يعتبر العدل من الأصول الإعتقادية التي يمتاز بها الشيعة الامامية عن غيرهم من المذاهب الاخرى ، فمسألة العدل عندهم قد دخلت كل الأصعدة الحياتية المهمة وهذا يعود الى وجود العدل في كل أفعال الله تعالى فهو ـ أي الله تعالى ـ قد جعله من أسماءه الحسنى فعندما يأخذ الشيعة الامامية العدل ويعتبرونه من اصول الدين لم يكن هذا جزافاً وانما كان على اساس وأصل متين استمدوه من القرآن الكريم هذا الكتاب العظيم الذي بذر فكرة العدل في قلوب وأرواح الناس ثم سقاها ونماها فكرياً وفلسفياً وعملياً واجتماعياً انه القرآن الكريم الذي طرح مسألة العدل من حيث مظاهرها المختلفة العدل التكويني ، والعدل التشريعي ، والعدل الاخلاقي ، والعدل الاجتماعي ... الخ .
والقرآن الكريم يصرح بان نظام الوجود مبني على أساس العدل والتوازن على أساس الاستحقاق والقابلية ، وعلى هذا الاساس توجد عدة آيات قرآنية تؤكد على مسالة العدل سواء كان ذلك عن طريق ذكر المقابل للعدل أي الظلم وتأتي الآية القرآنية تنفي الظلم أي تقر العدل بالنتيجة أو عن طريق ذكر القرآن ان هناك يوم حساب يحاسبون فيه الناس ليكون العدل هو الاساس الذي سوف تكون عليه المحاسبة ، وهكذا يذكر القرآن الكريم آيات العدل في كل مظاهرها الوجودية ، وسنورد هنا بعض الآيات القرآنية التي تعتبر الفاعلية الالهية والتدبير الالهي قائماً على أساس العدل حيث يقول الباري عزوجل في هذا المضمار ( شهد الله أنه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط ) (1) .
أو أن العدل هو المعيار لله سبحانه في موضوع الخلقة ( والسماء رفعها ووضع الميزان ) (2) .
وعلق على هذه الآية الرسول الكريم صلى الله عليه وآل وسلم بقوله : « بالعدل قامت السماوات والأرض » واهتم القرآن الكريم اهتماماً استثنائياً بالعدل التشريعي أي مراعاة أصل العدل دائماً في النظام الاعتباري والتشريع القانوني ، وقد صرح ذلك في الكتاب المعجز بان الهدف من ارسال الأنبياء وبعثة الرسل انما هو قيام النظام البشري وارساء الحياة الانسانية على أساس العدل والقسط : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) (3) .
واضافة إلى ذلك فان الاصل الكلي الذي نسبه القرآن الى كل الأنبياء بخصوص النظام التشريعي ولا سيما في الشريعة الاسلامية هو « قل أمر ربي بالقسط » وفي مكان آخر يقول « ذلكم أقسط عند الله » . ويعتبر القرآن الكريم الإمامة والقيادة عهداً الهياً ينبعث عنه النضال عنه النضال ضد الظلم والتلاؤم مع العدل ، ويقول القرآن الكريم في موضوع لياقة إبراهيم عليه السلام للامامة والقيادة : ( وإذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس اماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) (4) .فعندما أختار الله ابراهيم إماماً ، إستفهم ابراهيم هل تشمل هذه الموهبة الالهية نسله ؟
فأجيب بأن الإمامة عهد إلهي والظالمون لا نصيب لهم فيه ، يعني مقتضى العدالة الربانية هكذا تكون مع الظالمين . وإذا دققنا النظر في القرآن الكريم وجدناه يدور حول محور واحد هو العدل في كل الافكار القرآنية من التوحيد الى المعاد ومن النبوة الى الإمامة والزعامة ومن الآمال الفردية الى الاهداف الاجتماعية ، فالعدل في القرآن قرين التوحيد وركن المعاد وهدف لتشريع النبوة وفلسفة الزعامة والإمامة ومعيار كمال الفرد ومقياس سلامة المجتمع (5) .
