
لمّا تغلّب أبو عليّ بن كتيفات بن الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي على رتبة الوزارة في أيام الحافظ لدين الله أبي الميمون عبدالمجيد بن الأمير أبي القاسم محمّد بن المستنصر بالله في سادس عشر ذي القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة ، سجَنَ الحافظ وقيّده ، واستولى على سائر ما في القصر من الأموال والذخائر ، وحملها إلى دار الوزارة ، وكان إمامياً متشدّداً في ذلك ، خالف ما عليه الدولة من مذهب الإسماعيلية ، وأظهر الدعاء للإمام المنتظر ، وأزال من الأذان « حيّ على خير العمل » وقولهم « محمّد وعليّ خير البشر » ، وأسقط ذكر إسماعيل بن جعفر الذي تنتسب إليه الإسماعيلية ، فلما قتل في سادس عشر المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة عاد الأمر إلى الخليفة الحافظ وأعيد إلى الأذان ما كان أُسقط منه(1).
وفي بعض كلام المؤرخين هذا خطأ ؛ إذ المعروف عن الإمامية والثابت عندهم هو جزئية « حيّ على خير العمل » فلا يجوز رفعه إن كان كتيفات هذا إمامياً بالمصطلح.
واما الدعاء للإمام المنتظر وإسقاط ذكر إسماعيل بن جعفر من الخطبة فكانت خطوة سياسية احتمى بها ابن كتيفات ؛ لأنّه كان سنيّاً لكنّه أظهر التمسّك بالإمام المنتظر.
وهذا ما صرح به الذهبي في ( العبر في خبر من غبر ) بأن أبويه كانا سنييّن ، قال : ... فحجر على الحافظ ومنعه من الظهور ، وأخذ أكثر ما في القصر ، وأهمل ناموس الخلافة العبيدية ، لأنّه كان سنيّاً كأبيه ، لكنه أظهر التمّسك بالإمام المنتظر ، وأبطل من الأذان « حيّ على خير العمل » ، وغيرّ قواعد القوم ، فأبغضه الدعاة والقواد وعملوا عليه(2).
وقال اليافعي في ( مرآة الجنان وعبرة اليقظان ) : ... وأهمل ناموس الخلافة العبيدية ؛ لأنّه كان سنياً كأبيه ، لكنّه أظهر التمسّك بالإمام المنتظر وأبطل من الأذان « حيّ على خير العمل » وغيّر قواعد القوم ، فأبغضه الدعاة والقوّاد وعملوا عليه ، فركب للعب الكرة في المحرم فوثبوا عليه وطعنه مملوك الحافظ بحربة..(3).
حلب ( سنة 543هـ )
جاء في ( زبدة الحلب من تاريخ حلب ) : ... وشرع نور الدين(هو نور الدين أبو القاسم محمود بن زنكي بن آقسنقر ، المولود سنة 511هـ ، وكان حنفي المذهب داعية إلى مذهبه ، وهو مؤسس الدولة النورية في الشام.)في تجديد المدارس والرباطات بحلب ، وجلب أهل العلم والفقهاء إليها ، فجدّد المدرسة المعروفة بالحلاويين في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، واستدعى برهان الدين عليّ بن الحسن البلخي الحنفي وولاّه تدريسها ، فغيّر الأذان بحلب ، ومنع المؤذنين من قولهم « حيّ على خير العمل » ، وجلس تحت المنارة ومعه الفقهاء وقال لهم : من لم يؤذن الأذان المشروع فألقوه من المنارة على رأسه ، فأذنّوا الأذان المشروع واستمر الأمر من ذلك اليوم...(4)قال الذهبي في سيرأعلام النبلاء في ترجمة عليّ بن الحسن بن محمّد ابي الحسن الحنفي الفقيه : سمع بما وراء النهر وتنتسب إليه المدرسة البلخية ويلقب بالبرهان ، وهو الذي أبطل من حلب الأذان بـ « حيّ على خير العمل » ، مات سنة 548. (5)
وكان المقدسي قد نوه عن إبطال الأذان بـ « حيّ على خير العمل » ، بقوله : ورد الخبر من ناحية حلب بأنّ صاحبها نور الدين بن أتابك أمر بإبطال « حيّ على خير العمل » في أواخر تأذين الغداة والتظاهر بسب الصحابة وأنكر ذلك إنكاراً شديداً ، وساعده على ذلك جماعة من السنة بحلب ، وعظم هذا الأمر على الإسماعيلية وأهل التَشَيُّع ..(6) وفي ( العبر في خبر من غبر ) قال : أبو الحسن البلخي عليّ بن الحسن الحنفي... وكان يلقّب برهان الدين... وهو الذي قام في ابطال « حيّ على خير العمل » من حلب(7).
