الحب في الحياة الزوجية

{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }، فمن الأمور الطبيعية أن يتغير الرجل والمرأة معًا إلى الأفضل ، ومن طرق التغيير المقترحة :
Sunday, June 11, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الحب في الحياة الزوجية
الحب في الحياة الزوجية





 
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } (1)، فمن الأمور الطبيعية أن يتغير الرجل والمرأة معًا إلى الأفضل ، ومن طرق التغيير المقترحة :

عدم إلقاء اللوم :

لأنه من الأسباب المدمرة وكما قيل : ( العلاقات غير الناضجة دائمًا تميل إلى لوم الآخر عن كل الأخطاء ) ولذلك تكثرعبارة : ( أنتَ السبب ) أو ( أنتِ السبب) .
والعجيب أن هذه العبارة قد تنتشر لأول وهلة عند الأخطاء بين الزوجين ولكنها تحمل معانى غير ظاهرها خاصة عند يمتلك الزوجين الغضب تقول الدراسات :
المرأة /المرأة فى غضبها لا تعنى اللوم فى لومها وإنما تعتقد أن تناقش الموضوع وليس أنه مسئول عما حدث ويحدث .
الرجل / كذلك فى غضبه لا يعنى إلقاء اللوم وإنما يعتقد أن يناقش الموضوع وليست أنها مسئولة عما حدث .

الحل :

مسئولية الرجل أن يتركها تتحدث فتشعر بسعادة وفرحة , لأنها عبرت عما يضايقها , وكأن لسان حالها يشكره , وكذلك المرأة فى مسئوليتها , وهذا الفرق بين الشجار والفهم .

المشاركة من الاثنين

من طرق التغيير أن يعتقد الزوجان ، أن المشاركة تضامنية ، ولا يخلو أحدهما من تحمل مشكلة ما , ولذلك فلا يتحمل المشكلة أحدهما ، وقد تشكو المرأة ولكن شكواها فى الحقيقة تعبييرفقط عن إحباطها بالحديث فى المشكلة ، وحتى لا تسرى هذه الروح اليائسة فهناك من الكلمات السحرية لتعضيد الرجل مثل :
( إنها ليست غلطتك ) و ( أنا ممتنة بأنك تنصب إلىّ ) بشرط واحد وهو أن ينصت الرجل إلى ما تقوله المرأة ولا يعلق ولو بكلمة .
فن الابتعاد وتفهمه
سحابات تمر فى عالم الرجل والمرأة تجعل كل منهما يبتعد عن الآخر ، فهل لهذا الابتعاد فن ؟ ..
كما يقولون بمعرفة السبب لا عجب ، وحيث يعرف الرجل لماذا تبتعد المرأة ويتفهم ذلك ، وكذلك المرأة تتفهم طبيعة ابتعاد الرجل ، فإذا بهذا الابتعاد ينقلب إلى مجال ضاحك ومواقف باسمة , فى أحلى اقتران وأجمل قرب !! وهنالك نقول : فن الابتعاد .

تقول الدراسات عن الابتعاد بين الزوجين :

المرأة / تبتعد لسبب واحد : أنها لا تثق فى أن الرجل يفهم شعورها عندما تجرح , مثل موج البحر يعلو ويتخفض .
الرجل / يبتعد لسبب واحد : أنه مثل الشريط المطاط يبتعد ثم يعود من جديد بل ويعود إلى نفس النقطة التى تركها .

