أبو بكر الرازي

ولد أبو بكر الرازي بالري وسافر إلى بغداد وأقام بها مدة, وكان قدومه إلى بغداد وله من العمر نيف وثلاثون. وكان من صغره مشتهيا للعلوم العقلية مشتغلاً بها وبعلم الأدب درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب والعلوم الشرعية .
Saturday, February 4, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
أبو بكر الرازي
 أبو بكر الرازي

 





 

ولد أبو بكر الرازي بالري وسافر إلى بغداد وأقام بها مدة, وكان قدومه إلى بغداد وله من العمر نيف وثلاثون. وكان من صغره مشتهيا للعلوم العقلية مشتغلاً بها وبعلم الأدب درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب والعلوم الشرعية .
أما صناعة الطب فإنما تعلمها وقد كبر, وكان المعلم له في ذلك علي بن ربن الطبري.أما الفلسفة فقد قرأها على يد البلخي. وقال أبو سعيد في كتابه في البيمارستانات: سبب تعلم أبي بكر محمد بن زكريا الرازي صناعة الطب أنه عند دخوله بغداد, دخل إلى البيمارستان العضدي ليشاهده, فأتفق له أن ظفر برجل شيخ صيدلاني البيمارستان فسأله عن الأدوية ومن كان المظهر لهل في البدء فأجابه.
فلما سمع الرازي ذلك أعجب به ودخل تارة أخرى إلى البيمارستان فرأى صبياً مولوداً بوجهين, فسال الأطباء عن سبب ذلك فأخبر به فأعجبه ما سمع, ولم يزل يسأل عن شيء ويقال له وهو يعلق بقلبه حتى تصدى لتعلم الصنعة وكان منه جالينوس العرب.وهو الذي أشار على عضد الدولة بمكان بناء البيمارستان العضدي في أحد نواحي بغداد بعد أن استشاره.ثم جعله ساعور البيمارستان العضدي بعد أن ميزه عن باقي الأطباء المشهورين في زمانه.
وللرازي كتاب في صفات البيمارستان وفي كل ما كان يجده من أحوال المرضى الذين يعالجون فيه. ويقال أنه كان في ابتداء نظره يضرب العود ثم اكب على النظر في الطب والفلسفة, فبرع فيهما براعة المتقدمين.وقال ابن النديم عنه في كتاب الفهرست: إن الرازي كان يتنقل في البلدان وبينه وبين المنصور بن إسماعيل صداقة و ألف له كتاب المنصوري.
ويذكر بأنه كان كريم النفس متفضلا باراً بالناس حسن الرأفة بالفقراء والإعلاء, حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة ويمرضهم ولم يكن يفارق المدارج والنسخ وكان في بصره رطوبة وعمي أخر عمره. كما يقول أبن أبي اصيبعة عنه: وكان الرازي ذكياً فطناً رؤوفاً بالمرضى, مجتهداً في علاجهم وفي برئهم بكل وجه يقدر عليه, مواظباً للنظر في غوامض صناعة الطب والكشف عن حقائقها وأسرارها.وللرازي أخبار كثيرة وفوائد متفرقة في لتمهر بالطب والتفرد بالمداواة والأدوية التي لم يصل إلى علمها كثير من الأطباء. وكان أكثر مقامه ببلاد العجم وذلك لكونها موطنه وموطن أهله وأخيه.وخدم بالطب ملوك العجم وصنف كتباً كثيرة في الطب وغيره وصنف المنصوري للمنصور بن إسماعيل بن خاقان صاحب خراسان وما وراء النهر.
قيل إن الرازي كان أول أمره صيرفياً لوجود نسخة من كتاب المنصوري بتأليف محمد بن زكريا الرازي الصيرفي. وانه توفي في سنة 320 هجري.وان ابن العميد كان السبب في إظهار كتابه المعروف بالحاوي, وله من الكتب كتاب البرهان مقالتان, كتاب الطب الروحاني عشرون فصلاً, كتاب سمع الكيان, كتاب أيساغوجي وهو المدخل للمنطق, جمل معاني قاطيغورياس, جمل معاني باريمينياس, جمل معاني انالوطيقاالاولى, كتاب هيئة العالم, مقالة في السبب في قتل ريح السموم لأكثر الحيوان, كتاب في اللذة, مقالة في العلة, كتاب في الشكوك والمناقضات التي في كتب جالينوس, كتاب في الإبصار, كتاب في علل المفاصل والنقرس وعرق النسا, كتب الاثنا عشر كتابا في الصنعة, كتاب الأحجار, كتاب الأسرار, كتاب سر الأسرار, كتاب التبويب, كتاب الرد على الكندي في صناعة الكيمياء في الممتنع, وغيرها كثير.ومن الكتب التي تنسب اليه كتاب الفاخر في الطب وكتاب نقض كتاب الوجود وقد نسب الأخير إليه للإساءة بسمعة الرازي و لتكفيره.
