قيل : ما سبب أن النبي لم يظهر بالنصوص الجلية يوما فيوما بل كل ساعة حتى لم يخف على الامة أمر الامامة ؟ الجواب :
اعلم أن المخالف يقول : ان لعلى (عليه افضل الصلاة والسلام) ثلاثة وثلاثين ألفا من المناقب . (1) فعند هذا ثبت أنه كان يذكر، الا أن الخلق لم يقبلوا منه حق القبول .
ونقول ثانيا: ان العادة والعرف يمنعان من ذلك، لا ن عقد البيع والشراء والوقف والصدقة والنكاح وغيرها من العقود والايقاعات تتم بمرة واحدة، لا تكرر كل يوم . ووصى أبوبكر بعمريوما واحدا، لا مكررة ووصى عمر بالشورى مرة، لا مكررة . ألا ترى أن السلطان اذااستناب ملكا على بلدة يكفيه أن يقول أويكتب : ب(اء ن هذا نائبي فيها)، لا يلزمه تكرارها كل يوم.
ونقول ثالثا: ان أكثر معظمات امور الدين كان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يفوض إلى رأي علي (عليه افضل الصلاة والسلام) وحسن كفايته ويستخلفه في الامور العظام . وهذه منه (صلی الله عليه وآله وسلم) كانت دلالة خلافته حال حياته وبعد وفاته .
ونقول رابعا: انه (صلی الله عليه وآله وسلم) كان خائفا من المنافقين ، وكان اللّه تعالى يشجعه كل يوم، كما قال : (وتوكل على اللّه ). وقال : (واللّه يعصمك من الناس ). ومع ذلك تظاهر المنافقون بقتله سما . وكانوا أبدا في عداوة على (عليه افضل الصلاة والسلام).
وجاء في صحيح مسلم : ان أباذر قال : (ما كنا نعرف المنافقين الا بتكذيبهم اللّه ورسوله، والتخلف عن الصلوات والبغض لعلى بن أبي طالب ) (2) .
وذكره العجلي في فصوله .
وأكثر القوم كانوا منافقين . (3) قال اللّه تعالى : (وما يؤمن أكثرهم باللّه الا وهم مشركون ). ولكل رأس من المنافقين، كان له تبع وسواد. والعامة لما رأوا هذا السواد قالوا: (لوكان محمد مبطلا لما اجتمع عليه هذه الكثرة ). فكان المنافقون يكثرون السواد له (عليه افضل الصلاة والسلام) يجمع بهم ويكثر بهم سواد الاسلام . وكان المنافقون يجددون العهد كل حين، وكانوا في تهيئة أمرهم . وشاهد هذه، سورة [التحريم ]: (لم تحرم ما أحل اللّه لك ). وكان عليه تكثير السواد، وأما التحقيق والتمييز، فحصل أ يام على . قال اللّه تعالى : (ما كان اللّه ليذرالمؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ).
وقال : (الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ). وأيضا كان يظهر على المؤمنين وهم يحفظون ماسمعوا منه ، لكن كل ما سمعه المخالف انتحله على أبي بكر وعمر. وبرهان ذلك أن أربعة عشر نفرا مكروابالرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) ليلة العقبة وألقوا الدباب في الطريق فخلصه اللّه تعالى من كيدهم .وكان أبو موسى الاشعري منهم في القاء الدباب . فكان عمار يقود جمل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)والمقداد يسوقه، فلما نفرهم قال عمار: يارسول اللّه، أعرف الجميع بالاسم والنسب، فنزل : (4) (وهموا بما لم ينالوا) (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ). قيل : كل ما رآه المسلمون حسنا فهو عنداللّه حسن، وما رآوه قبيحا فهو عنداللّه قبيح .
الجواب : بنو هاشم ومن تبعهم كانوا من المسلمين ولم يروا خلافتهم حسنة، مع أن ما رأوه منسوب إلى المسلمين . فكان ذلك القوم منافقين مستسلمين لامسلمين .
الرافضة عند أهل السنة
قيل : عنه عليه الصلاة والسلام : يخرج في آخر الزمان قوم يقال لهم الرافضة، فاذا لقيتموهم فاقتلوهم .
(5) الجواب : أجمع الناس أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : (القدرية مجوس هذه الامة). (6) وهم : من قال بالجبر.
ومع ذلك قال (في آخر الزمان)، وعلى زعمه ترفض علي بن أبي طالب (عليه افضل الصلاة والسلام) يوم وفاة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مع سبعة عشر نفرا من المهاجرين والانصار. وعندنا أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : (لعن اللّه رافضين ونصفا) (7)، والنصف صاحب عسكر الجمل .
