
كم يحاول الحاسدون والوشاة أن يفسدوا ما بين المحبين ، ولكن كل محاولاتهم تبوء بالفشل !
فأمام الحب الحقيقى ينهار الحاسدون ولا وجود للوشاة المفسدين ، فالماء مادام يجرى لا يفسد ، وإنما يفسده توقفه ، وركوده ، وإن سكن حبٌّ وركد فهو غير صادق ، فقد نهشته أنياب الوشاة ، وشوهته حِرابُ الحاسدين ، وفتكت به أسلحة المفسدين .
ما بال العاذل يفتح لى / باب السُّلوان وأوصدُه
ويقول تكاد تجنُّ به / فأقول وأوشِك أعبدُه
ولا تعجب حينما أقول : نعم ، هى أيضًا منهارة وخاسرة لسبب واحد : أن الحب الحقيقى تُقَدَمُ فيه التضحيات ، وأعزُّ هذه التضحيات الروح ، فماذا بعد الروح ؟! والكل يهون وقد ملّكته روحك ! والكل يصغر بجانب التضحية بالروح !
ثم إن الحب الصادق متجرد فى حبه لا يخطر بقلبه سوى محبوبه ، فالحركة لا تهدأ ، والحرارة دائمًا متقدة ، بصفاء الحب ، وروح اللقاء ، وتقديم حبيبه بالحال على كل شيء .
ما خنت هواك ولا خطرت / سلوى بالقلب تبردُّه
فكيف بالله عليك يتأثر هذا الحب وفق هذا المعنى بشائبة أو لوثة ؟!
فالثبات على الحب عنوان مواصلة النجاحات ، هنالك ينطلق المحبان يهتفان :
( ما لروحينا عن الحب غِنى )
هل فى الحب جفاء ؟ وإلى أى مدى يتأثر الحب بالجفاء ؟ وكيف يتحول الجفاء فى حياة المحبين إلى اقتران والتقاء ؟
أيها الحبيبان ... نعم فى الحب جفاء ... ولا تتعجبان ! وهو امتحان المحبين ، اختبارٌ للحب الصادق ، ومعرفة بمقداره ، وتذوق لحلاوته ، تنجلى صوره المختلفة لتجتمع حول أمرين ( الهجر والهجران ) .
فلا يغرنك تقلب الأبدان أوعلامات السعادة المصنوعة فالحرمان الحقيقى فى انحسار متعة الأرواح وزوال سعادة القلوب ، والحرمان كله فى هجر النفوس ، وهجران القلوب ، حيث ( الجفاء ) عدو الحب ، وخصم الهوى ، وهادم اللذات وموت المحبين .
ولذلك يأتى الجفاء فى سماء الحب الصادق كسحابة تزيد من تعلق الحبيب بحبيبه ، وفراره إليه ، وهروبه من كل شيء ، فى أحلى صور الانكسار والذلة والتصافى والمصافاة ، وليس من خروج عبر خطره أو انتصار عليه إلا بالعفو والمسامحة والصبر وتحمل التكاليف , وخيرهما من يبدأ بالسلام ويبادر بالعناق ، ويفاجيء بالحنان ، وكم من لمسة حانية ... تصافت لها جفاءات متمكنة ...
أيها الحبيبان
هيا نبدد الجفاء
بلّغه عن المعاناة ، وقسوة السهاد ، ومرارة السهر والتعب ، وغزارة البكاء ، وقل له إن هذا ذنبى ، أما يكفى أن يكون سببًا لعفوك ومسامحتك ! ودومًا اسأله المسامحة .
ا
أخلق بذى الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
وحركتنا تتواصل بالمصافاة وتستمر بالتصافى ، فيرى الحبيبان روحيهما فى بعضهما كالمرآة الواحدة .
والحيلة فى تحقيق ذلك ضرورة حركية ، والكذب فيه إجازة شرعية ، من أجل الصفاء بعد الجفاء .
طال ظلامى فى جفاك
أنا قلبى ما جفاك
روحى فداك
أنا معذب فى نواك
لا نهاية لمعاناتى فى جفاك
يقولون أنت معى فكيف لا أراك ؟
عين القلب تريد لقياك
علام كل هذا الجفاء ؟!
قولوا له روحى فداه
هذا التجنى ما مداه
أنا لم أقم بصدوده
حتى يحملِّى نواه
وأخيرًا وبعد تحقيقك لكل هذه الوسائل :
للربّ دع أمر النّوى قد نتجلى/ أقدار ربّى كالرحيق الزّائر
ثم قل :
يا لائمى فى هواه والهوى قدرٌ/ لو شفّك الوجدُ لم تعذل ولم تلُمِ
جحدتها وكتمت السهم فى كبدى / جرح الأحبة عندى غير ذى ألمِ
والحبيبان كل منهما يقدم هذه الوسائل فى ذلة وانكسار ، واحتفاء وحفاوة ، وتضحية بكل شيء ، حتى الروح ... وهل بعد الروح من تضحيات ؟ فأعيدوا روح الحب وبددوا الجفاء .. وكفى .
