الدخل الأساسي للجميع

مبادرة لإنشاء قانون فدرالي جديد من شأنه أن يمنح دخل شهري أساسي لجميع المواطنين، بغض النظر عن نظام العمل وقدم رسمياً في سويسرا في أبريل/ نيسان هذه المبادرة لسن قانون فدرالي جديد يسمى “دخل أساسي غير
Tuesday, April 18, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الدخل الأساسي للجميع
الدخل الأساسي للجميع





 
مبادرة لإنشاء قانون فدرالي جديد من شأنه أن يمنح دخل شهري أساسي لجميع المواطنين، بغض النظر عن نظام العمل وقدم رسمياً في سويسرا في أبريل/ نيسان هذه المبادرة لسن قانون فدرالي جديد يسمى “دخل أساسي غير مشروط” قُدم رسمياً في سويسرا في أبريل/نيسان. الفكرة التي تتألف ببساطة من إعطاء دخل شهري لجميع المواطنين وهي ليست وسيلة اختبار ولا تمت للعمل بصلة، عملت على إغناء التعليقات في جميع المدونات السويسرية.
إذا تمكنت مبادرة الدخل الأساسي أن تجمع أكثر من مائة ألفِ توقيعٍ (100.000) قبل 11 من أكتوبر/ تشرين الأول 2013، فإنه من اللازم للجمعية الاتحادية النظر في ذلك، ويمكن الدعوة إلى استفتاء إذا تبين أن المبادرة ذات مصداقية.

شرح باسكال هولنوج على مدونته التفاصيل:

المبادرة الشعبية “الدخل الأساسي غير المشروط” تقترح “التأسيس لفائدة الجميع دون قيد أو شرط” أن تكون مكتوبة في الدستور الاتحادي التي من شأنها أن “تسمح لجميع السكان أن يعيشوا حياة كريمة والمشاركة في الحياة العامة”. القانون سيعالج التمويل وتعيين مبلغ الاستحقاق (يشير مقدمو المقترح إلى أن نحو (2.000-2.500) ألفين إلى ألفين وخمسمائة فرنك سويسري في الشهر (2.200-2.700) ألفين ومائتين إلى ألفين وسبعمائة دولار أمريكي شهريا، وهي عبارة عن نفس الحد الأقصى الحالي للضمان الاجتماعي، لكنها لم تكتب هذا في نص المبادرة. الدخل الأساسي لا يتطلب أي شروط: فهو لا يخضع لأي اختبار.
سوف يستلمه الجميع ويتصف بالمساواة (الجميع سوف يتلقى نفس المبلغ). الدخل أيضا شخصي (يتم دفع به إلى الأفراد وليس الأسر)، وليس بدلاً عن الراتب المفقود. بدلا من ذلك، فإنه يستبدل كل دعم الدخل (إعانات البطالة، والمعاشات التقاعدية، وبدل الأسرة، ومنح الطالب، ودفع العجز). كيف سيتم تمويله؟ من خلال الضرائب المباشرة على الدخل والثروة والضرائب غير المباشرة على الاستهلاك، فرض ضرائب على المعاملات المالية، وعلى الأخص من خلال إعادة توزيع الموارد المخصصة حالياً لتمويل معاشات التقاعد ودفعات البطالة والضمان الاجتماعي وغيرها من مدفوعات الرعاية أقل من مبلغ الدخل الأساسي.”
الشيء المهم هو أن هذا الدخل هو للجميع دون شرط العمل، وهذا صحيح، دخل بدون عمل. هذا قد يبدو صادماً. ولكن في قلب الفكرة دفاعها أيضاً. من جهة، نحن نحارب ضد الفقر وانعدام الأمن، لذلك لم يعد هناك حاجة للضمان الاجتماعي لتعزيز الإيرادات الأخرى، وعشرات من الفوائد المختلفة. هذا الدخل غير المشروط هو خبر جيد على قدم المساواة للابتكار والإبداع.
لقد حققنا نقلة نوعية أيضا في عقلية الرأسماليين الذي قد تجده مثيراً للقلق: تحرير الرجل العامل، إعادته إلى وضعه كإنسان عاقل.
في حين حدد مارتوف عدداً من الحجج لمصلحة الدخل الأساسي، كما يوضح هنا:

دوافع الإنسان للعمل.

