
لاشك أن الشيعى يدخل الجنة بغير حساب، وأما الموالي ففيه كلام : أنه أيعذب بزلته أم لا؟ ولكن قولهم (عليه افضل الصلاة والسلام) من أحبنا أهل البيت حشر معنا. (1) وقول النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): المرء مع من أحب . (2) وقوله تعالى : (يوم ندعو كل اناس بامامهم ) يدل على غفران هذا الشخص، وخاصة مع حديث مروى عن الفريقين أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : حبك يا على حسنة لايضر معها سيئة، وبغضك يا على سيئة لاينفع معها حسنة (3) .
وقال : ياعلى لايحبك الا مؤمن . (4)
وقال الصادق (عليه افضل الصلاة والسلام): ان محبي آل محمد لايموتون الا تائبين . (5) وأما ظواهر القرآن وبعض الاخبار الواردة الدالة على مجازاته بالزلا ت . فنقول : الغفران داخل في غرضه تعالى والعقوبة خارجة عنه . وهي هنا يحصل غرضه بالايمان باللّه وبرسوله وبحججه بعده ولوكان لابد ففي الدنيا يطهر بالرزايا والابتلأات الواردة المتوالية، كما قال أميرالمؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام): زوايا الدنيا مشحونة بالرزايا. وسأل سائل الصادق (عليه افضل الصلاة والسلام) عن لذات الدنيا وطلبها، فقال : تطلب من الدنيا مالم يوضع فيها.
وكذلك عند النزع وفي القبر وفي العرصة وعلى الصراط، فيصفو عنه كدره وزللّه .
ان قيل : لا يخلف اللّه وعده في عقابه .
الجواب : الوعد في الجانبين، وطرف العفو داخل الغرض لامحاذيه . مع أخبار وآيات ذكرتها في تاكيده . (6)
وغاية ما في الباب أن نقول بالعقاب المنقطع . فحينئد يقدم على الثواب، لا ن الثواب أبدى وجوبا، بخلاف العقاب، فانه ينقسم بالمنقطع والدائم فيجب على ما قلناه تقدم العقاب المنقطع، ثم تعقيبه بالثواب . وان مات تائبا، فلا خلاف في أنه مؤمن، كما قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): (التائب من الذنب كمن لاذنب له ). (7)
وقال اللّه تعالى :(ان اللّه يحب التوابين ). والخبر المروى يؤكد ما ذكرناه وهو هذا: عن الحسين عن أبيه على بن أبي طالب عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عن جبرئيل (عليه افضل الصلاة والسلام): أن اللّه سبحانه وتعالى قال : من علم أن لا اله الا اللّه وحدي، واء ن محمدا عبدي ورسولي، وأ ن على بن أبي طالب خليفتي، واء ن الائمة من ولده حججي، أدخلته الجنة برحمتي، ونجيته من النار بعفوي، وأبحت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته [من ] خاصتي وخالصتي .
ان ناداني لبيته، وان دعاني أجبته، وان سألني أعطيته، وان سكت ابتدأته، وان أساء رحمته، وان فر مني دعوته، وان رجع إلى قبلته، وان قرع بابي فتحته . ومن لم يشهد أن لا اله الا أنا وحدي، أو شهد بذلك ولم يشهداء ن محمدا عبدي ورسولي، أوشهد بذلك ولم يشهد أن على بن أبي طالب خليفتي، أوشهد بذلك ولم يشهد أن الائمة من ولده حججي، فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي وكفربياتي وكتبي . ان قصدني حجبته، وان سألني حرمته، وان ناداني لم أسمع نداءه، وان دعاني لم أستجب دعاءه، وان رجاني خيبته . وذلك جزاؤه مني وما أنا بظلا م للعبيد.
