الفن الإسلامي والسياسة

إن الفن الإسلامي غير فن المسلمين، وقد أشرت لذلك مراراً في أحاديثي لوقوع الخلط بينهما غالباً، فمثلاً عندما يقوم مسلم بـإعداد قطعة موسيقية أو إنتاج فيلم فهذا لا يعني أنهما إسلاميان حتماً.
Thursday, September 1, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الفن الإسلامي والسياسة
 الفن الإسلامي والسياسة

 





 

إن الفن الإسلامي غير فن المسلمين، وقد أشرت لذلك مراراً في أحاديثي لوقوع الخلط بينهما غالباً، فمثلاً عندما يقوم مسلم بـإعداد قطعة موسيقية أو إنتاج فيلم فهذا لا يعني أنهما إسلاميان حتماً.
الفن الإسلامي هو الذي يتوفر فيه عنصر بنّاء مأخوذ من الفكر الإسلامي... أي أن يتوفر في الشكل الفني وليس في المحتوى فقط شيء مأخوذ من الإسلام ومفاهيمه؛ فابحثوا عن هذا الشيء لكي تستطيعوا العثور على منبع الفن الإسلامي.

أفضل مضامين الفن الإسلامي المعاصر:

إن نداء هذه الدماء وقصة تضحيات المجاهدين في التاريخ الإسلامي هي أفضل موضوع وخير محتوى يمكن أن يحقق رسالة المسرح في الجمهورية الإسلامية بالمستوى المطلوب، وذلك بمساعــدة الفــن ووسائله وتقنيته المناسبة(1).
إذا كانت قضية أن الفن للشعب وفي خدمته حقيقة وليست شعاراً مجرداً فمما لا شك فيه أن موضوع الحرب يجب أن يشكّل أحد الموضوعات الأساسية لمحتوى الفن اليوم، وفي الحقيقة فإن هذه الحرب هي من أعظم الملاحم المليئة بالصور الفنية والقيم التي جسّدها شعبنا في هذا العصر(2).

حضور المرأة فـي العمل الفنـي:

أما فيما يتعلق بالسؤال الذي ورد عن إمكانية حضور المرأة في العمل السينمائي والمسرحي، فيجب القول في الجواب: إذا كان ظهور المرأة في الفيلم أو التمثيلية بشكل غير محرّم في غيرهما فهو أيضاً غير محرّم فيهما، وعليه فاشتراكها في التمثيل في الفيلم أو التمثيلية غير محرّم؛ وغاية الأمر هو أنه يحدث أحياناً أن يحتضن رجل امرأة أجنبية، وهذا عمل محرّم في كل مكان وبضمها في الفيلم والتمثيلية، أو أن تظهر المرأة بحالة مثيرة للشهوة أو تتفوّه بكلمات أو تقوم بحركات مثيرة للشهوة، وهذا محرّم أيضاً. لذا فظهور المرأة في الفيلم أو على المسرح لا مانع منه أصلاً إذا خلا من موجبات الإشكال(3).

مظاهر الفن الإسلامي:

.... وعلى سبيل المثال فإن إيقاعات القرآن تشكّل فناً إسلامياً ونمطاً كاملاً من الموسيقى، ويوجد في بعض البلدان العربية أفضل القراء ذوقاً وفناً في هذا المجال، والقرآن يجب أن يُقرأ بهذه الكيفية لكي يوصل مضمونه بصورة صحيحة.
قبل مدة قرأت مقالة لكاتب أجنبي أجاد كثيراً التشبيه في هذا الباب وأورد أمثلة عليه، منها أنه تحدث عن الفن الإسلامي في بناء المسجد وقال: إن قبة المسجد هي نموذج دقيق للفن الإسلامي، فهي تشير الى قيام النظرة المعرفية للإسلام على محور التوحيد، بمعنى أن كل شيء فيها يتحرك حول محور واحد هو "الله"، وعندما يجلس الشخص تحت تلك القبة يشعر بأنه في مركز العالم ويرى نفسه مرتبطاً بجميع الكائنات.
والمحراب هو المكان الذي يقف فيه إمام الجماعة ويأخذ بيده - عادة - قرآناً أو كتاباً ليعلّم الناس شيئاً، لذا فهو في مكان يراه الناس، لذا يوضع حتماً فوقه قنديل، إستُبدل بمرور الأيام في المحاريب الجديدة بمصابيح وثريات جميلة، وحتى في المحاريب القديمة كان يوضع قنديل معلّق بسلسلة، وفي ذلك تمثيل لمفهوم {الله نور السموات والأرض} حيث أن {مَثَل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة}.
أو أعمدة المساجد التي جرت العادة على بنائها بصورة تكون قاعدتها أعرض، في كيفية تعيد الى الأذهان صورة نخيل مسجد الرسول الأكرم (صلی الله عليه وآله وسلم) الذي أقيم على أعمدة من النخل، ونفس الأمر يصدق على مدلولات طراز المنائر وغيرها، فهي في شكلها المعماري تعتبر من مظاهر الفن الإسلامي(4).