المصدر : راسخون2017
فأمام الحب الحقيقى ينهار الحاسدون ولا وجود للوشاة المفسدين ، فالماء مادام يجرى لا يفسد ، وإنما يفسده توقفه ، وركوده ، وإن سكن حبٌّ وركد فهو غير صادق ، فقد نهشته أنياب الوشاة ، وشوهته حِرابُ الحاسدين ، وفتكت به أسلحة المفسدين .
العُذال :
وليس الحاسدين فقط الذين ينالون من الحب ، بل أيضًا العُذال واللائمون ، الذين يرتدون ثياب الرحمة والشفقة على المحبين ، فيخرجون بمسوح العُبَّاد ، يقدمون المواعظ بلا طلب ، والنصح بلا حاجة ، أقنعوا أنفسهم بإرادة الخير وتحقيق المصالح ، وهو نوع من الخداع الخفى والتلبيس السقيم ، لفراغ عقولهم من الفهم ، وقلوبهم من الحب ، فأنّى لأرواحهم أن تتذوق .. وهؤلاء العُذال كالحاسدين خاسرون ، فالماء الجارى لا يتأثر بقذف الحجر ، والرداء الواحد لا يتأثر بأقذار الطريق ، لأنه يطهر بعضه بعضًا :ما بال العاذل يفتح لى / باب السُّلوان وأوصدُه
ويقول تكاد تجنُّ به / فأقول وأوشِك أعبدُه
عقبات من الداخل :
وأخطر العقبات هى التى تكون من الداخل ، فإن كان الحاسدون والعُذال خاسرين أمام الحب ، فهل العقبات التى فى نفس المحب وقلبه هى أيضًا خاسرة ؟!ولا تعجب حينما أقول : نعم ، هى أيضًا منهارة وخاسرة لسبب واحد : أن الحب الحقيقى تُقَدَمُ فيه التضحيات ، وأعزُّ هذه التضحيات الروح ، فماذا بعد الروح ؟! والكل يهون وقد ملّكته روحك ! والكل يصغر بجانب التضحية بالروح !
ثم إن الحب الصادق متجرد فى حبه لا يخطر بقلبه سوى محبوبه ، فالحركة لا تهدأ ، والحرارة دائمًا متقدة ، بصفاء الحب ، وروح اللقاء ، وتقديم حبيبه بالحال على كل شيء .
ما خنت هواك ولا خطرت / سلوى بالقلب تبردُّه
فكيف بالله عليك يتأثر هذا الحب وفق هذا المعنى بشائبة أو لوثة ؟!
فالثبات على الحب عنوان مواصلة النجاحات ، هنالك ينطلق المحبان يهتفان :
( ما لروحينا عن الحب غِنى )
فى الجفاء
هل فى الحب جفاء ؟هل فى الحب جفاء ؟ وإلى أى مدى يتأثر الحب بالجفاء ؟ وكيف يتحول الجفاء فى حياة المحبين إلى اقتران والتقاء ؟
أيها الحبيبان ... نعم فى الحب جفاء ... ولا تتعجبان ! وهو امتحان المحبين ، اختبارٌ للحب الصادق ، ومعرفة بمقداره ، وتذوق لحلاوته ، تنجلى صوره المختلفة لتجتمع حول أمرين ( الهجر والهجران ) .
الهجر والهجران قاتلهما الله
فهما نار الابتلاء ، يخلص فيهما الحبيبان كالذهب ، ويظهر بهما زيف غيرهما ، والإسراف فيهما عذاب المحبين ، وشقاء الأحبة ، فعلام ثم علام نشقى بأيدينا ، بالتمادى فى نار الهجر وعذاب الهجران ؟!وعلام كل هذا الجفاء ؟
قد يلتحم الجسدان والهجران ينهش فى الأفئدة لأنه من قوارض القلب وسُوس الحب ، وليست استدامة المعاشرة عنوانًا للسعادة أو دليلاً على الحب ، والهجر الموجود يتحرك كأصل منهار ، فهو عمل الجارحة الحقيقى ، وما سوى ذلك مظاهر ورسومات وأشكال خادعة .فلا يغرنك تقلب الأبدان أوعلامات السعادة المصنوعة فالحرمان الحقيقى فى انحسار متعة الأرواح وزوال سعادة القلوب ، والحرمان كله فى هجر النفوس ، وهجران القلوب ، حيث ( الجفاء ) عدو الحب ، وخصم الهوى ، وهادم اللذات وموت المحبين .
ولذلك يأتى الجفاء فى سماء الحب الصادق كسحابة تزيد من تعلق الحبيب بحبيبه ، وفراره إليه ، وهروبه من كل شيء ، فى أحلى صور الانكسار والذلة والتصافى والمصافاة ، وليس من خروج عبر خطره أو انتصار عليه إلا بالعفو والمسامحة والصبر وتحمل التكاليف , وخيرهما من يبدأ بالسلام ويبادر بالعناق ، ويفاجيء بالحنان ، وكم من لمسة حانية ... تصافت لها جفاءات متمكنة ...
