العقم وعسر الحبل عند الزهراوي

الزهراوي هو الطبيب الذي خلف أبن عباس, ولد وعاش في مدينة الزهراء بالقرب من قرطبة. وهو من أكبر علماء الأندلس الذين أسهموا في تطوير صناعة الطب.
Sunday, February 26, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
العقم وعسر الحبل عند الزهراوي
 العقم وعسر الحبل عند الزهراوي

 





 

الزهراوي هو الطبيب الذي خلف أبن عباس, ولد وعاش في مدينة الزهراء بالقرب من قرطبة. وهو من أكبر علماء الأندلس الذين أسهموا في تطوير صناعة الطب.
لم يشتهر كجراح ماهر أو طبيب حاذق أو صيدلي ممارس إلا بعد وفاته, وضع كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف, انتهى منه في أواخر القرن العاشر للميلاد, ويشتمل على 30 مقالة تضم علوم الطب المعروفة في عصره. وله تصانيف مشهورة في الطب وأفضلها كتابه الكبير المعروف التأليف لمن عجز عن التصريف.

أراء الزهراوي

عند دراسة كتاب الزهراوي ( التصريف لمن عجز عن التأليف ) نجد ذكراً وافياً للكثير من الأمراض والأعراض والعلامات السريرية التجريبية, إلا أنه وفي مجال دراستنا المتعلقة بأساليب تشخيص العقم والعلامات الدالة عليه وأسبابها وعلاجاتها المختلفة فنجد ذكراً قليلا لعدد من هذه العلامات وإن كان يقرنها بتجاربه الشخصية وآراءه ونقده, وأخص بالذكر ما وضعه تحت عنوان امتناع الحبل وذلك من المقالة الثانية.
ونشير أن الزهراوي لم يخرج على النظرية السائدة في عصره المفسرة للإخصاب والعقم وأسبابه وعلاماته إلا انه تميز في هذا الفصل بترتيب حاذق للأسباب والاختصار فيها على المحسوسات وعدم الخوض في الأمور المنطقية كما نجدها عند ابن سينا -الأمر الذي أوقع الأخير في الخلط بين مسببات العقم ومسببات الإسقاط- في كتاب القانون.وإن كان بالمجمل لم يخرج عما قاله ابن سينا في الأسباب والعلامات فنجده قسم الحديث في هذا الفصل إلى بحثين وفرق بين امتناع الحمل وبين العقم-حالة غير قابلة للعلاج - وبين الفرق في المسببات حسب رأيه, فالعقم نتيجة لعلة في المني من الذكر أو الأنثى بغير الأسباب التي ذكرها في الفصل الأول وشبهه بالشجر الذي لا يثمر , فهو هنا ميز حالات من العقم لا تستفيد على المعالجات الدوائية وأفردها بمجملها بفصلها عن الحالات التي استجابت للعلاج , وأقترح أن سببها هو غير ما ذكر من الأسباب الأولى , بل سببها علة المني غير قابلة للعلاج , وهو هنا يقارب النظرة الحديثة التي تحدد أحد أسباب العقم الغير قابل للعلاج بعلة في الحيوانات المنوية أو حتى في الأضطرابات الصبغية المسببة للعقم رغم خلو الطرفين من أي مرض أو حالة مسببة للعقم.

أسباب امتناع الحبل:

يقول الزهراوي في أسباب امتناع الحبل:
(امتناع الحبل: إما من فساد مزاج الرحم من إفراط الحرارة أو البرودة أو اليبوسة مفردة كانت أو مركبة. وإما من كثرة البلل والنداوة التي تعرض في الرحم، وإما من ريح غليظة، وإما من ضعف القوة الماسكة إذا حدثت بها آفة من داخل أو من خارج، أو من سدة تعرض في الرحم أو من احتباس دم الطمث وإما من بلغم غليظ وإما من زيادة لحم المرأة أو زيادة شحمها، وإما لتخم متواترة وإما من إبطاء المباضعة وإما من ورم جاس أو غيره من الأورام، أو قرحة تكون في الرحم فتبرأ ويبس موضعها.
وإما من الرجل إن كان عقيماً أو المرأة أو علة في انثيي الرجل أو في قصر كمرته أو تشنج قضيبه أو قصره حتى لا يزرق المني، وإما من فساد منيه مثل أن يكون المني إما رقيقاً جداً وإما غليظاً جداً، وإما شديد البرودة أو شديد الحرارة أو قليل جداً أو منتن الرائحة أو أصفر اللون ونحوها من الأعراض الخارجة عن الاعتدال.أو من قروح أو بثور تكون في قضيب الرجل، وإما من امتناع المرأة من الجماع، وإما لقيام المرأة سريعاً عقب الجماع، وإما لموافقة مني الرجل والمرأة في الرداءة، وإما لكبر السن.)
نجد بالدراسة أن الزهراوي قسم الأسباب إلى:

