كم تکون المفاجأة والدهشة كبيرة عندما تجد من الاحاديث ما يؤکد علی السواک مرارا كثيرة .. الامر الذي يجعنا ان ندرك الى حد ما مدى اهمية هذا الامر وخطورته اسلاميا ، وهو من الموضوعات التي لا داعي للكذب ، ولا رغبة للوضاعين الذين حذر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) منهم .. فيها.
هذا كله عدا عن كثير من الاحاديث التي تؤكد على لزوم نظافة الفم ، وطيب رائحته ، مما لا مجال لتتبعه ..
سؤال وجوابه :
والسؤال الذي يطرح نفسه بادىء ذي بدء ، هو.
لماذا يهتم الشارع بنظافة الاسنان الى هذا الحد؟! .. وكيف لم نجده يهتم بكثير من الواجبات بهذا المقدار الذي يهتم فيه بالسواك ، ونظافة الفم وهو مستحب؟! ..
والجواب عن ذلك واضح جدا ..
فأن ضرورة الاسنان للانسان لايمكن تجاهلها ولا انكارها من احد. وهي نعمة لا يشعر الانسان عادة بها او باهميتها الا اذا فقدها .. مع انه يستفيد منها كل يوم اكثر من مرة ، وان اي ضرر يلحق بها يوقعه ولا شك في الضيق والحرج ، ويوجب اختلال احواله جزئيا ، ويؤثر عليه تأثيرا لا يكاد يخفى ..
ولعل من الامور الواضحة : ان الاسنان الصناعية لا تستطيع حتى في افضل حالاتها ان تقوم بوظيفة الاسنان الاصلية ، ولا هي من الكفاءة بحيث تؤمن لصاحبها راحته التي يتواخاها منها ، كما لو لم يكن قد فقد مثيلاتها الطبيعية ..
كما ان من البديهي : ان الاسنان كما تساعد المعدة ، بتهئية الطعام لها ، وجعله في وضع يكون قابلا للهضم ، او على الاقل تجعل هضمه ايسر مما لو بقى على حالته الاولى .. كذلك هي تساعد الانسان في المنطق ، ويؤثر فقدانها عليه بشكل ملحوظ ..
وما علينا من اجل اثبات ذلك الا ان نتذكر حالة من فقدوا اسنانهم ، ومدى ما يبذلونه من جهد من اجل جعل الطعام في وضع تتمكن معه المعدة من هضمه والاستفادة منه .. وكذلك مدى ما يبذلونه من جهد من اجل اخراج الكلمات بنحو تكون واضحة ومفهومة ..
وعدا عن ذلك .. فان اختلال الوضع الطبيعي للاسنان ، ومرضها وموبوئيتها ، يؤدي في كثير من الاحيان الى امراض ومضاعفات سيئة في كثير من اجهزة الجسم .. ولسوف يتضح ذلك بعض الشيء في ما يأتي ان شاء الله تعالى ..
ومن هنا .. ومن اجل امور هامة اخرى سنشير اليها ان شاء الله كان اهتمام الاسلام بالاسنان ، وكانت دعوته الملحة للعناية بها ، والحفاظ على سلامتها ، فأمر بكل ما من شأنه ان يحفظها ويصونها ، ونهى وحذر من كل ما يضر بها وبسلامتها ، ايمانا منه بأن سلامة الاسنان الطبيعية تؤثر في سلامة الانسان ، وسقمها يؤثر في سقمه .. ولذا .. فان من المهم ان يحافظ الانسان عليها ليستفيد منها اكبر قدر ممكن في حياته ، وان يحتفظ بها سليمة ومعافاة ، لان معنى ذلك هو احتفاظه وكثير من اجهزة جسمه بسلامة والمعافاة ايضا ..
السواك :
وكان من جملة ما امر به الاسلام في نطاق اهتمامه بالاسنان ، مما له اثر كبير على صحتها وسلامتها هو :« السواك ». اي غسل الاسنان وتنظيفها ..