متانة الشكل الفني

التعليم الفنـي:
لا ينتهي أمر العمل الفني بـإجادة محتواه فقط، فشكل الأداء الفني مهم أيضاً فالوعاء القبيح يصور ما فيه قبيحاً وإن كان جميلاً في الواقع. وفي العمل الفني لا تكفي الموهبة وحدها في صنع الإطار الجميل بل التعليم ضروري أيضاً وعلى الفنانين الذين يجدون في أنفسهم القدرة على تعليم الأصول الفنية أن يبادروا لمساعدة الشباب(5).
إن الشعر، وكذلك سائر الأساليب الفنية، هي مواهب إلهية، فيجب أن تجنَّد لخدمة خلق الله، وأن تكون حاملة للأهداف الإلهية السامية(6).

الإبداع والتجديد:

.... والأمر الآخر هو أن يتوفر عنصر الإبداع والتجديد في اللغة والتعبير والجمال ومحسّنات (العمل الأدبي) وكذلك في أسلوبه وشكله إذا اقتضى الأمر، وهناك ضروريات أخرى.. لا غنى عنها لتحقق الكمال المطلوب لشعر هذا العصر(7).
.... لقد أنشد هؤلاء الفتية نشيدهم مثل المنشدين المحترفين، فحركاتهم وأفعالهم تدل على ذلك، كما أن أصواتهم متناسبة، وهذا أمر مهم في الإنشاد المشترك، إذ أن عدم التناسب يؤدي الى تخريب العمل؛ أما أنتم فقد وجدتم الأصوات المتناسبة(8).
إذا صيغت أسمى المضامين في شكل شعري سيئ فلن تحقق تأثيرها المطلوب، وبالطبع فنحن لا نستطيع جعل الإهتمام بمضمون الشعر في الدرجة الثانية، بل يجب أن يستحوذ على الدرجة الأولى فيجب أن يكون المضمون جيداً، ولكن المحتوى الجيد لا فائدة منه إذا خلا من الإبداع الشعري الفني الجيد ولن يستطيع القيام بالمهمة الأساسية للفن وهي التبليغ(9).
.... إنني أخاطب الأشخاص القادرين على إنجاز الأعمال الفنية المؤثرة الذين يجتهدون في تبليغ رسالتهم الفنية، أن من الضروري أن يستفيدوا من الأساليب الفنية الجيدة والتقنية الصالحة والمؤثرة في كافة الفروع والمجالات الفنية والأدبية(10).

الفن فـي ظل الحكم الطاغوتي

مظلومية الفن:
كان الفن في العهد السابق مظلوماً، لأنهم عزلوه عن القيم والأهداف الإنسانية، فلقد أقاموا حكمهم على الترهيب والترغيب، وكانوا محتاجين لوسائل تعينهم على إبقاء عرشهم وسلطتهم؛ وكان الفن مسخّراً لخدمة أهداف السلطويين والذين يكنزون الذهب (الأثرياء)، فاستخدموه أداة لتسويغ مسلكهم وسلوكياتهم كلما احتاجوا لذلك وحرية ضد القيم الأصيلة ووسيلة للتخدير والتضليل على كل حال.
والحالة الوحيدة التي يكون فيها الفن في خدمة الأصول والقيم الحقيقية، هي أن يجتمع في الفنان الإيمان والجرأة، وهذه كانت حالة يندر تحققها واستمرارها(11).