أراء الرازي في أسباب و تشخيص العقم وعسر الحبل وتدبيرهما:
عند دراسة كتاب الحاوي للرازي نجد انه مؤ لف أساسا من عدد هائل من الملاحظات العيانية والسريرية المباشرة أو من الحالات السريرية التي عالجها الرازي أو سمع بها وعلق عليها, كما نجد فيه ذكراً كثيراً لاراء العديد من الأطباء اليونان والرومان مع ذكر اسم الطبيب الذي أخذ عنه هذا الرأي واسم الكتاب اليوناني وقد اعتمدنا عليه لشرح أراء الأطباء اليونان في قسم سابق.
إلا أن ما يعيب الكتاب توزع النصوص العائدة لنفس الموضوع على أكثر من باب, أي ينقصه التبويب الجيد فقط لإخراجه, وقد أفرد فصل كامل للحديث عن الأعراض العامة والخاصة للعقم والعلامات المساعدة لتشخيص العقم وعسر الحبل وتحديد أسبابه وعلاج عسر الحبل كما أورد فيه أراء من سبقه من الأطباء اليونان وغيرهم وأورد نتيجة تجربته الخاصة وأرائه الشخصية وذلك في باب ( في علامات الحبل وإكثار النتاج والعقم وتعرف الذكر والأنثى) في الجزء التاسع ( في أمراض الرحم والحبل).
جاب البلاد وعمل رئيسا لمستشفى وله الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية لتستمر المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر، ومن أعظم كتبه "تاريخ الطب" وكتاب "المنصور" في الطب وكتاب "الأدوية المفردة" الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم. وهو أول من ابتكر خيوط الجراحة، وصنع المراهم، وله مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير. وله 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم.
هناك آراء مختلفة ومتضاربة عن حياة أبي بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، يعتقد أن مولده في مدينة الري، بالقرب من طهران الحديثة. وعلى الأرجح أنه ولد في سنة 251 هـ / 865 م.
وكان من رأي الرازي أن يتعلم الطلاب صناعة الطب في المدن الكبيرة المزدحمة بالسكان، حيث يكثر المرضى ويزاول المهرة من الأطباء مهنتهم. ولذلك أمضى ريعان شبابه في مدينة السلام، فدرس الطب في بغداد. وقد أخطأ المؤرخون في ظنهم أن الرازي تعلم الطب بعد أن كبر في السن. وتوصلت إلى معرفة هذه الحقيقة من نص في مخطوط بمكتبة بودلي بأكسفورد، وعنوانه " تجارب ”مما كتبه محمد بن ببغداد في حداثته“، ونشر هذا النص مرفقا بمقتطفات في نفس الموضوع، اقتبستها من كتب الرازي التي ألفها بعد أن كملت خبرته، وفيها يشهد أسلوبه بالاعتداد برأيه الخاص.
بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة مستشفى الري. وقد ألّف الرازي لهذا الحاكم كتابه "المنصوري في الطب" ثم "الطب الروحاني" وكلاهما متمم للآخر، فيختص الأول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس. ثم انتقل منها ثانية إلى بغداد ليتولى رئاسة المعتضدي الجديد، الذي أنشأها الخليفة المعتضد بالله (279- 289 هـ /892- 902 م).
وعلى ذلك فقد أخطأ ابن أبي أصيبعة في قوله أن الرازي كان ساعوراً مستشفى العضدي الذي أنشأه عضد الدولة (توفى في 372 هـ/973 م)، ثم صحح ابن أبي أصيبعة خطأه بقوله "والذي صح عندي أن الرازي كان أقدم زمانا من عضد الدولة ولم يذكر ابن أبي أصيبعة البيمارستان المعتضدي إطلاقاً في مقاله المطول في الرازي. شغل مناصب مرموقة في الري وسافر ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته بمدينة الري، وكان قد أصابه الماء الأزرق في عينيه، ثم فقد بصره وتوفى في مسقط رأسه إما في سنة 313هـ /923م، وإما في سنة 320 هـ/ 932 م.
