الماسونية بعد الميلاد

سنة ٣٠ق.م: ملك أوغسطس قيصر على الرومان، واشتهر بحبهِ للعظمة والمجد، فشمَّر عن ساعد الجِد ليجعل ملكه سعيدًا ورعاياه مغبوطين، وازدادت جماعة البنَّائين في أيامهِ ازديادًا عظيمًا، وقام قسم منهم وأنشئوا مدارس خاصة
Saturday, June 17, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
الماسونية بعد الميلاد
 الماسونية بعد الميلاد




 

سنة ٣٠ق.م: ملك أوغسطس قيصر على الرومان، واشتهر بحبهِ للعظمة والمجد، فشمَّر عن ساعد الجِد ليجعل ملكه سعيدًا ورعاياه مغبوطين، وازدادت جماعة البنَّائين في أيامهِ ازديادًا عظيمًا، وقام قسم منهم وأنشئوا مدارس خاصة لهم لا تقبل إلا الراغبين في تعليم الحفر، وكان هؤلاء من القوم الذين اشتُهر فضلهم وعُرف حزمهم وسارت بنشاطهم الأمثال.
فأصبحوا مكرمين من الجميع، وصار الرومان يدخلون في عدادهم زرافات وكلهم متيقن أنه بانتظامهِ في هذه الجمعية الفضلى ينال الشرف العظيم لما رأوا من تقدمها السريع، فأمرهم أوغسطس قيصر بتشييد الهياكل العظيمة إكرامًا للآلهة التي منحته ما لم تمنح غيره من القياصرة من سعة الملك ورغد العيش ومحبة الرعيَّة، فقام البناءُون وبدءوا عملهم ناشطين من عقال الخمول، وشيدوا المعالم والقصور بما جعل رومية في مدة قصيرة جنة الدنيا، فازدادت بهجتها بهجةً وجمالها جمالًا.
ورأى ذلك أصدقاء أوغسطس قيصر، فأرادوا مجاراته على عملهِ العائد نفعه على الجميع ليكسبوا بذلك رضاه، فقام ستاتيليوس توروس وأنشأ مرسحًا عظيمًا، وماركوس فيليبوس هيكلًا أنيقًا لعبادة الإله هرقل ميزاجات ولوسيوس كارنيفوسيوس معبدًا للإله ديانا، وهلمَّ جرًّا.
سنة١ بعد المسيح: أنشأ أوغسطس قيصر هيكلًا في نيم تذكارًا لصديقيهِ كايوس ولوسيوس، ولا تزال آثار هذا الهيكل إلى الآن معروفة باسم بيت المربع.
سنة ٥ب.م: انتظم المهندسون الإسرائيليون الذين كانوا قد أتوا إلى رومية وخولهم يوليوس قيصر في ذلك العهد حق العمل في سلك البنَّائين، وأدخلوا إلى هذه الجمعية تعاليمهم وأسرارهم التي تلقَّوها قديمًا عن المصريين.
سنة ١٠ب.م: قام النقاش الشهير فيتروفيوس بوليو Vitruvius Pollio ووضع كتابه الشهير في النقش وبين حالة الصناعة في تلك الأيام وما وصلت إليهِ بهمة البنَّائين الذين جعلوه صناعة شريفة حتى انتظم في سلكها السراة والأعاظم.