الثورة الإسلامية وتحرير الفن:

لقد حررت الثورة الإسلامية الفن من أغلال الظلم، ولكن إزالة سلاسل الثقافة الغربية المنحطة والغاوية عن أعناق الذين اصطبغوا وتعلّقوا بها أمر صعب، ومن قيود هؤلاء الفنانين الذين تربَّوا في ظل نظام الظلم الملكي المنحط، لذا يجب اعتبار الفن الذي نما في بوتقة القيم الطاغوتية بأنه خطر مهدِّد(12).

إستخدام الفن لمحاربة الإسلام:

في فترة أواخر الثلاثينات وعلى مدى عقد الأربعينات(13) - وهي الفترة التي شهدت توجه النشاط المسرحي والسينمائي الى الإمتزاج باتجاهات يسارية أيضاً - إزداد وضوح ظهور المشاهد المضادة للدين فيه. والجدير بالعلم هو أن السلطة المتجبّرة عمدت - بعد تأجج شعلة نهضة العلماء في سنة 1341 هـ.ش (1962م) - الى تأييد أي تحرك مضاد للدين حتى لو كان يسارياً، وذلك بهدف استغلاله لمواجهة انتشار الإسلام الثوري بين جيل الشباب(14).

غربـة الفـن:

على مدى الأعوام التي سبقت انتصار الثورة كان الفن يعيش نوعاً من الغربة لأنه لم يكن في محلّه ومجراه الأصلي، ولا أقصد أننا لم يكن لدينا فن شعبي أصلاً، ففي كل حال يوجد مَن يُنفقون ما عندهم في محلّه الصحيح، ولكن الوضع العام للفن في المجتمع لم يكن كذلك بل كان في خدمة أصحاب السلطة والحكام... وكانت كافة وسائل وأدوات العمل الفني ومصادر الإبداع الفني لدى بني الإنسان وفي كل مكان ومن كل صنف ونوع تحت سيطرة السلطات(15).
عندما وقعت الثورة تبدّل كل شيء وفي كل مجال، وبضمنها العمل الفني، ولنتجاوز عن تلك العدة من الفنانين، الذين ظلوا محجمين عن مواكبة حركة الشعب، والعمل في خدمته وإدراك أهدافه وآماله ومطالبه أولاً ثم الإستجابة لها ثانياً(16).

الفن المعادي للشعب:

محفوظ للشعب دوماً حق مسائلة بعض الأدباء الأدعياء عن سر انفصالهم عنه في تلك الأيام التي لم يكن هناك أي حاجز بينهم وبين هذا الشعب الرحيم والمقدِّر للمبدعين في وطنه؟! ما هو نقصهم الذي جعلهم يحجمون عن قول شيء في تلك الأيام التي شهدت تلك التحركات الإنسانية العظيمة لأبناء جلدتهم والتي أجبرت العالم أجمع على الإعراب عن الإعجاب والتمجيد؟ وما الذي دعا بعض مدّعي الأدب الى الخطابة والكتابة خلافاً لقناعات ومطالب شعبهم؟(17).
لا ريب أن الشعر والأدب والفن قد استُخدم - وكسائر مظاهر جمال الحياة - لخدمة الحكام والطواغيت، في ظل وساوس الترهيب والترغيب، وبما يجلب الأضرار لخلق الله، ويخدم أهواء أرباب السلطة والثروة. ولكن وعلى الرغم من هذه المظاهر القبيحة التي ألصقها الأشرار ومعلمو السوء بوجه هذه الموهبة السماوية فإنهم لن يستطيعوا أبداً تدمير لطفها وقيمتها الحقيقية؛ فلم يستطع الذيـن فتحـوا
أفواه المدح للظالمين على مدى التاريخ، أو الذين اتخذوا الشعر وسيلة لترويج الفساد وأداة للقبح والرذيلة، أن يسحقوا كرامة الشعر، بل إن ما قاموا به هو فضح أنفسهم(18).

