حريق لندن

سنة ١٦٦٦ميلادي: في سنة ١٦٦٥ حدث وباءٌ في لندن أهلك نحو مائة ألف نسمة، وفي ٢ سبتمبر سنة ١٦٦٦ حدث حريق هائل فيها أيضًا ابتدأ في بيت خبَّاز وامتدَّ إلى البنايات الخشبية واندلع لسان اللهيب فالتهمت النار كل ذلك
Sunday, July 23, 2017
الوقت المقدر للدراسة:
مؤلف: علی اکبر مظاهری
موارد بیشتر برای شما
حريق لندن
حريق لندن



 

سنة ١٦٦٦ميلادي: في سنة ١٦٦٥ حدث وباءٌ في لندن أهلك نحو مائة ألف نسمة، وفي ٢ سبتمبر سنة ١٦٦٦ حدث حريق هائل فيها أيضًا ابتدأ في بيت خبَّاز وامتدَّ إلى البنايات الخشبية واندلع لسان اللهيب فالتهمت النار كل ذلك الشارع.
وامتدت بسرعة إلى جهات لندن الأربع على مساحة متسعة فاحترق ثلاثة عشر ألف بيت و٨٩ كنيسة من جملتها كنيسة مار بولس الشهيرة عدا عن بيوت العبادة الصغيرة، ولم ينجُ من الحريق سوى ١١ حيًّا من أحياء المدينة.
وبعد هذا المصاب العظيم عزموا على بناء المدينة بحجر وقرميد عوضًا عن الخشب، وعيَّن الملك «تشارلس الثاني» الأستاذ الأعظم «ديبوتي وَرِن» ليخطط المدينة ويجعل شوارعها متسعة فاستعان وَرِن بروبرت هوك أستاذ الهندسة في كلية جريشام .
فخطط بيوت الأهالي، ووَرِن خطط عموم المدينة والكنائس والمعابد وكل محلات الحكومة المهمة ورفع خريطة إلى الملك فلقي وَرِن أشد المعارضات من أصحاب الأملاك، ولم ينجح في إقناعهم بتوسيع الشوارع وفات لندن فرصة لو اغتنموها لكانت بهجة الدنيا، ولكنهم أصرُّوا على عنادهم وأعادوا البناءَ على الأسكلة القديمة.
سنة ١٦٦٧ميلادي: وفي ٢٣ أكتوبر سنة ١٦٦٧ وضع الملك بيدهِ حجر الزاوية للرويال أكستشانج. وفي ٢٨ سبتمبر سنة ١٦٦٩ احتفل بها محافظ لندن بحضور أعيان المدينة، وكان في وسطها تمثال الملك الحالي من الرخام الأبيض صنع جيبونس المنبه الأول الأعظم للمحفل الأكبر وتماثيل بقية الملوك.
سنة ١٦٦٨ميلادي: وسنة ١٦٦٨ شرع في بناء كُمْرُك لندن الذي احترق فيما بعد وأقيم مكانه بناءٌ جميل، وشرعوا في بناء مرسح التمثيل في أُكسفورد على نفقة جلبرت شلدون أسقف كنتربري في ٩ يوليو سنة ١٦٦٩، وفي ذلك الوقت بنيت الأنتكخانة على نفقة الشعب بجانب المرسح.
سنة ١٦٧١ميلادي: وسنة ١٦٧١ شرعوا في إقامة نصب تذكاريٍّ للحريق ولتجديد مدينة لندن، وانتهى بناؤه سنة ١٦٧٧.
ثم تحول فكر الجمهور إلى بناء كنيسة القديس بولس فاشتغل أساتذة الماسون بعمل الرسوم المختلفة على أبدع الأساليب وأتقن الصناعة. وبعدما وافق الملك والأساقفة على أحسن رسم قدم لهم، باشروا العمل سنة ١٦٧٣ وحُفِظ هذا الرسم إلى الآن في إحدى غرف الكنيسة.
وقد احتُفل بوضع حجر الزاوية بحضور جمهور عظيم من اللوردية والأشراف والأعيان والإكليروس والمهندسين والنقاشين، وسَلَّم الرئيس الأعظم ريفر المطرقة للملك تشارلس الثاني فوضع الملك حجر الزاوية بيدهِ ودقه بالمطرقة (باسم مهندس الكون الأعظم).
وناول المطرقة إلى السر «خريستوفور وَرِن» الرئيس الأعظم السابق فحفظها ثم أهداها إلى محفل القديس بولس الذي يدعى الآن محفل الآثار (الأنتيكة).
ولا تزال محفوظة هناك إلى اليوم. وكان رئيس العمل الدكتور «وَرِن» الرئيس الأعظم السابق والمنبهون المستر «إدورد سترُن» وابنه. وقد وصف هذه الكنيسة سعادة الأخ المحترم أمين باشا فكري ناظر الدائرة السنية في كتابهِ المطبوع في مصر في مطبعة المقتطف المسمى «إرشاد الألبَّا إلى محاسن أوروبا» صفحة ٤٦٢ قال:
«كنيسة القديس بولس الكاتدرائية» هي أفخم المباني التي تستوقف الأنظار وتحار عندها الأفكار، قائمة على مرتفع يشاهد من بعيد، وكان بمكانها في الأصل هيكل لعبادة بعض الآلهة في الأزمان الخالية، ففي سنة ٦٠٣ بنى بعض الملوك فيهِ كنيسة استمرت إلى سنة ١٦٦٦