وجاء في ( البداية والنهاية ) لابن كثير : افتتح نور الدين أبو القاسم التركي السلجوقي وكان حنفي المذهب.. وأظهر السنّة وأمات البدعة ، وأمر بالتأذين بـ « حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح » ، ولم يكن يؤذن بهما في دولتي أبيه وجدّه وإنّما كان يؤذن بـ « حيّ على خير العمل » لأن شعار الرفض كان ظاهراً بها(8).
وفي ( النجوم الزاهرة ) وكتاب الروضتين في أخبار الدولتين وخطط الشام لمحمد كرد عليّ وغيرها والنص للثاني : قال أبو يعلى التميمي : وفي رجب من هذه السنة [ أي 543هـ ] ورد الخبر من ناحية حلب بأنّ صاحبها نور الدين بن أتابك أمر بإبطال « حيّ على خير العمل » في أواخر تأذين الغداة ، والتظاهرِ بسب الصحابة ، وأنكر ذلك إنكاراً شديداً ، وساعده على ذلك جماعة من السنة بحلب ، وعظم هذا الأمر على الإسماعيلية وأهل التشيع ، وضاقت له صدورهم وهاجوا له وماجوا ، ثمّ سكنوا وأحجموا للخوف من السطوة النورية المشهورة والهيبة المحذورة...(9)
حلب ( سنة 552هـ )
اشتد المرض في شهر رمضان بنور الدين وخاف على نفسه ، فاستدعى أخاه نصرة الدين أمير أميران ، وأسد الدين شيركوه ، وأعيان الأمراء والمقدمين ، وأوصى إليهم وقرر أن يكون أخوه نصرة الدين القائم في منصبه من بعده ويكون مقيماً في حلب ، ويكون أسد الدين في دمشق في نيابة نصرة الدين... واتّفق وصول نصرة الدين إلى حلب فأغلق والي القلعة مجد الدين في وجهه الأبواب وعصى عليه ، فثارت أحداث حلب... ، ودخل نصرة الدين في أصحابه وحصل في البلد ، وقامت الأحداث على والي القلعة باللوم والإنكار والوعيد ، واقترحوا على نصرة الدين اقتراحات من جملتها إعادة رسمهم في التأذين « حيّ على خير العمل ، محمّد وعليّ خير البشر » فأجابهم إلى ما رغبوا فيه وأحسن القول لهم والوعد..(10).وفي ( زبدة الحلب من تاريخ حلب ) : ... ثمّ عاد نور الدين إلى حلب فمرض بها في سنة أربع وخمسين مرضاً شديداً بقلعتها ، وأشفى على الموت ، وكان بحلب أخوه الأصغر نصر الدين أمير اميران محمّد بن زنكي ، وأرجف بموت نور الدين ، فجمع أمير اميران الناسَ واستمال الحلبيّ وملك المدينة دون القلعة ، وأذِن للشيعة أن يزيدوا في الأذان « حيّ على خير العمل ، محمّد وعليّ خير البشر » على عادتهم من قبل ، فمالوا إليه لذلك(11).
مصر ( سنة 565هـ )
جاء في ( نهاية الأرب في فنون الأدب ) : ... قال المورخ : ولعشر مضين من ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة أمر الملك الناصر [ أي صلاح الدين الأيوبي ] أن يسقط من الأذان قولهم « حيّ على خير العمل ، محمّد وعليّ خير البشر » وكانت أول وصمة دخلت على الشيعة والدولة العبيدية ، ويئسوا بعدها من خير يصل إليهم من الملك الناصر ، ثمّ أمر أن يذكر في الخطبة بكلام مجمل ، ليلبس على الشيعة والعامة : اللّهم أصلح العاضد لدينك...(12)ونقل أبو شامه عن ابن أبي طي فيما جرى في مصر سنة 566هـ قوله : في هذه السنة شرع السلطان ـ يعني صلاح الدين ـ في عمارة سور القاهرة لأنه كان قد تهدّم أكثره وصار طريقاً لا يردّ داخلاً ولا خارجاً ، وولاّه لقراقوش الخادم ، وقبض على القصور وسلّمها إليه ، وأمر بتغيير شعار الإسماعيلية وقطع من الأذان « حيّ على خير العمل » وشرع في تمهيد أسباب الخطبة لبني العباس(13).
وجاء مثله عند ابن كثير في البداية والنهاية(14).
وقال ابن الاثير : كان السبب في ذلك أن صلاح الدين يوسف بن أيوب لما ثبت قدمه بمصر وأزال المخالفين له وضعف أمر العاضد وهو الخليفة بها.. كتب إليه الملك العادل نور الدين محمود يأمره بقطع الخطبة العاضدية وإقامة الخطبة العباسية ، فاعتذر صلاح الدين بالخوف من وثوب أهل مصر وامتناعهم من الإجابة إلى ذلك لميلهم إلى العلويين ، فلم يصغ نور الدين إلى قوله وأرسل إليه يلزمه إلزاماً لا فسحة له فيه(15).
