خطبة لأميرالمؤمنين عليه السلام ، ليس فيها ألف

ذكر الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 393،بسنده عن أبي صالح ، قال : جلس جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يتذاكرون فتذاكروا الحروف وأجمعوا ان الألف اكثردخولاً في ألكلام من سائر الحروف ، فقام مولانا أمير
Saturday, October 15, 2016
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
خطبة لأميرالمؤمنين عليه السلام ، ليس فيها ألف
خطبة لأميرالمؤمنين عليه السلام ، ليس فيها ألف

 






 

ذكر الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 393،بسنده عن أبي صالح ، قال : جلس جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يتذاكرون فتذاكروا الحروف وأجمعوا ان الألف اكثردخولاً في ألكلام من سائر الحروف ، فقام مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فخطب هذه الخطبة على البديهة فقال : .. .
«حمدت من عظمت مِنَّتُه ، وسبغت نعمته ، وتمت كلمته ، وسبقت رحمته ،ونفذت مشيئته ، وفالحت حجته ، حمد مْقِرٍ بربوبية، متخضع لعبوديته ، مؤمن بتوحيده ،و وحّدته توحيد عبد مذعن بطاعته (1)، متيقن يقين عبد لمليك ليس له شريك في ملكه ، ولميكن له ولي في صنعه ،عجزعن وصفه من يصفه ، وضلّ عن نعته من يعرفه ، قرب فبعد،وبعد فقرب ، مجيب دعوة من يدعوه ويرزقه ويحبوه ، ذو لطف خفي ، وبطش قوي ،ورحمة موسعة،وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وغضبهُ نقمة ممدودة موبقة .
وشهدت ببعث محمد عبده ورسوله ونبيه وحبيبه وخليله ، بعثه من خيرعنصر، وحين فترة، رحمةً لعبيده ، ومنةً لمزيده ، وختم به نبوته ، ووضح به حجته ، فوعظ ونصح ، وبلَّغ وكدح ، رؤوف بكل عبد مؤمن ، سخي رضي زكي ،عليه رحمة وتسليم وتكريم ، من رب غفوررحيم قريب مجيب .
وَصّيتكم - معشرمن حضرني - بوصية ربكم ، وذَكَّرتكم سنة نبيكم ،فعليكم برهبة ورغبة تسكن قلوبكم ، وخشية تجري دموعكم ، قبل يوم عظيم مهول يلهيكم ويبكيكم ، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته وخف وزن سيئته ، وليكن مسألتكم مسألة ذل وخضوع وخشوع ، ومسكنة وندم ورجوع ، فليغتنم كل منكم صحته قبل سقمه ، وشبيبته قبل هرمه ، وسعته قبل فقره ، وفرغته قبل شغله ، وحضره قبل سفره ، قبل يهرم ويمرض ويمل ويسقم ، ويمله طبيبه ، ويعرض عنه حبيبه ، وينقطع منه عمره ، ويتغيرعقله وسمعه وبصره ، ثم يصبح ويمسي وهو موعوك وجسمه منهوك ،و حُدِيَت نفسه ، وبكت عليه عرسه ، ويتم منه ولده ، وتفرق عنه جمعه وعدده ، وقسم جمعه ، وبسط عليه حنوطه ، وشدّ منه ذقنه ، وغسل وقمص وعمم ، وودع وسلم ،
وحمل في سرير، وصُلي عليه بتكبير، ونقل من دور مزخرفة، وقصور مشيدة، وحجرمنضدة، وفرش ممهدة، فجعل في ضريح ملحود، وضيق مسدو فى بلبنٍ جلمود، وهيل عليه عفره ، وحثي عليه مدره ، ومحي منه اثره، ونسي خبره ، ورجع عنه وليده وصفي هو حبيبه وقريبه ونسيبه ،فهو حشو قبره ، ورهين سعيه ، يسعى في جسمه دود قبره ،ويسيل صديده من منخره وجسمه ، ويسحن (2) تربه لحمه ، وينشف دمه ، ويرم عظمه ،فيرتهن بيوم حشره ، حتى ينفخ في صوره ، وينشرمن قبره ، فلا ينتصر بقبيلة وعشيرة،وحصلت سريرة صدره ، وجيء بكل نبي وشهيد وصديق ونطيق ، وقعد للفصل عليم بعبيده خبير بصير. فحينئذ يلجمه عرقه ، ويحرقه قلقه ، وتغزرعبرته ، وتكثر حسرته ،وتكبرصرعته ،حجته غيرمقبولة، نشرت صحيفته ، وتبينت جريمته ، ونظرفي سوء عمله ،فشهدت عينه بنظره ، ويده بلمسه ، وفرجه بمسه ، ورجله بخطوه ، ويهلكه منكرونكير،وكشف له حيث يصير، فسلسله وغلغله ملكه بصفد من حديد، وسيق يسحب وحده فورد جهنم بكرب شديد، وغم جديد، في يد ملك عتيد، فظل يعذب في جحيم ، ويسقى من حميم ، يشوى به وجهه ، وينسلخ منه جلده ، بعد نضجه (3) جديد.
