جميع الصحابة عدول

اتفق اهل السنة على ان جميع الصحابة عدول ، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة ، على حد تعبير ابن حجر العسقلاني ، ويجب الاعتقاد بنزاهتهم ، اذ ثبت ان الجميع من اهل الجنة وانه لا يدخل احد منهم النار والمقصود
Wednesday, May 3, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
جميع الصحابة عدول
 جميع الصحابة عدول



 


اتفق اهل السنة على ان جميع الصحابة عدول ، ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة ، على حد تعبير ابن حجر العسقلاني ، ويجب الاعتقاد بنزاهتهم ، اذ ثبت ان الجميع من اهل الجنة وانه لا يدخل احد منهم النار والمقصود بالصحابة كل الصحابة .

ما هو دليل اهل السنة على ذلك

ذكر الخطيب ان عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم ، واخباره عن طهارتهم واختياره لهم .
فمن ذلك قوله تعالى ( كنتم خير امة اخرجت للناس )

وقوله ( وكذلك جعلناكم امة وسطا )

وقوله ( لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجره فعلم ما في قلوبهم )
وقوله ( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )
وقوله ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )
وقوله ( للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله اولئك هو الصادقون )
الى قوله ( انك رؤوف رحيم ) وفي آيات كثيرة يطول ذكرها ، واحاديث شهيرة يكثر تعدادها (1) .

مضمون عدالة الصحابة عند أهل السنة

تعني عدالة الصحابة فيما تعنيه ، ان كل من عاصر الرسول او ولد في عصره ، لا يجوز عليه الكذب والتزوير ، ولا يجوز تجريحه ، ولو قتل آلافاً وفعل المنكرات ، وعلى اساس ذلك فجميع الطبقة الاولى من الامويين ، كأبي سفيان واولاده ، وجميع المروانيين بما فيهم طريد رسول الله واولاده ، والمغيرة بن شعبة وولده عبد الله الذي كان في حدود العاشرة من عمره حين وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، ومع ذلك نسبوا اليه مجموعة من الاحاديث كتبها على النبي في صحيفة يسمونها الصادقة .
فجميع هؤلاء من العدول ومروياتهم من نوع الصحاح ولو كانت في تجريح علي وآهل البيت ، وفي التقريظ والتقديس لعبد الرحمن بن ملجم . هذه المرويات يجب قبولها ولا يجوز ردها لان رواتها من العدول ، والعادل لا يتعمد الكذب ، والذين اتبعوا معاوية وسايروه طيلة ثلاثين عاماً من حكمه ، هؤلاء كلهم على الحق والهدى ، وحتى الذين سموا الحسن بن علي وقتلوا الحسين واصحابه ، وفعلوا ما فعلو من الجرائم في الكوفة وغيرها كانوا محقين ومن المهتدين بحجة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال بزعمهم ( اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) (2) وهذا الحديث ضعفه ائمة اهل الحديث فلا حجة فيه وطعن فيه ابن تيمية (3) .

ما هو جزاء من لا يعتقد بهذا الرأي ؟

بأقل أقوال أهل السنة ( اذا رأيت الرجل ينقص احداً من اصحاب رسول الله فاعلم انه زنديق . والذين ينقصون احداً على الاطلاق من اصحاب رسول الله هم زنادقة والجرح اولى بهم ) (4) ومن عابهم او انتقصهم فلا تؤاكلوه ولا تشاربوه ولا تصلوا عليه (5) .

ما هو سر هذا التشدد والصرامة عند اهل السنة ؟

ذلك ان الرسول حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وانما ادى الينا ذلك كله الصحابة . وهؤلاء الذين ينقصون احداً من الصحابة يريدون ان يخرجوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح اولى بهم وهم زنادقة (6) .

استذكار

يقصد اهل السنة بالصحابة ما قصده ابن حجر عند تعريفه للصحابي بدءاً من خديجة وعلي وزيد بن حارثة وابي بكر وانتهاءً بآخر طفل رأى الرسول او رآه الرسول ، ويستحسن ان نرجع لعرضنا لتحليل ابن حجر لتعريف الصحابي .

محاولة للتخفيف من هذا الغلو

قال المازري في شرح البرهان ( لسنا نعني بقولنا الصحابة عدول كل من رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً او زاره لماماً ، او اجتمع به لغرض وانصرف عن كثب ، وانما نعني به الذين لازموه وعزروه ونصره واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون ) انتهى (7) .