الحل :

المرأة : لا تحاول إدخال الرجل فى حديث بشكل مباشر ، بل تتحدث هى وتشعره بالامتتنان لتقبل حديثها .
الرجل : يفهم مشاعر المرأة ويبدى الوعى بما تحس به خاصة عندما تجرح ويستمع لحديثها .
بحر الحب
بهذا الحب تتبدل طبيعة الأشياء ، فالعين عين الحب ، واللغة لغة الحب ، والرائحة رائحة الحبيب ، حتى قالوا : حب أو موت وليس حياة أو موت ، عندها قال عبد الملك بن مروان لبثينة : ما أرى فيك شيئا مما كان يقوله جميل فقالت : يا أمير المؤمنين إنه كان ينظر إلى بعينين ليستا فى رأسك .
وحينما هددوا ( جميلا ) بوجود ( أخو بثينة ) فى مكة والذى جاء لتهديده ، قال عن رائحة الحبيب :
وقالوا : يا جميل أتى أخوها
فقلت أتى الحبيب أخو الحبيب
وعن الحب أو الموت قال بعضهم :
منى الوصال ونكم الهجر
حتى يفرق بيننا الدهرُ
والله لا أسلوكمو أبدا
ما لاح بدرٌ وبدا فجرُ
ولذلك فالحب بحر أمواجه المرأة والرجل معًا ، قال بعضهم :
( إن المرأة فى الحب كموج البحر تعلو وتنخفض فى العلو تعطى الحب وفى الانخفاض تري من يعطيها الحب )
أليس ذلك دورالموج حينما يأخذ بعضه فى تلابيب بعض ، إذا انخفض موج يرفعه آخر ، فإذا ارتفع أخذ بيد المنخفض ، فى حركة لا تعرف التوقف أو التعثر ، هكذا دور الزوج مع الزوجة ، أو دور الاثنين معًا ، زوج يسامح ويقدر ويعطى الحب ، فالمرأة تعلو حينما تشعر بالحب ، فتعتد بنفسها ، وترتفع وتعطى أنواعًا من الحب عديدة .
وتلقائيا تنخفض فتكون فى حاجة إلى الحب ، فهى مرتبكة قلقة منعدمة الأمل غير آمنة وغير واثقة ، وما ذلك إلا لحاجتها إلى الحب ، ومفتاح ذلك فى يد الزوج ، وفى روح الزوج ، وفى قلب الزوج .

طرق الحب

أو كيف يعطى الاثنان الحب لبعضهما البعض ؟
قالوا عن إجابة هذا التساؤل :
( الحقيقة أن كليهما يعطى الحب ولكن ليس بالطريقة والمحتوى اللذين يتطلبهما الشريك الآخر ) .
ولذلك يخطأ الكثير حينما يريد أن يأخذ الحب بنفس الطريقة التى يعطيها هو ، فمخاطبة الرجل والمرأة مختلفان ، فالرجل يعطى ما يظن أنه بحاجة إليه وكذلك النساء ، ولكن لا يحصل كلاهما على شىء بعد العطاء .
ومثال ذلك :
المرأة تهتم بعمل زوجها فتسأل وترعاه , ولكنه قد يفسر ذلك بالسيطرة فتشعر بعدم تقدير من الزوج واهتمام بها ، ولو أن كليهما تفهم طبيعة الآخر ، اقتربت المسافات ، ولو أن كليهما تلقف الفعل والممارسة تحت ظلال الحب ، فى العطاء الجميل ، والأخذ البديع ، عطاء بلا منّ ، وأخذ بلا شكوى أو طلب ، لزالت مسافات الفهم ، وتحركا كروح واحد .
ومثال آخر :
الرجل يكون محبًا لزوجته ولكن طريقة الحب تشعرها بأنها ليست ذات قيمة ، وذلك عندما تغضب , فيهون المشكلة للتخفيف , ظانًا بأنه يحلها ، ولكنها تشعر بأن ذلك إسفاف بها ، ولقد تحدثنا عن ذلك من قبل ، فعن طريق التفاهم قد تقترب المسافات ، ولكن فى ظلال الحب ، فقط ، تزول هذه المسافات .