الذي اجمع الفقهاء على استحبابه .. وخصوصا للوضوء والصلاة .. والذي قدمنا : ان الروايات الواردة في فضله ، وفي احواله وكيفياته ، وسائر ما يتعلق به تفوق المئة بكثير جدا .. ولابد من اجل استيفاء الاشارة الى اكثر ما تضمنته الروايات من تقسيم البحث على النحو الذي ينسجم مع ما تضمنته ، فنقول :
موقف المعصومين عليهمالسلام من السواك :
لقد اتبع النبي الاكرم (صلی الله عليه وآله وسلم)وسلم ، والائمة من ولده اساليب متنوعة في الدعوة الى الالتزام بالسواك .. ونشير هنا الى : ان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) واهل بيته المعصومين قد التزموا بالسواك عملا ـ وعملهم سنة لنا ، وما علينا الا ان نقتدي بهم ، ونهتدي بهديهم ، سواء في افعالهم ، او في اقوالهم ..واذا كان من الممكن ان لا يلتفت كثير من الناس الى ذلك ، او لا يتيسر لهم الاطلاع عليه لبعد شقتهم ، فقد حاولوا عليهمالسلام توجيه الانظار الى هذا الامر ، وحدثوا الناس عنه ، وسجلوه على انه حقيقة جديرة بأن يتناقلها الناس ، وان يأخذوها بعين الاعتبار.
فعن الصادق عليهالسلام ، وهو يتحدث عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) : انه كان يستاك في كل مرة قام من نومه (١) .. وكان (صلی الله عليه وآله وسلم) يستاك اذا اراد ان ينام ويأخذ مضجعه (٢). وكان (صلی الله عليه وآله وسلم) يستاك لكل صلاة (٣). وروى : ان السنة السواك في وقت السحر (٤).
وعن الباقر : ان رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) كان يكثر السواك وليس بواجب (٥).
وكان (صلی الله عليه وآله وسلم) يستاك كل ليلة ثلاث مرات ، مرة قبل نومه ، ومرة اذا قام من نومه الى ورده ، ومرة قبل خروجه الى صلاة الصبح (٦).
وعن ابي عبد الله عليهالسلام : اني لاحب للرجل اذا قام بالليل ان يستاك (٧).
بل لقد كان (صلی الله عليه وآله وسلم) اذا سافر يحمل مع نفسه المشط والمسواك و .. الخ .. (٨)
بل لقد بلغ التزامهم عليهمالسلام بذلك حدا : انه لو ترك احدهم السواك كان ذلك ملفتا للنظر ، ومدعاة للتساؤل ، فقد روى : ان الصادق عليهالسلام ترك السواك قبل ان يقبض بسنتين ، وذلك لان اسنانه ضعفت (9).
وأما امرهم عليهمالسلام بالسواك ، وحثهم عليه بالقول .. فكثير جدا ايضا ويمكن تقسيم النصوص التي وردت في ذلك الى عدة طوائف :
الاولى : ما دلت على لزوم الالتزام بالسواك وتحذر من تركه من جهة عامة.
اي من دون تعرض لبيان اية خصوصية فيه .. حتى لقد اعتبر الامام عليهالسلام. ان التارك للسواك ليس من الناس .. فلقد قيل للصادق عليهالسلام :اترى هذا الخلق ، كلهم من الناس؟.
فقال ، الق التارك منهم للسواك (10).
وعن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ، انه قال : نظفوا طريق القرآن. قيل : يارسول الله ، وما طريق القرآن؟ قال : افواهكم. قيل : بماذا؟ قال : بالسواك .. وفي معناه غيره (11) ..
وقد جعل في بعض الروايات عنه (صلی الله عليه وآله وسلم) من اسباب عدم نزول الملائكة عليهم : انهم لا يستاكون ، بالاضافة الى انهم لا يستنجون بالماء ، ولايغسلون براجمهم (12).
وعن الصادق عليهالسلام : من سنن المرسلين السواك. وبمعناه نصوص اخرى (13).
وعن رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)وسلم : ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت ان احفى وادرد. وفي بعضها : حتى خفت ان يجعله فريضة. وفي معناه غيره (14).
وعن الصادق عليهالسلام : نزل جبرئيل بالسواك ، والخلال ، والحجامة (15).
فاذا كان السواك من سنن المرسلين ، فهو اذن ليس امرا عاديا يمكن التغاضي عنه بسهولة .. خصوصا .. وان جبرئيل ما زال يوصى به النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) حتى خاف ان يجعله فريضة. فما احرانا اذن ان نقتدي بالمرسلين من اجل هدايتنا ، ونهتدي بهديهم ، حيث انهم لم يرسلهم الله الا من اجلنا ، وبما فيه مصلحتنا والخير لنا .. ولعل هذا هو السر في التعبير بكلمة : « المرسلين » ، بدل كلمة : « الانبياء »!!.
