![الأولوية في الحب الأولوية في الحب](https://rasekhoon.net/_files/thumb_images700/article_ar/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A9%20,%D9%81%D9%8A,%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8.jpg)
سؤال مطروح للزوجين وهي : إذا الزوج قالت له أمه : نعم . وزوجته قالت له : لا . فمن يطيع منهما من يقدم ؟. وكذا لو الزوجة قال لها زوجها : نعم . وأمها قالت لها : لا . فمن تطيع ومن تقدم منهما ؟. أما الزوج الواجب عليه أن يطيع أمه لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (( أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبَاكَ )) . فالأولوية للأم لأن الأم هي منبع الحب الحقيقي ومنبع العاطفة للإنسان ، بالإضافة إلى أن الأم تحملت الكثير من أجل هذا الولد فهي السبب في وجوده .
أما الزوجة في هذه الحالة عليها أن تطيع زوجها ، وقد يقول البعض : لماذا الزوج يجب أن يطيع أمه أولاً ، بينما الزوجة تطيع زوجها أولاً لا أمها ؟!. فنقول : لو أن كل أسرة نشأت على أن كل طرف فيها يطيع أمه لصار المتزوج الأمهات الاثنتان ولما كان الزواج بين الزوج والزوجة ، بل صار الزواج بين أم الزوج والزوجة وهذا يكون ميزاناً معتدلاً .
إذا كان الزوج يحترم ويقدر ويطيع أمه والزوجة كذلك تقدر وتحترم أمها لكن تطيع زوجها ، هنا سيكون عندنا توازن على اعتبار أن الزوج له الولاية على ولايته ، فسلم الأولوية مهم جداً عندما نتكلم فيه في موضوع الحب ، عندما نقول للزوجة : أطيعي زوجك . فلا يعني هذا أنه لا تحب أمها لا ، هذا الموضوع ليس صحيحاً وإنما الأصل في الطاعة هي للزوج لأن المسئولية انتقلت عنده ، فحتى يكون عندنا توازن نطرح هذا المعنى ، لكن من الممكن أن يقول أحدكم : لماذا أصل إلى هذا الشيء ، فأنا أستطيع أن أوفق بين الرأيين ؟. نقول هنا : أنت بالفعل إنسان شاطر .
فعندما تقول والدة أبي خالد : نعم . وزوجته تقول له : لا . من الممكن أن يكون أبو خالد يكون إنساناً شاطراً ويوفق بين الرأيين ، فيحاول أن يرضي أمه ولا يغضب زوجته ، مثلما جاء رجل إلى الإمام أحمد فقال له : " يا إمام . قال : نعم . قال : أمي تأمرني وأبي ينهاني فمن أطيع ؟. فقال الإمام أحمد : أطع أمك ولا تعصِ أباك " . بمعنى أن تحاول أن توفق بين الرأيين ، ولذلك لو تكلمنا عن مقام الأم وخصوصاً في موضوع تنمية الحب ، الأم حبها لا يوصف فهي المخلوق الوحيد في العالم الذي يعطي بلا مقابل ، ويعطي من دون مقابل لوقت طويل ولا تريد أي مقابل من أولادها .