يتضح لنا تواضع الرازي وتقشفه في مجرى حياته من كلماته في كتاب "السيرة الفلسفية" حيث يقول: "ولا ظهر مني على شره في جمع المال وسرف فيه ولا على منازعات الناس ومخاصماتهم وظلمهم، بل المعلوم مني ضد ذلك كله والتجافي عن كثير من حقوقي. وأما حالتي في مطعمي ومشربي ولهوي فقد يعلم من يكثر مشاهدة ذلك مني أني لم أتعد إلى طرف الإفراط وكذلك في سائر أحوالي مما يشاهده هذا من ملبس أو مركوب أو خادم أو جارية وفي الفصل الأول من كتابه "الطب الروحاني"، "في فضل العقل ومدحه"، يؤكد الرازي أن العقل هو المرجع الأعلى الذي نرجع إليه، " ولا نجعله، وهو الحاكم، محكوما عليه، ولا هو الزمام، مزموما ولا، وهو المتبوع، تابعا، بل نرجع في الأمور إليه ونعتبرها به ونعتمد فيها عليه.".
كان الطبيب في عصر الرازي فيلسوفا، وكانت الفلسفة ميزانا توزن به الأمور والنظريات العلمية التي سجلها الأطباء في المخطوطات القديمة عبر السنين وكان الرازي مؤمنا بفلسفة سقراط الحكيم (469 ق. م- 399 ق. م)، فيقول، أن الفارق بينهما في الكم وليس في الكيف. ويدافع عن سيرة سقراط الفلسفية، فيقول: أن العلماء إنما يذكرون الفترة الأولى من حياة سقراط، حينما كان زاهدا وسلك طريق النساك. ثم يضيف أنه كان قد وهب نفسه للعلم في بدء حياته لأنه أحب الفلسفة حبا صادقا، ولكنه عاش بعد ذلك معيشة طبيعية.
كان الرازي مؤمنا باستمرار التقدم في البحوث الطبية، ولا يتم ذلك، على حد قوله، إلا بدراسة كتب الأوائل، فيذكر في كتابه "المنصوري في الطب " ما هذا نصه: "هذه صناعة لا تمكن الإنسان الواحد إذا لم يحتذ فيها على مثال من تقدمه أن يلحق فيها كثير شيء ولو أفنى جميع عمره فيها لأن مقدارها أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير. وليست هذه الصناعة فقط بل جل الصناعات كذلك. وإنما أدرك من أدرك من هذه الصناعة إلى هذه الغاية في ألوف من السنين ألوف، من الرجال. فإذا اقتدى المقتدي أثرهم صار أدركهم كلهم له في زمان قصير. وصار كمن عمر تلك السنين وعنى بتلك العنايات. وإن هو لم ينظر في إدراكهم، فكم عساه يمكنه أن يشاهد في عمره. وكم مقدار ما تبلغ تجربته واستخراجه ولو كان أذكى الناس وأشدهم عناية بهذا الباب. على أن من لم ينظر في الكتب ولم يفهم صورة العلل في نفسه قبل مشاهدتها، فهو وإن شاهدها مرات كثيرة، أغفلها ومر بها صفحا ولم يعرفها البتة" ويقول في كتابه "في محنة الطبيب وتعيينه"، نقلا عن جالينوس "وليس يمنع من عني في أي زمان كان أن يصير أفضل من أبقراط ".
وله إسهامات في مجال علوم الفيزياء حيث اشتغل الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل، وصنف لقياسها ميزاناً خاصاً أطلق عليه اسم الميزان الطبيعي.
ويظهر فضل الرازي في الكيمياء، بصورة جلية، عندما قسم المواد المعروفة في عصره إلى أربعة أقسام هي:
المواد المعدنية. المواد النباتية. المواد الحيوانية. المواد المشتقة.
كما قسّم المعادن إلى أنواع، بحسب طبائعها وصفاتها، وحضّر بعض الحوامض وما زالت الطرق التي اتّبعها في التحضير مستخدمة إلى الآن. وهو أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي أطلق عليه اسم زيت الزاج أو الزاج الأخضر.
وقد حضّر الرازي في مختبره بعض الحوامض الأخرى، كما استخلص الكحول بتقطير مواد نشوية وسكرية مختمرة. وكان يفيد منه في الصيدلية من أجل استنباط الأدوية المتنوعة(1)