نعم .. وقد سمح الشارع حتى للصائم بأن يستاك ، رغم قيام احتمال سبق شيء الى جوفه .. كما وسمح للمحرم بان يستاك ، وان ادمى.
فعن الحسين بن ابي العلاء قال : سألنا ابا عبد الله عليهالسلام عن السواك؟ فقال : نعم ، اي النهار شاء. (16) وعن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) اذا صمتم فاستاكوا بالغداة ، ولاتستاكوا بالعشي ، فانه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي ، الا كان نوراً بين عينيه يوم القيامة (17). وثمة روايات اخرى. وعن ابي عبد الله عليهالسلام ، قال : قلت : المحرم يستاك؟ قال : نعم ، قلت : فان ادمى؟ قال : نعم ، هو من السنة (18).
وعن الباقر عليهالسلام : ولابأس ان يستاك الصائم في شهر رمضان اي النهار شاء ، ولابأس بالسواك للمحرم (19).
وثمة روايات كثيرة تأمر بالسواك وتحث عليه ، لامجال لاستقصائها في هذه العجالة .. فمن اراد المزيد ، فليراجع مجاميع الحديث والرواية ، كالبحار ، والوسائل ، ومستدركاتها ، وغير ذلك.
الثانية : السواك للوضوء والصلاة :
ثم هناك ما دل على استحباب السواك ولاسيما عند الوضوء والصلاة (20) ، وانه لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة .. او عند كل صلاة (21).والظاهر : ان المراد : الامر الوجوبي ، والا : فان الامر الاستحبابي ثابت .. كما ان الظاهر هو انه لامنافاة بينهما ، فان السواك للوضوء معناه ان تكون الصلاة بسواك ايضا .. فعبر باحدهما عن هذا وعن الاخر بذاك ، لعدم الفرق في النتيجة بينهما.
وورد ايضا : ان ركعتين بسواك افضل من اربع ركعات ، او سبعين ، او خمس وسبعين ركعة بدونه. او ان صلاة بسواك افضل من التي يصليها بدونه اربعين يوما ، بعد ان قال : عليك بالسواك ، وان استطعت ان لا تقل منه ، فافعل (22) ..
وان السواك يضاعف الحسنات سبعين ضعفا (23) .. وانه من السنن الخمس التي في الرأس.. ويرضى الرحمان.. ومن سنن المرسلين ، وقد تقدم ..
وقال ابو عبد الله اذا قمت بالليل فاستك ، فان الملك يأتيك فيضع فاه على فيك ، فليس من حرف تتلوه ، وتنطق به الا صعد به الى السماء ، فليكن فوك طيب الريح .. وفي معناه غيره (24).
والروايات في هذا المجال كثيرة لا مجال لاستقصائها ..
اشارة : هذا .. ولا بد من الاشارة هنا الى ان ما تقدم من الاختلاف بين اربع ركعات ، او سبعين ، او خمس وسبعين ركعة ، او اربعين يوماً ، في مقام اثبات الاجر وافضلية الصلاة بسواك على غيرها .. لا يستدعي التشكيك في هذه الروايات .. اذ لعل السواك الذي تكون المنافع الدنيوية هي المقصودة منه هو الذي يفضل الركعتان معه الاربع ركعات ؛ اما الذي يقصد منه الثواب الاخروي ... فان ركعتين معه تعدل سبعين ركعة .. او خمس وسبعين ، او اربعين يوما ، على اختلاف درجات الاخلاص في النية في هذا المجال ..
منافع السواك .. واوقاته .. وكيفياته.
ولم يكتف النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) والائمة (عليه السلام) بالمداومة على السواك عملا ، ولا بما تقدم من الاوامر المطلقة به .. او بالاشارة لما يثبت استحبابه وعباديته ، وان الانسان ينال عليه الثواب الجزيل ، والاجر الجميل .. الامر الذي من شأنه ان يعطى الانسان المؤمن قوة دافعة على ممارسته ، والالتزام به ، والمداومة عليه.
نعم .. لم يكتفوا (عليه السلام) بذلك .. وانما زادوا عليه اهتمامهم الظاهر ببيان ما يترتب على السواك من المنافع ، وما في تركه من المضار ..