الأم هي المخلوق الوحيد في العالم الذي يقبل ويفخر إذا صار أحد أولادها أو بناتها أفضل منها ، ولا تحمل في قلبها عليه ولا تحسده ولا تحقد عليه أبداً ، الأم هي المخلوق الوحيد في العالم القادر على تحمل جميع الإهانات والأذى من أولادها عليها من أجل إرضائهم وتربيتهم وسلامتهم ، الأم هي المخلوق الوحيدة في العالم المستعدة أن تلقي نفسها في أي مكان من أجل سلامة أولادها ، وكلنا نعرف قصصاً كثيرةً في الأدب والتراث في هذا الموضوع ، فحب الأم يخرج لنا بناتٍ وأولاداً سليمين العاطفة أو مرضى ، ولذلك لا بد أن نركز على حب الأم فأحياناً الزوجة تشتكي من زوجها أنه لا يحبها أو ما يعبر عن حبه بشكل صحيح أو عنده جفاف عاطفي ، والزوج أحياناً يشتكي من زوجته نفس الشيء ولو نراجع علاقتهم مع أمهاتهم فسوف نعرف السبب ، ولذلك قبل أن نتكلم معكم في هذا البرنامج في أي مشكلة زوجية في موضوع العاطفة أو الحب لنرجع إلى السبب وهي البيئة التي تربى بها الإنسان ، ولكن ليس معنى هذا أنه لا يوجد علاج بل يوجد علاج فمن الممكن أن يتغير الإنسان لكن يحتاج وقتاً
الحب هو الأصل
الحب هو الأصل ونحن كلنا نعرف أن أصل أي علاقة بين أي طرفين هو الحب ، فالحب هو الأصل في العلاقة بين الزوج وزوجته وبين الوالدين وأولادهم وبين الصديق والصديقة ، الحب شيء أساسي وكلنا نحتاج إليه ويُعتبر من الحاجات النفسية التي يتمنى كل إنسان أن يحققها في نفسه ، ولذلك نلاحظ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنى دولته على الحب وأول عمل عمله في المدينة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، والمؤاخاة هي عبارة عن علاقة حب فهذا هو الأساس الأول الحب في الله ، ولذلك أول خطبة جمعة خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة ذكر فيها حديثاً ، هذا الحديث في ثناياه إشاعة الحب لما قال - صلى الله عليه وسلم - : (( أَيُّهَا النَّاسُ ! أَفْشُوا السَّلامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصَلُّوا فِي اللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ؛ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ )) .هذه كلها علامات لو دققنا فيها لوجدنا أن فيها الحب ، فإفشاء السلام يزيد من الحب بين الطرفين ، وكذا إطعام يزيد من الحب بين الإنسان والآخر ، والصلاة في الليل تزيد من الحب في علاقة الإنسان مع ربه ، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤكد هذا المعنى حتى قال : (( الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ )) .
وفي رواية ثانية : (( يُحْشَرُ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ )) . الحب شيء أساسي بل إن الحب ليس فقط مع الإنسان حتى مع الجماد ، عندما وقف النبي على جبل أحد وضربه بقدمه وقال : (( أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ )) .
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - علَّمنا أن الجماد يمكن أن يحب وكأن هذا الأمر فيه المشاعر ما بين الإنسان والإنسان الآخر أو ما بين الإنسان وما بين الكون ، المطر له دعاء والريح عندما تهب لها دعاء ، علاقة الإنسان مع النبات علاقة الإنسان مع الحيوان كلها قائمة على الحب ، امرأة دخلت الجنة وهي كانت زانية من بني إسرائيل لأنها سقت الكلب الماء ، وامرأة أخرى دخلت النار لأنها حبست قطة هذه كلها من معاني الحب ، فالحب معنى عظيم جداً ليس مقتصراً على الإنسان فقط أو على الزوجين وإنما هو مفهوم عام وكبير ، ولكنا نتمنى إشاعة الحب في الأرض ولذلك نقول : الحب ينقسم إلى قسمين : حب عاقل ونافع ، والحب الجاهل الضار .
أما الأول العاقل النافع هو أن الإنسان يحب ويريد الخير لمن يحب ولو كان هذا الشيء يسيئه ، وأما الثاني الضار فهو يسعى لإرضاء من يحب ولو كان هذا الشيء فيه مضرة له .
الحب معنى عظيم كلنا نحتاجه وبالأخص في العلاقة الزوجية ، وأجمل ما في العلاقة الزوجية أن الزوجة تسمع من زوجها أن يراها وأن يقول لها : أنا أحبكِ . أو الزوجة تلتفت على زوجها وتقول لها : أنا أحبكَ . هذه الكلمات يحتاج الإنسان إلى سماعها في الحين والآخر وهذه من الأمور التي تؤكد معاني الحب حتى وإن كان هذا الإنسان جافاً من الداخل لا بد أن يتدرب .
من القصص التي عشتها قصة امرأة اسمها الزوجة ، والزوجة هذه تقول : أنا زوجي مذ أن تزوجته من ست سنوات لا أذكر أبداً أنه قال لي كلمة حلوة ولا عبر عن مشاعر الحب تجاهي .