1-أسباب العقم الأنثوي: ويقصد بها العلل التي تصيب الرحم:

- أسواء المزاج: إذ يقول:( إما من فساد مزاج الرحم من إفراط الحرارة أو البرودة أو اليبوسة مفردة كانت أو مركبة. وإما من كثرة البلل والنداوة التي تعرض في الرحم، وإما من ريح غليظة) فهو لم يخرج عن النظرية السائدة بوجود مزاج خاص بالرحم بتغيره, سواء للرطوبة أو اليبوسة أو الحرارة فهو يصبح سبباً للعقم وهو بذلك يخالف ابن سينا في ذكر الأخير أن الأمزجة المفسدة هي تلك التي تكون رطبة مزلقة في الأغلب وعملها بإفساد المني الواصل إلى الرحم.أما الزهراوي فلم يلجأ إلى تعليل آلية عمل تغير مزاج الرحم في إحداث العقم.
-نقص القوة الماسكة: إذ يقول:( وإما من ضعف القوة الماسكة إذا حدثت بها آفة من داخل أو من خارج) فهو يذكر وجود قوة ماسكة ضمن الرحم تسهم في الحفاظ على المنيين. ولم يعلل أسباب ضعف القوة الماسكة بل ذكر فقط أن الأسباب تكون من داخل أو من خارج, ولهذا لم يقع في الخلط الذي وقع فيه ابن سينا بين أسباب الإسقاط وأسباب العقم.
- أفات الرحم العضوية: من سدة أو ورم جاس أو قرحة تشفى وتختلط بأذية موضعة مكانها.ولا يعلل ذلك أو يشرح آليته.ويقول:( وإما من ورم جاس أو غيره من الأورام، أو قرحة تكون في الرحم فتبرأ ويبس موضعها.)
- احتباس الطمث: فهو يكرر ما قاله ابن سينا في هذا السبب دون أن يعلل سبب وعلاقة احتباس الطمث مع العقم ونقص الخصوبة كما فعل ابن سينا.
- زيادة شحم المرأة ولحمها:وقد عللنا النظرية التي اعتمدها ابن سينا في ربطه العقم بالسمنة ولكن الزهراوي لم يعلل هذا الترابط.ولكنه يذكر أن ذلك قد ينجم عن تخمة متتالية أو إبطاء المباضعة من قبل المرأة.
-إبطاء المباضعة من قبل المرأة.

2- العقم الذكري:يحدد أسباب العقم الذكري بما يلي:

-علة في المني: إذ يقول فقط:( فساد منيه مثل أن يكون المني إما رقيقاً جداً وإما غليظاً جداً، وإما شديد البرودة أو شديد الحرارة أو قليل جداً أو منتن الرائحة أو أصفر اللون ونحوها من الأعراض الخارجة عن الاعتدال) فقد عدد بعض الأسباب ولم يشرحها ولم يبين سببها.
-علة في الأنثيين: إذ يقول فقط:(علة في انثيي الرجل). بدون تعداد لأسباب العقم الناجمة عن اصابة الخصية.
-علل القضيب:اذ يقول:( قصر كمرته أو تشنج قضيبه أو قصره حتى لا يزرق المني، بثور تكون في قضيب الرجل) وهو بالمجمل أقتصر على تعداد بعض الأسباب دون الشرح في ألية عملها كما أستبعد فكرة فساد المني عند المرأة وتكلم عن فساد المني عند الرجل.