التشجيع المخادع:

في السابق لم يكن تشجيع الشعر والأدب أكثر من خدعة، فهو تشجيع لم يكن يشمل سوى الذين كانوا على استعداد لفرش "تلك الحلّة المغزولة من القلب والمحاكة بالروح" تحت أقدام الجبارين واستجلاب قلوب آلهة السلطة والذهب باستغلال هذه الموهبة الإلهية القيّمة... وثانياً إن أيدي الترهيب والترغيب والتضليل قد أغلقت العيون عن رؤية الآفاق الجميلة النيّرة التي أقيم عليها المفهوم الإلهي للمجتمع وللإنسان(19).
إن الشاعر والأديب والفنان، القادر على رؤية الحقائق بعينه البصيرة ورؤيته الدقيقة ثم تحويلها في "مصنع" ذهنه الخلاّق الى شكل بديع وعرضه على بني الإنسان، كان يرى (في العهد السابق) أن الواقع الحياتي لمجتمعه مليء بالتوافه والفساد والظلم والعدوان والشقاء والجهالة والعصبية الجاهلية والتطلعات الحقيرة وأماني الغفلة والأوهام، وكان يرى أن المال والشهوات الجنسية والترف الحيواني هي أكثر البضائع مرغوبية في قيم ذلك النظام... وكان الشاعر والأديب والفنان مجبوراً على الخضوع لذلك والإستسلام أو الإعتزال أو الإنسياق الى الإتجاه الذي كانت تريده السلطة السياسية؛ وكان هناك كثيرون ممن لم يقبّلوا صراحة أيدي السلطويين، لكنهم كانوا يكتحلون عملاً بغبار طريقهم!! ولذلك كان حال الشعر والأدب والفن في العهد السابق باعثاً - حقاً - للأسف والأسى والحسرات(20).
لقد لوثت الأيدي الخبيثة آلاف الينابيع المتفجرة ليس فقط في عهد حكم الظلم الملكي - وهو الذي مثّل ذروة المحنة والمصاب - بل على مدى قرون طويلة.
نحن شعب لا نقلّ في جانب المواهب الفنية عن سائر الشعوب الأخرى وعلى حد اطلاعي على القضايا الأدبية والفنية أرى أن لنا سابقة طويلة، والمضامين الموجودة في أشعارنا وقصصنا وبعض المجالات الأدبية والفنية الأخرى، ومنذ قديم أزمان شعبنا وبلدنا، هي مضامين سامية... وحتى في عصرنا، وفي عهد المحنة العظمى للشعب الإيراني حيث جاؤوا بالنظام الملكي البهلوي، ونهبوا كل شيء، كنا نرى مواهب قوية للغاية في مجالات الشعر وكتابة القصة والأفلام والتصوير وغيرها.. ولكن أيدي الناهبين الملوثة لوثت هذه الينابيع، بحيث أنها لم تعد تروي الظمأ وتشفي الجرح، بل وأكثر من ذلك أصبحت سامة قاتلة(21).
.... وهناك أيضاً أفكار غير إسلامية ومعادية للإسلام، أمثال التي دخلت آدابنا خلال الأربعين أو الخمسين عاماً المنصرمة، وبعضها ماركسية، وبعضها معادية للإسلام مباشرة ولها ميول للثقافة الغربية والتحديث الغربي، كما هو حال بعض الأشعار التي أنشدها بعض شعراء أوائل هذا القرن (الهجري الشمسي) فقد أنشدوا أشعاراً حملت أفكاراً أرادوا ترويجها، وهي لا تحمل أي صبغة إسلامية، بل إن قسماً منها معادٍ للإسلام بصراحة... ويوجد اليوم أيضاً شعراء يتابعون نفس تلك المناهج.
إذاً، فالشعر الذي كان يحمل في ذلك العهد هدفاً ورسالة ما، كان خالياً من الروح الثورية الإسلامية، هذا إذا كان إسلامياً؛ أما إذا لم يكن كذلك فأمره واضح. وعليه، فلا يوجد بينها ما ينفع ثورتنا، وليس هو شعرها(22).