مصر ( سنة 567هـ )
جاء في ( نهاية الأرب في فنون الأدب ) : ... كان انقراض هذه الدولة عند خلع العاضد لدين الله ، وذلك في يوم الجمعة لسبع مضين من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة ، وكان سبب ذلك أنّ صلاح الدين يوسف لمّا ثبتت قدمه في صلب الديار المصرية واستمال الناس بالأموال ، قتل مؤتمن الخلافة جوهراً... ونصب مكانه قراقوس الأسدي الخصي خادم عمّه ، ثمّ كانت وقعة السودان فأفناهم بالقتل... ثمّ أسقط من الأذان قولهم « حيّ على خير العمل » ، وأبطل مجلس الدعوة ، وضعف أمر العاضد معه إلى الغاية ، فعند ذلك كتب الملك العادل نور الدين إلىالملك الناصر صلاح الدين يأمره بالقبض على العاضد وأقاربه والخطبة للخليفة المستضيء بنور الله ، وكان المستضيء قد راسله في ذلك فامتنع صلاح الدين...(16)وذكر ابن العماد في الشذرات هذا الموضوع فيما جرى في سنة 569 ، فقال : وفيها مات نور الدين الملك العادل أبو القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ، تملَّك حلب بعد أبيه ثّم أخذ دمشق فملكها عشرين سنة وكان مولده في شوال سنة 511.... وأزال الأذان بـ « حيّ على خير العمل » وبنى المدارس وسور دمشق(17).
حلب ( سنة 570هـ )
وفي هذه السنة عزم صلاح الدين الأيوبي الدخول إلى الشام [ وذلك بعد موت نور الدين ] ، فلما استقرّت له دمشق نهض إلى حلب ونزل على أنف جبل جوشن ، وكان على حلب آنذاك ابن نور الدين ، والأخير جمع أهل حلب وقال لهم : يا أهل حلب ، أنا ربيبكم ونزيلكم ، واللاجئ إليكم ، كبيركم عندي بمنزلة الأب ، وشابّكم عندي بمنزلة الأخ ، وصغيركم عندي يحلّ محلّ الولد ، قال : وخنقته العبرة ، وسبقته الدمعة ، وعلا نشيجه ، فافتتن النَّاس وصاحوا صيحةً واحدة ، ورمَوْا بعمائمهم ، وضجُّوا بالبكاء والعويل ، وقالوا : نحن عبيدك وعبيد أبيك ، نقاتل بين يديك ، ونبذل أموالنا وأنفسنا لك. وأقبلوا على الدُّعاء له ، والترحُّم على أبيه.وكانوا قد اشترطوا على الملك الصَّالح أنه يُعيد إليهم شرقية الجامع يُصَلُّون فيها على قاعدتهم القديمة ، وأن يُجهر بـ « حيّ على خير العمل » في الأذان ، والتذكير في الأسواق وقُدَّام الجنائز بأسماء الأئمة الإثني عشر ، وأن يصلُّوا على أمواتهم خمس تكبيرات ، وأن تكون عقود الأنكحة إلى الشريف الطَّاهر أبي المكارم حمزة بن زُهْرة الحسيني ، وأن تكون العصبية مرتفعة ، والنَّاموس وازع لمن أراد الفتنة ، وأشياء كثيرة اقترحوها مما كان قد أبطله نور الدين رحمه الله تعالى ، فأُجيبوا إلى ذلك.
قال ابن أبي طيّ : فأذّن المؤذّنون في منارة الجامع وغيره بـ « حيّ على خير العمل » ، وصلّى أبي في الشَّرْقية مُسْبِلاً ، وصلَّى وجوه الحلبيين خلفه ، وذكروا في الأسواق وقُدَّام الجنائز بأسماء الأئمّة ، وصلّوا على الأموات خمس تكبيرات ، وأُذِنَ للشريف في أن تكون عقود الحلبيين من الإمامية إليه ، وفعلوا جميع ما وقعتِ الأيمان عليه(18).