وأيضا قال (صلی الله عليه وآله وسلم): امرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا (لا اله الا اللّه واني رسول اللّه).
فاذا قالوها منعوا مني دمأهم وأموالهم الا بحق اللّه، وحسابهم على اللّه). وروي :عصموا مني .
وأعجب منه أن لعن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) واجب عند الذمي كل يوم سبعين مرة . والمخالف لا يأذن قتله، والرافض يستحق القتل بلعن صحابي أشرك، ثم أظهرالاسلام منافقا ثم ارتد قيل : قال الا حنف بن قيس : ذهبت لانصر هذا يعني عليا (عليه افضل الصلاة والسلام) فلقيني أبوبكر، فقال : أين تريد؟ قلت : أنصر هذا الرجل .
قال : ارجع فاني سمعت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : اذا التقى المسلمان فالقاتل والمقتول في النار.
المقتول ؟ قال : انه كان حريصا على قتل صاحبه
الجواب : ان اللعين أراد أن يمنع الناس عن نصرة علي (عليه افضل الصلاة والسلام) مع أن عليا وطلحة والزبير والحسن والحسين من المبشرين بالجنة على زعم المخالف أيضا كانوا معهم، فكيف يحكم بأنهم من أهل النار؟ وعليّ كان بدرياً، وقد شهد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) للبدريين بالغفران . ونزلت سورة (هل أتى ) في علي وأهل بيته(8).
وقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في عمار: (خالط الايمان لحمه ودمه ). (9)
وقال اللّه تعالى : (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) أمر بالاصلاح ولم يأمر بقتلهم، مع أن عائشة كانت فيهم وهي ليست من أهل النار عند العدو، وأوجب اللّه على عائشة وجنودها أن ينصروا عليا، لأن اللّه تعالى قال : (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر اللّه). وبالاجماع كان علي (عليه افضل الصلاة والسلام) اماما، وهم بغاة، فخالفوا القرآن، وعصوا الرحمان .
مارواه المتقدمون من الصحابة
قيل : كانت الصحابة يقولون : كنا في زمن النبي لانعدل أبابكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم يترك أصحاب النبي لا تفاضل بينهم.
قيل : قالوا: كنا نقول ورسول اللّه حى : أفضل امة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أبوبكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي.
الجواب : في مؤلف الطبري عن جابر بن عبداللّه الانصارى قال : قال لي رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم):يا جابر، ألا أنبئك بخير هذه الامة ؟ قلت : بلى يا رسول اللّه . فقال : عليك بعلى بن أبي طالب، فانه خير البشر، فمن أبى فقد كفر. على أذان اللّه إلى خلقه . على شفاء المؤمنين، وغيظ المنافقين . على يدخل يوم القيامة شيعته إلى الجنة وأعداءه إلى النار. يا جابر، على ممن خلط لحمه ودمه لحمي ودمي.
قيل : مر أبو بكر وعمر، فقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) حبهما ايمان وبغضهما نفاق.
الجواب : هذه من المنحولات مما أجمع الناس عليه، حيث قالوا: ان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : يا علي، لا يحبك الا مؤمن تقي، ولا يبغضك الا منافق شقي . وقال : يا على حبك ايمان وبغضك نفاق . ونزلت فيه آية المحبة في قوله : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعهل لهم الرحمن ودا). وآية (قل لا أسئلكم عليه أجرا) (الاية ). ولو كان هذا صدقا لما سل الزبير السيف على أبي بكر، (10) ولما تقاعد عن بيعته سعد بن عبادة، ولا بنو هاشم، (11)
ولماكرهت الصحابة وصايته لعمر، (12) ولما قال خالد بن الوليد: (مات أبوبكر وولى عمر أبغض الناس إليّ)، ولما ماتت فاطمة (س ) واجدة عليهما، ولما تقاعدعن بيعته سبعة عشر نفرا من المهاجرين والانصار. قيل : ان عليا (عليه افضل الصلاة والسلام) قال على المنبر: أللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فقيل :من هم يا أميرالمؤمنين ؟ قال : حبيباي أبوبكر وعمر، واماما الهدى، وشيخا الاسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول اللّه .
من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدي إلى صراط مستقيم.