وبديهي ان الشارع المقدس يهتم بالمحافظة على سلامة الانسان ، وحفظه في افضل الحالات ، واذا كان للسواك اثر كبير في ذلك ، فانه يكون مرغوبا ومطلوبا له تعالى بذاته ، حتى ولو لم يقصد به القربة ، ولا اتى به لاجل ماله من الاجر والثواب. واذا عرف الناس منافعه .. واذا كان هناك من لايريد الاقتداء بالمرسلين ، او لا رغبة لديه فيما فيه من الثواب .. فانه قد يفعله رجاء الحصول على مافيه من فوائد ومنافع ، وما يدفعه من مضار .. فان الانسان ـ بطبعه ـ محب لنفسه ، يهمه جدا دفع كل بلاء محتمل عنها ، وجلب كل نفع يقدر عليه لها .. وفي السواك الكثير الكثير مما يرغب فيه الراغبون ، ويتطلع اليه المتطلعون ، سواء بالنسبة لشخص الانسان وذاته ، او بالنسبة لعلاقاته بالاخرين من بني جنسه ..
لو علم الناس ما في السواك :
وفي مقام الاشارة الى ما للسواك من المنافع الجليلة نجد الامام الباقر عليهالسلام يقول : « لو يعلم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف » (25) .. وتقدم قوله (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي : عليك بالسواك ، وان استطعت ان لا تقل منه فافعل .. فان ذلك. يعطينا : ان فوائد السواك تفوق حد التصور ، وان مضار تركه لاتقل اهمية في نظر الاسلام عن فوائد الاستمرار عليه ..انه لمن المدهش حقا ان تؤدي بنا معرفة السواك الى ان نبيته معنا في لحاف!! .. مع ان احدنا حتى لو كان مصابا فعلا بمرض ، فانه لا يبيت الدواء معه في لحاف ؛ فكيف بالسواك الذي لايعدو عن ان يكون عملية تطهر وتنظف ، تستبطن معها الوقاية من امراض محتملة؟!! ..
فلولا ان ترك السواك يستتبع امراضا خطيرة ، تهدد حتى حياة الانسان ووجوده لم يكن معنى لقوله عليهالسلام : لأباتوه معهم في لحاف .. ومن يدري فلعله يشير عليهالسلام بذلك الى ان موبوئية الاسنان من اسباب مرض السل ، او الى ان غازات الفم الكريهة قد تنفذ الى مجرى الدم ، وتفتك ـ من ثم ـ بالجسم كله .. او الى غير ذلك مما ستأتي الاشارة اليه.
فوائد السواك .. في روايات اهل البيت (عليه السلام) :
لقد تقدم في الروايات السابقة ما يدل على ان السواك يطيب ريح الفم ، حيث قال ابو عبد الله عليهالسلام : فليكن فوك طيب الريح .. وتقدم انه ينظف الفم ، لقوله (صلی الله عليه وآله وسلم) : نظفوا طريق القرآن ..ونزيد هنا : قول أمير المؤمنين عليهالسلام : ان افواهكم طرق القرآن ؛ فطيبوها ( او فطهروها ) بالسواك .. وبمعناه غيره .
وورد : نظفوا الماضغين.
وعن الباقر عليهالسلام : لكل شيء طهور ، وطهور الفم السواك. ونحوه غيره. وورد ان السواك « مطيبة للفم » (26).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنه قال : لما دخل الناس في الدين أفواجا أتتهم الازد ، أرقها قلوبا ، واعذبها أفواها .. فقيل : يارسول الله ؛ هذا أرقها قلوبا عرفناه ، فلم صارت أعذبها أفواها؟. فقال : لاناها كانت تستاك في الجاهلية وفي معناه غير.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : السواك مرضاة الله ، وسنة النبي ، ومطهرة للفم .. وبمعناه غيره.