3- أسباب طارئة:

ويعدد بعضها كمثل امتناع المرأة عن الجماع أو الإبطاء فيه أو القيام سريعاً بعد الأشتمال.أو بسبب كبر السن .ويقول بوجود حالة يكون فيها المسبب اتفاق المنيين في الرداءة, وهنا لم يذكر ما قاله ابن سينا عن تلاقي منيين ذوي مزاجين متعاكسين وإصلاح بعضهما لبعض.بل يقول بأجتماع منيين غير مناسبين للألقاح بأجتماعهما معاً.
نجده لا يخرج عما ذكره من سبقه من الاطباء في ذكره للأسباب ولكنه أهمل ذكر العديد من الأسباب وخاصة تلك التي قال عنها ابن سينا علل في المبادي وعلل أعضاء التوليد , بل أكتفي بذكر الأسباب الناجمة عن العلل الموضعية أو المسببة لفساد المني في الرحم.ولبعض العلل الطارئة .
لا نجد ذكراً للعقم المناعي وكذلك لعدد من أسباب العقم الموضعية كإصابات عنق الرحم , وعلينا أن نذكر أن بعض الأمراض العامة قد تسبب العقم وتنقص الخصوبة ولكن باليات مختلفة نذكرها في فصل لاحق .
غياب الطمث فسر بوجود انسداد يمنع دم الطمث في الأوعية الرحمية وبالتالي فهو سبب لحدوث العقم, ونحن نعلم أن غياب الطمث هو عرض وليس مرض ولكنه يرتبط عادة بالإباضة .
اما فساد المني فقد استدل عليه الزهراوي من أعراض وعلامات ظهرت له بفحص دم الطمث عيانياً ونحن نعلم الأن أن الفحص المباشر لا يفيد بكشف العقم أو مسبباته
العلامات:
قسم العلامات بحسب الأمراض المحدثة للعقم والتزم ما ذكره ابن سينا والنظرية السائدة في عصره.
العلامات الدالة على أسواء المزاج:
( -علامة امتناع الحبل من إفراط حرارة الرحم: حمرة الوجه أو صفرته إذا كان المرار أغلب، وضربان العروق وحمرة البول ويكون دم الطمث أصفر وأسود محترقاً.
-وعلامته من إفراط البرودة أن يضرب اللون إلى الخضرة أو إلى الكمودة أو إلى الصفرة، وضعف ضربان العروق وبياض اللون ودم الطمث رقيق قليل مائل إلى البياض.
-وعلامته من إفراط الرطوبة رخاوة البدن، وضعفه عند أدنى تعب أو جوع مع رقة البول وبياضه ومجسة العرق مسترخي لين.
-وعلامته من إفراط اليبس ما تجد المرأة من إفراط اليُبس في نفس الرحم والصلابة كما يعرض للعاقر ومعرفة هذا خفي جداً، وأما علامات المزاج المركب فيستدل به من المفردة.
-وعلامته من قبل البلل والنداوة ما تجد المرأة عند المباضعة وربما سال عنها في غير المباضعة.
-وعلامته من قبل الريح الغليظة انتفاخ الثُنة دائماً، والتأذي بالأطعمة المنفخة والإسقاط قبل أن يعظم الجنين.) ولا يمكن الحكم على هذه العلامات إلا من وجهة نظر الفكرة السائدة في ذلك الزمان عن الأعراض العامة والموضعية والعينية لمختلف أنواع أسواء المزاج الأربعة والتي يستدل عليها بأحوال دم الطمث وصفاته والمني وصفاته.
العلامات الدالة على العقم الأنثويفيما تبقى من العلل :
(وعلامته من ضعف القوة الماسكة سيلان المني في إثر الجماع دائماً من غير عرض آخر تجده المرأة. وعلامته من قبل السدة مما يأتي ذكره بعد هذا، وعلامته من قبل احتباس الطمث ما أخبرت به المرأة.وعلامته من قبل زيادة لحم المرأة وشحمها ما ظهر من ذلك للحس، وعلامته من قبل إبطاء المباضعة ما حدث من ذلك.وعلامته من قبل الأورام وجود ذلك بالجس) وهو هنا يشير إلى الأفات الظاهرة السبب والتي يستدل عليها بحدوث الحالة المسببة ككثرة الشحم وانفطاع الطمث.
كما يذكر تجربتين هامتين في تحديد العقم بالاعتماد على فحص البول وأثر البول المطروح من الذكر والانثى في الزرع , ولكن ابن سينا من قبله نفى أن تكون هذه العلامة مجدية في تحديد العقم. كما يذكر تجربة نجدها عند من سبقه وهي التبخير بأبخرة ضمن المهبل ومعرفة أثرها في رائحة الفم .أو بلستخدام الثوم ضمن المهبل وتحديد العقم بوجود رائحة الثوم في فمها.فيقول: ( وعلامته من قبل الرجل إذا كان عقيماً أو المرأة، أن تأمرهما أن يبولا جميعاً كل واحد منهما على حدة في أصل حصة وانظر أيهما يجف، فاعلم أن امتناع الولد من قبله، أو أمرهما أن يأخذا نطفتيهما ويلقيانهما في الماء، فينظر أيهما تطفو فوق الماء فإن الامتناع من أجله. ومعرفة المرأة إذا كانت عاقراً، أن تجلسها على كرسي مثقوب وهي على الريق وتغطي بثوب ويجعل تحتها مبخرة فيها سندروس أو لبان قسط، فإن رأيت بخار تلك الدخنة تخرج من منخريها أو من فيها فليست بعاقر، ويُرجى لها أن تحمل، فإن لم ترد ذلك فإنها عاقر، وتأخذ الثوم فتدقه وتحمله في صوفة ليلة، فإذا أصبحت فإن وجدت رائحة الثوم تخرج على فيها فليست بعاقر وإن لم تجد ذلك فهي عاقر.) وهي العلامات تدل على وجود سدة في الرحم تمنع اتصال جوف الرحم بأفواه العروق التي بالرحم ومنها إلى باقي العضوية ونحن نعلم اليوم بطلان هذه التجارب.