اذن بعد هذه المقدمة في العدل يأتي السؤال في هذا المقام الذي نحن فيه وهو هل ان الله جل جلاله أعطى الى اولياؤه الكثير من المناصب والمقامات الروحانية وعلى كل المستويات بالعدل أو جزافاً اعطاهم اياها ؟
فمثلاً مقام فاطمة الزهراء عليها السلام وحجيتها على الأئمة وعلى جميع الأنبياء والجن والانس ، ومقام شفاعتها يوم القيامة وانها تشفع بالجنة هل أعطى تعالى هذه المقامات بالعدل لها فتكون عندئذ مرتبط بالعدل الالهي أم لا ؟
وهذا السؤال يحتاج الى ذكر مسألة مهمة وهي تعهريف العدجل سواء لغوياً أم اصطلاحياً وبعد ذلك نرى مدى انطباق هذا الموضوع وعلى ضوء التعريف في حياة الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام ومدى ارتباطها بالعدل الالهي .
العدل في اللغة : العدل من أسماء الله سبحانه ، العدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم ، وهو في الاصل مصدر سمي به فوضع موضع العادل وهوأبلغ منه لانه جعل المسمى نفسه عدلاً وفلان من أهل المعدلة أي من أهل العدل .
والعدل : الحكم بالحق ، فيقال هو يقضي بالحق ويعدل وهو حكم عادل : ذو معدلة في حكمه (6) .
اما تعريف العدل في الاصطلاح فلقد وردت فيه عدة تعاريف ولكن الذي يهمنا فيما نحن فيه التحريف الذي يقول : « هو رعاية الاستحقاق في افاضة الوجود وعدم الامتناع عن الافاضة والرحمة حيث يتوفر امكان الوجود أو امكان الكمال » . وعلى أساس هذا التعريف يتبين لنا ان الموجودات تتفاوت مع بعضها في النظام الكوني من حيث قابليتها لاكتساب الفيض الالهي من مبدأ الوجود ، فكل موجود وفي أي رتبة من الوجود يملك استحقاقاً خاصاً من حيث قابليته لاكتساب الفيض ، ولما كانت الذات الالهية المقدسة كمالاً مطلقاً وخيراً مطلقاً وفياضة على الاطلاق فهي تعطي ولاتمسك ولكنها تعطي لكل موجود ما هو ممكن له من وجودأو كمال وجود ، فالعدل الالهي ـ حسب هذه النظرية ـ يعني ان أي موجود يأخذ من الوجود ومن كماله المقدار الذي يستحقه وبأمكانه ان يستوفيه (7) .
وعلى هذا الاساس تكون الزهراء عليها السلام مستحقة للعدل الالهي في افاضة الكمال لها وفي كل المقامات المعنوية والروحية ، فكونها عليها السلام حجة على الأنبياء وعلى جميع البشر وانه ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها وكذلك كونها صاحبة الشفاعة الكبرى يوم القيامة وغيرها من المقامات التي أعطاها الله تعالى اياها كل ذلك لانها كانت مستحقة لكل هذا الكمال ، أما كيف كانت مستحقة لذلك فهذا مانفهمه من خلال الزيارة الواردة في حقها « السلام عليك يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك صارة لما امتحنك » فعلى أساس هذا الامتحان وكونها صابرة نجد ان الله تعالى وجدها مستحقة للعدل الالهي وللكمال الذي يليق بحالها ، وعليه تكون الحكمة الالهية للعدل الالهي وللكمال الذي يليق بحالها ، حيث تكون الحكمة الالهية في وضع الزهراء في مقامها السامي انما هو بالامكان اللأئق لها وبالعدل الالهي استحقت ذلك فتكون عليها السلام حينئذ مرتبطة بالعدل الالهي من حيث كونها مستحقة للافاضات الربانية وكما تبين لك من خلال الاحاديث الواردة في شأنها عليها السلام . هذا من جهة ومن جهة أخرى ان مولاتنا لفاطمة عليها السلام هل هي من العدل الالهي أم لا ؟
لاشك ولا ريب عندما يطلب الله تعالى منا ان نكو مع الزهراء عليها السلام في التولية والتبرئة من اعدائها هو عين العدل الالهي لأنّ الله تعالى وعلى لسانه في القرآن الكريم اعتبر أذى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من الأسباب المؤدية الى اللعنة والعذاب الأليم وبأعتبار كونها عليها السلام من لحم رسول الله بل هي نساء رسول الله المعبر عنهم « بنسائنا » في آية المباهلة وأيضاً رضاها رضى رسول الله وغضبها غضب الله ورسوله وإضافة الى ذلك انها مستحقة حسب وجودها واللفيوضات الربانية كل ذلك يعتبر من العدل الإلهي فتكون عندئذ عليها السلام مرتبطة بصميم العدل الإلهي وإن مولاتنا لها عين العدل الذي أمرنا الله تعالى ونكون له ملازمين له في كل الحالات .
