ناسا

لم يتوقف طموح الإنسان وتطلعاته عند حد الأرض وما فوقها وما تحتها، بل على العكس تماماً، ففي حين كان هذا الكائن الفريد يبحث وينقب ويسعى على هذه البسيطة ويستكشف ويخترع ويحسن حياته واقتصاده و يسعى في الأرض
Thursday, April 27, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
ناسا
ناسا




 

لم يتوقف طموح الإنسان وتطلعاته عند حد الأرض وما فوقها وما تحتها، بل على العكس تماماً، ففي حين كان هذا الكائن الفريد يبحث وينقب ويسعى على هذه البسيطة ويستكشف ويخترع ويحسن حياته واقتصاده و يسعى في الأرض ويجوب بين حضاراتها المندثرة ويبني حضارات جديدة.
لم يزح ناظريه عن السماء وعن هذه النجوم المتلألأة والكواكب البراقة والقمر المنير والشمس الساطعة والمذنبات المذهلة والفضاء الواسع، فلقد حاول التعرف عليها عن طريق تطوير علم الفلك، والأدوات المستخدمة فيه كالتيليسكوب وغيره، ومع ازدياد معرفته بالفضاء وبأجرامه، ازداد اشتياقه للوصول إليه والاحتكاك بمحتوياته فكانت هذه أقصى أحلامه.
فتنافست الدول على نيل شرف سبق الوصول إلى الفضاء والخروج من نطاق الكرة الأرضية واستطاع فعل ذلك في القرن المنصرم، إذ شهد القرن الماضي على ما كان فيه من ويلات ونكبات على البشرية جراء التغطرس البشري الذي لا حدود له، شهد إنجازات بشرية هائلة ستظل محفورة في ذائكرة الإنسانية جمعاء، وذلك بسبب التسابق بين قطبي العالم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي وتحديدا روسيا في الوصول إلى الفضاء أولاً والسيطرة عليه فبدأوا بالاختراعات المدعومة من الحكومة وإرسال البعثات الفضائية الاستطلاعية وغيرها والدراسة الفضائية من الأرض.
في محاولة إنسانية فريدة تظهر مدى تطلعه وشغفه لاكتشاف المجهول حتى لو كان هذا المجهول هو شئ بعيد جداً كالفضاء وأجرامه السماوية المختلفة ابتداءً من القمر وانتهاءً بأبعد نحم عن الكرة الأرضية كوكبنا العزيز.
اسم ناسا هو اختصار لهيئة أمريكية مختصة في الفضاء تابعة للحكومة الأمريكية وهي الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (National Aeronautics Space Administration)، تم تأسيسها في نهايات العقد الخامس من القرن الماضي تحديداً في العالم 1957 ميلادية على يد الرئيس الأمريكي آيزنهاور.
وهي الوكالة المسؤولة عن تطوير برامج الأبحاث الفضائية لذي تشرف عليه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي ليست وكالة عسكرية إذ إنها تتخذ الطابع المدني البحت. جاءت فكرة إنشاء وكالة ناسا بعد أن سبب إطلاق القمر الصناعي الروسي (سبوتنك) صدمة عنيفة للأمريكان، بسبب التقدم الذي وصل إليه الروس والعالم في هذا المجال.
فقرروا التقدم والريادة الفضائية فأنشأوا الوكالة التي عملت على تطوير ما يعرف بالرحلات المأهولة إلى الفضاء، ومن ضمن هذه البرامج والمشاريع التي عملت عليها ناسا بعد تأسيسها مباشرة الطائرة (X15) وميكوري وأوبولو ومختبر الفضاء (Sky lab)، وأبولو سويوز والمكوك الفضائي، وهناك أيضاً مشارع الرحلات غير المأهولة والتي تم إطلاقها إلى الأماكن التي لا يمكن للبشر التواجد فيها كالمناطق القريبة من الشمس والمناطق البعيدة في النظام الشمسي، إضافة إلى دورها في البحث العلمي في مجالات مختلفة.