فعند ذلك قام جابر بن عبداللّه بن حرام الانصاري فقال : يارسول اللّه، ومن الائمة بعد على بن أبي طالب ؟ قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه على بن الحسين، ثم الباقر محمد بن على ـ وستدركه ياجابر، فاذا أدركته فاقرأه مني السلام ـ ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا على بن موسى، ثم التقى محمد بن على، ثم النقى على بن محمد، ثم الزكى الحسن بن على، ثم ابنه القائم بالحق مهدى امتي الذي يملا الارض قسطا وعدلاكما ملئت ظلما وجورا. هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني ومن عصاهم فقد عصاني ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني . بهم يمسك اللّه السماء أن تقع على الارض الا باذنه، وبهم يحفظ اللّه الارض أن تميد بأهلها. (8)
النص على أسماء الائمة الاثني عشر(عليهم افضل الصلاة والسلام)
عن عبدالرحمن بن سمرة قال : قال رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم): لعن المجادلون في دين اللّه على لسان سبعين نبيا. ومن جادل في آيات اللّه فقد كفر. قال اللّه تعالى : (مايجادل في آيات اللّه الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد). ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على اللّه الكذب . ومن أفتى الناس بغير علم فلعنته ملائكة السماوات والارض .
وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار.
قال عبدالرحمن : قلت : أرشدني يارسول اللّه إلى النجاة . فقال (صلی الله عليه وآله وسلم): يابن سمرة، اذا اختلفت الاهواء وتفرقت الاراء فعليك بعلى بن أبي طالب، فانه امام أمتي وخليفتي عليهم من بعدي .
وهو الفاروق الذي يميز بين الحق والباطل . من سأله أجابه، ومن استرشده أرشده، ومن طلب الحق عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه، ومن ألجاء إليه أمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه . يابن سمرة، نجا من سلم له ووالاه . وهلك من رد عليه وعاداه . يابن سمرة، ان عليامني، روحه من روحي وطينته من طينتي .
وهو أخي وأنا أخوه، وهو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين . وان منه امامي امتي وسيدى شباب أهل الجنة، الحسن والحسين، وعلى بن الحسين، ومحمد بن على، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلى بن موسى، ومحمد بن على، وعلى بن محمد، والحسن بن على، وابن الحسن قائم امتي . هم الائمة بعدي وقائمهم يملا الارض قسطا وعدلا.
ما رواه ابن عباس
عن سليمان بن قيس الهلالي قال : سمعت مولاي أميرالمؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) قول : سمعت رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي على بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم اذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم اذا استشهد فابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، واذا استشهد فابني على بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ـ وستدركه يا على ـ ثم ابني محمد بن على أولى بالمؤمنين من أنفسهم (9)
ثم ابني جعفر بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني موسى بن جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني على بن موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني محمد بن على أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني على بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسن بن على أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم من اسمه اسمي وكنيته كنيتي، القائم الذي يملا الارض قسطا وعدلا.
قال سليمان بن قيس الهلالي : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان الفارسي وأبي ذروالمقداد بن الاسود واسامة بن زيد، أنهم سمعوا ذلك من رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم). (10)
مارواه ابن عباس أيضا
عن ابن عباس (رض ) أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) قال : أنا سيد النبيين ، وعلى بن أبي طالب سيد الوصيين، وا ن الاوصياء من بعدي اثناعشر وصيا: أ ولهم على بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين، ثم على بن الحسين، ثم محمد بن على، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم على بن موسى، ثم محمد بن على، ثم على بن محمد، ثم الحسن بن على، ثم محمدبن الحسن آخرهم الذي يملا الارض قسطا وعدلا.
رواية ثالثة عن ابن عباس
عن ابن عباس (رض ) قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): الائمة من بعدي : على بن أبي طالب والحسن والحسين، وعلى بن الحسين، ومحمد بن على، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلى بن موسى، ومحمد بن على، وعلى بن محمد، والحسن ابن على، وابنه القائم .
حديث سلسلة الذهب
عن الرضا عن أبيه عن الصادق (عليه افضل الصلاة والسلام) عن آبائه عن على عن الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم)عن جبرئيل عن ميكائيل عن اسرافيل عن اللوح عن القلم عن اللّه عزوجل : ولاية على بن أبي طالب حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي .
وهكذا روى ابن مردويه الاصفهاني عن مشايخه عن الرضا(عليه افضل الصلاة والسلام)، أورده في كتاب المناقب .
منكر الولاية والمقر بها
عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): من جحد ولاية على لايرى الجنة بعينه أبدا، الا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله ومأواه، فيزداد حسرات وندمات . وان من تولى عليا وبرئ من أعدائه وسلم لأوليائه لايرى النار بعينه أبدا الا مايراه، فيقال له : لوكنت على غير هذا لكان هذا المكان لك ومأواك . (11)
ثم وردت الاخبار بأن الموالي يكون حاله كالقذر بدنه بالحمام الحامي، فانه ينظف بالشدائد في الحالات والمقامات من الدنيا إلى الجحيم، ثم ينقل إلى الجنة بشفاعة مواليه . (12)
ماورد في فضل فاطمة سلام اللّه عليها
عن جابر بن عبداللّه الانصاري، قال : سمعت سيدتي فاطمة عليها الصلاة والسلام تقول :سمعت رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : انك ر المظلومة المغصوبة المقتولة بعدي . فلعن اللّه من يظلمك ويغصبك ويقتلك .
يافاطمة، البشرى فلك عنداللّه مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك ولشيعتك . ولو أن كل نبى بعثه اللّه تعالى، وكل ملك قربه اللّه شفعوا في مبغضيك مااخرجوا من النار أبدا.
يافاطمة أنت سيدة نساء امتي وسيدة نساء أمم النبيين قبلي .
يا فاطمة اذا كان يوم القيامة أقبلت على نجيب من نور، شيعتك المؤمنات فيهن :حواء، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثم أخت موسى ومن دونهن، وجبرئيل آخذ بخطام النجيب، وميكائيل عن يمينك واسرافيل عن يسارك، مع كل واحد منهم سبعون ألف ملك، فينادي مناد: يا مشعر الخلائق، طأطئوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد. فيقول أهل الجمع : من هذه الامة الكريمة على اللّه ؟
المنادي : هذه الصديقة الشهيدة التي عزت على أبيها، وهانت على امته من بعده حتى ظلمت حقها وغصبت ارثها، ولطم خدها، وقتل جنينها، وفارقت الدنيا بحسرتها. أقسم الجليل جل جلاله بعزته أن ينتقم من أعدائهاويحلهم دار البوار في ناره . (13)
المصادر :
1- عيون اخبار الرضا(عليه افضل الصلاة والسلام) 2: 58.
2- الأصول من الكافي 2: 127, علل الـشـرائع ,1:139, سنن الدارمي 2:321, النقض : 436, بحار الأنوار 17: 13ـ نقلا عن الامالي الطوسي .
3- المناقب للخوارزمي : 76, الفردوس 2: 227, احقاق الحق 7: 257ـ نقلا عن الفردوس وغيره , بحار الأنوار 39:256ـ نقلا عن المناقب .
4- المناقب لابن المغازلي : 195, احقاق الحق 7: 207ـ نقلا عن اربعين الهروي , وينابيع المودة : 47.
5- الكشاف 4: 220.
6- بحار الأنوار 8: 29 و34,وأيضا 6: 154.
7- الأصول من الكافي 2: 435.
8- كـمـال الـديـن وتـمام النعمة 1: 258, بحار الانوار 68: 118 وأيضا 36: 251ـ252 نقلا عنه .
9- : بحار الأنوار 36: 231ـ نقلا عن كمال الدين وتمام النعمة .
10- كمال الدين وتمام النعمة 1, 270, الخصال للصدوق 2: 562,بحار الأنوار 36: 231ـ نقلا عنه .
11- احقاق الحق 5: 70ـ71, نقلا عن عدة مصادر.
12- بحار الأنوار 68: 98ـ نقلا عن عيون اخبار الرضا(عليه افضل الصلاة والسلام) وغيره .
13- اثبات الهداة : 2: 2 لكن عن غير جابر. وراجع أيضا: كفاية الاثر: 36.