علامات العقم الذكري:

وعلاماته واضحة تظهر بالفحص المباشر لأعضاء الذكر, أو بالفحص العياني للسائل المنوي. بقول: (وعلامته من قبل علة في أنثيي الرجل وجود ذلك بالجس، وعلامته من قبل قصر الكمرة أو تشنج القضيب أو استرخائه أو قروح أو بثور تكون فيه أو لرقة المني أو لغلظه أو لنتنه أو لفرط بَرده أو حَرّه، كل ذلك موجود بالحس، وما بقي من الأقسام كذلك).

علاج العقم

يبقول الزهراوي بأن العلاج لحالات امتناع الحبل يكون بعلاج السبب إما بتعديل المزاج بما يعاكسه فالمزاج البارد يعالج بما يسخن والمزاج الحار يعالج بما يرطب ويبرد فيقول:(علاج امتناع الحبل من إفراط حرارة الرحم أخذ كل ما يبرد ويرطب مثل الخس والبقلة اليمانية، والرجلة والقرع والقثارة ونحوها، وتضمد المثانة والظهر والقبل بعصارة البقول الباردة مثل عصارة حي العالم أو عصارة الرجلة أو الخس أو البنج أو عنب الثعلب ونحوها.
وعلاجه من قبل البرودة ضد هذا التدبير وأخذ الشراب الصرف والفراريج المطيبة بالتابل، وحمل الأضمدة التي تسخن بما ذكرنا في مقالة الباه.
وعلاجه من قبل إفراط الرطوبة جميع ما يجفف المزاج ويسخن من دواء أو غذاء، ويضمد الرحم بما يقبض ويجفف مثل السك وورق الآس والورد والسنبل والأذخر ونحوها.
وعلاجه من قبل إفراط اليبوسة التوسع في الغذاء والحمام وأخذ الألبان والأدهان الرطبة وأخذ الشراب الكثير المزاج.
وعلاجه من قبل سوء المزاج المركب إن كان الدم الغالب فالفَصد شفاؤه وإن كان عن مرة صفراء فإسهالها بما يخصها، وكذلك البلغم إسهاله أو قيه، وكذلك السوداء بما يخصها من الدول المُسهل.
وعلاجه من قبل بلل الرحم ونداوته استعمال القيء حتى يجف البلغم، وتحمل المرأة من السجزنانا في صوفة أو تأخذ جزء من حنظل وجزء عنزروت ويهيأ منه فتيلة وتحتملها، أو تتحمل شيئاً من العرطنيثا مع الكمون أو تحقن ببعض الطيوب القابضة الناشفة مما يقوي الرحم ويجففه مما قد ذكرنا في آخر مقالة الباه
وعلاجه من قبل الريح الغليظة أخذ ماء الأصول بدهن الخروع مع معجون البزور وجميع ما يفش الرياح، ويدهن الرحم بدهن الشبث والبابونج أو دهن القسط ونحوها، علاجه من قبل ضعف القوة الماسكة معالجته بما يقوي الرحم ويجففه. وعلاجه من قبل السدة ما يأتي في موضعه، وعلاجه من قبل البلغم الغليظ أخذ اللوغاذيا واحتمال السكزنايا في القبل وأخذ الجوارشنات الحارة والأغذية الجافة.). فهو هنا إلى جانب الأدوية العامة والموضعية يعمد إلى استخدام المقيئات والمسهلات وكذلك إلى الفصد بهدف إفراغ الأخلاط الزائدة والرديئة ولتقوية الرحم.