فمن زحزح عن عقوبة ربه ، وسكن حضرة فردوس ، وتقلب في نعيم ، وسقي من تسنيم ، ومزج له بزنجبيل ، وضُمِّخ بمسك وعنبر، مستديم للملك مقيم في سرورمحبور،وعيش مشكور، يشرب من خمور، في روض مغدق ، ليس يصدع عن شربه .
ليس تكون هذه إلاّ منزلة من خشي ربه ، وحزن نفسه ، وتلك عقوبة من عصى منشئه وربه ، وسولت له نفسه معصيته ودينه (4)، ذلك قول فصل ، وحكم عدل ، خيرقصص قص ، [ووعظ نص ، تنزيل من حكيم حميد، نزل به روح قدس مبين على قلب نبي مهتد رشيد](5) صلت عليه رسل سفرة مكرمون بررة، ورب كل مربوب ،وعلى درسه ذوي طهرغيرمسلوب ، وعلى كل مؤمن ومؤمنة، والسلام »(6) .
** يقول العبد الفقير أبومحمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد ألديلمي ، أعانه اللّه على طاعته ، وأمده اللّه برأفته ورحمته ، ممل هذه الخطب المتقدمة : اني وجدت كلمات بليغة في توحيد اللّه وتمجيده - جل وعز- فأضفت إليها ما سنح من فتوح اللّه تعالى في خاطري، فأحببت إثبات ذلك ، وهي :
إن نفي العلل عن اللّه تعالى، يشهد له بحدث خلقه ، وإخراجه له من العدم ، إذالعلل لاتحل إلا معلولاً، ولايكون المعلول إلا محدثا، للزوم صفات الحدث فيه ، والقديم سبحانه وتعالى لاتحل فيه الصفات لسبب ، لأن السبب لازم للمتوقع الزيادة،والخائف النقص من غيره ، الفقيرإلى الموجد ذلك فيه ، الذي باتحاده يجد ما يتوقع .
والقديم هوالغني الحميد، الذي لاوقت له ، ولا حال من احلها كان ، ولاكانت له صفة من احل الحال ، والأحوال لاتجوزعليه ، ولايدخل تحت الصفة والدوائر،ولا عليه حجب وسواتر، ولا ساعات وشعاثر، ولاحاجة به إلى الكون ، إذ وجوده كفقده ، لم يأنس به ، ولم يستوحش لفقده ، ولا فقد عليه ، ومرجع كل شيء إليه ، كماهوالمبدىء المعيد، الفعال لما يريد، أزلي أبدي ، أزلي القدرة والعلم والحكم والنظروالإحاطة، أزلي الوجود والبقاء، مستحق لها بحقائقها، وله الشأن الأعظم ، والجد المتعالي ، والعلو المنيع ، والإمتناع القاهر، والسلطان الغالب ، والغلبة النافذة، والقوة الذي لايعجز، إذ لافترة ولا مانع ، و(لاثم ) ليس لمراده دافع ، ولايستصعب عليه شيء أراده ، ولا به إلى ما أراد تكوينه وطر، إذ هوالغني غاية كل غاية، متفضل بما فطر،من غير قضاء وطر، فطر ما فطر، وعنصر العناصر، لإظهار قدرته وملكه ، وإظهارجوده وطوله وإحسانه ، وفيض الكرم الباهر، والجود الفائض ، وهوالجواد الفياض ،وليعرفوه ولايجهلوه ، ولم يك قط مجهولاً، ولاعلمهم به محيط .
