الحب بعد الأربعين

بعد سن الأربعين هناك تغييرات نفسية كبيرة تحدث عند الزوج وعند الزوجة ، في بداية الزواج كانت العلاقة الزوجية قوية وكلمات الحب كثيرة والاتصال الجنسي كان متكرراً ، بعد ذلك الزوج بدأ ينشغل في تأمين مستقبل زوجته
Sunday, April 9, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الحب بعد الأربعين
 الحب بعد الأربعين





 
بعد سن الأربعين هناك تغييرات نفسية كبيرة تحدث عند الزوج وعند الزوجة ، في بداية الزواج كانت العلاقة الزوجية قوية وكلمات الحب كثيرة والاتصال الجنسي كان متكرراً ، بعد ذلك الزوج بدأ ينشغل في تأمين مستقبل زوجته وأولاده وخفَّت عنده الكلمات وقلَّ عنده الاتصال الجنسي وهذا شيء طبيعي .
نفس الشيء الزوجة عندما غاب زوجها عن البيت وبدأ يؤمن للمستقبل بدأت تطالبه بالعاطفة والحب ، واستمرت تطالبه بالعاطفة والحب سنة وسنتين وخمساً وعشراً إلى أن وصلت إلى مرحلة تشبعت وملَّت من مطالبة زوجها وبدأ الحياة الزوجية بشيء من الروتين ، الزوج أبو خالد صار عمره أربعون سنة وخمس وأربعون سنة والآن أمَّنت مستقبل البيت وأمَّن مستقبل الزوجة والأولاد وجمَّع المال ثم التفت إلى بيته مرة أخرى .
الآن الزوج أبو خالد بعد سن الأربعين بدأ يبحث عن الحب ، ذاك الحب الذي كان في أول الزواج ، التفت إلى أم خالد وإذا هي لا تعطيه وجهاً ولا بالاً ، وإذا قال لها : يا أم خالد ! أنا أحبك .
قالت له : ها ، دعك من هذا ، أين أنت من قبل ؟ الآن تأتيني في آخر عمرك ؟. هذه الردود تجعل من أبي خالد يفكر تفكيراً آخر ، ولذلك الرجل عندما ينضج وتستقر نفسيته يبدأ يشتاق للحب والجنس مرة أخرى ، ولذلك قد يستغرب البعض أن رغبة الرجل للجنس تزداد بعد سن الأربعين ؛ لأنه بعد الأربعين الرجل دخل في التقاعد والتقاعد قضية يكون فيها عند الرجل أن الرجل دائماً يحرص على الأكل الصحي ولا يأكل إلا فاكهة ، ويكون حريصاً مع اللحم وحريصاً مع الحلويات فدائماً يكون غذاؤه صحياً وباله مرتاح ، والإنسان إذا كان غذاؤه صحياً وكان باله مرتاحاً ازدادت رغبة الجنس عنده ومن ثم يبدأ يطلب الزوج الزوجة ، فإذا كانت الزوجة لا تقدر هذا الظرف ولا تعرف كيف تتعامل مع الزوج بعد سن الأربعين فسوف يترتب عندهم مشكلة في علاقتهم الزوجية والسبب هو الحب .
نذكرة مرة أخرى في بنك الحب والحسابات التي فتحناها مع بعض كيف يمكن أن تنمي العلاقة الزوجية ؟.
أحياناً بعض الرجال عندما تبدأ تتكلم معه بالعاطفة والحب يستهزئ منها ، لكن هو في قرارة نفسه يريد أن يسمع هذه الكلمات لأنه له عشر أو خمس عشرة سنة وهو لا يعبر عن حبه ولا يمدحها إذا هي عبَّرت عن حبها وبالتالي سيسير هو على نفس الشخصية ، فعندما تعبر الزوجة عن حبها يبدأ يستهزئ بها ولا يراعي مشاعرها ، لكن هو من الداخل هو يحب ويرغب ولذلك نحن نقول : لا بد أن الزوجين بعد الأربعين يفهما بعضهما البعض .
الإنسان مذ أن كان في بطن أمه كان في مرحلة احتضان ، فالبطن كان يحتضن الجنين ، بعد هذه المرحلة بعدما نزل من بطن أمه وولدته أمه وأمه بدأت تحتضنه وظل سنين وأمه تحتضنه ، وحتى عندنا في الفقه والشريعة لو توفت الأمن فإن الحاضنة بعد الأم الجدة أو الخالة ، ولذلك من فقه الشريعة عندنا شيء اسمه الحضانة ، والحضانة من الحضن من الاحتضان فالإنسان يحب الاحتضان ، وبعدما تزوج هذا الرجل فجأة وجد نفسه بلا حضن ، وعندما كبر في السن وصار عمره خمس وأربعون وخمسون وارتاحت أموره واستقرت معيشته وجمع مالاً اشتاق لأصله واشتاق .