فاطمة عليها السلام وعلاقتها بالإمامة
تشكل الإمامة أصلاً مهماً من الأصول الخمسة الدينية عند الشيعة الإمامية بعد التوحيد والنبوة والعدل ، ولقد تظافرت الروايات الشريفة على التأكيد على هذه المسألة المهمة في الدين الاسلامي فضلاً عن القرآن الكريم الذي أكد أيضاً على مسألة إثبات الإمامة من خلال القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بل نقول ان من أراد الإطلاع على هذه القضية فعليه مراجعة الكتب الكلامية التي أثبت هذه المسألة المهمة ، ولقد تطرقنا الى هذه المسألة ـ أي الإمامة ـ في هذه الكتاب بأعتبارها لها إرتباط عميق بالصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، وربما سائل يسأل كيف يمكننا أن نعرف أن الزهراء لها ارتباط بصميم الإمامة ؟ وهذا سؤال مهم على ما أتصوره ولابد من خلال استقراء الكتب الروائية وحياة الصديقة الطاهرة وقراءة بعض النصوص واستنطاقها نجد انه هناك عدة أمور يمكن من خلالها إثبات هذا الارتباط الوثيق للزهراء بالإمامة التي جعلها الله تبارك وتعالى أما ماهية هذه القضية من خلال إثباتها عن طريق الروايات أو الزيارات الواردة فهذا ما يتوقف بيانه على إبراز بعض الأدلة والشواهد التي تؤيد هذه القضية تارة وتدعمها تارة أخرى .أولاً : أما الأدلة التي نستطيع من خلال اثبات ارتباط فاطمة بصميم الدين فهذا ما يتبين لنا من كونها عليها السلام الحجة على الأنبياء فضلاً عن الأئمة عليهم السلام . إما كونها الحجة على الأنبياء فهذا ما أثبته الحديث المروي الذي يقول فيه الإمامة : « ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى » ولا نريد الوقوف مع مفهوم هذا الحيث على أي شيء يدل فلقد تبين لك كيف انها لابد من الإقرار بفضلها ومحبتها من قبل الخلق أجمعين فضلاص عن الأنبياء ، وإما كونها الحجة على الأسمة فهذا ما تبين لنا من خلال شرح الحديث الوارد عن الإمام الحسن العسكري الذي يقول فيه « نحن حجج الله على خلقه وجدبنا فاطمة عليها السلام حجة الله علينا » فراجع شرح هذا الحديث في كتابنا هذا وسوف يتبين لك الحال في هذا الأمر وهذا يكون أفضل شاهد على كونها مرتبطة بصميم الإمامة ولهذا يحتاج الى تمعن في هذا الأمر وتدقيق عميق حتى نصل الى مداركه ومدلولاته .
ثانيا : إن الزهراء عليها السلام كانت الرحم الطاهر لحمل الإمامة فهي أم الأئمة الأطهار وهي والدة الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة واللذان كانا إمامان قاما أو قعدا ، فقد حملت بهما من خلال الارتباط السماوي بأمير المؤمنين حيث زوجها الله تبارك وتعالى من أمير المؤمنين وكما ورد في الحديث الذي يقول « زوج النور من النور » وهذا يشهد به الموالي والمخالف في قضية زواج الزهراء عليها السلام ، أما كونها رحم طاهرة ، فهذا ما أثبتته الآية الكريمة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فضلاً عن الزيارة الشريفة الواردة في حق الإمام الحسين عليه السلام والتي يقول فيها الإمام عليه السلام « أشهد إنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة الى آية التطهير تثبت كونها عليها السلام الرحم الطاهر للأئمة عليهم السلام ومن جهة شاهد على كونها مرتبطة بصميم الإمامة بالنكتة التي بيناها لك من حيث هي أم الأئمة عليهم السلام .
