الاقتصاد الاسباني

في أولى المدن عبر البلاد،اسبانيا ، تدفّق النّاس في أعداد ضخمة، بلغت خمسمائة ألفٍ (500.000) في مدريد وثلاثمائة ألفٍ وخمسين ألفاً (350.000) في برشلونة. امتلأت الشّوارع في هاتين المدينتين بالملصقات والأفكار
Thursday, April 13, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الاقتصاد الاسباني
 الاقتصاد الاسباني





 
في أولى المدن عبر البلاد،اسبانيا ، تدفّق النّاس في أعداد ضخمة، بلغت خمسمائة ألفٍ (500.000) في مدريد وثلاثمائة ألفٍ وخمسين ألفاً (350.000) في برشلونة. امتلأت الشّوارع في هاتين المدينتين بالملصقات والأفكار والأشخاص الغاضبين من التّدابير اللّيبراليّة الجديدة. كانت المظاهرتان سلميّتين وحضنت السّاحات مشاعر الاتّحاد من أجل تغيير شامل، تغيير في العقليّات.
قامت وسائل الإعلام المحافظة التّابعة للدّولة بتضليل القرّاء منذ انطلاق حركة الاحتجاج .
أجرى رئيس تحرير صحيفة آلموندو، بيدرو جي راميريز، استطلاعاً للرّأي على موقع تويتر اقترح فيه الموقف الذّي تفضّل وسائل الإعلام المحافظة أن تأخذه تجاه حركة الاحتجاج العالميّة، فإمّا أن يضعوا الحركة في خانة اليسار المتطرّف ويصفوها بالعنيفة أو أن يقلّلوا من شأن آلاف المحتجّين الذّين ملأوا الشّوارع.
لا يوجد أي خبر عن الاحتجاجات الحاشدة على صفحة غلاف جريدة لارازون.
في اليوم التاّلي، 16 من أكتوبر/ تشرين الأوّل، لم تقم كلّ الجرائد بنشر العناوين ذاتها أو على الأقل لم تشارك كلّها في حجب المعلومات على عكس بعض الصّحف التّي تمّ ذكرها سابقاً.
الأزمة المالية اليونانية والاحتجاجات المناهضة للتقشف:
القصة حتى الآن يبدو أن الحركة الاحتجاجية اليونانية قد تعثرت في الصيف، إلا أنها عادت مجدداً لتقوى في سبتمبر/ أيلول، في إعادة فرض لتدابير تقشف جديدة.
بعد سنة ونصف من مفاوضات الإنقاذ اليائسة والشرائح المالية التي دفعها صندوق النقد الدولي، البنك الأوربي المركزي والاتحاد الأوربي، مع تدابير التقشف القاسية غير الفعالة المتزايدة التي تفرضها ال “ترويكا” (ثلاثة) على الحكومة اليونانية الاشتراكية، التقى هذا كله مع الاحتجاجات المتواصلة في اليونان. انتقلت دراما أزمة الديون الأوربية السيادية مع اليونان في منتصفها إلى الرأس، حيث يبحث السياسيون بيأس عن خيارات لفصل الاتحاد الأوربي عن ارتفاع الديون.
الحركة الاحتجاجية اليونانية التي نشأت بإلهام من مظاهرات “الربيع العربي” وحركة الثورة الأوربية التي بدأت في إسبانيا، تتركز بشكل أساسي حول اعتصامات في ساحات عامة في أثينا وسالونيك. إلا أنها على ما يبدو قد تعثرت في الصيف نتيجة لسلسة من حملات الشرطة العنيفة، ويبدو أنها عادت مجدداً بقوة في سبتمبر/ أيلول، وبدء غليان وغضب جماعي إثر فرض جولة أخرى من تدابير التقشف في أعقاب خطة الإنقاذ المتفق عليها في قمة منطقة اليورو الطارئة في يوليو/ تموز.