لايقدر أحد قط حقيقة قدره ، إذ قدره لايقدر، ووصفه لايقرر، وهوالقديرالأقدر، المتعزز عن كون مع أزل له مقرر، المتعالي عن مدبرمعه دَبَّر، قدر الكون بتقديره ،حتى أخرجه إلى التكوين بتدبيره ، وليس للتقدير والتدبير فكر ولا خاطر، ولا حدوث عزم ، ولا يضمر في إرادة، ولايهم في مشيئته ، ولا روية في فعل ، ولا غلبة فوت ، عزَّ أن يستصعب عليه شيء أراده ، أيفوته شيء طلبه !؟ قدّم وأخّر حسب حكمته وهو المقدم المؤخر، وجعل الإوقات والفضاء وألجو والمكَان حاجة الكون ومستقر العالم ،وشاء الكون وشاء وقته كل كائن ، فهو موجوده على ما يشاء ويريده من أفعاله سبحانه ، وحسن افعال خلقه لا قبيح افعالهم ، ولا يكون إلآ كذلك ، ولا خروج للشيءعنه بغلبة، وذلك كمال الملك ، وتمام الحكم ، وإبرام ألأمر، وكل غيب عنه شهادة،وهوالمفيد ولا يتوقع إفادة، ومزيد ولا يتوقع زيادة، ومحدث ولا عليه حدث ، مخترع ولاكذلك غيره ، ومبدع ولا معه بديع ، بل هوبديع السماوات والأرض وما بينهما وما خرج عنهما، وصانع لابآلة، وخالق لابمباشرة، وسميع بصير لابأداة،علا عن الخصماء والأنداد، وتقدس عن الأمثال والأضداد، وجلّ عن الصاحبة والأولاد، حكمته لا كحكمة الحكماء، سبحانه ما أقدره وأيسر القدرة عليه ! وما أعزه وأعز من اعتمدعليه ! وذكره واستسلم إليه ! إذ العزة له وهو العزيز بعزته تعالى عن المثل والشبه ، إذالشبه ذل ونقص ، وهو العزيز الأجل ذوالجلال والاكرام ، قمع بعزته وجلاله عزة كلم تكبر جبار، لايتغير أبدا، ولايفاوت في صفاته الذاتية، ولا يحيط له بحقيقة ذات ، إذالحقيقة والمائية لايقع إلا على المحدودات ، وهو سبحانه محدثها ، وهوعلى كمال تعجزعن وصفه الألباب ، وتندحض الافهام والأوهام عن درك صفاته ، العزيز الأعز ذي المفاخر، الذي افتخر بفخره كل فاخر، اتضعت بقدرته وقوته كل ذي قدرة وقوّة،وتاه كل ذي كمال وجلال في كماله وجلاله ، وخضعت الرقاب لعظمته وسلطانه ،وذل كل متجبرلجبروته وكبريائه ، لم يجبر الخلق على ما كلفهم ، بل جبل القلوب على فطرة معرفته .