المهام الراهنة والمستقبلية

الحرب الفنية:
أزيلوا الصورة المشوّهة لثورتكم التي رسمتها أقلام أولي السوابق السيئة أو القلوب الخبيثة من الرموز المعروفة لملوّثي صفاء الطينة الإنسانية، سواء في داخل البلد أو أي بقعة من أرجاء المعمورة؛ والذين يواجهونكم ليسوا تلك الشرذمة من الفنانين والأدباء الأشقياء مسودي الوجوه الذين تنكّروا للثورة فحكموا على أنفسهم بالفناء، بل هناك جيش كبير من الوسائل الفنية العالمية التي تتحكم بها قبضة السياسات الإستكبارية(23).

الإستفادة من ثمار الثورة:

مما لا شك فيه أن الثورة الإسلامية ستتمكن بعد فترة وجيزة من تقديم أفضل النتاجات الفنية في هذا المجال للعالم، وتوصل للبشرية إحدى أقيـَم هدايا المنهج الإلهي والإسلامي، وذلك إذا ما شد شبابنا المؤمن أحزمة العزم والجد، وجنَّد ذخائر القيمة من المواهب، واستفاد من الأرضية الملائمة التي هيأتها له الثورة، وانتفع من الوقائع البديعة الفريدة التي قدّمتها له ميادين الثورة والحرب المفروضة، وأحس بالحاجة الشديدة للفن التمثيلي في ترسيخ ونشر المفاهيم الثورية، وقام بالإستفادة من كل ذلك في العمل المسرحي والسينمائي وتطويره وتطوير أساليبه ومضامينه(24).
من المؤكد أن ما يجري في مجتمعنا سينعكس في المرايا الصافية لذوق ومواهب فناني وأدباء هذا العصر؛ وبالطبع فإن على الفنان والأديب المثقف واجب القيام بالمزيد من صقل وتصفية وتنوير هذه المرآة...
ومعلوم أن هذه المرآة لا تعكس دوماً الحقائق الواقعية بصورة دقيقة فأحياناً تظهر معوجّة، ولكن الحقيقة ستتضح يوماً، وسيُفضح الذين سعَوا لتشويهها وحرفها(25).
نحن نعتقد أن الفنان والأديب الشاب، الذي أودع قلبه لدى الثورة وجنّده لخدمتها وخدمة أهدافها وقيمها وهو يتحدث عنها بصدق، سيصبح المؤرخ الخالد لتاريخ هذا العصر وحقائقه(26).
يمكن أن تصبح نتاجاتنا الثورية إذا طوت مسير نموّها وتطورها الحالي نموذجاً للأعمال الأدبية في هذا العصر؛ وإن الشاعر والفنان الناضج الذي ترعرع في مهد الثورة الإلهية والجماهيرية، وتعلّم نظامها القيّم السامي في ظل صفاء وقدسية الأجواء الخاضعة لحاكمية الوحي الإلهي، هو الأقدر من الجميع على تصوير طموحات حياة الإنسان المعاصر ونقاط قبحه ونقاط جماله، ورسم الطريق الذي يوصله الى السعادة والفلاح والسمو الحقيقي(27).
... وبالطبع فإن الفن الثوري لا زال فتياً لم يمر بالتجارب المكسبة للخبرات؛ وإن من طبيعة هذا الوليد الفتي والبرعم اليافع أن ينمو بصورة تدريجية؛ وتقع مسؤولية تنمية هذا البرعم عليكم أنتم أيها الأعزاء من الفنانين والشعراء وكتّاب القصة والعاملين في المجال التمثيلي والسينمائي والرسم وكافة الفنون الجميلة، وهذا واجب لا يخرج عن إطار إلهامكم الداخلي، بل هو يشكّل عملاً بمسؤوليتكم الفنية والأخلاقية(28).