أدت هذه الرؤية العالمية الجديدة في الدخل عن طريق الفيلم الألماني الزخم الثقافي، من قبل اينون شميت ودانيال هاني، وهما اثنان من ثمانية مواطنين سويسريين مؤسسين للمبادرة:
ماذا ستفعل بالدخل الأساسي؟
على موقع بيان سويتزرلاند، الفرع السويسري للشبكة العالمية للدخل الأساسي كان مستخدمو الإنترنت يسألون السؤال التالي:
إذاً، ستتلقى (2500) ألفين وخمسمائة فرنك سويسري شهرياً بدون قيود أو شروط. قل لنا كيف ستتغير حياتك. قل لنا كيف ستقضي وقتك. ستكرس حياتك لتفعل ماذا؟
على موقع فيسبوك، أطلق المؤيدون للمبادرة مسابقة تدعى “نجم للحياة”. زوار الموقع مدعوون لالتقاط الصور لأنفسهم كما لو أنهم محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة.
دخل أساسي “ضرره أكثر من نفعه”
لكن لا يقتنع الجميع بعد بالفكرة. وفقاً لجان كرستوفي، عضو بالغرفة التشريعية، يجب على الاشتراكيين عدم دعم هذا الاقتراح، الذي يعد حسب كلامه “ضرره أكثر من نفعه وسيكون كارثياً للعمال”. على مدونته قال هذا التوضيح:
يزعم المؤيدون للمبادرة أنها يجب أن “تحرر الناس من عبء كسب العيش” وتؤدي إلى اختفاء العمالة غير المستقرة أو التي تكسب أجراً فقيراً، بسبب، كون ضمان هذا الدخل الأساسي لأجرة قليلة، لن يرغب أحد في مثل هذه الوظائف ذات الأجر القليل. الآن، سينتج هذا الأمر تأثيراً معاكساً. المستوى المنخفض من الدفع لن يكون مرضياً للهدف الرئيسي من المبادرة، وهو ضمان مستوى معيشة كريم ولائق، المستفيدين عليهم العمل في جميع الأحوال، بالرغم من الدخل الأساسي. لن يغيب الضغط على قبول أية وظيفة متاحة.
وأخيراً، فإن الدخل الأساسي غير المشروط، أسوأ من ذلك كله، سيستبعد بشكل دائم عدداً لا بأس به من العمال من سوق العمل (عن طريق حرمانهم حقهم في العمل): أولئك الذين لايملكون الكسب الكافي ( بسبب المرض أو الإعاقة أو نقص المؤهلات) يجب أن يكتفوا بالدخل الأساسي.
تحليله مثير للجدل، كما يمكن أن نرى من سيل التعليقات الواردة على مقاله. من وجهة النظر الفرنسية، أوضح جيف رينو لماذا اليسار “متصلبا للغاية” ضد الدخل الأساسي غير المشروط:
لقد نشأ اليسار في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على قيم العمل والدفاع عن العمال. هذه المراكز للدفاع لا تنتهي عند أجر العامل أو نعمة العقد دائم الأجر. حتى أن هذا “الوضع” لا ينطبق إلا على الأقلية.
هذا على الأقل سيفتح الباب لنقاش مجتمعي كبير وفرصة للتفكير في ما نريد وإلى أي نوع من الحياة نطمح. كنت أتابع فكرة وجود نظام نفعي عالمي (بين أسماء أخرى) لفترة من الوقت. أتذكر الحديث عن هذا الأمر في فئة عدم الاستقرار على العلاقات الاجتماعية قبل عقد من الزمن في الجامعة. الفكرة بصراحة مغرية جداً وتستحق نظرة أعمق. عندما تنظر إلى العالم من خلال هذا النموذج الرأسمالي الإنتاجي الحالي، قد ترغب بشيء آخر، قد ترغب بعالم آخر يعطي الجميع فرصة أفضل.