ثالثاً : نجد من خلال استقراء القرآن الكريم ومتابعة آياته الشريفة أن الزهراء عليها السلام تكون مشتركة ومرتبطة بالإمامة من خلال عدة آيات قرآنية اثبت اشتراكها مع الأئمة عليهم السلام منها كونها الصراط المستقيم ومشتركة معهم عليهم السلام فلقد ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنه قال :
« قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أن الله جعل علياً وزوجته وأبناؤه حجج الله على خلقه ، وهم أبواب العلم في أمتي ، من أهتدى بهم هدي الى صراط مستقيم (8) .
وأيضاً عن رسول الله أنه قال : « اهتدوا بالشمس فإذا غاب الشمس فاهتدوا بالقمر ، فاذا غاب القمر فاهتدوا بالزهرة ، فاذا غابت الزهرة فاهتدوا بالفرقدين ، فقيل يا رسول الله ماالشمس وما القمر وما الزهرة وما الفرقدان ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : الشمس أنا ، والقمر عليّ ، والزهرة فاطمة ، والفرقدان الحسن والحسين عليهما السلام » (9) .
قوله تعالى : ( فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم ) (10) .
* أخرج ابن النجار عن ابن عبّاس قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، سأل بحقّ محمّد وعلّي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علّي ، فتاب عليه (11) .
قوله تعالى : ( فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ... ) (12) .
* قال محّب الدّين الطبريّ : لما نزل قوله تعالى : « فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم » الآية ، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هؤلاء الأربعة (13) .
* عن أبي سعيد رضى الله عنه : لمّا نزلت هذه الآية ، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال : « اللّهمّ هؤلاء أهلي » . أخرجه مسلم والترمذي (14) .
قوله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيّبة كشجرةٍ طيّبة ... ) (15) .
* عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أنا شجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلي لقاحها ، وحسن وحسين ثمرها ، ومحبيّهم (16) من أمّتي أوراقها . ثمّ قال : هم في جنّة عدن والّذي بعثني بالحقّ (17) .
* وعنه صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أنا شجرة ، وعلّي القلب ، وفاطمة اللقاح ، والحسن والحسين الثمر ، وشيعتنا الورق ، وحيث ينبت الشجر تساقط ورقها ، ثم قال : في جنّة عدن والّذي بعثني بالحقّ (18) .
وقوله تعالى : ( أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربهّم الوسيلة ... ) (19) .
* عن عكرمة : هم النبّي وعلّي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام (20) .
قوله تعالى : ( إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون ) (21) .
* عن عبدالله بن مسعود : يعني جزيتهم بالجنّة اليوم بصبر علّي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين في الدنيا على الطاعات وعلى الجوع والفقر ، وبما صبروا على المعاصي وصبروا على البلاء لله في الدنيا ، أنّهم هم الفائزون والناجون من الحساب.
قوله تعالى : ( كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ... ) (22) .
* عن موسى بن القاسم ، عن علّي بن جعفر قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله الله عزّوجلّ «كمشكاة فيها مصباح » قال : المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن ، والحسين الزجاجة « كأنّها كوكب درّي » قال : كانت فاطمة كوكباً درّياً من نساء العالمين « يوقد من شجرة مباركة » الشجرة المباركة إبراهيم « لا شرقيّة ولا غربيّة » لا يهودّية ولا نصرانيّة « يكاد زيتها يضيء » قال : يكاد العلم أن ينطق منها « ولو لم ـ تمسسه نار ، نور على نور » قال : فيها إمام بعد إمام « يهدي الله لنوره من يشاء » قال : يهدي الله عزّوجلّ لولا يتنا من يشاء (23) .
قوله تعالى : ( وأمر أهلك بالصلواة اصطبر عليها ... ) (24) .