قوة الشكل والمحتوى:

أيها الأعزاء، إنتبهوا الى حقيقة أن الفن والأدب الذي يقدَّم اليوم بعنوان "الفن والأدب الإسلامي والثوري" هو وجه الجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية، لذا يجب أن يكون غاية في القوة في تقنيته وأساليبه ومحتواه... والأمل (أن) نحقق هذا المستوى الرفيع بعد بضعة أعوام، كما يجب أن يكون تطور المحتوى مقترناً بتطور الأسلوب(29).
المصادر:
1- مقطع من رسالة للقائد السيد علي الخامنه اي وجهها لمهرجان 17 شهريور المسرحي المنعقد (8/9/1984م).
2- من كلمة القائد السيد علي الخامنه اي الإفتتاحية لمجمع "الأدب والفن في خدمة الحرب" (21/9/1984م).
3- من حديث القائد السيد علي الخامنه اي مع أعضاء القسم الثقافي في صحيفة "الجمهورية الإسلامية" (5/2/1982م).
4- المصدر السابق.
5- مقطع من رسالة وجهها القائد السيد علي الخامنه اي للمؤتمر العام الرابع للأدب والفن والشعر (16/5/1984م).
6- مقطع من رسالة وجهها القائد السيد علي الخامنه اي للمؤتمر الأول للأدب الجامعي (18/12/1984م).
7- مقطع من كلمة القائد السيد علي الخامنه اي في المؤتمر الأدبي "شاهد" الذي أقامته مؤسسة الشهيد بتاريخ (3/2/1987م).
8- من حديث لسماحة السيد علي الخامنه اي بعد إجراء برنامج أناشيد في مقر محافظة شيراز (28/11/1987م).
9- من المقابلة الصحفية التي أجرتها مع سماحة السيد علي الخامنه اي معاونية وزارة الإرشاد الإسلامي الإيرانية (21/4/1985م) حول موضوع العمل السينمائي، ونشرتها مجلة "صحيفة" الصادرة في نيسان 1985.
10- من كلمة القائد السيد علي الخامنه اي ألقاها في مراسم خاصة بمناسبة ذكرى تأسيس منظمة الإعلام الإسلامي (22/6/1987م).
11- من رسالة للقائد السيد علي الخامنه اي الى المؤتمر الأول للمسرح الجامعي (7/8/1987م).
12- تقارن العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين الميلادي.
13- المصدر السابق.
14- من رسالة القائد السيد علي الخامنه اي الى المؤتمر الثاني للمسرح الجامعي (5/11/1986م).
15- من كلمة القائد السيد علي الخامنه اي في مراسم افتتاح مجمع "الأدب والفن في خدمة الحرب" (21/9/1984م).
16- المصدر السابق.
17- من بيان القائد السيد علي الخامنه اي الى المؤتمر العام الرابع للشعر والأدب والفن (16/5/1983م).
18- من رسالة القائد السيد علي الخامنه اي الى المؤتمر الأول للشعر والأدب الجامعي (18/12/1984م).
19- المصدر السابق.
20- المصدر السابق.
21- من كلمة القائد السيد علي الخامنه اي في مراسم افتتاح مركز الفكر والفن (6/3/1985م).
22- من حديث القائد مع أعضاء المؤتمر الثالث للشعر والأدب الجامعي في عموم إيران الذي أقامه "الجهاد الجامعي" (18/13/1986م).
23- من كلمة القائد السيد علي الخامنه اي الإفتتاحية في مركز الفكر (6/3/1985م).
24- من رسالة السيد علي الخامنه اي وجهها للمؤتمر الثاني للمسرح الجامعي (5/11/1986م).
25- من حديث القائد السيد علي الخامنه اي خلال تفقده مجمع "الأدب والفن في خدمة الحرب" (21/9/1987م).
26- المصدر السابق.
27- من بيان القائد السيد علي الخامنه اي موجه الى المؤتمر الأول للشعر والأدب للجامعيين (18/12/1984م).
28- من خطاب السيد علي الخامنه اي ألقاه خلال افتتاح مجمع "الأدب والفن في خدمة الثورة" (21/9/1984م).
29- المصدر السابق.

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.