وعن الصادق عليهالسلام : في السواك اثنتا عشرة خصلة : هو من السنة ، ومطهرة للفم ، ومجلاة للبصر ، ويرضي الرب ، ويبيض الاسنان ، ويذهب بالحفر ، ويشد اللثة ويشهي الطعام ، ويذهب البلغم ، ويزيد في الحفظ ، ويضاعف الحسنات سبعين ضعفا ، وتفرح به الملائكة .. وفي نص آخر للحديث « يذهب بالغم » . .. وزاد في رواية ذكرها الشهيد پاك نجاد : « ويصح المعدة » (27)
وعن الباقر عليهالسلام : السواك يذهب البلغم ، ويزيد في العقر ( وفي نص آخر : في الحفظ )
وعن الصادق عليهالسلام : السواك يذهب بالدمعة ، ويجلو البصر.. وفي نص آخر عن الرضا عليهالسلام : السواك يجلو البصر ، وينبت الشعر .. وعنهم (عليه السلام) : يذهب بغشاوة البصر ، وفي آخر : مجلاة للعين .. والروايات بهذا المعنى كثيرة.
وعن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)وسلم أنه قال : السواك يزيد الرجل فصاحة .
وعن الصادق عليهالسلام : السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم .. وفي نص آخر : ثلاثة يذهبن النسيان ، ويحدثن الذكر : قراءة القرآن ، والسواك والصيام ، « أو اللبان ». وفي نص آخر : يزدن في الحفظ ، ويذهبن السقم .. وفي غيره : يذهبن بالبلغم ، ويزدن في الحفظ (28).
وعن الصادق عليهالسلام : أن النشرة في عشرة أشياء ، وعدّ منها السواك
وعنه عليهالسلام : عليكم بالسواك ، فانه يذهب وسوسة الصدر
وفي حديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام : ان السواك يوجب شدة الفهم ، ويمرىء الطعام ، ويذهب اوجاع الاضراس ، ويدفع عن الانسان السقم ، ويستغنى عن الفقر .. والحديث طويل ، وما ذكرناه منه منقول بالمعنى
ونصوص الاحاديث في هذا المجال كثيرة ، ومتنوعة ، وما ذكرناه يشير الى اكثر ما تضمنته ان شاء الله تعالى ..
مجمل ما تقدم :
وقبل ان نتكلم بالتفصيل عما ورد في الروايات المتقدمة ، فاننا نجمل ما جاء فيها على النحو التالي :١ ـ ان السواك طهور ، ومعقم للفم.
٢ ـ انه منظف للفم.
٣ ـ يجعل الفم عذباً.
٤ ـ يذهب برائحة الفم الكريهة ، ويطيب رائحته.
٥ ـ يذهب بالغم.
٦ ـ يزيد في العقل.
٧ ـ يذهب بالدمعة.
٨ ـ يذهب بالبلغم.
٩ ـ يزيد في الحفظ.
١٠ ـ يجلو العين ، ويجلو البصر ، ويذهب بغشاوته.
١١ ـ يبيض الاسنان.
١٢ ـ يذهب بالحفر.
١٣ ـ يشد اللثة.
١٤ ـ يشهي الطعام.
١٥ ـ واذا كان بعود الاراك ، فانه يسمن اللثة ايضا.
١٦ ـ ينبت الشعر.
١٧ ـ يوجب النشرة ، او النشوة ، حسب بعض النسخ.
١٨ ـ يزيد الرجل فصاحة.
١٩ ـ يذهب بالنسيان ، ويحدث الذكر.
٢٠ ـ يذهب بوسوسة الصدر.
٢١ ـ يوجب شدة الفهم.
٢٢ ـ يمرىء الطعام.
٢٣ ـ يذهب بأوجاع الاضراس.
٢٤ ـ يدفع عن الانسان السقم ، ويذهب به.
٢٥ ـ يغنى من الفقر.
٢٦ ـ يصح المعدة.
كان ذلك هو ما استخلصناه من الروايات بالنسبة لفوائد السواك ، ويمكن ان يأتي كثير مما ذكر هنا في الخلال ايضا ...
ولا يجب ان يتخيل : ان فيما ذكر تكرار ، فان انعام النظر فيه يظهر خلاف ذلك للمتأمل ... بل قد يظهر : اننا قد تكلفنا ادخال بعضها تحت البعض الاخر ..
وبعد .. فان من المناسب : ان نقف وقفة قصيرة للتأمل فيما ذكر من الفوائد ، بقدر ما يسمح لنا به المجال ، وتسمح لنا به المعلومات الطبية المحدودة المتوفرة لدينا .. في استكناه الاسرار التي اومأت اليها هذه الرشحة المباركة من رشحات اهل بيت العصمة عليهمالسلام. وتضمنتها تلك الخريدة الفريدة ، لنستوحي منها ، ونستهدي طريق الخير ، والرشاد ، والسداد .. فنقول .. والله المستعان ، ومنه نستمد الحول والقوة ..