* عن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جدّه قال : أبو الحمراء خادم النبّي صلى الله عليه وآله وسلم : لمّا نزلت هذه الآية كان النبّي صلّى الله عليه وآله يأتي باب علّي وفاطمة عند كل صلوة فيقول : الصلاة ـ رحمكم الله ـ إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً (25) .
قوله تعالى : ( وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ... ) (26) .
* عن السدّي : نزلت في النبّي صلى الله عليه وآله وسلم وعلّي ، زوّج فاطة علّياً ، وهو ابنعمّه وزوج ابنته ،كان نسباً وكان صهراً (27) .
قول تعالى : ( واجعلنا للمتّقين إماماً ) (28) .
* قال النّبي صلى الله عليه وآل وسلم قلت : يا جبرئيل من أزواجنا ؟ قال : خديجة . قال : ومن ذرياتنا ؟ قال : فاطمة . وقرّة أعين ؟ قال : الحسن والحسين . قال : واجعلنا للمتّقين إماماً ؟ قال : عليّ بن أبي طالب (29) .
قوله تعالى ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) (30) .
* عن أبي سعيد الخدريّ رضى الله عنه قال : نزلت في خمسة : في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلّي وفاطمة والحسن والحسين ، أخرجه أحمد في المناقب وأخرجه الطبرانّي (31) .
قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاً المودّة في القربى ـ ) (32) .
* قال الزّمخشريّ : إنّها لمّا نزلت « قل لا أسئلكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى » قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال : علّي وفاطمة وابناهما ... وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان .
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشرّه ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة . ألا ومن مات على حبّ آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة . ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله . ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً . ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشمّ رائحة الجنّة (33) .
* قوله تعالى : ( ذلك بأنّ الله مولى الّذين آمنوا وأنّ الكافرين لامولى لهم ) (34) .
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس : يعني وليّ علي وحمزة وجعفر وفاطمة والحسن والحسين وولّي محمّد صلى الله عليه وآل وسلم ، ينصرهم بالغلبة على عدوّهم (35) .
* قوله تعالى : ( كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون ) (36) .
عن عبدالله بن عبّاس قال : نزلت في علّي بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة عليه السلام (37) .
* قوله تعالى : ( والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّتهم ) (38) .
عن ابن عبّاس قال : نزلت في النبّي وعلّي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام (39) .
قوله تعالى : ( مرج البحرين يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان ، فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) (40) .
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : « مرج البحرين يلتقيان » قال : علّي وفاطمة ، « بينهما برزخ لا يبغيان » قال : النبّي صلى الله عليه وآله وسلم ، « يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان » قال : الحسن الحسين (41) .
* قوله تعالى : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) (42) .
إنّ رجلاً جاء إلى النبّي صلى الله عليه وآله وسلم فشكا إليه الجوع ، فبعث إلى بيوت آزواجه فقلن : ماعندنا إلاّ الماء . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : من لهذه الليلة ؟ فقال عليّ عليه السلام : أنا يا رسول الله . فأتي فاطمة فأعلمها ، فقالت : ما عندنا إلاّ قوت الصبية ولكنّا نؤثر به ضيفنا . فقال عليّ عليه السلام : نؤّمي الصبية وأنا أطفيء للضيف السراج . ففعلت وعشّى الضيف . فلمّا أصبح أنزل الله عليهم هذه الآية : « ويؤثرون عن أنفسهم » (43) .
عن ابن عباس في قول الله « ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة » قال : نزلت في علّي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام (44) .
* قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ) (45) .
قال أبو الفضل شهاب الدين السيّد محمود الآلوسيّ : وماذا عسى يقول امرؤ فيهما يعني عليّا وفاطمة عليهما السلام سوى أنّ عليّا مولى المؤمنين ووصّي النبّي ، وفاطمة البضعة الأحمديّة والجزء المحمّديّ ، وأمّا الحسنان فالّروح والريحان وسيّدا شباب أهل الجنان .
وليس هذا من الرفض ، بل ما سواه عندي هو الغيّ . ومن اللطائف على القول بنزولها فيهم أنّه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين ، وأنّما صرّح عزّوجلّ بولدان مخلّدين رعاية لحرمة البتول وقرّة عين الرسول (46) .