تأثيرات التقشف

مع أكثر من 40% من الشباب العاطلين عن العمل وعدم الثقة المتزايد المصاحب لفقدان فرص العمل في المنزل، فإن سياسة التقشف المستمرة قد سببت موجة هجرة جديدة، هذه المرة من ألمع شباب اليونان، مما يسبب ضغطاً على الاقتصاد اليوناني نتيجة لموجة التقاعد القسري والاختياري الناجمين عن تقليص ورفع سن التقاعد.
يشكل التقشف بحد ذاته انتهاكاً لحقوق الإنسان، كما أشار خبير في الأمم المتحدة يوليو/ تموز الماضي. التتالي القاسي لتدابير التقشف تأخذ شكلها في الحياة اليومية لليونانيين من خلال تقليص الخدمات الاجتماعية وحتى انخفاض القدرة على تحمل تكاليف السلع الأساسية بسبب زيادة ضريبة الرفاهية وخفض الرواتب ،المعاشات التقاعدية والفوائد. وقد نشر مؤخراً في دورية لانسيت الطلابية أن الأزمة تحمل آثاراً صحية ضارة على السكان، حيث ورد أن الانتحار والجريمة في ارتفاع.
تأثر اليونانيون المبدعون بالتقشف أيضاً، من خلال استخدام المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم. رسم المدون والناشر قسطنطينا ديليمترا صورة كئيبة لانعدام الأمن المالي (وفق معايير الأيزو) التي تجتاح عقول وأجساد اليونانيين:
معظمنا يعيش بين طرفي كماشة دائم معظم الليل والنهار. مزيج غبي من المخاوف، القلق، صور مرعبة تلتصق برأسك دون انتظار ولا تفسح لك مجالاً للتنفس. تسمعهم يتساءلون حول كم من السباجيتي يجب أن تخزن لساعة الحاجة، كيف تذهب إلى العمل ولا مال معك، كم تحتاج من الماء لمزروعات الشرفة. وتلك السيدة، في تلك الليلة على موقف الباص. تبكي على الهاتف لأجل 10 يورو. فأبناؤها في المشفى، ولم تتمكن من العثور على 10 يورو لإطعام أحفادها. بينما المتكلم معها على الهاتف لم يملك شيئاً ليعطيها. ولا حتى أنا. وحتى لو كان لدي فكيف يمكن لي الاقتراب من شخص لعرض المساعدة؟
تظاهرة ساخطة ضخمة في أثينا. تصوير إنديافيرون، حقوق النشر محفوظة لديموتركس (29/ 05/ 2011)
تعلق مصممة مواقع الإنترنت سيبريلا على الأفق كونها شخصا يعاني من ورم وعائي مزمن:
@Cyberela: بشكل طبيعي، فإن تأميني الاجتماعي لا يمكن له أن يغطي علاجي. من يعاني من ورم وعائي في اليونان محكوم عليه بالموت.
وغرّد الممثل هاريس أونيس بملاحظة مقتضبة عن الهجرة:
@hartonis: نصف أصدقائي هاجروا للخارج. بينما هاجر نصفهم الآخر إلى داخل أنفسهم.
الجمعية العامة لحركة أثينا الاحتجاجية، 29/5/2011. تصوير سيبريلا. تحت رخصة المشاع الإبداعي.

اشتباكات الشرطة

يزداد تفشي عنف الشرطة أثناء الضغوط الاجتماعية. أكثر الحوادث خطورة كانت عندما استخدمت الشرطة عنفاً لا مثيل له ضد المتظاهرين في ساحة سانتجما في أثينا في 28 و29 من يونيو/ حزيران، وقد نددت منظمات حقوق الإنسان الدولية بهذه الحادثة، التي أشارت إلى الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع وحثت الشرطة اليونانية على الامتناع عن استخدام القوة المفرطة.
كما داهمت الشرطة أماكن الاعتصامات الساخطة التي كانت قد أخليت أصلا بسبب عطلة الصيف، حيث قامت الشرطة بالدخول ليلاً وتفكيكها، مع وضع قيود مفروضة، وذلك لمنع حدوث تجمعات في المستقبل كما حدث في حالات أخرى، كما حدث لاحقاً في اعتصامات في إسبانيا والولايات المتحدة. الخطاب الاعتيادي لرئيس الوزراء في كلمته الافتتاحية في سالونيك في معرض التجارة الدولي تم استقباله بمظاهرات واشتباكات غاضبة، حيث اقتربت المجموعات المتباينة من المربع الأمني في الخارج، وذلك حين بشر بضريبة ممتلكات أخرى بشكل مستعجل.

استخدام الإعلام الاجتماعي

برز تويتر كمنصة رئيسية للمواطنين الصحفيين والناشطين في اليونان، وذلك منذ أعمال الشغب التي حدثت كرد على قتل الشرطة لقاصر في عام 2008. اعتاد العديد من الناشطين التغريد بالأخبار القيمة كأداة تجميع لتسجيل الأدحاث المتعقلة بالمظاهرات المناهضة للتقشف، وذلك لإنتاج كم كبير من العمل.
ثيودورا إيكونوميدز استخدم موقع شيرب ستوري لحفظ سجلات حول أكثر المظاهرات الرئيسية التي حدثت في أثينا، بينما قام أنتونيس جازاكس بالنشر اليومي لتغريدات دقيقة بدقيقة حول الجمعية العامة للحركة الاحتجاجية في تيسالونكي على ستوريفاي.
جمع مارتو أورفانودوكي سيميك فيديوهات لوحشية الشرطة يوم 29 من يونيو/ حزيران. بينما أعجب (31.000) واحد وثلاثون ألفِ مستخدمٍ لفيسبوك بصفحة حركة احتجاج أثينا على فيسبوك، بينما قام (5.000) خمسة آلافِ مستخدم فيسبوك بالإعجاب بصفحة حركة احتجاج تيسالونكي. قام عشرات المصورين بنشر صور لمظاهرات اليونان على ديموتكس منذ بداية 2009، بينما مئات الصور وعشرات الفيديوهات نشرها الناشطون والمواطنون الصحفيون على مدونة الفريق الإعلامي لحركة احتجاج أثينا في ساحة سيناجمت تحت رخصة المشاع الإبداعي منذ بداية هذه المظاهرات.
تظاهرة في ساحة سانتجما، 25/5/2011. الصورة من حركة احتجاج أثينا. تحت رخصة المشاع الإبداعي
في لفتة ساخرة بدأ ثيودورا أيضاً وسم جديد تحت اسم مرتكز على دليل الطاغية العربي لإياد بغدادي، للإشارة إلى أخلاقيات السياسيين وممارساتهم. اليونانيون الغاضبون (كمحاكاة ساخرة للعبة الطيور الغاضبة / أنجري بيرد)، التي ابتكرها توون بوزرز فريق الفيديو الفني، وهو الذي حصل على (105.000) مائة ألفٍ وخمسةِ آلافِ مشاهدةٍ على يوتيوب.

المصدر : راسخون 2017
 
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.