قيل : انه (عليه افضل الصلاة والسلام) قال : خير هذه الامة بعد نبيها أبوبكر وعمر، ولو أشاء أن اسمي الثالث لفعلت . وقيل : انهي إلى على أن رجلا تناول أبابكروعمر بالشبهة، فدعا به وتقدم بعقوبته بعد أن شهدوا عليه بذلك . الجواب : أجمع الناس أن عليا كان يقول دائما مرة بعد اخرى : اللهم اني استعديك على قريش فانهم ظلموني . وقال : لم أزل مظلوما منذ قبض رسول اللّه، فنظرت فليس لي معين الا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت، فأغضيت على القذى وشربت على الشجى، وصبرت على ما أمر من العلقم . ثم قال : بايع الناس أبابكر وأنا أولى بهم . تقمص هذا، كظمت غيظي، وانتظرت أمري .
ثم ان أبابكر هلك واستخلف عمر، وقد واللّه ـ وللّه ـ أعلم، أ ني أولى الناس .تقمص هذا. كظمت غيظي، وانتظرت أمري . ثم ان عمر هلك وجعلها شورى، وجعلني فيها سادس ستة . فقال : والذي فلق الحبة وبراء النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا، وأسروا الكفر. فلماوجدوا أعوانا، أظهروه . [روي عنه (صلی الله عليه وآله وسلم):] سؤال : الخلافة بعدي ثلاثون سنة . (13)
الجواب : روي خمس وثلاثون سنة . وروي ثلاث وثلاثون سنة . وأيضاالقرآن يكذبه كما [في قوله تعالى ]: (ليستخلفنهم في الا رض كما استخلف الذين من قبلهم ) (الاية ). وعم الاية إلى يوم القيامة .
في ما روي أن الائمة من قريش
قيل : ان النبي قال : الائمة من قريش . الجواب : قال علي لما سمع هذا الخبر: ان قريشا شجرة وبنو هاشم ثمرتها، فكيف أن الصحابة احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ؟ وقال (صلی الله عليه وآله وسلم): (ان اللّه اصطفى من ولد اسماعيل قريشا، واصطفى من قريش هاشما). ودليله آية الخمس، وآية المحبة، وآية التطهير. وأيضا قريش قبائل شتى وبطون متفرقة، ولاترجيح لواحد منها على آخر الا لبني هاشم، فإنها اختصت بالنبوة والامامة وهما مختلفتان لفظا ومتساويتان معنى . والفرق بالوحي وعدمه.
وباطل قوله أيضا بقول عمر حيث قال : لو أدركت اعيمش عبدالقيس لسلمتها إليه ).وعنى به : الجابر العبدي . واعيمش لم يكن قرشيا. وفي تاريخ [ابن ] جرير الطبري أنه لما طعن عمر قيل له : لو استخلفت ؟ قال : لو كان أبوعبيدة الجراح حيا لاستخلفته، ولو سألني ربي قلت : سمعت نبيك أنه كان يخبر عنه بما هو دلالة فضله . قيل : قال : (صلی الله عليه وآله وسلم) أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم . الجواب : هو باطل بقتل عثمان، فان جميع الصحابة اتفقوا على قتله فلا يجوزالاقتداء بهم في ذلك، وخاصة على رأيهم . ومعاوية عندهم من أكابر الصحابة . قتل الحسن (عليه افضل الصلاة والسلام) ووصى يزيد بقتل الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) وقتل في صفين في يوم واحد خمسة وعشرين بدريا، وحارب عليا، (عليه افضل الصلاة والسلام) أربعة أشهر ، وقتل اويس القرني . وعثمان أحرق المصاحف . وكان بينه وبين عبداللّه بن مسعود مشاحات ، وعثمان قتله .
وسعد بن عبادة لم يبايع أبابكر ولا عمر حتى قتله خالد اغتيالا في الشام بالنشاب (14) . وقد ارتد قوم كثير منهم . (15) وطرد عثمان أباذر إلى الربذة . (16) وقتلوا طلحة والزبير وعمارا. ولم يحضروا جنازة رسول اللّه . (17)
فكيف يقتدى بهم جميعا او انفرادا ؟ يعتريني ). (17) وأخذ أبوبكر الامر بالبيعة، وعمر بالوصاية، وعثمان بالشورى . وهذه كلها بخلاف الاخرى . فكيف يقتدى بهم ؟ معصومون، ومن شجرة النبوة .
قيل : قال (صلی الله عليه وآله وسلم): لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل احد ذهبا ما بلغ من أحدهم ولا نصفه . (18) الجواب : الصحابي : من تبعه ظاهرا وباطنا. ومن تبعه ظاهرا لا باطنا فليس من الاصحاب، ويجب لعنه وسبه .