استنكار المحاولة ودفنها

والجواب على ذلك ان التغييرات المذكورة خرجت مخرج الغالب والا فالمراد من اتصف بالاتفاق والقتال بالفعل او القوة . وأما كلام المازري فلم يوافق عليه بل اعترضه جماعة من الفضلاء . وقال الشيخ صلاح العلاني ( هذا قول غريب يخرج كثيراً من المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة كوائل بن حجر ومالك بن الحويرث وعثمان بن العاص وغيرهم ممن وفد عليه صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقم عنده الا قليلاً وانصرف . كذلك من لم يعرف الا برواية الحديث الواحد ولم يعرف مقدار اقامته من اعراب القبائل والقول بالتعميم هو الذي صرح به الجمهور وهو المعتبر ) (8) .

الآثار المترتبة على هذا التعميم

المساواة العشوائية ، فالصحابة حسب رأي أهل السنة متساوون بالعدالة ، فجميعهم عدول ، فالقاعد كالمجاهد ، والعالم كالجاهل ، ومن اسلم عن اقتناع تماماً كمن اسلم لينجو بروحه ، والسابق كاللاحق ، والمنفق كالمفتر ، والعاصي كالمطيع ، والطفل المميز تماماً كالراشد ، ومن قاتل الاسلام في كل المعارك تماما كمن قاتل مع الاسلام كل معاركه .
فعلي عليه السلام الذي قاتل مع الاسلام كل معاركه هو تماماً كأبي سفيان الذي قاد كل الحروب ضد الاسلام ، وهو تماماً كمعاوية ابن ابي سفيان ! وحمزة عليه السلام وهو المقتول وسيد الشهداء تماماً مثل قاتله ( وحشي ) وعثمان بن عفان المبشر بالجنة هو تماماً مثل عمه الحكم بن العاص والد خلفاء بني امية ، وهو طريد رسول الله وطريد صاحبيه ، وقد لعنه الرسول ولعن ولده وعبد الله بن أُبي سرح الذي افترى على الله الكذب وارتد عن الاسلام واباح الرسول دمه ولو تعلق باستار الكعبة (9)
هو تماماً كأبي بكر ، وعبد الله بن ابي زعيم المنافقين تماماً كعمار بن ياسر ... الخ .
كيف لا ؟ فكلهم صحابة ، وكلهم عدول ، وكلهم في الجنة ، ولا يدخل احد منهم النار ابداً كما نقلنا !!

تساؤل واستنتاج

هل يعقل ان يكون العالم كالجاهل والقاعد كالمجاهد ، ومن اسلم عن اقتناع كمن اسلم خوفا ؟ هل من المعقول ان يتساوى القاتل والمقتول ؟ وهل يتساوى السابق باللاحق ، والمنفق بالمقتر ، والعاصي بالمطيع وصادق الايمان بالمتظاهر ؟ وان يتساوى المؤمن والمنافق ... الخ ؟ هل يعقل ان يكون معاويه مثل علي ؟
لا الشرع يقبل هذه المساواة ولا العقل ولا المنطق ، وهي ظلم صارخ وخلط فظيع ينفر منه العقل وتأباها الفطرة الانسانية السليمة (10) .

المصادر :
1- الاصابة في تمييز الصحابة ص 9 و 10 .
2- راجع ص 81 و 82 من كتاب آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم للسيد مرتضى الرضوي .
3- المرجع السابق ص 91 وقد نقل عن محب الدين الخطيب وعن المنتقى للذهبي .
4- راجع الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ص 17 و 18 .
5- راجع ص 238 من كتاب الكبائر للحافظ الذهبي وراجع آراء علماء المسلمين ص 85 للسيد مرتضى .
6- راجع الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ص 17 و 18 .
7- الاعراف ـ 157 ، راجع الاصابة في تمييز الصحابة ص 19 .
8- راجع الاصابة في تمييز الصحابة ص 19 .
9- راجع كنز العمال ج 11 ص 358 ـ 361 وراجع المعارف لابن قتيبة ص 131 و 141 و 54 .
10- راجع كتابنا النظام السياسي في الاسلام ص 106 وما فوق .
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.