طموح الانسان وتطلعه نحو الفضاء الخارجي للکرة الارضية دفعه الی ان یخوض غمار المجهول ویسافر خارجا من اقطار السماوات والارض وذلک بسلطان المرکبات الفضائية .
رواد الفضاء هم هؤلاء الأشخاص الذين يخضعون لمجموعة من الدروس التدريبيّة التي تساعدهم على العيش والتأقلم مع ظروف الحياة الخاصة داخل المركبة الفضائية والفضاء الخارجي، وكيفية اتّباع تدابير الأمن والسلامة أثناء رحلاتهم الفضائية المختلفة، وذلك من خلال مجموعة من البرامج التدريبية الخاصة والتي تقدم محاكاة واقعية لظروف الحياة في الفضاء، والتي تساعد في إعداد رواد فضاء متخصّصين في قيادة المركبة الفضائية أو أن يكون القائد الأمر لأفراد مجموعة الرحلة الفضائية، أو واحد من الأفراد المشكلين لمجموعة الرحلة الفضائيّة.
أنواع رواد الفضاء
كان تأهيل رواد الفضاء وتدريبهم أمرٌ مقتصر على الحكومات، سواء كان ذلك من خلال الجيش أو من خلال وكالات الفضاء المدنية، وذلك لإيجاد رواد فضاء مؤهلين وقادرين على القيام بالرحلات الفضائية بهدف الاستطلاع والاستكشاف وخدمة مصالح الدولة، إلّا أنّه في عام 2002 ميلادي، ظهر توجه جديد لرحلات الفضاء، حيث تم إنشاء أول وكالة فضائية خاصّة، والتي يقوم هدفها على توفير رحلات ترفيهية إلى الفضاء الخارجي للراغبين في ذلك، والتي عملت على تدريب رواد الفضاء ضمن توجيهات خاصة، والذين أصبح يطلق عليهم تسمية رواد الفضاء التجاريين.حياة رواد الفضاء
أثناء الرحلات يعيش رواد الفضاء ضمن ظروف معيشية خاصة أثناء وجودهم في الفضاء، وذلك للتمكّن من التأقلم مع طبيعة الحياة الفريدة من نوعها هناك والبقاء على قيد الحياة، وفيما يلي بعض من نماذج طبيعة حياة رواد الفضاء خلال رحلاتهم الفضائية. غذاء رواد الفضاء يختلف نوع الغذاء الذي يتناوله رواد الفضاء في الفضاء الخارجي عنه أثناء وجودهم على سطح الأرض، حيث صمّم ليحتوي على نسب عالية من الكالسيوم وقليلة من الصوديوم، وذلك لتعويض ما يفقده رواد الفضاء من كثافة وصلابة عظامهم أثناء الرحلات الفضائية، كما قام العلماء بتطوير غذاء رواد الفضاء الذي كان غير مقبول الطعم فيما مضى، وتغيّر شكله وطريقة تقديمه ليصبح بشكل معجون مشابه لقوام معجون الأسنان ومعبأ بنفس الطريقة لتسهيل تناوله وتحسين طعمه.ملابس رواد الفضاء
تختلف ملابس رواد الفضاء في صفاتها وخصائصها عن الملابس العادية، كما تختلف البدلات الفضائية بحسب طبيعة العمل والوظيفة التي يقوم بها رواد الفضاء، فالبذلة التي يلبسونها رواد الفضاء عند انطلاق رحلتهم تتلف عن تلك التي يلبسونها عند الوصول للفضاء، ما تختلف عن البدلات التي يلبسونها عند تناول الوجبات والنوم، والتي تصمم بطريقة مميزة تجعلها لا تتسخ أو تتسبّب بتعرّق جسم الرواد، نظراً لعدم قدرة رواد الفضاء على الاستحمام خلال الرحلات الفضائية، واقتصار تنظيفهم لأنفسهم على مجموعة من المناشف المرطبة بالماء.رواد الفضاء حياة رواد الفضاء لا تشبه الحياة على سطح الأرض التي نعيش عليها، فالحياة بالجاذبية لا تشبه أبداً الحياة بانعدامها، كما أنّ الحياة في الفضاء هي من أصعب أنواع الحياة، لذا يدرّب رواد الفضاء بشكل حثيث على العيش في الفضاء قبل الصعود إليه، فهناك أساليب خاصة في الحياة في الفضاء، وهناك أنظمة غذائية معينة يجبر رواد الفضاء على تناولها لمدة عدّة أشهر. طريقة عيش رواد الفضاء في الفضاء اللباس،يرتدي رواد الفضاء ملابس تلائم كل مرحلة يمرون بها، فهناك بدل خاصّة بالمشي خارج السفينة الفضائية، وكذلك هناك بدل خاصة بالإقلاع، وبدل لممارسة التمارين الخاصة برواد الفضاء.
الطعام، يأخذ رواد الفضاء معهم الطعام المجفّف بشكل كامل، أي يكون خالياً من الماء بشكل نهائي، وهذا الطعام يكون محفوظاً في أكياس بلاستيكية معقمة ومحكمة الإغلاق وذلك لمنع البكتيريا من الوصول إليها، وعندما يتناولون الطعام يجلسون على طاولة مثبة في جدران السفينة الفضائية، ومن ثم يثبتون أنفسهم بهذه الطاولة باستخدام أربطة.
قضاء الحاجة
السفينة الفضائية تكون مزودة بخزانين واحد للفضلات الصلبة وآخر للفضلات السائلة، وعند استخدام هاذين الخزانين يثبت رائد الفضاء قدميه بأرضية السفينة، ويثبت على أعضائه التناسلية محقن للإخراج به، وهذا المحقن يمكن استخدامه في حالة الجلوس أو في حالة الوقوف، وعند التشطيف يستخدم رواد الفضاء الهواء، بدلاً من استخدام الماء، وبعد ذلك تتم عملية تنقية للهواء المستخدم من البكتيريا وكذلك الروائح الكريهة، ثم يعاد مرة أخرى للسفينة، والتخلص من هذه الفضلات الصلبة يكون بتخفيف الفضلات الصلبة وضغطها ويحتفظ بها لحين العودة إلى الأرض، بينما الفضلات السائلة تطلق في الهواء.الاستحمام، في الفضاء لا يكون كالاستحمام على الأرض تماماً، ففي الفضاء يستحم الرواد بفرك أجسامهم باستخدام قطعة من الإسفنج المبلولة بالصابون والماء، ومن ثم يشطفون أجسامهم باستخدام قطعة أخرى من الإسفنج المبلولة بالماء، بينما يجفّفون أجسامهم باستخدام خرطوم هواء ومفرغ يشبه خرطوم المكنسة الكهربائية، ولكن يسعى الباحثون إلى تطوير "شور" في السفينة الفضائية، وهذا "الشور" سيكون مغلقاً بشكل تام حتى لا تنتقل الماء منه إلى السفينة.
النوم
تكون السفينة مزودة بأكياس خاصة بالنوم، وهذه الأكياس في العادة تكون مثبتة في الحائط. يصاب رواد الفضاء بالعديد من الاضطرابات والأمراض، وهذين الأمرين ناتجين عن فقدان الجاذبية في الفضاء، ومن هذه الاضطربات الاضطرابات البصرية بسبب تداخل الإشارات السمعية مع الإشارات البصرية، كما أنّ احتمالية إصابتهم بهشاشة العظام ترتفع وذلك بسبب فقدانهم 1.5% من كثافة عظامهم.المصادر :
راسخون 2017
