
وقد شكّك صاحب الرياض في نسبة المجلّد الثاني من الكتاب للديلميوقال : «وبالجملة المجلّد الثاني من كتاب إرشاده كثيراً ما يشتبه الحال فيه ، بللا يعلم الأكثر أنه المجلد الثاني من ذلك الكتاب»(15).
وقال السيد الخوانساري : «إلاّ أنّ في كون المجلد الثاني منه المخصوصبأخبارالمناقب تصنيفا له أو جزءاً من الكتاب نظراً بيّناً، حيث ان وضعه كما أستفيدلنا من خطبته على خمس وخمسين باباً كما في الحكم والمواعظ ، فبتمام المجلّد الأول تتصرّم عدّة الأبواب ، مضافاً إلى أنّ في الثاني توجد نقل أبيات في المناقب عن الحافظ رجب البرسي مع أنّه من علماء المائة التاسعة»(16).
وقال السيد الأمين بعد ذكره قول الميرزا الأفنديَ والسيد الخوانساري :«يرشد إليه ما ستعرف من أسمه الدالّ على أنه في المواعظ خاصة»(17) .
نقول : أمّا ما ذهب إليه السيد الخوانساري قدس سرّه من أنّه استفاد من خطبة الكتاب أنّه صنف على خمس وخمسين باباً كلّها في الحكم والمواعظ ، وأنّ عدة الأبواب تتصرٌم بتمام المجلد الأول - يندفع إذا عرفنا أنّ عدة إلأبواب قبل الجزءالثاني أربعة وخمسين باباً - على ما في النسخة المطبوعة من الكتاب - وأنّ الجزءالثاني بمثابة الباب الخامس والخمسين من الكتاب ، وفي نهاية الجزء الأول من الكتاب ما لفظه : «تمّ الجزء الأول من كتاب إرشاد القلوب ...
ويليله الجزء الثاني الباب الخامس والخمسون والأخير، وفيه فضائلالإمام علي عليه السلام ومناقبه وغزواته»(18) .
وأما قوله قدّس سرّه «كلّها في الحكم والمواعظ» فلم نجد في خطبةالكتاب ما يدل على هذه «الكلية».
وأمّاما في الأعيان من الاسترشاد باسم الكتاب على أنّه في المواعظ خاصة،مندفع أيضاً، اذ أنّ اسم الكتاب هو«إرشاد القلوب إلى الصواب المنجي مَنعمل به من أليم العقاب» لا يوحي كونه من المواعظ خاصة، وأنّ ما في الجزءالثاني من الكتاب يندرج تحت هذا العنوان ، لأن التذكير بفضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من فواضل الأمور، أليس هو المحجة البيضاء والصراط المستقيم ؟!أليس حبّه جُنّه من النار وأمانآَ من العذاب ؟! وهل نجاة ترجى بدون التمسكبولايته عليه السلام ؟!
نعم ، هناك بعض الإشكالات التي يمكن الاعتماد عليها في التشكيك في نسبة الكتاب للديلمي منها:
1 ـ ذكر في ص 298 من الجزء الثاني حديثاً مرفوعاً إلى الشيخ المفيد إلىسليم بن قيس الهلالي ، وقال بعده :
«وذكره المجلسي رحمه اللّه في المجلّد التاسع من كتاب بحار الأنوار والسيدالبحراني في كتاب مدينة المعاجز بتغيير ما، فمن أراده فليراجعهما».
وهذا النص صريح في أنّ مصنّف الكتاب هومن علماء القرن الحاديعشر الهجري ـ على أقل تقدير ـ إذا لم يكن من علماء القرن الثاني عشر، باعتبار وفاةالعلامة المجلسي سنة . 1110هـ .
نعم ، قد يقال : إنّ هذه العبارة مقحمة سهواً من قبل ناشر النسخةالمطبوعة للكتاب من هوامش النسخة الخطوطة، أَو ما شابه ذلك ، باعتبارإقرارالشيخ الحر المتوفى سنة 1104 هـ في أمل الامل بكون الكتاب مجلّدين .
2-لا يوجد في الجزء الثاني من الكتاب ما يدلّ على كونه للديلمي ، معالعلم أنّ الجزء الأول من الكتاب يحتوي على عدّة عبارات تؤكّد نسبة الكتابللمصنّف ، مثل عبارة «يقول العبد الفقير إلى رحمة اللّه ورضوانه الحسن بن محمدالديلمي تغمده الله برحمته» وغيرها، وخلوّ الجزء الثاني منها، يعتبر تبايناً واضحاً فيالشكل العام للكتاب .
ومن مظاهر الاهتمام بالكتاب ، تلخيصه من قبل الشيخ شرف الدينالبحراني . قال الشيخ الطهراني : «تلخيص إرشاد القلوب تأليف الديلمي، للشيخ شرف الدين يحيى بن عزالدين حسين بن عشيرة بن ناصر البحراني نزيل يزد،ونائب أستاذه المحقق الكركي كما حُكي عن الرياض »(19) .
2 ـ الأربعون حديثآ: ذكره الشيخ أقا بزرك الطهراني في الذريعة، قال :«قال الفاضل المعاصر الشيخ علي أكبر البجنوردي : إنّه كانت عندي نسخة منه وتلفت ، وكان أوّل أحاديثه حديث جنود العقل والجهل ، وثالثها حديثالغدير»(20) .