الكلام حول الحب بعد الأربعين كلام يطول لكن في برنامج تنمية الحب نختصر بعض الأفكار المطروحة فيما بعد سن الأربعين ، ومما ثبت علمياً من فوائد التعتبير عن الحب على نفسية الزوج أو الزوجة الآن وفي كثير من الدراسات أن التعبير عن الحب إذا الزوجة سمعت زوجها يعبر عن حبه أو السمع سمع زوجته تتكلم معه بكلمات حب أن هذه العبارات تؤثر على خلايا الكائنات الحية في الجسم ، وأنها تساعد على تنظيم الدورة الدموية ، فلو أن الزوج أو الزوجة عندهم مشكلة في دورتهم الدموية فليتكلما كلام حب فهو أحسن علاج .
وأما الفائدة الثالثة من فوائد كلام الحب والتعبير عن الحب أنه يقاوم الخلايا المميتة أو الخبيثة داخل جسم الإنسان كبعض الميكروبات الموجودة داخل الجسم ، هذه كلها أمور مهمة جداً في التعبير عن الحب ، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدفع بهذا الاتجاه وكان يحب دائماً أن يشيع الحب ويعبر عن الحب ، مرة أحد الصحابة كان جالساً مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر إنسان وسلَّم عليهم ، فقال هذا الصحابي للنبي صلی الله عليه وآله وسلم:
(( يَا رَسُولَ اللهِ ! إِنِّي أُحِبُّ فُلانَاً . فَقَالَ النَّبِيُّ : هَلاَّ أَخْبَرْتَهُ ؟. قَالَ : لا . قَالَ : اذْهَبْ فَأَخْبِرْهُ . فَذَهَبَ هَذَا الصحابي وقال للشخص الذي يحبه : إني أحبك في الله . فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يدفع بهذا الاتجاه التعبير عن الحب لأن التعبير عن الحب يشيع هذه المفاهيم فيكون عندنا مجتمع مترابط ومجتمع فيه حب ، وهذا الحب لا شك أن له فوائد نفسية وفوائد صحية وله فوائد تربوية عندما يتم إشاعته ما بين أفراد الأسرة .
من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأزواج أنه تأتي الزوجة فتصرخ في وجه زوجها وتقول : أريدك أن تحسسني بالحب . ويبدأ الزوج يستهزئ في مشاعر زوجته ويستهزئ في طلبات زوجته ، هذا الاستهزاء يُترجم إلى الإهانة ويُترجم إلى عدم التقدير وهذا يكشف الحساب الموجود في بنك الحب .
الزوجة عندما تصرخ على زوجها وتقول : أريدك أن تحسسني بالحب . فالواجب على الزوج في هذه الحالة أن يستقبل هذا الطلب ويكون متفهماً مع زوجته ويعبر عن حبها تجاهه حتى يشبعها عاطفياً .
ومن أكبر الأخطاء التي تقع به الزوجات أن يأتي الزوج بعد سن الأربعين ويقول لزوجته : أنا أريد حباً . فتقول له زوجته : ما هذا الكلام ، اخجل على نفسك فأنت رجل كبير . ونفس ما قلنا في حق الزوج نقول الآن في حق الزوجات ، فالزوج عندما يطلب هذا الطلب لا بد أن يرعى طلبه وأن يُقدَّر وأن الزوجة لا ترفض هذا الطلب ، الزوج عندما يقول : أريد حباً .
قد يكون المراد أنه يريد كلمات وقد يكون المراد أنه يريد احتضاناً وقد يكون المراد أنه يريد المعاشرة الزوجية ، فالزوجة لا بد أن تتعامل مع زوجها بشيء من الحكمة والدراسة ، وعموماً فإن الإنسان يحتاج إلى حب من الولادة إلى الوفاة ، فمثلما يحتاج الإنسان إلى الطعام والشراب ولا يستغني عنهما فكذلك هو يحتاج الحب ، فالحب بعد الأربعين وقفة مهمة لا بد للإنسان من الآن أن يخطط لها ، فإذا كان الزوج أو الزوجة يقرءان وأعمارهما فوق الأربعين فهذه مرحلة لا بد أن يلتفتا لها ، وإن كانا أقل من الأربعين فليتهيئوا حتى إذا وصلوا بعدها يستفيدون من هذا البرنامج .