انتهت الانتخابات الفرنسية منذ مدة، بيد أن الأضواء ما زالت مسلّطة على الموضوع الرئيسي الذي تمحورت حوله الحملة الانتخابية للرئيس السابق والمرشح نيكولا ساركوزي: ألا وهي الهجرة. فتساءل مستخدمو الإنترنت إن كان هذا الخيار المتعمد بالتقرّب من اليمين الأقصى قد ساهم في التخفيف من وطأة خسارته أم أنه على العكس كان أحد الأسباب الرئيسية وراء تخلّي قاعدته الانتخابية الرئيسية عنه. ولكن إن نظرنا إلى التوجهات السياسية الحالية في أوروبا، نلاحظ إن سياسة إلقاء اللوم على الهجرة، كونها سبب الأزمة الاقتصادية، مفهوم يلاقي رواجاً وقد أعطى ثقلاُ لا يستهان به لأحزاب اليمين المتطرّف في كافة أنحاء القارة.
إن بدا هذا الخطاب مألوفاً فذلك أنه يعود إلى الواجهة بشكلٍ دوري منذ عقودٍ وعقودٍ مضت في القارة العجوز، مع نشوب كلّ أزمة. من مدونتها كريب جورجيت “فطيرة جورجيت”، تصوّر فاليري التسلسل الزمني للنظرة إزاء الهجرة في فرنسا، بدءاً من النصف الأول للقرن التاسع عشر وحتى أيامنا هذه.
إن كان هناك من فكرة رائجة، فهي الاعتقاد أن موجات الهجرة القديمة (من إيطاليين وبولنديين وإسبان وبلجيكيين) قد اندمجوا تماماً في المجتمع الفرنسي، خلاف المهاجرين الجدد كالمغاربة والأفارقة. غالباً ما نسمع أن المهاجرين القدامى، كانوا نشيطين ويعملون بجد ولم يشكّلوا أي مشاكل كما أن الفرنسيين تقبلوهم تماماً.
نلاحظ إذاً أن الخطاب الحالي عن المهاجرين الجدد ليس سوى تكرار لأفكار قديمة منقولة قاساها جميع المهاجرون (سواء قدموا من الأرياف ومن دول أخرى).
كما تقارن فاليري بين اتهامات عدم الاندماج التي ألصقت بالمهاجرين الإيطاليين والإسبان في الماضي وبين تلك التي تصبّ حالياً على المتحدرين من أوروبا الشرقية ومن إفريقيا:
على مرّ العصور، عيّرت جميع جماعات المهاجرين علاوةً على شرائح المجتمع الفقيرة بالقذارة وبعدم الإندماج وبانغماسها بالفسق وبالعادات الغريبة والهجينة. إذاً كما تلاحظون فإن ما نسمعه اليوم من “أسلمة” الشوارع التي تغزوها نسوة ملتحفات بالبرقع وبصحبة عشرة أطفال، ما هو إلّا تكرار للخطاب المشاع عن موجات الهجرة السابقة. فالإيطالي أيضاً يطهو بطريقة مقززة وينجب الكثير من الأطفال ناهيك عن كون ملابسه رثة ومهلهلة. أمّا البولندي فهو عرضة للسخرية نظراً لاتباعه الكاثوليكية على طريقته الخاصة وبوقوفه أثناء القداس الإلهي في حين أن الفرنسي الطبيعي يلازم معقده جلوساً.

ليست الأزمة بالسبب الوحيد

و لكن الأزمة وحدها لا تكفي لتفسير هذا الانجذاب الشعبي إلى النظريات المعادية أو المناهضة للهجرة. في إحدى مقالاتها عن التعددية الثقافية في فرنسا المنشورة على موقع قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية، تقول جولي أوونو:
لا يمكننا أن نعزو القلق المتزايد على مستقبل أوروبا إلى الأزمة فقط لا غير. خلافاً لما ما سارع بعض السياسيين إلى تفسيره عشية الدورة الأولى (من الانتخابات)، يبدو أن الفرنسيين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح اليمين المتطرف، لا يعانون بالضرورة من “وباء” الهجرة وتداعياتها. وجد المحللون الفرنسيون أنه في حين تمثل هذه القضية (الهجرة) مصدر قلق ل62% من ناخبي الجبهة الوطنية، فإن أغلبية المناطق التي حاز فيها الحزب على أصوات عديدة، لا تضمّ بالضرورة نسبةً مرتفعة من المهاجرين من بين سكّانها.
المصدر :
راسخون 2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.