في هذه الحالة أنا طلبت الزوج الزوج وجلست معه وقلت له : يا الزوج ! زوجتك جاءت لتشتكي عليك وتقول أنك لم تعبر عن حبك لها أبداً . فقال أبو خالد : هل أنا لا أعبر عن حبي ؟! أنا أكد من أجلها ليلاً ونهاراً ، أنا كل يوم أذهب إلى العمل من الليل إلى الصباح لأجل من ؟! أليس من أجل زوجتي الزوجة ومن أجل الأولاد ؟ هذا أكبر حب أنا أقدمه لها .
قلت لها : الزوج ! إن كلامك صحيح والله ، لكن هذا الكلام لا يشبع المرأة ، المرأة تحب أن تسمع عبارة : أنا أحب ، أنت حبيبتي . المرأة تحب أن تسمع هذه الألفاظ . فقال : الآن أنا على كل هذا التعب الذي أنا قلته لك أيضاً تقول لي أن أقول لها أني أحبك ؟! حسناً سوف أجلس من الصباح إلى الليل لأقول لها : أنا أحبك ، أنا أحبك ، أنا أحبك . ومن ثم لا أعمل ولا آتي لها بالمال فهل هذا جيد ؟!. فقلت له : هداك الله ليس بهذا الشيء فإما أن تعمل ولا تسمعها كلاماً طيباً وكلاما فيه حب ، أو أنك تشبعها كلام حب ولا تعمل فهذا خطأ وهذا خطأ . فالأساس هو الحب وهو الأصل لجميع العلاقات التي من الممكن أن ننميها بين الزوج وبين زوجته .
علامات الحب
سوف نتكلم في تسع علامات وهذه العلامات ممكن كل زوج أو زوجة يقيسون بعضهما البعض ، ويرون كم هو مقياس هذا الحب وكم هي درجته ، وحتى نستطيع أن نحكم على أن الزوج يحب الزوجة لا بد من علامات :العلامة الأولى : الشوق . كما لو أن الزوج سافر يشتاق إلى زوجته ، والزوجة تشتاق لزوجها فتقوم في الليل وتضع رأسها المخدة ومن ثم تفكر والنوم لا يأتي إليها ، وأبو خالد مسافر في الخارج وقد وضع رأسه في الليل ويفكر في زوجته الزوجة والنوم لم يأته ، كلاهما يفكران ببعض ومشتاقان لبعض إذا طالت السفرة أو طالت الغيبة ، ومما أذكر أن شخصاً قال لي : هل تعرف ما أمنيتي ؟. قلت له : ما هي أمنيتك ؟. قال : أنا أمنيتي أن أعرف طائرة تسافر من بلدي ومن ثم تنزل في جزيرة ولا تطير مرة أخرى . فقلت له : لماذا ؟. قال : من أجل أن أرمي زوجتي .
فقلت له : وكيف ذلك ؟!. فإذا كانت العلاقة علاقة حب بين الزوجين فالزوج لا يتخيل كما قال صاحبنا هذا ، ولا الزوجة تريد من زوجها الخلاص بأن يخرج من البيت ولا أن ترى وجهه فهذه كلها علامات الكراهية ، أما من علامات الحب الشوق والوله والاشتياق وبالتالي يكون هناك لهفة إلى رؤية الحبيب وهو الزوج أو الزوجة .
العلامة الثانية : الشعور بالأمن مع الحبيب . وهذه من علامات الحب فالزوجة إذا جلست مع زوجها تشعر بالأمن ، الزوج عندما يكلم زوجته يكلمها بكلام فيه أمن وهذا معناه أن فيه حباً ، ولذلك أكثر أنواع الحوارات التي تحدث بين الشاب والفتاة اللذين لم يتزوجا بعد وتكون بينهما علاقة حب ( حب رومنسي ) وهذا الحب يقول الشاب فيه للبنت : لا ، أبداً ، أنا لا أضحي فيك فأنت الأولى في حياتي ، أنا ليس لدي غيرك . والبنت تقول له : إي والله ، أنا متى أنتهي من بيتنا وأخرج وأسافر معك وأسكن معك وتتزوجني وأرتاح . هذه العبارات كل واحد منهما يشعر الآخر بالأمن ، هذه العلاقة قبل الزواج ولا يُدرى هل الاثنان صادقان في هذه العلاقة أم لا ، لكن عندما نتكلم عن زوج وزوجته فعلى قدر ما يتكلمان في مشاعر الأمن على قدر ما يكون الحب بينهم في علاقتهم الزوجية .