ويعالج السمنة بالتهزيل والإسهال: (وعلاجه من قبل زيادة لحم المرأة أو شحمها إسهال البطن وجميع ما يهزل البدن ويذهب الشحن مما قد ذكرته في مقالة الباه وفي باب تهزيل السمين.وعلاجه من قبل التخم التحفظ من ذلك وإصلاح المعدة بما قد ذكرنا في أمراض المعدة، وعلاجه من قبل إبطاء المباضعة الرجوع إليه على تدريج واستعمال ما يقوى على الباه.) كما يذكر بعض المعالجات التي تهدف إلى الإسراع في الحمل وقد وجدنا مثل هذه المعالجات في كتب السابقين له ويقول بأنه لم يجربها ولكنه يذكر بعضاً منها:(وعلاج المرأة التي يعسر عليها الحبل، وصفت الأوائل أدوية كثيرة لذلك ولم أجربها، فمن ذلك دواء يفعل بالخاصية، أن تسقى المرأة من برادة العاج بعسل ثم تجامع أو تبلغ خصيتي ديك أبيض حين يذبح وتدهن المرأة فرجها بدهن البلسان والرجل ذكره ويجامعها من وقته، أو تتحمل المرأة بعد خروجها من حيضها بمرارة حمامة بعد أن تجعلها في صوفة ثم تجامع.
صفة دواء للعاقر يؤخذ قضيب الضبع فيجفف ويسحق ناعماً وتشرب منه المرأة كل يوم وزن درهم بشراب مثله، آخر لمثل ذلك تأخذ المرأة أنفحة أرنب وتخلطها مع الرند المذاب أو مع دهن البنفسج وتحتمله بعد الطهر، وكذلك تفعل مرارة الأرنب أو مرارة الحمام أو مرارة الشبوط إذا أخذ منها ما أمكن، فسحقت مع دهن الناردين وتحتمله المرأة بعد طهرها، صفة دواء ينفع من امتناع الحبل يؤخذ زعفران ومر وسنبل وشحم دجاجة وعلك رومي ودهن الناردين من كل واحد جزء يُذاب الشحم ويخلط بالأدوية وتتحمل به المرأة بأن تأخذ منه مثقال، وتدعه ثلاث ساعات من الليل في الرحم، وقد ذكرت من هذه الأدوية في مقالة الباه ما فيه كفاية).
أما في علاج العقم الذكري فيقول باستخدام الجراحة أو تعديل مزاج المني الفاسد بما يعاكسه من الأدوية: (وعلاجه من قبل علة في أنثيي الرجل مما قد ذكرنا فيما تقدم.وعلاجه من قبل رباط في أصل الكمرة، أو تشنجه، قطع ذلك الرباط وحل ذلك التشنج ببعض الملينات مما قد ذكرنا، وعلاجه من قبل فساد المني وخروجه عن الاعتدال، رده إلى الاعتدال بما ذكر في فساد مزاج الرجل.وعلاجه إذا كان من قبل موافقة مني الرجل والمرأة في الرداءة امتحان ذلك بما ذكرنا، ورد كل واحد منهما إلى الاعتدال.)

العقم:

يقول الزهراوي منفرداً عن الباقين بوجود عقم لا يعالج سببه خاص بالمني الذي لا يولد فيقول:(يكون إما من الرجال وإما من النساء، من غير سبب من الأسباب التي ذكرنا بل بخاصة في المني كحال الشجرة التي لا تثمر وقد ذكر الأوائل لذلك أدوية لم نجربها فمن ذلك ما ذكرنا فوق هذا الباب وما ذكرناه في مقالة الباه.) وهذا ما يقابل العقم الغير مفسر والمعند عادة على العلاج والعقم الناجم عن تشوهات صبغية غير سريرية والتي تسبب فشلاً في الالقاح أو تشكل المضغة.
المصدر :
تحقيق راسخون 2016

 



ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.