سنة ١٤ب.م: قام البناءُون في عهد طيباريوس قيصر وشيدوا قصرًا عظيمًا للقياصرة، وفي تلك السنة أمر طيباريوس بعمل أقواس نصر لأخيهِ كلوديوس دروسوس ولأوغسطس.
وامتدت الصناعة في تلك الأيام امتدادًا عظيمًا، وعمَّت أربعة أقطار العالم الروماني، فأرسلت مدن برغاما Pergame، ونيكوميديا Nicomidie، وميلاسا Mylasse، والقيصرية Césarée، وبوزول Pouzzole، وبولا Pola مندوبين من قِبَلها إلى رومية ليستجلبوا منها قسمًا من البنَّائين ليشيدوا في تلك الأماكن هياكل إكرامًا لأوغسطس قيصر.
سنة ٢٥ب.م: أنجز البناءُون عمل الجسر الذي بدءوا بإنشائهِ على نهر ريمبني في زمن أغسطس قيصر، وذلك في عهد طيباريوس، وأمر بتشييد هياكل لعبادة الإلهة بروزربينا وجونون وإله الاتحاد.
سنة ٤١ب.م: قام كلوديوس قيصر وأمر ببناء حاجز للمياه، وبذل في إنشائهِ الأموال الطائلة بما جعله أنيقًا للغاية ودعاه باسمهِ.
سنة ٥٠ب.م: في هذه السنة وصلت صناعة البناء في رومية إلى أسمى معارج الكمال، ولكنها كانت مضطهدة من القياصرة الذين كانوا يهضمون حقوقها ويحرمونها من امتيازاتها شيئًا فشيئًا حتى ذبلت نضارتها عما كانت عليهِ سابقًا، وأصبحت تسير القهقرى رغمًا عن النشاط العظيم الذي أبداه محبوها ليرجعوا لها عظمتها الأولى، ونضارتها السابقة، ومع ذلك لم يُفلحوا سعيًا فيما حاولوا إدراكه، وبقيت تلك البنايات التي أنشأها هؤلاء الجهابذة في ذلك العهد تدلنا صريحًا أن قد تلاعبت بجمعيتهم أيدي الأيام حتى لم تعد كما كانت عليهِ في الأزمنة الغابرة من ضخامة البناء ومتانتهِ وزخرفتهِ التي أبدعته عقول قوم فضلاء تنزهوا عن الشين، وجعلوا الحقيقة هدفًا يتداعون إلى إصابتهِ.
وظهرت عوامل هذا التقهقر في جماعة البنَّائين اليونانيين أيضًا الذين أخذ الرومان عنهم آثارًا كثيرة واقتفوهم طويلًا في صناعتهم.
والذي دعا إلى هذا التأخر العظيم هو أن يوليوس قيصر وأوغسطس أرسلا إلى البلدان التي افتتحوها كل الذين اشتهروا بالبناء، والذين أحرزوا بهِ شهرة عظيمة ليقيموا في تلك البلدان آثارًا عظيمة ومباني ضخمة جسيمة ليجعلا عند هؤلاء القوم المغلوبين أثرًا حميدًا من تقدم الرومان وإبداعهم، فكان البناءُون لشهرتهم وفضلهم يفعلون ما لم يفعله سيف المنتصرين الصقيل، ولا رمحهم الذابل الطويل. وكان بين هؤلاء قسم خصص نفسه للكتابة فيظهر بتآليفهِ للعالم أجمع فضل هذه الجمعية وغايتها الشريفة، فيتقاطرون إلى الانتظام بسلكها متداعين.