يجدر الإشارة إلى أنّ ناسا فازت في الأخير وتوجت جهودها بهبوط الإنسان على سطح القمر .
يُعرف الفضاء على أنّه ذلك الفراغ القائم ما بين الأجرام السماوية، الفضاء ليس فارغاً بالمعنى الحرفي للكلمة؛ حيث يحتوي على جزيئات مُعيّنة ولكن بكثافة متدنية، بالإضافة إلى احتوائه على بعض الإشعاعات، أمّا فيما يتعلّق بحد الفضاء الخارجي بالنسبة لسكان الكرة الأرضية، فإنه لا يمكن فعلياً تحديده.
غير أنّه اصطلح على تعيين خط كارمان والذي يقع على ارتفاع مئة كيلومتر تقريباً فوق سطح البحر ليكون خط البداية للفضاء الخارجي. أتاح هذا الاصطلاح للدارسين والباحثين من مختلف التخصّصات ذات العلاقة أن يتعمّقوا أكثر في أبحاثهم ودراساتهم، بالإضافة إلى تأثيره على الاتفاقيات، والمعاهدات الدولية التي لها ارتباط واعتلاق بالفضاء.
الإنسان والفضاء
اهتمّ الإنسان منذ القدم بالفضاء وعلومه؛ حيث تطوّرت هذه العلوم مع الزمن بشكل متدرّج إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم؛ فاليوم وبعد هذه الدراسات المعمّقة للفضاء الخارجي، وبعد أن تطوّرت التقنيات بشكل كبير ولافت استطاع العلماء أن يؤكدوا، ويضيفوا، وينفوا بعض الحقائق والمعلومات التي كانت سائدةً فيما مضى، ممّا أدّى إلى توضيح المجهول، وإزالة اللبس والغموض فيما يتعلّق بهذا الخلق المعجز -تبارك صانعه-.
خلال القرن المنصرم، أخد اهتمام الإنسان بالعلوم الفضائيّة ينحو منحىً جديداً، وذلك من خلال إطلاق العديد من الصواريخ على مراحل زمنية متباعدة إلى حدٍّ ما من قبل جهات رسمية في الدول العظمى تعنى بالفلك والفضاء الخارجي، وقد انقسمت الرحلات الفضائية إلى رحلات فضائية مأهولة، وأخرى غير مأهولة، غير أنّ الأولى لم تستطع أن تصل إلى مديّات بعيدة كما الثانية؛ فالرحلات الفضائية غير المأهولة استطاعت أن تصل إلى مختلف كواكب المجموعة الشمسية، على عكس المأهولة التي بقيت محصورةً في نطاقات محددة.
يُعتبر عالم الفضاء عالماً خطراً؛ فهو ليس كعالم الأرض، لذا فلطالما شكّل الفضاء تحدٍّ خطر لكافة الدارسين، والباحثين، والراغبين في سبر أغواره، ومن أبرز المخاطر التي تُواجه الإنسان إذا ما صار في الفضاء الخارجي أنّ أعضاءه، ووظائفه الحيوية ستتهدّد بسبب انعدام الجاذبية، كما أنّ الفضاء يعجّ بالإشعاعات التي تؤثّر سلباً على صحة الإنسان، إلى جانب العديد من المخاطر الأخرى.
عالم الفضاء في الفن
استطاعت بعض الأعمال الفنيّة العملاقة أن تتناول وتُوضّح للمتلقّين طبيعة عالم الفضاء، ونخص بالذكر والتوضيح هنا الأعمال السينمائية، فمن أبرز الأعمال التي تمحورت حول الرحلات الفضائية، وطبيعة هذا العالم الغامض فيلم Apollo 13 من بطولة توم هانكس، ومن إخراج رون هوارد، والذي يروي قصّة إعادة المركبة Apollo 13 إلى الأرض.
من الأفلام الأخرى التي لاقت استحساناً كبيراً فيلما Interstellar للمخرج كريستوفر نولان، و The Martian للمخرج ريدلي سكوت؛ حيث يمتاز هذان الفيلمان بتسليطهما الضوء على بعض النظريات، والنواحي العلمية المتعلقة بالفضاء، والفيزياء، على أنهما مختلفان تماماً من حيث القصة والأحداث، وليست هناك علاقة بينهما.
المصدر: راسخون 2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.