بحر الحب الجارى

ونقطة التلاقى الجميل التى بها الاستمرار والجريان والحركة ، هى ممارسة طريقة الحب ، من الاهتمام والرعاية والفهم والاحترام والإخلاص والدعم وهذه طرق الحب للزوجة .
ومن الثقة والقبول والاعجاب والامتنان والموافقة والتشجيع وهذه طرق الحب للزوج ،.
وليس معنى ذلك أن ما يحتاجه الزوج لا تحتاجه الزوجه ، وإنما هى أولويات للوصول إلى القلوب ، وإنما الاثنان يحتاجان إلى كل هذه الطرق ، ليست كذلك هذه الطرق هى وحدها كنقاط التلاقى والاستمرار, بل هى طرق لا تتناهى ، يفتح الله بها لكل قلبين موصولين به ، إخلاصًا وتجردًا وصدقًا وعطاءً وأخذًا .
فالأصل امتزاج المشاعر ، فالرجل ينصب للمرأة بمعنى ينصت لشعور المرأة ، وهى تنتظر عندما يفكر ويصمت حبًا وإعجابًا وموافقة ، وإن خلا هذا العمق فمهما كانت الأشكال مقبولة فهى خالية من الروح ، ولذلك قيل : ( إن ذلك يميت الحب ) .
فالاختلاف والاتفاق لا يضران ، ما يضر هو طريقة تناولها بلغة الحب وروحه أو عدم ذلك ، فإن ما يؤلم ليس ما نقول ولكن طريقة قولنا له ، وكلما قوى الحب وازدات العاطفة ، يكون ذلك أكثر تأثيرا وعمقًا ,
وتزداد هذه الطرق جمالاً وإجلالاً ، وعمقًا على عمق ، وتأثيرًا على تأثير ، حينما يعتقد الاثنان مع كل ذلك ، أن لكل منهما حياة وأفكاراً وآمالاً يراعى بعضهما البعض فيها .
وأخيرًا
هذا نور الحب ، إذا تمكن امتدت ضياءاته
ومتى وجد كان التعبير الموفق
وكانت الممارسة الساحرة
وكان الامتزاج الجميل
فأينما حل التنوير وجد التعبير
وعاش الزوجان فى حياة الحب ، بأصوله العميقة ، ومستقبله المشرق الوضاء .

لحظة حب

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة فإن أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ] (2)

أولاً : نوع النظرة

لم يحدد نوع النظرة من الزوج أو الزوجة ، نظرة مودة أو شفقة ، نظرة حنان أو حب ، نظرات رغبة أو شهوة ، فهى كل ما يؤدى إلى علاقة حلال بين الزوجين فى قوله [ إلى امرأته ] .

ثانيًا : تبادل النظرات

مبادلة النظرات بين الزوجين وإن كان الذى يبدأ هو الرجل ، فعلى الزوجة أن تكون إيجابية ، تبادل زوجها النظرة .

ثالثًا : أخذ بكفها

لم يقل : ( لمس يدها ) ففيها الدفء والحنو والاحتضان ، يمسح على الكف كعصفور يرعاه ويدفئه .

رابعًا : ثمرات اللحظة

فى النفس والروح والعقل والبدن والكيان وهى :
( نظر ونظرت نظر الله ) .
ونظرة الله : نظرة رحمة
ثم فى أخذ الكف وبين الأصابع ( تساقطت ذنوبهما ) معًا ، ليس لأنهما صاما أو قرآ القرآن أو صليا فى الليل ، ولكن لأنهما تصافيا وتحابا فى لحظة حب .
وكم قمت من الليل بين يدى الله تعالى ، أناجية ، وهو يعلم حالى ، وأخجل من سؤالى ، أن يمن علينا بنظرة رحمة ... أى بلحظة حب ... فهما كالروح والجسد ،لا بفترقان ..
لحظة حب تساوي نظرة رحمة
وأعيش لحظة الحب وتنزل علينا نظرة الرحمة ، وتتجدد أحلى لحظات الحب مع أجمل نظرات الرحمة , نتذوق ونتذوق وننعم وننعم .
المصادر :
1- الرعد : 11
2- الجامع الصحيح حديث 1977
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.