العلامة الثالثة : حب العطاء . الزوجة عندما تحب زوجة تحب أن تعطي من أجله ، ونفس الشيء الزوج يحب يعطي ، يعطي المال ينفق يصرف لا يقصر عليها هذه من علامات الحب ، نفس الشيء الزوجة تعطي من وقتها تعطي من روحها تعطي من نفسها تعطي من صحتها كل هذا من أجل زوجتها هذه كلها من علامات الحب ، الزوج نفس الشيء عندما يستمع إلى محاضرة أو يسمع كلمة جيدة ، أو أخذ شريطاً وسمعه ثم جلس مع زوجته ، العطاء في العلم والمعرفة والثقافة من علامات المحبة ومن علامات الحب ، فحب العطاء بأي نوع من الأنواع سواء عطاء بالمال أو عطاء بالعلم أو عطاء بالنفس عطاء بالوقت عطاء بالصحة كلها من علامات الحب .
العلامة الرابعة : الحديث عن المستقبل . العلاقة الزوجية تكون علاقة فاترة إذا كانت مبنية على الغموض وكل واحد منهم لا يعرف ما الذي سيفعله بعد ساعة أو بعد يوم أو بعد سنة أو بعد عشر سنوات ، الزوج يحلم ويكتب آماله لوحده والزوجة تحلم وتكتب آمالها لوحدها وهذه القضية ضد الحب ، إذا كان يوجد حب فإن هناك وضوحاً وإذا كان هناك حب فمعناه فيه حديث عن المستقبل عن الآمال ، هناك هموم مشتركة بين الزوجين وهذه كلها من علامات الحب .
العلامة الخامسة : القرب النفسي والجسدي . وهذه من العلامات التي نستطيع أن نستدل بها على أنه يوجد علاقة حب بين الزوجين ، عندما يجلسان بجانب بعض أو يتكلمان عن هموم خاصة بأنفسهم ، فالزوج يشعر أنه قريب نفسياً من زوجته والزوجة تشعر أنها قريبة نفسيا ًمن زوجها ، ولذلك من أنواع الطلاق التي نعرفها نوع نسميه الطلاق العاطفي ، والطلاق العاطفي بمعنى أن عواطف الزوجين منفصلة عن بعض وبعيدة عن بعض وكأنهما جسدان يعيشان في بيت واحد لا علاقة لهما ببعض ، وهذا نوع من أنواع الطلاق الذي نتحدث عنه دائماً وهو أمر خطير فقد لا يكون قانونياً أو رسمياً ولكنه طلاق عاطفي .
من علامات الحب القرب النفسي والجسدي بمعنى أن هنا تواصلاً نفسياً واتصالاً جسدياً بين الزوجين ، فاللمسة مهمة والاحتضان مهم والقبلة مهمة والجماع مهم ، هذه كلها أمور من علامات الحب ومن علامات التواصل الجسدي بين الزوجين .
العلامة السادسة : حفظ الأسرار . إذا كان الزوج يحب زوجته يحفظ سرها ، وإذا كانت الزوجة تحب زوجها تحفظ أسراره ، لا تتكلم عند أمها وعند أبيها وعند إخوتها وأهلها ولا تفشي هذه الأسرار عن صديقاتها ، هذه كلها ضد الحب وهذه كلها مع اتجاه الكراهية ومع اتجاه البغض ، إلا إذا هي أرادت الاستشارة فهذا موضوع آخر ، لكن نحن نتكلم عن مجرد الحديث فالزوج يفشي أسرار زوجته أو الزوجة تفشي أسرار زوجته فهذه كلها ضد الحب ، بل بالعكس هذه تطعن في الثقة في العلاقة الزوجية ومن الممكن أن تهدم العلاقة الزوجية .