فاحترقت بتمامها وبقي المحل خاليًا تسع سنين حتى شُرع في وضع أساس هذه الكنيسة الحالية يوم ٢١ يونيو سنة ١٦٧٥، وانتهت في سنة ١٧١٠ بعد أن ضربت الدولة لأجل إتمامها ضريبة على معادن الفحم الحجري، وبلغت نفقاتها نحو ٧٤٨ ألف جنيه.
وهي على هيئة صليب تشابه كنيسة القديس بطرس في رومه، وإن كانت أصغر منها، ويبلغ طول صحنها ١٥٢ مترًا، وعرضه ٣٦ مترًا، وارتفاع قبتها من الداخل ٦٨ مترًا، ومن الخارج ١١١ مترًا.
وهي أكبر الكنائس بعد كنيسة القديس بطرس برومه كما تقدم وبعد كنيسة ميلانو الكاتدرائية، والناظر إليها من قريب لا يتحقق جسامتها لإحاطة الأبنية بغالب أطرافها فلا يتحقق من ذلك إلا إذا كان بعيدًا عنها.
ومنظر وجهتها من الخارج جميل جدًّا، عرضها ٥٥ مترًا وأمامها سفينة محمولة على اثني عشر عمودًا من الرخام يُصعد إليها بسلم له اثنان وعشرون درجة وبمقدمها بنيَّةٌ مثلثة بها صور كثير من القديسين ناتئة في الحجر من صنع أحسن الصناع وأشهرهم.
أما من الداخل فهي خالية من النقوش والزخرفة كعادة البروتستانت في كنائسهم وبها كثير من قبور مشاهير الإنجليز وقوادهم جريًا على عادتهم في دفن المشاهير من موتاهم في الكنائس تعلو قبورهم فيها الصور والتماثيل.
فمن ذلك قبر الأميرال رودني وبجوار قدميه تمثالا شخصين يحكي أحدهما للآخر حديث غزوات الأميرال المذكور على قصد أن الحاكي هو النصر والمحكي له هو التاريخ.
ولا يُمنع إنسان من التفرج على ما بهذه الكنيسة من التحف والآثار في كل وقت غير أوقات الصلاة ويُعمل بها في كل سنة احتفالان عظيمان في شهري مايو ويونيو أولهما لمساعدة أرامل القسس وأيتامهم، والثاني لمساعدة المدارس المجانية.
والقسم الأسفل من هذه الكنيسة على الشكل الكورنثي ودشنت أول مرة في ٢ ديسمبر سنة ١٦٩٧، والحجر الأخير الذي عليهِ الفانوس وضعه حفيد وَرِن سنة ١٧١٠.
ولما كانت كنيسة مار بولس تبنى كان آخرون يبنون بنايات أخرى مثل مستشفى بيت لحم الذي وضع أول حجر منه سنة ١٦٧٥ والمدرسة الكلية للأطباء وغير ذلك من البنايات العظيمة الكثيرة، وقد ذكر بعضها بريستون في تاريخهِ الماسوني.
وبينما كانت هذه المباني الفخيمة تشاد في لندن تحت مراقبة السر خريستوفور ورن أمر الملك تشارلس الثاني السر وليم بروس بارت الرئيس الأعظم في اسكوتلندا أن يرمم سراية هوليرود في أيدنبرج ويعمم الإصلاح في كل البلاد، فبُنيت السراي المذكورة على الشكل الأغسطي.
وفي كل هذه المدة لم يهمل شغل الجمعية الخصوصي، بل كان الإخوة يجتمعون في محافل شتى وجددوا عدة محافل وازداد عددهم أيضًا وحافظوا على الدرجتين اللتين أُدخلتا على الماسونيَّة بعد مقتل «تشارلس الأول».
سنة ١٦٧٤ميلادي: وفي سنة ١٦٧٤ اسْتُعْفِيَ «أرل أوف ريفرس» من الرئاسة العظمى في إنكلترا وخلفه «جورج فيلارس» دوق أوف بوكنهام، وهذا سلَّم الأشغال لنائب الرئيس الأعظم السر «خريستوفور ورن» والمنبه الأول الأعظم.
سنة ١٦٧٩ميلادي: وسنة ١٦٧٩ اسْتُعْفِيَ دوق أوف بوكنهام فسمي هنري بنت أرل أوف أرلينتون رئيسًا أعظم مكانه. ومع أن أشغال هذا الأرل لم تسمح له بالحضور في الاجتماعات كثيرًا كان الإخوة يواظبون على الاجتماع وازداد عددهم ودخل بينهم جمهور من الأشراف.
سنة ١٦٨٥ميلادي: وتوفي سنة ١٦٨٥ «أرل أوف أرلينتون» فاجتمع الماسون وانتخبوا مكانه السر «خريستوفور ورن».
وتوفي الملك «تشارلس الثاني» وخلفه على المُلك «جمس السابع» لاسكوتلندا والثاني لإنكلترا.
منبع مقاله : راسخون2017
 


ارسل تعليقاتك
با تشکر، نظر شما پس از بررسی و تایید در سایت قرار خواهد گرفت.
متاسفانه در برقراری ارتباط خطایی رخ داده. لطفاً دوباره تلاش کنید.