كتب الرازي الطبية

يذكر كل من ابن النديم والقفطي أن الرازي كان قد دون أسماء مؤلفاته في "فهرست" وضعه لذلك الغرض، ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذه المقالة قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة، ويزيد عدد كتب الرازي على المائتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى. ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة ويجدر بنا أن نوضح هنا الإبهام الشديد الذي يشوب كلا من "الحاوي في الطب" و"الجامع الكبير". وقد أخطأ مؤرخوا الطب القدامى والمحدثون في اعتبار هذين العنوانين كأنهما عنوان لكتاب واحد فقط، وذلك لترادف معنى كلمتي الحاوي والجامع.
تمت ترجمة كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية ولا سيما في الطب والفيزياء والكيمياء كما ترجم القسم الأخير منها إلى اللغات الأوروبية الحديثة ودرست في الجامعات الأوروبية لا سيما في هولندا حيث كانت كتب الرازي من المراجع الرئيسية في جامعات هولندا حتى القرن السابع عشر. وهنالك قصة شهيرة تدل على ذكاء الرازي هي (إن أحد الخلفاء أمرهُ ببناء مستشفى في مكان مناسب في بغداد وفكر ووضع قطع من اللحم في عمود خشبي في أماكن متعددة في بغداد، وكان يمر عليها لكي يري أي القطع فسدت وعندما عرف آخر قطعة فسدت أمر ببناء المستشفي في هذا المكان لان جوه نقي خال من الدخان والتراب ولأن المرضى يحتاجون إلى هواء نقي خال من الملوثات ومن ذلك الحدث أشتهر الرازي شهرة كبيرة بذكائهِ ومن المعروف عنهُ حب الشعر والموسيقى في صغرهِ وأحب الطب عند بلوغه وشيخوخته.

كتاب الحاوي في الطب

يعتبر من أكثر كتب الرازي أهمية وقد وصفه بموسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة وقد ترجم الحاوي كتبه من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 1486 وقد أعيد طبعه مرارا في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي وتتضح مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم ويكاد يجمع مؤرخو الرازي بأنه لم يتم الكتاب بنفسه ولكن تلاميذه هم الذين أكملوه.