العلامة السابعة : الاحترام والتقدير . نعرف أن الزوج يحب الزوجة إذا احترمها ، وأعرف أن الزوجة تحب الزوج إذا كانت تحترمه وتقدره ، لكن إذا كانت الزوجة لسانها طويل على الزوج وتستهزئ به ولا تقدر الجهد الذي يبذلها من أجلها هذه كلها ضد الحب ، والزوج نفس الشيء إذا كان يستهزئ بزوجته ويحقرها فإن الناتج من هذا أن الزوجة لن تتكلم أو تتحدث معه وهذا كله ضد الحب ، ومما أذكر أنه قال لي زوج من الأزواج : هل تصدق أني لا أتحدث مع زوجتي أبداً .
قلت له : لماذا ؟!. فقال : كلما تحدثت معها تبدأ تستهزئ بي وتستهزئ في حديثي وهي ترى نفسها عليَّ ، وإن كان عندها رسالة دكتوراه وأنا جامعي لكن كلما صار شيء تكلمت معي على أنها مثقفة وأنها فاهمة وأنا ليس معي إلا شهادة جامعية . من الطبيعي أن هذا أمر وإن كان فيه تكبر لكن هو في نفس الوقت هو ضد الحب ، وهذا من الممكن أن يحطم العلاقة الزوجية ويقلل من نسبة الحب بين الزوجين ولا يسعى لتنمية الحب أبداً .
العلامة الثامنة : النظر بالعينين . إذا الزوج يقرأ فلينظر إلى زوجته وليجعل عينه في عينها ، والزوجة لتضع عينيها في عيني زوجها ، هذا الموقف هو من علامات الحب ، لكن لو كانت الزوجة تتكلم مع زوجها وزوجها عيناه في التلفاز أو الجريدة فهذا ليس من علامات الحب أبداً ، أو الزوج يكلم زوجته والزوجة عيناها على التلفون أو على ولدها أو على مكان ثانٍ هذا ليس من علامات الحب ، والذي نسميه هنا : التطنيش . والتطنيش أن يكلم أحدهما الآخر والآخر مطنش ، أو أن أحدهما يتحدث إلى الآخر والآخر لا يعطيه بالاً ، النظر بالعينين من علامات الحب ولذلك نرى أن الحبيبين دائماً عندما يجلسان مع بعض يحبان أن يريا إلى بعض ويتكلمان مع بعض .
العلامة التاسعة : تمرين نتركه للقارئ ولكن أعطيه فكرته . أنا أقترح على كل زوج وكل زوجة يمسكان ورقة وقلماً ويجلسان مع بعضهما اليوم أو غداً يذهبان في الإجازة أو في سفرة معينة ، يختاران أي مكان يكون في الجو هادئاً ولا إزعاج ومرتاحان يمسكان الورقة والقلم ، فيسأل الزوج زوجته ويقول لها : ما هي علامات الحب بالنسبة لك ، ما الذي تريدين أن أفعله لك حتى تشعرين أنت أني أحبك ؟. ويجعل من الزوجة تكتب بالورقة ، ثم تسأل الزوجة زوجها قائلة : ما هي علامات الحب بالنسبة لك ؟.
وبعد ذلك يسكتان من أنفسهم كل واحد يكتب في ورقته مدة عشر دقائق أو ربع ساعة ، ثم يلتقيان مع بعضهما البعض وكل واحد يتكم عما كتب في هذه الورقة ، لو جربتم هذا التمرين فسوف تكون هناك مصارحة بين الزوجين لكن نحن نسميها مصارحة حب ، بمعنى أن نخرج كل ما في نفس الزوجين وفي وقتها قد تصل علامات الحب إلى عشرين وثلاثين وأربعين وليس فقط هذه التسع ، ولكن أنا تكلمت معكم في تسع والباقي عليكم بأن تخرجوه من أزواجكم ومن زوجاتكم من خلال التمرين الذي اقترحناه عليكم والذي هو تحت عنوان : مصارحة الحب .
المصدر: راسخون2017