3 ـ غرر الأخبار ودرر الآثار في مناقب الأطهار : ذكره الشيخ اقا بزركالطهراني في الذريعة وقال : «ينقل عنه المجلسي في أول البحار، وأيضاً ينقل عنالغرر المولى محمد حسين الكوهرودي المعاصر المتوفّى بالكاظمية في 1314 هـ فيتأليفاته كثيراً، منها حديث الكساء بالترتيب الموجود في منتخب الطريحيباختلاف يسير جدّاً، بأسانيد عديدة .
أقول : رأيت عند السيد اقا بزرك التستري نسخة من الغرر مخرومة، وفيعدة مواضع من أواسطه : يقول العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى ورضوانه الحسن بنأبي الحسن محمد الديلمي - إلى قوله - وفي كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد. . . .
وقال بعد ذكر ما جرى من بني أميّة ثمّ بني العباس على المسلمين ، بتأثير اختلافملوك المسلمين شرقا وغربا في ضعف الاسلام وتقوية الكفار-إلى قوله - فالكفاراليوم دون المائة سنة قد أباحوا المسلمين قتلاً ونهباً فيظهرمنه أنّه (ألّفه) بعد مائةسنة من انقراض بني العباس في 656 هـ » (21) .
وعقب السيد محسن الأمين بعد ذكره كلام الشيخ الطهراني قائلاً:«واستفاد من ذلك أنّ تأليف غرر الأخباركان بعد انقراض دولة بني العباسبما يقرب من مائة سنة، فيكون في أواسط المائة الثامنة، وسواء أدلّ كلامه على ذلك أو لم يدلّ ، فهو يدل على أنّ تأليفه كان بعد انقراض دولة بني العباس،ويكون بعد أواسط المائة السابعة»(22).
وقال الشيخ الطهراني : «وينقل في الغررأيضاً عن كتاب «نزهة السامع» الملقب بـ (المحبوبي) جملة من مطاعن معاوية وفضائحه ة وينقل فيه أيضاًعن كتاب «السقيفة» رواية أبي صالح السليل أحمد بن عيسى، وفي بعضمواضعه عن صاحب كتاب «السقيفه» أبو صالح السليل.
وذكره الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب قائلاً: «وله كتاب غررالأخبار ودرر الآثار. . . قيل : إنّ حديث الكساء المشهور الذي يعد من متفرداتمنتخب الطريحي موجود في غررهذا الشيخ »(23) .
وعنونه السيد محسن الأمين في جملة مؤلفات الديلمي قائلاً: «غرر الأخبارودرر الآثار في مناقب الأطهار، وحديث الكساء المشهور المذكور في منتخبالطريحي مذكور فيه ، وقيل : إنّه يظهر منه أنّه ألّفه في أواسط المائة الثامنة»(24) .
والكتاب لا يزال مخطوطاً، توجد نسخة منه في مكتبة جامعة طهران .
4 ـ أعلام الدين في صفات المؤمنين : وهو الكتاب الذي بين يديك ويعتبرمن الكتب المهمة للديلمي ، نقل فيه تمام كتاب «البرهان على ثبوت الايمان »لأبيالصلاح الحلبي ، ويحتوي الكتاب على مواعظ أخلاقيّة ونوادر أدبيّة، اعتمده جمعمن أصحاب الموسوعات الروائية كالعلاّمة المجلسي في كتابه الجليل«بحارالأنوار»، و خاتمة المحدّثين الشيخ النوري في «مستدرك الوسائل » حيثنقل عنه بتوسط كتاب «بحارالأنوار» لعدم توفر نسخة الكتاب لديه .
قال الشيخ النوري : «وأمّا ما نقلنا عنه بتوسّط كتاب «بحارالأنوار»فهو. . . . . كتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين للشيخ العارف أبي محمد الحسن ابن محمد الديلمي»(25).
وعنونه الشيخ اقا بزرك الطهراني في الذريعة، وقال : «والأعلام هذا منمآخذ بحارالأنوار، كما ذكره العلاّمة المجلسي ، وينقل عنه فيه ، وكذا ينقل عنهالأمير محمد أشرف في فضائل السادات المطبوع»(26).
وذكره إسماعيل باشا في إيضاح المكنون قائلاَ: «أعلام الدين في صفات المؤمنين للحسن بن محمد الواعظ الشيعي »(27).
المصادر :
1- ترجمة ابن جني وذكر تصانيفه في إنباه الرواة على أنباه النحاة 2 : 335- 340 .
2- روضات الجنات 291:2 .
3- الذريعة 16 : 56 | 256 .
4- هدية العارفين 5: 387، وهو الوحيد الذي صرح بأن الديلمي «كان حياً في حدود سنة 760 هـ ».
5- إرشاد القلوب 1 : 173 .
6- إرشاد القلوب 2: 251.
7- الذريعة 11 : 9 | 256 . .
8- بحار الأنوار 1 : 33 .
9- وسائل الشيعة 20 : 43.
10- وسائل الشيعة 20 : 36 .
11- الذريعة 1 : 517 | 2527 .
12- إيضاح المكنون 3 : 62 .
13- روضات الجنات 2 : 291.
14- أمل الامل 2 : 77 | 211 .
15- رياض العلماء1: 340 .
16- روضات الجنات 2 : 291 .
17- أعيان الشيعة5: 250 .
18- إرشاد القلوب :260 .
19- الذريعة 4 : 419 | 1849 .
20- الذريعة 1 :414 | 3144 ، أعيان الشيعة5: 251.
21- الذريعة 16 : 36 | 156 .
22- روضات الجنات 5: 250.
23- الكنى والألقاب 2 : 213 .
24- أعيان الشيعة5 : 252.
25- مستدرك الوسائل 3 : 291.
26- الذريعة 2 : 239.
27- ايضاح المكنون 3 : 152 .