قال :(صلی الله عليه وآله وسلم) بالاجماع : لا تسبوا عليا فانه خشن في ذات اللّه . وفي مجتبى الصالحاني عن أبي الرجاء العطاردى، أنه قال : لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت . فان جارا لنا من بني هذيل قدم المدينة وقال : (قد قتل اللّه الفاسق ابن الفاسق الحسين بن على ). فرماه اللّه بكوكبين فطمسا عينيه . ولو كان هذا حقا، لما لعن الناس عليا(عليه افضل الصلاة والسلام) ألف شهر.
ولما لعن على أهل الجمل ولا أهل صفين ولا خال المؤمنين معاوية .
ولما قالت الصحابة بعد قتل عثمان : قتلناه كافرا .
ولما قالت عائشة : (اقتلوا نعثلا، قتل اللّه نعثلا)، وهو عثمان .
ولما قال عمر يوم السقيفة : (اقتلوا سعد بن عبادة، قتل اللّه سعدبن عبادة )، لأنه كان كارها لافعاله وكان مريضا حليف الفراش . فقال عمر قائما على رأسه : (هممت أن أطأك حتى يندر عفوك ). فأخذ قيس بن سعد بن عبادة بلحية عمر، وقال : واللّه لئن حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة . فقال : أبوبكر: (يا عمر، الرفق ها هنا أبلغ ). فأعرض عنه . ولما قال عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى اللّه شرها، فمن عاد إلى مثلهافاقتلوه .
ولما قال عمر لابي هريرة : (يا عدواللّه وعدو رسوله وعدو المسلمين، أخنت مال اللّه )؟ اثني عشر ألف درهم من خراج البحرين الذي كان عامله عنه، كما في كتاب المسترشد لابي جعفر الطبري .
ولما قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): (لعن اللّه من تخلف عن جيش اسامة )، لا ن أكثر الصحابة تخلفواعنه، وكان الشيخان منهم . وجعلهم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) تحت رايته ليعلم الناس أنهم رعية لغلام على (عليه افضل الصلاة والسلام) لا خليفة عليه . قيل : ان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أعيا ليلة الغار فوقف في الطريق قبل بلوغه بالغار، فحمله أبوبكر على ظهره ؟ الجواب : روى المخالف : أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحمل الطعام إليه كل يوم مرتين من مكة إلى فياناصبى ترى وكان محمد(صلی الله عليه وآله وسلم) النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أعجز من امرأة ؟ شابا، مع أنه أسرى بليلة واحدة من المسجد الحرام إلى المسجدالاقصى ، وعاد. فان قيل : هذه معجزة .
قلنا: هذه كرامة، مع أن الحاجة هي هنا أمس من ذلك . وكان أبوبكر شيخا كبيراومحمد(صلی الله عليه وآله وسلم) شابا، فكيف يتصور ركوب الشاب على اكتاف الشيخ ؟ مع أن المخالف يقول : ان ه كان ضعيفا في نفسه قويا في دينه . وروي أن عليا(عليه افضل الصلاة والسلام) كان قويا في نفسه قويا في دينه . ومع ذلك لم يطق حمل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم قلعه (هبل ) ونزعه من فوق الكعبة، فحمله النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) على عاتقه .
وروى المخالف، أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : أعطى اللّه كل نبى قوة أربعين رجلا من أصحابه، وأعطى وزيره قوة عشرين رجلا، الا أنا، فاني اعطيت قوة ثمانين رجلا. وقال اللّه تعالى : (ان اللّه اصطفيه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم . قيل : ان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : ان بين جنبي عمر ملكا يسدده . وان ملكا ينطق على لسانه . الجواب : فلعل ذلك الملك كان غائبا منه يوم شركه، ويوم قال للنبى (صلی الله عليه وآله وسلم): ان الرجل ليهجر) عند احتضاره (صلی الله عليه وآله وسلم) (19) .
ويوم الحديبية الذي شك في نبوته فغضب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لذلك . فقال : يا رسول اللّه، ان الشيطان ركب على عنقي (20)، واليومين اللذين سأل حذيفة بن اليمان : (أنا منافق )؟ لأنه كان عرافابالمنافقين، فقال حذيفة : ما كنت لافشي سر رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) كما ذكر صاحب السوادوالبياض في كتابه هذا قي طبقات المشايخ .
وأين هذا الملك أ يام جهله بحل المعضلات سبعين مرة ؟ حتى حلها أميرالمؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) له . وهو يكرر كل مرة : لو لا على لهلك عمر؟ قيل : ان النبي عليه الصلاة والسلام قال : ان تبايعوا أبابكر تجدوه ضعيفا في نفسه قويافي أمراللّه .