المصادر :
1- الوسائل ج ١ ص ٣٥٦ وفي هامشه : عن فروع الكافي ج ١ ص ١٢٤ والبخاري نشر دار الفكر ج ١ ص ٦٦ وسنن ابي داود ج ١ ص ١٥.
2- البحار ج ٧٦ ص ٢٠٢ و ٢٠٣ وفي هامشه عن مكارم الاخلاق ص ٤٠ و ٤١ و ٣٣٧.
3- الوسائل ج ١ ص ٣٥٦ والبحار ج ٨٠ ص ٣٤٤ وفي هامشهما عن المقنع ص ٣ ط حجر ص ٨ ط قم.
4- الكافي ج ٣ ص ٢٣ والوسائل ج ١ ص ٣٥٧ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ١٠٥.
5- المحاسن للبرقي ص ٥٦٣ ، ومن لايحضره الفقيه ج ١ ص ٣٣ ومكارم الاخلاق ص ٤٩ ط ٦ ، والبحار ج ٧٦ ص ١٣٤.
6- مكارم الاخلاق ص ٣٩ والوسائل ج ١ ص ٣٥٦ وسنن الدارمي ج ١ ص ١٧٥ وسنن ابي داود ج ١ ص ١٥ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ١٠٥ وسنن النسائي ص ٨ ج ١ والبحار ج ٨٠ ص ٣٤٣ وج ٧٦ ص ١٣٥.
7- المحاسن ص ٥٥٩ والبخاري نشر دار الفكر ج ١ ص ٦٦ وسنن ابي داود ج ١ ص ١٥ والبحار ج ٧٦ ص ١٣١.
8- البحار ج ٧٦ ص ٢٣٥ و ٢٣٢ ومكارم الاخلاق ص ٣٥ و ٢٥٢.
9- علل الشرايع ص ٢٩٥ ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٣ والوسائل ج ١ ص ٣٥٩ ومكارم الاخلاق ص ٥٠ ط ٦ والبحار ج ٧٦ ص ١٣٧ و ١٢٧.
10- المحاسن للبرقي ص ١١ والخصال ص ٤٠٩ والوسائل ج ١ ص ٣٥٣ والبحار ج ٧٦ ص ١٢٨ وج ٧٥ ص ٤٦٩ وج ٨١ ص ٢٠٤.
11- المحاسن ص ٥٥٨ والوسائل ج ١ ص ٣٥٧ والبحار ج ٨٠ ص ٣٤٣ وج ٧٦ ص ١٣٠ / ١٣١ و ١٣٨ وعن مكارم الاخلاق ص ٥١.
12- البحار ج ٨٠ ص ٢١٠ و ج ٧٦ ص ١٣٩ ، وفي هامشه عن نوادر الراوندي ص ٤٠.
13- الكافي ج ٦ ص ٤٩٥ وج ٣ ص ٢٣ والوسائل ج ١ ص ٣٤٦ وراجع : المحاسن ص ٥٦٠ ومكارم الاخلاق ص ٤١ و ٤٩ ط ٦ والبحار ج ٧٦ ص ٩٧ و ١٢٧ و ١٤٢ وراجع ص ١٣١ و ١٣٥ والخصال ص ١٤٢ وروضة الواعظين ص ٣٠٨.
14- الكافي ج ٦ ص ٤٩٥ و ٤٩٦ وراجع : الوسائل ج ١ ص ٣٤٦ و ٣٤٧ و ٣٤٨ والمحاسن ص ٥٦٠ ومن لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ٧ وج ١ ص ٣٢ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ١٠٦ والبحار ج ٧٦ ص ١٢٦ و ١٣٩ و ١٣٢ و ٣٣٣ و ١٣١ وفي هامشه عن الامالي ص ٢٥٣ و ٣٥٧ وعن نوادر الراوندي ص ٤٠.
15- المحاسن ص ٥٥٨ ومن لايحضره الفقيه ج ١ ص ٣٢ والوسائل ج ١ ص ٣٤٦ والبحار ج ٧٦ ص ١٣٠ و ١٣٨ وعن الكافي ج ٢ ص ٨٤ وعن مكارم الاخلاق ٥١.