هل يموت الحب ؟

هل من الممكن أن نقول للزوج أو الزوجة ثم نقول لهما : عظَّم الله أجركما ، البقية في حياتكم . ثم يقولان : لماذا ؟. فنقول : لأن الحب توفى . نعم من الممكن لكن يعتمد على نوعية الحب الموجود ، فإذا كان الحب بين الزوجين حب مصلحة فمن المحتمل أن يموت لأنه في زوال المصلحة انتهى الحب ، وإذا كان حب وجاهة من المحتمل أن يموت ، وإذا كان حب شكل أن الزوج تحبه أنف الزوج أو عيونه أو آذانه لكن لو صار له حادث وانقص أنفه وصار من غير أنف هل يعني هذا أن الحب هنا مات ، فإذاً يعتمد على نوعية فأحياناً يكون الحب للمال فتحب الزوجة زوجها من أجل ماله فلو صار فقيراً فإننا نقول : رحمك الله يا حب . أو يكون الحب للعائلة للوجاهة ، فإذاً مرة أخرى يعتمد على نوعية الحب .
الحب المفروض أنه لا يموت وهو أفضل أنواع الحب في العلاقة الزوجية الحب في الله ، بمعنى أن الزوجين يحبان بعضهما البعض لأنهما قريبان من الله فكيف ننمي الحب عند الزوج ؟. في كثرة طاعة الزوجة لرب العالمين وكثرة التزامها بالقرآن وبتعاليم السنة ، بالتالي يزيد الحب عند زوجها ، وكذلك الزوجة يزيد الحب عندها لما يتقرب زوجها إلى رب العالمين ويكون بالفعل ملتزماً ورجلاً صالحاً وتزيد محبته في قلبها ، في هذه الحالة نقول : الحب لا يموت . لأن بنيان الحب كان على تقوى بنيان الحب كان على أساس قوي ومتين وهنا الحب لا يموت ، ... في كثير من الزواجات الحب يموت .

لو مات الحب فهل م الممكن أن نحييه ؟.

نعم ممكن والسبب الذي جعل الحب يموت لو أننا نزيل هذا لسبب فإنه سوف يحيى ، مرة عُرِضَت عليَّ قضية من هذا النوع وحصل الطلاق وكان بسبب كراهية ، واستمر الطلاق أربع سنوات ثم تزوج الزوج الزوجة مرة ثانية بعقد ومهر جديد ، ومعنى هذا الكلام أن مرحلة الطلاق كانت مرحلة هدنة ومصالحة وبعد ذلك تزوجا من جديد وبدأ حبهما يحيا من جديد ، بل بالعكس أصبحا أقوى من الأول وأفضل .
وأعرف قصة أخرى أن طلاقاً حصل لثمان سنوات وبعدها رجع الزوجان إلى بعض واستمرت العلاقة الزوجية ، فهل من الممكن أن يحيا الحب بعد موته ؟. نعم وهذا على قدرة الزوجين وعلى كيفية تعاملهما في برنامج الحب .
لكن هناك بعض أنواع الحب لا يموت كحب الأم لولدها فهو حب لا يموت ، لأن حب الأم حب أصلي حب فطري لا يموت ، لكن الحب الزوجي من الممكن أن يموت ومن الممكن أن يحيا ، ولذلك موت الحب وحياة الحب القرار بيد الزوجين فهما الذي بيدهما أن يميتا حبهما وهما اللذان بيديهما أن يحييا حبهما وهما الذي بيديهما أن ينميا حبهما .
المصادر : راسخون 2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.