آراء الرازي في الدين

كان أبو بكر الرازى عالماً لادينيا وفيلسوفاً كبيراً، وصاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه ، وكان كثير الأسفار ، وافر الحرمة ، صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى ، وكان واسع المعرفة ، مكبا على الاشتغال ، مليح التأليف. وقد أثنى عليه الإمام "محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي" أحد كبار أئمة أهل السنة وعلم الحديث في مؤلفه "سير أعلام النبلاء".سير أعلام النبلاء (الطبقة السابعة عشر)(2)
ومع ذلك هناك جدل حول كتب ومقالات فلسفية منسوبة للرازي خصوصا تلك التي تنتقد الاديان والنبوة والكتب السماوية. تدعي العديد من المصادر: شكك الرازي في صحة النبوة، ورفض المعجزات النبوية. كما وانتقد الأديان السماوية بشكل لاذع وانتقد بشكل لاذع الإعجاز العلمي في القرآن.
على سبيل المثال ، يوجد رسالة أبو الريحان البيروني بعنوان "فهرست كتب الرازي" ، حيث يصنف البيروني كتابين من كتب الرازي على أنها "كتب في الكفريات" وهما كتاب "في النبوات" و "حيل المتنبين" ، يعتقد البيروني ان الكتاب الاول ينتقد الاديان بينما يزعم أن الكتاب الثاني ينتقد فكرة النبوة.
أيضا ، قالت المستشرقة الالمانية زيقريد هونكة أن للزاري كتاب في "نقد الاديان" وكتاب "الطب الروحاني". وقد علقت على الكتاب الاخير حيث قالت "قال الرازي بوجود خمسة مباديء تسير العالم. وبعد ذكر هاذين الكتابين أضافت "وهناك أيضا كتاب يبشر فيه الرازي بأخلاق لادينية ويدعو أن يعيش الانسان حياته بشجاعة ورجولة دون أن تؤثر فيه وعود بوجود جنة أو جهنم في العالم الاخر ، وذلك أن العلم والعقل يشهدان على إنعدام الحياة بعد الموت"(3)
إضافة الى ذلك ، إقتبس الفيلسوف الاسماعيلي أبو حاتم الرازي بعضا من آراء الرازي في الاديان والنبوة والكتب السماوية بشكل مفصل ووضعها في كتابه "أعلام النبوة" على شكل حوار بينه وبين الرازي واصفاً إياه ب "الملحد" دون أن يذكر اسمه. من تلك الاقتباسات ماذكره أبو حاتم في بداية كتابه: "ثم ناظرني في امر النبوة وأورد كلاما نحو مارسمه في كتابه الذي ذكرناه فقال : " من أين أوجبتم ان الله اختص قوما بالنبوة دون غيرهم وفضلهم على الناس وجعلهم ادلة لهم واحوج الناس إليهم ، ومن أين أجزتم في حكمة الحكيم أن يختار لهم ذلك ويشلي بعضهم على بعض ويؤكد بينهم العداوات ويكثر المحاربات ويهلك بذلك الناس."(4)
يعتقد بعض المؤرخين مثل بول كراوس وسارة سترومسا ان أبو حاتم الرازي قد أقتبس تلك الأراء إما من كتاب يسمى "مخاريق الانبياء" أو كتاب "العلم الالهي" ، الجدير بالذكر هو أن جميع كتب الرازي المتعلقة بالاديان مفقودة ولم يصل منها شيء. ولذلك يشكك البعض في تلك المقالات.
لم يكتفي أبو الريحان البيروني بسرد كتب الرازي بل حذر من آراء الرازي حول الاديان واعتبره "متأثرا بفكر المانوية".
من الذين أنتقدوا الرازي أيضا الطبيب والفيلسوف الشهير إبن سينا حيث يعتقد أن الرازي تجاوز اختصاصه واصفا إياه بــ "المتكلف الفضولي الذي بلغ الغاية في المعالجات الطبية" ولكنه "تجاوز قدره في بط الجراح والنظر في الابوال والبرازات" و "تكلم في العوراء والخبائث" و "فضح نفسه وأبدى جهله فيما حاول ورامه".(5)
تحدث موسى بن ميمون القرطبي عن الرازي في كتابه "دلالة الحائرين" وقال : "للرازي كتاب مشهور وسمه بالإلهيات ضمنه من هذياناته وجهالاته عظائم" وقال أيضا : "كتاب العلم الإلهي الذي ألفه الرازي عديم الفائدة لأن الرازي كان طبيباً فقط"(6)
مؤلفاته :
كتاب الشكوك على جالينوس.
كتاب "في الفصد والحجامة"
كتاب الطب الروحاني
كتاب إن للعبد خالقاً
كتاب المدخل إلى المنطق
كتاب هيئة العالم
مقالة في اللذة
كتاب طبقات الأبصار
كتاب الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب
المصادر:
1- موسوعة علماء العرب / عبد السلام السيد / الطبعة الثانية،2011 / ص27-ص28
2- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي
3- أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق، الفصل الثالث: صفحة 247
4- أبو حاتم الرازي. كتاب أعلام النبوة. ص. 15
5- أبو حاتم الرازي. كتاب أعلام النبوة. ص. 7
6- أبو حاتم الرازي. كتاب أعلام النبوة. ص. 8

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.