سبق المكان فلا مكان ، لأنه سبحانه كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، فهوعلى ما كان قبل خلق المكان ، وهو القريب بلا التصاق ، والبعيد من غير افتراق ، حاضركل خاطر، ومخطرصحيح كل خاطر، ومشاهد كل شاهد وغائب ، مدرك كل فوت ، و مؤنس كل أنيس ، وأعلى من كل عال ، وهوعلى كل شيء عال علوه على ما تحت التحت كعلوه على ما فوق الفوق ، صفاته لاتستشعر بالمشاعر، وأوصافه لا تكيف بتكيف ، وهو الشيء لا كالأشياء، ثابت لايزول ، وقائم لايحول ، سبق القبل فلاقبل والبَعد فلا بَعد، تقدم العدَم وجودُه ، والكونَ أزلُه ، قيوم بلاغاية، دائم بلا نهاية، ذوالنورالأكبر، والفخر الأفخر، والظهور الأظهر، والطهور الأزهر، مدهرالدهور ، ومد بر الاُمور،باعث من في القبور، وجاعل الظل والحرور، ذواللطف اللطيف ، والعلم المطيف ،والنور المتلالي ، والكبرياء المتعالي ، الذي لايسأم من طلب إليه ، ولا يتبرم من حاجة الملح عليه ، إذ لايجوزعليه الملال ، إذ لاشغل له بشيء عن شيء ، ولا آلة ولا فكرولامباشرة، مدور الأفلاك ، ومملك الأملاك ، لايضع شيئاً على مثال ، صنعه موقوف على مراده ، وأمره نافذ في عباده ، لايسعه علم عالم ، ووسع هو كل شيء علما، وأحاط بكل شيء خبرا، كلما ينسب إليه - سبحانه - فهوالمتفرد بمعناه ، إذ يستحيل أن يشاركه أحد في شيء ، لا إله الاّ إياه ، سبحانه ما أعلمه ! وفي العلم ما أحلمه ! وفي القدرة على الخلق ما ألطفه ! له المشية فهم مع سعة العفو والصفح عنهم ، لهم به لطف خفي ونظرحفي ، حليم كريم مهول ، وينتقم ممن يشاء عدلاً منه فلم يظلم أحدا، ولم يجرفي حكمه أبدا .
**فله الحمد على ما ألهم ، وله الشكرعلى ما وفق وفَهّم ، وعلى ماجاد وأنعم ،وله المن على ما قض وأبرم ، وعلى ما أخَّر وقدٌم ، وله الثناء والمجد الأعظم ، نحمده سبحانه حمدأ لايماثل ، ونسأله أن يوفقنا لحمد يرضاه وشكر يهواه ، لايشوبه عارض ،وأن يعينناعلى حمده وشكره ، فإننا نعجزعن بلوغ أمده وقدره ، ونكل عن إحصاء عدده ووصفه .
اللهم ألهمنا محامدك ، ووفقنا لصفاء خدمتك ، واكشف لنا عن حقائق معرفتك ، وواصلنا بصاف من تمجيدك ووظائف تحميدك ، وانلنا من خزائن مزيدك ، وصَف لنا الأواني ، وكمل لنا منك الأماني ، وحقق لنا المعاني ، ورضٌنا بماتُقَدِّر مما هو فاَنٍ ، وارزقنا سريرة نقية، والات طاهرة نقية، وعافية وفية، وعاقبةمرضية، ونعمة كفية، وعهودا وفية، وعيشة هنية، وحيطة من كل البرية، وأقبِل بناعليك بالكلية، واعصمنا من الزيغ والهوية، ومن كل مارق غوية، وكل قواطع منسية، يا بارىء البرية، وقاضي القضية، ومجزل العطية، ورافع السماوات المبنية، وماهد الأرض المدحية، صلى الله على محمد سيد البرية، وعلى اله الأئمهَ الراضين المرضية،بأفضل صلواتك وأتمّ تحياتك وبركاتك .
دليل آخر على حدوث العالم وقدم محدثه :
ومما يستدل به على محدث العالم ،أنا نجد الأجسام مشتركة في كونها أجساماً،هي مع ذلك مفترقة في اُمور أُخر: كونها تراباً وماءً وهواءً وناراً، فلا يخلوهذا في الإفتراقفي الصور والصفات اما أن يكون لأمر من ألاُمور اقتضى ذلك أولا لأمر، فإن كان لالأمر، لم تكن الأجسام بأن تفترق أولى من أن لا تفترق ، ولم يكن بعضها بكونه أرضاًوِبعضها هواءً أو ماءً بأولى من العكس ، فثبت أنه لابد من أمر أقتضى افتراقها، ولإيصجأن يكون ذلك ألامر هوكونها أجسامآَ لأنها مشتركة في ذلك ، فكان يجب أن تشترك فيصفة واحدة، أو يكون كل بعض منها على جميع هذه الصفات المتصلات ، فلابد أن يكون الأمر المقتضي لأمر إنما هوغيرها، ولا يصح أن يكون مثلها ولا من جنسها، ثملا يخلو أن يكون موجباً أو مختاراً، فإن كان موجباً فلم اوجب النار كونها ناراً، دون أنيوجب للماء أن يكون ناراً، وللأرض أن تكون هواءً؟ وكيف يصح وجود صورمتضادةولا موجب لها؟ وفي فساد هذا دلالة على أنه مختاراً، وإذا ثبت ذلك فهو المحدِث القديم،الذي ألايجوزأن يكون محدِ ثا إلا وهو حي قا در.