وان تبايعوا عمر تجدوه قويا في أمر اللّه . وان تبايعوا عليا تجدوه هاديامهديا يسلك بكم الطريق . الجواب : لو كان هذا صدقا لذكر يوم السقيفة عند منازعة الانصار معهم ولم يحتاجا إلى البيعة والوصاية، لا ن نص النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) كان عندهم مقبولا لارد له، وخاصة عند العدو. فكيف يتحمل العاقل المشاق مع وجود مايسهل الامر عليه ؟ وهذه الاخبار كلها مما انفرد بروايتها العدو، فهو مدعيها. وشهيده ذنبه، كما قال أبوبكر لفاطمة (س ).
ولو كان واحد منها في كتب الشيعة لامكن أن يتصور فيها الصدق ولا نعدها من أخبارالاحاد، لا ن هذا يقال حيث يتصور فيه الصدق . وهذه كلها من مفتريات المنافقين، انتحلوها من أخبار أميرالمؤمنين على (عليه افضل الصلاة والسلام) ومناقبه وعوذوها في أعناقهم . والمنارة الاسكندرية والهرمان في حرم الكاذب .
قيل: انهم كانوا من أنصار اللّه وأنصار رسوله ولا يتصور نصرة الاسلام الا من المؤمن .
الجواب : أليس جميع المؤلفة قلوبهم كانوا كافرين ونصروا الاسلام والمسلمين . فلعلهم أيضا كانوا منهم .
وبالاجماع نصر أبوطالب محمدا نحو خمسين سنة وهو كان كافرا عنده . وعزيز مصر الكافر نصر يوسف (عليه افضل الصلاة والسلام) ، وسنخاريب الكافر نصربني اسرائيل . قيل : فرعون وهامان كانا من غلمانه فخرج على بني اسرائيل بضدسيده سنحاريب .
وبخت نصر الكافر نصر دانيال .
وأردشيربن بابكان نصر دين عيسى ، (عليه السلام) ومطعم بن عدى نصر محمداحتى طاف الكعبة ، وكفار مكة كانوا من أنصار الحجاج وغمار المسجد الحرام وسقاة الحاج، وبخت نصر قام بطلب دم يحيى النبي (عليه افضل الصلاة والسلام). وقتل على دمه سبعين ألفا حتى سكن من فورانه، والنبى (عليه افضل الصلاة والسلام) أخبر بأن قتل على دم يحيى سبعين ألفا (21) . وسيقتل على دم الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) سبعون ألفا وسبعون ألفا.
المصادر :
1- المناقب للخوارزمي : 3, فرائد السمطين 1: 364.
2- صحيح مسلم 1: 86, راجع أيضا: تاريخ الخلفاء للسيوطي : 189, احقاق الحق 7: 245ـ .
3- مجمع البيان 3: 267.
4- الكشاف 2: 291, مجمع البيان 3: 51, وأسماء هؤلاء الاربعة عشر مذكورة في : الصراط المستقيم 3: 44وعلم اليقين 2: 653.
5- حلية الاولياء 4: 95.
6- الـمـسـتدرك على الصحيحين 1: 85, المحيط بالتكليف : 421, شرح الأصول الخمسة : 773.
7- مجمع البيان 5: 404, الرياض النضرة : 227, احقاق الحق 3: 583ـ نقلا عن مصادر كثيرة . وأيضا: الدرالمنثور 6:299, الكش اف 4: 670.
8- سـنـن النسائي 8: 11, حلية الاولياء 1: 139, المستدرك على الصحيحين 3: 392, المعيار والموازنة : 300.
9- الإمامة والسياسة 1: 11, الكامل في التاريخ 2: 10.
10- الإمامة والسياسة 1: 10.
11- الإمامة والسياسة 1: 20, تاريخ الخلفاء للسيوطي : 94.
12- مسند أحمد 5: 220, سنن الترمذي 3: 341, الانصاف للباقلاني : 113.
13- الإمامة والسياسة 1: 10.
14- الكامل في التاريخ 2: 33, مروج الذهب 2: 301, الملل والنحل 1: 31.
15- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 52.
16- علم اليقين 2: 671, بحار الانوار 22: 524ـ نقلا عن مناقب آل أبي طالب 1: 203ـ206.
17- الإمامة والـسـياسة 1: 16, تاريخ الخلفاء للسيوطي : 82, الصرط المستقيم 2:2776ـ نقلا عن تاريخ الطبري 3:310, الغدير 7:2594ـ نقلا عن طبقات ابن سعد.
18- صحيح البخاري 4: 195, الانصاف للباقلاني : 88.
19- صحيح البخاري 5: 137, شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 51.
20- الدر المنثور 6: 77, نهج الحق وكشف الصدق : 337.
21- اثبات الوصية : 82, الكامل في التاريخ 1: 199.