* قوله تعالى : ( ليلة القدر خير من ألف شهر تنزّل الملائكة والروح فيها ) (47) .
عن عبدالله نب عجلان السكوني قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : بيت علّي وفاطمة من حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وسقف بيتهمعرض ربّ العالمين ، وفي قعر بيوتهم فرجة مكشوطة إلى العرش معراج الوحي ، والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحاً ومساءً وفي كلّ ساعة وطرفة عين ، والملائكة لا ينقطع فوجهم ، فوج ينزل وفوج يصعد (48) .
رابعاً : من خلال الروايات الشريفة نجد ان الزهراء عليها السلام مرتبطة ومشتركة مع الأئمة الذين يمثلون الدعامة الكبرى الإمامة في كثير من الامور وهذا ما نجده من خلال الروايات الشريفة التي اثبت هذه المسألة ومنها :
في خلقتها النورانيّة
* عن النبّي صلى الله عليه وآل وسلم إنّه قال : لمّا خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه ، التفت آدم يمنة العرض فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً ، قال آدم : يا ربّ هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال : لا ، يا آدم ، قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الّذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ، ولا العرش ، ولا الكرسي ، ولا السماء ، ولا الأرض ، ولا الملائكة ، ولا الانس ، ولا الجنّ . فأنا المحمود وهذا محّمد ، وأنا العالي وهذا علّي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا أبالي .يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل . فقال النبّي صلى الله عليه و آله وسلم : نحن سفينة النجاة ، من تعلّق بها نجا ، ومن حا عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت (49) .
المصادر :
1- آل عمران : آية 18 .
2- الرحمن : آية 7 .
3- الحديد : آية 25 .
4- البقرة : آية 124 .
5- العدل الالهي : 46 .
6- لسان العرب مادة عدل .
7- العدل الالهي : 71 .
8- شواهد التنزيل للحافظ الاسكافي الحنفي 1 / 58 ، 59 .
9- شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني الحنفي 1 / 58 ، 59 .
10- البقرة : آية 37 .
11- « الدر المنثور » 1 / 147 .
12- آل عمران : آية 61 .
13- « ذخائر العقبى » : 25 ، 24 .
14- « ذخائر العقبى » 25 ، 24 .
15- ابراهيم : آية 24 .
16- كذا ، والصواب « محبّوهم » .
17- شواهد التنزيل : 1 / 312 ـ 313 .
18- شواهد التنزيل : 1 / 312 ، 313 .
19- الاسراء : آية 57 .
20- شواهد التنزيل : 1 / 324 .
21- المؤمنون : آية 11 .
22- النور : آية 35 .
23- المناقب لابن المغازليّ : 317 .
24- طه : آية 132 .
25- شواهد التنزيل : 1 / 381 . والآية في الأحزاب : آية 33 .
26- الفرقان : آية 54 .
27- المصدر : 414 .
28- الفرقان : آية 74 .
29- شواهد التنزيل : 1 / 416 .
30- الأحزاب : آية 33 .
31- ذخائر العقبى : 24 .
32- الشورى : آية 23 .
33- الكّشاف : 3 / 467 .
34- محمد صلّى الله عليه وآله : آية 11 .
35- شواهد التنزيل : 2 / 174 ، 194 ، 197 .
36- الذاريات : آية 17 .
37- شواهد التنزيل : 2 / 174 ، 194 ، 197 .
38- الطور : آية 21 .
39- شواهد التنزيل : 2 / 174 ، 194 ، 197 .
40- الرحمن : آية 19 ـ 22 .
41- الدر المنثور : 7 / 697 .
42- الحشر : آية 8 .
43- شواهد التنزيل : 2 / 246 ـ 247 .
44- شواهد التنزيل : 2 / 246 ـ 247 .
45- الدهر : آية 8 .
46- روح المعاني : 29 / 158 .
47- القدر : آية 3 ـ 4 .
48- (3) تأويل الآيات : للعلامة السيّد شرف الدين النجفّي : 2 / 818 .
49- (1) فرائد السمطين : 1 / 36 .