دليل آخر:
ومما يستدل به على أنه لابد للعالم من محدث ، ما تجد فيه [من ] إحكام الصنعة وإتقان التدبير، فلوجازأن يتفق ذلك لابمحدث أحدثه ، لجاز أن يجتمع ألواح وقار ومسامير وتتألف سفينة بغير جامع ولا مؤلف ، ثم تعبربالناس في البحربغيرمعبر ولامدبّر، فلما كان ذلك ممتنعاً في العقل ، كان ذلك في العالم أشد امتناعاً وأبعد وقوعاً.
دليل آخر:
ومما يستدل به على وجود المدبر الصانع ، أمر الفيل وأصحابه ، الذين أخبر الله تعالى عنهم وعما أصابهم ، مما ليس لملحد في تخريج الوجوه له حيلة، ولايكون ذلك إلاّ من الصانع سبحانه ، وليس إلى إنكاره سبيل لاشتهاره وقرب عهده ، فلأنه يجوز أن يقوم رجل فيقول للناس في وجوههم ويتلوعليهم : (ألم تركيف فعل ربك بأصحاب الفيل )(7)ويقص عليهم قصتهم ، وهم مع ذلك لم يروا هذا ولم يصح عندهم، وليس من الطبائع التي يذكرها الملحدة ما يوجب قصة أصحاب الفيل ، ولا علم في العادات مثله ، ولا يقعمن الآثار العلوية والسفلية نظيره ، وهو أن يجيء طيركثير في منقاركل واحد حجر،فيرسله على كل واحد من الوف كثيرة، فيهلكهم دون العالمين ، هذا مالا يكون إلا من صانع حكيم قادر عليهم ، ولا يصح أن يكون إلا رب العالمين .
أبيات في التوحيد:
يا من يجل بأن أراه بناظري * ويعز عن أوصاف كنه الخاطر
لوكنت تدركك العلوم تقدراً * وتفكراً وتوهماً للخاطر
ما كنت معبوداً قديماً دائماَ * حيأَ ولا صمداً وملجأحائر
وبما وكيف ترى وتعلم في الورى * عظم العظيم وسرقهرالقاهر
لكن عظمت بأن تحاط جلالة * أبداً فسبحان القديم الآخر
**يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه ، أبومحمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، أعانه اللّه على طاعته ، وتغمده برأفته ورحمته :
اني حيث اثبت المعارف صدر الكتاب ، لوجوب تقدمها على جميع العلوم ،اقتضت الحال ارداف ذلك بذكر فضل العلم وأهله ، ولم ألتزم ذكرسند أحاديثها،لشهرتها في كتبها المصنفة المروية عن مشايخنا - رحمهم اللّه تعالى- بأسانيدهم لها،وأشير عند ذكر كل حديث مذكور أو أدب مسطور، إلى كتابه المحفوظ منه المنقول عنه ،إلاّ ماشذ عني من ذلك ، فلم أذكرإلا فص القول دون ذكركتابه والراوي له .
فمن ذلك ما حفظته من كتاب كنز الفوائد إملاء الشيخ الفقيه أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي رحمه اللّه تعالى :
عن النبي صلى اللّه عليه واله قال : «من خرج يطلب باباً من أبواب العلم ، ليردبه ضالاً إلى هدى، أو باطلاً إلى حق ، كان عمله كعبادة أربعين يوماً» .