مكّة ( سنة 579هـ )
قال ابن جبير : وللحرم المكي أربعة أئمّة سنية وإمام خامس لفرقة تسمى الزيدية ، وأشراف أهل هذه البلدة على مذهبهم ، وهم يزيدون في الأذان « حيّ على خير العمل » إثر قول المؤذن « حيّ على الفلاح » ، وهم روافض سبّابون والله من وراء حسابهم وجزائهم ، ولا يجمعون مع الناس إنّما يصلون ظهراً أربعاً ، ويصلّون المغرب بعد فراغ الأئمة من صلاتها ، فأوّل الأئمّة السنية الشافعي ، وإنّما قدمنا ذكره لأنّه المقدم من الإمام العباسي وهو أوّل من يصلي وصلاته خلف مقام إبراهيم إلاّ صلاة المغرب فإن الأربعة الأئمّة يصلونها في وقت واحد مجتمعين لضيق وقتها ، يبدأ مؤذن الشافعي بالإقامة ثمّ يقيم مؤذنوا سائر الأئمّة ، وربما دخل في هذه الصلاة على المصلّين سهو وغفلة لاجتماع التكبير فيها من كلّ جهة ، فربما ركع المالكي بركوع الشافعي أو الحنفي ، أو سلم أحدهم بغير سلام إمامه ، فترى كلّ أُذُن مصغية لصوت إمامها أو صوت مؤذّنه مخافة السهو ، ومع هذا فيحدث السهو على كثير من الناس ثمّ المالكي وهو يصلي قبالة الركن اليماني...(19)مكّة ( سنة 582هـ )
وفيها دخل سيف الإسلام أخو صلاح الدين إلى مكّة وضرب الدنانير فيها باسم اخيه ، ومنع من قولهم « حيّ على خير العمل »(20).مكّة ( سنة 617هـ )
وفيها توفي الشريف أبو عزيز قتاده بن إدريس الزيدي الحسني المكّي أمير مكّة .كان شيخاً عارفاً منصفا ، نقمةً على عبيد مكّة المفسدين ، وكان الحاج في أيامه في أمان على أموالهم ونفوسهم ، وكان يؤذّن في الحرم بـ « حيّ على خير العمل » على قاعدة الرافضة ، وما كان يلتفتُ إلى أحد من خلق الله تعالى ، ولا وطئ بساط الخليفة ولا غيره ، وكان يحمل إليه من بغداد في كلّ سنة الذهب والخلع وهو بداره في مكّة ، وهو يقول : أنا أحق بالخلافة من الناصر لدين الله ، ولم يرتكب كبيرة فيما قيل...(21)
مكّة ( سنة 702هـ )
جاء في ( الدرر الكامنة ) قوله : أبطل [ بزلغى التتري حينما كان على الحج ] الأذان بـ « حيّ على خير العمل » وجمع الزيدية ومنعهم من الامامة بالمسجد الحرام(22).المصادر :
1- المواعظ والاعتبار للمقريزي 2 : 271 ، وانظر : قصة قتل أبي علي بن كثيفات في الكامل في التاريخ 8 : 334 أحداث سنة 526هـ
2- العبر في خبر من غبر 4 : 68 ، شذرات الذهب 2 : 78 ، سير أعلام النبلاء 19 : 509 ـ 510.
3- مرآة الجنان وعبرة اليقظان 3 : 251.
4- زبدة الحلب في تاريخ حلب لابن العديم 2 : 475 ـ 476.
5- سير أعلام النبلاء 20 : 276.
6- الروضتين في أخبار الدولتين 1 : 202.
7- العبر في خبر من غبر 4 : 631 ، الدارس في تاريخ المدارس 1 : 368.
8- البداية والنهاية 12 : 298.
9- النجوم الزاهرة 5 : 282.(2) الروضتين في اخبار الدولتين 1 : 201 ـ 202.(3) خطط الشام لمحد كرد علي 2 : 21.
10- الروضتين في اخبار الدولتين 1 : 347 ، بغية الطلب في تاريخ حلب 4 : 2024.
11- زبدة الحلب من تاريخ حلب لابن العديم 2 : 486.
12- نهاية الارب في فنون الادب الفن 5/القسم 5/الباب 12 أخبار الملوك العبيديون.
13- الروضتين في اخبار الدولتين 2 : 184.
14- البداية والنهاية 12 : 283.
15- الكامل 9 : 111 وعنه في الروضتين في اخبار الدولتين 2 : 190.
16- نهاية الارب في فنون الادب الفن 5/القسم 5/ الباب 12 أخبار الملوك العبيديون.
17- شذرات الذهب 4 : 228.
18- الروضتين في اخبار الدولتين 2 : 348 ـ 349 ، البداية والنهاية 12 : 309 وفيه : شرط عليه الروافض .
19- رحلة ابن جبير 1 : 84 ـ 85 ، وقد ذكر بعض ما يتعلق بأئمّة المذاهب الأربعة ، وأغفل ما يتعلق بإمام الزيدية!!
20- النجوم الزاهرة 6 : 103 ، الروضتين في اخبار الدولتين 3 : 271.
21- النجوم الزاهرة 6 : 249 ـ 250.
22- الدرر الكامنة 2 : 9.