نيرون الظالم

سنة ٥٤ب.م: ذاقت رومية مرارة العيش وعرفت نكد الطالع لتسلط نيرون الظالم عليها بعد أن أحرق عاصمته (رومية) فاحترق معها كثير من البنايات النفيسة والهياكل الأنيقة، ثم أمر بإنشاء قصر عظيم لسكناه ودعاه القصر الذهبي، وكان الأستاذان سيفيروس Severus وسيلر Celler يديران الأعمال ويدربان العمال على البناء، بما جعل هذا القصر اسمًا على مسمى.
سنة ٧٠ب.م: أمر فلافيانوس قيصر ببناء هيكل السلام العظيم وإنشاء مرسح يسع مائة وعشرة آلاف نفس، واشتغل بهذا البناء اثنا عشر ألف يهودي جيءَ بهم أسرى عند افتتاح أورشليم، ولم ينتهِ هذا المرسح إلا في عهد تيطس سنة ٨٠ب.م.
سنة ٨٠ب.م: أمر تيطس قيصر ببناء الهياكل وتشييد المباني العمومية وترميم الأماكن التي احترقت في السنة السابقة.
سنة ٨٥ب.م: تسلط دوميتيانوس قيصر على رومية فعظمها كثيرًا وأنشأ فيها المحلات الأنيقة والمباني الجسيمة، وشيَّد فيها الهياكل العظيمة كما في غاليا.
سنة ٩٠ب.م: أقام جماعة البنَّائين حصونًا وقلاعًا عظيمة في بريطانيا، كما أمرهم بهِ الجنرال أغريقولا Agricola وتحصينات كثيرة في خليجي فورت Forth وكليد Clyde ليردوا هجمات أعدائهم الاسكوتسيين، واحتل الجنرال أغريقولا تلك الضواحي ليضبط البلاد ويسود الأمان.
سنة ٩٨ب.م: أنشأ الإمبراطور تراجيانوس قيصر هياكل لعبادة الآلهة فانوس وديانا. وكان هيكل كيرينوس عظيمًا للغاية مؤلفًا من طبقات عديدة قائمًا على ستة وسبعين عمودًا، وكذلك في الولايات الرومانية أُنشئت معابد كثيرة وهياكل عظيمة إكرامًا للقياصرة، وفي تلك السنة بنى تراجيانوس مرسحًا في رومية بغاية الاتساع أنيقًا مزخرفًا بأنواع الزينة يسع مائتين وستين ألف نفس.
سنة ١٢٠ب.م: قام أدريانوس قيصر وأنشأ هياكل عظيمة لعبادة الزهرة، وأقام تمثالًا آخر لنفسهِ دعاه تمثال أدريانوس، أو قصر الملاك الصالح، وفي ذلك العهد طرد من مملكتهِ أبولودوروس Apollodore الحفار الشهير لكونهِ قال له حقيقةً كان يود إخفاءَها، وكان لهذا القيصر همة لا تعرف الكلل، ولا يعروها الملل.
فكان دأبه إنشاء المعالم والقصور والبنايات الأنيقة والهياكل الضخمة الفخيمة، فكان يزور ولاياتهِ والممالك الرومانية ويأمر بتشييد الأماكن العمومية التي تعود بالنفع على العباد والبلاد، فأقام في بريطانيا سورًا منيعًا يمتد من تينا Tyne حتى خليج سلواي Solway ليقي البلاد شر هجمات أعدائهم الاسكوتسيين الذين كانوا دائمًا في حرب مستمرة، وكثيرًا ما كانوا يشنون الغارة ويعيثون في الأرض فسادًا، وتمم في إسبانيا بناءَ الهياكل العظيمة التي بدأها أوغسطوس قيصر.
وأنشأ في أفريقيا هياكل كثيرة في البقعة القائمة عليها الآن تونس والجزائر، وحفظت آسيا له ذكرًا جميلًا لكثرة المباني الأنيقة التي أقامها فيها. ووجه اهتمامه إلى اليونان خصوصًا، وجعلها بمدة وجيزة زاهية زاهرة، ومن جملة الهياكل التي شيدها هناك هيكل المشتري، وفيهِ مائة واثنان وعشرون عمودًا.
سنة ١٣٠ب.م: وبعد سقوط الجمهورية الرومانية بدأت كل الجمعيات التي أقامها نوما بومبيليوس تتأخر شيئًا فشيئًا إلى أن تبيد وتضمحل؛ وذلك لظلم الحكام وضغطهم عليها. وكانت طائفة البنَّائين قد أخذت تتقهقر كغيرها من الجمعيات فكأن القياصرة تراجيانوس وأدريانوس وغيرهما لجموها بشكيمة الظلم والاستبداد وأخَّروا أعمالها كثيرًا، ولكن حب المجد والفخفخة غلب عليهم وأجبرهم أن يتركوا هذه الطائفة وشأنها تفعل ما تريد لعلمهم الأكيد أن لا قوام لهم وللمملكة إن لم يكن فيها مثل هذه الجمعية العظيمة الشأن.
سنة ١٤٠ب.م: قام البنَّاءُون في عهد أنطونيوس قيصر ببناء هيكل لمارس إله الحرب وأمرهم هذا القيصر بإنشاء حصن آخر في بريطانيا، إذ رأى الأول غير كافٍ لأن يمنع عن تلك البلاد هجمات أعدائها الثائرين، وكان بناء هذا السور المنيع الذي وصل فورت Forth بكليد Clyde يستوجب مشاركة الأهلين في بنائهِ أيضًا، إذ لم يكن عدد البنَّائين ليكفي هذا العمل العظيم فانتظم كثيرون من الأهالي في سلك هذه الجمعية وأخذوا أسرارها وتلقنوا تعاليمها.
وامتاز ملك أنطونيوس قيصر عن غيرهِ بإنشاء البنايات العظيمة أهمها في هليوبوليس، وهي بعلبك التي لا تزال آثارها بسورية حتى الآن تدلنا صريحًا على ما كان عليه البناءُون من العظمة والصولة، وقد خصص هذان الهيكلان بعبادة الشمس، والذي يدخل القلعة الآن يرَى هيكلها أشبه بالمحافل الماسونيَّة الرمزية.

المصدر :  راسخون2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.