وقال عليه واله السلام : « لساعة من العالم متكئاً على فراشه ينظرفي علمه ، خيرمن عبادة ثلاثين عاماً».
وقال عليه واله السلام : «إذا استرذل اللّه عبداً، حظرعليه العلم » .
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله : «ما أهدى أخ إلى أخيه هدية أفضل من كلمةحكمة، يزيده الله بها هدى، أويرده عن ردى».
وقال صلى اللّه عليه وآله : «ما أخذاللّه الميثاق على الخلق أن يتعلموا، حتى أخذعلى العلماء أن يعلموا».
وروى أمير المؤمنين عليه السلام ، عن النبي صلى اللّه عليه واله ، أنه قال : «منطلب العلم للّه ، لم يصب منه باباً إلا ازداد في نفسه ذلاً، وفي الله تواضعاً، وللّه خوفاً،وفي الدين اجتهاداً، فذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه ، ومن طلب العلم للدنيا، والمنزلةعند الناس ، والحظة عند السلطان ، لم يصب منه باباً إلآ ازداد في نفسه عظمة، وعلى الناس استطالة، وباللهّ اغتراراً، وفي الدين محقاً، فذلك الذي لم ينتفع بالعلم فليكف عنه الحجة عليه والندامة والخزي يوم القيامة».
وقال صلى اللّه عليه وآله : «يبعث اللّه تعالى العالم والعباد يوم القيامة، فإذااجتمعا عند الصراط ، قيل للعابد: ادخل الجنة فانعم فيها بعبادتك ، وقيل للعالم : قف هاهنا في زمرة الأنبياء، فاشفع فيمن أحسنت أدبه في الدنيا».
وقال صلى اللّه عليه واله : «فضل العالم على العابد، كفضلي على سائرالأنبياء » .
وقال أمير المؤمنين صلى اللّه عليه واله : «العلم وراثة كريمة، والاداب حللحسان ، والفكر مراة صافية، والاعتبار منذر ناصح ، وكفى بك أدباً لنفسك ترككماتكرهه لغيرك ».
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله : «طلب العلم فريضة على كل مسلم ».
وقال : «العلم علمان : علم في القلب فذلك العلم النافع ، وعلم في اللسان فذلك حجة على العباد».
وقال :«أربع تلزم كل ذي حجى من اُمتي ، قيل : وما هن يا رسول اللّه ؟قال : استماع العلم ، وحفظه ، والعمل به ، ونشره ».
وقال صلى اللّه عليه واله : «العلم خزائن ومفاتيحها السؤال ، فسلوا يرحمكم اللّه ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمجيب ، والمستمع ، والمحب له » .
وقال عليه السلام : «من يرد اللّه تعالى به خيراَ يفقهه في الدين ».
وقال : «إن اللّه لايقبض العلم انتزاعا ينزعه من الناس ، ولكن يقبض العلمبقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغيرعلم فضلّوا وأضلّوا» .
وقال : «من ازداد فى العلم رشداً، ولم يزدد في الدنيا زهداً، لم يزدد من اللّهإلاّ بعداً»(8).
وقال : «انما مما أخاف على اُمتي زلات العلماء».
المصادر :
1- كذا في الأصل ، وفي مواضع اُخر وهومخالف لشرط الخطبة، ولم يرد المقطع الأخير في شرح النهج لابن أبي الحديد وكفاية الطالب وكتزالعمال ومصباح الكفعمي ، فتأمل .
2- سحنت الحجر: كسرته (الصحاح 5: 2133).
3- كذا في الأصل : ولعل الصواب ما في الشرح الحديدي : ويعود جلده بعد نضجه كجلد جديد.
4- كذا، ولعل الصواب : وذنبه .
5- أثبتناه من شرح نهج البلاغة .
6- وردت الخطبة في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 19 : 140 ، وكفاية الطالب : 393،ومصباح الكفعمي : 741، وكنزالعمال 16: 208 / 44234 .
7- الفيل 105: 1.
8- كنز الفوائد: 239، من : وقال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : «طلب العلم فريضة. . . ».

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.