16- الوسائل ج ١ ص ٣٦٠ وج ٧ ص ٥٧ ـ ٦٠ روايات كثيرة ، وفي هامشه عن عدد من المصادر.
17- البحار ج ٧٦ ص ١٣٥ ومكارم الاخلاق ص ٤٨ / ٤٩ ط ٦.
18- البحار ج ٩٩ ص ١٨٠ وعلل الشرايع ص ٤٠٧.
19- مكارم الاخلاق ٤٩.
20- الكافي ج ٦ ص ٤٩٦ والمحاسن ص ٥٦١ ، والوسائل ج ١ ص ٣٥٥ و ٣٥٤ ومن لايحضره الفقيه ج ١ ص ٣٤ والبحار ج ٧٦ ص ١٣٢ وج ٨٠ ص ٣٣٨ وكشف الاستار ج ١ ص ٢٤٠ و ٢٤١ و ٢٤٣ ومجمع الزوائد ج ٢ ص ٩٧.
21- (١) الوسائل ج ١ ص ٣٥٤ و ٣٥٥ ومن لايحضره الفقيه ج ١ ص ١٨ والكافي ج ٣ ص ٢٢ والمحاسن للبرقي ص ٥٦١ وعلل الشرايع ص ٢٩٣ والبحار ج ٧٦ ص ١٢٦ و ١٣٧ وج ٨٠ ص ٣٤١ و ٣٤٣ / ٣٤٤ ومكارم الاخلاق ص ٥٠ وسنن الدارمي ج ١ ص ١٧٤
22- البحار ج ٧٦ ص ٣٧ وج ٨٠ ص ٣٤٤ ومكارم الاخلاق ص ٥١.
23- البحار ج ٧٦ ص ١٢٨ والخصال ص ٤٤٩.
24- الكافي ج ٣ ص ٢٣ والمحاسن ص ٥٦١ و ٥٥٩ وعلل الشرايع ص ٢٩٣ ، والوسائل ج ١ ص ٣٥٧ ، والبحار ج ٨٠ ص ٣٣٩ و ٣٤١ و ٣٤٣ وج ٧٦ ص ١٢٦ و ١٣٢.
25- ثواب الاعمال ص ٣٤ ، وعلل الشرايع ص ١٠٧ ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٤ والوسائل ج ١ ص ٣٤٩ و ٣٥١ والبحار ج ٨٠ ص ٣٤٣ / ٣٤٤ وج ٧٦ ص ١٣٠.
26- البحار ج ٧٦ ص ١٢٩ و ١٣٨ و ١٣٩ وفي هامشه عن الخصال ج ١ ص ١٥٥ وعن مكارم الاخلاق ص ٥٥ وعن نوادر الراوندي ص ٤٠.
27- المحاسن ص ٥٦٢ و ٥٦٣ والكافي ج ٦ ص ٤٩٦ ، والوسائل ج ١ ص ٣٤٧ و ٣٥٠ و ٣٤٩ ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٤ ، وروضة الواعظين ص ٣٠٨ والخصال ص ٤٤٩ ، وثواب الاعمال ص ٣٤ والبحار ج ٧٤ ص ١٢٩ و ١٣٧ و ١٣٨ و ١٣٣ و ج ٧٧ ص ٥٥ و ج ٨٠ ص ٣٤٦ و ٣٤١ / ٣٤٢ ومكارم الاخلاق ص ٥٠ وصحيح البخاري نشر دار الفكر ج ٢ص ٢٣٤ ، وسنن النسائي ج ١ ص ١٠ ومصباح الشريعة ص ١٢٣ وعن الهداية ص ١٨.
28- البحار ج ٧٤ ص ١٣٣ و ١٣٨ و ٣١٩ و ٣٢٠ و ج ٦٦ ص ٤٤٣ و ج ٦٢ ص ٢٦٢ و ٢٦٦ و ٢٧٢ ، و ج ٧٧ ص ٥٥ ومكارم الاخلاق ص ٥١ وفي هوامش البحار عن مكارم الاخلاق ص ٥٠ و ٥٥ و ٤٦ و ٤٥ ، وعن الخصال ج ١ ص ١٢٦ وعن السرائر ، وعن كتاب طريق النجاة ، وعن الشهيد قدسسره ، وعن دعائم الاسلام والمصادر لذلك كثيرة.