أيها الحبيبان
هيا نبدد الجفاء
العفو :
فما يبدده ويجلى ظلمته ، غير العفو والمسامحة ، والماء الواحد لا ينتظر أحدهما ليسامحه الآخر ، فلا تكتم شيئًا ، يشعر به حبيبك ، ويريدك أن تتكلم به ، بل يبادر الاثنان معًا .بلّغه عن المعاناة ، وقسوة السهاد ، ومرارة السهر والتعب ، وغزارة البكاء ، وقل له إن هذا ذنبى ، أما يكفى أن يكون سببًا لعفوك ومسامحتك ! ودومًا اسأله المسامحة .
ا
لصبر:
ولا تتسرع واصبر صبر القلوب لعلك أن تفوز , وصبر القلوب يكلفك الكثير ، وبقدر التحمل تكون النتائج ، وليس لك إلا من عودة الروح وحياة الحب :أخلق بذى الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
التصافى :
التصافى والمصافاة من صفات الماء الجارى ، وما توقف ماء إلا وأسن ، فعلام يوقفنا الجفاء ؟ .وحركتنا تتواصل بالمصافاة وتستمر بالتصافى ، فيرى الحبيبان روحيهما فى بعضهما كالمرآة الواحدة .
والحيلة فى تحقيق ذلك ضرورة حركية ، والكذب فيه إجازة شرعية ، من أجل الصفاء بعد الجفاء .
وسائل عملية :
ومن الوسائل العملية : إن صدَّ عنك فاقترب منه ، إن أتاك يمشى هرول إليه ، ولا تقابل الصد بالصد ، والجفاء بالجفاء ، بل تحتفى به ، وإن لم يظهر احتفاءً بك ، وتقدم التضحيات رغم شحه بها ، وبذل كل ما ترضيه ولو لم يهتم بك ، وتسعى دومًا لإسعاده وسروره رغم تقطيبه وعبوس وجهه ، علّه يذّكر أو تنفعه الذكرى .لا تكتموا شعورًا :
ولا تكتموا عن الحبيب شعورًا ، ولا تخبئوا عنه إحساسًا ، بصوت القلب وروح الحب قولوا له :طال ظلامى فى جفاك
أنا قلبى ما جفاك
روحى فداك
أنا معذب فى نواك
لا نهاية لمعاناتى فى جفاك
يقولون أنت معى فكيف لا أراك ؟
عين القلب تريد لقياك
علام كل هذا الجفاء ؟!
قولوا له روحى فداه
هذا التجنى ما مداه
أنا لم أقم بصدوده
حتى يحملِّى نواه
احذروا اللائمين
وأخيرًا احذروا اللائمين فى أفعالهم وصنائعهم ، واحذروا المتربصين فى أقوالهم وتجنيهم ، وردوّا عليهم بالصدّ عنهم ، فتجنبهم حياة والبعد عنهم غنيمة ، من وقع فى شباكهم خسران ، لا تغبطهم بتصديق أوهامهم ، فكم هزّت صنائعهم حياة المحبين برياح لغوهم اللعين ، وكم أطفأت أمواج ظلمهم نور الهوى ، وكم تساءلت قلوب المحبيبن ... هل يختفى بركان قبائحهم الثائر فينا ؟وأخيرًا وبعد تحقيقك لكل هذه الوسائل :
للربّ دع أمر النّوى قد نتجلى/ أقدار ربّى كالرحيق الزّائر
ثم قل :
يا لائمى فى هواه والهوى قدرٌ/ لو شفّك الوجدُ لم تعذل ولم تلُمِ
جرح الأحبة
أيها الحبيبان : ما لجرح فى ميت إيلام ، فالجرح ألم ومعاناة ، لا ينتهى ألمه إلا بالموت ، وهذه سنة بشرية ، ولكنها عند الأحبة لها مذاق آخر ، وطعم خاص ، فالقلب الذائب فى القلب ، والروح الممتزجة فى صفاء ، أماتت الذوات والأشخاص والنفوس والكينونة ، فكلما برزت النفوس ماتت القلوب والأرواح ، ووفق هذا المعنى ينقلب جرح الجفاء إلى غير ذى ألم ، فكل معاناة فى سبيل الحب تقوّى الروح مادام المحبان يسعى كل منهما بالمبادرة إلى الصفو وردّ الروح بوسائل الحب :جحدتها وكتمت السهم فى كبدى / جرح الأحبة عندى غير ذى ألمِ
أعيدوا روح الحب :
بل كيف يكون الجفاء جرحًا ؟والحبيبان كل منهما يقدم هذه الوسائل فى ذلة وانكسار ، واحتفاء وحفاوة ، وتضحية بكل شيء ، حتى الروح ... وهل بعد الروح من تضحيات ؟ فأعيدوا روح الحب وبددوا الجفاء .. وكفى .
المصدر : راسخون2017